ديوان شعرأحمد شوقي
صفحة 6 من اصل 10
صفحة 6 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
نُراوَحُ بالحوادثِ، أَو نُغادَى
نُراوَحُ بالحوادثِ، أَو نُغادَى ونُنكرُها، ونُعطيها القِيادا
ونحمَدُها وما رعتِ الضَّحايا ولا جزتِ المواقفَ والجهادا
لحاها اللهُ، باعتنا خيالاً من الأَحلامِ، واشترتِ اتّحادا
مشيْنا أَمسِ نلقاها جميعاً ونحنُ اليومَ نلقاها فرادى
أضلتنا عن الإصلاح، حتى عَجَزْنا أَن نُناقشَها الفسادا
تُلاقِينا، فلا نَجِدُ الصَّياصِي ونَلقاها، فلا نجدُ العَتادا
ومَنْ لَقِيَ السِّباعَ بغيرِ ظفرٍ ولا نابٍ تمزَّقَ أَو تفادَى
خَفضنا من عُلُوِّ الحقِّ حتى تَوهَّمنا السيادة َ أَن نُسادا
ولمَّا لم نَنلْ للسيفِ ردّاً تنازعْنا الحمائلَ والنِّجادا
وأقبلنا على أقوالِ زورٍ تجيءُ الغيَّ تقلبه رشادا
ولو عُدنا إليها بعدَ قرْنٍ رحمنا الطرسَ منها والمدادا
وكم سحرٍ سمعنا منذُ حينٍ تضاءَلَ بين أَعيُننا ونادى
هنيئاً للعدوِّ بكلِّ أرضٍ إذا هو حلَّ في بلدٍ تعادى
وبُعداً للسيادة ِ والمعالي إذا قطعَ القرابة َ والودادا
وربَّ حقيقة ٍ لا بدَّ منها خدعْنا النَّشْءَ عنها والسَّوادا
تعدُّ لحادثِ الأيام صبراً وآونة ً تعدُّ له عنادا
وتخلف بالنهى البيضَ المواضي وبالخُلق المثقَّفة الصِّعادا
لمحنا الحَظَّ ناحية ً، فلما بلغناها أحسَّ بنا، فحادا
وليس الحظُّ إلا عبقريَّا يحبُّ الأريحية َ، والسدادا
ونحن بنو زمانٍ حواليٍّ تنقلَ تاجراً، ومشى ، ورادا
إذا قعد العبادُ له بسوقٍ شرى في السوق، أَو باع العِبادا
وتعجبه العواطفُ في كتابٍ وفي دمع المُشَخِّصِ ما أَجادا
يُؤمِّننا على الدستورِ أَنَّا نرى من خلفِ حوزته فؤادا
أبو الفاروق نرجوه لفضلٍ ولا نخشى لِما وَهبَ ارتدادا
ملأنا باسمه الأفواهَ فخراً ولقبناه بالأمسِ المكاد
نُناجيه، فنسترعِي حكيماً ونسأَله فنستجدي جَوَادا
ولم يزلِ المحبَّبَ، والمفدَّى ومرهمَ كلِّ جرحٍ، والضِّمادا
تَدفَّق مَصْرفُ الوادي، فرَوَّى وصابَ غمامُهُ، فسقى ، وجادا
دعا فتنافستْ فيه نفوسٌ بمصرَ لكلِّ صالحة ٍ تنادى
تقدمُ عونها ثقة ً ومالاً وأحياناً تقدمهُ اجتهادا
وأقبلَ من شبابِ القومِ جمعٌ كما بنتِ الكهولُ بنى ، وشادا
كأن جوانبَ الدارِ الخلايا وهم كالنحل في الدار احتشادا
فيا داراً من الهممِ العوالي سُقيتِ التِّبرَ، لا أَرْضَى العِهادا
تأَنَّى حينَ أَسَّسَكِ ابنُ حربٍ وحينَ بنى دعائمكِ الشدادا
ولا ترجى المتانة ُ في بناءٍ إذا البنَّاءُ لم يُعْطَ اتِّئادا
بنى الدارَ التي كنّا نراها أمانيَّ المخيَّل، أو رقادا
ولم يَبْعُدْ على نفسٍ مَرَامٌ إذا ركبتْ له الهممَ البعادا
ولم أَرَ بعدَ قدرتِه تعالى كمَقدِرَة ِ ابنِ آدمَ إن أَرادا
جرى والناسَ في ريب وشكٍّ يَرومُ السَّبْقَ، فاخترقَ الجيادا
وعوديَ ودونها حتى بناها ومن شأْنِ المجدِّدِ أَن يُعادى
يَهونُ الكيدُ مِنْ أَعدَى عدُوٍّ عليكَ إذا الوليُّ سعَى وكادا
فجاءت كالنهارِ إذا تجلَّى عُلُوّاً في المشارقِ وانطيادا
نصونُ كزائمَ الأموالِ فيها وننزلها الخزائنَ والنضادا
ونُخرجُها، فتكسِبُ، ثُمَّ تأْوِي رجوعَ النحل قد حملنَ زادا
ولم أرَ مثلها أرضاً أغلَّتْ وما سقيتْ، ولا طعمتْ سمادا
ولا مُستوْدعاً مالاً لقومٍ إذا رجعوا له أَدَّى وزادا
ومن عجبٍ نُثبِّتُها أُصولاً وتِلك فروعُها تَغشَى البلادا
كأنّ القطرَ من شوقٍ إليها سَما قبلَ الأَساسِ بها عِمادا
ولو ملكتْ كنوزَ الأرضِ كفِّي جعلتُ أساسها ماساً ورادا
ولو أن النجومَ عنتْ لحكمي فرشتُ النيِّراتِ لها مِهادا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
تاجَ البلادِ، تحية ٌ وسلامُ
تاجَ البلادِ، تحية ٌ وسلامُ رَدّتك مصرُ، وصحَّت الأَحلامُ
العلمُ والملك الرفيعُ، كلاهما لك - يافؤادُ - جلالة ٌ ومقام
فكأَنك المأْمونُ في سُلطانه: في ظلِّك الأَعلامُ، والأَقلامُ
أَهدَى إليك الغربُ من أَلقابه في العلمِ ما تسمو له الأَعلام
من كلِّ مملكة ٍ، وكلِّ جماعة ٍ يسعى لك التقديرُ والإعظام
ما هذه الغرفُ الزواهرُ كالضحى الشامخاتُ كأَنها الأَعلامُ؟
من كلِّ مرفوعِ العمودِ منَوِّرٍ كالصبحِ مُنْصَدِعٌ به الإظلام
تتحطَّم الأُمِّيَّة ُ الكبرى على عَرَصاتِه، وتمزَّقُ الأَوهام
هذا البناءُ الفاطِميُّ مَنارة ٌ وقواعدٌ لحضارة ٍ ودعام
مهدٌ تهيَّأَ للوليدِ، وأيكة ٌ سيرنُّ فيها بلبلٌ وحمام
شرفاته نورُ السبيلِ، وركنه للعبقرية ِ منزلٌّ ومقام
وملاعبٌ تجري الحظوظ مع الصِّبا في ظلهنَّ، وتوهبُ الأقسام
يمشي بها الفتيانُ، هذا ما له نفس تسوِّدهُ، وذاك عصامُ
ألقى أواسيهُ، وطال بركنهِ نَفْسٌ من الصِّيدِ الملوكِ كُرام
من آلِ إسماعيلَ، ولا العمَّاتُ قد قصَّرن عن كرم، ولا الأعمام
لم يُعْطَ هِمَّتَهم، ولا إحسانَهم بان على وادي الملوك هُمام
وبنى فؤادٌ حائطَيْه، يُعِينُه شعبٌ عن الغاياتِ ليس يَنام
أنظر أبا الفاروقِ غرسكَ، هل دنتْ ثمراتهُ، وبدت له أعلامُ؟
وهلى انثنى الوادي وفي فمه الجَنَى وأتى العراقُ مشاطراً والشام؟
في كلِّ عاصمة ٍ وكلِّ مدينة ٍ شبانُ مصرَ على المناهل حاموا
كم نستعيرُ الآخرِين وَنَجْتَدِي هيهات! ما للعارِيات دَوام
اليومَ يَرْعَى في خمائلِ أَرضِهم نشأٌ إلى داعي الرحيلِ قيام
حبٌّ غرستَ براحتيكَ، ولم يزلْ يَسقيه من كِلتا يديك غَمام
حتى أنافَ على قوائمِ سوقهِ ثمراً تنوءُ وراءه الأكمام
فقريبه للحاضرين وليمة ٌ وبعيده للغابرين طعام
عِظة ٌ لفاروقٍ وصالحِ جِيلهِ فيما ينيلُ الصبرُ والإقدام
ونموذجٌ تحذو عليه، ولم يزلْ بسراتهمْ يتشبَّهُ الأقوام
شيَّدت صرحاً للذخائرِ عالياً يأوي الجمالُ إليه والإلهام
رَفٌّ عُيونُ الكُتْبِ فيه طوائفٌ وجلائلُ الأسفارِ فيه ركام
إسكندرية ٌ، عاد كنزكِ سالماً حتى كأنْ لم يلتهمه ضرامُ
لمَّتهُ من لهبِ الحريق أنامٌ بَرْدٌ على ما لامَسَتْ، وسَلام
وأَسَتْ جِراحَتَك القديمة راحة ٌ جُرْحُ الزمانِ بعُرْفِها يَلتام
تَهَبُ الطريفَ من الفَخارِ، وربّما بَعَثَتْ تَليدَ المجدِ وهْوَ رِمام
أرأيتَ ركنَ العلم كيف يقامُ؟ أرأيتَ الاستقلالَ كيف يرام؟
العلمُ في سبلِ الحضارة ِ والعلا حادٍ لكلِّ جماعة ٍ، وزمام
باني الممالكِ حينَ تنشدُ بانياً ومثابة ُ الأوطانِ حينَ تضام
قامت رُبوعُ العلم في الوادي، فهل للعبقرية ِ والنبوغِ قيام؟
فهما الحياة ُ، وكلُّ دورِ ثقافة ٍ أَو دُورِ تعليمٍ هي الأَجسام
ما العلمُ ما لم يَصْنعاه حقيقة ٌ للطالبين، ولا البيانُ كلام
يا مهرجانَ العلمِ، حولك فرحة ٌ وعليك من آمالِ مصرَ زحام
ما أَشبهتْكَ مواسمُ الوادي، ولا أعياده في الدهر، وهي عظام
إلا نهاراً في بشاشة صُبحِه قعد البناة ، وقامت الأهرام
وأَطال خوفو من مواكبِ عِزِّه فاهتزَّت الرَّبَواتُ، والآكام
يومي بتاجٍ في الحضارة معرقٍ تعْنُو الجِباهُ لعِزِّه، والهام
تاجٌ تنقَّلَ في العصورِ معظَّماً وتأَلفتْ دُوَلٌ عليه جِسام
لما اضطلعتَ به مَشَى فيه الهدى ومراشدُ الدستورِ، والإسلام
سبقتْ مواكبك الربيعَ وحسنه فالنيلُ زهوٌ، والضفافُ وسام
الجيزة ُ الفيحاءُ هزَّت منكباً سبغ النوالُ عليه والإنعام
لبست زخارفها، ومسَّتْ طيبها وتردّدتْ في أَيْكها الأَنغامُ
قد زدتها هرماً يحجُّ فناؤه ويُشدُّ للدنيا إليه حِزام
تقفُ القرونُ غداً على درجاتِه تُمْلِي الثناءَ، وتكتبُ الأَيام
أَعوامُ جهدٍ في الشبابِ، وراءَها من جهد خيرِ كهولة ٍ أعوام
بلغَ البناءُ على يديك تمامهُ ولكل ما تبني يداك تمام
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا
أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا وحطُّوا في الثرى المرءَ الزكيّا؟
فما تركوا من الأَخلاق سَمْحاً على وجه التراب، ولا رضيَّا؟
مضوا بالضاحك الماضي وألقوا إلى الحُفَر الخَفيفَ السَّمْهَرِيَّا
فَمَنْ عَوْنُ اللغاتِ على مُلِمٍّ أصاب فصيحها والأعجميَّا؟
لقد فقدتْ مصرفها حنيناً وبات مكانُه منها خَلِيَّا
ومن ينظرْ يرَ الفسطاطَ تبكي بفائضة ٍ من العَبَرَاتِ رِيَّا
أَلم يَمْشِ الثرى قِحَة ً عليها وكان رِكابُها نحوَ الثُّرَيّا؟
فنَقَّبَ عن مواضعها عَلِيٌّ فجَدَّدَ دارساً، وجَلا خَفِيّا
ولولا جُهْدُهُ احتجَبَتْ رُسوماً فلا دمناً تريكَ لا نؤيَّا
تلفَّتَتِ الفنونُ وقد تَوَلَّى فلم تجد النصيرَ ولا الوليّا
سَلوا الآثارَ: مَنْ يَغدو يُغالي بها، ويروحُ مُحتفِظاً حَفِيَّا؟
ويُنْزِلُها الرُّفوفَ كجوهريٍّ يصففُ في خزائنها الحليَّا؟
وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا
فتى ً عاف المشاربَ من دنايا وصان عن القَذَى ماءَ المُحَيَّا
أبيُّ النفسِ في زمنٍ إذا ما عَجَمْتَ بنيهِ لم تجِدِ الأَبِيَّا
تعوّدَ أن يراه الناس رأساً وليس يرونه الذنبَ الدنيَّا
وَجَدْتُ العلمَ لا يبني نُفُوساً ولا يغني عن الأخلاقِ شيَّا
ولم أَر في السلاح أَضلَّ حَدّاً مِنَ الأَخلاق إنْ صَحِبَتْ غَوِيَّا
همَا كالسيف، لا تنصفهُ يفسدْ عليكَ، وخُذْهُ مُكتمِلاً سَوِيَّا
غديرٌ أَترعَ الأَوطانَ خيراً وإن لم تمتلىء منه دويَّا
وقد تأتي الجداولُ في خشوعٍ بما قد يعجزُ السَّيلَ الأتيَّا
حياة ُ مُعَلِّمٍ طفِئَتْ، وكانتْ سراجاً يعجبُ الساري وضيَّا
سبقتُ القابسين إلى سَناها ورحتُ بنورها أحبو صبيَّا
أخذتُ على أريبٍ ألمعيٍّ ومَنْ لكَ بالمعلِّم أَلْمَعِيَّا؟
ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
إذا انتدب البنون لها سيوفاً من الميلاد ردَّهُمُ عِصيَّا
إذا رشد المعلمُ خلوا وفاقوا إلى الحرية کنساقُوا هديَّا
أناروا ظلمة َ الدنيا، وكانوا وإن هو ضَلَّ كان السامِريَّا
أرقتُ وما نسيتُ بناتِ يومٍ على «المطريّة » کندَفعَتْ بُكيّا
بكَتْ وتأَوَّهَتْ، فَوَهِمْتُ شَرّاً وقبلي داخل الوهمُ الذَّكيا
قلبتُ لها الحذيَّ، وكان مني ضلالاً أَن قلبتُ لها الحذيَّا
زعمتُ الغيبَ خلفَ لسانِ طيرٍ جَهِلْتُ لسانَه فزعَمْتُ غيّا
أصاب الغيبَ عند الطير قومٌ وصار البومُ بينهم نَبيّا
إذا غَنّاهمُ وجدوا سَطِيحاً على فمه، وأفعى الجرهميَّا
رمى الغربانُ شيخَ تَنُوخَ قبلي وراش من الطويل لها دَوِيَّا
نجا من ناجذيْهِ كلُّ لحمٍ وغُودِرَ لحمهُنَّ به شَقِيَّا
نَعَسْتُ فما وجدتُ الغَمْضَ حتى نَفَضْتُ على المَنَاحَة ِ مُقْلَتَيّا
فقلتُ: نذيرة ٌ وبلاغُ صدق وحقٌّ لم يفاجىء مسمعيَّا
ولكنَّ الذي بكتِ البواكي خليلٌ عزَّ مصرعه عليَّا
ومَن يُفجَعْ بِحُرٍّ عبقريٍّ يجدْ ظلمَ المنيّة ِ عبقريَّا
ومن تَتراخَ مُدَّتُه فيُكثِرْ من الأَحبابِ لا يُحْصِي النَّعِيَّا
أخي، أقبلْ عليَّ من المنايا وهاتِ حديثك العذبَ الشهيَّا
فلم أَعدِم إذا ما الدُّورُ نامت سميراً بالمقابر أَو نَجِيّا
يُذكِّرني الدُّجَى لِدَة ً حَمِيماً هنالكَ باتَ، أو خلاًّ وفيَّا
نَشَدْتُكَ بالمنيّة وهْيَ حقٌّ أَلم يَكُ زُخْرُفُ الدنيا فَرِيَّا
عَرفْتَ الموتَ معنى ً بعد لفظٍ تكَّلمْ، وأكشفِ المعنى الخبيَّا
أتاك من الحياة الموتُ فانظرْ أَكنتَ تموت لو لم تُلْفَ حَيَّا؟
وللأشياءِ أضدادٌ إليها تصير إذا صَبَرْتَ لها مَليَّا
ومنقلبُ النجومِ إلى سكونِ من الدَّوَرانِ يَطويهنّ طيَّا
فخبِّرني عن الماضين؛ إني شددتُ الرحلَ أنتظرُ المضيَّا
وصفْ لي منزلاً حملوا إليه وما لمحوا الطريقَ ولا المُطِيّا
وكيف أَتى الغنيُّ له فقيراً وكيف ثوى الفقير به غنيَّا؟
لقد لَبِسوا له الأَزياءَ شتَّى فلم يقبل سوى التَّجريدِ زِيَّا
سواءٌ فيه مَنْ وافى نهاراً ومنْ قذف اليهودُ به عشيَّا
ومنْ قطع الحياة صداً وجوعاً ومنْ مرتْ به شبعاً وريَّا
ومَيْتٌ ضَجَّتِ الدنيا عليه وآخرُ ما تحسنُّ له نعيَّا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
سقى اللهُ بالكفر الأباظيِّ مضجعاً
سقى اللهُ بالكفر الأباظيِّ مضجعاً تضَّوع كافوراً من الخلد ساريا
يطيب ثرى بردينَ من نفح طيبه كأن ثرى بردينَ مسّ الغواليا
فيا لَكَ غِمداً من صَفيحٍ وجَنْدَلٍ حوَى السيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانيا
وكنا استلَلْنا في النوائب غَرْبَهُ فلم يلفَ هيّاباً، ولم يلف نابيا
إذا اهتزَّ دونَ الحقِّ يَحمي حِياضَه تأَخَّر عنها باطلُ القومِ ظاميا
طوتهُ يدٌ للموت، لا الجاهُ عاصماً إذا بطشتْ يوماً، ولا المالُ فاديا
تنالُ صبا الأعمار عند رفيقه وعندَ جفوفِ العودِ في السنِّ ذاويا
وبعضُ المنايا تُنْزلُ الشَّهْدَ في الثرى ويحططنَ في الترب الجبالَ الرواسيا
يقولو: يرثي الراحلين، فويحهم! أأملتُ عندَ الراحلين الجوازيا؟
أبوا حسداً أن أجعل الحيَّ أسوة ً لهم، ومثالاً قد يصادفُ حاذيا
فلمّا رثيتُ الميتَ أقضي حقوقه وجدتُ حسوداً للرُّفاتِ وشانيا
إذا أَنت لم ترْعَ العهودَ لهالكٍ فلستَ لحيٍّ حافظَ العهد راعيا
فلا يطوين الموتُ عهدك من أخٍ وهبهُ بوادٍ غيرِ واديك نائيا
أَقام بأَرضٍ أَنت لاقِيه عندَها وإن بتما تستبعدان التلاقيا
رَثيْتُ حياة ً بالثناءِ خليقة ً وخليتُ عهداً بالمفاخر حاليا
وعزَّيْتُ بيتاً قد تبارَتْ سماؤُه مشايخَ أقماراًن ومرداً دراريا
إلى الله إسماعيلُ وانزِلْ بساحة ٍ أظلَّ الندى أقطارها والنواحيا
تَرَى الرحمة َ الكبرى وراءَ سمائها تَلُفُّ التُّقى في سَيْبِها والمَعاصيا
لدى ملكٍ لا يمنع الظلَّ لائذاً ولا الصفحَ تواباً، ولا العفوَ راجيا
وأقسمُ كنتَ المرءَ لم ينسَ دينه ولم تلههِ دنياؤه وهيَ ماهيا
وكنتَ إذا الحاجاتُ عزَّ قضاؤها لحاجِ اليتامى والأَراملِ قاضيا
وكنتَ تُصلِّي بالملوكِ جماعة ً وكنت تقوم الليلَ بالنفس خاليا
ومَن يُعْطَ من جاهِ الملوك وَسِيلة ً فلا يصنع الخيراتِ، لم يعطَ غاليا
وكنتَ الجريءَ النَّدْبَ في كلِّ موقفٍ تلفَّتَ فيه الحقُّ لم يَلْقَ حاميا
بصرتُ بأخلاقِ الرجالِ فلم أجدْ ـ وإن جَلَت الأَخلاقُ ـ للعزم ثانيا
من العزمِ ما يُحيي فُحولاً كثيرة ً وقدَّمَ كافورَ الخَصِيّ الطَّواشِيا
وما حطَّ مِنْ رَبِّ القصائد مادحاً وأنزله عن رتبة ِ الشعر هاجيا
فليس البيانُ الهجوَ إن كنت ساخطاً ولا هو زُورُ المدحِ إن كنتَ راضيا
ولكنْ هدى الله الكريمِ ووحيه حَملتَ به المصباحَ في الناسِ هادِيا
تُفيض على الأَحياءِ نوراً، وتارة ً تضيءُ على الموتى الرَّجامَ الدَّواجيا
هياكلُ تفنى ، والبيانُ مخلدٌ أَلا إنّ عِتْقَ الخمرِ يُنْسِي الأَوانيا
ذهبْت أَبا عبدِ الحميدِ مُبَرَّءاً من الذَّام، محمودَ الجوانبِ، زاكيا
قليلَ المساوي في زمانٍ يرى العلا ذُنوباً، وناسٍ يَخْلُقون المساويا
طوَيناك كالماضي تَلقَّاه غِمدُه فلم تسترح حتى نشرناك ماضيا
فكنتَ على الأَفواه سيرة َ مُجمِلٍ وكنت حديثاً في المسامع عاليا
وفيتَ لمن أدناكَ في الملك حقبة ً فكانَ عجيباً أَن يَرى الناسُ وافيا
أَثاروا على آثار مَوْتِكَ ضَجّة ً وهاجُوا لنا الذكرى ، وَردُّوا اللياليا
ومن سابقَ التاريخَ لم يأمن الهوى مُلِجّاً، ولم يَسلَم منَ الحِقْدِ نازيا
إذا وضعَ الأحياءُ تاريخَ جيلهم عَرفتَ المُلاحي مِنهمُ، والمُحابيا
إذا سلم الدستور هان الذي مضى وهان من الأحداثِ ما كان آتيا
أَلا كلُّ ذَنْب لِليالي لأَجله سدلنا عليه صفحنا والتناسيا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
فتى العقلِ والنَّغْمة ِ العالِيَهْ
فتى العقلِ والنَّغْمة ِ العالِيَهْ مضى ومَحاسِنُه باقِيَهْ
فلا سوقة ٌ لم تكن أنسهُ ولا ملكٌ لم تزن ناديه
ولم تَخْلُ مِن طِيبها بَلدة ٌ ولم تَخلُ من ذِكرها ناحيه
يكادُ إذا هو غنَّى الورى بقافية ٍ يُنْطِق القافيه
يَتِيهُ على الماس بعضُ النُّحاسِ إذا ضَمَّ أَلحانَه الغاليه
وتَحكم في النفس أَوتارُه على العودِ ناطقة ً حاكيه
وتبلغ موضعَ أَوطارِها وتُفشِي سَريرتَهَا الخافيه
وكم آية ٍ في الأغانِي له هي الشمسُ ليس لها ثانيه!
إذا ما تنادى بها العارفون قل: البرقُ والرعدُ مِنْ غاديه
فإن هَمَسُوا بعدَ جَهْرٍ بها فخفقُ الحليِّ على الغانيه
لقد شاب فردي وجاز المَشِيبَ و عَيْدا شَبِيبتُها زاهيه
تمثِّلُ مصرَ لهذا الزمانِ كما هي في الأَعْصُرِ الخاليه
ونذكر تلكَ الليالِي بها وننشد تلك الرؤى الساريه
ونبكي على عزِّنا المنقضي ونندبُ أيامنا الماضيه
فيا آلَ فردي، نُعزِّيكُمُ ونبكي مع الأسرة ِ الباكيه
فَقَدنا بمفقودِكم شاعِراً يقلُّ الزمانُ له راويه
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
شيَّعوا الشمس ومالوا بضحاها
شيَّعوا الشمس ومالوا بضحاها وانحنى الشرقُ عليها فبكاها
ليتني في الركبِ لما أفلتْ يوشعٌ، همَّتْ، فنادَى ، فثناها
جَلَّل الصبحَ سواداً يومُها فكأنّ الأرض لم تخلع دجاها
انظروا تلقوا عليها شفقاً من جراحاتِ الضحايا ودِماها
وتروا بينَ يديها عبرة ً من شهيدٍ يقطرُ الورد شذاها
آذنَ الحقُّ ضَحاياها بها وَيْحَهُ!! حتى إلى الموتى نَعاها
كفّنوها حُرَّة ً عُلْوِيّة ً كستِ الموتَ جلالاً، وكساها
مِصْرُ في أَكفانها إلا الهدى لحمة ُ الأكفانِ حقٌّ وسداها
خطر النعشُ على الأَرض بها يَحْسِرُ الأَبصارَ في النعش سَناها
جاءها الحقُّ، ومنْ عادتها تؤثر الحقَّ سبيلاً واتَّجاها
ما دَرتْ مصرٌ: بدفن صُبِّحَتْ أَم على البعثِ أَفاقَتْ مِنْ كَراها؟
صرختْ تحسبها بنتَ الشرى طَلَبَتْ مِنْ مِخْلَب الموتِ أَباها
وكأَن الناسَ لما نَسَلوا شُعَبُ السيل طَغتْ في مُلتقاها
وضعوا الرّاحَ على النعشِ كما يلمسون الرُّكنَ، فارتدَّتْ نزاها
خَفضوا في يوم سعد هامَهم وبسعدٍ رَفعوا أَمسِ الجِباها
سائلوا زحلة َ عن أعراسها هل مشى الناعي عليها فمحاها؟
عطَّلَ المصطافَ من سمَّارِه وجلا عن ضفة الوادي دماها
فتحَ الأَبوابَ ليلاً دَيْرُها وإلى الناقوسِ قامتْ بيعتاها
صدَع البرقُ الدُّجَى ، تنشرُه أرضُ سوريا، وتطويه سماها
يحملُ الأنباء تسري موهناً كعوادي الثكل في حرِّ سراها
عرضَ الشكُّ لها فاضطربتْ تَطأُ الآذانَ هَمْساً والشِّفاها
قلتُ: يا قوم اجمعوا أحلامكم كلُّ نفسٍ في وَرِيدَيْها رَداها
يا عدوَّ القيدِ لم يلمحْ له شبحاً في خطة ٍ إلا أباها
لا يضقْ ذرعكَ بالقيد الذي حزَّ في سوق الأوالي وبراها
وقعَ الرسلُ عليه، والتوتْ أَرجلُ الأَحرارِ فيه فعَفاها
يا رُفاتاً مِثلَ رَيْحَانِ الضُّحى كلَّلَتْ عَدْنٌ بها هامَ رُباها
وبقايا هيكل من كرمٍ وحياة أَتْرَعَ الأَرض حَياها
ودَّعَ العدلُ بها أعلامه وبكتْ أنظمة ُ الشورى صواها
حَضنتْ نعشك، والتفَّتْ به راية ٌ كنتَ من الذلّ فداها
ضمَّت الصدرَ الذي قد ضمَّها وتلقَّى الهمَّ عنها فوقاها
عجبي مِنها ومن قائدها!! كيف يَحمِي الأَعزلُ الشيخُ حِماها؟
مِنْبَرُ الوادي ذَوَت أَعوادُه مِن أَواسِيها وجَفَّتْ من ذُراها
من رمى الفارسَ عن صهوتها ودَعا الفُصحى بما أَلجمَ فاها؟
قدرٌ بالمدن ألوى والقرى ودَها الأَجبالَ منه ما دَهاها
غال بَسْطورا وأَردَى عُصبة ً لمستْ جرثومة َ الموتِ يداها
طافت الكأْسُ بساقي أُمّة ٍ من رحيقِ الوطنياتِ سقاها
عطلتْ آذانها من وترٍ ساحرٍ رَنَّ مَلِيّاً فشجاها
أَرغُنٌ هامَ به وِجْدَانُها وأَذانٌ عَشِقتْه أُذُناها
كلَّ يومٍ خطبة ٌ روحية ٌ كالمزامير وأنغامِ لغاها
دَلَّهَتْ مصراً ولو أَنَّ بها فلواتٍ دلَّهتْ وحش فلاها
ذائدُ الحقِّ وحامي حوضه أَنفَذَتْ فيه المقاديرُ مُناها
أخذتْ سعداً من البيت يدٌ تأْخذُ الآسادَ من أَصل شراها
لو أصابت غيرَ ذي روحٍ لما سلمتْ منها الثريا وسهاها
تتحدّى الطبَّ في قفّازها علَّة ُ الدهر التي أعيا دواها
من وراءِ الإذنِ نالتْ ضيغماً لم ينلْ أقرانه إلا وجاها
لم تصارحْ أصرحَ الناسِ يداً ولساناً، ورُقاداً، وانتباها
هذه الأعوادُ من آدمَ لمْ يهدَ خفَّاها، ولم يعرَ مطاها
نقَلَتْ خُوفو ومالتْ بمِنا لم يفتْ حيَّاً نصيبٌ من خطاها
تَخْلِطُ العُمْرينِ: شيْباً، وصِباً والحياتين: شقاءً، ورفاها
زورقٌ في الدمعِ يطفو أبداً عرَفَ الضَّفَّة َ إلا ما تلاها
تهلع الثَّكلى على آثاره فإذا خفَّ بها يوماً شفاها
تسكبُ الدمعَ على سعدٍ دماً أُمة ٌ من صخرة ِ الحقِّ بناها
من ليانٍ هو في ينبوعها وإباءٍ هو في صمِّ صفاها
لُقِّنَ الحقَّ عليه كَهلُها واستقى الإيمانَ بالحقِّ فتاها
بذلتْ مالاً، وأمناً، ودماً وعلى قائدها ألقتْ رجاها
حمَّلته ذمَّة ً أوفى بها وابتلَتْه بحقوقٍ فقضاها
ابنُ سبعينَ تلقَّى دونها غُربة َ الأَسرِ، ووَعْثاءَ نَواها
سفرٌ من عدن الأرضِ، إلى منزلٍ أَقرَبُ منه قُطُباها
قاهرٌ ألقى به في صخرة ٍ دفعَ النسرَ إليها فأَواها
كرهتْ منزلها في تاجه دُرّة ٌ في البحر والبرِّ نفاها
اسأَلوها، واسأَلوا شانِئَها لِمَ لمْ يَنفِ من الدُّرِّ سِواها؟
ولَدَ الثَّورَة َ سعدٌ حُرّة ً بحياتيْ ماجد حُرٍّ نَماها
ما تَمنَّى غيرَها نسلاً، ومَنْ يلِدِ الزَّهراءَ يَزْهَدْ في سواها
سالت الغابة ُ من أَشبالها بينَ عينيهِ وماجتْ بلباها
بارك اللهُ لها في فرعها وقضى الخيرَ لمصرٍ في جناها
أولم يكتبْ لها دستورها بالدمِ الحرِّ، ويَرْفَعْ مُنتداها؟
قد كتبتاها، فكانت صورة ً صَدْرُها حقٌّ وحقٌّ مُنتهاها
رَقَدَ الثائرُ إلا ثورة ً في سبيل الحقِّ لم تَخمد جُذاها
قد تولاَّها صبيَّاً فكوتْ راحَتَيْهِ، وفَتِيّاً فرعاها
جالَ فيها قلماً مستنهضاً ولِساناً كلَّما أَعْيَتْ حَداها
ورمى بالنفس في بركانها فتلقَّى أولَ الناسِ لظاها
أَعلِمتم بعد موسى مِنْ يَدٍ قذفتْ في وجه فرعونَ عصاها؟
وطئتْ نادبة ً صارخة ً شاهَ وجهُ الرّقِّ ـ يا قوم ـ وشاها
ظفرتْ بالكبر من مستكبرٍ
وسيوفُ الهندِ لم تصحُ ظباها
أين منْ عينيَّ نفسٌ حرَّة ٌ كنتُ بالأَمسِ بعينيَّ أَراها؟
كلما أَقبلت هَزَّتْ نفسها وتواصى بشرها بي ونداها
وجرى الماضي، فماذا ادَّكرتْ وادِّكارُ النفسِ شيءٌ من وَفاها؟
أَلمحُ الأَيَامَ فيها، وأَرى من وراءِ السنِّ تمثالَ صباها
لستُ أَدري حينَ تَندَى نَضرة ً عَلَتِ الشَّيْبَ، أَم الشَّيْبُ عَلاها؟
حَلَّت السبعون في هيكلها فتداعى وهيَ موفورٌ بناها
روعة ُ النادي إذا جدَّتْ، فإن مزحتْ لم يذهب المزحُ بهاها
يَظفَرُ العُذْرُ بأَقصى سُخطِها وينالُ الودُّ غاياتِ رضاها
ولها صبرٌ على حسِّادها يشبه الصفحَ، وحلمٌ عن عداها
لستُ أنسى صفحة ً ضاحكة ً تأْخذ النفسَ وتَجرِي في هواها
وحديثاً كرِوايات الهوى جدَّ للصبِّ حنينٌ فرواها
وقناة ً صعدة ً لو وهبتْ للسَّماكِ الأعزلِ اختالَ وتاها
أين منِّي قلمٌ كنتُ إذا سمتُه أَن يَرثِيَ الشمسَ رَثاها؟
خانني في يوم سعدٍ، وجَرى في المراثي فكَبا دونَ مَداها
في نعيم الله نفسٌ أوتيتْ أنعمَ الدنيا فلم تنسَ تقاها
لا الحِجَى لمّا تَنَاهَى غَرّها بالمقاديرِ، ولا العِلمُ زَهاها
ذَهَبَتْ أَوّابة ً مُؤمِنَة ً خالصاً من حيرة ِ الشكِّ هداها
آنستْ خلقاً ضعيفاً ورأتْ من وراءِ العالَمِ الفانِي إلڑها
ما دعاها الحقُّ إلا سارَعَتْ ليتَه يومَ «وَصِيفٍ» ما دعاها
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة ٌ
يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة ٌ ماذا صنَعْت بعهدِ عبدِ الله؟
جاذبتني جنبي عشية َ نعيهِ وخفقتَ خفقة َ موجعٍ أوّاه
ولَوَ أنْ قلباً ذابَ إثرَ حَبيبِه لهوَى بك الركنُ الضعيفُ الواهي
فعليكَ من حُسن المروءَة ِ آمرٌ وعليك من حسن التجلَّدِ ناه
نزل الطويرُ في الترابِ منازلاً تهوي المكارمُ نحوها بشفاه
عَرَصاتُها مَمطورَة ٌ بمدامعٍ مَوْطوءَة ٌ بمفارِقٍ وجِباه
لولا يمينُ الموتِ فوقَ يمينه فيها؛ لفاضَت من جَنًى ومياه
يا كابراً من كابرين، وطاهراً من آلِ طهرٍ عارفٍ بالله
ومُحكِّماً عَلمَ القضاءِ مكانَه في المقسطينَ الجلَّة ٍ الأنزاه
وحكيماً کسْتعصَتْ أَعِنَّتُه على كذبِ النعيمِ، وتُرَّهاتِ الجاه
وأخاً سَقى الإخوانَ مِنْ راووقِه بودادِ لا صَلِفٍ، ولا تَيّاه
قد كان شعري شغلَ نفسكَ، فاقترح من كلِّ جائلة ٍ على الأفواه
أنزلتَ منه حينَ فاتكَ جمعه في منزلٍ بهجٍ بنوركَ زاه
فاقرأ على حَسّانَ منه، لعله بفتاه في مدحِ الرسولِ مُباه
وأنزل بنور الخلدِ جدّكَ، واتصلْ بملائكٍ من آلهِ أَشباه
ناعيكَ ناعي حاتمٍ أو جعفرٍ فالناسُ بين نوازِلٍ ودواهِ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ
أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ وحوته من يد الرُّوح الأمينْ
لَقِيَتْ طُهْرَ بَقاياكِ كما لَقِيَتْ يَثْرِبُ أُمَّ المؤمنين
في سواديها، وفي أحشائها ووراءِ النَّحر من حبلِ الوتين
خرَجَتْ من قصرِكِ الباكي، إلى رملة ِ الثغر، إلى القصرِ الحزين
أخذتْ بينَ اليتامى مذهباً ومَشتْ في عَبَراتِ البائسين
ورَمتْ طَرْفاً إلى البحرِ ترى من وراء الدمعِ أسرابَ السفين
فبدتْ جارية ٌ في حضنها فننُ الوردِ وفرغُ الياسمين
وعلى جُؤْجُئِها نورُ الهدى وعلى سكَّانها نورُ اليقين
حملتْ من شاطئي مرمرة ٍ جوهرَ السُّؤددِ والكنزَ الثمين
وطَوَتْ بحراً ببحرٍ، وجَرَت في الأحاج الملحِ بالعذب المعين
واستقلتْ درة ً كانت سنى وسناءً في جباه المالكين
ذهَبَتْ عن عِلْيَة ٍ صِيدٍ، وعن خرَّدٍ من خفزات البيتِ عين
والتقياتُ بناتُ المتقي والآميناتُ بنيَّاتُ الأمين
لبستْ في مطلعِ العزِّ الضُّحى ونضته كالشموس الآفلين
يدها بانية ٌ غارسة ٌ كَيدِ الشمسِ وإن غاب الجبين
رَبّة العَرشَيْنِ في دولتها قد رَكِبْتِ اليومَ عرشَ العالَمين
أُضْجِعَتْ قبلَكِ فيه مريمٌ وتوارى بنساء المرسلين
إنه رحلُ الأواني شدَّهُ لهمُ آدمُ رسلِ الآخرين
إخْلَعي الأَلقابَ إلا لقباً عبقرياً، هو أمُّ المحسنين
ودَعِي المالَ يَسِرْ سُنَّتَه يمضِ عن قومٍ لأيدي آخرين
واقْذِفي بالهمّ في وَجه الثَّرى واطرحي من حالقٍ عبءَ السنين
واسخري من شانِىء ٍ أَو شامتٍ ليس بالمخطيءِ يومُ الشامتين
وتعزّي عن عوادي دولة ٍ لم تَدُمْ في وَلَدٍ أَو في قَرين
وازهدِي في موكبٍ لو شِئتِه لتغطّى وَجهُها بالدارعين
ما الذي ردَّ على أصحابه؟ ليس يُحيي مَوكبُ الدّفنِ الدفين
رُبَّ محمولٍ على المِدفع ما مَنَعَ الحَوْضَ، ولا حاط العَرين
باطلٌ من أُممٍ مَخدوعة ٍ يَتحدَّوْنَ به الحقَّ المبين
في فروقٍ وربها مأتمٌ ذرفتْ آماقها فيه العيون
قام فيها، من عَقِيلات الحِمى مَلأٌ بُدِّلْنَ مِنْ عِزٍّ بهُون
أُسَرٌ مالت بها الدنيا، فلم تَلْقَ إلا عندكِ الركنَ الركين
قد جلا بيبكُ من حاتمه ومن الكاسين فيه الطاعمين
طارت النعمة ُ عن أيكته وانقضى ما كان من خَفضٍ ولِين
اليتامى نوحٌ ناحية ً والمساكينُ يمدُّونَ الرنين
دولة ٌ مالت، وسُلطانٌ خلا دوولتْ نعماهُ بينَ الأقربين
مُنهضُ الشرقِ عَليٌّ لم يزل من بينه سيِّدٌ في عابدين
يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين
أمَّ عباسٍ، ومالي لم أقلْ: أمَّ مصرٍ من بناتٍ وبنين؟
كنتِ كالورد لهم، واستقبلوا دولة َ الرَّيْحانِ حيناً بعدَ حِين
فيقال: الأُمُّ في موكبها ويقالُ: الحرمُ العالي المصون
العفيفيُّ عفافٌ وهُدى ً كالبقيعِ الطُّهرِ ضمّ الطاهرين
ادخلي الجنّة من رَوْضتِه إنّ فيها غرفة ً للصابرين
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
مضى الدهر بابن إمام اليَمَنْ
مضى الدهر بابن إمام اليَمَنْ وأودى بزين شبابِ الزمنْ
وباتت بصنعاءَ تبكي السيوفُ عليه، وتبكي القنا في عدن
وأَعْوَلَ نجدٌ، وضجَّ الحجازُ ومالَ الحسينُ، فعزَّ الحسن
وغصَّتْ مناحاه في الخيام وغصَّتْ مآتمه في المدن
ولو أنّ ميتاً مشى للعزاء مشى في مآتمه ذو يَزن
فتًى كاسمِه كان سيفَ الإله وسيفَ الرسولِ، وسيفَ الوطن
ولقِّبَ بالبدرِ من حسن وما البدرُ؟ ما قدرُه؟ وابنُ مَنْ؟
عزاءً جميلاً إمامَ الحِمَى وهونْ جليلَ الرزايا يهن
وأَنتَ المُعانُ بإيمانه وظنُّك في الله ظنُّ حسن
ولكن متى رقَّ قلبُ القضاء؟ ومن أَيْن لِلموتِ عقلٌ يَزِن؟
يجامِلُك العربُ النازحون وما العربيَّة ُ إلا وطن
ويجمَعُ قومك بالمسلمين عظيمُ الفروضِ وسمحُ السن
وأَنَّ نبيَّهمُ واحدٌ نبيُّ الصوابِ، نبيُّ اللَّسَن
ومصرُ التي تجمع المسلمين كما اجتمعوا في ظلال الرُّكُن
تعزِّي اليمانينَ في سيفهم وتأْخذ حِصَّتَها في الحَزَن
وتَقعُد في مأْتم ابنِ الإمامِ وتبكيه بالعَبرات الهُتُن
وتنشر ريحانتي زنبقٍ من الشِّعرِ في رَبَواتِ اليمن
تَرِفَّانِ فوقَ رُفاتِ الفقيدِ رفيفَ الجنى في أَعالي الغُصُن
قَضَى واجباً، فقضَى دونَه فتى ً خالص السر، صافي العلن
تطوَّحَ في لُجَجٍ كالجبال عِراضِ الأَواسِي طِوَالِ القُنَن
مشى مشية َ الليثِ، لا في السلاح ولا في الدُّروع، ولا في الجُنَن
متى صرتَ يا بحرُ غمدَ السيوفِ وكنا عَهدناك غِمدَ السُّفن؟
وكنتَ صوانَ الجمانِ الكريمِ فكيف أزيلَ؟ ولمْ لمْ يصن؟
ظفرتَ بجوهرة ٍ فذَّة ٍ من الشرف العبقريِّ اليُمُن
فتًى بذَلَ الروحَ دونَ الرِّفاق إليكَ، وأَعطى الترابَ البَدن
وهانتْ عليه ملاهي الشبابِ ولولا حقوقُ العلا لم تهن
وخاضَك يُنقِذُ أَترابَه وكان القضاءُ له قد كَمَن
غدرتَ فتى ً ليس في الغادرين وخنتَ امرأ وافياً لم يخن
وما في الشجاعة ِ حَتْفُ الشجاعِ ولا مدَّ عمر الجبان الجبن
ولكن إذا حانَ حينُ الفتى قَضَى ، ويَعيش إذا لم يَحِن
ألا أيهذا الشريفُ الرضيُّ أبو السمراء الرماحِ اللدن
شهيدُ المُروءَة ِ كان البَقِيعُ أحقَّ به من تراب اليمن
فهل غَسَّلوه بدمعِ العُفاة ِ وفي كلِّ قلبٍ حزينٍ سكن؟
لقد أَغرقَ ابنكَ صرْفُ الزمانِ واغرقْتَ أَبناءَه بالمِنن
أَتذكر إذ هو يَطوِي الشهورَ وإذ هو كالخشفِ حلوُّ أغنّ؟
وإذ هو حولك حسنُ القصورِ وطِيبُ الرياضِ، وصَفْوُ الزمَن؟
بشاشتُه لذَّة ٌ في العيون ونَغْمتُه لذَّة ٌ في الأذن؟
يلاعب طرَّتهُ في يديكَ كما لاعبَ المهرُ فضل الرسن؟
وإذ هو كالشبل يحكي الأسودَ أدلّ بمخلبه وافتتن؟
فشبَّ، فقامَ وراءَ العرينِ يَشُبّ الحروبَ، ويُطفِي الفِتَن؟
فما بالُه صار في الهامدين وأمسى عفاءً كأنْ لم يكنْ؟
نظَمْتُ الدموعَ رِثاءً له وفصَّلْتُها بالأَسَى والشَّجَن
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَوْحَتْ لطَرْفِكَ فاستهلَّ شؤونا
أَوْحَتْ لطَرْفِكَ فاستهلَّ شؤونا دارٌ مَرَرْتَ بها على قَيْسونا
غاضَت بشاشتُها، وفَضَّتْ شملَها دنيا تعزُّ السادر المفتونا
نزَلَتْ عَوادِي الدهرِ في ساحاتها وأَقلَّ رَفْرَفها الخطوبَ العُونا
فتكادُ منْ أسفٍ على آسي الحمى من كلِّ ناحية ٍ تَثور شجونا
تلك العيادة ُ لم تكن عبثاً، ولا شركاً لصيدِ مآربٍ وكمينا
دارُ ابنِ سِينَا نُزِّهَتْ حُجُراتُها عن أَن تَضُمّ ضَلالة ً ومُجونا
خَبَتِ المطالعُ مِنْ أَغرَّ مُؤَمَّلٍ كالفجر ثغراً، والصبّاحِ جبينا
ومِنَ الوُفودِ، كأَنهم مِنْ حَوْلِه مرضى بعيسى الروحِ يستشفونا
مثلٌ تصوَّر من حياة ٍ حرة ٍ للنشْءِ يَنطِق في السكوت مُبينا
لم تُحْصَ من عهدِ الصِّبا حَرَكاتُه وتَخالُهنَّ من الخُشوع سُكونا
جمحتْ جراحُ المعوزين، وأعضلتْ أدواؤهم، وتغيَّبَ الشافونا
ماتَ الجوادُ بطبِّه وبأجره ولربّما بذلَ الدواءَ معينا
وتَجُسُّ راحتُه العليلَ، وتارة ً تكسو الفقيرَ، وتطعم المسكينا
أدّى أمانة َ علمه، ولطالما حمل الصداقة َ وافياً وأمينا
وقضى حقوقَ الأهلِ، يحسن تارة بأَبيه، أَو يَصِل القرابة حينا
خُلقٌ ودينٌ في زمانٍ لا ترى خلقاً عليه ولا تصادف دينا
أمداويَ الأرواحِ قبل جسومها قمْ داوٍ فيك فؤاديَ المحزونا
روحْ بلفظك كلَّ روحِ معذَّبٍ حَيرانَ طار بلُبِّه الناعونا
قد كال للقدَر العِتابَ، ورُبَّما ظنَّ المدلَّة ُ بالقضاءِ ظنونا
داويتَ كلَّ محطَّمٍ فشفيتهُ ونسيتَ داءً في الضلوع دفينا
كبدٌ على دمها اتكأت ولحمها فحَمَلْتَ همَّ المسلمين سِنينا
ظلتْ وراءَ الحربِ تشقى بالنَّوى وتَذوب للوطن الكريمِ حنينا
ناصرتَ في فجر القضيَّة ِ مصطفى فنصرتَ خلقاً في الشَّباب متينا
أقدمتَ في العشرين تحتَ لوائه وروائعُ الإقدامِ في العشرينا
لم تبغِ دنيا طالما أغضى لها حُمْسُ الدّعاة ِ وطَأْطَأوا العِرنينا
رحماكَ يوسفُ قفْ ركابكَ ساعة ً واعطِف على يعقوبَ فيه حزينا
لم يَدْرِ خلفَ النعشِ من حَرِّ الجَوى أيشقُّ جيباً، أم يشقُّ وتينا؟
ساروا بمهجته، فحمِّلَ ثكلها وقضوا بعائله، فمالَ غبينا
أَتعودُ في رَكْبِ الربيعِ إذا کنثنى بهجاً يزفُّ الوردَ والنَّسرينا؟
هيهات من سَفرِ المنيَّة أَوْبة ٌ حتى يُهيبَ الصُّبحُ بالسارينا
ويقالُ للأرض الفضاء، تمخَّضي فتردّ شيخاً أو تمجّ جنينا
اللهُ أبقى ! أين منْ جسدي يدٌ لم أنسَ رفقَ بنانها واللينا؟
حتى تمثَّلتِ العناية ُ صورة ً
فجررْتُ جُثماني، وهانت كُربة ٌ لولا اعتناؤكَ لم تكن لِتهونا
إنّ الشفاءَ من الحياة ِ وعونِها ما كان آس بالشفاءِ ضَمينا
واليومَ أَرْتجلُ الرِّثاءَ، وأَنزَوِي في مأتمٍ أبكي مع الباكينا
سبحانَ من يرِثُ الطبيبَ وَطِبَّه ويرى المريض مصارعَ الآسينا!!
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
تسائلني كرمتي بالنهار
تسائلني كرمتي بالنهار وبالليل: أَين سَمِيرِي حَسَنْ؟
وأين النديمُ الشهيُّ الحديثِ؟ وأَين الطَّروبُ اللطيفُ الأُذن؟
نجيُّ البلابل في عشِّها ومُلْهِمُها صِبْيَة ً في الفَنَن؟
فقلتُ لها: ماتَ، واستشعرَت ليالي السرورِ عليه الحَزَن
لَئِنْ ناءَ من سِمَنٍ جسمُه فما عرفت روحه ما السمن
وما هو مَيْتٌ، ولكنه بشاشة ُ دهرٍ محاها الزمن
ومَعْنى ً خلا القولُ من لفظِه وحُلمٌ تَطَايَر عنه الوَسَن
ولا يَذكُر المعهدُ الشرقيُّ لأنورَ إلا جليلَ المنن
وما كان من صَبره في الصِّعابِ وما كان من عَوْنِه في المِحَن
وخدمة فنٍّ يداوي القلوبَ ويشفي النفوسَ، ويذكي الفطن
وما كان فيه الدَّعِيَّ الدخيلَ ولكنْ من الفنِّ كان الركن
ولو أَنصف الصحبُ يومَ الوَداعِ دفنتَ كإسحاقَ لمّا دفن
فغُيِّبْتَ في المِسْكِ، لا في التراب وأدرجتَ في الوردِ، لا في الكفن
وخُطَّ لك القبرُ في رَوْضَة ٍ يميلُ على الغصنِ فيها الغصن
ويَنتحِبُ الطيرُ في ظلِّها ويَخلَعُ فيها النسيمُ الرَّسَن
وقامت على العود أَوتارُه تُعيد الحنينَ، وتُبدي الشَّجَن
وطارحَكَ النايُ شَجْوَ النُّوَاحِ وكنتَ تَئِنُّ إذا النايُ أَنْ
ومال فناحَ عليكَ الكَمانُ وأَظهر من بَثِّه ما كَمَن
سلامٌ عليكَ سلامُ الرُّبا إذا نفحتْ، والغوادي الهتن
سلامٌ على جِيرة ٍ بالإمام ورَهْطٍ بصحرائه مُرْتَهَن
سلامٌ على حُفَرٍ كالقباب وأُخرى ، كمُندرِساتِ الدِّمَن
وجمعٍ تآلفَ بعدَ الخلافِ وصافى وصوفيَ بعد الضَّغن
سلامٌ على كلِّ طَوْدٍ هُناك له حَجَرٌ في بناءِ الوطن
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
لا يقيمنَّ على الضَّيمِ الأسدْ
لا يقيمنَّ على الضَّيمِ الأسدْ نزعَ الشِّبلُ من الغابِ الوتدْ
كبرَ الشِّبلُ ، وشبَّتْ نابه وتغطَّى منكباه باللِّبد
اتركوه يمشِ في آجامه ودَعوه عن حِمَى الغابِ يَذُد
واعرضوا الدنيا على أَظفارِه وابعثوه في صحاراها يَصِد
فِتيَة َ الوادي، عَرَفْنا صَوْتكم مرحباً بالطائرِ الشادي الغرد
هو صوتُ ، الحقِّ ، لم يبغِ ، ولم يحمل الحقدَ ، ولم يحفِ الحسدَ
وخلا من شهوة ٍ ما خالطت صالحاً من عملٍ إلا فسد
حَرَّك البلبلُ عِطفيْ رَبْوَة ٍ كان فيها البومُ بالأيْكِ آنفرد
زَنْبَقُ المُدْن، ورَيحانُ القُرَى قام في كلِّ طريقٍ وقَعد
باكراً كالنّحل في أسرابها كلُّ سِربٍ قد تلاقى واحتشد
قد جنى ما قلَّ من زهْ الرُّبا ثم أعطى بل الزهر الشهد
بسط الكفَّ لمن صادفه ومَضى يَقْصُرُ خطْواً ويَمُدّ
يجعلُ الأَوطانَ أُغنِيَّتَه وينادي الناسَ: منْ جادَ وجد
كلَّما مرَّ ببابٍ دَقَّه أو رأى داراً على الدرب قصدْ
غادياً في المدْنِ، أَو نحوَ القرى رائحاً يسأَل قِرشاً للبلد
أيها الناسُ، اسمعوا، أصغوا له أخرجوا المال إلى البرِّ يعدْ
لا ترُدُّوا يَدَهم فارغة ً طالبُ العونِ لمصرٍ لا يردّ
سيرى الناسُ عجيباً في غدٍ يغرسُ القرشُ، ويَبني، ويَلِدْ
ينهض اللهُ الصناعات به من عثارٍ لبثتْ فيه الأبد
أو يزيد البرَّ داراً قعدتْ لكفاح السلِّ، أو حربِ الرَّمد
وهوَ في الأيدي، وفي قدرتها لم يضقْ عنه ولم يعجزْ أحد
تلك مصرُ الغدِ تبني مُلكها نادت الباني وجاءَت بالعُدَدْ
وعلى المالِ بَنتْ سلطانَها ثابتَ الآساسِ مرفوعَ العَمَد
وأصارتْ بنكَ مصرٍ كهفها حبَّذا الركنُ وأعظمْ بالسند
مَثلٌ مِن هِمَّة ٍ قد بَعُدَتْ ومداها في المعالي قد بَعُد
ردَّها العصرُ إلى أسلوبه كلُّ عصرٍ بأساليبَ جدد
البنونَ استنهضوا آباءهم ودعا الشبلُ من الوادي الأسد
أصبحت مصرُ، وأضحى مجدها هِمَّة الوالدِ، أَو شُغلَ الولد
هذه الهمَّة ُ بالأمس جرتْ فحَوَتْ في طلبِ الحقّ الأَمد
أَيُّها الجيلُ الذي نرجو لِغدْ غدك العزُّ، ودنياك الرغد
أنت في مدرجة السيلِ، وقد ضلَّ مَنْ في مَدْرجِ السيلِ رَقد
قدْت في الحقِّ، فقدْ في مثلهِ من نواحي القصدِ أَو سُبْل الرشد
رُبَّ عامٍ أَنت فيه واجدٌ فادَّخرْ فيه لعامٍ لا تجِدْ
علمِ الآباءَ، واهتف قائلاً: أيها الشعبُ، تعاونْ واقتصد
اجمعِ القرشَ إلى القرشِ يكنْ لك من جمعهما مالٌ لُبَدْ
اطلبِ القطنَ، وزاوِلْ غيرَه واتخذْ سوقاً إذا سوقٌ كسدْ
نحن قبل القطن كنّا أُمّة ً تهبِط الوادي، وتَرْعَى ، وتَرِدْ
قد أخذنا في الصناعات المدى وبنينا في الأوالي ما خلد
وغزلنا قبلَ إدريسَ الكسا ونسجْنا قبلَ داوُدَ الزَّرَد
إن تكُ اليوم لواءً قائداً كم لواءٍ لك بالأمسِ انعقد!
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
نُجدِّدُ ذِكرَى عهدِكم ونُعيدُ
نُجدِّدُ ذِكرَى عهدِكم ونُعيدُ وندني خيالَ الأمسِ وهوَ بعيدُ
وللناسِ في الماضي بصائرُ يَهتدِي عليهِنَّ غاوٍ، أَو يسيرُ رشيد
إذا الميْتُ لم يَكرُمْ بأَرضٍ ثناؤُهُ تحيَّرَ فيها الحيُّ كيف يسود
ونحنُ قضاة ُ الحقِّ، نرعى قديمهُ وإن لم يفتنا في الحقوقِ جديد
ونعلمُ أنَّا في البناءِ دعائمٌ وأنتم أساسٌ في البناءِ وطيد
فريدُ ضحايانا كثيرٌ، وإنما مَجالُ الضحايا أَنتَ فيه فريد
فما خلفَ ما كابدتَ في الحقِّ غاية ٌ ولا فوقَ ما قاسيْتَ فيه مَزيد
تغرَّبْتَ عشراً أَنتَ فيهنَّ بائسٌ وأنت بآفاقِ البلادِ شريد
تجوعُ ببلدانٍ، وتعرى بغيرها وتَرْزَحُ تحتَ الداءِ، وهُوَ عَتيد
ألا في سبيلِ اللهِ والحقِّ طارفٌ من المالِ لم تبخلْ به، وتليد
وَجودُكَ بعدَ المالِ بالنفسِ صابراً إذا جزعَ المحضورُ وهوَ يجود
فلا زِلْتَ تمثالاً من الحقِّ خالصاً على سرهِ نبني العلا، ونشيد
يعلم نشءَ الحي كيف هوى الحمى وكيف يحامي دونهُ، ويذود
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى
إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى وقرارة ِ التاريخِ والآثارِ
فالصُّبحُ في منفٍ وثيبة واضحٌ مَنْ ذا يُلاقي الصُّبحَ بالإنكار؟
بالهَيْلِ مِن مَنْفٍ ومن أَرباضِها مَجْدُوعُ أَنفٍ في الرّمالِ كُفارِي
خَلَتِ الدُّهُورُ وما التَقَتْ أَجفانُه وأتتْ عليه كليلة ٍ ونهار
ما فَلَّ ساعِدَه الزمانُ، ولم يَنَلْ منه اختلافُ جَوارِفٍ وذَوار
كالدَّهرِ لو ملكَ القيامَ لفتكة ٍ أَو كان غيرَ مُقَلَّمِ الأَظفار
وثلاثة ٍ شبَّ الزمانُ حيالها شُمٍّ على مَرّ الزَّمانِ، كِبار
قامت على النيلِ العَهِيدِ عَهِيدة ً تكسوه ثوبَ الفخرِ وهيَ عوار
من كلِّ مركوزٍ كرَضْوَى في الثَّرَى متطاولٍ في الجوَّ كالإعصار
الجنُّ في جنباتها مطروة ٌ ببدائع البنَّاءِ والحفَّار
والأَرضُ أضْيَعُ حِيلة ً في نَزْعِها من حيلة ِ المصلوبِ في المسمار
تلكَ القبورُ أضنَّ من غيب بما أَخفَتْ منَ الأَعلاق والأَذخار
نام الملوك بها الدُّهورَ طويلة ً يجِدون أَروحَ ضَجْعَة ٍ وقرار
كلُّ كأهلِ الكهف فوقَ سريره والدهرُ دونَ سَريرِه بهِجَار
أملاكُ مصرَ القاهرون على الورى المنزَلون منازلَ الأَقمار
هَتَكَ الزمان حِجابَهم، وأَزالهم بعدَ الصِّيانِ إزالة َ الأسرار
هيهاتَ! لم يلمسْ جلالهمو البلى إلا بأَيدٍ في الرَّغام قِصار
كانوا وطرفُ الدهر لا يسمو لهم ما بالهمْ عرضول على النُّظَّار؟
لو أُمهلوا حتى النُّشُورِ بِدُورِهم قاموا لخالقهم بعير غبار!
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى
إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى وقرارة ِ التاريخِ والآثارِ
فالصُّبحُ في منفٍ وثيبة واضحٌ مَنْ ذا يُلاقي الصُّبحَ بالإنكار؟
بالهَيْلِ مِن مَنْفٍ ومن أَرباضِها مَجْدُوعُ أَنفٍ في الرّمالِ كُفارِي
خَلَتِ الدُّهُورُ وما التَقَتْ أَجفانُه وأتتْ عليه كليلة ٍ ونهار
ما فَلَّ ساعِدَه الزمانُ، ولم يَنَلْ منه اختلافُ جَوارِفٍ وذَوار
كالدَّهرِ لو ملكَ القيامَ لفتكة ٍ أَو كان غيرَ مُقَلَّمِ الأَظفار
وثلاثة ٍ شبَّ الزمانُ حيالها شُمٍّ على مَرّ الزَّمانِ، كِبار
قامت على النيلِ العَهِيدِ عَهِيدة ً تكسوه ثوبَ الفخرِ وهيَ عوار
من كلِّ مركوزٍ كرَضْوَى في الثَّرَى متطاولٍ في الجوَّ كالإعصار
الجنُّ في جنباتها مطروة ٌ ببدائع البنَّاءِ والحفَّار
والأَرضُ أضْيَعُ حِيلة ً في نَزْعِها من حيلة ِ المصلوبِ في المسمار
تلكَ القبورُ أضنَّ من غيب بما أَخفَتْ منَ الأَعلاق والأَذخار
نام الملوك بها الدُّهورَ طويلة ً يجِدون أَروحَ ضَجْعَة ٍ وقرار
كلُّ كأهلِ الكهف فوقَ سريره والدهرُ دونَ سَريرِه بهِجَار
أملاكُ مصرَ القاهرون على الورى المنزَلون منازلَ الأَقمار
هَتَكَ الزمان حِجابَهم، وأَزالهم بعدَ الصِّيانِ إزالة َ الأسرار
هيهاتَ! لم يلمسْ جلالهمو البلى إلا بأَيدٍ في الرَّغام قِصار
كانوا وطرفُ الدهر لا يسمو لهم ما بالهمْ عرضول على النُّظَّار؟
لو أُمهلوا حتى النُّشُورِ بِدُورِهم قاموا لخالقهم بعير غبار!
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ
فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ بدا للوجودِ بمرأى عجبْ
تَهُزُّ الجبالَ تَباشيرُهُ كما هَزَّ عِطفَ الطَّروبِ الطَّرَب
ويُحْلِي البحارَ بلألائهِ فمِنَّا الكؤوسُ، ومنه الحبَب
منارٌ الحزونِ إذا ما إعتلى منارُ السهولِ إذا ما إنقلب
أتانا من البحرِ في زورقٍ لجيناً مجاذيفهُ من ذهب
فقلنا: سُليمانُ لو لم يَمُتْ وفرعونٌ لو حملتهُ الشُّهب
وكِسرَى وما خَمَدتْ نارُه ويوسُفُ لو أنه لم يشِبْ
وهيهاتَ! ما توجوا بالسَّنا ولا عرشهم كان فوقَ السُّحب
أنافَ على الماءِ ما بينها وبينَ الجبالِ وشُمِّ الهضب
فلا هو خافٍ، ولا ظاهرٌ ولا سافرٌ، لا، ولا مُنتقِب
وليس بِثَاوٍ، ولا راحلٍ ولا بالبعيدِ، ولا المقترب
تَوارَى بِنصفٍ خلالَ السُّحُبْ ونصفٌ على جبلٍ لم يغب
يجدِّدها آية ٍ قد خلت ويذكرُ ميلادَ خيرِ العرب
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ
فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ بدا للوجودِ بمرأى عجبْ
تَهُزُّ الجبالَ تَباشيرُهُ كما هَزَّ عِطفَ الطَّروبِ الطَّرَب
ويُحْلِي البحارَ بلألائهِ فمِنَّا الكؤوسُ، ومنه الحبَب
منارٌ الحزونِ إذا ما إعتلى منارُ السهولِ إذا ما إنقلب
أتانا من البحرِ في زورقٍ لجيناً مجاذيفهُ من ذهب
فقلنا: سُليمانُ لو لم يَمُتْ وفرعونٌ لو حملتهُ الشُّهب
وكِسرَى وما خَمَدتْ نارُه ويوسُفُ لو أنه لم يشِبْ
وهيهاتَ! ما توجوا بالسَّنا ولا عرشهم كان فوقَ السُّحب
أنافَ على الماءِ ما بينها وبينَ الجبالِ وشُمِّ الهضب
فلا هو خافٍ، ولا ظاهرٌ ولا سافرٌ، لا، ولا مُنتقِب
وليس بِثَاوٍ، ولا راحلٍ ولا بالبعيدِ، ولا المقترب
تَوارَى بِنصفٍ خلالَ السُّحُبْ ونصفٌ على جبلٍ لم يغب
يجدِّدها آية ٍ قد خلت ويذكرُ ميلادَ خيرِ العرب
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
سما يناغي الشهبا
سما يناغي الشهبا هل مسَّها فالتهبا ؟
كالدَّيدبانِ ألزمو هُ في البحار مرقبا
شيع منه مركبا وقام يلقي مركبا
بشر بالدار وبال ـأَهلِ السُّراة الغُيَّبا
وخَطَّ بالنُّور على لوْحِ الظلام: مَرْحَبَا
كالبارق المُلِحِّ لم يولِّ إلا عقَّبا
يا رُبَّ ليلٍ لم تَذُقْ فيه الرقاد طربا
بتنا نراعيه كما يرعى السُّراة الكوكبا
سعادة ٌ يعرفها في الناس من كان أَبَا
مَشَى على الماءِ، وجا ب كالمسيح العببا
وقام في موضعه مُستشرِفاً مُنَقِّبا
يرمي إلى الظلام طر فاٌ حائراٌ مذبذبا
كمبصرٍ أدار عي ناٌ في الدجى ، وقلِّبا
كبصر الأَعشى أَصا ب في الظلام ، ونبا
وكالسراج في يَدِ الـ ـريح، أضاءَ، وخَبا
كلمحة ٍ من خاطرٍ ما جاء حتى ذهبا
مجتنبُ العالم في عُزلته مُجْتَنَبا
إلا شراعاً ضلَّ ، أو فُلْكاً يُقاسي العَطَبا
وكان حارس الفنا رِ رجُلاً مُهذَّبا
يهوى الحياة ، ويحبَّ العيش سهلاً طيِّبا
أتت عليه سنوا تٌ مُبْعَداً مُغْتَرِبا
لم يَرَ فيها زَوْجَهُ ولا ابنَه المحبَّبا
وكان قد رعى الخ طيبَ ، ووعى ما خطَبا
فقال : يا حارسُ ، خلٍّ السُّخط والتعتُّبا
من يُسعِفُ الناسَ إذا نُودِي كلٌّ فأَبى ؟
ما الناس إخوتي ولا آدمُ كان لي أبا
أنظر إليَّ ، كيف أق ضي لهم ما وجَبا ؟
قد عشتُ في خِدمتهم ولا تراني تعبا
كم من غريقٍ قمت عند رأسه مطبَّبا
وكان جسماَ هامداً حرّكتهُ فاضطربا
وكنت وطَّأت له مَناكبي، فرَكبا
حتى أتى الشطَّ ، فب شَّ من به ورحَّبا
وطاردوني ، فانقلب تُ خاسراَ مخيٍّبا
ما نلت منهم فضة َ ولا منحت ذهبا
وما الجزاء ؟ لا تسل كان الجزاءُ عجبا!
ألقوا عليّ شبكا وقطَّعوني إربا
واتخذ الصٌّنَّاع من شَحميَ زَيْتا طيِّباً
ولم يَزَلْ إسعافُهم ليَ الحياة َ مذهبا
ولم يزل سَجِيَّتي وعملي المُحبَّبا
إذا سمعتُ صرخة ً طرتُ إليها طربا
لا أَجِدُ المُسْعِفَ إلا ملكاً مقرَّبا
والمسعفون في غدٍ يؤلفون مَوْكبا
يقول رِضوانُ لهم هيَّا أدخلوها مرحبا
مُذنِبُكم قد غَفَر اللهُ لهُ ما أذنبا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما
عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما ويَندُبُهُم ولو كانوا عِظاما
وأَكرَمُ من غمامٍ عندَ مَحْلٍ فتى ً يُحيي بمدحتِهِ الكراما
وما عُذرُ المقصِّر عن جزاءٍ وما يَجزِيهُمُ إلا كلاما؟!
فهل من مُبلِغٍ غليومَ عنِّي مقالاً مُرْضِياً ذاك المقاما؟
رعاكَ الله من ملكٍ هُمامٍ تعهَّدَ في الثَّرَى مَلِكاً هُماما
أَرى النِّسيانَ أَظمأَه، فلمَّا وقفتَ بقبرهِ كنتَ الغماما
تقرِّبُ عهدهُ للناسِ حتى تركتَ الجليلَ في التاريخِ عاما
أتدري أيَّ سلطانٍ تحيِّي وأَيَّ مُملَّكٍ تُهدي السَّلاما؟!
دَعَوْتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرْباً وأَشرفَهم إذا سَكنوا سَلاما
وقفتَ به تذكّرهُ ملوكاً تعوَّدَ أن يلاقوهُ قياما !
وكم جَمَعَتْهُمُ حربٌ، فكانوا حدائدها ، وكان هو الحسما
كلامٌ للبريّة دامياتٌ وأَنتَ اليومَ مَنْ ضَمَدَ الكِلاما
فلما قلتَ ما قد قلتَ عنه وأَسمعتَ الممالكَ والأناما
تساءلتِ البريّة ُ وهيَ كلمى أَحُبّاً كان ذاكَ أَمِ انتقاما؟
وأَنتَ أَجلُّ أَن تُزرِي بِميْتٍ وأَنْتَ أَبرُّ أَن تُؤذِي عظاما
فلو كان الدوامُ نصيبَ ملكٍ لنالَ بحدِّ صارمهِ الدواما
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بني القبطِ إخوانُ الدُّهورِ ، رويدكم
بني القبطِ إخوانُ الدُّهورِ ، رويدكم هبوه يسوعاً في البريّة ِ ثانيا
حملتمِ لحكمِ اللهِ صلبَ ابنِ مريمٍ وهذا قضاءُ الله قد غالَ غاليا
سديدُ المرامِي قد رماه مُسَدِّدٌ وداهية ُ السُوَّاسِ لاقى الدَّوَاهيا
وواللهِ ، لو لم يطلقِ النارَ مطلقٌ عليه، لأَوْدَى فجأَة ً، أَو تَداوِيا
قضاءٌ، ومِقدارٌ، وآجالُ أَنفُسٍ إذا هي حانت لم تُؤخَّرْ ثوانيا
نبيدُ كما بادت قبائلُ قبلنا ويبقى الأنامُ اثنينِ : ميتاً ، وناعياً !
تعالوا عسى نطوي الجفاءَ وعهده وننبذُ أسبابَ الشِّقاقِ نواحيا
أَلم تكُ مصرٌ مهدَنا ثم لَحْدَنا وبينهما كانت لكلِّ مغانيا ؟
ألم نكُ من قبل المسيحِ ابن مريمٍ و موسى وطه نعبُدُ النيلَ جاريا؟
فَهلاَّ تساقيْنا على حبِّه الهَوَى وهلاَّ فديْناه ضِفافاً ووادِيا؟
وما زال منكم أَهلُ وُدٍّ ورحمة ٍ وفي المسلمين الخيرُ ما زالَ باقيا
فلا يثنِكم عن ذمَّة قتلُ بُطرُسٍ فقِدْماً عرفنا القتلَ في الناس فاشيا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
حبَّذا الساحة ُ والظلُ الظليلْ
حبَّذا الساحة ُ والظلُ الظليلْ وثناءٌ في فَمِ الدارِ جميلْ
لم تزلْ تجري به تحت الثَّرى لُجَّة المعروفِ والنَّيْلِ الجزيل
صنعُ إسماعيلَ جلَّتْ يدهُ كلُّ بُنيانٍ على الباني دليل
أَتُراها سُدَّة ً من بابه فتحتْ للخير جيلاً بعدَ جيل ؟
ملعبُ الأيلمِ ، إلاَّ أنَّه ليس حظُّ الجدِّ منه بالقليل
شهدُ الناسُ بها "عائدة ً" وشجى الأجيالَ من "فردي" الهديل
وائتنفنا في ذراها دولة ً ركنها السؤددُ والمجدُ الأثيل
أَينعتْ عصراً طويلاً، وأَتَى دونَ أن تستأنفَ العصرُ الطويل
كم ضفرنا الغارَ في محرابها وعقدناه لسبّاقٍ أَصيل
كم بدورٍ ودِّعتْ يومَ النَّوى وشموسٍ شيِّعتْ يومَ الرحيل
رُبَّ عُرسٍ مَرَّ للبِرِّ بها ماج بالخيرِ والسمحِ المنيل
ضحكَ الأيتامُ في ليلته ومشى يستروحُ البرءَ العليل
والتقى البائسُ والنُّعمى به وسعى المأوى لأبناءِ السبيل
ومن الأَرض جَدِيبٌ ونَدٍ ومن الدُّور جوادٌ وبخيل
يا شباباً حنفاءً ضمهمْ منزلٌ ليس بمذمومِ النزيلْ
يصرِفُ الشبان عن وِرْدِ القَذَى ويُنحِّيهِمْ عن المَرْعَى الوَبيل
اذهبوا فيه وجِيئوا إخوة ً بعضكم خدنٌ لبعضٍ وخليل
لا يضرنَّكمو قلَّته كلُّ مولودٍ وإن جلَّ ضئيل
أَرجفتْ في أَمركم طائفة ٌ تبَّعُ الظنِّ عن الإنصاف ميل
اجعلوا الصبرَ لهم حِيلَتكم قلَّتِ الحيلة ُ في قالَ وقيل
أيريدون بكم أن تجمعوا رقَّة َ الدين إلى الخلقِ الهزيلِ ؟ !
خَلَتِ الأَرضُ من الهَدْي، ومن مرشدٍ للنَّشءِ بالهديِ كفيل
فترى الأسرة َ فوضى ، وترى نشأً عن سنَّة ِ البرِّ يميل
لا تكونوا السَّيْلَ جَهْماً خَشِناً كلَّما عبَّ ، وكونوا السلسبيل
ربَّ عينٍ سمحة ٍ خاشعة ٍ رَوَّت العُشْبَ، ولم تنسَ النخيل
لا تماروا الناسَ فيما اعتقدوا كلُّ نفسٍ بكتابٍ وسبيل
وإذا جئتم إلى ناديكمُ فاطرحوا خلفكمو العِبْءَ الثقيل
هذه ليْلَتُكم في الأُوبِرا ليلة ُ القدرِ من الشهر النبيل
مهرجانٌ طوَّف الهادي به ومشى بين يديه جبرئيل
وتجلتْ أوجهٌ زيَّنها غررٌ من لمحة ِ الخير تسيل
فكأن الليلَ بالفجرِ انجلى وكأن الدارَ في ظلِّ الأصيل
أَيها الأَجوادُ لا نجزيكمُ لذَّة ُ الخيرِ منَ الخيرِ بديل
رجلُ الأُمّة ِ يُرجَى عندَه لجليل العملِ العونُ الجليل
إم داراً حُطتمُوها بالنَّدى أخذتْ عهدَ النَّدى ألاَّ تميل
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
خَطَّتْ يداكَ الرَّوْضَة َ الغَنَّاءَ
خَطَّتْ يداكَ الرَّوْضَة َ الغَنَّاءَ وفرغتَ من صرحِ الفنونِ بناءَ
ما زلتَ تَذهبُ في السُّمُوّ بِركنِهِ حتى تجاوزَ ركنهُ الجوزاءَ
دارٌ من الفنّ الجميلِ تقسَّمَتْ للساهرين رواية ً وراواءَ
كالروْضِ تحتَ الطيرِ أَعجبَ أَيْكُه لَحْظَ العيونِ، وأَعجَبَ الإصغاءَ
ولقد نزلتَ بها ، فلم نرَ قبلها فلكاً جلا شمسَ النهارِ عشاءَ
وتوهَّجَتْ حتى تقلَّب في السَّنا وادي الملوكِ حجارة ً وفضاءَ
فتلفَّتُوا يتهامسون: لعلَّهُ فجرُ الحضارة ِ في البلاد أَضاءَ
تلك المعازفُ في طلولِ بنائهم أكثرنَ نحوَ بنائكَ الإيماء
وتمايلتْ عيدانهنَّ تحية ً وترنَّمَتْ أَوتارُهُنَّ ثناء
يا بانيَ الإيوانِ، قد نسَّقتَهُ وحذوتَ في هندامها الحمراء
أينَ الغريضُ يحلُّهُ أو معبدٌ يتبّوأَ الحجراتِ والأبهاءِ ؟
العبقرِيّة ُ من ضَنائنه التي يحبو بها - سبحانه - من شاءَ
لما بنيتَ الأَيْكَ واستَوْهَبْتَهُ بَعثَ الهَزارَ، وأَرسَلَ الوَرْقاءَ
فسمعتَ من متفرِّدِ الأنعامِ ما فاتَ الرشيدَ، وأَخطأ النُّدَمَاءَ
والفنُّ ريحانُ الملوكِ ، وربّما خَلَدُوا على جَنباتِه أَسماء
لولا أَياديه على أَبنائنا لم نلفَ أمجدَ أمَّة آباءَ
كانت أوائلُ كلِّ قومٍ في العلا أرضاً ، وكنَّا في الفخارِ سماء
لولا ابتسامُ الفنِّ فيما حَوْلَهُ ظَلَّ الوجودُ جَهامة ً وجَفاءَ
جِّدْ من الفنِّ الحياة ِ وما حوتْ تجدِ الحياة َ من الجمالِ خلاءَ
بالفنِّ عالجتِ الحياة َ طبيعة ٌ قد عالجتْ بالواحة ِ الصحراء
تأوي إليها الروحُ من رمضائها فتُصيب ظِلاًّ، أَو تُصادِفُ ماءَ
نبضُ الحضارة ِ في الممالكِ كلِّها يجري السلامة َ أو يدقَ الداءَ
إن صحَّ فهيَ على الزمان صحيحة ٌ أو زافَ كانت ظاهراً وطلاءَ
انظرْ ـ أَبا الفاروقِ ـ غَرْسَك، هل ترى بالغرسِ إلا نعمة ً ونماء ؟
مِنْ حَبّة ٍ ذُخِرَتْ، وأَيدٍ ثابَرَتْ جاءَ الزمانُ بجَنَّة ٍ فَيْحاءَ
وأكنَّتِ الفنّ الجميلَ خميلة ٌ رمتِ الظِّلالَ ، ومدَّتِ الأفياءَ
بذَلَ الجهودَ الصالحاتِ عصابة ٌ لا يَسأَلون عن الجهود جَزاءَ
صحبوا رسولَ الفنِّ لا يألونه حبَّاً ، وصدقَ مودّة ٍ ، ووفاءَ
دفعوا العوائقَ بالثبات ، وجاوزوا ما سرَّ من قَدر الأُمور وساءَ
إن التعاوُنَ قوّة ٌ عُلْوِيَّة ٌ تبني الرجالَ ، وتبدع الأشياءَ
فليهبهمْ ، حاز التفاتك سعيهم وكسا ندِيَّهُمُ سَناً وسَناءَ
لم تبدُ للأبصار إلا غارساً لخالفِ الأجيالِ أو بنَّاءَ
تغدو على الفتراتِ تَرتَجِلُ النَّدَى وتروحُ تصطنعُ اليدَ البيضاءَ
في مَوكِبٍ كالغيْثِ سار ركابُهُ بشراً ، وحلَّ سعادة ً ورخاءَ
أَنت اللِّواءُ التفَّ قومُك حَوْله والتاجُ يجعله الشعوبُ لِواءَ
مِنْ كلِّ مِئْذَنة ٍ سَمِعْتَ مَحَبَّة ً وبكلِّ ناقوسٍ لقيتَ دُعاءَ
يتألفان على الهتافِ ، كما انبرى وترٌ يساير في البنان غناءَ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
يا ربِّ، ما حكمكَ؟ ماذا ترى
يا ربِّ، ما حكمكَ؟ ماذا ترى في ذلك الحلمِ العريضِ الطويلْ؟
قد قام غليومٌ خطيباً، فما أعطاكَ من ملككَ إلا القليل!
شيَّد في جنبكَ ملكاً له ملككَ إن قيسَ إليهِ الضَّئيل
قد وَرَّثَ العالَم حيّاً، فما غادرَ من فجٍّ، ولا من سبيل
فالنصفُ للجرمانِ في زعمه والنصفُ للرومان فيما يقول
يا رَبِّ، قلْ: سيْفُكَ أَم سَيْفُه؟ أيُّهما - ياربِّ - ماضِ ثقيل؟!
إن صدقتْ - يا ربِّ - أحلامه فإنَّ خطْبَ المسلمين الجليل
لا نحنُ جرمانُ لنا حصَّة ٌ ولا برومانَ فتعطى فتيل
يا رَبِّ، لا تنسَ رعاياك في يومٍ رعاياك الفريقُ الذليل
جناية ُ الجهلِ على أهله قديمة ٌ، والجهلُ بئسَ الدليل
يا ليتَ لم نمددْ بشرٍّ يداً وليتَ ظلَّ السلمِ باقٍ ظليل!
جنى علينا عصبة ٌ جازفوا فحسبنا الله، ونعمَ الوكيل!
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
الله يحكمُ في المداينِ والقُرى
الله يحكمُ في المداينِ والقُرى يا مِيتَ غَمْرَ خُذِي القضاءَ كما جرى
ما جَلَّ خَطْبٌ ثم قِيسَ بغيْرِه إلا وهوَّنه القياسُ وصغَّرا
فسَلي عمورَة َ أَو سدُون تأَسِّياً أَو مرْتنيقَ غداة وورِيَتِ الثرى
مُدنٌ لقِينَ من القضاءِ ونارِه شَرراً بجَنب نَصيبِها مُستَصْغَرا
هذي طلولكِ أنفساً وحجارة ً هل كنتِ رُكناً من جَهَنَّمَ مُسْعَرا؟!
قد جئتُ أبكيها وآخذُ عبرة ً فوقفتُ معتبراً بها مستعبرا
أجدُ الحياة َ حياة َ دهرٍ ساعة ً وأرى النعيمَ نعيمَ عمرٍ مقصرا
وأَعُدُّ من حَزْمِ الأُمورِ وعزمها للنفس أَن ترضَى ، وأَلاَّ تَضْجَرا
ما زلتُ أسمعُ بالشَّقاءِ رواية ً حتى رأيتُ بكِ الشَّقاءَ مصوَّرا
فعل الزمانُ بشمْلِ أَهلِك فِعْلَهُ ببني أميَّة َ ، أو قرابة ِ جعفرا
بالأمسِ قد سكنوا الديارَ ، فأصبحوا لا يُنظَرون، ولا مساكنُهم تُرَى
فإذا لقِيت لقيت حيّاً بائساً وإذا رأيت رأيت مَيْتاً مُنْكرا
والأُمهاتُ بغير صبرٍ: هذه تبكي الصغيرَ ، وتلك تبكي الأصغرا
من كلِّ مُودِعَة ِ الطُّلولِ دموعَها من أَجْلِ طفلٍ في الطلولِ استأْخرا
كانت تؤمِّل أن تطولَ حياته واليومَ تسألُ أن يعودَ فيقبرا
طلعتْ عليكِ النارُ شؤمها فمحتكِ آساساً ، وغيرتِ الذرا
مَلَكَتْ جهاتِكَ ليلة ً ونهارَها حمراءَ يبدو الموتُ منها أحمرا
لا ترهبُ الوفانَ في طغيانها لو قابَلَتْه، ولا تهابُ الأَبْحُرا
لو أن نيرون الجمادَ فؤاده يُدْعَى ليَنْظُرَها لعاف المنظرا
أوأنه ابتلى َ الخليلُ بمثلها ـ أَستغفِرُ الرحمنَ ـ ولَّى مُدْبِرا
أو أن سيلاً عاصمٌ من شرها عصمَ الديارَ من المامع مال جرى
أَمْسَى بها كلُّ البيوتِ مُبَوَّباً ومطنَّباً ، ومسيَّجاً ، ومسوَّرا
أسرتهمو ، وتملَّكتْ طرقاتهم مَنْ فرَّ لم يجدِ الطريقَ مُيَسَّرا
خفَّتْ عليهم يومَ ذلك مورداً وأَضلَّهُمْ قدَرٌ، فضَلُّوا المَصْدَرا
حيثُ التفتَّ ترى الطريقَ كأنها ساحاتُ حاتمِ غبَّ نيرانِ القرى
وترى الدعائمَ في السوادِ كهيكلٍ خمدَتْ به نارُ المجوسِ، وأَقْفَرا
وتَشَمُّ رائحة َ الرُّفاتِ كريهة ً وتشمُّ منها الثاكلاتُ العَنْبَرا
كثرتْ عليها الطيرُ في حوماتها يا طيرُ، «كلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرا»
هل تأمنين طوارقَ الأحداثِ أن تغشى عليكِ الوكرَ في سنة ِ الكرى
والناسُ مِنْ داني القُرى وبعيدِها تأْتي لتمشِيَ في الطُّلولِ وتَخْبُرا
يتساءلون عن الحريقِ وهوله وأرى الفرائسَ بالتساؤلِ أجدرا
يا رَبِّ، قد خَمَدَتْ، وليس سواكَ مَنْ يُطفِي القلوبَ المُشْعَلاتِ تَحسُّرا
فتحوا اكتتاباً للإغانة فاكتتبْ بالصبر فهوَ بمالِهم لا يُشترى
إن لم تكن للبائسين فمن لهم؟ أَو لم تكن للاجئين فمَنْ ترى ؟!
فتولَّ جَمْعاً في اليَبَاب مُشتَّتاً وارحم رميما في التراب مبعثرا
فعلتَ بمصرَ النارُ ما لم تأتهِ آياتكَ السبعُ القديمة ُ في الورى
أوَ ما تراها في البلاد كقاهرٍ في كلِّ ناحية يُسيِّر عَسْكرا؟!
فادفعْ قضاءَك، أَو فصيِّرْ نارَه برداً، وخذْ باللأُّطفِ فيما قدِّرا
مُدُّوا الأَكفَّ سَخِيَّة ً، واستغفِري يا أُمَّة ً قد آن أَن تَستغفرا
أولى بعهطفِ الموسرين وبرِّهم مَنْ كان مِثلَهُمُ فأَصبَح مُعْسِرا
يا أيُّها السُّجناءُ في أموالهم أأمنتموا الأيامَ أن تتغيَّرا؟
لا يملكُ الإنسانُ من أحواله ما تملك الأَقدارُ، مهما قَدَّرا
لا يُبْطِرنَّكَ من حرير مَوْطِىء ٌ فلرُبَّ ماشٍ في الحريرِ تَعثَّرَا
وإذا الزمانُ تنكرتْ أحداثه لأخيكَ، فاذكره عسى أن تذكرا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَبكيكَ إسماعيلَ مِصرَ، وفي البُكا
أَبكيكَ إسماعيلَ مِصرَ، وفي البُكا بعدَ التَّذَكُّرِ راحة ُ المسْتَعبِر
ومن القيام ببعض حقِّك أنني أَرْقى لِعِزِّكَ والنعيم المدبِرِ
هذي بيوتُ الرُّومِ، كيف سكنتها بعد القصورِ المزريااتِ بقيصر؟
ومن العجائبِ أَن نفسَك أَقصَرَتْ والدهرُ في إحراجها لم يقصر
ما زالَ يُخلي منكَ كلَّ مَحِلَّة ٍ حتى دُفِعْتَ إلى المكانِ الأَقفَرِ
نظرَ الزمان إلى دياركَ كلِّها نظرَ الرشيدِ إلى منازلِ جعفر
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 6 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
مواضيع مماثلة
» ديوان شعر المتنبي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
صفحة 6 من اصل 10
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى