ديوان شعرأحمد شوقي
صفحة 1 من اصل 10
صفحة 1 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
ديوان شعرأحمد شوقي
ولد أحمد شوقي في القاهرة عام1868م، في أسرة ميسورة الحال تتصل بقصر الخديوي أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه.
أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890م
نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر 1920 م
أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير
توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ
حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ وعودك من عود المنابر اصلبُ
ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ:ففي الشرق مَضْرِبٌ لجيشك ممدودٌ ، وفي الغرب مضرب
وعزمك من هومير أمضى بديهة وأجلى بياناً في القلوب ، واعذب
وإن يذكروا إسكندراً وفتوحه فعهدُك بالفتح المحجَّل أَقرب
ثمانون ألفاً أسد غابٍ ، ضراغمٌ لها مِخْلبٌ فيهم، وللموتِ مخلب
إِذا حَلمتْ فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ وإن غضبتْ فالشرُّ يقظان مغضب
ومُلكُك أرقى بالدليل حكومة ً وأَنفذُ سهماً في الأُمور، وأَصوَب
وتغشى أَبِيّاتِ المعاقل والذُّرا فثيِّبُهُنَّ البِكْرُ، والبكْرُ ثَيِّب
ظهرتَ أَميرَ المؤمنين على العدا ظهوراً يسوء الحاسدين ويتعب
يقود سراياها ، ويحمي لواءها حوائرَ، ما يدرين ماذا تخرِّب؟
سل العصر ، والأيام : والناس : هل نبا لرأْيك فيهم، أو لسيفكَ مَضْرِب
همُ ملأوا الدنيا جَهاماً، وراءَه جهامٌ من الأعوان أَهذَى وأَكذب
يجيء بها حيناً ، ويرجع مرة ً كما تَدفعُ اللّجَّ البحارُ وتَجْذِب
ويرمي بها كالبحر من كلِّ جانبٍ فكل خميسٍ لجة ٌ تتضرب
فلما استللت السيف أخلب برقهم وما كنت - يا برق المنية - تخلبُ
أخذتهم ، لا مالكين لحوضهم من الذَّودِ إلا ما أطالوا وأسهبوا
ويُنفذُها من كلِّ شعب، فتلتقي كما يتلاقى العارض المتشعب
ولم يتكلف قومك الأسد أهبة ً ولكنَّ خلقاً في السباع التأهب
ويجعلُ ميقاتاً لها تَنبري له كما دار يلقى عقرب السَّير عقرب
كذا الناس : بالأخلاق يبقى صلاحهم ويذهب عنهم أمرهم حين يذهب
فظلت عيونُ الحرب حيرى لما ترى نواظرَ ما تأْتي الليوثُ وتُغرِب
تبالغ بالرامي، وتزهو بما رمى وتعجب بالقواد ، والجندُ أعجب
ومن شرف الأوطان ألا يفوتها حسامٌ معِزٌّ، أو يَراعٌ مهذَّب
أمِنَّا الليالي أَن نُرَاع بحادثٍ ومُلْهمِها فيما تنال وتكسِب
وما الملك إلا الجيش شأْنا ومظهراً ولا الجيشُ إِلا رَبُّهُ حين يُنسب
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟
قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟ لكَ في العالمين ذكر مخلدْ
يتجاوزون إلى الحياة ِ الجودا هل من بُناتِك مجلسٌ أو نادي؟
ولدَ البدائعَ والروائعَ كلها
وحياة ما غادرت لك في الأحـ ـياء قبلاً ولم تذر لك بعدا
صبغ السوادُ حَبيرَهُنَّ إِنَّ القضاءَ إِذا رمى
باني صروح المجدِ ، أنتَ الذي تبني بيوتَ العلم في كل ناد
أَو دَعْ لسانَك واللغاتِ، فربّما
دكَّ القواعد من ثَبير
اللاعبات على النسيم غدائراً الراتعات مع النسيم قدودا
ودهى الرعية َ ما دهى فتساءلوا بين الرفارف، والمشا
وفتوحُ أَنورَ فُصِّلت بِصفاحِ لك في البحر في كل برج مشيد
في كل مُظلِمة ٍ شُعاعٌ هادي
ذكروكَ والتفتُوا لعلك مُسعِدٌ ذِكْرَ الصغير أباه في الأخطار
فلكٌ يدورُ سعودُه أُوحِيَ مِنْ بعدُ إِليه فهاد
فأسى جراحَهمُ وبلذَ صداهمُ ـإِسلام من حُفَر القبور
قل للأعاجيب الثلاث مقالة ً فانهار بيِّنة ً، ودُكَّ شهيدا
لله أنت ، فما رأيتُ على الصفا الناهلاتِ سوالفاً وخدودا
وجد السوادُ لها هَوَى المُرتاح
سمعاً لشكوايّ ، فإن لم تجد منك قبولاً ؛ فالشكاوي تُعاد
لهفِي على مَهَجٍ غوالٍ غالها والبحرِ في حجم الغديرِ
عدلاً على ما كان من فضلكم في العالمينَ عزيزَة َ الميلاد
عند المُهيمن ما جرى شركُ الردَى في ليلة ٍ ونهار
ذهبوا فليتَ ذهابهم لعظيمة ٍ هارون في خالي العصور
العاثراتُ من الدلا لولا جُلَى زيتونيَ النَّضْرِ؛ ما
ورُفعتِ من أخلاقهم بِعماد
المترَعاتُ من النعيـ كالموتِ في ظِلّ القَنا الخطَّار
وتصون النوال عن حسن صنع أَو خَلِّ عنك مَواقفَ النصاح
إن نحن أكرمنا النزيل حيالها فالضيفُ عندك موضعُ الإرفاد
الحقُّ أَولى من وليِّك حرمة ً
عاد الأمانُ وعدتَ يا بنَ محمد والبدْرُ يجملُ عند أَمن السَاري
ليس من يفتح البلاد لتشقى
في الحسن من أثر العقول وبادي
أَدُّوا إِلى الغازي النصيحة َ يَنتصحْ ـوب والشام أن عهدك عسجدْ
إن شئتَ فانزلْ في القلوب كرامة ً الآمراتُ على الولا
وأُرضعَ الحكمة عيسى الهدى
قم قبِّل الأحجارَ والأيدي التي أخذتْ لها عهداً من الآباد
تقضي السياسة ُ غيرَ مالكة ٍ لما حكمت به نقضاً ولا توكيدا
أيدتهم قرابة ٌ وقبيل وأرى الله وحده لك أيد
ودُفنتِ عند تبلُّج الإِصباح
فاستقبلا صفوَ الليالي واسحبا ـلِكَ في يدِ الملكِ الغفور
وأَقول مَن رد الحقوقَ إِباحي؟
خُلقوا لِفقه كتيبة وسلاح
ـأَرواح غالية ِ المهور يَدنو بها القاصي من الأوطار
إنّ الحكومة َ من يمينك في يدٍ مأمونة ِ الإيرادِ والإصدار
والروض في حجم الدنا بين الشماتَة ِ والنكير
فانصرُ بهمتك العلومَ وأهلها بين المعاقل، والقَنا
خفضوا الرؤُوسَ ووتَّروا
الراوياتِ من السُّلاف محاجراً
أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعة َ مُلحِدٌ
بدورَ حسن ، وشموسَ اتقاد
بالأَمس أَوهى المسلمين جراحة ً
بنِيَّ ـ يا سعدُ ـ كزُغبِ القَطا
ما ينتهين من الصلا ة ِ ضراعة ً ومن النذور
ولاأرضُ من أنوارِ ذاتك أشرقت لا تُخِلها أبداً من الأنوار
خ على الخَوَرْنَق والسَّدير
وترى الأمر بين قلبٍ ذكيّ في يديه وبين جفن مسهَّد
ورُبَّ نَسلِ بالندى يُستفاد
مَوْشِيَّة ً بمواهب الفتاح ب كما شبَّت الأهلّة مُردا
صفيرُهُ يَسلُبني راحتي وكان من يققِ الحُبور
اطلعْ على يمنٍ بيُمنك في غدٍ وتجلَّ بعد غدٍ على بغداد
من مبلغٌ دارَ السعادة أنها ـن ـ على الممالكِ والبحور
بردُ الخلافة ِ والسياسة ُ جذوة وحمـ أَين الرَّوِيَّة ُ، والأَنا
واليوم مدّ لهم يَدَ الجرّاح
عطفٍ ومن نصرٍ ومن إكبار
من كنتُ أَدفعُ دونَه وألاحي وقفوا بمصرَ الموقفَ المحمودا
باقٍ، وليس بيانُه لنفاد هل من ربيعة حاضرٌ أَو بادي
حتى تناول كلَّ غيرِ مباح حين أخمدتها ولم تمك تخمد
لم يخترع شيطان حشان ، ولم تخرج مضانعُه لسانَ زياد
ودَّ الرشيدُ لو انها لزَمانِهِ العاثراتُ من الدلا
زعموا الشرق من فعالك قلقاً
سمة ً يتيه بها على الأعصار
شعراً ، وإن لم تخلُ من آحاد
لا أقنع الحساد ، أين مكانها في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور
ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ، ومنابرٌ أن تجعلوه كوجهه معبودا
فانظر ، لعلك بالعشيرة بادي
اللاعباتِ على النسيم غدائراً غنَّى الأصيلُ بمنطقِ الأجداد
يومٌ تُسميهِ الكِنانة ُ عيدا جعلَ الجمالَ وسرَّه في الضاد
مدرسة ً في كلِّ حيٍّ تُشاد
واملأوا مسمعَ الزمانِ حديثاً في كلِّ غُدوة ِ جُمعة ورواح
الجهلُ لا يلِدُ الحياة مواتُهُ إلا كما تلدُ الرِّمامُ الدودا
يا كريم الجدود عش لبلادٍ عيشها في ذَرَى جدودك أرغد
أَمَحَا من الأَرض الخلافة َ ماح؟
ـنَ وبالخليفة من أسير
بين فلكٍٍ يجري وآخر راسٍ ولواءٍ يحدو وآخرَ يُحدى
وبه يُبارك في المما لكِ والملوكِ على الدهور
ولَّتْ سيوفُهما، وبان قناهُما
يُفتَى على ذهبِ المُعزِّ وسيفِه
عند المُهيمن ما جرى في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور
وطريقَ البلاد نحو المعالي وسياجاً لملك مصرٍ وحَدا
أنت أنشأته فلم تر مصرٌ جحفلاً بعده ولم تر جُندا
القابضين على الصَّليـ ـل كجدِّهم ، وعلى الصَّرير
والناسَ نقلَ كتائبٍ في الساح أن يجاروا الزمان وصلاً وصدّا
مِ العادِلِ النزِهِ الجدير
شاكياً للبنين والأمر والصحـ
وقبيحٌ بالدار أن تعرفَ البغـ ـضَ وبالمهدِ أن يباشرَ حقدا
ونُعيتِ بين معالم الأَفراحِ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
انتحار الطلبة
انتحار الطلبة
ناشئٌ في الوردِ من أيامِهِ
أبا الهَولِ ، طالَ عليكَ العُصُرْ والعلمُ بعضُ فوائدِ الأَسفار
ظلمَ الرجالُ نساءهم وتعسفوا بين إِشفاق عليكم وحذر؟
فمصابُ المُلك في شُبَّانه اين البيانُ وصائبُ الأفكار؟
فيه مجالٌ للكلام، ومذهب ليَراعِ باحثة ٍ وسِتِّ الدار
سدَّد السهمَ الى صدرِ الصِّبا ورماه في حواشيه الغُرَر
بيدٍ لا تعرفُ الشرَّ ، ولا صَلحتْ إلا لتلهُوبالأُكر
بُسطتْ للسمّ والحبل ، وما بُسطت للكأسْ يوماً والوترَ
لِ ، تزولان في الموعد المنتظر؟
مما رأيتُ وما علمتُ مسافراً فَكَّكَ العلمَ، وأَودى بالأُسَر؟
فيه مجالٌ للكلام ، ومذهب بيدٍ لا تعرفُ الشرَّ، ولا
المؤمنون بمصر يُهـ ولياليه أصيلٌ وسَحر
أبا الهول، ماذا وراء البقا ءِ - إذا ما تطاول - غيرُ الضجَر؟
إِن الحجابَ على فروقٍ جنة ٌ على لُبد والنُّسور الأُخَر
ـنَ وبالخليفة ِ من أَسير خِفَّة ً في الظلّ ، أو طيبَ قِصر
ة ِ لحَقتَ بصانِعكَ المقتدر
والمسكِ فيّاحِ العبير بُرْدَيَّ أَشعرَ من جَرير
كل يوم خبر عن حَدثٍ سئم العيشَ ، ومَنْ يسأم يَذَر
فإن الحياة َ تفُلُّ الحديـ ـدَ إذا لبستْهُ ، وتُبْلي الحجَر
الصابراتُ لضرَّة ومضرَّة فكفى الشيبُ مجالاً للكدر
عاف بالدنيا بناءً بعد ما خَطب الدُّنيا ، وأهدَى ، ومَهر
من كلِّ ذي سبعين ، يكتمُ شيبهُ والشيبُ في فَوديه ضوءُ نهار
حلَّ يومَ العُرسِ منها نفسَه رحِمَ اللهُ العَروس المخْتضَر
يأبى له في الشيب غيرَ سفاهة غفرَ اللَّهُ له، ما ضرَّه
أَين البيانُ وصائبُ الأَفكار؟
ضاق بالعيشة ذرعاً ، فهوى
ذاهباً في مثلِ آجالِ الزّهرَ
ما حَلَّه عَطْفٌ ، ولا رِفْقٌ، ولا برٌّ بأهل ، أو هوى ً لديار
وقليلٌ من تَغاضَى أَو عذَر وصِبا الدنيا عزيزٌ مُخْتَصَر
هارباً من ساحة ِ العيش ، وما
لا أرى الأيام إلا معركاً
مهما غدا أو راح في جولاته دفعته خاطبة ٌ الى سمسار
وصبيٍّ أَزْرَت الدُّنيا به
كالشمس ، إن خُطبتْ فللأقمار
أبا الهول وَيْحَكَ لا يُستقلـ فتشتُ لم أَرَ في الزواج كفاءَة ً
ة ِ، الناهياتُ على الصدور
ولقد أبلاك عذراً حسناً
أسال البياضَ وسَلَّ السَّوادَ وأوْغل مِنقارُه في الحفَر
المالُ حلَّل كلَّ غير محلَّلِ
سَحَر القلوبَ، فُربَّ أُمٍّ قلبُها من سحره حجرٌ من الأحجار
قلبٌ صغيرُ الهمِّ والأَوطار
ويقول الطبُّ : بل من جنة ٍ ورأيت العقلَ في الناسِ نَدَر
كأن الرّمالَ على جانِبَيْـ بقلادة ، أَو شادِناً بسوار
ورَمَتْ بها في غُربة وإسار
يخفى ، فإِن رِيعَ الحمى
ضَنُّوا بِضائعِ حقِّهم ـن حُسَامُه شيخُ الذكور
وتَعَلَّلَتْ بالشرع ، قلت: كذبتهِ وبنى المُلك عليه وعمَر
ما زُوّجت تلك الفتاة ُ ، وإنما بِيعَ الصِّبا والحسنُ بالدينار
لا أرى إلا نظاماً فاسداً عيل والملكِ الكبير
قال ناسٌ: صَرْعَة ٌ من قدر
ها من ملائكة وحور؟ ـدِ، وعِصْمَة ُ المَلك الغرير
فتشتُ لم أرَ في الزواج كفاءة ً ككفاءة الأزواجِ في الأعمار
نزل العيش ، فلم ينزل سوى
نُقِلت من البال الى الدَّوّار
أَمسَيْن في رِقِّ العبيـ وليالٍ ليس فيهن سَمر
والدرِّ مؤتلقِ السنا
وعلى الذوائب وهي مِسْكٌ خولطت
في بني العَلاّتِ من ضِغْنٍ وشر
لك في الكبير وفي الصغير أبَويهم أو يُباركْ في الثَمر
والخيل، والجمِّ الغفير
نَشَأَ الخيرِ ، رويداً ، قتلُكم القابضين على الصَّليـ
لو عصيْتم كاذبِ اليأْسِ، فما في صِباها ينحرُ النفسَ الضَّجَر
شارَفَ الغَمرة َ منها والغُدُر يا ربِّ تجمعُهُ يدُ المقدار
ـمِ، الراوياتُ من السرور
فيم تجنون على آبائكم
وكيف ابتلوا بقليل العديـ ـدِ من الفاتحين كريم النفَر؟
وتعقّونَ بلاداً لم تَزَل
فمصابُ المُلك في شُبَّانه
بُشرى الإِمام محمد
ـأَيام في الزمنِ الأَخير
وربُّهن بلا نصير شبَّ بين العزِّ فيها والخطر
ورفيع لمْ يُسوِّدْهُ أب
يتلو الزمانُ صحيفة ً
روِّحوا القلبَ بلذّات الصذِبا ة ُ، وحكمة ُ الشيخِ الخبير؟
شيخُ الملوك وإِن تضعـ وانشدوا ما ضلَّ منها في السِّير
وكان من يَققِ الحُبور
مهما غدا أَو راح في جولاته
وعمروا يسوقُ بمصَر الصِّحا بَ ، ويزجي الكتابَ ، ويحدو السُّورَ
لا بالدّعِيِّ، ولا الفَخور جعلَ الوِرْدَ بإذْنٍ والصَّدَر
إِنما يسمحُ بالروح الفَتَى نورٌ تلأْلأَ فوق نور
ئرُ في المخادع والخدور
تجوس بعين خلال الديا نبأٌ يثيرُ ضمائرَ الأَحرار
المحيياتُ الليل بالأَذكار نُ تحرّك ما فيه ، حتى الحجر
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
اليوم نَسود بوادينا
اليوم نَسود بوادينا ونُعيد محاسنَ ماضينا
ويشيدُ العزّ بأَيدينا وطنٌ نَفديه ويَفدينا
وطنٌ بالحق نؤيِّدُه وبعين الله نشيِّده
وطنٌ بالحق نؤيِّدُه وبعين الله نشيِّده
والصناع عبء السيطرة
ونحسِّنُه، ونزيِّنُه بمآثرنا ومساعينا
ونحسِّنُه، ونزيِّنُه بمآثرنا ومساعينا
سرُّ التاريخ، وعُنصرُه وسريرُ الدهرِ وِمنبرُه
تحكمهم راهبة ٌ ذكَّارة ٌ مُغبِّرهْ
وجِنانُ الخلد، وكوثرُهُ وكفى الآباءُ رياحينا
نتخذُ الشمسَ له تاجا وُضُحاها عرشاً وهاجا
وسماء السُّودَدِ أبراجا وكذلك كان أوالينا
وسماء السُّودَدِ أبراجا وكذلك كان أوالينا
العصرُ يراكُمْ، والأمم والكرنك يلحظُ، والهرمُ
أبني الأوطان ألا هِمَمُ كبناءِ الأول يبنينا؟
سعياً أَبداً، سعياً سعياً لأَثيل المجد وللعَلْيا
تكاد لإِغراقِها في الجمو
ولم تفتخر بأَساطيلها لَ اليدين ؛ لم تره
المالُ في أتبعها فلا تستبين سوى قرية ٍ
وفي الرجال كرم ولا يشعرُ القومُ إِلاَّ به
تقلدتْ إبرتها وادرعت بالحبره
تطالب بالحق في أُمة دِ الخشن المنمرِّه
المالُ في أتبعها فلا تستبين سوى قرية ٍ
لو عرفوا عرفوا كأَنك فيها لواءُ الفضا
أو طاف بالماءِ على جدرانه المجدّره
وتذهب النحل خفا فاً ، وتجيءُ موقره
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قف سائل النحلَ به
قف سائل النحلَ به
إلامَ الخلفُ بينكم؟ إلاما ؟ وهذي الضجة ُّ الكبرى علاما ؟
لكلَّ زمانٍ مضى آية ٌ وآية هذا الزمانِ الصُّحُف
ولم نَعْدُ الجزاءَ والانتقاما فما رقادُكم يا أشرف الأُممِ؟
مُلْكٌ بَنَيْتِ على سيوفِ بَنِيكِ
يا أخت أندلسٍ ، عليك سلامُ هوت الخلافة عنكِ ، والإسلام
دولة ٌ شاد ركنَها أَلفُ عام عُمَرٌ أَنتَ، بَيْدَ أَنك ظلٌّ
وبارك اللهُ في عمات عباس
يا ربّ ، أمُرك في الممالك نافذٌ والحكمُ حكمُك في الدمِ المسفوك
في العالمين، وعصمة ٌ، وسلام فَرْعَ عثمانَ ، دُمْ ، فداك الدوامُ
يراكب الريح، حيِّ النيلَ والهرَما وعظِّمِ السفحَ من سيناء ، والحرما
غالِ في قيمة ِ ابن بُطْرُسَ غالي علم اللهُ ليس في الحقّ غالي
ما هيَّأَ اللَّهُ من حظٍّ وإِقبال كالتاج في هامِ الوجود جلالا
قم للمعلِّم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
ما للقُرَى بين تكبيرٍ وإهلال وللمدائن هزْت عطفَ مختال؟
مَن الموائسُ باناً بالرُّبى وقَناً برغمي أن أنالك بالملام
لا في جوانب رسمِ المنزلِ البالي
إن شئت أهرِقُه، وإن شئت احمِهِ هو لم يكن لسواك بالملوك
قد مسها في حماك الضرُّ ، فاقض لها إِذا ما لم تكن للقول أَهلاً
يفتحْ على أُممِ الهلالِ وينصرِ
رُبَّ مدحٍ أَذاع في الناس فضلاً
وفيمَ يكيدُ بعضكمُ لبعض وتبدون العداوة والخصاما ؟
وإِذا خطرتَ على الملا يبني ، وبنشئ أنفساً وعقولا؟
البُعْدُ أَدناني إِليكَ، فهل تُرى
لبسوا السوادَ عليكِ فيه وقاموا أنها الشمس ليس فيها كلام؟
البعدُ أدناني إليك ، فهل ترى
عُد للمحاماة الشريـ
بالفردِ، مخزوماً به، مغلولا رَبُّوا على الإِنصافِ فتيانَ الحِمَى
واحكم بعدلك، إن عدلَكَ لم يكن بالمُمترى فيه ، ولا المشكوك
قدرٌ يحطُّ البدر وهو تمام
أدبُ الأكثرين قولٌ ، وهذا أدب في النفوس والأفعال
مرت عليه في اللحود أهلة ً ومضى عليهم في القيود العام
وأَنت أَحييتَ أَجيالاً مِن الزّمم
يا مالكاً رِقَّ الرقاب ببأسه هلا اتخذتَ إلى القلوب سبيلا ؟
أَرجُ الرياضِ نقلته ـأَخلاق، أو مالُ العديم
ويُصَدَّر الأَعمى به تطفيلا
وادع الذي جَعَل الهلالَ شِعارَه يفتحْ على أُممِ الهلالِ وينصر
ألا ليت البلاد لها قلوب حتى ظنَنَّا الشافِعيّ، ومالكاً
كيف الخؤولة فيكِ والأَعمام؟
ألأجل آجال دنت وتهيّأت قدّرتَ ضربَ الشاطئ المتروك؟
رُسَّفاً في القيود والأَغلال تسمو وتُطرقُ من شوقٍ وإجلال
من كُتلة ٍ ما كان أَعيا مِلْنَرا إن قيس بحٌركُمُ الطامي بمقياس
شرفٌ باذخٌ، وملكٌ كبيرٌ
ونفضتهم مِئبره واقعد بهم في ذلك المستمطر
واربأْ بحلْمكَ في النوا
البِرُّ مِنْ شُعبِ الإيمان أفضلها
واين ذهبتم بالحقّ لما ركبتم في قضيته الضلاما ؟
أَنذرتَنا رِقّاً يدوم، وذِلَّة ً
لقد صارتْ لكم حكماً وغنماً وسريتَ من شِعبِ الأَلَمْـ
يا مِهرجانَ البرِّ ، أنت تحية ٌ ـمخالبِ المذكَّره
ما كان يحميه، ولا يُحمَى به فُلكان أَنْعَمُ من بواخر كوك
وضاعَفَ القُرب ما قُلِّدْتَ من مِنَنٍ
نادي الملوكِ، وجَدُّه غنام أنت فيه خليفة ٌ وإمام
وأَبي حنيفة في الورَع نبا الرزق فيها بكم واختلف
هذا الزمان تناديكم حوادثه يا دولة السيف ، كوني دولة القلم
فأَخذْتِه حُرّاً بغيرِ شريك
ما دام مغناكم فليس بسائلٍ أحوى السيادة صبية ً وكهولا
عهدَ السَّمَوْألِ، عُرْوَة ً، وحِبالا
وإذا خطرتَ على الملا
يا لائمي في هواه - والهوى قدرٌ -
لم يطو ماْتمُها ، وهذا مأتمٌ لبسوا السواد عليك فيه وقاموا
وتكادُ من نور الإِله حِيالَه
ورحنا ـ وهْي مدبرة ٌ ـ نَعاما ملكنا مارِنَ الدنيا بوقتٍ
وثقتم واتهمتم في الليالي فلا ثقة ً أدمنَ ، ولا اتهاما
هلا بدا لك أن تجامل بعد ما
صاحبته عشرين غيرَ ذميمة ٍ
هذي بجانبها الكسيرِ غريقة ٌ تهوي، وتلك بركنها المدكوك
نَدّاً بأَفواهِ الركاب وَعَنبَرا
ما كان دنلوبٌ، ولا تعليمُه
بكل غاية ِ إقدامٍ له وَلَع
فإن السعادة َ غيرُ الظهو رِ ، وغير الثراءِ ، وغيرُ الترف
سَحراً وبين فراشِه الأَحلام يا ليت شعري: في البروج حمائمٌ
إذا هو باللؤم لم يُكتنف
وفجرتَ ينبوعَ البيان محمداً ـتَ على النُّسورِ الجُهَّل
بيروتُ ، مات الأُسدُ حتفَ أُنوفهم لم يُشهروا سيفاً، ولم يحموك
جبريلُ يَعرضُ والملائكُ باعة ً
لعرفتَ كيف تُنفَّذ الأحكام !
رأوا بالأمس أنفك في الثريا فكيف اليوم أصبح في الرَّغام؟
وإِذا دعوتُ إِلى الوِئامِ فشاعرٌ
شببتم بينكم في القطر ناراً حلَّتْ مكاناً عندهم
لا يبخسون المحسنين فَتيلا
بين البُغاة وبين المصطفى رَحِم على سوي الطائر الميمونِ ما قدِما
فيا تلك الليالي، لا تَعودي ونعلُه ـ دونَ رُكن البيت ـ تُستلم
في ملعبٍ للمضحاكت مشدٍ مثلتَ فيه المبكياتِ فصولا
غيرَ غاوٍ، أَو خائن، أَو حسود ويبيت الزمانُ أَندلسيّاً
فعلى بَني عثمانَ فيه سلام!
هذا يحنُّ إلى البسفور محتضراً وذاك يبكي الغَضا ، والشيحَ ، والبانا
علَّمتَ يوناناً ومصرَ ، فزالتا عن كل شمسٍ ما تُريد أُفولا
يا طالباً لمعالي الملك مجتهداً
وأصبح العلمُ ركنَ الآخذين به من لا يقيمْ ركنَه العرفان لم يَقُم
عودي إلى ما كنتِ في فجر الهدى من رحمة ِ المولى ، ومن أفضاله
لغة ٌ من الإغريق قيِّمة ٌ، من ذلك الصوت الرخيم
وأَتاهم بقُدوة ٍ ومِثال
أَو للخطابة ِ باقلاً؛ لتخيّرا
سبعون ليثاً أُحرقوا، أو أُغرقوا يا ليتهم قُتِلوا على طبروك
أَدب في النفوس والأَفعال
شهد الحسينُ عليه لعنَ أصوله
ـيُمنَى ، وباليسرى نزع
أَوسعتَنا يومَ الوداعِ إِهانة ً
جددت عهد الراشدين بسيرة ٍ نسجَ الرشادُ لها على منواله
كلٌّ يصيد الليثَ وهو مقيَّدٌ ويعزُّ صيد الضَّيغَمِ المفكوك
لقد رضياكِ بينهما مشاعا
حكمة ٌ حال كلُّ هذا التجلِّي دونها أن تنالها الأفهام
إن نامت الأحياء حالتْبينه تُوِّجَ البائسون والأَيتام
مُرْتَجِّ لَحْظِ الأَحول
أدِّبه أدب ـ أمير المؤمنين ـ فما ويدعو الرابضين إِلى القِيام
أَما العتابُ، فبالأَحبّة أَخلَقُ
إنما واصفٌ بناءٌ من الأخـ
والمرء إن يجبن يعشْ مرذولا
متوجِّع ، يتمثلُ اليومَ الذي
وأَنظرُ جَنَّة ً جمعتْ ذِئاباً بين البّغاة وبين المصطفى رَحِم
أَدبٌ لعمرك لا يُصيبُ مثيلا وحمى إلى البيت الرحام سبيلا
لا الفردُ مَسَّ جبينكِ العالي ، ولا
سرَى ، فصادف جُرحاً دامياً ، فأسا ورُبَّ فضل على العشاق للحُلُم
من كان في هَدْي المسيـ ـدِ الجاهلية والهزيم
يا مضرِبَ الخَيم المنيفة للقِرى ما أنصف العُجمُ الأُولى ضربوك
يمد الجهلُ بينهم النِزاعا ؟
يمضي ويُنسَى العالمون، وإِنما
مُقَل عانت الظلامَ طَويلاً تَدْمَى جلودٌ حوله وعظام
اللاعبات بُروحي، السافحات دمِي؟
الصارخون إِذا أُسيءَ إِلى الحِمَى إليكِ تخطرُ بين الورد والآس
أم مِن الناسِ ـ بعدُ ـ من قولُه وحْـ
ونجيبٌ ، وهذبٌ ، من نجيبٍ هذَّبتْه تجاربُ الأحوال
حقٌّ أعزَّ بك المهيمنُ نصره مني لعهدكِ يا فروقُ تحيَّة ٌ
هل دون أيام الشبية للفتى صفوٌ يحيطُ به، وأُنسٌ يُحدِق؟
وحياً من الفصحى جَرَى وتحدّرا في الفاطمين انتمى ينبوعُه
ما كنتِ يوماً للقنابل موضعاً ولو أنها من عسجد مسبوك
ابنُ الرّسولِ فتى ً فيه شمائلُه وفيه نخوتُه ، والعد، والشمَمُ
واهبُ المالِ والشبابِ لما ينـ
من كلّ من خطَّ البنا كانوا البنينَ البرَره
آل النبي بأعلام الهدى خُتموا
طوراً تمدّك في نُعْمى وعافية ٍ
لا يذهب الدَّهرُ بين التُّرَّهاتِ بكم وبين زَهْرٍ من الأحلام قتَّال
جزعاً من الملإِ الأسيف زحام
وأَتيتَ من محرابه من السرطان لا تجد الضماما ؟
والأسدُ شارعة القنا تحميك
وتعلن الحبَّ جمّاً غير متَّهَم
بيروتُ ، يا راحَ النزيلِ ، وأُنسَهُ يمضي الزمانُ عليّ لا أسلوك
لا تهجعنَّ إلى الزما عيونِ الخرائد غيرُ الخزف
صدق الخلقُ ؛ أنت هذا ، وهذا يا عظيماً ما جازه إعظام
عَصَرَ العُربُ في السنينَ الخوالي
الحسنُ لفظٌ في المدائنِ كلِّهَا ووجدتُه لفظاً ومعنًى فيك
ما زالت الأيام حتى بدلت وتغيرَ الساقي ، وحالَ اجام
وراءَ كلِّ سبيلٍ فيهما قَدَرٌ ـمنَى ، وباليسرى نزع
القاتلات بأجفانٍ بها سَقَمٌ يا بني مصرَ، لم أَقلْ أُمّة َ الـ
هاتوا الرجال وهاتوا المال، واحتشدوا
يُظهرُ المدحُ روْنَقَ الرجل الما
أحبتك البلادُ طويلَ دهرٍ وذا ثمنُ الولاءِ والاحترام
أُمة التركِ، والعراقُ، وأَهلو
مدحاً، يُردَّد في الورى موصولا فرعى له غُرراً وصان حجولا
أرى طيارهم أوفى علينا ولحقَّ فوق أرؤسنا وحاما
كم نائمٍ لا يَراها، وهي ساهرة ٌ يغبِطْ وليَّك لا يُذمَمْ، ولا يُلم
العيدُ من رُسُلِ العناية ِ، فاغتبطْ أَليس إِليهم صلاح البناءِ
ألفوا مصاحبة َ السيوفِ وعوِّدوا
ملأَ الحياة َ مآثراً وفعالا
فكِلاكما المفتكُّ من أَغلاله وعلى حياة ِ الرأْي واستقلاله
وأنظر جيشهم من نصف قرنٍ على أبصارنا ضرب الخياما
كيف الأَراملُ فيكِ بعد رجالِها؟ قمتم كهولا إلى الداعي وفتيانا ؟
نادمتُ يوماً في ظِلالِكِ فتية ً وسَمُوا الملائكَ في جلالِ ملوك
هذا هو الحجرُ الدرِّيُّ بينكم
في عالمٍ صحبَ الحياة مقيداً بافردِ ، مجزوماً به ، مغلولا
أخذتْ حكومتكِ الأمانَ لظبيه
محاسنُه غِراسك والمساوي لك الثّمرانِ: من حمدٍ ، وذام
يُنسون حساناً عصابة جلَّقٍ حتى يكاد بجلق يفديك
فلا أمناؤنا نقصوه رمحاً ولا خواننا زادوا حساما
أَتت القيامة ُ في ولا ية ِ يوسفٍ
وما أَغناك عن هذا الترامي نُعمى الزيادة ما لا تفعل النقمُ
في الفاطميين انتمى ينبوعهُ عذبَ الأٌصول كجَدّهم متفجِّرا
زعموك همّاً للخلافة ِ ناصباً أَيامَهم في ظِلكَ الأَحكام
هل تبخلونَ على مصر بآمال؟
وسرى الخِصبُ والماءُ ، ووافى الـ ـبشرُ ، والظلُّ ، والجنَى ، والغَمام
عزّ السبيلُ إلى طه وتربته فمن أراد سبيلا فالطريقُ دم
حَوالَيْ لُجَّة ٍ من لا زَوَرْدٍ تعالى اللهُ خَلْقاً وابتداعا
بكرَ الأَذانُ مُحيِّياً ومهنّئاً ودعا لك الناقوسُ فيما ينطق
ونسيب ، تحاذرُ الغيدُ منه شَرَكَ الحسنِ أو شباكَ الدلال
تالله ما أحدثتِ شرّاً أو أذى ً حتى تراعي، أو يراع بنوك
صوت الحقيقة بين رعـ إذا قصر الدبارة فيه غاما
ويقول قومٌ : كنت أشأم موردٍ
إن هززتم تلاقى السيف منصلتاً وعلى وجوهِ الثاكلات رغام
فقربوا بيننا فيها وبينكمُ وأَين ذهبتمُ بالحقّ لما
عاقدة ٌ زُنَّارَها
محمدٌ رُوِّعت في القبر أعظمُه
وسعينا قدم فيه إلى قدمَ
هَوَت الخلافة ُ عنكِ، والإِسلام فيه حسنٌ ، وبالعُفاة ِ غرام
يَبُثُّ تجاربَ الأيامِ فيهم ويدعو الرابضين الى القيام
ويراك داء الملك ناس جهالة ٍ أَرسى على بابِ الإِمام كأَنه
فأبى ، وآثر أن تموت نبيلا
جدرانه المجدّره
أو أنت مثل أبي ترابٍ ، يتقي ويهابه الأملاك في أسمالكه
أَنتِ التي يحمي ويمنع عِرضَها سيف الشريف، وخِنجرُ الصُّعلوك
حتى تذوقي في حلبة الفرسان من حاميك
إذا سال خاطره بالطُّرَف
عهد النبيِّ هو السماحة والرضى بمحمد أولى وسمحِ خلاله
مبالغٌ فيه، والحجّاجُ مُتَّهَم
إِن يجهلوكِ؛ فإِنَّ أُمّك سوريا والأبلقَ الفردَ الأشمَّ أبوك
ركناً على هام النجوم يقام
يرعنَ للبصرِ السامي ، ومن عجبٍ
نزلوا على حكم القويِّ،
في العفو عن فاسق فضلٌ ولا كرم
لله من مَلأٍ كريمٍ خيِّر باسم الحنيفة ِ بالمزيد مُبشرا
رعى الله ليلتَكم، إِنها يزهو بلألاءِ العزيزِ ويُشرق
والسابقين إلى المفاخروالعُلا بَلْهَ المكارمَ والندى أَهلوك
قالوا : جلبت لنا الرفاهة والغنى جحدوا الإله ، وصنعه ، والنيلا
ـنا، وابن بَرقينَ الحكيم ـنَ العلم والخُلق القويم
من عادة الإِسلام يرفعُ عاملاً زال أهلوه ، وهو في إقبال
عُوّادُه يتسّمحون برُدْنه كالوفد مَسَّحَ بالحطِيم الأطهر
سالت دماءٌ فيكِ حول مساجدٍ وكنائسٍ، ومدارسٍ وبُنُوك
رجعت إِلى آياتِه الأَقوام
ملكِ العقول، وإِنها ورحنا ـ وهْي مدبرة ٌ ـ نعاما
ومشى عليه الوحيُ والإِلهام وبنو العصر ، والولاة ُ الفِخام
تُعلِّمُ حمتُه الحاضرين أَنت النقيُّ من الطَّبَع
على جَناحٍ، ولا يُسْعَى على قَدم كأنكَ بينهم داعي الحمام
هكذا الدَّهر : حالة ٌ ، ثم ضدٌّ فإِذا غفلنَ فما عليهِ مَلام
أراعَكَ مقتلٌ من مصرَ باقٍ فقمت تزيدُ سهماً في السهام؟
كنا نؤمِّل أَن يُمَدّ بقاؤها حتى تَبِلَّ صدَى القنا المشبوك
والروحُ يكلأ، والملائكُ حُرَّس شجاها النَّفاعُ وفيه التلف
واخلف هناك غِرايَ أَو كمبيلا
بطَّالَ اليدين؛ لم ترَه
يُفنِي الزمانَ، ويُنفِد الأَجيالا
وسَما بأروِقَة ِ الهُدى ، فأحلَّها فرعَ الثُّرَايّا ، وهي في أصل الثرى
الرافعين الملكَ اوجَ كماله
يا دولة َ السيف، كوني دولة َ القلم
مَنْ أنبتَ الغصن مِنْ صَمصامة ٍ ذكرٍ؟ وأخرج الريمَ مِن ضِرغامة قرِم؟
وهل تركت لك السبعون عقلاً لعرفانِ الحلالِ من الحرام؟
لكِ في رُبَى النيلِ المبارَك جِيرة ٌ لو يقدرون بدمعهم غسلوك
فتجارتِ اللغتان للـ ولم نعد الجزاء والانتقاما
ولأنت الذي رعيَّتُه الأُسْـ ـدُ ، ومَسى ظلالها الآجام
ومعاقلا لا تمحى آثارها وجيوش إبراهيم والأسطولاْ
ومبشرٍ بالصلحِ قلت : لعله خيرٌ ، عسى أن تصدق الأحلام
والناسُ أنك مُحيي رسمِها البالي
ـإِسلامِ يومَ الجنْدَل؟
توفيقُ مصر وانتِ ، أصلٌ في الندى وفتاكما الفَرْعُ الكريمُ العُنصُر
فتذكره ودمعك في انسجام؟
ونبذل المال لم نُحمَل عليه ، كما يقضي الكريمُ حقوقَ الأعل والذِّمما
أمة الترك ، والعراقُ ، وأهلو ه ، ولبنانُ ، والربى ، والخيام
ما يحتذي الخلفاء حذو مثاله
والحاملينَ ـ إذا دُعوا ليعلَّموا - أَسمعتَ بالحكَمَيْن في الـ
سل الحليمة الفيحاء عنه وسل داراً على نور الظلام
إذا التصريح كان براح كفرٍ فلم جُنَّ الرجالُ به غراما ؟
ينعي إِلينا الملكَ ناع لم يطأ
يا ليت شعري هل يحطم سيفه للبغي سيفاً في الورى مسلولا
المعرضين ـ ولو بساحة يَلْدزٍ ـ في مصر محلوجاً بها مغزولا
وكيف يكون في أيدٍ حلالاً وأُخرى من تميم
شهدُ الحياة ِ مشوبهً بالرق ؛ مثل الحنظل
يا نفسُ، دنياكِ تُخْفي كلَّ مُبكية ٍ يُريكَ الحبَّ، أو باغي حُطام
إِن القُوَى عزٌّ لهم وقوام
هذبته السيوفُ في الدهر ، واليو مَ أتمتْ تهذيبه الأقلام
ولو استطاعوا في المجامع أَنكروا فلم أر بيننا إلا ذراعا
ومن المهابة ِ بين أَلفِ معسكر تَتْرُكْ لصُنَّاعِ المآثر مَفْخَرا
زال الشباب عن الديارِ وخلفوا للباكياتِ الثكل والترميلا
كانتْ لنا قدمٌ إليه حفيفة ٌ ورمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيلا
في الملك أَقوامٌ عِدادُ رماله
فُضِّي بتقواكِ فاهاً كلما ضَحكتْ يا شبابَ الديار، مصرُ إِليكم
أرى أثر البراقِ ركا وضاعا
دِ الخُشُن المنمِّره
وسراتُهم في مُقعد
لما طلعتَ عليها قال سيِّدها على يدِ اللهِ في حلٍّ وترحال
أُضِيفَ إِلى مصائبنا العِظام أن يعلم الشامتون اليومَ ما علموا
بالأمس أفريقا تولتْ ، وانقضى ملكٌ على جيدِ الخضمِّ جسام
وشبابُها يتعلمو
تَشرُف الكأسُ عنده والمدام
إن قيس في جودٍ وفي سرفٍ إلى في عدلِ فاتحهم وقانونيِّهم
تغني القوى المفكِّره
ضلوا عقولاً بعد عرفانِ الهدى
أقام على الشفاه بها غريباً فوق المعلِّم والزعيم
سيجمعُني بكِ التاريخُ يوماً
لَى فيه غيرَ مُنْذَره وادّرعتْ بالحبَرَه
تلك الكفورُ ـ وحَشوُها أميَّة ٌ ـ
كلّما همّ مجدهُ بزوالٍ
ما السُّفنُ في عدد الحصى بنوافع
في ذا المقامِ ولا حجدت جميلا
لا تذكرِ الكرباجَ في أيامِهِ
أُولئك مَرُّوا كدود الحرير ولمن تُحالِفُه شِيَع
وهو العليم بأن قلبي موجعٌ وجعاً كداء الثاكلات دخيلا
تجد الذين بنى المسلة جدُّهم لأا يُحسنون لإبرة ٍ تشكيلا
فما على المرءِ في الأخلاق من حرج إذا رعى صِلة ً في الله ، أو رَحما
إني رأيت على الرجالِ مظاهراً
فغطى الأرضَ ، وانتظم الأناما
مي في دُجى ليلٍ بهيم
ترى فيه الصيَانَ لحق مصر
فينا تلك الليالي ، لا تعودي ويا زمنَ النفاق ، بلا سلام
وعلمتُ أنّ من النساء ذخيرة ً
في الثرى ملؤها حصى ً ورغام؟
وترى بإِذن الله حُسنَ مآله منها المضاربَ والخيامَ بديلا
ولو وهبتُم لنا عُليَا سيادتكم
والجِدُّ روحٌ منه والإِقدام
طُوِيَتْ، وعمَّ العالمين ظلام
وكيف ينالُ عونَ الله قومٌ عرابي اليوم في نظر الأَنام؟
ن، وأَدركوها في العلوم طلعتَ حيالها قمراً تماما
الجهلُ لا تحيا عليه جماعة ٌ رة ُ في الجوادِ المُجزل
صُفرَ الغَلائل والحلِي دارت على فِطنِ الشباب شَمولا
ـح، وكان في رُشْدِ الكليم
ولكم دعوتِ ننساءَ مصرَ لصالح فنهضن فيه يلقنَ عائشة ُ أؤمري
خيرٌ، عسى أَن تصدقَ الأَحلام
القارئين على عليّ علمها وعلى الغزاة المتقين رجاله
هذي كرائم أشياءِ الشعوب ، فإن ماتت فكلُّ وجود يشبه العَدما
وسراتهم في مقعد من مطلبِ الدنيا مقيم
رأْساً سوى النفرِ الأُلى رفعوك كانوا له الاوتادَ في زلزالهِ
فكأنهنّ عقائلٌ من هاشمٍ
نَسْلاً، ولا بغدادُ من أَمثاله تذرُ العلومَ ، وتأْخذ الفوتبولا ؟
إذا جئتَ المنابَر كنتَ قساً إذا هو في عكاظ علا السَّناما
حبُّ السيادة في شمائِل دينكم أنَّى مشى ، والبغي ، والإجرام
إِنّ الغرورَ إِذا تملَّك أُمة ً وعلوِّهم يتخايلُ الإِسلام؟
وأنت ألذُّ للحق اهتزازاً والطفُ حين تنطقه ابتساما
لنثرتُ دمعي اليوم في أطلاله
هامت على أثرِ اللَّذاتِ تطلبهُها والنفس إن يدعُها داعي الصِّبا تَهم
وأنظر جنَّة ً جمعتْ ذِئاباً فيصرُفُني الإباءُ عن الزحام
عرفت مواضع جدبهم ، فتتابعتْ لا حكمة ٌ لم تُشعَل
جُعلتْ لحرٍّ يُبتَلى
وإلى اللهِ من مشى بصليبٍ في يديهِ، ومن مشى بهلال
بأَضلَّ عقلاً ـ وهي في أَيْمانكم ـ
أَم هل يَعُدُّ لك الإِضاعة َ منة ً
أشدَّ على العدو من الحسام
ومسيطرون على الممالك ، سخرت
كانوا أَجلَّ من الملوكِ جلالة ً وقدماً زين الحلمُ الشجاعا
وتحملُ من أديمِ الحقّ وجهاً ومدارس لا تُنْهِضُ الـ
لهم كركن العنكبوت ضئيلا
فُوفِ الرياضِ، ووَشْيِها المحبوك خاض الغمارَ دماً إلى آماله
ومن الحرير شكيمة ولجام يا أُختَ أَندلسٍ، عليكِ سلامُ
هَق وهو في عُمْر الفطيم
حرمتهم أن يبلغوا رتبَ العُلا ورفعتَ قومك فوقهم تفضيلا
مِهارُ الحق بغضنا إليهم شكيمَ القيصرية واللجاما
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحمَى
وتضاعُ الأمورُ بالإِهمال
فهو الذي يبني الطباعَ قويمة ً لَيْه، وأَغلى الصَّندل
لواؤك كان يسقيهم بجامٍ
يسمو إليك بجده وبخاله
يَرمي، ويُرمَى في جها
ويقيمُ الرجالُ وزنَ الرجال مُفرِّج الكرب في الدارينِ والغمَم
كثرت عليه باسمك الآلام
وإذا المعلم ساء لحظّ بصيرة ٍ جاءت على يده البصائرُ حُولا
رَحِماً ، وباسمك تقطع الأرحام
للعبرتين بوجنتيك مسيلا
ر، مهدَّدٌ بالمقتل ومن الغرورِ ؛ فسمِّه التضليلا
إِني أَعيذُكِ أَن تُرَيْ جبارة ً
لك الخطبُ التي غصَّ الأعادي بترفُّع الأَسدِ الشتيم
كم هاجه صيدُ الملوكِ وهاجهم عزٌّ لكم، ووقاية ٌ، وسلام
أَو سالَ من عِقْيانه شاطيك
وحياة ٍ كبيرة ِ الأَشغال
إني لأعذُركم وأحسبُ عِبْئكم من بين أعباءِ الرجال ثقيلا
واجعل مكانَ الدرِّ ـ إِن فصّلتَه
وعدوها لنا وعوداً كباراً هل رأيت القُرى علاها الجهام؟
فمللنا ، ولم يك الدواءُ يحمي أن تملَّ الأرواحُ والأجسام
بنيتَ قضيَّة َ الأوطانِ منها مَشَّاءَ هذا العصرِ، قفْ
وجد المساعدَ غيركم ، وحُرمتمُ في مصرَ عونَ الأُمهاتِ جليلا
يُزِري قَرِيضي زُهيراً حين أمدحُه فهو أَصلٌ، وآدمُ الجدُّ تالي
وطوَى اللياليَ ركنُهُ والأَعْصُرا وأمّن مسجديه والبقاعا ؟
في كلِّ عامٍ أَنتِ نزهة ُ روحِه سبحتُ باسمك بكرة ً واصيلا
محمدٌ صفوة ُ الباري ، ورحمته وبغية ُ الله من خلقٍ ومن نَسَم
يمنع القيدُ أن تقوم ، فهل تا جُ ؟ فبالتاج للبلاد قيام
لما تلاحى الناس لم تنزل إلى المرعى الوخيم
ليس اليتيمُ من انتهى أبواهُ من مُ الليلَ حتى يَنجلي؟
فارفع الصوتَ : إنها هي مصرٌ هانَ الضِّعافُ عليه والأَيتام
فيا رَعى الله وفداً بين أَعيننا
فلَك، ومقذوفاتُها أَجرام
كم مرضعٍ في حجر نعمته غدا صَلَّوْا على حَدِّ السيوف، وصاموا
كا مان من عقباتها ، وصعابها ذللتموه بعزمكم تذليلا
أَسفاً لفرقتكم، بُكاً، وعويلا
مي في دُجى ليلٍ بهيم سبقتهم إلى الركن استلاما
وكأنما البوسفورُ حوضُ محمدٍ
لم يُهدَ للمتوَكِّل أمّاً تخلَّتْ ، أو أباً مشغولا
وليوصوا بمن له الدهرُ عبدٌ وله السعدُ تابعٌ وغلام
وتخفض رأسك العالي احتشاما
إن جئت مرمرة ً تحثُّ الفلكَ في بهج ، كآفاق النعيم ، ضحوك
مثَّلتَ فيه المُبكياتِ فصولا
لم يغف ضدُّك، أَو يَنم شانيكِ فيه البشير ببشره وجماله
تبعي بعيدك في الممالك ، واسلمي
من يرد حقهُ فللحق أنصا
أبا الفاروقِ أدركها جراحاً ـأَجيال تفصيل اليتيم
دار السعادة أنتِ ، ذلك بابُها سلَّت يدٌ مدت إلى إقفاله
يبني الشرائعَ للعصو
حيُّوا من الشهداءِ كلَّ مغيَّبٍ وضعوا على أحجاره إكليلا
إلى الإصلاح فامنحه الغماما
سيلُ الممالكِ جارفٌ من شدَّة ٍ في الرُّزءِ لا شيعٌ ولا أحزام
إن في يلذر الهوى لخلالا سرت النبوّة ُ في طَهور فضائِه
قد تجلت لخير بدرٍ أفلت
فلا أسُس التجارة فيه قرَّتْ هي غُصَّة ُ الوطن الكظيم
حظٌّ رجونا الخيرَ من إقباله
ويُهابُ بين قيوده الضرغام رجعى إلى الأقدار واستسلام
قبل البَنِيَّة ِ والحَطيم
ـلِ إِذا لاحَ وهو بالزهر حالي قعائدُ الدَّيْرِ ، والرُّهبانُ في القِمم
فالزم التمَّ أيها البدرُ دوماً
إنّ الشمائلَ إن رَقَّتْ يكاد بها
لا يأخذن على العواقب بعضكم ما توجبُ الأَعلاقُ والأَرحام
ونودي: اقرأ تعالى الله قائلها لم تتصل قبل مَن قيلتْ له بفم
فخذ ما شئت في الإصلاح عنهم تجدْ في كل مأثرة ٍ إماما
بترفُّع الأَسدِ الشتيم هَق وهو في عُمْر الفطيم
كرمٌ وصفحٌ في الشباب ، وطالما كرمَ الشبابُ شمائلاً وميولا
دَ، ولم تزلْ أَوْفَى خَديم ن على الفراقد والنجوم
والدينُ ليس برافعٍ ملكاً إِذا
ما أبعد الغايات !! إلا أنني أجد الثباتَ لكم بعنّ كفيلا
ودعوا التفاخر بالتُّراث وإن غلا فالمجدُ كسبٌ ، والزمانُ عصام
إنّ الغرورَ إذا تملَّك أمة ً
نحتفي بالأَديب، والحق يقضي
ومناصب في غير موضعها كما وتصدُّها الأَخلاقُ والأحلام
وتُضاعُ البلادُ بالنومِ عنها
بلِيتْ هاشِمٌ، وبادتْ نزارٌ
ساد البرية َ فيه وهو عِصام قتلا فأقتل منما الإحجام
لكلّ طاغية ٍ في الخلق مُحتكِم
وإِذا عظَّمَ البلادَ بَنوها ويذبحان كما ضحَّيتَ بالغَنَم
جُبتَ السمواتِ أو ما فوقهم بهم ـعر، وأَوعى جوائزَ الأَمثالِ
ركوبة لك من عزٍّ ومن شرفٍ لا في الجيادِ ، ولا في الأيْنُق الرسُم
تهفو إليكَ - وإن أدميتَ حبَّتَها
ونظامٍ، كأَنه فَلَك الليـ
سِ، وحَثْوِ التراب، والإِعوال تكفَّلَ السيفُ بالجهالِ والعَمَم
لو لاه لم نر للدولاتِ في زمن
ـدِ، ودعوى من العِراض الطوال بعزمِهِ في رحالِ الدهرِ لم يَرِم
واهبُ المالِ والشبابِ لما يَنـ
واللسانُ المبين ليس ببالي تكفَّلتْ بشباب الدهرِ والهَرَم
وعاّمتْ أُمة ً بالقفر نازلة ً
ساروا عليها هُداة َ الناس، فهي بهم وجلالُ الأَخلاق والأَعمال
هوى كل أثَرِ النيران والأيُم
جِدِ، كالسيفِ يزدهي بالصِّقال
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قِفْ بروما ، وشاهد الأمرَ ، واشهد
قِفْ بروما ، وشاهد الأمرَ ، واشهد أَن للمُلك مالكاً سبحانَه
دولة ٌ في الثرى ، وأَنقاضُ مُلكٍ هَدَمَ الدهرُ في العُلا بنيانه
مَزقت تاجهَ الخطوبُ ، وألقت في الترابِ الذي أرى صولجانه
طللٌ ، عند دمنة ٍ ، عند رسمٍ ككتابٍ محا البلى عنوانه
وَتَماثيلُ كَالحَقائِقِ تَزدا دُ وُضوحاً عَلى المَدى وَإِبّانَه
مَن رَآها يَقولُ هَذي مُلوكُ الدَهرِ هَذا وَقارُهُم وَالرَزانَه
وَبَقايا هَياكِلٍ وَقُصورٍ بَينَ أَخذِ البِلى وَدَفعِ المَتانَه
عَبَثَ الدَهرُ بِالحَوارِيِّ فيها وَبَيلَيوسَ لَم يَهَب أُرجُوانَه
وَجَرَت هاهُنا أُمورٌ كِبارٌ واصَلَ الدَهرُ بَعدَها جَرَيانَه
راحَ دينٌ وَجاءَ دينٌ وَوَلّى مُلكُ قَومٍ وَحَلَّ مَلِكٌ مَكانَه
وَالَّذي حَصَّلَ المُجِدّونَ إِهرا قُ دِماءٍ خَليقَةٍ بِالصِيانَه
لَيتَ شِعري إِلامَ يَقتَتِلُ النا سُ عَلى ذي الدَنِيَّةِ الفَتّانَه
بَلَدٌ كانَ لِلنَصارى قَتاداً صارَ مُلكَ القُسوسِ عَرشُ الدِيانَه
وَشُعوبٌ يَمحونَ آيَةَ عيسى ثُمَّ يُعلونَ في البَرِيَّةِ شانَه
وَيُهينونَ صاحِبَ الروحِ مَيتاً وَيُعِزّونَ بَعدَهُ أَكفانَه
عالَمٌ قُلَّبٌ وَأَحلامُ خَلقٍ تَتَبارى غَباوَةً وَفَطانَه
رَومَةُ الزَهوِ في الشَرائِعِ وَالحِك مَةِ في الحُكمِ وَالهَوى وَالمَجانَه
وَالتَناهي فَما تَعَدّى عَزيزاً فيكِ عِزٌّ وَلا مَهيناً مَهانَه
ما لِحَيٍّ لَم يُمسِ مِنكِ قَبيلٌ أَو بِلادٌ يُعِدُّها أَوطانَه
يُصبِحُ الناسُ فيكِ مَولى وَعَبداً وَيَرى عَبدُكِ الوَرى غِلمانَه
أَينَ مُلكٌ في الشَرقِ وَالغَربِ عالٍ تَحسُدُ الشَمسُ في الضُحى سُلطانَه
قادِرٌ يَمسَخُ المَمالِكَ أَعما لاً وَيُعطي وَسيعَها أَعوانَه
أَينَ مالٌ جَبَيتِهِ وَرَعايا كُلُّهُم خازِنٌ وَأَنتِ الخَزانَه
أَينَ أَشرَافُكِ الَّذينَ طَغَوا في الدَه رِ حَتّى أَذاقَهُم طُغيانَه
أَينَ قاضيكِ ما أَناخَ عَلَيهِ أَينَ ناديكِ ما دَهى شَيخانَه
قَد رَأَينا عَلَيكِ آثارَ حُزنٍ وَمِنَ الدورِ ما تَرى أَحزانَه
اِقصِري وَاِسأَلي عَنِ الدَهرِ مِصراً هَل قَضَت مَرَّتَينِ مِنهُ اللُبانَه
إِنَّ مَن فَرَّقَ العِبادَ شُعوباً جَعَلَ القِسطَ بَينَها ميزانَه
هَبكِ أَفنَيتِ بِالحِدادِ اللَيالي لَن تَرَدّى عَلى الوَرى رومانَه
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
فثَمَّ جَلالة ٌ قَرَّتْ ورامت
سريا صليب الرِّفقِ في ساح الوغى وانتشر عليها رحمة ً وحنانا
ولو صَرَّحت لم تُثر الظنونا وهل تصوّرُ أفراداً وأعيانا؟
نزلنَ أَولَ دارٍ في الثرى رَفعَت للشمس مُلكاً ، وللأقمار سلطانا
ووقى من الفتنِ العبادَ، وصانا
تفننت قبل خلق الفن، وانفجرت علماً على العُصُرِ الخالي وعِرفانا
والمسْ جراحاتِ البريَّة ِ شافياً ما كنت إلا للمسيح بنانا
أُبَوَّة ٌ لو سكتا عن مفاخرهم تواضعاً نطقت صخراً وصَوَّانا
وإذا الوطيسُ رمى الشباب بناره
واضرَع ، وسلْ في خلقِه الرّحمانا
هم قلَّبوا كرَة الدنيا فما وجدَتْ جلالُ الملك أَيامٌ وتمضي
فيا لكِ هِرَّة ً أَكلت بنيها للهِ له بيعاً ولا صلبانا
وصيّروا الدهرَ هزءاً يسخرون به يَسُلُّ من التراب الهامدينا
لم يَسلك الأَرضَ قومٌ قبلهم سُبُلاً ولا الزواخرَ أَثباجاً وشُطَّانا
ومن دُولاتهم ما تعلمينا
تقدم الناسَ منهم محسنون مضَوا للموت تحت لواءِ العِلم شجعانا
إن الذي أمرُ الممالك كلذِها بيديه ؛ أحدثَ في الكنانة شانا
جابوا العُبابَ على عودٍ وسارية ٍ وأغلوا في الفَلا كاأُسْدِ وحْدانا
أَزمانَ لا البرُّ بالوابور منتهَباً ولا «البخارُ» لبنت الماءِ رُبَّانا
وكان نزيلُهُ بالمَلْكِ يُدعَى فينتظم الصنائعَ والفنونا
هل شيَّع النشءُ رَكْبَ العلم، واكتنفوا لعبقرية ٍ أَحمالاً وأَظعانا؟
أوَما ترون الأرضَ خُرّب نصفُها وديارُ مصرٍ لا تزال جنانا؟
عِزَّ الحضارة أعلاماً وركبانا؟
يسيرُ تحت لواءِ العلم مؤتلفاً ولن ترى كنودِ العلم إخوانها
كجنود عَمْروٍ ، أينما ركزوا القنا
العلمُ يجمعُ في جنسٍ ، وفي وطنٍ شتى القبائل أجناساً ، وأوطانا
ولم يزِدْكَ كرسمِ الأَرض معرفة ً وتارة ً بفضاءِ البَرِّ مُزدانا
علمٌ أَبان عن الغبراءِ، فانكشفتْ زرعا، وضرعا، وإقليما، وسُكانا
أُممَ الحضارة ِ، أنتمُ آباؤنا منكم أخذنا العلمَ والعرفانا
وقسم الأرض آكاماً، وأودية ً نحاذرُ أَن يؤول لآخرينا
بنيانُ إسماعيل بعد محمدٍ وتركُك في مسامعها طنينا
وبيَّن الناسَ عادات وأمزجة ً سَيَفْنَى ، أَو سَيُفْنِي المالكينا
وما تلك القبابُ؟ وأَين كانت؟ وما لكَ حيلة ٌ في المرجفينا:
ومن المروءة ِ - وهي حائطُ ديننا - أن نذكرَ الإصلاحَ والإحسانا
وفدَ الممالك ، هز النيل مَنكبَه لما نزلتم على واديه ضيفانا
غدا على الثغرِ غادٍ من مواكبكم مُمرَّدة البناءِ، تُخالُ برجاً
لم يعرفوا الأحقاد والأضغانا
جرت سفينتُكم فيه ، فقلَّبها على الكرامة قيدوماً وسكانا
يلقاكمُ بسماءِ البحر معتدلٌ نزلتُم بعَروسِ المُلكِ عُمرانا
ودالتْ دولة المتجبِّرينا كأنه فلق من خِدره بانا
أناف خلف سماءِ الليل متقداً يخال في شُرفات الجوِّ كيوانا
تطوي الجواري إليه اليمّ مقبلة ً تجري بوارجَ أَو تنساب خُلجانا
نورُ الحضارة لا تبغي الركابُ له لا بالنهار ولا بالليل برهانا
يا موكبَ العلم، قِفْ في أَرض منْفَ به فكانوا الشُّهبَ حين الأَرض ليلٌ
بكى تمائمَهُ طفلاً بها، ويبكي ملاعباً من دبى الوادي وأحضانا
أرض ترعرع لم يصحب بساحتها إِلاَّ نبيين قد طابوا، وكهّانا
عيسى ابنُ مريم فيها جرّ بُردتَه وجرّ فيها العصا موسى بن عِمرانا
لو لا الحياء لناجتْكم بحاجتها لعل منكم على الأيام أعوانا
وهل تبقى النفوسُ إِذا أَقامت ليَّنتُمُ كلَّ قلبٍ لم يكن لانا
فضاقت عن سفينهم البحار فلرُبَّ إِخوانٍ غَزَوْا إِخوانا
أمورٌ تضحكُ الصبيانُ منها
وانشر عليها رحمة ً وحنانا
وصيَّرنا الدخان لهم سماء
وأَراد أَمراً بالبلاد فكانا هِزبر من ليوث الترك ضاري
علومَ الحربِ عنكم والفنونا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
الدستور العثماني
رحَّالة َ البَدْو هاموا في فيافيها ءِ ، وأنت برهانُ العِنايه
يا فرنسا، تلت أسبابَ السماءْ وتملَّكتِ مقاليدَ الجِواءُ
أَو فمُ الحبيبِ، جلا فهي فِضة ذَهَبُ
إِذا الآجالُ رجَّت منه لينا
علبَ النسرُ على دولته وتنحى لك عن عرش الهواءُ
ليت هاجري وهْيَ تارة ً خَبَبُ
العفافُ زينتُها يُشتهَى ، ويُطَّلب
وكل خيرٍ يلقَّى في أَوامرها مة ِ ، والصليبَ من الرعايه
وكيف تنامُ يا عبدَ الحميد
وأتتكِ الريحُ تمشي أمة لكِ - يا بلقيسُ - من أوفى الإماء
حنُّوا إليها كما حَنّتْ لهم زمناً
رُوِّضتْ بعدَ جِماحٍ، وجرتْ طوعَ سُلطانيْنِ: علمٍ، وذَكاءْ
علَّ بيننا واشياً كذب
لكِ خَيْلٌ بجناحٍ أَشبهت خَيْلَ جبريلَ لنصرِ الأَنبياء
أو مفنّداً والرّعيَّة ُ النُّخَبُ
المحسنون همُ اللبا
مَن لِمدْنَفٍ دمعه سحب؟
فإِن ذلك أَجرى من معاليها ـغالي وحرمتِه كنايه
بالأَمس لادي لوثرٍ بُرُدٍ في البرِّ والبَحْرِ بِطاءْ
يُبتغى ويُجتذَب فهْيَ تارة ً مَهَلٌ
لم تأْلُ جِيرتَها عنايه فوقَ عُنْق الرِّيحِ، أَو متْنِ العَمَاء
وما هاب الرُّماة َ مسدِّدينا
الأَحمران عن الدم الـ ولا وراء مداها فيه علياءُ
رحلة ُ المشرِقِ والمغرِبِ ما لبثتْ غيرَ صَبَاح وَمَسَاء
همُ الأَبطالُ في ماضٍ وآتي
عندهَ وَصَب
ذقتُ صدّه غيرَ محتسِب
أَسْدَتْ إِلى أَهل الجنو لِفريقٍ من بَنيكِ البُسلاء
وليس مُستعظَماً فضلٌ ، ولا كرمٌ وحسبُ نفسك إِخلاصٌ يُزكِّيها
تارة ً ويُقْتَضَب سيِّدي لها فلَكٌ
يعادِلُ جَمعُهم منا جنينا
ضاقت الأرض بهم ، فاتخذوا في السَّماوات قبورَ الشهداء
بُ، وسائرُ الناسِ النفايه سمراءَ النجمِ في أوج العلاءُ
خلافة الله في أحضانِ دولتهم شابَ الزمانُ ، وما شابت نواصيها
أخجل القُضُب
بيْن عَينه جَنَّة ٌ، هي الأَرَب
دروعُها تحتمي في النائباتِ بهم من رمح طاعنِها ، أَو سهمِ راميها
حُوَّماً فوقَ جبالٍ لم تكن بَ الجهالة والعَمايه
أُبْسُطْ جَنَاحَيْكَ اللذيْـ ولهم ألفُ بساط في الفضاء
الرأَيُ رأَيُ أميرِ المؤمنين إذا
والحربُ للشيطان رايه رفعة ِ الذكر ، وعلياء الثناء
ساقي الطِّلا شربها وجب
يا نسوراً هبطوا الوادي على سالِف الحُبِّ، ومَأْثورِ الوَلاء
لم تكشف النفس لولاه ، ولا بلين لها سرائر لا تحصى واهواءُ
هاتها مشت فوقها الحقب
دارُكم مصرُ، وفيها قومُكم مرحباً بالأقربين الكرماء
تنفثُ الحبب
طرتم فيها ، فطارت فرحاص بأعزِّ الضيفِّ خيرِ النزلاء
والمعِيَّة ُ النجُبُ
ولا استخفَّكَ للذَّاتِ داعيها
هُذِّبَتْ ففي والنُّهودُ هامِدة ٌ
هَل شجاكم في ثَرى أَهرامِها ما أرقتمْ من دموع ودماء ؟
أين نسرٌ قد تلقَّى قبلكم عِظة الأَجيالِ من أَعلى بِناء؟
إسقها فتى ً خيرَ مَن شرِب
لو شهِدتم عصره! أضحى له عالمُ الأَفلاكِ معقودَ اللواء
كلما طغى راضها الحسب
تكادُ من صُحبة ِ الدنيا وخبرِتها وجاءَته جنودُك مبطلينا
مة ِ، والصليبَ من الرعايه
علبدينُ أم في هَوَادجٍ عَجَلاً
رأَيتَ الحلمَ لما زاد غَرَّا فلبَّتْه الفيالقُ والأَرادي
ـغالي وحرمتِه كنايه فمشى للقبر مجروحَ الإباء
أخذتْ تاجاً بتاجٍ تأرها وجَزَتْ من صَلفٍ بالكبرياء
أَو دوائرٌ دُرَرٌ
وتمنَّت لو حَوَت أعظمَه بين أَبْنَاءِ الشموسِ العُظماء
فكنّ الموتَ، أَو أَهدى عيونا عند الرعية ِ من أَسنى أياديها
وخَشية ُ اللَّهِ أُسٌّ في مبانيها بُ ، وسائرُ الناسِ النفايه
أَو كبَاقة ٍ زهْرَا يرفع الحجُب
جلَّ شأْنُ الله هادي خَلْقِه بهُدَى العِلم، ونورِ العلماء
طارت قناها سروراً عن مراكِزها تفرّق جمعُهم إِلاَّ بقايا
أَشرقتْ نوافِذهُ عند راحة ٍ تعَب
ومررتِ بالأَسرى ، فكنـ طلبة ً بها عهد الرجاء
وزِد الهلالَ من الكرا كان إحدى مُعجزاتِ القدَماء
فهْيَ مَرَّة ً صُعُدٌ تبَّعُ الغَلب
تغلي بساكنها ضِغناً ونائرة ً
نصفه طير ونصفه بشر ! يا لها إحدى أعاجيب القضاء !
ـمة َ، واستبقن البرَّ غايه وسمها في عروقِ الظلم مشَّاءَ
السُّراة ُ من واللُّجَينُ، والذهب
يسْعِفن رِيّاً، أَو قِرى ً أَنْفُسَ الشجعانِ قبلَ الجبناء
وتلقَفُ نارَهم والمطلقينا
عُجْمُهُنّ، والعرَبُ
مُسرَجٌ في كلّ حين، مُلجَمٌ كاما العدة ، مرموق الرُّواء
الظلامُ رَايتُها وهْيَ بيننا سَلَبٌ
فسامَرَ الشرَّ في الأجبالِ رائحُها وصبَّح السهلَ بالعدوانِ غاديها
كبِسَاطِ الريحِ في القدرة ، أَو هُدْهُدِ السيرة ِ في صِدق البلاء
أو كحوتٍ يرتمي الموج به سابح بين ظهور وخفاء
والنفسُ مؤذية ٌ من راحَ يؤذيها
راكب ما شاء من أطرافه لا يُرَى من مركب ذي عُدَوَاء
بين كوكبٍ ينجلي وينسكِب
وكم فتحوا الثغورَ بلا تواني كالبوم يبكي رُبُوعاً عزّ باكيها
يا أيها اللادي التي كالعُذْرِ في جنب الجنايه
عند شادنٍ سائغٌ ولا سَغَب
وذَلُّوا في قتال المؤمنينا
وترى السُّحبَ به راعدة ً من حديدٍ جُمعت ، لا من رواء
من كل مستسبل يرمي بمهجِته في الهول إِن هي جاشت لا يراعيها
والهناءُ ما يَهب أينما ذهب
حمل الفولاذَ ريشاً، وجرى في عنانين له : نارٍ ، وماء
وجَنَاحٍ غيرِ ذي قادِمة ٍ كجناح النحل مصقولٍ سواء
يلفتُ الملا
يقفان في جنب الدِّما مسَّهُ صاعقة ٌ من كهرُباء
يتراءَى كوكباً ذا ذَنَب فإذا جَدَّ فَسَهما ذا مضاء
ما كان مُختلفُ الأَديانِ داعية ً فأَهلاً بالأَوزِّ العائمينا
فإذا جاز اثريا للثري جرّ كالطاووس ذيل الخيلاء
الكتب، والرسل، والأَديان قاطبة ً وكم باتوا على هَرْج ومَرْجِ
يملأُ الآفاقَ صوتاً وصدًى كعزيف الجنّ في الأَرض العَرَاء
أرسلتْه الأرضُ عنها خبراً طَنَّ في آذانِ سكَّانِ السماء
مائجٌ بها لَبَبُ
يا شباب الغدِ ، وابناي الفِدى لكُمُ، أَكْرِمْ وأَعزِز بالفِداء
آنساً الى بابُه لِداخِلِهِ
وأين ماضية ٌ في الظلم ، قاضية ٌ ؟ واين نافذة ٌ في البغي ، نجلاءُ ؟
هل يمد اللهُ لي العيشَ ، عسى أن أراكم في الفريق السُّعداء ؟
وما أُسطولُهم في البحر إِلا
وأرى تاجكُمُ فوق السُّها وأرى عرشكُمُ فوق ذكاء ؟
مٌ وإن همُ طَربوا والحنانُ، والحَدَب
من رآكم قال : مصرُ استرجعتْ عزَّها في عهد خوفو و مناء
لئن غدوتُ إلى الإحسانِ أَصرفها فإن ذلك أجرى من معاليها
يَجمعُ المَلا يُحضِر الغَيَب
أُمَّة ٌ للخلد ما تبني، إذا ما بنى الناسُ جميعاً للعَفاء
والمُدامُ أَكؤُسُها قبله طرِب
يا شعبَ عثمانَ من تركِ ومن عربٍ حيّاكَ مَنْ يبعث الموتى ويُحييها
تَعْصِمُ الأَجسامَ من عادي البلا وتقي الآثار من عادي الفناء
إن أَسأْنا لكُمُ، أَو لم نُسِىء ْ نحن هلكي ، فلكم طولُ البقاء
لقينا الفتحَ والنصرَ المبينا تقدم نحو نارٍ أَي نارِ
إنما مصرُ إليكمْ وبكمْ وحُقوقُ البرِّ أَوْلى بالقضاء
أنت حاتمٌ ليلة ٌ لسيِّدِنا
عصركم حرٌّ ، ومستقبلكم في يمين الله خير الأمناء
لم تقم على المَلاَ لها قُطُب
لا تقولوا : حطَّنا الدّهرُ ، فما هو إلاَّ من خيالِ الشعراء
لا تناله الرِّيَب يا وما نضب
هل علمتمْ أُمة ً في جَهلها ظهرتْ في المجد حسناءَ الرِّداء ؟
باطِنُ الأُمة ِ من ظاهِرِها إنما السائلُ مِن لونِ الإناء
لم يقل جدب
فخذوا العلم على أعلامه واطلبوا الحكمة َ عند الحكماء
واقرأوا تاريخكم ، واحتفظوا بفصيح جاءكم من فصحاء
سٍ انظر النّشب
أنزلَ اللهُ على ألسنهم وحيه في أعصر الوحيِ الوضاء
ما الخصيبُ؟ ما الـ ،سحرُ ذو العُبُب
واحكموا الدنيا بسلطانٍ ، فما خلقتْ نضرتها للضعفاء
ذا هو الجنا
واطلبوا المجد على الأَرض، فإن هي ضاقت فاطلبوه في السماء
خيرُ من دعا خيرُ من أَدب
ربَّ مصر، عش وابلغ الأرب
يكفلُ الأَميرُ لنا
وهْوَ مُشْفِقٌ حَدِب ـاعر الأرب
خيرِ منْ خَطب
فارسيَّة ً واكتفى بها الغَيَب
يستفزُّها نَغَمٌ عاطِلٌ ومختضِب
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
تَحْلِيَة ُ كِتَاب
لا السُّهد يدنيني إليه ، ولا الكرى طَيْفٌ يزورُ بفضله مهما سرى
تَخِذَ الدُّجى ، وسماؤه ، ونجومه سُبُلاً إلى جنيفك ، لم يرضَ الثرى
وأتاك موفور النعيم ، تخاله ملكاً تنمُّ به السماءُ، مُطهَّرا
عِلم الظلامُ هبوطه، فمشت له أهدابه يأخذنه متحدِّراً
وَحَمى النَسائِمَ أَن تَروحَ وَأَن تَجي حَذَراً وَخَوفاً أَن يُراعَ وَيُذعَرا
ورقدْتَ تُزْلِف للخيال مكانَه بين الجفون، وبين هُدبِك، والكرى
فهَنِئْتَهُ مثلَ السعادة ِ شائقاً متصوراً ما شئتَ أَن يَتصورا
تطوى له الرقباء منصور الهوى وتدوس ألسنة الوشاة ِ مظفَّرا
* * *
لولا امتنانُ العين يا طيفَ الرضا ما سامحت أيامها فيما جرى
باتَت مُشَوَّقَةً وَباتَ سَوادُها زونا بِتِمثالِ الجَمالِ مُنَوِّرا
تُعطى المُنى وَتُنيلُهُنَّ خَليقَةً بِكَ أَن تُقَدِّمَ في المِنى وَتُؤَخِّرا
وَتُعانِقُ القَمَرَ السَنِيَّ عَزيزَةً حَتّى إِذا وَدَّعتَ عانَقتَ الثَرى
في ليلة ٍ قدِم الوجودَ هلالُها فدنت كواكبُها تُعلِّمه السُّرى
وتريه آثار البدورِ ليقتفي ويرى له الميلادُ أن يتصدّرا
ناجيتُ مَن أَهوى ؛ وناجاني بها بين الرياض ، وبين ماءِ سويسرا
حيث الجبالُ صغارُها وكبارُها من كل أَبيضَ في الفضاءِ وأَخضرا
تَخِذَ الغمامُ بها بيوتاً، فانجلت مشبوبة َ الأجرام ، شائبة َ الذُّرَى
* * *
والصخرُ عالٍ، قام يشبه قاعداً وأَناف مكشوفَ الجوانبِ مُنذِرا
بين الكواكب والسحابِ، ترى له أُذُناً من الحجر الأَصمِّ ومِشفَرا
قد جاءَها الفاتحُ في عُصْبة ٍ من الأُسُود الرُّكَّع، السُجَّد
والسفحُ من أَيِّ الجهاتِ أَتيتَه أَلفيته دَرَجاً يَموج مُدوّرا
نثرَ الفضاءُ عليه عِقدَ نجومِه فبدا زَبَرْجَدُه بهنّ مجوهرا
وتنظَّمتْ بِيضُ البيوتِ، كأَنها أَوكارُ طيرٍ، أَو خَمِيسٌ عسكرا
وما توانى الرومُ يَفْدُونَها والسيف في المفْدِيِّ والمفتدِي
فخلتُها من قيصرٍ سعدُه وأُيِّدتْ بالقيصرِ الأسعد
والنجمُ يبعث للمياه ضيائه والكهرباءُ تضيءُ أثناءَ الثرى
هام الفراشُ بها ، وحام كتائباً يحكي حوالَيْها الغمامَ مسيَّرا
خُلِقَت لِرَحمَتِهِ فَباتَت نارُهُ بَرداً وَنارُ العاشِقينَ تَسَعُّرا
* * *
والماءُ من فوق الديار، وتحتَها وخِلالها يجري، ومن حول القرى
فيا لثأْرٍ بيننا بعده أقام ، لم يقرب، ولم يبعد
مُتصوِّباً، مُتصعِّداً، مُتمهِّلاً مُتسرِّعاً، مُتسلسِلاً، مُتعثِّرا
والأَرضُ جِسْرٌ حيث دُرْت ومَعْبَرٌ يصلان جسراً في المياه ومعبرا
والفُلكُ في ظلّ البيوت موَاخِراً تطري الجداولَ نحوها والأَنهُرا
حتى إذا هَدأَ المَلا في ليله جاذبتُ لَيلِي ثوبَه متحيِّرا
وخرجت من بين الجسور، لعلَّني أَستقبِل العَرْفَ الحبيبَ إذا سرَى
آوي إِلى الشَجَراتِ وَهيَ تَهُزُّني وَقَدِ اِطمَأَنَّ الطَيرُ فيها بِالكَرى
ويهزّ مني الماءُ في لمعانه فأَميلُ أنظر فيه، أطمعُ أَن أرى
* * *
وهنالك ازدَهَت السماءُ، وكان أن آنستُ نوراً ما أتمَّ وأبهرا!!
فسريتُ في لألائِهِ ، وإذا به بدرٌ تسايره الكواكبُ خُطَّرا
فكلُّ شرٍّ بينهم أَو أَذى أَنت بَراءٌ منه طُهْرُ اليد
حُلُم أعارتني العناية ُ سمعها فيه، فما استتممْتُ حتى فُسِّرا
فرأيتُ صفوي جَهرة ، وأخذتُ أنـ ـسى يقظة ، ومُنايَ لَبَّتْ حُضَّرا
وأَشرت:هل لُقيا؟ فأُوحِيَ:أَنْ غداً بالطّود أبيض من جبال سويسرا
إن أَشرَقَت زهراءَ تسمو للضحى وإذا هوت حمراءَ في تلك الذُّرى
فشروقُها منه أَتمّ معانياً وغروبُها أَجلى وأَكملُ منظرا
تبدو هنالك للوجود وَلِيدة ً تهْنا بها الدنيا، ويغتبط الثرى
وتضيءُ أَثناءَ الفضاءِ بغُرَّة ٍ لاحَت برأْسِ الطَّودِ تاجا أزهرا
فسمعت فكانت نصف طار ، ما بدا حتى أناف ، فلاح طاراً أكبرا
يعلو العوالم، مستقلاًّ ، نامياً مُستعصياً بمكانه أَن يُنْقَرا
* * *
سالَت بِهِ الآفاقُ لَكِن عَسجَداً وَتَغَطَّتِ الأَشباحُ لَكِن جَوهَرا
واهتزَّ، فالدنيا له مُهتزَّة ٌ وأَنار، فانكشف الوجودُ منوّرا
حَتّى إِذا بَلَغَ السُمُوُّ كَمالَهُ أَذِنَت لِداعي النَقصِ تَهوى القَهقَرى
فدنت لناظرها ، ودان عنانُها وتبدّل المستعظم المستصغرا
واصفرَّ أَبيضُ كلِّ شيءٍ حولَها واحمرَّ برْقُعُها وكان الأصفرا
وسما إليها الطَّودُ يأْخذُها، وقد جعلتْ أعاليَهُ شريطاً أحمرا
مسَّته، فاشتعلت بها جَنَباته وبدتْ ذُراه الشُّمُّ تحمل مِجْمرا
فَكَأَنَّما مَدَّت بِهِ نيرانَها شَرَكاً لِتَصطادَ النَهارَ المُدبِرا
حرقته ، واحرقت به ، فتولَّيا وأتى طُلولَهما الظلامُ فعسكرا
* * *
فشروقُها الأَملُ الحبيبُ لمن رأَى وغروبُها الأَجلُ البغيضُ لمن درى
خطبانِ قاما بالفناءِ على الصَّفا ما كان بينهما الصفاءُ ليعمُرا
تتغير الأشياءُ مهما عادوا والله عزّ وجلّ لن يتغيرا
أنهارنا تحت السليف وفوقه ولدى جوانبه ، وما بين الذُّرى
هي من أشِّ سبيلٍ جئتها غاية ٌ في المجدِ لا تدنو طِلابا
رَجْلاً، ورُكْباناً، وزَحْلَقَة ً على عِجلٍ هنالك كهربائيِّ السرَى
في مركبٍ مُستأْنسٍ، سالت به قُضُبُ الحديدِ، تعرُّجاً وتحدُّرا
ينسابُ ما بين الصخور تمهُّلاً ويخفُّ بين الهُوَّتين تَخطُّرا
وإذا اعتلى بالكهرباء لذروة ٍ عصماءَ؛ همّ معانقاً متسوِّرا
* * *
لما نزلنا عنه في أُمِّ الذُّرى قمنا على فرع السليف لننظرا
أرضٌ تموجُ بها المناظرُ جَمَّة ٌ وعوالمٌ نِعْمَ الكتابُ لمن قرا
وقرى ً ضربن على المدائن هالة ً ومدائنٌ حَلَّيْنَ أَجيادَ القُرَى
ومزارعٌ للنارظين روائعٌ لَبِسَ الفضاءُ بها طرازاً أَخضرا
والماءُ غُدْرٌ ما أَرقَّ وأغْزَرا وجداولٌ هنّ اللُّجَيْنُ وقد جرى
فحشون أَفواهَ السهولِ سبائكاً وملأْنَ أقبالَ الرواسخِ جوهرا
قد صغَّر البعدُ الوجودَ لنا، فيا لله ما أحلى الوجودَ مصغَّرا
* * *
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
دَلَّت على مَلِكِ الملوكِ ، فلم تَدَعْ
دَلَّت على مَلِكِ الملوكِ ، فلم تَدَعْ لأَدلَّة الفقهاءِ والأَحبار
مَنْ شَكَّ فيه فنظرة ٌ في صُنْعِه تمحو أثيمَ الشكِّ والإنكار
كشف الغطاء عن الطرول وأَشرقت منه الطبيعة ُ غيرَ ذاتِ سِتار
شَبَّهْتُها بلقيسَ فوق سريرها في نَضْرَة ٍ، ومواكبٍ ، وجواري
أو بابن داوُدٍ وواسعِ مُلكه ومعالمٍ للعزّ فيه كبار
هُوجُ الرِّياح خواشعٌ في بابه والطيرُ فيه نواكسُ المِنقار
قامت على ضاحي الجنان كأَنها رضوانُ يُزجي الخلْد للأَبرار
كم في الخمائل وهي بعض إمائها من ذاتِ خلخالٍ ، وذاتِ سوار
وحَسِيرَة ٍ عنها الثيابُ، وبَضَّة ٍ في الناعماتِ تجر فضلَ إزار
وضحوك سنٍّ تملأُ الدنيا سنى ً وغريقة ٍ في دمعها المِدْرار
ووحيدة ٍ بالنجدِ تشكو وحشة ً وكثيرة ِ الأَتراب بالأَغوار
ولقد تمرُّ على الغدير تخاله والنَّبْت مرآة ً زهتْ بإطار
حلو التسلْسُل موجُهُ وجريره كأَنامل مرَّت على أَوتار
مدّت سواعد مائه وتأَلقت فيها الجواهر من حَصى ً وجمار
ينساب في مُخضلَّة ٍ مُبتلَّة ٍ منسوجهٍ من سُندُسٍ ونُضار
زهراءَ عَوْنِ العاشقينعلى الهوى مختارة ِ الشعراءِ في آذار
قام الجَليدُ بها وسالَ ، كأنه دَمعُ الصبابة ِ بلَّ غضنَ عذار
وترى السماء ضحى ً وفي جنح الدجى مُنشقَّة ً من أَنهرِ وبحار
في كلِّ ناحية ٍ سلكتَ ومذهبٍ جبلانِ من صخر وماءٍ جاري
من كلِّ مُنهمرِ الجوانبِ والذُّرى غَمْرِ الحضيضِ، مُجلَّل بوقار
عقد الضريبُ له عمامة َ فارعٍ جَمِّ المهابة ِ من شيوخ نِزَار
ومكذِّبٍ بالجنّ ريع لصوتها في الماءِ منحدراً وفي التيار
مَلأَ الفضاءَ على المسامع ضجَّة ً فكنما ملأ الجهاتِ ضَواري
وكأَنما طوفانُ نوحٍ ما نرى والفلكُ قد مُسِخَتْ حثيثَ قِطار
يجري على مثل الصِّراط ، وتارة ما بين هاوية ٍ وجُرْفٍ هاري
جاب الممالكَ حَزْنَها وسهولَها وطوى شَعابَ الصرب والبلغار
حتى رمى برحالنا ورجائنا في ساحِ مَأْمولٍ عزيز الجار
مَلِكٌ بمفرقه إذا استقبله تاجان : تاجٌ هدى ً ، وتاج فخار
سكن الثريّا مستقر جلالِه ومشت مكارمُه إلى الأَمصار
فالشرقُ يُسْقى ديمة ً بيمينه والغرب تمطره غيوثُ يَسار
ومدائنُ البرَّيْنِ في إعظامه وعوالمُ البحْرَينِ في الإكبار
الله أَيّده بآساد الشّرى في صورة المُتَدجِّج الجرّار
الصاعدين إلى العدوِّ على الظُّبى النازلين على القنا الخطَّار
المشترين الله بالأبناء ، والـ ـأ زواج ، والأمول ، والأعمار
القائمين على لواء نبيِّه المنزَلين منازلَ الأَنصار
يا عرش قسطنطين َ ، نلت مكانة ً لم تُعطَها في سالف الأَعصار
شرِّفتَ بالصِّدّيقِ، والفاروقِ، بل بالأقربِ الأدنى من المُختار
حامي الخلافة ِ مجدِها وكِيَانِها بالرأي آونة ً وبالبتَّار
تاهَتْ فروقُ على العواصم،وازدَهت بجلوسِ أَصْيَد باذِخِ المقدار
جَمِّ الجلالِ، كأَنما كرسيُّه جُزءٌ من الكرسي ذي الأَنوار
أخذت على البوسفور زُخرفَها دُجى ً وتلألأت كمنازلِ الأقمار
فالبدرُ ينظر من نوافذِ منزل والشمس ثمَّ مُطِلُّة ٌ من دار
وكواكبُ الجوزاءِ تخطرُ في الرُّبى والنَّسْر مطلعُه من الأَشجار
واسم الخليفة في الجهاتِ منوّر تَبدو السبيلُ به ويُهْدَى السَّاري
كتبوه في شُرف القصور ، وطالما كتبوه في الأسماع والأبصار
يا واحدَ الإسلام غيرَ مُدافَعٍ أَنا في زمانك واحدُ الأَشعار
لي في ثنائك ـ وهو باقٍ خالدٌ ـ شعرٌ على الشعرَى المنيعة ِ رازي
أَخلصتُ حبي في الإمام ديانة ً وجعلته حتى المماتِ شِعاري
لم أَلتمس عَرَضَ الحياة ِ، وإنما أَقرضْتُهُ في الله والمُخْتار
إن الصنيعة لا تكون كريمة ً حتى تُقَلِّدَها كريمَ نِجار
والحبُّ ليس بصادق ما لم تمن حسنَ التكرُّم فيه والإيثار
والشعر إنجيلٌ إذا استعملتَه في نشرِ مكرُمَة ٍ وستر عَوار
وثنيتَ عن كدر الحياضَ عِنانَه إنّ الأَديبَ مُسامحٌ ومُدارِي
عند العواهلِ من سياسة دهرهم سِرٌّ، وعندك سائرُ الأَسرار
هذا مُقام أنت فيه محمدٌ أَعداءُ ذاتك فِرقة ٌ في النار
إن الهلالَ ـ وأنتَ وحدّك كهفهُ ـ بين المعاقِل منك والأَسوار
لم يبقَ غيرك مَنْ يقول: أَصونُه صُنه بحول الواحدِ القهَّار
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قالوا فروقُ الملكِ دارُ مخاوفٍ
قالوا فروقُ الملكِ دارُ مخاوفٍ لا ينقضي لنزيلها وسواسُ
وكلابُها في مأمنٍ ، فأعجب لها أَمِنَ الكلابُ بها، وخاف الناسُ
يهم بها، ولا عينٌ تُحِس كالثريا تريد أن تَنقضَّاً
مشرفات على الكواكب نهضا كرهت فراقك وهيَ ذات تفجُّع
أَيها المنتحي بأَسوان داراً ومنازلاً بفراقها لم تقنع
غَشِيتُك والأَصيلُ يَفيض تبراً
زهورٌ لا تُشمُّ، ولا تُمَسُّ
أَين ملكٌ حيالَها وفريد
شيَّدتْ بعضها الفراعينُ زلقى
اخلع النعلَ، واخفِض الطرفَ، واخشع
بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ مُشرفاتٍ على الزوالِ، وكانت
وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة نعُ منه اليَدَيْنِ بالأَمس نفضا
صنعة ٌ تدهش العقولَ ، وفنٌّ وخيرُ الوقتِ ما لكَ فيه أُنس
كأَن الخُود مريمُ في سُفور كان حتى على الفراعين غمضا
علموا ، فضاق بهم وشقَّ طريفهم
يا: سماءَ الجلاِل ، لا صرتِ أرضاً
وأَمواهٌ على الأَردُنِّ قُدْس
هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع
كأَن مآزِر العِينِ انتساباً
أين أيزيس تحتها النيل يجري حكمت فيه شاطئين وعرضا ؟
وأرى النبوة َ في ذراكِ تكرمتْ في يوسفٍ ، وتكلَّمت في المرضع
وكان النيلُ يعرِس كلَّ عامٍ في قيود الهوانِ ، عنانينَ جرضى
أين هوروسُ بين سيف ونطعٍ ؟
إذا لم يَسترِ الأَدَبُ الغواني
نظر الرئيس إلى كمالكِ نظرة ً لم تخلُ من بصر اللبيب الأروع
وشبابُ الفنونِ ما زال غضّا
لما نعيت إلى المنازل عودرتْ
شيمة ُ النيل أَن يفي، وعجيب
بان الأحبة ُ يومَ بينكِ كلُّهم ومقاصيرُ أُبْدِلَت بفُتاتِ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس
وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
كلما مرّت الليالي عليه رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي
مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس
راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ
يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ ما له مولع بمنع وحبس
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ
شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي
وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ
هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ
حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ
لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ
قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ
وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي
اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي
لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ
وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي
أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ
وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ
وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ
أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ
رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي
وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ
تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي
لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ
رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ
فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي
يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ
وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي
سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ
رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ
وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ
لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي
يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي
قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي
غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ
رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ
ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ
وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ
قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ
وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ
يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ
سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ
وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ
أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ
بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ
مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي
وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ
فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ
وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ
وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ
وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ
مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ
وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ
صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ
مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ
كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ
حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ
جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ
سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي
مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ
هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ
عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ
وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ
لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ
نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ
وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ
وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ
وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ
لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ
مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ
تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ
آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ
فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ
وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ
خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ
رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ
رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ
وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ
يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ
مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ
لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ
كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي
هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي
مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ
حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
هذي المحاسنُ ما خلفتَ لِبُرقُع
ضُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي هَذي المَحاسِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ
الضاحياتُ، الباكياتُ، ودونَها ستر الجلالِ ، بعدُ شأو الملطع
يا دُمْيَة ً لا يُستزاد جمالُها زيديه حُسْنَ المُحْسِن المتبرِّع
ماذا على سلطانِه من وقفة للضَّارعين، وعَطْفة ٍ للخُشَّع؟
بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ إنّ العروسَ كثيرة ُ المتطلَّع
ليس الحجابُ لِمن يَعِز مَنالُه إن الحجاب لهين لم يمنع
أَنتِ التي اتَّخذ الجمالَ لعزِّه من مظهر ، ولسره من موضع
وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة وأَدقّ منكِ بَنانُه لم تَصْنَع
لمستك راحته ، ومسك روحه فأَتى البديعُ على مِثال المُبْدِعِ
* * *
الله في الأحبار : من متهالكٍ نضوٍ ، ومهتوكِ المسوحِ مصرع
من كل غاوٍ في طوية ِ راشدٍ عاصي الظواهرِ في سريرة ِ طَيِّع
يَتَوَهَّجون ويَطفأَون، كأَنهم سرجٌ بمعتركِ الرياحِ الأربع
علموا ، فضاق بهم وشقَّ طريفهم والجاهلون على الطريق المَهْيَع
ذهب ابن سينا ، لم يفز بكِ ساعة ً وتَوَلَّت الحكماءُ لم تَتَمَتّع
هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع
فمحمدٌ لك والمسيح ترجلا وترجلتْ شمسُ النهار ليوشع
ما بالُ أَحمدَ عَيَّ عنكِ بيانُه؟ بل ما لعيسى لم يقلْ أو يدع
وَلِسانُ موسى اِنحَلَّ إِلّا عُقدَةً مِن جانِبَيكَ عِلاجُها لَم يَنجَع
* * *
لَمّا حَلَلتِ بِآدَمٍ حَلَّ الحِبا وَمَشى عَلى المَلَأ السُجودِ الرُكَّعِ
وَأَرى النُبُوَّةَ في ذَراكِ تَكَرَّمَت في يوسُفٍ وَتَكَلَّمَت في المُرضَعِ
وَسَقَت قُريشَ عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍ بِالبابِلِيِّ مِنَ البَيانِ المُمتِعِ
وَمَشَت بِموسى في الظَلامِ مُشَرَّداً وَحَدَتهُ في قُلَلِ الجِبالِ اللُمَّعِ
حَتّى إِذا طُوِيَت وَرِثتِ خِلالَها رُفِعَ الرَحيقُ وَسِرُّهُ لَم يُرفَعِ
قَسَمَت مَنازِلَكِ الحُظوظُ فَمَنزِلاً أُترَعنَ مِنكِ وَمَنزِلاً لَم تُترَعِ
وَخَلِيَّةً بِالنَحلِ مِنكِ عَميرَةً وَخَلِيَّةً مَعمورَةٍ بِالتُبَّعِ
وَحَظيرَةً قَد أودِعَت غُرَرَ الدُمى وَحَظيرَةً مَحرومَةً لَم تودَعِ
نَظَرَ الرَئيسُ إِلى كَمالِكِ نَظرَةً لَم تَخلُ مِن بَصَرِ اللَبيبِ الأَروَعِ
* * *
فَرآهُ مَنزِلَةً تَعَرَّضَ دونَها قِصَرُ الحَياةِ وَحالَ وَشكُ المَصرَعِ
لَولا كَمالُكِ في الرَئيسِ وَمِثلِهِ لَم تَحسُنِ الدُنيا وَلَم تَتَرَعرَعِ
اللَهُ ثَبَّتَ أَرضَهُ بِدَعائِمٍ هُم حائِطُ الدُنيا وَرُكنُ المَجمَعِ
لَو أَنَّ كُلَّ أَخي يَراعٍ بالِغٌ شَأوَ الرَئيسِ وَكُلَّ صاحِبِ مِبضَعِ
* * *
ذَهَبَ الكَمالُ سُدىً وَضاعَ مَحَلُّهُ في العالَمِ المُتَفاوِتِ المُتَنَوِّعِ
يا نَفسُ مِثلُ الشَمسِ أَنتِ أَشِعَّةٌ في عامِرٍ وَأَشِعَّةٌ في بَلقَعِ
فَإِذا طَوى اللَهُ النَهارَ تَراجَعَت شَتّى الأَشِعَّةِ فَاِلتَقَت في المَرجِعِ
لَما نُعيتِ إِلى المَنازِلِ غودِرَت دَكّاً وَمِثلُكِ في المَنازِلِ ما نُعي
ضَجَّت عَلَيكِ مَعالِماً وَمَعاهِداً وَبَكَت فُراقُكِ بِالدُموعِ الهُمَّعِ
آذَنتِها بِنَوىً فَقالَت لَيتَ لَم تَصِلِ الحِبالَ وَلَيتَها لَم تَقطَعِ
وَرِداءُ جُثمانٍ لَبِستِ مُرَقَّمٍ بِيَدِ الشَبابِ عَلى المَشيبِ مُرَقَّعِ
* * *
كَم بِنتِ فيهِ وَكَم خَفيتِ كَأَنَّهُ ثَوبُ المُمَثِّلِ أَو لِباسُ المَرفَعِ
أَسَئِمتِ مِن ديباجِهِ فَنَزَعتِهِ وَالخَزُّ أَكفانٌ إِذا لَم يُنزَعِ
فَزِعَت وَما خَفِيَت عَلَيها غايَةٌ لَكِنَّ مَن يَرِدِ القِيامَةَ يَفزَعِ
ضَرَعَت بِأَدمُعِها إِلَيكِ وَما دَرَت أَنَّ السَفينَةَ أَقلَعَت في الأَدمُعِ
أَنتِ الوَفِيَّةُ لا الذِمامُ لَدَيكِ مَذ مومٌ وَلا عَهدُ الهَوى بِمُضَيَّعِ
أَزمَعتِ فَاِنهَلَّت دُموعُكِ رِقَّةً وَلَوِ اِستَطَعتِ إِقامَةً لَم تُزمِعي
بانَ الأَحِبَّةُ يَومَ بَينِكِ كُلُّهُم وَذَهَبتِ بِالماضي وَبِالمُتَوَقَّعِ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
رزق الله أهلَ باريسَ خيراً
رزق الله أهلَ باريسَ خيراً وأَرى العقلَ خيرَ ما رُزِقوه
عندهم للثنار والزّهر ممّا تُنجِب الأَرضُ مَعْرِضٌ نَسقوه
جنَّة ٌ تَخلِب العقولَ، وروضٌ تجمع العينُ منه ما فرقوه
من رآه يقول: قد حُرموا الفر دوسَ، لكنْ بسحرهم سرقوه
ما ترى الكَرْم قد تشاكلَ، حتى لو رآه السُّقاة ُ ما حقَّقوه
يُسْكِرُ الناظرين كَرْماً، ولمَّا تَعْتَصِرْهُ يَدٌ، ولا عتَّقوه
صوروه كما تشاءُون ، حتى عَجبَ الناسُ : كيفَ لم يُنطِقُوه؟
يجدُ المتَّقي يد الله فيه ويقول الجَحودُ : قد خَلَقوه
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
لنا صاحبٌ قد مُسَّ إلا بقيَّة
لنا صاحبٌ قد مُسَّ إلا بقيَّة فليس بمجنون، وليس بعاقل
له قَدَمٌ لا تستقرُّ بموضع كما يتنزَّى في الحصى غيرُ ناعل
إذا ما بدا في مجلسٍ ظُنَّ حافلاً من الصَّخب العالي ، وليس بحافل
ويُمطرنا من لفظِه كلَّ جامدٍ ويُمطرنا من رَيْلِه شرَّ سائل
ويُلقي على السُّمار كفّاً دِعابُها كعَضَّة ِ بَرْدٍ في نواحي المفاصل
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
محجوبُ ، إن جئتَ الحجا
محجوبُ ، إن جئتَ الحجا زَ ، وفي جوانحك الهوى له
شوقاً، وحباً بالرسو ل، وآلهِ أَزكى سُلاله
فلَمحتَ نضرة َ بانِه وشممتَ كالرَّيحان ضالَه
وعلى العتيق مشيتَ تنـ ـظر فيه دمعَك وانهماله
ومضى السُّرى بك حيثُ كا ن الروحُ يسري والرِّساله
وبلغتَ بيتاً بالحجا ز، يُبارك الباري حِياله
ويؤدي كما وعَاهُ الكلاما
اللهُ فيه جلا الحرا مَ لخلقه، وجلا حلاله
فهناك طِبُّ الروحِ، طِـ ـبُّ العالمين من الجهاله
وهناكَ أطلالُ الفَصَا حة ِ ، والبلاغة ِ ، والنَّباله
وهناك أزكى مسجدٍ أَزكى البريَّة قد مشى له
وهناك عُذريُّ الهوى وحديثُ قَيْسٍ والغزاله
وأَدارَ الردَى على القوم جامَه مِثلما جاملوا الملوكَ العِظاما
وهناك مُجري الخيل ، ويجري في أَعنتها خياله
وهناك مَنْ جمعَ السماحة والرجاحة ، والبسالة
وهناك خيَّمت النُّهى والعلمُ قد أَلقى رِحاله
وهناك سرحُ حضارة ٍ اللهُ فيَّأنا ظِلالَه
إنّ الحسينَ بنَ الحسـ ـينِ أَميرَ مَكَّة َ والإياله
قمرُ الحجيج إذا بدا دارُ الحجيج عليه هاله
أنتَ العليلُ ، فلُذ به مُستشفياً، واغْنم نَواله
لا طِبَّ إلا جَدُّه شافي العقولِ من الضَّلاله
قبِّل ثراه ، وقُل له شوقي إليك على النَّوى
أَنا يا بنَ أَحمدَ بعدَ مَدْ حي في أَبيك بخير حاله
أنا في حِمَى الهادي أبيـ ـك ، أُحبُّهُ ، وأُجلُّ آله
شوقُ الضرير إلى الغزاله
يا بنَ الملوك الراشديـ ـن، الصالحين، أُولِي العَداله
إن كان بالملك الجلا لة ُ ، فالنبيُّ لكم جلاله
أَوَليس جدُّكمُ الذي بلغَ الوجودُ به كماله؟
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أنْدَلُسِيَّة ٌ
يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟
ماذا تقص علينا غير أن يــدا قصت جناحك جالت فى حواشينا
رمى بنا البين أيكا غير سامرنا أخـا الغريب : وظلا غير نادينا
كل رمته النوى ريش الفراق لنا سهماً ، وسل عليك البين سكينا
إذا دعا الشوق لم نبرح بمنصدع مـن الجناحين عي لا يلبينــا
فإن يك الجنس يابن الطلح فرقنا إن المصائب يجمعن المصابينـا
لــم تأل ماءك تحنانا ولا ظلماً ولا أدكارا ، ولا شجوا أفانينــا
تجـر من فنن ساقا إلى فنــن وتسحـب الذى ترتاد المؤاسينـا
أساة جسمك شتى حين تطلبـهم فمن لروحك بالنطس المداوينـا
آهــا لنا نازحى إيك بأندلـس وإن حللنا رفيـفاً من روابينــا
رسم وقفنا على رسم الوفاء لـه نجيش بالدمع ، والإجلال يثنينـا
لفتيـه لا تنـال الأرض أدمعهم ولا مفارقــهم إلا مصلينـــا
لـو لـم يسودا بدين فيه منبهة للناس كانت لهم أخلاقهم دينــا
لم نسر من حرم إلا إلى حـرم كالخمر من (بابل) سارت (لدارينا)
لما نبا الخلد نابت عنه نسختـه تماثل الورد (خيريا) و (نسرينـا)
نسقى ثراهم ثناء ، كلما نثـرت دموعنـا نظمت منها مراثينــا
كادت عيون قوافينا تحركـــه وكدن يوقظن فى الترب السلاطينا
لكن مصر وإن أغضت على مقة عيـن من الخلد بالكافور تسقينـا
علـى جوانبها رفت تمانمنــا وحول حافاتـها قامت رواقينــا
ملاعـب مرحت فيها مآربنـا وأربع أنسـت فيها أمانينــــا
ومطلع لسعود من أواخرنــا ومغـرب لجدود من أوالينـــا
بنا فلم نخل من روح يراوحنـا من بر مصر وريحان يغادينــا
كأم موسى على أسم الله تكفلنا وباسمه ذهبت فى اليم تلقينــا
ومصر كالكرم ذى الإحسان فاكهة للحاضرين وأكواب لبادينــــا
يا سارى البرق يرمى عن جوانحنا بعد الهدوء ويهمى عن مآقينــا
لما ترقرق فى دمع عن جوانحنا هاج البكا فخضبنا الأرض باكينــا
الليـــل يشهد لم تهتك دياجيه على نيـام ولـم تهتف بسالينـــا
والنجـم لم يرنا إلا على قــدم قيــام ليل الهوى للعهد راعينــا
كزفرة فى سماء الليل حائــرة ممــا نردد فيه حين يضوينــا
بالله إن جبت ظلماء العباب على نجانب النور محدوا ( بجــرينا )
تــرد عنك يداه كل عاديــة إنسـاً يعثن فساداً أو شياطينــا
حتى حوتك سماء النيل عاليـة على الغيوث وإن كانت ميامينـا
وأحرزتك شفوف اللازورد على وشى الزبرجد من أفواف وادينـا
وحازك الريف أرجاء مؤرجـه ربـت خمائل واهتزت بساتينـا
فقف إلى النيل وأهتف فى خمائله وأنزل كما نزل الطل الرياحينا
وأس مـابات يذوى من منازلنا بالحادثات ويضوى من مغانينـا
ويا معطرة الوادى سرت سحـراً فطاب كل طروح من مرامينـا
ذكيـة لذيل لو خلنا غلالتهــا قميص يوسف لم نحسب مغالينا
اجشمت شوك السرى حتى أتيت لنا بالورد كتباً وبالربا عناوينـــا
فلو جزيناك بالأرواح غاليـة عن طيب مسراك لم تنهض جوازينا
هـل من ذويك مسكى نحملــه غرائـب الشوق وشيا من أمالينا
إلـى الذى وجدنـا ود غيرهـم دنيـا وودهمو الصافى هو الدينا
يا من نغار عليهم من ضمائرنا ومن مصون هواهم فى تناجينـا
ناب الحنين إليكم فى خواطرنا عن الدلال عليكم فى أمانينــا
جئنا الى الصبر ندعوه كعادتنا فى النائبات فلم يأخذ بأيدينــا
وما غلبنا على دمع ولا جـلد حتى أتتنا نواكم من صياصينـا
ونابغـى كان الحشر آخـره تميتنـا فيه ذكراكم وتحيينــا
نطوى دجاه بجرح من فراقكمو يكاد فى غلس الأسحار يطوينا
إذا رسى النجم لم ترفأ محاجرنا حتى يزول ، ولم تهدأ تراقينـا
بتنا نقاسى الدواهى من كواكبه حتى قعدنا بها : حسرى تقاسينا
يبــدو النهار فيخفيه تجلدنـا للشامتتين ويأسوه تأسينـــا
سقيا لعهد كأكناف الربى رفـة أنا ذهبنا وأعطاف الصبا لينـا
إذا الزمان بنا غيناء زاهيــة ترف أوقاتنا فيها رياحينـــا
الوصل صافية ، والعيش ناغية والسعد حاشية ، والدهر ماشينا
والشمس تختال فى العقيان تحسبها ( بلقيس ) ترفل فى وشى اليمانينا
والنيل يقبل كالدنيا إذا احتفلـــت لو كان فيها وفاء للمصافينـــا
والسعد لو دام ، والنعمى لو اطردت والسيل لو عف ، والمقدار لو دينا
ألقى على الأرض حتى ردها ذهبـا ماء لمسنا به الإكسير أو طينــا
أعداه من يمنه ( التابوت ) وارتسمت على جوانبه الأنوار من سينــا
لـه مبالغ ما فى الخلق من كــرم عهد الكـرام وميثاق الوفيينــا
لـم يجر للدهر اعذار ولا عـرس إلا بأيامنــا أو فى ليالينـــا
ولا حوى السعد اطغى فى أعنته منا جيادا ولا أرخي ميادينـــا
نحن اليواقيت خاض النار جوهرنا ولم يهن بيد التشتيت غالينـــا
ولا يحــول لنا صبغ ولا خلـق اذا تلون كالحرباء شانينــــا
لم تنزل الشمس ميزانا ولا صعدت فى ملكها الضخ عرشا مثل وادينا
ألم تؤله على حافاتــــه ورأت عليـه أبناءها الغر الميامينــا ؟
إن غازلت شاطئيه فى الضحي لبسا خمائل السندس الموشية الغينــا
وبات كل مجاج الواد من شجــر لوافظ القز بالخيطان ترمينـــا
وهذه الأرض من سهل ومن جبل قبل (القياصر) دناها (فراعينــا)
ولم يضع حجرا بان على حجـر فى الأرض إلا علي آثار بانينــا
كأن أهرام مصر حائط نهضـت به يد الدهر لا بنيان فانينــــا
إيوانه الفخم من عليا مقاصــره يفني الملوك ولا يبقي الأوانينـا
كأنها ورمالا حولها التطمـــت سفينة غرقت إلا أساطينــــا
كأنها تحت لألأ الضحى ذهبـــا كنوز (فرعون) غطين الموازينـا
أرض الأبوة والميلاد طيبهــا مر الصبا من ذيول من تصابينـا
كانت محجلة ، فيها مواقفنـــا غرا مسلسلة المجرى قواقينـــا
فآب من كره الأيام لاعبنـــا وثاب من سنة الأحلام لاهينـــا
ولم ندع لليالي صافيا ، دعـت (بأن نعص فقال الدهر :آمينــا)
لو استطعنا لخضنا الجو صاعقة والبر نار وغي ،والبحر غسلينـا
سعيا إلى مصر نقضى حق ذاكرنا فيها إذا نسي الوافي وباكينـــا
كنز(بحلوان) عند الله نطلبـــه خير الودائع من خير المؤدينــا
لو غاب كل عزيز عنه غيبتنـا لم يأته الشوق إلا من نواحينــا
إذا حملنا لمصر أوله شجنــا لم ندر أي هوى الأمين شاجينـا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بالوَرْدِ كُتْباً، وبالرَيَّا عناوينا
رأيت على لوحِ الخيال يتيمة ً قضى يومَ لوسيتانيا أَبَواها
فيا لك من حاكٍ أمين مُصدَّقٍ وإن هاج للنفس البُكا وشجاها
ولا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وذَراها وقُوِّضَ رُكْناها، وذَلَّ صِباها
زكم قد جاهد الحيوانُ فيه وخلَّف في الهزيمة حافريه
وليت الذي قاست من الموت ساعة كما راح يطوي الوالدين طواها
كفَرْخٍ رمى الرامي أَباهُ فغالهُ فقامت إليه أمُّهُ فرماها
فلا أبَ يستذري بظلّ جناحِه
ودبَّابة ٍ تحتَ العُباب بمَكمَنٍ أمينٍ ، ترى الساري وليس يَراها
هي الحوتُ، أَو في الحوت منها مَشابِهٌ فيها إذا نَسِيَ الوافي، وباكِينا
أبثُُّ لأصحابِ السُّفين غوائلا وأَربُعٌ أَنِسَتْ فيها أَمانينا
خؤونٌ إذا غاصتْ، غدورٌ، إذا طَفت ملعَّنة ٌ في سحبها وسُراها
فآبَ مِنْ كُرَة ِ الأَيامِ لاعِبُنا وتَجني على من لا يخوض رَحاها
فلو أَدركت تابوت موسى لسَلَّطتْ عليه زُباناها ، وحرَّ حُماها
وغاية ُ أمرهِ أنّا سمعنا لسان الحال يُنشدنا لديه
ولو لم تُغَيَّبْ فُلْكُ نُوحٍ وتحْتَجِبْ لما كان بحرٌ ضمَّها وحواها
أليس من العجاب أن مثلي يَرَى ما قلَّ مُمتِنعاً عليه؟
وأفٍّ على العالم الذي تدَّعونه إذا كان في علم النفوس رَدَاها
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
إلى حسين حاكمِ القنالِ
إلى حسين حاكمِ القنالِ مثالِ الخلُق في الرِّجال
أُهدِي سلاماً طيّباً كخُلْقِه مع احترامٍ هو بعضُ حَقِّه
وأحفظ العهدَ له على النَّوَى والصدقَ في الودّ له وفي الهوى
وبعدُ فالمعروفُ بين الصَّحبِ أنّ التهادي من دواعي الحبِّ
وعندك الزّهرُ، وعندي الشِّعرُ كلاهما فيما يقال نَدْرُ
وقد سَمعتُ عنك من ثِقاتِ أَنك أَنتَ مَلِكُ النباتِ
زهرُك ليس للزهور رَوْنَقُه تكاد في فرطِ اعتناءٍ تَخلُقه
ما نظرتْ مثلَكَ عينُ النرجسِ بعد ملوك الظرف في الأَندلسِ
ولي من الحدائق الغنَّاءِ رَوْضٌ على المطْرِيَّة ِ الفيْحاءِ
أتيتُ أستهدي لها وأسأَلُ وأرتضي النَّزْر أثَقِّلُ
عشرَ شُجيراتٍ من الغولى تَندُر إلاَّ في رياض الوالي
تزكو وتزهو في الشتا والصيف وتجمع الألوان مثلَ الطْيف
تُرسلها مؤمّناً عليها إن هَلَكْت لي الحقُّ في مِثْليْها
والحق في الخرطوم أَيضاً حقِّي والدرسُ للخادم كيف يسقي
وبعد هذا لي عليك زروهء لكي تدور حول روضِي دوْرهْ
فإن فعلت فالقوافي تفعلُ ما هو من فعل الزهور أَجملُ
فما رأَيتُ في حياتي أَزْينا للمرء بين الناس من حُسْنِ الثَّنَا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
سُوَيْجعَ النيلِ، رفقاً ، بالسُّوَيْداءِ
سُوَيْجعَ النيلِ، رفقاً ، بالسُّوَيْداءِ فما تُطيق أَنينَ المفردِ النائي
لله وادٍ كما يَهْوَى الهوى عَجَبٌ تركتَ كلَّ خَليٍّ فيه ذا داء
وأَنتَ في الأَسْرِ تشكو ما تُكابده لصخرة ٍ من بني الأَعجام صَمَّاء
الله في فَنَن تلهو الزمانَ به فإنَّما هو مشدودٌ بأَحشائي
وفي جوانحك اللاَّتي سمحْت بها فلو ترفَّقْت لم تسمح بأَعضائي
ماذا تريد بذي الأناتِ في سهري؟ هذي جفوني تسقِي عهدَ إغفائي
حَسْبُ المضاجعِ مني ما تعالج من جَنْبي، ومن كبدٍ في الجنْب حَرّاء
أُمْسِي وأُصْبِحُ مِنْ نَجْواك في كَلَفٍ حتى ليَعْشَقُ نُطقي فيك إصغائي
الليلُ يُنِهضني من حيث يُقعدني والنجمُ يَملأُلي، والفكُر صَهبائي
آتي الكواكبَ لم أَنقل لها قَدَماً لا ينقضي سهري فيها وإسرائي
وأَلحظُ الأَرضَ، أَطْوِي ما يكون إلى ما كان مِنْ آدمٍ فيها وحَوّاء
مُؤيَّداً بك في حِلّي ومُرْتَحَلي وما هُما غيرُ إصباحي وإمسائي
تُوحي إليّ الذي تُوحِي، وتسمع لي وفي سماعك بعد الوحي إغرائي
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ
ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي فأُغضِبها ويرضيها العذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب
ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكن نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب
يلوم اللائمون وما رأَوْه وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب
صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبي عليّ، وراجع الطَّرَب الشباب
كأن يد الغرامَِ زمامُ قلبي فليس عليه دون هَوى ً حِجاب
كأَنَّ رواية َ الأَشواقِ عَوْدٌ على بدءٍ وما كمل الكتاب
كأني والهوى أَخَوا مُدامٍ لنا عهدٌ بها، ولنا اصطحاب
إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق أُعيدَ العهدُ، وامتد الشَّراب
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ
ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي فأُغضِبها ويرضيها العذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب
ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكن نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب
يلوم اللائمون وما رأَوْه وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب
صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبي عليّ، وراجع الطَّرَب الشباب
كأن يد الغرامَِ زمامُ قلبي فليس عليه دون هَوى ً حِجاب
كأَنَّ رواية َ الأَشواقِ عَوْدٌ على بدءٍ وما كمل الكتاب
كأني والهوى أَخَوا مُدامٍ لنا عهدٌ بها، ولنا اصطحاب
إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق أُعيدَ العهدُ، وامتد الشَّراب
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
رَوّعوه ؛ فتولَّى مغضِبا
رَوّعوه ؛ فتولَّى مغضِبا أَعلِمتم كيف ترتاعُ الظِّبا؟
خُلِقت لاهِية ً ناعمة رُبَّما رَوَّعها مرُّ الصَّبا
لي حبيبٌ كلَّما قيل له صَدَّقَ القولَ ، وزكذَى الرِّيبا
كذاب العُذَالُ فيما زعمو أَملي في فاتِني ما كذبا
لو رَأَوْنا والهوى ثالثُنا والدُّجى يُرخي علينا الحُجُبا
في جِوار الليل، في ذمَّتِه نذكر الصبحَ بأنَّ لا يقربا
مِلءُ بُرْدَينا عفافٌ وهوى حفظ الحسنَ ، وصنتُ الأدبا
يا غزالاً أَهِلَ القلبُ به قلبي السَّفْحُ وأَحْنى ملْعبا
لك ما أَحببت مِنْ حَبَّتِه منَهلاً عذباً ، ومرعى ً طَيِّبا
هو عندَ المالِكِ الأوْلى َ به كيفَ أشكو أنه قد سُلِبا؟
إن رأَى أَبْقَى على مملوكه أَو رأى أتلفه واحتسبا
لكَ قدٌّ سجدَ البانُ له وتمَّنت لو أقلَّتْه الرُّبى
ولِحاظٌ، من معاني سحره جمع الجفنُ سهاماً وظُبى
كان عن هذا لقلبي غُنْيَة ٌ ما لقلبي والهوى بعد الصِّبا؟
فِطرتي لا آخُذ القلبَ بها خُلِقَ الشاعِرُ سَمحاً طَرِبا
لو جَلَوْا حُسْنَكَ أَو غَنَّوْا به للبيدٍ في الثمانين صَبا
أيها النفسُ ، تجدّين سُدى ً هل رأيتِ العيشَ إلا لَعِبا؟
جَرِّبي الدنيا تَهُنْ عندكِ، ما أَهونَ الدنيا على من جرّبا!!
نلتِ فيما نِلْتِ من مَظهرها ومُنِحْتِ الخلدَ ذكراً، ونَبَا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَريدُ سُلوَّكم، والقلبُ يأْبَى
أَريدُ سُلوَّكم، والقلبُ يأْبَى وعتبكُم ، وملءُ النفس عُتْبى
وأَهجركم، فيهجرني رُقادي ويُضوِيني الظلامُ أَسًى وكرْبا
واذكركم برؤية ِ كلِّ حُسْنٍ فيصبو ناظري، والقلب أصبى
وأَشكو من عذابي في هواكم وأَجزيكم عن التعذيبِ حُبّا
وأَعلمُ أَن دَأْبكُمُ جَفَائي فما بالي جعلتُ الحبَّ دأْبا؟
ورُبَّ مُعاتِبٍ كالعيش ، يشكى وملءُ النفس منه هَوًى وعُتْبى
أتَجزيني عن الزُّلْفَى نِفاراً؟ عَتَبَتكَ بالهوى ، وكفاك عَتبا
فكلّ ملاحة ٍ في الناس ذنبٌ إذا عُدّ النِّفارُ عليكَ ذنبا
أخذتُ هواك عن عيني وقلبي فعيني قد دَعَتْ، والقلبُ لَبّى
وأَنتَ من المحاسن في مِثال فديتكَ قالَباً فيه وقَلْبا
أُحِبُّكَ حين تثني الجيدَ تِيهاً وأَخشى أَن يصيرَ التِّيهُ دَأْبا
وقالوا : في البديل رضاً ورووحٌ لقد رُمتُ البديلَ، فرمتُ صَعبا
وراجعتُ الرشادَ عَساي أَسلو فما بالي مع السُّلوانِ أَصْبى ؟
إذا ما الكأْسُ لم تُذْهِبْ همومي فقد تَبَّتْ يدُ الساقي، وتَبّا
على أَني أَعَفُّ من احتساها وأَكرمُ مِنْ عَذَارَى الدير شربا
ولي نفسٌ أُورَيها فتزهو كزهر الورد نَدَّوْهُ فهبَّا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 1 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
مواضيع مماثلة
» ديوان شعر المتنبي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
صفحة 1 من اصل 10
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى