ديوان شعرأحمد شوقي
صفحة 2 من اصل 10
صفحة 2 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا
لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا كم إلى كم تكيد للروح كيْدا؟
كفَّ أو لا تكفَّ ؛ إن يجبني لَسِهاماً أَرْسَلْتَها لن تُرَدّا
تصِلُ الضربَ ما أَرى لك حداً فاتّقِ الله، والتزِمْ لك حدَّا
أو فضع لي من الحجارة قلبا ثم صُغ لي من الحدائدِ كِبْدا
واكفِ جَفْنَيَّ دافقاً ليس يرْقا واكفِ جَنْبَيَّ خافقاً ليس يَهْدا
فمن الغَبْنِ أَن يصير وعيداً ما قطعت الزمانَ أرجوه وعْدا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
الرُّشْدُ أَجملُ سِيرة يا أَحمدُ
الرُّشْدُ أَجملُ سِيرة يا أَحمدُ ودُّ الغواني مَنْ شبابكَ أبعدُ
قد كان فيك لودهنّ بقية ٌ واليومَ أَوْشَكَتِ البقية ُ تَنْفَدُ
هاروت شعركَ بعد ماروتِ الصبا أَعيا، وفارقه الخليلُ المُسعِد
لم سمعنكَ قلنَ : شعرٌ أمردٌ يا ليت قائله الطَّيرُ الأمردُ
ما لِلَّوَاهي الناعماتِ وشاعرٍ جعل النسيبَ حبالة ً يتصيد ؟
ولكم جمعت قلوبهن على الهوى وخدعتَ منْ قطعتْ ومن تودد
وسَخِرْتَ من واشٍ، وكِدْتَ لعاذِلٍ واليومَ تنشدُ من يشي ويفند
أَئذا وَجَدْت الغِيد أَلهاكَ الهوى وإذا وجدت الشِّعْرَ عزَّ الأَغيد؟
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
إن الوُشاة َ ـ وإن لم أَحْصِهم عددا ـ
إن الوُشاة َ ـ وإن لم أَحْصِهم عددا ـ تعلموا الكيدَ من عينيك والفندا
لا أَخْلفَ الله ظنِّي في نواظرِهم ماذا رأَتْ بِيَ ممّا يبعثُ الحسدا؟
هم أَغضبوكَ فراح القدُّ مُنْثَنياً والجفنُ منكسراً ، والخدُّ متقدا
وصادغوا أذُنا صعواءَ لينة ً فأسمعوها الذي لم يسمعوا أحدا
لولا احتراسيَ من عينَيْك قلتُ: أَلا فانظر بعينيك، هل أَبقَيْت لي جَلَدَا؟
الله في مهجة ٍ أيتمتَ واحدَها ظلماً ، وما اتخذتْ غير الهوى ولدا
ورُوحِ صبٍّ أَطالَ الحبُّ غُرْبَتَها يخافُ إن رجعتْ أن تنكرَ الجسدَ
دع المواعيدَ ؛ إني مِتُّ مِنْ ظمإِ وللمواعيد ماءٌ لا يَبُلُّ صَدى
تدعو ، ومَنْ لي أن أسعى بلا كبدٍ ؟ فمن معيريَ من هذا الورى كبدا ؟
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ
يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ ويُبدِىء ُ بَثِّي في الهوى ويُعيدُ
إذا طال واستعصى فما هي ليلة ولكنْ ليالٍ ما لهنّ عَدِيدُ
أَرِقْتُ وعادتني لذكرى أَحِبَّتي شجونٌ قيامٌ بالضلوع قعودُ
ومَنْ يَحْمِلِ الأَشواقَ يتعَب، ويَختلفْ عليهِ قديمٌ في الهوى ، وجديد
لقيت الذي لم يلق قلبٌ من الهوى لك الله يا قلبي ، أأنت حديد؟
لم أَخْلُ من وجْدٍ عليك، ورِقَّة ٍ إذا حلَّ غِيدٌ، أَو ترحَّل غِيدُ
وروضٍ كما شاء المحبون ، ظلهُ لهم ولأسرار الغرام مديدُ
تظللنا والطيرَ في جنباتِه غصونٌ قيامٌ للنسيم سجود
تمِيل إلى مُضْنَى الغرامِ وتارة ً يعارضها مُضْنَى الصَّبا فتَحيد
مَشَى في حوَاشيها الأَصيلُ، فذُهِّبَتْ ومارتْ عليها الحلْيُ وهْيَ تَميد
ويَقْتُلنا لَحْظٌ، ويأْسِر جِيدُ بأهلٍ ، ومفقودُ الأليفِ وَحيد
وباكٍ ولا دمعٌ، وشاكٍ ولا جوى ً وجذلانُ يشدو في الرُّبَي ويشيد
وذي كبْرَة ٍ لم يُعْطَ بالدهر خِبْرَة ً وعُرْيان كاسٍ تَزْدَهيه مُهود
غشيناه والأيامُ تندى شبيبة ً ويَقْطُر منها العيشُ وهْوَ رَغيد
رأَتْ شفقاً يَنْعى النهارَ مُضَرَّجاً فقلتُ لها: حتى النهارُ شَهيد
فقالت : وما بالطير ؟ قلت : سكينة ٌ فما هي ممّا نبتغي ونَصيد
أُحِلَّ لنا الصيدان: يومَ الهوى مَهاً ويومَ تُسَلُّ المُرْهَفاتُ أُسودُ
يحطِّم رمحٌ دوننا ومهندٌ ويقلنا لحظٌ ، ويأسر جيدُ
ونحكم حتى يقبلَ الدهرُ حُكْمَنا ونحن لسلطان الغرام عبيد
أقول لأيام الصبا كلما نأتْ : أما لكَ يا عهدَ الشباب مُعيد؟
وكيف نأَتْ والأَمسُ آخرُ عهدِها؟ لأمسُ كباقي الغابرات عهيد
جزعتُ ، فراعتني من الشيبِ بسمة ٌ كأَني على دَرْبِ المشيبِ لَبيد
ومن عبث الدنيا وما عبثت سدى ً شببنا وشبنا والزمانُ وليدُ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري
قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري يا ليلُ ، هل خيرٌعن الفجر
حالت نجومك دون مطلعه لا تبتغي حِوَلاً، ولا يسري
وتطاولَتْ جُنْحاً، فخُيِّل لي أَن الصباحَ رهينة ُ الحشر
أَرسيتَها وملكتَ مذهبَها بدجنة ٍ كسريرة الدهر
ظلمٌ تجيء بها وترجعها والموجُ منقلبٌ إلى البحر
ليت الكرى وموسى فيوردها فرعون هذا السهد والفكر
ولقد أَقول لهاتفٍ سحراً يبكي لغير نوىص ولا أسر
والروضُ أخرسُ غير وسوية ٍ خَفَقَ الغصونِ، وجرْية الغُدْر
والطيرُ مِلءُ الأَيْكِ، أَرؤُسُها مثلُ الثمار بدت من السِّدْر
ألقى الجناحَ ، وناء بالصدر ورنا بصفراوين كالتبر
لكهم السهادُ بيوتَ هدبها وأَقام بين رُسومِها الحُمْر
تهدا جوانحه ، فتحسبه من صَنْعة الأَيدي أَو السِّحْر
وتثور، فهْوَ على الغصون يَدٌ علقتْ أناملها من الجمر
يا طيرُ، بُثَّ أَخاك ما يَجري إنَّا كِلانا مَوْضِعُ السِّرّ
بي مثل ما بك من جوى ً ونوى ً أنا في الأنام ، وأنت في القمر
عبث الغرام بنا وروعنا أنا بالملام ، وأنت بالزجر
يا طيرُ، لا تجزَعْ لحادثة ٍ كلُّ النفوسِ رهائنُ الضرّ
فيما دهاك لو اطَّلعتَ رضًى شرٌّ أخفُّ عليك من شرّ
يا طيرُ، كَدْرُ العيشِ لو تدري في صفوه، والصفْوُ في الكَدْر
وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ ويهون ما هوّنتَ من أَمر
يا طيرُ، لو لُذْنا بمصْطَبَرٍ فلعلّ رُوحَ الله في الصَّبْر
وعسى الأَمانيُّ العذابُ لنا عونٌ على السلوان والهجر
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟
أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟ إذن أَنا أَولى بالقناع وبالخِدْر
تتيه ، ولي حلمٌ إذا مار كبته رددتُ به أَمرَ الغرامِ إلى أَمري
وما دفعي اللوامَ فيها سآمة ولكنّ نفسَ الحرّ أَزجرُ للحرّ
وليلٍ كانّ الحشرَ مطلعُ فجره تراءَتْ دموعي فيه سابقة َ الفجر
سريت به طيفاً لى من أحبها وهل بالسُّها في حُلَّة ِ السُّقمِ من نُكر
طرقْتُ حِماها بعدَ ما هبّ أَهلُها أَخوضُ غِمارَ الظنِّ والنظرِ الشزْر
فما راعني إلاَّ نساءٌ لِقينَني يبالِغن في زَجْري، ويُسرفن في نَهري
يقلْن لمن أَهوى وآنَسْنَ رِيبة ً: نرى حالة ً بين الصَّبابة والسّحر
إليكنّ جاراتِ الحمى عن ملامتي وذَرْنَ قضاءَ الله في خَلْقه يجري
وأَحْرَجني دمعي، فلما زجرتُه رددتُ قلوبَ العاذِلاتِ إلى العُذْر
فساءَلْنها: ما اسمي؟ فسمَّتْ، فجئنني يَقُلْنَ: أَماناً للعذارى من الشِّعر
فقلتُ: أَخافُ الله فِيكُنَّ، إنني وجدتُ مقالَ الهُجْر يُزْرَى بأَن يُزْرِي
أَخذتُ بحَظٍّ من هواها وبينها ومن يهو يعدلْ في الوصال وفي الهجر
إذا لم يكن المرءِ عن عيشة ٍ غنى ً فلا بدّ من يُسر، ولا بد من عُسر
ومن يَخبُرِ الدنيا ويشربْ بكأْسها يجدْ مُرَّها في الحلو، والحلوَ في المرّ
ومن كان يغزو بالتَّعِلاَّت فقرَه فإني وجدتُ الكدَّ أقتلَ للفقر
ومن يستعنْ في أمرهِ غير نفسه يَخُنْه الرفيقُ العون في المسلك الوعْر
ومن لم يقم ستراً على عيبِ غيره يعِش مستباحَ العِرْضِ، مُنهَتِك السّتر
ومن لم يجمِّل بالتواضع فضله يَبِنْ فضلُه عنه، ويَعْطَلْ من الفخر
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار
لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار أن الهوى قدرٌ من الأقدار
ما كنت أسلمُ للعيون سلامتي وأَبيحُ حادثة َ الغرام وَقاري
وطَرٌ تَعَلَّقَه الفؤادُ وينقضي والنفسُ ماضية ٌ مع الأوطار
يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في الهوى أبداً ولا أدعوك للأقصار
أمري وأمرك في الهوى بيد الهوى لو أَنه بيَدِي فككْتُ إساري
جار الشبيبة ، وانتفع بجوارها قبلَ المشيب، فما له من جار
مثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبا مثل الرياض تحبُّ في آذار
أبدأ فروقُ من البلاد هي المنى ومنايَ منها ظبية ٌ بسِوار
ممنوعة ٌ إلا الجمالَ بأَسره محجوبة ٌ إلا عن الأنظار
خطواتها التقوى ، فلا مزهوة ٌ تمشي الدَّلال، ولا بذات نفار
مرّتْ بنا فوق الخليج، فأَسفرتْ عن جَنّة ، وتلفتت عن نار
في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى نظرا ، ولا ينظرن في الإصدار
عارضتهنّ ، وبين قلبي والهوى أَمرٌ أُحاول كتْمَه وأُداري
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار
في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار راعي البريّة َ يا رَعاكِ الباري
وكفى الحياة ُ لنا حوادثَ ، فافتني مَلأَ النجومِ وعَالَمَ الأَقمار
ما أَنتِ في هذي الحلى إنْسِيَّة إن أنت إلا الشمسُ في الأنوار
زهراء بالأفق الذي من دونه وثْبُ النُّهى ، وتطَاوُلُ الأَفكار
تهتك الألباب خلف حجابها مهما طلعتِ ، فكيف بالأبصار ؟
يا زينة الإصباح والإمساء ، بل يا رَوْنَقَ الآصال والأَسحار
ماذا تحاول من تنائينا النوى ؟ أَنتِ الدُّنى وأَنا الخيالُ الساري
ألقى الضحى ألقاك، ثم من الدجى سبل إليك خفية الأغوار
وإذا أنستُ بوحدتي فلانها سببي إليك، وسلمي، ومناري
إيهٍ زماني في الهوى وزمانها ما كنتما إلا النَّميرَ الجاري
مُتسَلْسلاً بين الصبابة والصِّبا ومترقرقاً بمسارح الأقدار
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
عَرَضوا الأَمانَ على الخواطرْ
عَرَضوا الأَمانَ على الخواطرْ واستعرضوا السُّمْرَ الخواطر
فوقفتُ في حذر ، ويأْ بى القلبُ إلا ان يخاطِر
يا قلب شأْنك والهوى هذي الغصونُ وأَنت طائر
إن التي صادتْك تسـ ـعى بالقلوب لها النواظر
ييا ثغرها ، أمستُ كالـ ـغوَّاص، أَحْلُم بالجواهر
يا لحظَها، مَنْ أُمُّها؟ أو مَنْ أبوها في الجآذر ؟
يا شعرها ، لا تسعَ في هتكي، فشأْنُ الليلِ ساتر
يا قَدَّها، حتَّام تغـ ـدو عاذِلاً وتروح جائر؟
وبأيِّ ذنبٍ قد طعنـ ـتَ حشايَ يا قدَّ الكبائر؟
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ
بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ هل عندَكُنَّ عن الأَحباب مِنْ خبَر؟
عرفتكنَّ بعرفٍ لا أكيفه لا في الغوالي ، ولا في النَّورِ والزَّهَر
من بعض ما مسح الحسنُ الوجوهَ به بينَ الجبينِ، وبينَ الفَرْقِ والشَّعَر
فهل عَلِقْتُنَّ أَثناءَ السُّرَى أَرَجاً من الغدائر ، أو طيبا من الطُّرر؟
هجتنَّ لي لوعة ً في القلب كامنة ً والجُرْحُ إنْ تَعْتَرِضْه نَسْمَة ٌ يَثُر
ذكرت مصر ، ومن أهوى ، ومجلسنا على الجزيرة بين الجسر والنَّهَر
واليومُ أَشْيَبُ، والآفاقُ مُذْهَبة ٌ والشمسث مصفرة ٌ تجري لمنحدر
والنخلُ مُتَّشِحٌ بالغيم، تحسبُهُ هِيفَ العرائسِ في بيضٍ من الأُزُر
وما شجانيَ إلاّ صوتُ ساقية ٍ تستقبل الليلَ بين النَّوْح والعَبَر
لم يترك الوجدُ منها غيرَ أَضْلُعِها وغيرَ دَمعٍ كصَوْب الغَيْثِ مُنْهَمِر
بخيلة بمآقيها ، فلو سئلتْ جَفْناً يُعين أَخا الأَشواقِ لم تُعِر
في ليلة من ليالي الدهر طَيِّبَة ٍ محا بها كلَّ ذنبٍ غيرِ مُغْتَفَر
عفَّتْ ، وعفَّ الهوى فيها ، وفاز بها عَفُّ الإشارة ِ، والأَلفاظِ، والنظر
بتنا ، وباتت حناناً حولنا ورضاً ثلاثة ٌ بين سمْعِ الحبِّ والبصر
لا أكذب اللهَ ، كان النجمُ رابعنا لو يُذْكرُ النجمُ بعد البدر في خبر
وأَنصفَتْنا، فظُلمٌ أَن نُجازِيَها شكوى من الطول، أَو شكوى من القِصَر
دَعْ بعد رِيقَة ِ مَنْ تَهْوَى ومَنْطِقِه ما قيل في الكأْس، أَو ما قيل في الوتر
ولا تبالِ بكنزٍ بعد مبسمِه أَغلى اليواقيت ما أُعْطِيتَ والدُّرَر
ولم يَرُعْنِي إلاَّ قولُ عاذِلة ٍ ما بالُ أَحمدَ لم يَحلُمْ ولم يَقِر؟
هلا ترفَّع عن لَهْوٍ وعن لَعِبٍ؟ إن الصغائر تغري النفسَ بالصغر
فقلتُ: للمجد أَشعاري مُسَيَّرة وفي غواني العلا ـ لا في المها ـ وطري
مصرُ العزيزة ُ، مالي لا أُودِّعُها وداعَ محتفظٍ بالعهد مذكر
خلَّفْتُ فيها القَطا ما بين ذي زَغَبٍ وداعَ محتفظٍ بالعهد مدكر
وذي تمائمَ لم ينهض ولم يَطِرِ
أسلمتهم لعيون الله تحرسُهم وأَسلموني لظلِّ الله في البشر
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
مضناك جفاهُ مرقده
مضناك جفاهُ مرقده وبكاه ورحمَ عودُهُ
حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ مقروح الجفنِ مسهده
أودى حرفاً إلا رمقاً يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ
يستهوي الورق تاوهه ويذيب الصخرَ تنهدهُ
ويناجي النجمَ ويتعبه ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ
ويعلم كلَّ مطوقة ٍ شجناً في الدَّوحِ ترددهُ
كم مد لطفيكَ من شركٍ وتادب لا يتصيدهُ
فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ ولعلّ خيالك مسعدهُ
الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ والسورة ِ إنك مفردهُ
قد وَدَّ جمالك أو قبساً حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه
وتمنَّت كلٌّ مقطعة ٍ يدها لو تبعث تشهدهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي أكذلك خدَّك يحجده؟
قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا فأشرت لخدِّك أشهده
وهممتُ بجيدِك أشركه فأبى ، واستكبر أصيده
وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَدُه
سببٌ لرضاك أمهده ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه؟
بيني في الحبِّ وبينك ما لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه
ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟
ويقول : تكاد تجنُّ به فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده
مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه
ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه
قسماً بثنايا لؤلُئِها قسم الياقوت منضده
ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه
وبخالٍ كاد يحجُّ له لو كان يقبَّل أسوده
وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له نَسَباً، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه
وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه
ما خنت هواك ، ولا خطرتْ سلوى بالقلب تبرده
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قفْ باللواحظِ عندَ حدكْ
قفْ باللواحظِ عندَ حدكْ يكفيكَ فتنة ُ نارِ خدكْ
واجْعل لِغِمْدِكَ هدْنَة ً إن الحوادث مِلءُ غِمْدِك
وصُنِ المحاسن عن قلو ب لا يَدَيْنِ لها بجُنْدِك
نظرتْ إليكَ عن الفُتو رِ، وما اتَّقَتْ سَطَواتِ حدِّك
أَعلى رِواياتِ القَنَا ما كان نِسْبتُه لقَدِّك
نال العواذلُ جهدَهم وسمعتَ منهم فرق جهدك
نقلوا إليك مقالة ً ما كان أَكثَرُها لعبدك
ما بي السهامُ الكثرُ من جَفْنَيْكَ، لكنْ سهمُ بُعْدِك
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري
قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري يا ليلُ ، هل خيرٌعن الفجر
حالت نجومك دون مطلعه لا تبتغي حِوَلاً، ولا يسري
وتطاولَتْ جُنْحاً، فخُيِّل لي أَن الصباحَ رهينة ُ الحشر
أَرسيتَها وملكتَ مذهبَها بدجنة ٍ كسريرة الدهر
ظلمٌ تجيء بها وترجعها والموجُ منقلبٌ إلى البحر
ليت الكرى وموسى فيوردها فرعون هذا السهد والفكر
ولقد أَقول لهاتفٍ سحراً يبكي لغير نوىص ولا أسر
والروضُ أخرسُ غير وسوية ٍ خَفَقَ الغصونِ، وجرْية الغُدْر
والطيرُ مِلءُ الأَيْكِ، أَرؤُسُها مثلُ الثمار بدت من السِّدْر
ألقى الجناحَ ، وناء بالصدر ورنا بصفراوين كالتبر
لكهم السهادُ بيوتَ هدبها وأَقام بين رُسومِها الحُمْر
تهدا جوانحه ، فتحسبه من صَنْعة الأَيدي أَو السِّحْر
وتثور، فهْوَ على الغصون يَدٌ علقتْ أناملها من الجمر
يا طيرُ، بُثَّ أَخاك ما يَجري إنَّا كِلانا مَوْضِعُ السِّرّ
بي مثل ما بك من جوى ً ونوى ً أنا في الأنام ، وأنت في القمر
عبث الغرام بنا وروعنا أنا بالملام ، وأنت بالزجر
يا طيرُ، لا تجزَعْ لحادثة ٍ كلُّ النفوسِ رهائنُ الضرّ
فيما دهاك لو اطَّلعتَ رضًى شرٌّ أخفُّ عليك من شرّ
يا طيرُ، كَدْرُ العيشِ لو تدري في صفوه، والصفْوُ في الكَدْر
وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ ويهون ما هوّنتَ من أَمر
يا طيرُ، لو لُذْنا بمصْطَبَرٍ فلعلّ رُوحَ الله في الصَّبْر
وعسى الأَمانيُّ العذابُ لنا عونٌ على السلوان والهجر
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
ذاد الكرى عن مقلتيك حمامُ
ذاد الكرى عن مقلتيك حمامُ لباه شوقٌ ساهرٌ وغرام
حيرانُ، مشبوبُ المضاجعِ، ليلُه حربٌ، وليلُ النائمين سلام
بين الدُّجى لكما وعادية ِ الدّجى مهجٌ تُؤلِّفُ بينها الأَسقام
تتعاونان ، وللتعاون أمة ٌ لا الدهرُ يخذلها ولا الأَيام
يا أيها الطيرُ الكثير سميره هل ريشة ٌ لجناحه فيقام ؟
عانقت أغصاناً ، وعانقت الجوى وشكوتَ ، والشكوى عليَّ حرام
أمحرمَ الأجفانِ إدناء الكرى يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام
حاولن منه إلى خيالك سلما لو سامحتْ بخيالك الأحلام
فأْذَنْ لِطَيْفِك أَن يُلِمَّ مُجامِلاً ومؤمَّلٌ من طيفك الإلمام
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
صريعُ جفنيك ينفي عنهما التُّهَما
صريعُ جفنيك ينفي عنهما التُّهَما فما رميت ولكن القضاءَ رمى
الله في روح صبٍّ يغشيان بها مَوَارِدَ الحتْفِ لم ينقل لها قدما
وكُفَّ عن قلبه المعمودِ نَبْلَهما أليس عهدك فيه حبة ً ودما ؟
سلوا غزالاً غزا قلبي بحاجبه أما كفى السيف حتى جرد القلما ؟
واستخبِروه: إلى كم نارُ جَفْوَتِه؟ أما كفى ما جنت نارُ الخدود أما ؟
واستوهبوه يداً في العمر واحدة ً ومَهِّدا عُذْرَه عني إذا حرما
ولا تروا منه ظلماً أن يضيعني من ضيَّع العرضَ الملوك ما ظلما
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَنا إن بذلتُ الروحَ كيف أُلامُ
أَنا إن بذلتُ الروحَ كيف أُلامُ لمّا رَمَتْ فأَصابَتِ الآرامُ؟
عمدتْ إلي قلبي بسهمٍ نافذٍ فيه لمحتومِ القضاءِ سهام
يا قلبُ ، لا تجزع لحادثة الهوى واصبر ، فما للحادثاتِ دوام
تجري العقول بأهلها ، فإذا جرى كبَتِ العقولُ وزلَّتِ الأَحلام
ما كنت أعلمُ - والحوادثُ جمة ٌ - أن الحوادث مقلة ٌ وقوام
جنيا على كبدي وما عرضتها كبدي ، عليك من البريء سلام
ولقد أَقولُ لمن يَحُثّ كؤوسها قعدتْ كئوسك والهمومُ قيام
لم تجرِ بين جوانحي إلاَّ كما جرَتِ الدِنانُ بها وسال الجَام
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بات المعنى والدجى يبتلي
بات المعنى والدجى يبتلي والبرحُ لا وانٍ وما منجلي
والشُّهْبُ في كلِّ سبيلٍ له بموقف اللوام والعذل
إذا رعاها ساهياً ساهراً رعينهُ بالحدقش الغفل
يا ليل ، قد جرتَ ، ولم تعدل ما انت يا أسودُ إلا خلي
تالله لو حُكِّمْت في الصبح أَن تفعل أَحجمْتَ فلم تفعل
أَوشِمتَ سيفاً في جيوش الضحى ما كنتَ للأَعداءِ ما أَنت لي
أبيت أسقى ويدير الجوى والكأْسُ لا تفْنى ولا تمتلي
الخَدُّ من دمعي ومن فَيْضه يشرب من عين ومن جَدْول
والشوقُ نارٌ في رَماد الأَسَى والفكرُ يُذكِي، والحشَا يَصطلي
والقلب قَوَّامٌ على أَضْلُعي كأَنه الناقوسُ في الهيكل
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
لاَم فيكم عذولُه وأَطالا
لاَم فيكم عذولُه وأَطالا كمْ إلى كمْ يُعالج العُذَّالا؟
كل يوم لهم أحاديث لومٍ بدأَتْ راحة ً، وعادتَ مَلالا
بعثت ذكرَكم، فجاءَت خِفافاً واقتضت هجرَكم، فراحت ثقالا
أيها المُنكِرُ الغرامَ علينا حَسْبُكَ الله، قد جَحدت الجمالا
آية الحسن للقلوب تجلت كيف لا تعشق العيون امتثالا؟
لكَ نُصحي، وما عليكَ جدالي آفة ُ النصحِ أن يكون جدالا
وهب الرشدَ أنني أنا أسلو ما من العقل أن تروم محالا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
فدتك الجوانحُ من نازلِ
فدتك الجوانحُ من نازلِ وأَهلاً بطيْفكَ من واصِل
بذلت له الجفنَ دون الكرى ومَنْ بالكرى للشجِي الباذِل؟
وقلت: أراك برغم العذول فنابَ السهادُ عن العاذل
فوَيْحَ المتيَّمِ!! حتى الخيالُ إذا زارَ لم يَخْلُ من حائل
يَحِنُّ إليك ضلوعٌ عَفَتْ من البيْن في جَسَدٍ ناحل
وقلبٌ جوٍ عندها خافقٌ تعَلَّقَ بالسَّنَدِ المائل
ومن عبثِ العشقِ بالعاشقين حنينُ القتيل إلى القاتل
غفلت عن الكاسِ حتى طغت ولي أَدبٌ ليس بالغافل
وشَفَّتْ، وما شفَّ مني الضميرُ وأَين الجماد من العاقل؟
يظلُّ نديمي يسقى بها ويشربُ من خُلُقي الفاضل
أُبدّدُها كرماً كلما بدتْ لي كالذهب السائل
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
مضنى وليس به حراكْ
مضنى وليس به حراكْ لكنْ يخِفُّ إذا رآكْ
ويميل من طربٍ إذا ما ملتَ يا غصنَ الأراك
إن الجمال كساك من ورق المحاسن ما كساك
ونبتَّ بين جوانحي والقلبُ من دَمِه سقاك
حُلوَ الوعودِ، متى وفاك؟ أَتُراكَ مُنْجزَها تُراك؟
من كلِّ لفظٍ لو أَذِنـ ـتَ لجله قبلتُ فاك
أَخذَ الحلاوة َ عن ثَنا ياك العِذاب، وعن لَمَاك
ظلماً أقول: جَنَى الهوى لم يجْنِ إلا مُقْلتاك
غدَتا منِيَّة َ مَنْ رَأَيْـ ـتَ ، ورحتَ منية َ منْ رآك
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
جئتنا بالشعور والأحداق
جئتنا بالشعور والأحداق وقسمن الحظوظَ في العشاقِ
وهَزَزْنَ القَنا قُدوداً، فأَبلى كل قلبٍ مستضعفٍ خفاقِ
حبذا القسم في المحبين قسمي لو يلاقون في الهوى ما ألافي
حيلتي في الهوى وما أَتمنى حيلة الأَذكياءِ في الأَرزاق
لو يُجازَى المحبُّ عن فَرْطِ شَوْقٍ لَجُزيتُ الكثيرَ عن أَشواقي
وفتاة ٍ ما زادها في غريب الـ ـحسن إلا غرائب الأخلاق
ذقت منها حلواً ومراً ، وكانت لذة ُ العشق في اختلاف المذاق
ضرَبتْ موعداً، فلما التقينا جانبتني تقول: فِيمَ التلاقي؟
قلت: ما هكذا المواثيقُ، قالت: ليس للغانياتِ من ميثاق
عطفتها نحافتي ، وشجاها شافعٌ بادرٌ من الآماق
فأرتني الهوى ، وقالت : خشينا والهوى شُعبة ٌ من الإشفاق
يا فتاة َ العراقِ، أَكتمُ مَنْ أَنـ ـتِ، وأَكنِي عن حبِّكم بالعراق
لي قوافٍ تَعِفُّ في الحبّ إلا عنْكِ، سارت جوائِبَ الآفاق
لا تَمَنَّى الزمانُ منها مزيداً إن تمنيت أن تفكي وثاقي
حمِّليني في الحبِّ ما شئتِ إلاَّ حادث الصدّ ، أو بلاءَ الفراق
واسمحي بالعناق إن رضي الدّلُّ وسامحت فانياً في العناق
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ
أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ فإنك دونَ الطيرِ للسرِّ موضعُ
وأَنت مُعينُ العاشقين على الهوى تئِنُّ فنُصْغي، أَو تحنُّ فنَسْمَع
أَراك يَمانِيّاً، ومصرُ خميلتي كلانا غريبٌ، نازحُ الدارِ، مُوجَع
هما اثنان: دانٍ في التغرُّب آمنٌ وناءٍ على قربِ الديار مروع
ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع
لعلك تُخفي الوجدَ، أَو تكتمُ الجَوى فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع
شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَة ِ مُمْرعُ
إذا كان في الآجال طولٌ وفسحة ٌ فما البينُ إلا حادثٌ متوقع
وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع
أَمُنْكِرَتي، قلبي دليل وشاهدي فلا تُنكريه، فهْو عندَكِ مُودَع
أَسيرُكِ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع
رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى يذال على سفح الهوان ويوضع
ومن عجبٍ، يأْسَى إذا قلت: مُتْعَبٌ ويطرَبُ إن قلت: الأَسيرُ المُمنَّع
لقيتِ عليماً بالغواني، وإنما هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع
واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ وأن خليلَ الغانيات مضيَّع
وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالة ٌ تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع
وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع
وأن داعة َ الخير والحقِّ حربهم زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ
أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ فإنك دونَ الطيرِ للسرِّ موضعُ
وأَنت مُعينُ العاشقين على الهوى تئِنُّ فنُصْغي، أَو تحنُّ فنَسْمَع
أَراك يَمانِيّاً، ومصرُ خميلتي كلانا غريبٌ، نازحُ الدارِ، مُوجَع
هما اثنان: دانٍ في التغرُّب آمنٌ وناءٍ على قربِ الديار مروع
ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع
لعلك تُخفي الوجدَ، أَو تكتمُ الجَوى فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع
شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَة ِ مُمْرعُ
إذا كان في الآجال طولٌ وفسحة ٌ فما البينُ إلا حادثٌ متوقع
وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع
أَمُنْكِرَتي، قلبي دليل وشاهدي فلا تُنكريه، فهْو عندَكِ مُودَع
أَسيرُكِ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع
رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى يذال على سفح الهوان ويوضع
ومن عجبٍ، يأْسَى إذا قلت: مُتْعَبٌ ويطرَبُ إن قلت: الأَسيرُ المُمنَّع
لقيتِ عليماً بالغواني، وإنما هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع
واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ وأن خليلَ الغانيات مضيَّع
وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالة ٌ تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع
وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع
وأن داعة َ الخير والحقِّ حربهم زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بدأ الطيفُ بالجميل وزارا
بدأ الطيفُ بالجميل وزارا يا رسولَ الرضى وقيت العثارا
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا وتيممْ من السويداء دارا
أَنت إن بتَّ في الجفون فأَهلٌ عادة النور ينزل الأبصار
زار ، والحربُ بين جفني ونومي قد أعدّ الدجى لها أوزارا
حسن يا خيالُ صنعك عندي أَجملُ الصنعِ ما يُصيبُ افتقارا
ما لربِّ الجمالِ جارَ على القلـ ـبِ، كأَن لم يكن له القلبُ جارا؟
وأرى القلبَ كلما ساءَ يجزيـ ـه عن الذنب رقَّة ً واعتذارا
أجريحُ الغرامِ يطلب عطفاً وجريحُ الأَنام يطلب ثارا؟
أَيها العاذلون، نِمتم، ورام السُّـ ـهدُ من مقلتيَّ أَمراً، فصارا
آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً وأذى النصحِ أن يكون جهارا
ساءَلَتْني عن النهار جفوني رحمَ اللهُ يا جفوني النهارا
قلن: نَبكيه؟ قلت: هاتي دموعاً قلْن: صبراً، فقلت: هاتي اصطبارا
يا لياليَّ، لم أَجِدْكِ طوالاً بعد ليلي ، ولم أجدْك قصارا
إن مَنْ يحملُ الخطوبَ كباراً لا يبالي بحلمهن صغارا
لم نفقْ منك يا زمان فنشكو مُدْمنُ الخمر لا يُحس الخُمارا
فاصرف الكأس مشفقاً ، أو فواصلْ خرج الرشدُ عن أَكُفِّ السُّكارى
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
شغلته أشغالٌ عن الآرام
شغلته أشغالٌ عن الآرام وقضى اللبانة من هوى وغرامِ
ومَضَى يجرُّ على الهوى أَذيالَه ويلومُ حاملَه مع اللُّوَّام
ويذمُّ عهدَ الغانياتِ كناقهٍ بعد الشفاءِ يذُّم عهد سقام
لا تعجلَنَّ وفي الشباب بقيَّة ٌ حربٌ، وليلُ النائمين سلام
كانت أنابتك المريبة سلوة نسجتْ على جرحٍ بجنبك دامي
إن الذي جعل القلوب أعنة ً قاد الشبيبة َ للهوى بزمام
يا قلبَ أَحمدَ ـ والسهامُ شديدة ٌ ـ ماذا لقيتَ من الغزال الرامي؟
تدري ، وتسألني تجاهلَ عارفٍ : أَرَنَا بعينٍ أَم رمَى بسهام؟
ما زلتَ تركَبُ كلَّ صعبٍ في الهوى حتى ركِبْتَ إلى هواك حِمامي
وإذا القلوبُ استرسلت في غَيِّها كانت بليتها على الأجسام
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 2 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
مواضيع مماثلة
» ديوان شعر المتنبي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
صفحة 2 من اصل 10
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى