شهد القلوب
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Welcome_042

* عزيزي الزائر *
اهلا و سهلا بك
كم اسعدتنا بهذه الزيارة و شرفتنا
و يزيدنا شرف بتسجيلك معنا و تصبح قلب من قلوب
* شهد القلوب *

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 41160_1234692989

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شهد القلوب
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Welcome_042

* عزيزي الزائر *
اهلا و سهلا بك
كم اسعدتنا بهذه الزيارة و شرفتنا
و يزيدنا شرف بتسجيلك معنا و تصبح قلب من قلوب
* شهد القلوب *

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 41160_1234692989
شهد القلوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ديوان شعرأحمد شوقي

صفحة 4 من اصل 10 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:19 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك



سِرْ أَبا صالحٍ إلى الله واترك مصرَ في مأْتمٍ وحزنٍ شديد
هذه غاية ُ النفوسِ، وهذا منتهى العيشِ مرهِ والرغيد
هل ترى الناسَ في طريقك إلا نَعْشَ كَهْلٍ تَلاه نعشُ الوَليد؟
إنّ أَوهَى الخيوطِ فيما بدا لي خَيْطُ عيشٍ مُعلَّقٌ بالوريد
مضغة ٌ بين خفقة ٍ وسكونٍ ودَمٌ بينَ جَرْيَة ٍ وجُمود
أنزلوا في الثرى الوزيرَ، وواروا فيه تسعين حِجَّة ً في صُعود
كنتَ فيها على يَدٍ من حرير لليالي، فأصبحتْ من حديد
قد بلوناكَ في الرياسة حيناً فبلوْنا الوزيرَ عبدَ الحميد
آخذاً من لسانِ فارسَ قسطاً وافرَ القسْمِ من لسان لَبِيد
في ظلال الملوكِ، تُدْنِي إليهم كلَّ آوٍ لظلِّكَ الممدود
لستَ مَنْ مَرَّ بالمعالم مَرّاً إنما أنت دولة ٌ في فقيد
قمْ فحدِّثْ عن السنين الخوالي وفُتوحِ المُمَلَّكِين الصِّيد
والذي مَرَّ بينَ حالِ قديمٍ أنتَ أدرى به وحالِ جديد
وصِف العزَّ في زمان عليٍّ واذكر اليمنَ في زمان سعيد
كيف أسطولهم على كل بحرٍ وسراياهمُ على كلِّ بيدِ
قد تولوا وخلَّفوكَ وفيّاً في زمانٍ على الوفيِّ شديد
فکلْحَقِ اليومَ بالكرام كريماً والْقَهم بينَ جَنَّة ٍ وخُلود
وتقبَّلْ وداعَ باكٍ على فقـ ـدك، وافٍ لعهدك المحمود

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:19 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm


طويَ البساطُ وجفت الأقداحُ



طويَ البساطُ وجفت الأقداحُ وغدَتْ عواطلَ بعدكَ الأَفراحُ
وکنفضّ نادٍ بالشآم، وسامرٌ في مصرَ أنت هزاره الصدَّاح
وتقوضتْ للفن أطولُ سرحة ٍ يغدى إلى أفيائها ويراح
والله ما أَدري وأَنتَ وحيدُه أعليه يبكي، أم عليك يناح؟
إسحاقُ مات، فلا صبوحَ، ومعبدٌ أودى ، فليس مع الغبوقِ فلاح
ملكُ الغناء أزاله عن تختهِ قدرٌ يزيل الراسياتِ متاح
في الترب فوقَ بني سويفَ يتيمة ٌ ومن الجواهر زَيِّفٌ وصِحاح
ما زال تاجُ الفن تياهاً بها حتى استبدّ بها الردى المجتاح
لو تستطيع كرامة ً لمكانها مشتِ الرياضُ إليه والأدواح
رحماكَ عبدَ الحيِّ، أمكَ شيخة ٌ قعدَتْ، وهِيضَ لها الغَداة َ جَناح
كُسِرَتْ عَصاها اليومَ، فهي بلا عصاً وقضى فتاها الأجودُ المسماح
الله يعلم، إن يَكُنْ في قلبها جُرحٌ ففي أَحشاءِ مصرَ جِراح
والناسُ مَبْكِيٌّ وباكٍ إثْرَهُ وبكا الشعوبِ إذا النوابغُ طاحوا
كان الندامى إن شَدَوْتَ وعاقروا سيّانِ صوتُك بينهم والراح
فيما تقول مُغنِّياً ومُحدِّثاً تتنافس الأَسماعُ والأَرواح
فارقتَ دنيا أرهقتك خسارة ً وغنمتَ قربَ اللهِ وهو رباح
يا مُخلِفاً للوعد، وَعْدُك ما له عندي ولا لك في الضمير بَراح
عبثتْ به وبكَ المنية ُ، وانقضى سببٌ إليه بأنسنا نرتاح
لما بلغنا بالأحبة والمنى بابَ السرورِ تغيَّب المفتاح
زعموا نعيكَ في المجامع مازحاً هيهاتَ! في ريب المنونِ مزاح
الجِدُّ غاية ُ كلِّ لاهٍ لاعبٍ عندَ المنية ِ يجزع المفراح
رمت المنايا إذ رمينك بلبلاً أَرداه في شَرَكِ الحياة ِ جِماح
آهاتُه حُرَقُ الغرامِ: ولفظُه سجعُ الحَمام لَوَ کنَّهُنَّ فِصاح
وذبحهنَ حنجرة ً على أوتارها تُؤسَى الجِراحُ، وتُذْبَحُ الأَتراح
وفللنَ من ذاك اللسان حديدة ً يَخشى لئيمٌ بأْسَها ووقاح
وأَبحْنَ راحتَك البِلَى ، ولطالما أَمسى عليها المالُ وهو مُباح
روحٌ تناهتْ خفة ً فتخيرتْ نزلاً تقاصرُ دونه الأشباح
قمْ غنِّ ولدانَ الجنانِ وحورها وابعثْ صَداك فكلُّنا أَرواح
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:20 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

ضجَّتْ لمصرع غالبٍ



ضجَّتْ لمصرع غالبٍ في الأرضِ مملكة ُ النباتِ
أَمستْ بتيجانٍ عليـ ـه من الحِداد مُنكّسات
قامت على ساقٍ لغيـ بته ، وأقعدت الجهات
في مأتمٍ تلقى الطبيع ة َ فيه بين النائحات
وترى نجومَ الأرضِ من جَزَعٍ مَوَائِدَ كاسفات
والزهرُ في أكمامه يبكي بدمع الغاديات
وشَقائقُ النُّعمانِ آ بَتْ بالخدودِ مُخَمَّشات
أَما مُصابُ الطبِّ فيـ ه فسلْ به ملأَ الأساة ِ
أَوْدَى الحِمامُ بشيخهم ومآبهم في المعضلات
ملقيِ الدروس المسفرا تِ عن الغُروس المُثمِرات
قد كان حربَ الظلمِ ، حر ب الجهلِ ، حربَ الترهات
والمستضاءَ بنوره في الغربِ مُغْتَربُ الرُّفات
قد كان فيه محلَّ إج ـلالِ الجهابذة ِ الثقات
وممثلَ المصريِّ في حظِّ الشعوبِ من الهبات
قل للمريب : إليكَ ، لا تأْخذْ على الحرّ الهنات
إن النوابغَ أهلَ بدْ رٍ ما لهم من سيئات
هم في عُلا الوطنِ الأَدا ة ًُ فلا تحطَّ من الأداة
وهمُ الأُلَى جمعوا الضما ئرَ والعزائم من شتات
لهم التَّجلَّة ُ في الحيا ة ِ، وفوق ذلك في الممات
عثمانُ ، قمْ تر آية ً اللهُ أحيا الموميات
خرجَتْ بَنِينَ من الثرى وتحركتْ منه بناتِ
واسمعْ بمصر الهاتف ـين بمجدها والهاتفات
والطالبين لحقها بينَ السكينة ِ والثبات
والجاعليها قِبْلة ً عندَ الترنُّمِ والصَّلاة
لاقوا أُبوّتَهم على غُرِّ المناقبِ والصفات
حتى الشبابُ تراهُمُ غلبوا الشيوخَ على الأناة
وزنوا الرجالَ ، فكان ما أعطوْا على قدر الزنات
قل للمغالطِ في الحقا ئق حاضرٍ منها وآت
الفكرُ جاءَ رسوله وأتى بإحدى المعجزات
عيسى الشعورِ إذا مشى ردّ الشعوبَ إلى الحياة

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:21 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

مماتٌ في المواكب، أم حياة ُ



مماتٌ في المواكب، أم حياة ُ ونعشٌ في المناكب، أم عظاتُ؟
ويومكَ في البرية ِ، أم قيامٌ وموكبك الأدلة ُ والشيات؟
وخطْبُكَ يا رياضُ أَم الدواهي على أَنواعها والنَّازلات؟
يجِلُّ الخطْبُ في رجلٍ جليلٍ وتَكبرُ في الكبير النائبات
وليس الميتُ تبكيه بلادٌ كمن تَبكي عليه النائحات
وهل تَلْقَى مناياها الرواسي فتهوي، ثمَّ تضمرها فلاة ؟
وتُكْسَرُ في مراكزها العَوالي وتدفنُ في التراب المرهفات؟
ويغشى الليثُ في الغابات ظهراً وكانت لا تَقرُّ بها الحَصاة ؟
ويَرْمِي الدهرُ نادِيَ عينِ شمسٍ ولا يحمي لواءهم الرماة ؟
أجل، حملتْ على النعش المعالي ووسدتِ الترابَ المكرمات
وحمِّلتِ المدافعُ ركنَ سلمٍ يُشيعه الفوارس والمشاة
وحلّ المجدُ حفرته، وأمس يُطِيف به النوائحُ والبُكاة
هوى عن أوج رفعته رياضٌ وحازته القرونُ الخالياتُ
كأَن لم يملأ الدنيا فَعالاً ولا هَتَفَتْ بدولته الرُّواة
نعاه البرقُ مُضْطرِباً، فماجَتْ نجومٌ في السماءِ مُحلِّقات
كأَن الشمسَ قد نُعِيَتْ عِشاءً إليها فهْيَ حَسْرَى كاسفات
صحيفة ُ غابرٍ طُوِيَتْ، وولَّت على آثارِ من درجوا وفاتوا
يقول الآخرون إذا تلوها: كذلك فليلدن الأمهات
جزى الله الرضا أَبوَيْ رياضٍ هما غرسا وللوطن النبات
بنو الدنيا على سفرٍ عقيمٍ وأَسفارُ النوابِغِ مُرجعات
أرى الأمواتَ يجمعهم نشورٌ وكم بعثَ النوابغُ يومَ ماتوا
صلاحُ الأرضِ أحياءٌ وموتى وزينتُها وأَنجُمُها الهُداة
قرائحُهم وأَيديهم عليها هدى ، ويسارة ٌ، ومحسنات
فلو طُلِبَتْ لهم دِيَة ٌ لقالت كنوزُ الأَرضِ: نحن هي الدَّيات
أبا الوطنِ الأسيفِ، بكتكَ مصرُ كما بكت الأبَ الكهفَ البناتُ
قضيتَ لها الحقوقَ فتى وكهلاً ويومَ كبرتَ وانحنتِ القناة
ويومَ النَّهْيُ للأُمراءِ فيها ويومَ الآمرون بها العُصاة
فكنتَ على حكومتها سراجاً إذا بسطتْ دجاها المشكلات
يزيد الشيبُ نفسَك من حياة ٍ إذا نقصتْ مع الشيب الحياة
وتملؤك السِّنُونَ قوى ً وعزماً إذا قيل: السنون مثبطات
كسيْف الهندِ أَبْلَى حين فُلَّتْ ورَقَّتْ صَفحتاه والظُّبات
رفيعُ القدرِ بالأمصار يرني كما نظرتْ إلى النجم السراة
كأنك في سماءِ الملكِ يحيى وآلك في السماء النيرات
تسوسُ الأمرَ، لا يعطي نفاذاً عليك الآمرون ولا النهاة
إذا الوزراءُ لم يُعطوا قِياداً نبذتهمُ كأَنهمُ النَّواة
زَماعٌ في انقباضٍ في اختيالٍ كذلك كان بسمركُ الثُّبات
صِفاتٌ بَلَّغتْك ذُرَى المعالي كذلك ترفع الرجلَ الصفات
وجدتَ المجدَ في الدنيا لِواءً تلقَّاه المقاديمُ الأباة
ويبقى الناسُ ما داموا رعايا ويبقى المقدمون همُ الرعاة
رياضُ، طويتَ قرناً ما طوته مع المأْمون دِجْلة ُ والفرات
تمنت منه أياماً تحلَّى بها الدولُ الخوالي الباذخات
وودّ القيصران لو أنَّ روما عليها من حَضارته سِمات
حَباكَ الله حاشِيَتَيْهِ عُمْراً وأعمارُ الكرام مباركات
فقمتَ عليه تجربة ً وخبراً ومدرسة ُ الرجال التجربات
تمرُّ عليك كالآيات تَتْرَى أَحاديثُ المُنى والتُّرَّهات
فأَدركتَ البخارَ وكان طفلاً فشبَّ، فبايعته الصافنات
تجاب على جناحيه الفيافي وتحكم في الرياح المنشآت
ويصعد في السماء على بروجٍ غداً هي في العوالم بارجات
وبَيْنا الكهرُباءُ تُعَدُّ خرقاً إذا هي كلَّ يومٍ خارقات
ودان البحرُ حتى خِيضَ عُمقاً وقيدتْ بالعنان السافيات
وبلغتَ الرسائلُ، لا جناحٌ يَجوب بها البحارَ، ولا أَداة
كأن القطرَ حين يجيب قطراً ضمائرُ بينها مُتناجِيات
هو الخبرُ اليقينُ، وما سواه

سأَلْتُكَ: ما المنِيَّة ُ؟ أَيُّ كأْسٍ؟ وكيف مَذاقُها؟ ومَن السُّقاة ؟
وماذا يُوجِس الإنسانُ منها إذا غَصَّت بعلْقَمها اللَّهاة ؟
وأيُّ المصرعين أشدُّ: موتٌ على عِلْمٍ، أَم الموتُ الفَوات؟
وهل تقع النفوسُ على أَمانٍ كما وقعتْ على الحرمِ القطاة ؟
وتخلد أم كزعم القول تبلى كما تبلى العظامُ أو الرفات؟
تعالى الله قابضها إليه وناعشها كما انتعش النبات
وجازيها النعيمَ حِمى ً أَميناً وعيشاً لا تُكدِّره أَذاة
أمثلك ضائقٌ بالحقِّ ذرعاً وفي برديك كان له حماة ؟
أَليس الحقُّ أَن العيشَ فانٍ وأن الحيَّ غايته الممات؟
فنمْ ما شئت، لا توحشكَ دنيا ولا يحزنكَ من عيشٍ فوات
تصرَّمت الشبيبة ُ والليالي وغاب الأهلُ، واحتجب اللدات
خلتْ حلمية ٌ ممن بناها فكيف البيتُ حولك والبنات؟
أفيه من المحلة قوتُ يوم ومن نِعمٍ مَلأْنَ الطوْدَ شاة ؟
وهل لك من حريرهما وسادٌ إذا خشنتْ لجنبيك الصفاة ؟
تولَّى الكلُّ، لم ينفعك منه سوى ما كان يَلتقِط العُفاة
عِبادُ الله أَكرمُهمْ عليه كِرامٌ في بَرِيَّته، أُساة
كمائدة ِ المسيحِ، يقوم بُؤْسٌ حواليها، وتقعدُ بائسات
أخذتكَ في الحياة ِ على هناتٍ وأيُّ الناس ليس له هنات؟
فصفحاً في الترابِ إذا التقينا ولُوشِيَتِ العداوة ُ والتِّرات
خُلِقتُ كأَنَّنيَ عيسى ، حرامٌ على قلبي الضَّغِينة ُ والشَّمات
يُساءُ إليَّ أَحياناً، فأَمضي كريماً، لا أَقوت كما أُقات
وعندي للرجال - وإن تجافوا - منازلُ في الحفاوة ِ لا تفات
طلعتَ على النديَّ بعين شمسٍ فوافَتْها بشمسَيْنِ الغداة
على ما كان يندو القومُ فيها توافى الجمعُ وائتمرَ السراة
تملَّكهم وقارُك في خشوعٍ كما نظمتْ مقيميها الصلاة
رأَيتَ وُجوهَ قومِك كيف جَلَّتْ وكيف تَرعرعَتْ مصرُ الفتاة
أُجِيلَ الرأيُ بين يديك حتى تبينت الرزانة ُ والحصاة
وأنتَ على أعنَّتهم قديرٌ وهم بك في الذي تقْضي حُفاة
إذا أَبدى الشبابُ هَوى ً وزَهْواً أشار إليه حلمكَ والأناة
فهلاَّ قُمْتَ في النادي خطيباً لك الكَلِمُ الكبارُ الخالدات؟
تفجَّر حكمة َ التسعين فيه فآذانُ الشبيبة ِ صاديات؟
تقول: متى أَرى الجيرانَ عادوا وَضُمَّ على الإخاءِ لهم شَتات؟
وأَين أُولو النُّهَى مِنَّا ومنهم عسى يَأْسُون ما جرح الغُلاة ؟
مَشَتْ بين العشيرة رُسْلُ شرٍّ وفرَّقتْ الظنونَ السيئات
إذا الثقة ُ اضمحلتْ بين قومٍ تمزقت الروابطُ والصلات
فثقْ، فعسى الذين ارتبت فيهم على الأيام إخوانٌ ثِقات
وربَّ محببٍ لا صبرَ عنه بدتْ لك في محبته بداة
ومكروهٍ على أَخَذاتِ ظنٍّ تحبِّبُهُ إليك التجرِبات
بنى الأوطان، هبّوا، ثم هبّوا فبغضُ الموتِ يجليه السبات
مشى للمجد خطفَ البرقِ قومٌ ونحن إذا مشينا السلحفاة
يعدّون القوى براً وبحراً وعدتنا الأماني الكاذبات

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:22 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

مُفسِّرَ آي الله بالأَمس بيننا



مُفسِّرَ آي الله بالأَمس بيننا قم اليومَ فسرْ للورى آية َ الموتِ
رحمتَ، مصيرُ العالمين كما ترى وكلُّ هناءٍ أو عزاءٍ إلى فَوْت
هو الدهرُ: ميلادٌ، فشغلٌ، فمأْتمٌ فذِكرٌ كما أَبقى الصَّدَى ذاهبَ الصَّوت

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:23 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

خلقنا للحياة ِ وللمماتِ



خلقنا للحياة ِ وللمماتِ ومن هذين كلُّ الحادثاتِ
ومنْ يولدْ يعش ويمتْ كأن لمْ يَمُرّ خيالُهُ بالكائنات
ومَهْدُ المرءِ في أَيدي الروَاقي كنعش المرءِ بينَ النائحات
وما سَلِمَ الوليدُ من اشْتكاء فهل يخلو المعمَّرُ من أَذاة ؟
هي الدنيا، قتالٌ نحن فيه مقاصدُ للحُسام وللقَناة
وكلُّ الناس مدفوعٌ إليه كما دفعَ الجبانُ إلى الثباتِ
نروَّعُ ما نروَّعُ، ثم نرمى بسهمٍ من يدِ المقدورِ آتي
صلاة ُ الله يا تمزارُ تجزِي ثَراكِ عن التِّلاوة ِ والصَّلاة
وعن تسعين عاماً كنتِ فيها مثالَ المحسناتِ الفصليات
بَررتِ المؤمناتِ، فقال كلٌّ: لعلكِ أنتِ أمُّ المؤمنات
وكانت في الفضائل باقياتٌ وأَنتِ اليومَ كلُّ الباقيات
تبنَّاكِ الملوكُ، وكنتِ منهم بمنزلة البنين أو البنات
يظلُّون المناقبَ منكِ شتَّى ويُؤوُونَ التُّقَى والصالحات
وما ملكوكِ في سوقٍ، ولكنْ لدى ظلِّ القنا والمرهفات
عَنَنْتِ لهم بمُورَة َ بنتَ عشرٍ وسيفُ الموتِ في هام الكُمَاة ِ
فكنتِ لهم وللرّحمن صيداً وواسطة ً لِعقْدِ المسلمات
تبعتِ محمداً من بعد عيسى لخيركِ في سنيكِ الأُولَيات
فكان الوالدان هدى وتقوى وكان الولدُ هذي المعجزات
ولو لم تَظْهري في العُرْبِ إلاّ بأحمدَ كنتِ خيرَ الوالدات
تجاوزتِ الولائدَ فاخراتٍ إلى فخر القبائل واللغات
وأَحكم مَنْ تَحَكَّمَ في يَراعٍ

وأَصْوَنِ صائنٍ لأَخيه عِرْضاً وأحفظِ حافظٍ عهدَ اللدات
وأَقتلِ قاتلٍ للدَّهرِ خُبْراً وأَصْبَرِ صابرٍ للغاشيات
كأني والزمانُ على قتالٍ مُساجلة ً بميدان الحياة
أخاف إذا تثاقلت الليالي وأشفق من خفوف النائبات
وليس بنافعي حذري، ولكنْ إباءً أَن أَراها باغِتات
أَمأْمونٌ من الفَلَكِ العوادي وبرجلُهُ يَخُطُّ الدائرات؟
تأَمَّلْ: هل ترى إلا شِباكاً من الأَيام حَوْلَكَ مُلْقَيات؟
ولو أن الجهاتِ خلقن سبعاً لكان الموتُ سابعة َ الجهات
لعاً للنعش، لا حبُّاً، ولكنْ لأَجْلِكِ يا سماءَ المَكْرُمات
ولا خانته أَيدي حامِليه وإن ساروا بصبري والأناة
فلم أرَ قبله المريخَ ملقى ولم أسمع بدفن النيرات
هناكَ وقفتُ أسألكِ إتئاداً وأُمسِكُ بالصفات وبالصّفاة
وأنظرُ في ترابكِ، ثم أغضي كما يُغضِي الأَبِيُّ على القَذاة
وأَذكر من حياتِك ما تقضَّى فكان من الغداة إلى الغداة

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:23 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

قام من علته الشاكي الوصبْ



قام من علته الشاكي الوصبْ وتلقى راحة َ الدهرِ التعبْ
أيها النفسُ، اصبري واسترجعي هتفَ الناعي بعبد المُطَّلِب
نزل التربَ على من قبله كلُّ حيٍّ منتهاه في الترب
ذهب اللينُ في إرشادهِ كالأبِ المشفقِ والحدِّ الحدب
القريبُ العَتْبِ مِنْ مَعْنَى الرِّضا والقريبُ الجِدِّ من معنى اللَّعِب
والأخُ الصادقُ في الودّ إذا ظَهَرَ الإخوانُ بالوُدّ الكَذِب
خاشعٌ في درسه، محتشمٌ فكهُ في مجلس الصفوِ طرب
قلَّد الأوطانَ نشأً صالحاً وشباباً أهلَ دين وحسب
ربّما صالتْ بهم في غدِها صولة َ الدولة ِ بالجيش الَّلجبِ
جعلوا الأَقلامَ أَرماحَهُمُ وأَقاموها مقاماتِ القُضُب
لا يميلون إلى البَغْيِ بها كيف يَبغِي مَن إلى العلم انتسب؟
شاعِرَ البَدْوِ، ومنهم جاءَنا كلُّ معنى ً رقَّ، أو لفظٍ عذب
قد جرت أَلسُنُهُم صافية ً جريَانَ الماءِ في أَصل العُشُب
سلمتْ من عنتِ الطبع، ومن كُلْفَة ِ الأقلام، أَو حَشْوِ الكُتُب
قد نزلْتَ اليومَ في بادية ٍ عمرت فيها امرأ القيس الحقب
ومشى المجنونُ فيها سالياً نَفَضَ اللَّوْعة َ عنه والوَصَب
أَعِر النَّاسَ لساناً ينظموا لك فيه الشعرَ أَو يُنْشُوا الخُطَب
قمْ صف الخلدَ لنا في ملكهِ من جلال الخُلْقِ، والصُّنْعِ العَجَب
وثمارٍ في يواقيتِ الربى وسلافٍ في أباريق الذهب
وانثر الشعرَ على الأَبرار في قُدُس الساحِ وعُلوِيِّ الرحب
واستعِر رضوانَ عُودَيْ قَصَبٍ وتَرنَّمْ بالقوافي في القَصَب
واسقِ بالمعنى إلهيَّا، كما تتساقون الرحيق المنسكب
كُلّما سبَّحْتَ للعرشِ به رفعَ الرحمنُ والرسلُ الحجب
قمْ تأملْ، هذه الدارُ وفى لكَ من طُلاَّبها الجمعُ الأَرِب
وفتِ الدارُ لباني ركنها وقضى الحقَّ بنو الدارِ النجب
طلبوا العلمَ على شَيخِهُمُ زمناً، ثم إذا الشيخُ طلب
غابَ عن أَعينهم، لكنّه ماثلٌ في كُلِّ قلبٍ، لم يَغِب
صورة ٌ محسنة ٌ ما تختفي ومثالٌ طيبٌ ما يحتجب
رجلُ الواجبِ في الدنيا مضى ينصفُ الأخرى ويقضي ما وجب
عاش عَيْشَ الناسِ في دنياهُمُ وكما قد ذهب الناسُ ذهب
أَخذ الدرسَ الذي لُقِّنهُ عجمُ الناسِ قديماً والعرب

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:24 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm


أرأيت زينَ العابدينَ مجهزاً



أرأيت زينَ العابدينَ مجهزاً نقلوه نقل الورد من محرابه
من دار توأمهِ وصنوِ حياته والأولِ المألوفِ من أترابه
ساروا به من باطلِ الدنيا إلى بُحْبوحَة ِ الحقِّ المبينِ وغابِه
ومضوا به لسبيل آدمَ قبله ومصاير الأقوامِ من أعقابه
تحنو السماءُ على زكيِّ سريره ويمسُّ جيدَ الأرضِ طيبُ ركابه
وتطيبُ هامُ الحاملين وراحهم من طِيب مَحْمِلِه، وطِيبِ ثيابه
وكأنَّ مصرَ بجانبيهِ ربوة ٌ آذارُ آذنها بوَشْكِ ذَهابه
ويكاد من طربٍ لعادته الندى ينسلُّ للفقراءِ من أثوابه
الطيبُ ابنُ الطيبين، وربما نضح الفتى فأَبان عن أَحسابه
والمؤمنُ المعصومُ في أَخلاقه من كل شائنة ٍ، وفي آدابه
أَبداً يراه الله في غَلسِ الدُّجَى من صحنِ مسجده، وحول كتابه
ويرى اليتامى لائذين بظله ويرى الأراملَ يعتصمنَ ببابه
ويراه قد أدى الحقوقَ جميعها لم يَنْسَ منها غيرَ حقِّ شبابه
أدّى من المعروف حصة َ أهلهِ وقضى من الأحساب حقَّ صحابه
مهويشُ، أين أبوكَ؟ هل ذهبوا به

قد وكَّل الله الكريمَ وعَيْنَه بكِ، فاحسبيه على كريم رحابه
ودَعي البُكا، يكفيه ما حَمَّلْتِه من دمعكِ الشاكي، ومن تسكابه
ولقد شربتِ بحادث يا طالما شربَتْ بناتُ العالمين بِصَابه
كلُّ امرىء ٍ غادٍ على عوّاده وسؤالهم: ما حاله؟ ماذا به؟
والمرءُ في طلب الحياة ِ طويلة ً وخطى المنية ِ من وراءِ طلابه؟
في برِّ عَمِّكِ ما يقوم مكانَه في عطفه، وحنانه، ودعابه
إسكندرية ُ، كيف صبركِ عن فتى ً الصبرُ لم يُخلق لمثل مُصابه
عطلتْ سماؤك من بريق سحابها وخَبا فَضاؤكِ من شُعاع شِهابه
زينُ الشبابِ قضى ، ولم تتزودي منه، ولم تتمتَّعي بقَرابه
قد نابَ عنكِ، فكان أصدقَ نائبٍ والشعْبُ يَهْوَى الصِّدق في نُوّابه
أَعلمتِه اتَّخذ الأَمانة َ مَرَّة ً سبباً يبلغه إلى آرابه؟
لو عاش كان مؤملاً لمواقفٍ يرجوا لها الوادي كرامَ شبابه
يجلوا على الألبابِ همّة َ فكره ويناولُ الأسماعَ سحرَ خطابه
ويفي كديدنهِ بحقٍّ بلاده ويفي بعهد المسلمين كدابه
تَقْواكَ إسماعيلُ؛ كلُّ عَلاقة ٍ سيبتها الدهرُ العضوضُ بنابه
إنَّ الذي ذقتَ العشية َ فقده بِتَّ الليالي مُوجَعاً لعذابه
فارقتَ صنوكَ مرتين، فلاقهِ في عالم الذكرى وبين شعابه
من عادة الذكرى تردُّ من النوى من لا يدينِ لنا بطيِّ غيابه
حُلمٌ كأَحلام الكَرَى وسِناتِه مُسْتَعْذَبٌ في صدقه وكِذابه
اسكُبْ دُموعَكَ لا أَقول: اسْتَبْقِها فأخو الهوى يبكي على أحبابه
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:25 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

مرحباً بالربيع في ريعانِهْ



مرحباً بالربيع في ريعانِهْ وبأَنوارِه وطِيبِ زَمانِهْ
رَفَّت الأَرضُ في مواكِب آذا رَ، وشبَّ الزمانُ في مِهْرَجانِه
نزل السهلَ طاحكَ البِشْر يمشي فيه مَشيَ الأمير في بُستانه
عاد حَلْياً بِرَاحَتيْهِ وَوَشْياً طولُ أَنهارِهِ وعَرْضُ جنانه
لف في طيْلَسانِه طُرَرَ الأر ضِ، فطاب الأَديمُ من طيلسانه
ساحرٌ فتنة ُ العيونِ مُبينٌ فضل الماء في الربا بجمانه
عبقريُّ الخيالِ ، زاد على الطيْـ ـف، وأَرْبَى عليه في أَلوانه
في مأتمٍ لم تخلُ فيـ يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام
تبكي الكريمَ على العشـ

صِبْغَة ُ الله! أَين منها رفَائيـ ـلُ ومنقاشه وسحرُ بنانه
رنم الروضُ جدولاً ونسيماً وتلا طير أكيهِ غصنُ بانه
وشدَت في الرُّبا الرياحينُ هَمساً كتغني الطروبِ في وجدانه
كلُّ رَيْحانة ٍ بلحنٍ كعُرْسٍ أُلِّفَتْ للغناءِ شَتَّى قِيانه
ـمة ِ فالتفَّتا على صَوْلجانه
وعلمتُ أنك من يودُّ ومنْ يفي فقف الغداة َ لو استطعتَ وفاءَ
نَغَمٌ في السماءِ والأَرضِ شتَّى من معاني الربيع أو ألحانه
أين نور الربيع من زهر الشعـ ـر إذا ما استوى على أفنانه؟
سرمد الحسن والبشاشة مهما تلتمسْهُ تجِدْهُ في إبّانه
حَسَنٌ في أَوانِه كلُّ شيءٍ وجمالُ القريض بعد أوانه
ملك ظله على ربوة الخلـ ـدِ، وكُرسيُّه على خُلجانه
أَمَرَ الله بالحقيقة ِ والحكـ

لم تثر أمة ٌ إلى الحقِّ إلا بهُدَى الشعرِ أَو خُطا شَيْطانه
ليس عَزْفُ النحاسِ أَوقَعَ منه في شجاعِ الفؤادِ أَو في جبانه
فقدتك في العمر الطريـ ـرِ، وفي زها الدنيا الكعاب
ورعاني ، رعى الإله له الفارو ق طفلاً ، ويوم مرجو شانه
ملك النيل من مصبيه بالشـ ـطِّ ، إلى منبعيه من سودانه
شيخٌ تمالكَ سنة ُ لم ينفجرْ كالطفل من خوفِ العقابِ بكاءَ
هو في المُلك بَدْرُهُ المُتجَلِّي حُفَّ بالهَالَتَيْنِ من بَرلمانه
زادهُ الله بالنيابة ِ عِزّاً فوقَ عِزِّ الجلالِ من سلطانه
منبرُ الحقِّ في أَمانة ِ سعدٍ وقِوامُ الأُمورِ في ميزانه
لم ير الشرق داعياً مثل سعدٍ رَجَّه من بِطاحه ورِعانه
ذكَّرتْه عقيدة ُ الناسِ فيهِ كيف كان الدخولُ في أديانه
نهضة ٌ من فتى الشيوخش وروحٌ سريا كالشبابِ في عنفوانه
حركا الشرق من سكونٍ إلى القيـ ـدِ، وثارا بهِ على أَرسانه
وإذا النفسُ أنهضتْ من مريض دَرَجَ البُرءُ في قُوَى جُثمانه
يا عكاظاً تألفَ الشرقُ فيه من فِلسطينِه إلى بَغْدانِه
افتقدنا الحجاز فيه ، فلم نعـ

حملت مصر دونه هيكل الدِّ ينِ ، وروحَ البيانِ من فرقانه
وطدت فيكَ من دعائمها الفصْ ـحى ، وشُدَّ البيانُ من أركانه
إنما أنتَ حلبة ٌ لم يسخر مثلُها للكلامِ يومَ رِهانه
تتبارى أَصائلُ الشامِ فيها والمذاكي العتاقُ من لبنانه
قلدتني الملوك من لؤلؤ البحريـ ـنِ آلاءَها ومن مَرْجانه
نخْلة لا تزال في الشرق معنًى من بداواته ومن عُمرانه
حنَّ للشامِ حقبة ً وإليها فاتحُ الغرب من بني مَرْوانه
المرضعاتُ سكبن في وجدانه

وحبتْني بُمْبَايُ فيها يَراعاً أفرغَ الودُّ فيه من عقيانه
ليس تلقى يراعها الهند إلا في ذرا الخلقِ أو وراءَ ضمانه
أَنْتَضِيه انتضاءَ موسى عصاه يفرقُ المستبدُّ من ثعبانه
يَلْتَقِي الوحيَ من عقيدة ِ حُرٍّ كالحواريِّ في مدَى إيمانه
غير باغٍ إذا تطلبَ حقاً أو لئيم اللجاجِ في عدوانه
موكبُ الشعرِ حركَ المتنبي في ثراهُ، وهزَّ من حَسّانه
شرُفَتْ مصرُ بالشموسِ من الشر ق نجوم البيان من أعيانه
قد عرفنا بنجمة ِ كلَّ أفقٍ واستبنا الكتاب من عنوانه
لست أنسى يداً لأخوانِ صدقٍ منحوني جزاءَ ما لمْ أعانه
رُبَّ سامي البيانِ نَبَّهَ شأْني أَنا أَسمو إلى نَباهة شانه
كان بالسبقِ والميادينِ أَوْلَى لو جرى الحظُّ في سَواءِ عنانه
إنما أظهروا يدَ اللهِ عندي وأَذاعوا الجميلَ من إحسانه
ما الرحيق الذي يذوقون من كرْ مِي، وإن عِشْتُ طائفاً بدِنانه
وهبوني الحمامَ لذَّة َ سجعٍ أَينَ فضلُ الحَمَام في تَحنانه؟
وَتَرٌ في اللّهاة ، ما للمغنِّي من يدٍ في صَفائه ولِيانه
رُبَّ جارٍ تَلَّفتتْ مصرُ تُوليـ ـه سؤالَ الكريمِ عن جيرانه
بَعثتْني معزِّياً بمآقي وطني ، أو مهنئاً بلسانه
كان شعري الغناءَ في فرح الشر قِ ، وكان العزاءَ في أحزانه
قد قضى الله أن يؤلِّفنا الجر حُ، وأَن نلتقي على أَشجانه
كلما أَنّ بالعراقِ جريحٌ لمس الشرقُ جنبه في عُمانه
وعلينا كما عليكم حديدٌ تَتنزَّى اللُّيُوثُ في قُضبانه
نحن في الفقه بالديار سَواءٌ كلُّنا مشفِقٌ على أَوطانه

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:26 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

خُذوا القمَّة َ علماً وبيانا



واطلُبوا بالعبقريات المدى ليس كلُّ الخيلِ يشهدن الرِّهانا
ابعثو سابقاتٍ نُجُباً تملأُ المضمارَ معنًى وعِيانا
وثِبوا للعزِّ من صَهْوَتِها وخذوا المجدَ عِناناً فعنانا
لا تُثيبوها على ما قلَّدَتْ من أَيادٍ، حسداً أَو شَنآنا
وضئيلٍ من أُساءة ِ الحيِّ لم يُعْنَ باللحم وبالشحم اختزانا
ضامرٍ في سفعة ٍ تحسبه نِضْوَ صحراءَ ارتدى الشمسَ دِهانا
تنكرُ الأَرضُ عليه جسمَه واسمُه أعظمُ منها دَوَرانا
نال عرشَ الطبِّ من امحوتب وتَلقَّى من يَديَه الصَّوْلَجانا
يا لأمحوتبَ من مُسْتأْلِهٍ لم يلد إلا حوريّاً هَجانا
خاشعاً لله، لم يُزْهَ ، ولم يُرْهِق النفسَ اغتراراً وافتتانا
يلمس القدرة لمساً كلّمَا قلب الموت وجسَّ الحيوانا
لو يُرى اللهُ بمصباح لمَا كان إلا العلمَ جلّ الله شانا
في خلالٍ لفتَتْ زهرَ الرُّبى وسجايا أَنسَتْ الشَّرْبَ الدِّنانا
لو أَتاه موجعاً حاسدُه سَلّ من جنب الحسودِ السرطانا
خيرُ مَنْ علَّم في القصر ومَن شقّ عن مُستتِر الداءِ الكِنانا
كلُّ تعليمٍ نراه ناقصاً سُلَّمٌ رَثٌّ إذا استعمل خانا
دَرَكٌ مُستحدَثٌ من دَرَجٍ ومن الرِّفعة ما حطَّ الدخانا
لا عدمنا للسيوطيِّ يداً خُلقَتْ للفتْقِ والرتْقِ بَنانا
تُصْرِف المِشْرَطَ للبُرْءِ كمَا صرف الرّمحُ إلى النصر السنانا
مَدّها كالأَجل المبسوطِ في طلب البُرْءِ اجتهاداً وافتنانا
تجد الفولاذَ فيها محسناً أَخذ الرفقَ عليها واللَّيانا
يدُ "إبراهيمَ لو جئتَ لها يذبيح الطيرِ عاد الطيرانا
لم تَخِطْ للناس يوماً كفناً إِنمَا خاطت بقاءً وكِيانا
ولقد يُؤْسَى ذوو الجرحى بها من جراح الدهر، أَو يُشْفَى الحزانى
نَبغَ الجيلُ على مِشْرطها في كفاح الموتِ ضرباً وطِعانا
لو أَتت قبل نضوج الطبِّ ما وَجَدَ التنويمُ عوناً فاستعانا
يا طِرازاً يبعث اللهُ به في نواحِي مُلْكهِ آناً فآنا
من رجالٍ خُلقوا ألوية ً ونجوماً ، وغيوثاً، ورعانا
قادة الناسِ وإن لم يقربوا طَبَعَاتِ الهندِ والسُّمْرَ اللِّدانا
وغذاء الجيلِ فالجيلِ وإن نَسيَ الأجيال كالطفل اللِّبانا
وهمُ الأَبطالُ كانت حربُهم منذ شنُّوها على الجهل عَوانا
يا أخي ـ والذخرُ في الدنيا أَخٌ ـ حاضرُ الخيرِ على الخير أَعانا
لك عند ابْنِيَ ـ أَو عندي ـ يدٌ لستُ آلوها ادكاراً وصِيانا
حَسُنَتْ منّي ومنه موقعاً فجعلنا حِرْزها الشكرَ الحُسانا
هل ترى أنت؟ فإني لم أجدْ كجميلِ الصُّنعِ بالشكر اقترانا
وإذا الدنيا خلَتْ من خيِّرٍ وخَلَتْ من شاكر هانت هَوانا
دفع الله «حُسَيْناً» في يدٍ كيد الأَلطافِ رِفْقاً واحتضانا
لو تناولتُ الذي قد لمستْ منه ما زدْتُ حِذاراً وحَنانا
جرحُه كان بقلبي، يا أَباً لا أُنَبَّيه بجُرُحِي كيف كانا؟
لطف اللهُ فعوفينا معاً وارتهنّا لكَ بالشكر لسانا

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:26 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

جعلتُ حُلاها وتمثالها



جعلتُ حُلاها وتمثالها عيونَ القووافي وأمثالها
وأَرسلتُها في سماءِ الخيال تجرُّ على النجم أذيالها
وإني لغِرِّيدُ هذي البطاح تَغَذَّى جَناها وسَلْسالها
ترى مصر كعبة َ أشعاره وكلِّ معلقة ٍ قالها
وتلمَحُ بين بيوتِ القصيدِ جحالَ العروسِ واحجالها
أَدار النسيبُ إلى حبِّها وولَّى المدائحَ إجلالها
أَرَنَّ بغابرها العبقريّ وغنى بمثل البكا حالها
ويروي الوقائع في شعره يروض على البأس أطفالها
وما لَمَحوا بعدُ ماءَ السيوفِ فما ضَرّ لو لَمَحوا آلها
ويوم ظليل الضحى من بشنس أَفاءَ على مصرَ آمالها
رَوَى ظلُّه عن شباب الزمانِ رفيفَ الحواشي وإخضالها
مشَت مصرُ فيه تُعيد العصورَ ويغمر ذكر الصبا بالها
وتَعْرض في المِهرجان العظيمِ ضحاها الخوالي وآصالها
وأَقبل رمسيسُ جَمَّ الجَلالِ سني المواكب ، مختالها
وما دان إلا بِشُورَى الأُمور ولا اختال كِبْراً، ولا استالها
فحيَّا بأَبْلجَ مثلِ الصَّباحِ وجوهَ البلادِ وأَرسالها
وأَوْما إلى ظلماتِ القرونِ فشقّ عن الفنّ أسدالها
فمن يبلغ الكرنكَ الأقصريَّ وينبيء طيبة أطلالها
ويسمع ثمَّ بوادي الملوكِ ملوكَ الديار وأَقيالها
وكلَّ مخلدة ٍ في الدمى هنالك نُحصِ أَحوالها
وما كعلي ولا جيلِه ويفضُلْنَ في الخيرِ مِنوالها
تكاد - وإن هي لم تتصل بروحٍ ـ تُحَرِّك أَوصالها
وما الفنُّ إلا الصريح الجميل غذا خالط النفس أوحى لها
وما هو إلا جمالُ العقول إذا هي أَوْلَتْه إجمالها
لقد بعث الله عهد الفنون وأَخرجت الأَرضُ مَثَّالها
تعالوا نرى كيف سوى الصفاة َ فتة ً تلملمُ سربالها
دنت من أبي الهول مشى الرؤوم إلى مُقْعَدٍ هاج بَلْبالها
وقد جاب في سَكَرات الكَرَى عروضَ الليالي واطوالها
وأَلْقى على الرمل أَرْواقَه وأَرْسى على الأَرض أَثقالها
يخال لإطراقه في الرمال سَطِيحَ العصورِ ورَمّالها
فقالت: تَحرَّكْ، فَهمّ الجمادُ كأَن الجمادَ وعَى قالها
فهل سَكَبَتْ في تجاليده شعاعَ الحياة وسالها ؟
أَتذكُر إذ غضِبَت كاللّباة ِ ولمت من الغيل أشبالها ؟
والقت بهم في غمار الخطوبِ فخاضوا الخطوبَ واهوالها
وثاروا ، فجن جنونُ الرياحِ وزُلزِلتِ الأَرضُ زِلزالها
وبات تلمسهم شخهم حديث الشعوب واشغالها
ومن ذا رأى غابة ً كافحتْ فردت من الأسرِ رئبالها ؟
وأهيب ما كان بأس الشعوبِ إذا سلَّح الحقُّ اعزالها
فوادث ، ارغع الستر عن نهضة تقدم جدك أبطالها
وربّ امرىء ٍ لم تَلِده البلادُ نماها ، ونبه أنسالها
وليس اللآلىء مِلْكَ البحورِ ولكنها مِلْكُ من نالها
إذا عرضت مصر أجيالها
بنوا دولة من بنات الأسنـ ـة ِ لم يشهد النيلُ أَمثالها
لئن جلل البحرَ أسطولها لقد لبِس البرُّ قَسطالها
فأما أبوكَ فدنيا الحضا رة ِ لو سالم الدهرُ إقبالها
تخيّر إفريقيا تاجَه وركب في التاج صومالها
ركابُك يا بن المُعِزِّ الغُيوثُ

إن سرن في الارض نسنها ركابَ السماءِ وأَفضالها
فلم تبرح القصر إلا شفيتَ جدوبَ العقول وإمحالها
لقد ركب اللهُ في ساعديك يمين الجدود وشمآلها
تخط وتبني صروحَ العلومِ وتفتح للشَّرق أَقفالها

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:27 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

حياة ٌ ما نريدُ لها زِيالا



حياة ٌ ما نريدُ لها زِيالا ودنيا لا نَوَدّ لها انتقالا
وعيشٌ في أُصول الموتِ سمٌّ عُصارتُه، وإن بَسَط الظلالا
وأَيامٌ تطيرُ بنا سحاباً وإن خِيلَتْ تَدِبّ بنا نِمالا
نريها في الضمير هوى ً وحبّاً ونُسمِعها التبرُّمَ والملالا
قِصارٌ حين نجري اللهوَ فيها طوالٌ حين نقطعها فعالا
ولم تضق الحياة ُ بنا ، ولكن زحامُ السوءِ ضيَّقها مَجالا
ولم تقتل براحتها بَنيها ولكن سابقوا الموتَ اقتتالا
ولو زاد الحياة الناسُ سعياً وإخلاصاً لزادتهم جمالا
كأنّ الله إذ قَسم المعالي لأهل الواجب ادّخر الكمالا
سمِعْتَ لها أَزيزاً وابتهالا ولوعاً بالصغائر واشتغالا
وليسوا أَرغَد الأَحياءِ عيشاً ولكنْ أنعمَ الأحياءِ بالا
إذا فعلوا فخيرُ الناس فعلاً وإن قالوا فأَكرمُهم مَقالا
وإن سألتهمُو الأوطانُ أعطوْا دماً حرّاً ، وأبناءً ، ومالا
بَنِي البلدِ الشقيقِ، عزاءَ جارٍ أَهاب بدمعه شَجَنٌ فسالا
قضى بالأمس للأبطال حقّاً وأضحى اليومَ بالشهداء غالى
يُعظِّم كلَّ جُهدٍ عبقريٍّ أكان السلمَ أم كان القتالا
وما زلنا إذا دَهَت الرزايا كأرحم ما يكون البيتُ آلا
وقد أنسى الإساءة من حسودٍ ولا أنسى الصنيعة والفعالا
ذكرتُ المِهْرَجانَ وقد تجلَّى ووفدَ المشرقين وقد توالى
وقد جليتْ سماءً لا تعالى
تسلَّلَ في الزحام إليَّ نِضْوٌ من الأَحرار تحسبه خيالا
رسول الصابرين ألم وهناً وبلَّغني التحيَّة َ والسؤالا
دنا مني فناولني كتاباً حستْ راحتاي له جلالا
وجدت دمَ الأسودِ عليه مسكاً وكان الأَصلُ في المِسْكِ الغزالا
كأن أساميَ الأبطالِ فيه حَوَاميمٌ على رَقٍّ تتالى
رواة قصائدي قد رتلوها وغنوها الأسنة َ والنصالا
إذا ركزوا القنا انتقلوا إليها فكانت في الخيام لهم نقالا
بَنِي سوريَّة َ، التئموا كيومٍ خرجتم تطلبون به النِّزالا
سلو الحرية َ الزهراءَ عنَّا وعنكم: هل أَذاقتنا الوِصالا؟
وهل نِلْنَا كلانا اليومَ إلا عراقيبَ الموعدِ والمطالا؟
عرفتهم مهرها فمهرتموها دماً صبغَ السباسبَ والدغالا
وقمتم دونها حتى خضبتمْ هَوَادِجَها الشريفة َ والحِجالا
دعوا في الناس مفتوناً جباناً يقول : الحربُ قد كانت وبالا
أَيطلب حقَّهم بالروح قومٌ فتسمع قائلا : ركبوا الضلالا؟
وكونوا حائطاً لا صدع فيه وصفّاً لا يُرَقَّع بالكسالى
وعيشوا في ظلال السلم كدا فليس السلمُ عجزاً واتّكالا
ولكن أَبْعَدَ اليومين مَرْمًى وخيرَهما لكم نصحاً وآلا
وليس الحربُ مركب كلِّ يومٍ ولا الدمُ كلَّ آوِنة ٍ حلالا
سأذكر ما حييت جدار قبرٍ بظاهر جلق ركبَ الرمالا
مقيمٌ ما أقامت ميلسون يذكر مصرَعَ الأَسدِ الشِّبالا
لقد أَوحَى إليَّ بما شجاني كما توحي القبورُ إلى الثكالي
تغيب عظمة ُ العظماتِ فيه وأولُ سيدٍ لقيَ النبالا
كأَن بُناتَهُ رفعوا مَناراً من الإخلاص، أَو نصبوا مِثالا
سراج الحقِّ في ثبجِ الصحارى تهاب العاصفات له ذبالا
ترى نورَ القعيدة ِ في ثراه وتنشقُ من جوانبه الخلالا
مشى ومشتْ فيالق من فرنسا تجر مطارفَ الظفرِ اختيالا
ملأْنَ الجوّ أَسلحة ً خِفافاً ووجهَ الأرضِ أسلحة ً ثقالا
وأَرسَلْنَ الرياحَ عليه ناراً فما حفل الجنوبَ ولا الشَّمالا
سلوه : هل ترجل في هبوبٍ من النيران أرجلت الحبالا؟
أقام نهاره يلقي ويلقى فلما زال قرصُ الشمس زالا
وصاح، ترى به قيدَ المنايا ولستَ ترى الشَّكِيمَ ولا الشِّكالا
فكُفِّن بالصوارم والعوالي وغيب حيثُ جال وحيثُ صالا
إذا مرَّتْ به الأَجيالُ تَتْرَى سمعهتَ لها أزيزاً وابتهالا
تعلَّق في ضمائرهم صليباً وحلَّق في سرائرهم هلالا

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:28 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

شيعتُ أحلامي بقلبٍ باكِ



شيعتُ أحلامي بقلبٍ باكِ ولممتُ من طرق الملاحِ شباكي
ورجعتُ أَدراجَ الشباب ووِرْدَه أَمشي مكانَهما على الأَشواك
وبجانبي واهٍ ، كأن خفوقه لما تلفتَ جهشة ُ المتباكي
شاكي السلاحِ إذا خلا بضلوعه فإذا أهيبَ به فليس بشاك
قد راعه أني طويتُ حبائلي من بعد طول تناولٍ وفكاك
ويح ابن جنبي ؟ كلُّ غاية ِ لذة ٍ بعد الشباب عزيزة الإدراك
لم تبق منا - يا فؤادُ - بقية ٌ لفتوة ٍ ، أو فضلة ٌ لعراك
كنا إذا صففتَ نستبق الهوى ونشدُّ شدَّ العصبة ِ الفتاك
واليوم تبعث فيَّ حين تهزني ما يبعث الناقوسُ في النساك
يا جارة َ الوادي، طَرِبْتُ وعادني ما يشبهُ الأَحلامَ من ذكراك
مثلتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى والذكرياتُ صدى السنين الحاكي
ولقد مررتُ على الرياض برَبْوَة ٍ غَّناءَ كنتُ حِيالها ألقاك
ضحكتْ إليّ وجوهها وعيونها ووجدْتُ في أَنفاسها ريّاك
فذهبتُ في الأيام أذكر رفرفاً بين الجداولِ والعيونِ حَواك
أذكرتِ هرولة َ الصبابة ِ والهوى لما خَطرتِ يُقبلان خُطاكِ؟
لم أَدر ما طِيبُ العِناقِ على الهوى حتى ترفَّق ساعدي فطواك
وتأوَّدت أعطاف بانِك في يدي واحمرّ من خَفريهما خدّاك
ودخلتُ في ليلين : فرعِك والدُّجى ولثمتُ كالصّبح المنوِّرِ فاكِ
ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْوَة ً من طيب فيك، ومن سُلاف لَمَاك
وتعطَّلَتْ لغة ُ الكلامِ وخاطبَتْ عَيْنَيَّ في لغة الهوى عيناك
ومَحوتُ كلَّ لُبانة ٍ من خاطري ونسيتُ كلَّ تعاتُبٍ وتشاكي
لا أمسِ من عمرِ الزمان ولاغدٌ جُمِع الزمانُ فكان يومَ رِضاك
لُبنانُ ، ردتني إليكَ من النوى أقدارُ سيرٍ للحياة دَرَاك
جمعتْ نزيلي ظهرِها من فُرقة ٍ كُرَة ٌ وراءَ صَوالجِ الأَفلاك
نمشي عليها فوقَ كلِّ فجاءة ٍ كالطير فوقَ مَكامن الأشراك
ولو أنّ الشوق المزارُ وجدتني مُلقى الرحالِ على ثراك الذاكي
بنت البقاع وأمَّ بردُوِنيِّها طيبي كجلَّق ، واسكبي بَرداك
ودِمَشْقُ جَنَّاتُ النعيم، وإنما ألفيتُ سُدَّة َ عدنِهنَّ رُباك
قسماً لو انتمت الجداولُ والرُّبا لتهلَّل الفردوسُ، ثمَّ نَماك
مَرْآكِ مَرْآه وَعَيْنُكِ عَيْنُه لِمْ يا زُحَيلة ُ لا يكون أباكِ؟
تلك الكُروم بقية ٌ من بابلٍ هَيْهَاتَ! نَسَّى البابليَّ جَناك
تبدي كوشي الفُرس أفتّنَ صبغة ٍ للناظـريـن إلـى أَلَـذِّ حِـيـاكِ
خرزاتِ مِسكٍ أو عُقودَ الكهربا أُودِعْنَ كافوراً من الأَسلاك
فكَّرْتُ في لَبَنِ الجِنانِ وخمرِها لمّا رأيتُ الماءَ مَسَّ طِلاك
لم أنس من هبة ِ الزمانِ عشيَّة ً سَلَفَتْ بظلِّكِ وانقضَتْ بِذَراك
كًنتِ العروسَ على منصة ِ جنحها لًبنانُ في الوشي الكريم جَلاكِ
يمشي إليكِ اللّحظُ في الديباج أَو في العاج من أي الشِّعاب أتاك
ضَمَّتْ ذراعيْها الطبيعة ُ رِقَّة ً صِنِّينَ والحَرَمُونَ فاحتضناك
والبدرُ في ثبج السماءِ مُنورٌ سالت حُلاه على الثرى وحُلاكِ
والنيِّرات من السحاب مُطِلَّة ٌ كالغيد من سترٍ ومن شُباك
وكأَنَّ كلَّ ذُؤابة ٍ من شاهِقٍ ركنُ المجرة أو جدارُ سِماك
سكنتْ نواحي الليل ، إلا أنَّة ً في الأَيْكِ، أَو وَتَراً شَجِيَّ حَراك
شرفاً ـ عروس الأرز ـ كلُّ خَريدة تحتَ السماءِ من البلاد فِداك
رَكَز البيانُ على ذراك لواءَه ومشى ملوكُ الشعر في مَغناك
أُدباؤك الزُّهر الشموسُ ، ولا أرى أَرضاً تَمَخَّضُ بالشموس سِواك
من كلّ أَرْوَعَ علْمُه في شعره ويراعه من خُلقه بملاك
جمع القصائدَ من رُباكِ، وربّما سرق الشمائلَ من نسيم صَباك
موسى ببابك في المكارم والعلا وعَصاهُ في سحر البيانِ عَصاكِ
أَحْلَلْتِ شعري منكِ في عُليا الذُّرا وجمعته برواية الأملاك
إن تُكرمي يا زَحْلُ شعري إنني أَنكرْتُ كلَّ قَصيدَة ٍ إلاَّك
أَنتِ الخيالُ: بديعُهُ، وغريبُه الله صاغك، والزمانُ رَواك

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:28 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm


الضلوعُ تَتَّقِدُ



الضلوعُ تَتَّقِدُ والدموعُ تَطَّرِدُ
أيَّها الشَّجيُّ ، أفقْ من عناءِ ما تجد
قد جرَتْ لغايتها عبرة ٌ لها أمد
كلُّ مسرفٍ جزعاً أو بكى ؛ سيقتصد
والزمانُ سُنَّتُه في السُّلُوِّ يجتهد
قل لثاكلينِ مشى َ في قواهما الكمد
لم يعافَ قبلكما والدٌ، ولا وَلَد
الذين ميلَ بهم في سفارهم بعدوا
ما علمنا أَشَقُوا بالرحيل أم سعدوا
إن منزلاً نزلوا لا يردُّ من يرد
كلُّنا إليه غداً ليس بالبعيد غدُ
البنونَ هم دمنا والحياة ُ والورد
لا تَلَدُّ مثلَهم مُهْجَة ٌ، ولا كَبد
يستوون واحِدُهم في الحنان والعدد
زينة ٌ ، ومصلحة ٌ واستراحة ٌ، ودد
فتنة ٌ إذا صلحوا محنة ٌ إذا فسدوا
شاغلٌ إذا مرضوا فاجعٌ إذا فُقِدوا
جُرحُهم إذا انتُزِعوا لا تلمُّه الضُّمدُ
العزاءُ ليس له آسياً ، ولا الجلد
قل لِهيكل كَلِماً من ورائهَا رَشَد
لم يَشُبْ مهذّبَها باطلٌ ولا فَنَد
قد عجبتُ من قلمٍ ثاكلٍ وينجرد
أَنتَ ليثُ معركة ٍ وهو صارمٌ فرد
والسيوفُ نَخْوَتُها في الوَطِيس تَتَّقِد
أَنت ناقدٌ أَرِبٌ والأريبُ ينتقد
ما تقول في قدرٍ بعضُ سنِّه الأبد
وهو في الحياة على كلِّ خطوة ٍ رصد
يَعثُر الأَنامُ به إن سعوا ، وإن قعدوا
يَنْزِلُ الرجالُ على حُكْمِه وإن جَحَدوا
القضاءُ مُعْضِلة ٌ لم يحلَّها أحد
كاّما نقضت لها عُقْدَة ً بدتْ عُقد
أتعبتْ معالجها واستراح مُعْتَقِد
اتِلافُه رَشَدٌ بالبقاءِ مُنْفَرِد
مِن بِلَى كَوائِنه كائناتُه الجدد
لا تقل به إددٌ إنّ حسنه الإددُ
تلتقي نقائضُه غاية ٌ وتتَّحد
الفناء فيه يدٌ للبقاءِ أو عضد
واختلافُه سَدَد
جدَّ في عمارته مُنْصَفٌ ومضْطَهَد
والغني لخِدمته كالفقير محتشد
وهو في أعنَّته ممعنٌ ومطَّرد
والحياة ُ حنظلة ٌ في حروفها شُهُد
هَيكلُ الشقاءِ له من مَدامِعٍ عَمَد
قامت النعوش على جانبَيْهِ والوُسُد
عُرْسُه ومَأْتَمُهُ غايتاهما نفدُ
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:30 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
يموت في الغابِ أو في غيرِه الأسدُ



يموت في الغابِ أو في غيرِه الأسدُ كلُّ البلادِ وسادٌ حين تتَّسدُ
قد غيَّبَ الغربُ شمساً لا سقامً بها كانت على جَنَباتِ الشرقِ تَتَّقِد
حدا بها الأجلُ المحتومُ فاغتربتْ إن النفوسَ إلى آجالها تفد
كلُّ اغترابٍ متاعٌ في الحياة ِ سوى يومٍ يفارقُ فيه المهجة َ الجسد
نعى الغمامَ إلى الوادي وساكنهِ برقٌ تمايلَ منه السهلُ والجَلد
برقُ الفجيعة ِ لما ثار ثائِرُه كادتْ كأَمسٍ له الأَحزابُ تَتَّحِد
قام الرجالُ حيارى منصتين له حتى إذا هدَّ من آمالهم قعدوا
علا الصعيدَ نهارٌ كلُّه شجنٌ وجلَّل الريفَ ليلٌ كلُّه سُهُدُ
لم يُبْقِ للضاحكين الموتُ ما وجدوا ولم يَرُدَّ على الباكين ما فقدوا
وراءَ ريبِ الليالي أو فجاءتها دمعٌ لكلِّ شماتٍ ضاحكٍ رصد
باتت على الفكِ في التابوتِ جوهرة ٌ تكادُ بالليل في ظلِّ البِلَى تقِدُ
يفاخرُ النيلُ أصداف الخليج بها وما يدبُّ إلى البحرين أَو يَرِدُ
إنّ الجواهر أسناها وأكرمها مايقذفُ المهدُ ، لا ما يقذفُ الزَّبدُ
حتى إذا بلغ الفلكُ المدى انحدرتْ كأنها في الأكفِّ الصارمُ الفرد
تلك القيَّة ُ من سيف الحمى كسرٌ على السرير ، ومن رمح الحمى قصد
قد ضمّها فزكا نعشٌ يطاف به مُقدَّمٌ كلِواءِ الحقِّ مُنفرِد
مشتْ على جانبيه مصرُ تَنْشُدُه كما تدَلَّهَت الثَّكْلَى ، وتَفتقِد
وقد يموت كثيرٌ لا تحسُّهمُ كأَنهم من هَوانِ الخطب ما وُجِدوا
ثكلُ البلاد له عقلٌ ، ونكبتها هي النجابة ُ في الأولاد ، لا العدد
مكلِّل الهامِ بالتصريح ، ليس له عودٌ من الهام يَحويه ولا نَضد
وصاحبُ الفضل في الأَعناقِ ليس له من الصنائعِ أَو أَعناقهم سَنَد
خلا من المِدْفَع الجبَّارِ مَركَبُهُ وحلّ فيه الهدى والرفقُ والرَّشَد
إن المدافِعَ لم يُخْلَقْ لصُحبتها جندُ السلام، ولا قُوّادُه المُجُد
يا بانِيَ الصرح لم يَشغَله مُمتدِحٌ عن البناءِ، ولم يصرفه مُنتقِد
أَصمَّ عن غضبٍ مِنْ حَوْلِه ورِضًى في ثورة ٍ تَلِدُ الأَبطالَ أَو تَئِد
تصريحك الخطوة ُ الكبرى ومرحلة ٌ يدنو على مثلها ، أو يبعد الأمد
الحقُّ والقوة ُ ارتدّا إلى حكمٍ من القياصل ، ما في دينه أود
لولا سِفارتُك المهديّة ُ اختصما وملَّ النِّضالِ الذئبُ والنَّقد
ما زِلْت تَطرقُ بابَ الصلح بينهما تفتحت الأبوابُ والسُّدد
وجَدْتها فرصة ً تُلْقى الحِبالُ لها إنَّ السياسة َ فيها الصَّيْدُ والطَّرَد
طلبْتَها عندَ هُوجِ الحادثاتِ كما يمشي إلى الصيد تحتَ العاصفِ الأَسَد
لما وجدت مُعدّاتِ البناءِ بنَتْ يداك للقوم ما ذمُّوا وما حمدوا
بنيت صرحك من جهد البلاد ، كما تبنى من الصخرِ الآساسُ والعمد
فيه ضحايا من الأَبناءِ قَيِّمة ٌ وفيه سَعْيٌ من الآباءِ مُطَّرِد
وفيه ألوية ٌ عزَّ الجهادُ بهم لولا المنيَّة ُ ما مالوا، ولا رقدوا
رميْت في وَتَدِ الذلِّ القديمِ به حتى تَزعزعَ من أسبابه الوتِد
طوى حِمايَتَهُ المحتَلُّ، وانبسطتْ حماية ُ اللهِ ، فاستذرى بها البلد
نمْ غيرَ باكٍ على ما شدت من كرمٍ ما شِيدَ للحقِّ فَهْوَ السَّرْمَدُ الأَبد
يا ثروة َ الوطنِ الغالي، كفَى عظة ً للناس أنك كنزٌ في الثرى بدد
لم يطغك الحكمُ في شتَّى مظاهره ولا استخفَّك لينُ العيشِ والرَّغد
تغْدُو على الله والتاريخِ في ثِقة ٍ ترجو فتُقْدِمُ، أَو تخْشَى فتَتَّئِد
نشأتَ في جبهة ِ النيا ، وفي فمها يدورُ حيثُ تَدور المجدُ والحسَد
لكلِّ يومٍ غَدٌ يمضي برَوْعَتِهِ وما ليومكَ يا خيرَ اللداتِ غدُ
رَمَتْكَ في قنواتِ القلبِ فانصدعَتْ منِيَّة ً ما لها قلبٌ، ولا كَبِد
لمّا أناختْ على تامورك انفجرتْ أَزكَى من الورْدِ، أَو من مائه الوُرُد
ما كلُّ قلبٍ غدا أو راح في دمه فيه الصديقُ وفيه الأَهلُ والولد
ولم تطاولكَ خوفاً أن يناضلها منك الدهاءُ ورأيٌ منقذٌ نجد
فهل رثى الموت للبرِّ الذَّبِيحِ وهل شجاه ذاك الحنانُ الساكنُ الهَمِد؟
هَيْهَات! لو وُجِدَتْ للموت عاطفة ٌ لم يبك من آدمٍ أحبابه أحد
مَشَتْ تَذُودُ المنايا عن وَديعتها مدينة ُ النُّور ، فارتدَّتْ بها رمد
لو يُدفع الموتُ رَدَّتْ عنك عادِيَهُ؟ للعلم حولكَ عينٌ لم تنمْ ويد
أبا عزيز سلامُ اللهِ ، رسلٌ إليك تحمل تسليمي ، ولا بردُ
ونفحة ٌ من قوافي الشعر كنت لها في مجلس الراحِ والريحانِ تحتشدِ
أرسلتها وبعثتُ الدمعَ يكفنها كما تحدَّر حولَ السَّوسن البرد
عطفتُ فيك إلى الماضي ، وراجعني ولا تغّير في أبياتها الشُّهد
حتى لمحتُكَ مَرموقَ الهلالِ على حداثة ٍ تععدُ الأوطانَ ما تعد
والشعرُ دمعٌ، ووجدانٌ، وعاطفة ٌ ياليت شعريَ هل قلتُ الذي أجد


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:30 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm

جرحٌ على جرحٍ! حَنانَكِ جِلَّقُ



جرحٌ على جرحٍ! حَنانَكِ جِلَّقُ حمِّلتِ ما يوهي الجبالَ ويزهقُ
صبراً لباة الشرقِ ؛ كلُّ مصيبة ٍ تبْلَى على الصبر الجميلِ وتخلق
أنسيتِ نارَ الباطشينَ ، وهزّة ً عرتِ الزمانَ ، كأن روما تحرقُ
رعناءَ أرسلها ودسّ شواظها في حجرة ِ التاريخِ أرعنُ أحمقُ
فمشتْ تحطِّمُ باليمينِ ذخيرة ً وتَلُصُّ أُخرى بالشمال وتَسْرِق؟
جُنَّتْ، فضعضعها، وراضَ جِمَاحَها من نشئكَ الحمسُ الجنونُ المطبقُ
لقيَ الحديدُ حميَّة ً أمويَّة ً لا تكتسي صدأً ، ولا هي تطرقُ
يا واضعَ الدّستورِ أَمسِ كخُلْقِه ما فيه من عِوَجٍ، ولا هُو ضيِّق
نظمٌ من الشورى ، وحكمٌ راشدٌ أدبُ الحضارة ِ فيهما والمنطقُ
لا تَخْشَ ممّا ألحقوا بكتابه يَبقَى الكتابُ وليس يبقَى المُلْحق
مَيْتَ الجلالِ، من القوافي زَفْرة ٌ تجري، ومنها عبْرَة ٌ تترقرق
ولقد بعثتهما إليكَ قصيدة ً أَفأَنتَ مُنتَظِرٌ كعهْدكَ شَيِّق؟
أَبكي ليالِينَا القِصار وصحبة ً أخذتْ مخيلتها تجيشُ وتبرقُ
لا أَذكرُ الدنيا إليك؛ فربّما كره الحديثَ عن الأجاجِ المغرقُ
طبعتْ من السمّ الحياة ، طعامها وشرابُها، وهواؤها المتنشَّق
والناسُ بين بطيئها وذعافها لا يعلمون بأيِّ سمِّيها سقوا
أما الوليُّ فقد شقاكَ بسمِّه ما ليس يَسقيك العدوُّ الأَزرق
طلبوك والأَجلُ الوَشِيكُ يَحُثُّهم ولكلِّ نفسٍ مُدَّة ٌ لا تُسبَق
لمّا أعان الموتُ كيدَ حبالهم علقتْ ، وأسبابُ المنية ِ تعلقُ
طَرَقَتْ مِهادَك حَية ٌ بَشَرية ٌ كفرتْ بما تنتابُ منه وتطرُق
يا فوز ، تلك دمشقُ خلفَ سوادها ترمي مكانكَ بالعيون وترمقُ
ذكرتْ لياليَ بدرها ، فتلفَّتتْ فعساك تَطلُع، أو لعلَّك تُشْرِق
برَدَى وراءَ ضِفافِه مُستعبِرٌ والحورُ محلولُ الضفائر مطرقُ
والطيرُ في جَنَباتِ دُمَّرَ نُوَّحٌ يجدُ الهومَ خليُّهن ويأرقُ
ويقول كلُّ محدِّثً لسميره أبذاتِ طوقٍ بعدَ ذلك يوثق ؟
عشقتْ تهاويلَ الجمالِ ، ولم تجدْ في العبقرية ما يحبُّ ويعشقُ
فمشتْ كأنَّ بنانها يدُ مدمنٍ وكأَن ظلَّ السمِّ فيها زِئْبَق
ولو أنّ مقدوراً يردُّ لردِّها بحياته الوطنُ المَرُوعُ المُشْفِق
أَشقى القضاءُ الأَرض، بعدَك أُسرة لولا القضاء من السماءِ لما شَقوا
قَسَتِ القلوبُ عليهمُ وتحجَّرَتْ فانظر فؤادَك، هل يلينُ ويَرفُق؟
إن الذين نزلْتَ في أَكنافهم صَفحوا، فما منهم مَغِيظٌ مُحْنَق
سَخِروا من الدنيا كما سَخِرَتْ بهم وانبَتَّ من أَسبابها المُتَعَلَّق
يا مأتماً من عبدِ شمسً مثله للشمس يصنعُ في الممات وينشق
إن ضاق ظهرُ الأرضِ عنك فبطنها عمّا وراءَكَ من رُفاتٍ أَضْيق
لما جَمَعْتَ الشامَ من أَطرافِه وافى يعزِّي الشامَ فيك المشرقُ
يبكي لواءً من شبابِ أميّة ٍ يَحمي حِمَى الحق المبينِ ويخفق
لمستْ نواصيها الحصونُ ترومه

ركنُ الزعامة ِ حين تطلب رأيه فَيَرَى ، وتسْأَلُه الخطابَ فينْطِق
ويكاد من سحرِ البلاغة ِ تحتَه عودُ المنابرِ يستخف فيورق
فيحاءُ، أَين على جِنانِك وردة ٌ كانت بها الدنيا ترفُّ وتعبقُ ؟
علويّة تجد المسامع طيها وتُحِسُّ ريَّاها العقولُ وتَنشَق
وأرائكُ الزّهر الغصون ، وعرشها يدُ أمة ٍ وجبينها والمفرق
منْ مبلغٌ عني شبولة جلَّق قولاً يَبرُّ على الزمان ويصْدُق؟
بالله جلَّ جلالُه، بمحمدٍ بيسوعَ ، بالغزِّيِّ لا تتفرقوا
قد تُفْسِدُ المرْعَى على أخواتها شاة ٌ تندُّ من القطيعِ وتمرقُ

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:56 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm


جرحٌ على جرحٍ! حَنانَكِ جِلَّقُ



جرحٌ على جرحٍ! حَنانَكِ جِلَّقُ حمِّلتِ ما يوهي الجبالَ ويزهقُ
صبراً لباة الشرقِ ؛ كلُّ مصيبة ٍ تبْلَى على الصبر الجميلِ وتخلق
أنسيتِ نارَ الباطشينَ ، وهزّة ً عرتِ الزمانَ ، كأن روما تحرقُ
رعناءَ أرسلها ودسّ شواظها في حجرة ِ التاريخِ أرعنُ أحمقُ
فمشتْ تحطِّمُ باليمينِ ذخيرة ً وتَلُصُّ أُخرى بالشمال وتَسْرِق؟
جُنَّتْ، فضعضعها، وراضَ جِمَاحَها من نشئكَ الحمسُ الجنونُ المطبقُ
لقيَ الحديدُ حميَّة ً أمويَّة ً لا تكتسي صدأً ، ولا هي تطرقُ
يا واضعَ الدّستورِ أَمسِ كخُلْقِه ما فيه من عِوَجٍ، ولا هُو ضيِّق
نظمٌ من الشورى ، وحكمٌ راشدٌ أدبُ الحضارة ِ فيهما والمنطقُ
لا تَخْشَ ممّا ألحقوا بكتابه يَبقَى الكتابُ وليس يبقَى المُلْحق
مَيْتَ الجلالِ، من القوافي زَفْرة ٌ تجري، ومنها عبْرَة ٌ تترقرق
ولقد بعثتهما إليكَ قصيدة ً أَفأَنتَ مُنتَظِرٌ كعهْدكَ شَيِّق؟
أَبكي ليالِينَا القِصار وصحبة ً أخذتْ مخيلتها تجيشُ وتبرقُ
لا أَذكرُ الدنيا إليك؛ فربّما كره الحديثَ عن الأجاجِ المغرقُ
طبعتْ من السمّ الحياة ، طعامها وشرابُها، وهواؤها المتنشَّق
والناسُ بين بطيئها وذعافها لا يعلمون بأيِّ سمِّيها سقوا
أما الوليُّ فقد شقاكَ بسمِّه ما ليس يَسقيك العدوُّ الأَزرق
طلبوك والأَجلُ الوَشِيكُ يَحُثُّهم ولكلِّ نفسٍ مُدَّة ٌ لا تُسبَق
لمّا أعان الموتُ كيدَ حبالهم علقتْ ، وأسبابُ المنية ِ تعلقُ
طَرَقَتْ مِهادَك حَية ٌ بَشَرية ٌ كفرتْ بما تنتابُ منه وتطرُق
يا فوز ، تلك دمشقُ خلفَ سوادها ترمي مكانكَ بالعيون وترمقُ
ذكرتْ لياليَ بدرها ، فتلفَّتتْ فعساك تَطلُع، أو لعلَّك تُشْرِق
برَدَى وراءَ ضِفافِه مُستعبِرٌ والحورُ محلولُ الضفائر مطرقُ
والطيرُ في جَنَباتِ دُمَّرَ نُوَّحٌ يجدُ الهومَ خليُّهن ويأرقُ
ويقول كلُّ محدِّثً لسميره أبذاتِ طوقٍ بعدَ ذلك يوثق ؟
عشقتْ تهاويلَ الجمالِ ، ولم تجدْ في العبقرية ما يحبُّ ويعشقُ
فمشتْ كأنَّ بنانها يدُ مدمنٍ وكأَن ظلَّ السمِّ فيها زِئْبَق
ولو أنّ مقدوراً يردُّ لردِّها بحياته الوطنُ المَرُوعُ المُشْفِق
أَشقى القضاءُ الأَرض، بعدَك أُسرة لولا القضاء من السماءِ لما شَقوا
قَسَتِ القلوبُ عليهمُ وتحجَّرَتْ فانظر فؤادَك، هل يلينُ ويَرفُق؟
إن الذين نزلْتَ في أَكنافهم صَفحوا، فما منهم مَغِيظٌ مُحْنَق
سَخِروا من الدنيا كما سَخِرَتْ بهم وانبَتَّ من أَسبابها المُتَعَلَّق
يا مأتماً من عبدِ شمسً مثله للشمس يصنعُ في الممات وينشق
إن ضاق ظهرُ الأرضِ عنك فبطنها عمّا وراءَكَ من رُفاتٍ أَضْيق
لما جَمَعْتَ الشامَ من أَطرافِه وافى يعزِّي الشامَ فيك المشرقُ
يبكي لواءً من شبابِ أميّة ٍ يَحمي حِمَى الحق المبينِ ويخفق
لمستْ نواصيها الحصونُ ترومه

ركنُ الزعامة ِ حين تطلب رأيه فَيَرَى ، وتسْأَلُه الخطابَ فينْطِق
ويكاد من سحرِ البلاغة ِ تحتَه عودُ المنابرِ يستخف فيورق
فيحاءُ، أَين على جِنانِك وردة ٌ كانت بها الدنيا ترفُّ وتعبقُ ؟
علويّة تجد المسامع طيها وتُحِسُّ ريَّاها العقولُ وتَنشَق
وأرائكُ الزّهر الغصون ، وعرشها يدُ أمة ٍ وجبينها والمفرق
منْ مبلغٌ عني شبولة جلَّق قولاً يَبرُّ على الزمان ويصْدُق؟
بالله جلَّ جلالُه، بمحمدٍ بيسوعَ ، بالغزِّيِّ لا تتفرقوا
قد تُفْسِدُ المرْعَى على أخواتها شاة ٌ تندُّ من القطيعِ وتمرقُ

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:56 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
أَجَلٌ وإن طال الزمانُ مُوافي



أَجَلٌ وإن طال الزمانُ مُوافي أَخْلى يدَيْكَ من الخليلِ الوافِي
داعٍ إلى حقٍّ أهابَ بخاشعٍ لبس النذيرَ على هُدًى وعفاف
ذهب الشبابُ ، فلم يكن رزئي به دونَ المصابِ بصَفوة الأُلاَّف
جَللٌ من الأَرزاءِ في أَمثاله هممُ العزاءِ قليلة ُ الإسعاف
خفَّتْ له العبراتُ ، وهي أبيَّة ٌ في حادثاتِ الدهر، غيرُ خِفاف
ولكلّ ما أَتلفْتَ من مُستكرَمٍ إلا مودّاتِ الرجالِ تَلاف
ما أنتِ يا دنيا ؟ أرؤيا نائمٍ أم ليلُ عرسٍ ، أم بساط سلاف ؟
نعماؤكِ الرَّيحانُ ، إلا أنه مسَّتْ حواشيه نقيعَ زعافي
مازلتُ أصحبُ فيكِ خلقاً ثابتاً حتى ظفرتُ بخلقكِ المتنافي
ذهب الذبيحُ السمحُ مثل سميِّه طهرَ المكفَّنِ ، طيِّب الألفاف
كم بات يذبحُ صدرَه لشكاته أَتُراه يحسبها من الأَضياف؟
نَزَلتْ على سَحْرِ السَّماح ونَحْرِه وتقاَّبتْ في أكرمِ الأكناف
لَجَّتْ على الصَّدر الرحيبِ وبرِّحَتْ بالكاظم الغيظِ ، الصَّفوح ، العافي
ما كان أقسى َ قلبها من علَّة علقتْ بأرحم حيَّة وشغاف
قلبٌ لو انتظم القلوبَ حَنانهُ لم يبْق قاسٍ في الجوانح جافي
حتى رماه بالمنيَّة فانجلتْ منْ يبتلي بقضائه ويعافى
أخنتْ على الفلكِ المدارِ فلم يدرْ وعلى العباب فقرَّ في الرجّاف
ومَضَتْ بنارِ العبقريّة ِ، لم تَدَعْ غيرَ الرَّمادِ، ودارساتِ أَثافي
حَملوا على الأَكتاف نورَ جلالة ٍ يذرَ العيونَ حواسدَ الأكتاف
وتقلَّلدوا النعشَ الكريمَ يتيمة ً ولكَمْ نعوشٍ في الرقاب زياف
متمايلَ الأعوادِ ممّا مسَّ من كرمٍ ، وممّا ضمَّ من أعطاف
وسَلامُ أَهلٍ وُلَّعٍ وصَحابة ٍ وإذا جلالُ العبقريّة ِ ضافي
ويحَ الشبابِ وقد تخطَّرَ بينهم هل متِّعوا بتمسُّحٍ وطواف ؟
لوعاش قدوتهم وربُّ لوائهم نكسَ اللواءَ لثابتٍ وقَّاف
فلكَمْ سقاه الودَّ حينَ وِدادُه حربٌ لأَهل الحكمِ والإشراف
لا يومَ للأقوامِ حتى ينهضوا بقوادمٍ من أمسهم وخوافي
لا يُعْجِبنَّكَ ما ترى من قُبَّة ٍ ضربوا على موتاهُم، وطِراف
هجموا على الحقِّ المبينِ بباطلٍ وعلى سبيل القصدِ بالإسراف
يبنون دارَ الله كيف بدا لهم غُرُفاتِ مُثْرٍ، أَو سقيفة َ عافي
ويُزوِّرون قبورَهم كقصورهم والأرضُ والرُّفاتُ السافي
فُجعَتْ رُبى الوادي بواحد أَيكِها وتجرَّعَت ثُكْلَ الغدير الصافي
فقدتْ بناناً كالربيع، مُجيدة ً وشْيَ الرياضِ وصنعَة َ الأَفواف
إن فاته نسَبُ الرَّضِيِّ فرُبَّما جريا لغاية سؤددٍ وطراف
أَو كان دون أَبي الرضيِّ أُبوَّة ً فلقد أعادَ بيانَ عبد منافِ
شرفُ العصاميِّين صنعُ نفوسهم مَن ذا يقيس بهم بني الأَشراف؟
قل للمشير إلى أبيهِ وجدهِ أَعَلِمْتَ للقمرَيْنِ من أَسلاف؟
لو أَن عمراناً نِجارُك لم تَسُدْ حتى يُشارَ إليك في الأَعراف
قاضي القضاة جَرَتْ عليه قضيّة ٌ للموتِ ، ليس لهامن استئناف
ومصرِّفُ الأحكام موكولٌ إلى حكم المنيَّة ، ما له من كافي
ومنادمُ الأملاكِ تحت قبابهم أَمسى تُنادِمُه ذِئابُ فَيَافي
في منزلٍ دارت على الصِّيد العلا فيه الرَّحى ومشتْ على الأرداف
وأزيلَ من حسن الوجوهِ وعزِّها ما كان يعبد من وراءِ سِجاف
من كلِّ لمَّاحِ النعيم تَقلَّبتْ ديباجتاهُ على بلى وجغاف
وترى الجماجمَ في الترابِ تماثلتْ بعدَ العقولِ تماثلِ الأصداف
وترى العيونَ القاتِلاتِ بنظرة ٍ مَنهوبَة َ الأَجفانِ والأَسياف
وتُراعُ من ضَحِكِ الثُّغورِ، وطالما فتنتْ بحلو تبسُّمٍ وهتاف
غزت القرونَ الذاهبين غزالة ٌ دمُهم بذِمّة قرْنِها الرَّعّاف
يجري القضاءُ بها ، ويجري الدهرُ عن يدها ، فيا لثلاثة ٍ أحلاف !
ترمي البريَّة َ بالحبولِ ، وتارة ً بحبائلٍ من خَيْطها وكفاف
نسجتْ ثلاثَ عمائمٍ ، واستحدثتْ أكفانَ موتى من ثيابِ زفاف
أأبا الحسين ، تحية ً لثراكَ من روحٍ وريحانٍ وعذبِ نطاف
وسلامُ أهلٍ ولَّهٍ وصحابة ٍ حَسرَى على تلك الخِلالِ لِهاف
هل في يديَّ سوى قريضٍ خالدٍ أزجيهِ بين يديكَ للإتحاف ؟
ماكان أكرمه عليك ! فهل ترى أني بعثتُ بأكرمِ الألطاف ؟
هذا هو الرَّيحانُ ، إلا أنه نَفحاتُ تلك الروْضة ِ المِئْناف
والدُّرُّ ، إلا أن مهدَ يتيمه بالأمسِ لجَّة ُ بحرك القذَّاف
أَيامَ أَمرَحُ في غُبارِكَ ناشئاً نَهْجَ المهار على غُبار خِصاف
أَتعلَّمُ الغاياتِ كيف تُرامُ في مضمارِ فضلٍ أو مجالِ قوافي
يا راكبَ الحدباءِ، خلِّ زِمامَها ليس السبيلُ على الدليل بِخافي
دانَ المطيَّ الناسُ، غيرَ مطيَّة ٍ للحقِّ ، لا عجلَى ، ولا ميجاف
لا في الجيادِ ، ولا النِّياقِ ، وإنما خُلِقَتْ بغير حوافرٍ وخِفاف
تنتاب بالركبانِ منزلة َ الهدى وتؤمُّ دار الحقِّ والإنصاف
قد بلغتْ ربَّ المدائنِ ، وانتهتْ حيثُ انتهيْتَ بصاحبِ الأَحقاف
نمْ ملءَ جفنك ، فالغدوُّ غوافلٌ عمّا يَروعك، والعَشِيُّ غوافي
في مضجع يكفيك من حسناتهِ أَن ليس جَنْبُك عنه بالمتجافي
واضحك من الأقدارِ غير معجَّزِ فاليوم لست لها من الأهداف
والموتُ كنتَ تخافه بك ظافراً حتى ظفرت به ، فدعه كفاف
قُلْ لي بسابقة ِ الوِدادِ: أَقاتِلٌ هو حين يَنزِلُ بالفَتى ، أَم شافي؟
في الأَرضِ من أَبوَيْكَ كنزا رحمة ٍ وهوًى ، وذلك من جِوارٍ كافي
وبها شبابك واللِّداتُ ، بكيته وبكيتهم بالمدمع الذَّرَّاف
فاذهب كمصباحِ السماءِ ، كلاكما مال النهار به ، وليس بطافي
الشمسُ تخلفُ بالنجومِ وأنت بال آثار ، والأخبار والأوصاف
غلب الحياة َ فتًى يسدُّ مكانَها بالذكرِ، فهو لها بَدِيلٌ وافي
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:57 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ



كاتبٌ محسنُ البيانِ صناعهُ استخَفَّ العقولَ حيناً يَراعُه
إبنُ مصرٍ، وإنما كلُّ أَرضٍ تنطقُ الضادَ مهدهُ ورباعُه
إنما الشرقُ منزلٌ لم يُفرِّق أهله إن تفرَّقتْ أصقاعه
وطنٌ واحدٌ على الشمس والفص حى ، وفي الدمع والجراحِ اجتماعه
علمٌ في البيان ، وابنُ لواءٍ أَخذَ الشرقَ حِقبة ً إبداعه
حَسْبُه السحرُ من تُراثِ أَبيه إن تولَّتْ ، قصوره وضياعه
إنما السحرُ والبلاغة ُ والحكـ ـمة ُ بَيْتٌ، كلاهما مِصراعه
في يدِ النَّشءِ من بيان المويلحي مثلٌ ينفع الشبابَ اتِّباعه
صورٌ من حقيقة وخيالٍ هي إحسانُ فكرهِ وابتداعه
رُبَّ سجعٍ كمُرْقِص الشعرِ لمّا يختلفْ لحنهُ ولا إيقاعه
أو كسجع الحمامِ لو فصَّلتهُ وتأنَّتْ به ، ودقَّ اختراعه
هو فيه بديعُ كلِّ زمانٍ ما بديعُ الزمانِ؟ ما أسجاعه؟
عجبَ الناسُ من طباعِ المويلحيِّ ، وفي الأسدِ خلقه وطباعه
فيه كِبْرُ اللُّيوثِ حتى على الجو ع، وفيها إباؤُه وامتِناعه
قعب الموتُ في صبورٍ على النز عِ، قليلٍ إلى الحياة ِ نِزاعه
صارع العيشَ حقبة ً ، ليت شعري ساعة َ الموتِ كيف كان صِراعه؟
قهرَ الموتَ والحياة َ ، وقد تح كمُ في رائض السِّباع سباعه
مُهجة ٌ حرّة ٌ، وخُلْقٌ أَبِيٌّ عيّ عنه الزمانُ وارتدَّ باعه
في الثّمانين - يا محمدُ - علمٌ لِعليمٍ، وإن تَناهى اطِّلاعه
لمْ تقاعدتَ دونها وتوانى سائقُ الفُلْكِ، واضمحلّ شِراعه؟
ليس فيه جماحُه واندفاعه
سيِّدُ المنشئين حَثَّ المطايا ومضى في غباره أتباعه
حطَّهم بالإمام للموت ركبٌ يَتلاقى بِطاؤه وسِراعه
قنَّعوا بالتراب وجهاً كريماً كان من رقعة ِ الحياءِ قناعه
كسنا الفجرِ في ظلال الغوادي كرمٌ صفحتاه، هَدْيٌ شُعاعه
يا وحيداً كأَمسِ في كِسْر بيتٍ ضيقٍ بالنَّزيلِ ، رحبٍ ذراعه
كلُّ بيتٍ تَحلُّه يستوي عندك في الزُّهدِ ضِيقُهُ واتِّساعه
نمْ مليًّا ، فلستِ أولَ ليثٍ بفَلاة ِ الإمام طال اضطجاعه
حولَك الصالحون، طابوا وطابَتْ أَكَماتُ الإمامِ منهم وقاعه
قلَّدوا الشرقَ من جمالٍ وخيرٍ ما يئودُ المفنِّدين انتزاعه
أُسِّسَتْ نهضة ُ البناءِ بقومٍ وبقومٍ سما وطالَ ارتفاعه
كلُّ حيٍّ - وإن تراختْ منايا هُ - قضاءُ عن الحياة انقطاعه
والذي تحرص النفوسُ عليه عالمٌ باطلٌ قليلٌ مَتاعه
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:58 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
خفضتُ لعزة ِ الموتِ اليراعا



خفضتُ لعزة ِ الموتِ اليراعا وجَدَّ جلالُ مَنْطِقِهِ، فراعا
كفَى بالموتِ للنُّذُرِ ارتجالاً وللعَبَراتِ والعِبَرِ اختراعا
حكيمٌ صامتٌ فضَح الليالي ومَزَّق عن خَنا الدنيا القِناعا
إذا حضر النفوسَ فلا نعيماً ترى حولَ الحياة ِ ولا مَتاعا
كشفتُ به الحياة َ فلم أَجِدْها ولمحة َ مائها إلا خداعا
وما الجرّاحُ بالآسي المرجَّى إذا لم يقتل الجثثَ اطِّلاعا
فإن تَقُل الرِّثاءَ فقُلْ دموعاً يُصاغ بهنّ، أَو حِكَماً تُراعَى
ولا نكُ مثلَ نادبة ِ المسجَّى بَكت كَسْباً، ولم تَبْكِ الْتِياعا
خلتْ دولُ الزمانِ وزلنَ ركناً وركنُ الأرض باق ، ما تداعى
كأنّ الأرضَ لم تشهدْ لقاءً تكاد له تميدُ ، ولا وداعا
ولو آبتْ ثواكلُ كلِّ قَرْنٍ وجَدْنَ الشمسَ لم تَثْكَل شُعاعا
ولكن تضرب الأمثالُ رشداً ومنهاجاً لمن شاءَ اتِّباعا
ورُبّ حديثِ خيرٍ هاجَ خيراً وذكرِ شجاعة ٍ بعث الشُّجاعا
معارفُ مصرَ كان لهنَّ ركنٌ فذُقْنَ اليومَ للركنِ انصِداعا
مضى أَعْلى الرجالِ لها يميناً وأرحبهم بحلَّتها ذراعا
وأكثرهم لها وقفاتِ صدقٍ إباءً في الحوادث أَو زَماعا
أتتهُ فنالها نفلاً وفيئاً تنقل يافعاً فيها وكهلاً
ومن أسبابها بلغَ اليفاعا
فتى عجمتْه أحداثُ الليالي فلا ذلاً رأين ، ولا اختضاعا
سَجَنَّ مُهنَّداً، ونَفَيْن تِبْراً وزِدْنَ المسك من ضغْطٍ فضاعا
شديدٌ صُلَّبٌ في الحق حتى يقولَ الحقُّ : ليناً وائِّداعا
ومدرسة ٍ سمتْ بالعلم ركناً وأنهضتِ القضاءَ والاشتراعا
بناها محساً بالعلم برًّا يشيد له المعالمَ والرباعا
وحاربَ دونها صرْعَى قديمٍ كأَنّ بهم عن الزمنِ انقطاعا
إذا لمحَ الجديدُ لهم تَوَلَّوْا كذي رَمَدٍ على الضوءِ امتناعا
أخا سيشيلَ ، لا تذكرْ يحاراً بَعدنَ على المزار ولا بقاعا
وربِّك ما وراءَ نَواكَ بُعدٌ وأنتَ بظاهر الفسطاطِ قاعا
نزلتَ بعالمٍ خرق القضايا وأصبح فيه نظمُ الدهرِ ضاعا
فخلِّ الأربعين لحافليها وقُمْ تَجِد القرونَ مرَرْنَ ساعا
مرضتَ فما ألحّ الداءُ إلاَّ على نفسٍ تعِّودت الصِّراعا
ولم يكُ غيرَ حادثة ٍ أصابت مُفلِّلَ كلّ حادثة ٍ قِراعا
ومَنْ يتجرَّع الآلامَ حياً تَسُغْ عند المماتِ له اجتراعا
أرقتَ ، وكيف يعطى الغمض جفنٌ تَسُلُّ وراءَه القلبَ الرُّواعا
ولم يَهدَأْ وسادُك في الليالي لعلمك أنْ ستفنيها اضطجاعا
عَجِبْتُ لشارحٍ سببَ المنايا يسمِّى الداءَ والعللَ الوجاعا
ولم تكن الحتوفُ محلَّ شكٍّ ولا الآجالُ تحتملُ النزاعا
ولكنْ صيَّدٌ ولها بزاة ٌ ترى السّرطان منها والصُّداعا
أَرَى التعليم لمّا زلت عنه ضعيف الركنِ ، مخذولاً ، مضاعا
غريقٌ حاولت يَدُه شِراعاً فلمّا أوشكتْ فقد الشراعا
سَراة ُ القومِ مُنصرفون عنه

لقد نسَّاه يومك ناصباتٍ من السّنوات قاساها تباعا
قُم ابنِ الأُمَّهاتِ على أَساسٍ ولا تبيِ الحصونَ ولا القلاعا
فهنَّ يلدن للقصبِ المذاكي وهنَّ يلدن للغابِ السِّباعا
وَجدْتُ مَعانيَ الأَخلاق شتَّى جمعهن فكنَّ في اللفظ الرّضاعا
عَزاءَ الصابرين أَبا بهِيٍّ ومثلُك مَنْ أَناب ومَنْ أَطاعا
صبرتَ على الحوادث حين جلَّتْ وحينَ الصبرُ لم يكُ مستطاعا
وإن النفسَ تهدأُ بعدَ حينٍ إذا لم تلقَ بالجزع انتفاعا
إذا اختلف الزمانُ على حزينٍ مضى بالدمع ، ثم محا الدِّماعا
قُصارَى الفَرْقَدَيْنِ إلى قضاءٍ إذا عثرا به کنفصَما اجتماعا
ولم تَحْوِ الكِنانة آلَ سعدٍ أشدَّ على العدا منكم نباعا
ولم تحمِل كشيخكمُ المُفدَّى نهوضاَ بالأمانة ِ واضطلاعا
غداً فَصْلُ الخِطابِ، فمَنْ بَشيرِي بأنّ الحقَّ قد غلب الطّماعا ؟
سَلُوا أَهلَ الكِنانة ِ: هل تداعَوْا؟ فإن الخصمَ بعدَ غدٍ تداعى
وما سعدٌ بمتَّجرٍ إذا ما تعرَّضت الحقوقُ شَرَى وباعا
ولكنْ تحتمِي الآمالُ فيه وتدَّرِعُ الحقوقُ به ادِّراعا
إذا نظرَتْ قلوبُكُمُ إليه علا للحادثات وطال باعا
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:59 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
خفضتُ لعزة ِ الموتِ اليراعا



خفضتُ لعزة ِ الموتِ اليراعا وجَدَّ جلالُ مَنْطِقِهِ، فراعا
كفَى بالموتِ للنُّذُرِ ارتجالاً وللعَبَراتِ والعِبَرِ اختراعا
حكيمٌ صامتٌ فضَح الليالي ومَزَّق عن خَنا الدنيا القِناعا
إذا حضر النفوسَ فلا نعيماً ترى حولَ الحياة ِ ولا مَتاعا
كشفتُ به الحياة َ فلم أَجِدْها ولمحة َ مائها إلا خداعا
وما الجرّاحُ بالآسي المرجَّى إذا لم يقتل الجثثَ اطِّلاعا
فإن تَقُل الرِّثاءَ فقُلْ دموعاً يُصاغ بهنّ، أَو حِكَماً تُراعَى
ولا نكُ مثلَ نادبة ِ المسجَّى بَكت كَسْباً، ولم تَبْكِ الْتِياعا
خلتْ دولُ الزمانِ وزلنَ ركناً وركنُ الأرض باق ، ما تداعى
كأنّ الأرضَ لم تشهدْ لقاءً تكاد له تميدُ ، ولا وداعا
ولو آبتْ ثواكلُ كلِّ قَرْنٍ وجَدْنَ الشمسَ لم تَثْكَل شُعاعا
ولكن تضرب الأمثالُ رشداً ومنهاجاً لمن شاءَ اتِّباعا
ورُبّ حديثِ خيرٍ هاجَ خيراً وذكرِ شجاعة ٍ بعث الشُّجاعا
معارفُ مصرَ كان لهنَّ ركنٌ فذُقْنَ اليومَ للركنِ انصِداعا
مضى أَعْلى الرجالِ لها يميناً وأرحبهم بحلَّتها ذراعا
وأكثرهم لها وقفاتِ صدقٍ إباءً في الحوادث أَو زَماعا
أتتهُ فنالها نفلاً وفيئاً تنقل يافعاً فيها وكهلاً
ومن أسبابها بلغَ اليفاعا
فتى عجمتْه أحداثُ الليالي فلا ذلاً رأين ، ولا اختضاعا
سَجَنَّ مُهنَّداً، ونَفَيْن تِبْراً وزِدْنَ المسك من ضغْطٍ فضاعا
شديدٌ صُلَّبٌ في الحق حتى يقولَ الحقُّ : ليناً وائِّداعا
ومدرسة ٍ سمتْ بالعلم ركناً وأنهضتِ القضاءَ والاشتراعا
بناها محساً بالعلم برًّا يشيد له المعالمَ والرباعا
وحاربَ دونها صرْعَى قديمٍ كأَنّ بهم عن الزمنِ انقطاعا
إذا لمحَ الجديدُ لهم تَوَلَّوْا كذي رَمَدٍ على الضوءِ امتناعا
أخا سيشيلَ ، لا تذكرْ يحاراً بَعدنَ على المزار ولا بقاعا
وربِّك ما وراءَ نَواكَ بُعدٌ وأنتَ بظاهر الفسطاطِ قاعا
نزلتَ بعالمٍ خرق القضايا وأصبح فيه نظمُ الدهرِ ضاعا
فخلِّ الأربعين لحافليها وقُمْ تَجِد القرونَ مرَرْنَ ساعا
مرضتَ فما ألحّ الداءُ إلاَّ على نفسٍ تعِّودت الصِّراعا
ولم يكُ غيرَ حادثة ٍ أصابت مُفلِّلَ كلّ حادثة ٍ قِراعا
ومَنْ يتجرَّع الآلامَ حياً تَسُغْ عند المماتِ له اجتراعا
أرقتَ ، وكيف يعطى الغمض جفنٌ تَسُلُّ وراءَه القلبَ الرُّواعا
ولم يَهدَأْ وسادُك في الليالي لعلمك أنْ ستفنيها اضطجاعا
عَجِبْتُ لشارحٍ سببَ المنايا يسمِّى الداءَ والعللَ الوجاعا
ولم تكن الحتوفُ محلَّ شكٍّ ولا الآجالُ تحتملُ النزاعا
ولكنْ صيَّدٌ ولها بزاة ٌ ترى السّرطان منها والصُّداعا
أَرَى التعليم لمّا زلت عنه ضعيف الركنِ ، مخذولاً ، مضاعا
غريقٌ حاولت يَدُه شِراعاً فلمّا أوشكتْ فقد الشراعا
سَراة ُ القومِ مُنصرفون عنه

لقد نسَّاه يومك ناصباتٍ من السّنوات قاساها تباعا
قُم ابنِ الأُمَّهاتِ على أَساسٍ ولا تبيِ الحصونَ ولا القلاعا
فهنَّ يلدن للقصبِ المذاكي وهنَّ يلدن للغابِ السِّباعا
وَجدْتُ مَعانيَ الأَخلاق شتَّى جمعهن فكنَّ في اللفظ الرّضاعا
عَزاءَ الصابرين أَبا بهِيٍّ ومثلُك مَنْ أَناب ومَنْ أَطاعا
صبرتَ على الحوادث حين جلَّتْ وحينَ الصبرُ لم يكُ مستطاعا
وإن النفسَ تهدأُ بعدَ حينٍ إذا لم تلقَ بالجزع انتفاعا
إذا اختلف الزمانُ على حزينٍ مضى بالدمع ، ثم محا الدِّماعا
قُصارَى الفَرْقَدَيْنِ إلى قضاءٍ إذا عثرا به کنفصَما اجتماعا
ولم تَحْوِ الكِنانة آلَ سعدٍ أشدَّ على العدا منكم نباعا
ولم تحمِل كشيخكمُ المُفدَّى نهوضاَ بالأمانة ِ واضطلاعا
غداً فَصْلُ الخِطابِ، فمَنْ بَشيرِي بأنّ الحقَّ قد غلب الطّماعا ؟
سَلُوا أَهلَ الكِنانة ِ: هل تداعَوْا؟ فإن الخصمَ بعدَ غدٍ تداعى
وما سعدٌ بمتَّجرٍ إذا ما تعرَّضت الحقوقُ شَرَى وباعا
ولكنْ تحتمِي الآمالُ فيه وتدَّرِعُ الحقوقُ به ادِّراعا
إذا نظرَتْ قلوبُكُمُ إليه علا للحادثات وطال باعا
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الخميس 22 مارس 2012, 11:59 pm

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
اخترتَ يومَ الهولِ يومَ وداعِ



اخترتَ يومَ الهولِ يومَ وداعِ ونعاكَ في عَصْفِ الرياحِ الناعي
هتف النُّعاة ُ ضُحى ً، فأَوْصَدَ دونهم جُرحُ الرئيسِ منافذَ الأَسماعِ
منْ ماتَ في فزعِ القيامة ِ لم يجدْ قدماً تشيِّع أو حفاوة ساعي
ما ضرَّ لو صبَرتْ ركابُك ساعة ً كيف الوقوفُ إذا أهاب الداعي ؟
خلِّ الجنئزَ عنك ، لا تحفل بها ليس الغرورُ لميِّتٍ بمتاع
سِرْ في لواءِ العبقريّة ِ، وانتظِمْ شتَّى المواكب فيهِ والأَتباع
واصعد سماءَ الذكر من أَسبابها واظهر بفضلٍ كالنهار مُذاع
فجعَ البيانُ وأهلهُ بمنصوِّر لَبِقٍ بوشْيِ الممتِعاتِ صَناع
مَرموقِ أَسبابِ الشبابِ وإن بَدَتْ للشيب في الفَودِ الأَحَمِّ رَواعي
تتخيلُ المنظومَ في منثوره فتراهُ تحت روائِع الأَسجاع
لم يَجْحَدِ الفُصحَى ، ولم يَهجُم على أسلوبها ، أو يزرِ بالأوضاع
لكنْ جرى والعصرَ في مضارها شوطاً ، فأحرز غاية َ الإبداع
حرُّ البيانِ ، قديمُه وجديدُه كالشمسِ جدّة َ رُقعة ٍ وشُعاعِ
يونانُ لو بيعت بهوميرٍ لما خسرتْ - لعمركَ - صفقة المبتاع
يامرسلَ النظراتِ في الدنيا وما فيها على ضجرٍ وضيقٍ ذراع
ومُرَقْرِقَ العبراتِ تجري رِقَّة ً للعالم الباكي من الأوجاع
مَنْ ضَاقَ بالدنيا فليس حكيمَها إتّ الحكيمَ بها رحيبُ الباع
هيَ والزمانُ بأرضهِ وسمائهِ في لجَّة ِ الأقدارِ نضو شراع
مَنْ شَذَّ ناداه إليه فردَّهُ قَدَرٌ كراعٍ سائقٍ بقطاع
ما خلفهُ إلا مقودٌ طائعٌ متلفِّت عن كبرياءِ مطاع
جبارُ ذهنٍ ، أو شديدُ شكيمة ٍ يمضي مضيَّ العاجزِ المنصاع
من شوة َ الدنيا إليك فلم تجدْ في الملكِ غيرَ معذبين جياع ؟
أَبكل عينٍ فيه أَو وَجْهٍ ترى لمحاتِ دمعٍ أَو رسومَ دِماع؟
ما هكذا الدنيا، ولكنْ نُقْلة ٌ دمعُ القَريرِ وعَبْرَة ُ المُلتاع
لا الفقرُ بالعبراتِ خصَّ ولا الغنى غِيَرُ الحياة ِ لهنّ حُكْمُ مشاع
مازالَ في الكوخِ الوضيعِ بواعثٌ منها، وفي القصرِ الرفيعِ دَواعِي
في القفرِ حيَّاتٌ يسيِّبها به حاوي القضاءِ ، وفي الرياضِ أفاعي
ولَرُبَّ بُؤْسٍ في الحياة ِ مُقنَّعٍ أربى على بؤسٍ بغير قناع
يا مصتطفى البلغاءِ ، أيّ يراعة ٍ فقدوا ؟ وأيّ معلمٍ بيراع ؟
اليومَ أَبصرتَ الحياة َ؛ فقلْ لنا : ماذا وراءَ سرابها اللماع ؟
وصِفِ المنونَ؛ فكم قعدْتَ ترى لها شبحاً بكلِّ قراوة ويفع
سكن الأحبّة ُ والعدى ، وفرغتَ منْ حِقْدِ الخُصوم، ومِنْ هوى الأَشياع
كم غارة ٍ شَنُّوا عليكَ دفعْتَها تصِلُ الجهودَ فكُنَّ خيرَ دِفاع
والجهدُ موتٍ في الحياة ِ ثماره والجهدُ بعدَ الموتِ غيرُ مضاع
فإذا مضى الجيلُ المرضُ صدوره وأتى السليمُ جوانبَ الأضلاع
فافزع إلى الزمن الحكيم؛ فعنده نقدٌ تنَّزهَ عن هوى ونزاع
فإذا قضى لك أبتَ من شمِّ العلا بثَنِيَّة ٍ بَعدَت على الطَّلاع
وأجلُّ ما فوقَ الترابِ وتحته قلمٌ عليه جلالة ُ الإجماع
تلك الأناملُ نام عنهنّ البلى عطِّلنَ من قلم أشمَّ شجاع
والجبنُ في قلم البليغِ نظيرهُ في السيف مَنْقَصَة ٌ وسوءُ سماع
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 12:02 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ



لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرْ وحياة ٌ منَ السيرْ
أدعه غائباً، وإن بعدتْ غاية ُ السفر
آيبُ الفضلِ كلما آبتِ الشمسُ والقمر
ربَّ نورٍ متممٍ قد أتانا من الحفر
إنما الميتُ منْ مشى ميتَ الخيرِ والخبَر
منْ إذا عاشَ لم يفدْ وإذا مات لم يَضِر
ليس في الجاهِ والغِنَى منه ظِلٌّ ولا ثمر
قبُح العِزُّ في القُصو رِ إذا ذلَّتِ القصر
أعوز الحقَّ رائدٌ وإلى مصطفى افْتَقَر
وتمنَّت حياضُه هَبَّة َ الصارِمِ الذَّكَر
الذي ينفذُ المدى والذي يَركبُ الخطر
أَيُّها القومُ، عظِّموا واضعالأسِّ والحجر
أذكروا الخطبة َ التي هي من آية َِ الكبر
لم يرَ الناسُ قبلهَا منيراً تحتَ مختضَر
لستُ أنسى لواءَه وهو يَمشي إلى الظَّفَر
حَشَرَ الناسَ تحتَه زمراً إثرها زمر
وترى الحقَّ حوله لا ترى البيضَ والسُّمر
كلَّما راح أَو غَدا نَفَخَ الرُّوحَ في الصُّوَر
يا أخا النَّفسِ في الصِّبا لذَّة ُ الروحِ في الصِّعر
وخليلاٍ ذخرته لم يُقَوَّمْ بمُدَّخَر
حالَ بيني وبينه في فُجاءَاتِه القَدَر
كيف أجزي مودَّة ً لم يَشُبْ صَفْوَها كدَر؟
غيرَ دَمْعٍ أقولهُ قلَّ في الشأنِ أو كثر ؟
وفُؤادٍ مُعَلَّلٍ بالخيالات والذُّكر ؟
لم ينمْ عنك ساعة ً في الأحاديث والسَّمر ؟
قمْ ترَ القومَ كتلة ً مثلَ مَلمومة ِ الصَّخر
جدَّدوا ألفة َ الهوى والإخاءَ الذي شطر
ليس للخلف بينهم أَو لأَسبابه أَثر
ألَّفتهم روائحٌ غادياتٌ من الغِيَر
وصحوا من منوَّمٍ وأفاقوا من الخدر
أقبلوا نحوَ حقِّهم ما لهم غيْرَه وَطَر
جعلوه خَلِيَّة ً شرعوا دونَها الإبَر
وتواصوا بخطَّة ٍ وتداعَوْا لمؤتمر
وقُصَارَى أولى النُّهَى يَتلاقوْنَ في الفِكَر
آذنونا بموقفٍ من جلالٍ ومن خَطَر
نسمع الليثَ عنده دون آجامه زأر
قُلْ لهم في نَدِيِّهم : مصرُ بالباب تنتظِر
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 12:03 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
حلفتُ بالمستَّرهْ



حلفتُ بالمستَّرهْ والروضة ِ المعطَّرهْ
ومجلسِ الزَّهراءِ في الـ ـحظائر المنورة
مراقدِ السُّلالة ِ الطَّيِّبـ ـة ِ المطهَّره
ما أنزلوا إلى الثرى بالأمس إلا نيَّره
سيروا بها تقيَّة ً نقية ً مبرره
نجلُّ سترَ نعشها كالكسوة ِ المسيَّره
وننشقُ الجنة َ من أَعوادِه المُنضَّره
في موكبٍ تَمَثَّلَ الـ ـحقُّ فكان مظهره
دع الجنودَ والبنو دَ والوفودَ المُحْضَره
وكلَّ دمعٍ كَذِبٍ ولَوْعَة ٍ مُزَوَّره
لا ينفع الميْتَ سوى صالحة ٍ مدَّخره
قد تُرْفَعُ السُّوقة ُ عنـ ـدَ اللهِ فوقَ القيصره
يا جزعَ العلمِ على سُكَيْنَة المُوَقَّره!
أَمسى برَبْعٍ مُوحِشٍ منها ودارٍ مُقْفِره
من ذا يُؤسِّي هذه الـ ـجامعة َ المُستَعْبِره
لو عشتِ شدتِ مثلها للمرأَة ِ المحرَّره
بنيتِ رُكنَيْها، كما يبني أَبوكِ المَأْثُرَه
قرنتِ كلَّ حجرِ في أُسِّها بجوهَره
مفخرة ٌ لبيتكم كم قبلها من مَفخره!
يا بنتَ إسماعيلَ، في الـ ـميْتِ لحيٍّ تَبْصِره
أَكان عندَ بيتِكم لهذه الدنيا تره؟
هلاَّ وصَفْتِها لنا مقبلة ً ومدبره؟
كالحلم، أو كالوهم، أَو كالظلِّ، أو كالزهره؟
فاطمُ، من يولدْ يمتْ المهدُ جسرُ المقبره
وكلُّ نفسٍ في غدٍ مَيِّتة ٌ فمُنْشَرَه
وإنه مَنْ يَعملِ الـ ـخيرَ أو الشرَّ يره
يلفظها حنظلة ً كانت بفيهِ سكَّره
ولن تزالَ من يدٍ إلى يدٍ هذي الكره
أَين أَبوكِ؟ مالُه وجاهه، والمقدره؟
وادي النَّدَى ، وغَيْثُه وعَيْنُه المُفجَّره
أين الأمورُ، والقصو رُ، والبدورُ المُخْدَره؟
أين الليالي البيضُ، والـ ـأصائلُ المزعفره؟
وأين في ركن البلا دِ يده المعمِّره
وأين تلك الهمة ُ الـ ـماضية ُ المشمَّره؟
تبغي لمصر الشرق أَو أكثرهُ مستعمره
جرى الزمانُ دونَها فردّه وأعثره
فإن همَمْتَ فاذكر الـ ـمقادرَ المقدَّره
من لا يصبْ فالناسُ لا يَلتمسون المعذِرَه
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 12:04 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
اليومَ أَصْعَدُ دونَ قبرِكَ مِنْبَرا



اليومَ أَصْعَدُ دونَ قبرِكَ مِنْبَرا وأُقلِّدُ الدنيا رِثاءَك جَوْهَرَا
وأَقصُّ مِن شِعري كتابَ محاسنٍ تتقدم العماء فيه مسطَّرا
ذكراً لفضلك عندَ مصرَ وأَهلِها والفضلُ من حُرُماتِه أَن يُذْكَرا
العلمُ لا يعلي المراتبَ وحده كم قدم العملُ الرجالَ وأخَّرا
والعلمُ أَشبهُ بالسماءِ رجالُه خُلِطَتْ جَهاماً في السحابِ ومُمْطِرا
طفنا بقبركَ، واستلمنا جندلاً كالركنِ أَزْكَى ، والحَطيمِ مُطهَّرا
بين التشرُّفِ والخشوع، كأَنما نستقبل الحرمَ الشريفَ منورا
لو أنصفوكَ جنادلاً وصفائحاً جعلوكَ بالذكر الحكيم مُسَوَّرا
يا منْ أراني الدهرُ صحة َ ودِّه والودُّ في الدنيا حديثٌ مفترى
وسمعتُ بالخُلُقِ العظيمِ رواية ً فأراني الخلقَ العظيمَ مصَّورا
ماذا لقيتَ من الرُّقاد وطوله؟ أَنا فيك أَلقى لوعة ً وتحسُّرا
نمْ ما بدا لك آمناً في منزلٍ الدهرُ أَقصرُ فيه من سِنَة ِ الكرَى
ما زلتَ في حمد الفراشِ وذمِّه حتى لقيتَ به الفِراشَ الأَوْثرا
لا تَشكُوَنّ الضُّرَّ من حشراته حشراتُ هذا الناسِ أَقبحُ مَنظرا
يا سيّدَ النادي وحاملَ همِّه خلَّفته تحت الرزية موقرا
شهدَ الأعادي كم سهرتْ لمجده وغدَوْتَ في طلب المزيد مُشمِّرا
وكم اتَّقيْتَ الكَيْدَ واستدفعْته ورميتَ عدوانَ الظنونِ فأقصرا
ولَبِثْتَ عن حَوْضِ الشَّبيبة ذائداً حتى جزاكَ الله عنه الكَوْثرا
شبانُ مصرَ حيالَ قبركَ خشعٌ لا يملكون سوى مدامعهم قِرى
جمعَ الأسى لك جمعهم في واحدٍ كان الشبابَ الواجدَ المستعبرا
لولاك ما عرفوا التعاون بينهم فيما يسُرُّ، ولا على ما كدَّرا
حيث التفتَّ رأيتَ حولكَ منهمُ آثارَ إحسانٍ وغرساً مثمراً
كم منطقٍ لك في البلاد وحكمة ٍ والعقلُ بينهما يُباع ويُشْترَى
تمشي إلى الأَكواخ تُرشِد أَهلَها مشيَ الحواريينَ يهدون القرى
متواضعاً لله بينَ عباده واللهُ يبغض عبده المتكبرا
لم تدرِ نفسك: ما الغرور؟ وطالما دخل الغُرورُ على الكبار فصغّرا
في كلِّ ناحية ٍ تَخُطُّ نِقابة ً فيها حياة ُ أَخي الزراعة ِ لو دَرَى
هي كيمياؤكَ، لا خرافة ُ جابرٍ تذرُ المقلَّ من الجماعة مكثرا
والماُ لا تجني ثمارَ رؤوسه حتى يصيبَ من الرؤوس مُدَبِّرا
والملكُ بالأموالِ أمنعُ جانباً وأَعزُّ سلطاناً، وأَصدقُ مَظهرا
إنا لفي زمنٍ سِفاهُ شعوبِه في ملكهم كالمرءِ في بيت الكرا
أسواكَ من أهل المبادىء ِ منْ دعا للجدِّ، أو جمعَ القلوب النُّفَّرا؟
الموتُ قبلك في البرية لم يهبْ طڑه الأَمين، ولا يسوع الخيِّرا
لما دعيتُ أتيتُ انثرُ مدمعي ولو استطعت نثرتُ جفني في الثرى
أبكي يمينك في التراب غمامة والصدرَ بحراً، والفوادَ غضنفرا
لم أُعْطَ عنك تَصَبُّراً، وأَنا الذي عزَّيتُ فيك عن الأمير المعشرا
أزنُ الرجالَ، ولي يراعٌ طالما خلع الثناءَ على الكرامِ محبَّرا
بالأمسِ أرسلتُ الرثاءَ ممسكاً واليومَ أَهتِفُ بالثناءِ مُعَنْبَرا
غيَّرْتَني حزناً، وغيَّرك البِلَى وهواك يأْبَى في الفؤاد تغيُّرا
فعليّ حفظُ العهد حتى نلتقي وعليك أَن ترعاه حتى نُحشَرا
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 4 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 4 من اصل 10 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى