ديوان شعرأحمد شوقي
صفحة 7 من اصل 10
صفحة 7 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
دامت معاليك فينا يا بن فاطمة ٍ
دامت معاليك فينا يا بن فاطمة ٍ ودام منكم لأُفْق البيتِ نِبراسُ
قل للخديوِ إذا وافيتَ سُدَّتَه تمشي إليه ويمشي خلفَكَ الناس
حجُّ الأمير له الدنيا قد إبتهجتْ والعودُ والعيدُ أفراحٌ وأعراس
فلتحيَ ملَّنا! فلتحيَ أُمَّتنا! فليحي سلطاننا! فليحي عباس!
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
معالي العهدِ قمتَ بها فطيما
معالي العهدِ قمتَ بها فطيما وكانَ إليكَ مرجعها قديما
تنقَّلْ من يدٍ ليدٍ كريما كروحِ الله إذ خلفَ الكليما
تَنَحَّى لابنِ مريمَ حينَ جاءَ وخلَّى النَّجْمُ لِلقَمَرِ الفَضاءَ
ضِياءٌ لِلعيون تَلا ضِياءَ يَفيضُ مَيامِناً، وهدى ً عَميما
كذا أنتم بني البيتِ الكريمِ وهل مُتَجَزِّىء ٌ ضوْءُ النُّجوم؟
وأَين الشُّهْبُ من شرفٍ صَميمِ تألقَ عقدهُ بكمو نظيما؟
أرى مستقبلاً يبدو عجابا وعنواناً يكنُّ لنا كتابا
وكان محمدٌ أملاً شهابا وكان اليأسُ شيطاناً رجيما
وأَشرقتِ الهياكِلُ والمباني كما كانت وأزينَ في الزمانِ
وأصبحَ ما تكنُّ من المعاني على الآفاق مسطوراً رقيما
سألتُ، فقيل له: وضعتهُ طفلا وهذا عِيدُهُ في مِصْرَ يُجْلَى
في انتفاضٍ كانتفاضِ البلبل
فقلت: كذلِكم آنَسْتُ قَبْلا فأَما أَنتَ يا نجلَ المعالي
يمنتزهِ الإمارة ِ هلَّ فجرا هلالاً في منازله أغرَّا
فباتت مِصرُ حوْلَ المهدِ ثغرا وباتَ الثغر للدنيا نديما
لجيلكَ في عدٍ جيلِ المعالي وشعبِ المجدِ والهممِ العوالي
... أَزُفُّ نوابغَ الكَلِمِ الغَوالي وأُهدِي حكمتي الشَّعْبَ الحكيما
إذا أَقبلتَ يا زمن البنينا وشَبُّوا فيك واجتازوا السنينا
فدُرْ مِنْ بَعدِنا لهُم يَمينا وكن لوُرودِك الماءَ الحميما
ويا جيلَ الأميرِ، إذا نشأتا وشاءً الجدُّ أن تعطى ، وشئتا
فخذ سُبُلاً إلى العلياء شَتَّى وخلِّ دليلكَ الدينَ القويما
وضِنَّ به، فإن الخير فيه وخُذْهُ من الكتابِ وما يَليهِ
ولا تأخُذْهُ من شَفَتَيْ فقيهِ ولا تهجرْ مع الدين العلوما
وثقْ بالنفسِ في كلِّ الشئونِ وكن مما اعتقدتَ على يَقين
كأنك من ضميرك عند دين فمن شرفِ المبادىء أن تقيما
وإن ترمِ المظاهرَ في الحياة فرُمْها باجتهادِك والثباتِ
وخذها بالمساعي باهراتِ تنافسُ في جلالتها النجوما
وإن تخرجْ لحربٍ أو سلامِ فأقدمْ قبلَ إقدامِ الأنام
وكن كالليث: يَأْتي من أَمامِ فيَمْلأ كلَّ ناطِقة ٍ وُجُوما
وكنْ شَعْبَ الخصائصِ والمزايا فأقدمْ قبلَ إقدامِ الأنام
وكن كالنحلِ والدُنيا الخلايا يمرُّ بها، ولا يَمضِي عَقيما
ولا تطمحْ إلى طَلَبِ المُحالِ ولا تقنعْ إلى هجرِ المعالي
فإن أَبطأنَ فاصبرْ غيرَ سالِ كصبرِ الأنبياءِ لها قديما
ولا تقبَلْ لغير الله حُكما ولا تحمل لغير الدهرِ ظلما
ولا ترضَ القليلَ الدُّونَ قسما إذا لم تقدرِ الأمرَ المروما
ولا تيأَسْ، ولا تكُ بالضَّجُور ولا تثِقَنَّ من مَجرَى الأُمورِ
فليسَ مع الحوادثِ من قديرِ ولا أَحدٌ بما تأْتِي عليما
وفي الجُهّالِ لا تَضَع الرجاءَ كوَضع الشمْسِ في الوَحَلِ الضِّياءَ
يَضيعُ شُعاعُها فيه هَباءَ وكان الجهلُ ممقوتاً ذَميما
وبالغ في التدبر والتحري ولا تَعجَلْ، وثِق من كلِّ أَمر
وكن كالأُسْدِ: عند الماءِ تجرِي وليست وُرَّداً حتى تَحوما
وما الدنيا بمثوى للعبادِ فكن ضَيْفَ الرِّعاية ِ والوِدادِ
ولا تَستَكثِرَنّ من الأَعادي فشَرُّ الناسِ أَكثرُهم خُصوما
ولا تجعلْ تودُّدَكَ ابتِذَالا ولا تسمحْ بحلمك أن يذالا
وكن ما بين ذاك وذاك حالا فلن تُرضِي العدُوَّ ولا الحميما
وصلِّ صلاة َ من يرجو ويخشى وقبلَ الصَّوْمِ صُمْ عن كلِّ فَحْشا
ولا تحسب بأن الله يرشى وأَنَّ مُزَكِّياً أَمِنَ الجحيما
لكلِّ جنى زكاة ٌ في الحياة ِ ومعنى البِرِّ في لفظِ الزكاة
وما لله فينا من جُباة ِ ولا هو لاِمْرِىء ٍ زكَّى غَرِيما
فإن تكُ عالماً فاعملْ، وفَطِّنْ وإن تك حاكماً فاعدِلْ، وأَحسِنْ
وإن تك صانعاً شيئاً فأَتقِنْ وكن للفرْضِ بعدئذٍ مُقيما
وصُنْ لغة ً يَحِقُّ لها الصِّيانُ فخيرُ مظاهِرِ الأُممِ البَيَانُ
وكان الشعبُ ليس له لِسانُ غريباً في مواطنه مضيما
ألم ترها تنالُ بكل ضيرِ وكان الخيرُ إذ كانت بخير؟
أَيَنطِقُ في المَشَارقِ كلُّ طيرِ ويبقى أهلها رخماً وبوما؟
فعلِّمْها صغيرَك قبلَ كلِّ ودعْ دعوى تمدُّنهم وخلِّ
فما بالعيِّ في الدنيا التحلِّي ولا خَرَسُ الفتى فضلاً عظيما
وخذ لغة َ المعاصرِ، فهيَ دنيا ولا تجعل لِسانَ الأَصلِ نسْيَا
كما نقلَ الغرابُ فضلَّ مشيا وما بلغَ الجديدَ، ولا القديما
لجيلك يومَ نشأته مقالي فأما أنتَ يا نجلَ العالي
فتنظرُ من أَبيكَ إلى مِثال يُحيِّرُ في الكمالات الفهُوما
نصائحُ ما أَردتُ بها لأَهدِي ولا أبغي بها جدواكَ بعدي
ولكنِّي أحبُّ النَّفعَ جهدي وكان النفع في الدنيا لزوما
فإن أقرئتَ - يا مولاي - شعري فإن أَباك يَعرِفُه ويَدْرِي
وجدُّكَ كان شأوي حينَ أجري فأَصرَعُ في سوابِقِها تَميما
بنونا أنتَ صبحهمو الأجلُّ وعهدكَ عصمة ٌ لهمو وظلُّ
فلمْ لا نَرْتَجيكَ لهم وكلُّ يعيشُ بأَنْ تعيش وأَن تَدوما؟
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
خَطَوْنا في الجِهادِ خُطاً فِساحا
خَطَوْنا في الجِهادِ خُطاً فِساحا وهادَنَّا، ولم نُلقِ السِّلاحَا
رضينا في هوى الوطنِ المفدَّى دمَ الشهداءِ والماَ المطاحا
ولمّا سلّّت البيضُ المواضي تقلدنا لها الحقَّ الصراحا
فحطَّمْنا الشَّكيمَ سِوَى بقايا إذا عَضَّتْ أَرَيْناها الجِماحا
وقمنا في شِراعِ الحق نَلْقَى وندفع عن جوانيه الرياحا
نعالج شدة ً، ونروض أخرى ونسعى السعيَ مشروعاً مباحا
ونستولي على العقبات إلا كمينَ الغيبِ والقدرَ المتاحا
ومنْ يصبرْ يجدْ طولَ التمنِّي على الأَيام قد صار اقتراحا
وأَيامٍ كأَجواف الليالي فقدنَ النجمَ والقمرَ اللياحا
قضيناها حيالَ الحربِ نخشى بقاءَ الرِّق، أو نرجو السراجا
تَرَكْنَ الناسَ بالوادي قعودا من الإعياءِ كالإبل الرَّزاحى
جنود السلم لا ظفرٌ جزاهم بما صبروا، ولا موتٌ أَراحا
ولا تلْقى سوى حيٍّ كَميْتٍ ومنزوفٍ وإن لم يسقَ راحا
ترى أسرى وما شهدوا قتالاً ولا اعتقلوا الأسنَّة والصفاحا
وجَرْحَى السَّوْطِ لا جَرْحَى المواضي بما عمل الجواسيسُ اجتراحا
صباحُك كان إقبالاً وسعداً فيا يومَ الرِّسالة ِ، عِمْ صَباحا
وما تألوا نهاركَ ذكرياتٍ ولا برهانَ عزتك التماحا
تكاد حِلاك في صفحات مصرٍ بها التاريخُ يفتتح افتتاحا
جلالك عن سنا الأضحى تجلَّى ونورك عن هلالِ الفطر لاحا
هما حقٌّ، وأنت ملئتَ حقَّا ومثَّلتْ الضحيَّة َ والسماحا
بعثنا فيك هاروناً وموسى إلى فرعونَ فکبتَدَآ الكفاحا
وكان أعزَّ من روما سيوفاً وأطغى من قياصرها رماحا
يكاد من الفتوح وما سَقَتْهُ يخالُ وراءَ هيكلهِ فتاحا
وردَّ المسلمون فقيل: خابوا فيا لَكِ خيبة ً عادت نجاحا!
أَثارت وادياً من غايَتَيْه ولامت فرقة ً وأستْ جراحا
وشَدَّتْ مِن قُوَى قَومٍ مِراضٍ عزائمهم فردَّتْها صِحاحا
كأن بلالَ نوديَ: قم فأذَّنْ فرجَّ شعابَ مكة َ والبطاحا
كأَن الناس في دينٍ جديدٍ على جنباته استبَقوا الصلاحا
وقد هانت حياتهمُ عليهم وكانوا بالحياة ِ هُمُ الشّحاحا
فتسمع في مآتمهم غناءً وتسمع في ولائمهم نُواحا
حواريينَ أوفدنا ثقاتٍ إذا تركَ البلاغُ لهم، فصاحا
فكانوا الحقَّ منقبضاً حيياً تحدَّى السيفَ مُنصلِتاً وَقاحا
لهم منَّا براءة ُ أهلِ بدرٍ فلا إثماً نَعُدُّ ولا جُناحا
ترى الشَّحناءَ بينهم عِتاباً وتحسب جدَّهم فيها مزاحا
جعلنا الخلدَ منزلَهم، وزدنا على الخلدِ الثناءَ والامتداحا
يميناً بالتي يسعى إليها غُدُوّاً بالندامة ، أَو رَوَاحا
وتَعبَقُ في أنوف الحجِّ رُكناً وتحتَ جِباهِهم رَحْباً، وساحا
وبالدستور، وهْوَ لنا حياة ٌ نرى فيه السلامة َ والفلاحا
أَخذناه على المُهَجِ الغوالي ولم نأخذه نَيلاً مُستماحا
بنينا فيه من دمعٍ رواقاً ومن دمِ كلِّ نابتة ٍ جناحا...
... لما ملأ الشبابَ كروح سعدٍ ولا جعل الحياة َ لهم طماحا
سلواعنه القضية َ، هل حماها وكان حمى القضية ِ مستباحا؟
وهل نظم الكهولَ الصِّيدَ صَفّاً وألف من تجاربهم رداحا؟
هو الشيخُ الفتيُّ، لو استراحت من الدأبِ الكواكبُ ما استراحا
وليس بذائقِ النومِ اغتباقاً إذا دار الرقادُ، ولا اصطِباحا
فيالَكَ ضَيْغَماً سهِر الليالي وناضل دونَ غايتِه، ولاحَى
ولا حَطَمَتْ لك الأَيامُ ناباً ولا غضَّت لك الدنيا صياحا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أرى شجراً في السماء احتجبْ
أرى شجراً في السماء احتجبْ وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ
مآذنُ قامت هنا أو هناكَ ظواهرها درجٌ من شذب
وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ ولكن تصبح عليها الغرب
وباسقة ٍ من بناتِ الرمالِ نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب
كسارية ِ الفُلْكِ، أَو كالمِسـ ـلَّة ِ، أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب
تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب
تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب
وطافَ عليها شعاع النهارِ من الصحوِ، أو منْ حواشي السحب
وصيفة َ فرعونَ في ساحة ٍ من القصر واقفة ً ترتقب
قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ مُفصَّلة ً بِشُذورِ الذهب
وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب
وشَدَّتْ على ساقِها مِئْزَراً تعقَّدَ من رأسها للذنب
أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب؟
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب؟
فيا نخلة َ الرملِ، لم تبخلي ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب
وأعجبُ: كيف طوى ذكركنَّ ولم يحتفلْ شعراءُ العرب؟!
أليس حراماً خلوُّ القصا ئدِ من وصفكنّ، وعطلُ الكتب؟
وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
وأنتنّ في البيد شاة ُ المعيلِ جناها بجانبِ أخرى حلبَ
وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب
جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
عفيغُ الجهرِ والهمسِ
عفيغُ الجهرِ والهمسِ قَضَى الواجِبَ بالأَمْسِ
ولم يَعْرِضْ لِذِي حقٍّ بِنُقصانٍ ولا بَخْس
وعندَ الناس مجهولٌ وفي أَلْسُنِهِمْ مَنْسِي
وفيه رقَّة ُ القلْبِ لآلامِ بَني الجنْسِ
فلا يغبطُ ذا نعمى ويَرْثِي لأَخي البُؤسِ
وللمحرومِ والعافي حواليْ زادهِ كرسي
وما نَمَّ، ولا هَمَّ بِبَعْضِ الكَيْدِ والدَّسِّ
ينامُ الليلَ مَسْروراً قليلَ الهمِّ والهجس
ويُصْبحُ لا غُبارَ على سَرِيرَتِهِ كما يُمْسِي
فيا أَسعدَ من يَمشي على الأرضِ من الإنس
ومَنْ طَهَّرَهُ الله من الرِّيبَة ِ والرِّجْسِ
أَنِلْ قَدْرِيَ تشْريفاً وهبْ لي قربكَ القدسي
عسى نَفسُكَ أَن تُدمـ ـج في أَحلامِها نَفسي
فالقى بعض ما تلقى من الغبطة ِ والأنسِ !
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
عفيغُ الجهرِ والهمسِ
عفيغُ الجهرِ والهمسِ قَضَى الواجِبَ بالأَمْسِ
ولم يَعْرِضْ لِذِي حقٍّ بِنُقصانٍ ولا بَخْس
وعندَ الناس مجهولٌ وفي أَلْسُنِهِمْ مَنْسِي
وفيه رقَّة ُ القلْبِ لآلامِ بَني الجنْسِ
فلا يغبطُ ذا نعمى ويَرْثِي لأَخي البُؤسِ
وللمحرومِ والعافي حواليْ زادهِ كرسي
وما نَمَّ، ولا هَمَّ بِبَعْضِ الكَيْدِ والدَّسِّ
ينامُ الليلَ مَسْروراً قليلَ الهمِّ والهجس
ويُصْبحُ لا غُبارَ على سَرِيرَتِهِ كما يُمْسِي
فيا أَسعدَ من يَمشي على الأرضِ من الإنس
ومَنْ طَهَّرَهُ الله من الرِّيبَة ِ والرِّجْسِ
أَنِلْ قَدْرِيَ تشْريفاً وهبْ لي قربكَ القدسي
عسى نَفسُكَ أَن تُدمـ ـج في أَحلامِها نَفسي
فالقى بعض ما تلقى من الغبطة ِ والأنسِ !
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
يا شراعاً وراءَ دجلة َ يجري
يا شراعاً وراءَ دجلة َ يجري في دموعي تجنبَتكَ العَوادي
سِر على الماءِ كالمسيحِ رُويداً واجر في اليمِّ كالشعاع الهادي
وأْتِ قاعاً كرفرَفِ الخلدِ طِيباً أو كفردوسهِ بشاشة َ وادي
قفْ ، تمهَّل ، وخذ أمانا لقلبي من عيونِ المهَا وراءَ السَّوادِ
والنُّواسِيُّ والنَّدامَى ؛ أَمِنْهُمُ سامرلٌ يملأُ الدُّجى أو نادِ ؟
خطرتْ فوقه المهارة ُ تعدو في غُبارِ الآباءِ والأَجداد
أمَّة ٌ تنشىء الحياة َ ، وتبني كبِناءِ الأُبوَّة ِ الأَمجاد
تحتَ تاجٍ من القرابة والمُلـ ـكِ على فَرْقِ أَرْيحيٍّ جواد
ملك الشطِّ، والفراتيْنِ، والبطـ ـحاءِ، أَعظِمْ بِفَيْصَلٍ والبلاد
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بي مثلُ ما بكِ ياقمريَّة َ الوادي
بي مثلُ ما بكِ ياقمريَّة َ الوادي ناديتُ ليلى ، فقومي في الدُّجى نادي
وأرسلي الشَّجوَ أسجاعاً مفصَّلة ً أَو رَدّدِي من وراءِ الأَيْكِ إنشادي
لاتكتمي الوجدَ ، فالجرحانِ من شجنٍ ولا الصببابة َ ، فالدمعان من وادِ
تذكري : هل تلاقينا على ظمإٍ ؟ وكيف بلَّ الصَّدى ذو الغلَّة ِ الصادي
وأَنتِ في مجلِسِ الرَّيحان لاهية ٌ ما سِرْتِ من سامرٍ إلا إلى نادي
تذكري قبلة ً في الشَّعرِ حائرة ً أضلَّها فمشتْ في فرقكِ الهادي
وقُبلة ً فوقَ خدٍّ ناعمٍ عَطِرٍ أَبهى من الوردِ في ظلِّ النّدَى الغادي
تذكري منظرَ الوادي ، ومجلسنا على الغديرِ، كعُصفورَيْنِ في الوادي
والغُصنُ يحنو علينا رِقَّة ً وجَوى ً والماءُ في قدمينا رائحٌ غادِ
تذكري نعماتٍ ههنا وهنا من لحنِ شادية ٍ في الدَّوحِ أَو شادي
تذكري موعداً جادَ الزمان به هل طِرتُ شوقاً؟ وهل سابقتُ مِيعادي؟
فنلتُ ما نلتُ من سؤلٍ ، ومن أملٍ ورحتُ لم أحصِ أفراحي وأعيادي ؟
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بني مصرَ ، ارفعوا الغار
بني مصرَ ، ارفعوا الغار وحيُّوا بطلَ الهندِ
وأدُّوا واجباً ، واقضوا حقوقَ العلمِ الفرد
أخوكم في المقاساة ِ وعركِ الموقفِ النكدِ
وفي التَّضْحِية ِ الكبرى وفي المَطلبِ، والجُهد
وفي الجرح، وفي الدمع وفي النَّفْي من المهدِ
وفي الرحلة للحقِّ وفي مرحَلة ِ الوفد
قِفوا حيُّوه من قرْبٍ على الفلْكِ، ومن بُعد
وغَطُّوا البَرَّ بالآس وغَطُّوا البحرَ بالورد
على إفريزِ راجيوتا نَ تمثالٌ من المجد
نبيٌّ مثلُ كونفشيو س ، أو من ذلك العهد
قريبُ القوْلِ والفعلِ من المنتظَرِ المهدي
شبيه الرسْل في الذَّوْدِ عن الحقِّ ، وفي الزهد
لقد عَلَّم بالحقِّ وبالصبر ، وبالقصد
ونادي المشرقَ الأقصى فلبَّاه من اللحد
وجاءَ الأَنفسَ المرْضَى فداوَاها من الحِقد
دعا الهندوسَ والإسلا م للألفة ِ والوردِّ
سحرٍ من قوى الروحِ حَوَى السَّيْفَيْنِ في غِمد
وسلطانٍ من النفسِ يُقوِّي رائِض الأُسْدِ
وتوفيقٍ منَ الله وتيسيرٍ من السَّعد
وحظٍّ ليس يُعطاهُ سِوَى المخلوقِ للخلدِ
ولا يُؤخَذ بالحَوْل ولا الصَّولِ ، ولا الجند
ولا بالنسل والمالِ ولا بالكدحِ والكدِّ
ولكن هِبة ُ المولى - تعالى الله - للعبد
سلامُ النيل يا غنْدِي وهذا الزهرُ من عندي
وإجلالٌ من الأهرا مِ، والكرْنكِ، والبَرْدِي
ومن مشيخة ِ الوادي ومن أشبالهِ المردِ
سلامٌ حالِبَ الشَّاة ِ سلامٌ غازلَ البردِ
ومن صدَّ عن الملح ولم يقبل على الشُّهد
ومَنْ يَرْكبُ ساقيْه من الهندِ إلى السِّندِ
سلامٌ كلَّما صلَّي تَ عرياناً ، وفي اللِّبد
وفي زاوية ِ السجن وفي سلسلة ِ القيدِ
من المائدة ِ الخضرا ءِ خُذْ حِذْرَكَ يا غنْدِي
ولاحظْ وَرَقَ السِّيرِ وما في ورق اللوردِ
وكنْ أَبرَعَ مَن يَلعَـ ـبُ بالشَّطْرَنْجِ والنّرْد
ولاقي العبقريِّينَ لِقاءَ النّدِّ للنِّدّ
وقل : هاتوا أفاعيكم أتى الحاوي من الهند !
وعُدْ لم تحفِل الذَّامَ ولم تغترَّ بالحمد
فهذا النجمُ لا ترقى إليه هِمَّة ُ النقدِ
وردَّ الهندَ للأم ـة ِ من حدٍّ إلى حَدِّ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَبولُّو، مَرحَباً بك يا أَبولُّو
أَبولُّو، مَرحَباً بك يا أَبولُّو فإنك من عكاظِ الشعرِ ظل
عكاظُ وأنتِ للبلغاءِ سوقٌ على جَنَباتِها رحَلوا وحلُّوا
وبنبوعٌ من الإنشادِ صافِ صدى المتأَدِّبين به يُقَلُّ
ومضمارٌ يسوقُ إلى القوافي سوابقها إذا الشعراءُ قلُّوا
يقول الشِّعرَ قائلُهم رصيناً ويُحسِنُ حين يُكثِرُ أَو يُقِلُّ
ولولا المحسنونَ بكلِّ أرضِ لما ساد الشُّعُوبُ ولا استقلُّوا
عسى تأتيننا بمعلَّقاتً نروحُ على القديمِ بها ندلُّ
لعلَّ مواهباً خفيتْ وضاعت تذاعُ على يديكِ وتستغلُّ
صحائِفُكِ المدبَّجَة ُ الحواشي ربى الوردِ المفتَّح أو أجلُّ
رياحينُ الرِّياضِ يملُّ منها وريحانُ القرائحِ لا يملُّ
يمهِّدُ عبقريُّ الشِّعر فيها لكلِّ ذخيرة ٍ فيها محلُّ
وليس الحقُّ بالمنقوصِ فيها ولا الأعراضُ فيها تستحلُّ
وليستْ بالمجالِ لنقدِ باغٍ وراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وغِلُّ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ والأَرضُ رابية ٌ وأَنتَ سَنامُ
وبنوك أَلطفُ مِن نسيمِكَ ظلُّهُمْ وأَشمُّ مِن هَضَبَاتِك الأَحلام
أَخرجتَهم للعالمين جَحاجِحاً عرباً ، وأبناءُ الكريم كرامُ
بين الرياض وبين أفقٍ زاهرٍ طلع المسيحُ عليه والإسلام
هذا أديبك يحتفى بوسامهِ وبيانُه للمَشْرقَيْنِ وِسامُ
ويُجَلُّ قدْرُ قِلادة ٍ في صدره وله القلائدُ سمطها الإلهام
صدرٌ حَوالَيْه الجلالُ، ومِلؤهُ كرمٌ ، وخشية ُ مومنٍ ، وذمام
حلاَّهُ لإحسانُ الخديو ، وطالما حلاَّه فضلُ اللهِ والإنعام
لِعُلاك يا مُطرانُ، أَم لنهاك، أَم لخلالك التّشرفُ والإكرام ؟ !
أَم للمواقف لم يَقِفْها ضَيْغَمٌ لولاك لا ضطربت له الأهرام ؟ !
هذا مقامُ القولِ فيك ، ولم يزلْ لك في الضمائر محفلٌ ومقام
غالي بقيمتك الأمير محمد وسعى إليك يحفه الإعظام
في مجمعٍ هزّ البيانُ لواءه بك فيه، واعتزَّتْ بك الأَقلامُ
ابنُ الملوكِ تلا الثناءَ مخلَّداً هيهات يذهبُ للملوكِ كلام
فمنِ البشِير لبعْلَبَكَّ وبينَها نسبٌ تضيءُ بنوره الأيام ؟
يبْلَى المكينُ الفخْمُ من آثارها يوماً ، وآثارُ الخليل قيام !
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ والأَرضُ رابية ٌ وأَنتَ سَنامُ
وبنوك أَلطفُ مِن نسيمِكَ ظلُّهُمْ وأَشمُّ مِن هَضَبَاتِك الأَحلام
أَخرجتَهم للعالمين جَحاجِحاً عرباً ، وأبناءُ الكريم كرامُ
بين الرياض وبين أفقٍ زاهرٍ طلع المسيحُ عليه والإسلام
هذا أديبك يحتفى بوسامهِ وبيانُه للمَشْرقَيْنِ وِسامُ
ويُجَلُّ قدْرُ قِلادة ٍ في صدره وله القلائدُ سمطها الإلهام
صدرٌ حَوالَيْه الجلالُ، ومِلؤهُ كرمٌ ، وخشية ُ مومنٍ ، وذمام
حلاَّهُ لإحسانُ الخديو ، وطالما حلاَّه فضلُ اللهِ والإنعام
لِعُلاك يا مُطرانُ، أَم لنهاك، أَم لخلالك التّشرفُ والإكرام ؟ !
أَم للمواقف لم يَقِفْها ضَيْغَمٌ لولاك لا ضطربت له الأهرام ؟ !
هذا مقامُ القولِ فيك ، ولم يزلْ لك في الضمائر محفلٌ ومقام
غالي بقيمتك الأمير محمد وسعى إليك يحفه الإعظام
في مجمعٍ هزّ البيانُ لواءه بك فيه، واعتزَّتْ بك الأَقلامُ
ابنُ الملوكِ تلا الثناءَ مخلَّداً هيهات يذهبُ للملوكِ كلام
فمنِ البشِير لبعْلَبَكَّ وبينَها نسبٌ تضيءُ بنوره الأيام ؟
يبْلَى المكينُ الفخْمُ من آثارها يوماً ، وآثارُ الخليل قيام !
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
وعصابة ٍ بالخيرِ ألِّف شملهم
وعصابة ٍ بالخيرِ ألِّف شملهم والخيرُ أفضلُ عصبة ً ورفاقا
جعلوا التَّعاونَ والبناية َ هَمَّهم واستنهضوا الآدابَ والأَخلاقا
ولقد يُداوُون الجِراح بِبرِّهم ويقاتلون البؤسَ والإملاقا
يسمونَ بالأدب الجديدِ ، وتارة ً يَبْنُون للأَدبِ القديمِ رِواقا
عَرَضَ القُعودُ فكان دون نُبوغِهِ قَيداً، ودونَ خُطَى الشباب وِثاقا
البلبلُ الغردُ الذي هزَّ الرُّبى وشجى الغصونَ ، وحرَّكَ الأوراقا
خَلَفَ البَهاءَ على القريض وكأْسِهِ فسَقَى بعَذبِ نسيبِه العُشَّاقا
في القيد مُمتنِعُ الخُطى ، وخياله يَطوِي البلادَ ويَنشُر الآفاقا
سبَّاقُ غاياتِ البيانِ جَرى بلا ساقٍ ، فكيف إذا استرادَّ الساقا ؟ !
لو يطعمُ الطِّبُّ الصناعُ بيانه أو لو يسسغُ لما يقولُ مذاقا . . .
. . . غالي بقيمته ، فلم يصنعُ له إلا الجَناحَ مُحلِّقاً خفَّاقا!
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
ياابنَ زيدونَ ، مرحبا
ياابنَ زيدونَ ، مرحبا قد أطلتَ التغيُّبا
إن ديوانَكَ الذي ظلَّ سرًّ محجبَّا ،
يشتكي اليتيم درُّه ويقاسي التَّغرُّبا. . .
. . . صار في كل بلدة ٍ للأَلِبَّاءِ مَطْلبا
جاءنا كاملٌ به عربيًّا مهذَّبا
تجدُ النَّصَّ معجبا وترى الشَّرح أعجبا
أنتَ في القول كلِّه أَجْملُ الناسِ مَذهبا
بأبي أنتَ هيكلاً مِن فنونٍ مُركَّبا
شاعِراً أَم مُصَوِّراً كنتَ ، أم كنتَ مطربا ؟
ترسل اللحنَ كلَّه مبدعاً فيه ، مربا
أحسنَ الناس هاتفاً بالغواني مشبِّبا
ونزيلَ المتوَّج ـينَ، النديمَ المُقرَّبا
كم سقاهم بشعره مِدْحَة ً أَو تَعَتُّبا
ومن المدحِ ما جزى وأَذاعَ المناقِبا
وإذا الهجرُ هاجهُ لمُعَاناته أبى
ورآه رذيلهً لا تماشي التأدُّبا
ما رأَى الناسُ شاعِراً فاضل الخُلْقِ طيِّبا
دَسَّ للناشقين في زَنبَقِ الشعرِ عَقربا
جُلتَ في الخُلد جوْلة ً هل عن الخلد مِنْ نَبا؟
صف لنا ما وراءه من عيونٍ، ومن رُبَى
ونعيمٍ ونَضرة ٍ وظلالٍ من الصِّبا
وصِفِ الحور موجزاً
قم ترى الأرضَ مثلما كنتمو أمسِ ملعبا
وترى العيشَ لم يزلْ لبني الموتِ مأربا
وترى ذَاكَ بالذي عند هذا مُعَذَّبا
إنَّ مروانَ عصبة ٌ يَصنعونَ العجائبَا
طوَّفوا الأَرض مَشرِقاً بالأيادي ومغربا
هالة ٌ أَطلعتْكَ في ذِروة المجدِ كوكبا
أَنت للفتحِ تنتمي وكفى الفتحُ منصبا
لستُ أَرْضَى بغيره لك جدًّا ولا أبا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
شرفاً نصيرُ ، ارفعْ جبينكَ عالياً
شرفاً نصيرُ ، ارفعْ جبينكَ عالياً وتَلقَّ من أوطانك الإكليلا
يَهنِيكَ ما أُعطِيتَ من إكرامِها ومُنِحْتَ مِن عطف ابنِ إسماعيلا
اليومَ يَومُ السَّابِقين، فكنْ فتًى لم يبغِ من قصبِ الرِّهانِ بديلا
وإذا جَرَيْتَ مع السوابق فاقتحِمْ غرراً تسيل إلى المدى وحجولا
حتى يراكَ الجمعُ أوَّلَ طالعٍ ويَرَوْا على أَعرافِك المِنْديلا
هذا زمانٌ لا توسُّط عنده يَبْغِي المُغامِرُ عالياً وجليلا
كنْ سابقاً فيه، أَو کبْقَ بِمَعْزِلٍ ليس التوسُّطُ للنُبوغِ سبيلا
ياقاهرَ الغربِ العتيدِ ، ملأته بثناءِ مِصْرَ على الشفاهِ جَميلا
قلَّبتَ فيه يداً تكاد لشدَّة ٍ في البأْسِ ترفع في الفَضاءِ الفِيلا!
إن الذي خلق الحديدَ وبأسه جعل الحديد لساعديكَ ذليلا
زَحْزَحْتَه، فتخاذلتْ أَجلادُه وطَرحْتَه أَرضاً، فصَلَّ صَليلا
لِمَ لا يَلِينُ لك الحديدُ ولم تزَلْ تتلو عليه وتقرأُ التَّنزِيلا؟
الأَزْمَة اشْتَدَّتْ ورانَ بلاؤُها فاصدمْ بركنك ركنها ليميلا
شمشونُ أَنت، وقد رَستْ أَركانُها فتَمشَّ في أَركانِها لِتَزولا
قلْ لي نصيرُ وأنت برٌّ صادقٌ أحملتَ إنساناً عليك ثقيلا ؟
أحملتَ ديناً في حياتك مرَّة ً ؟ أحملتَ يوماً في الضُّلوعِ غليلا ؟
أحملتَ ظلماً من قريبٍ غادرٍ أو كاشحٍ بالأَمسِ كان خَليلا؟
أحملتَ منًّا من قريبٍ مكرَّراً والليلِ، مِنْ مُسْدٍ إليك جَميلا؟
أحملتَ طغيانَ اللثيمِ إذا اغتنى أَو نال مِنْ جاهِ الأُمورِ قليلا؟
أحملتَ في النادي الغبيَّ إذا التقى من سامعيه الحمدَ والتّبجيلا ؟
تلك الحياة ُ، وهذه أَثقالُها وزن الحديدُ بها فعاد ضئيلا !
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
يَدُ الملكِ العلَويّ الكريم
يَدُ الملكِ العلَويّ الكريم على العلم هزَّت أخاه الأدبْ
لسانُ الكنانة ِ في شكرها وما هو إلا لسانُ العرب
قضَتْ مِصرُ حاجتَها يا عَليُّ ونال بنوها الأرب
وهنَّأتُ بالرُّتبِ العبقريَّ وهنَّأتُ بالعبقري الرُّتب
عليُّ ، لقد لقَّبتكَ البلادُ بآسِي الجِراحِ، ونِعْمَ اللَّقَب
سِلاحُك من أَدواتِ الحياة ِ وكلُّ سلاحٍ أَداة ُ العَطَب
ولفظُكَ بِنْجٌ، ولكنَّهُ لطيفُ الصَّبا في جفون العصب
أَنامِلُ مِثلُ بَنانِ المسيح أواسي الجراحِ ، مواحي النُّدب
تعالجُ كفَّاكَ بؤسَ الحياة ِ فكفٌّ تداوي ، وكفٌّ تهب
ويستمسك الدَّمُ في راحَتَيْكَ وفوقهما لا يقرُّ الذَّهب
كأَنك للموتِ مَوْتٌ أتيح فلم ير وجهكَ إلا هرب !
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
بأَرضِ الجيزة ِ اجتازَ الغَمامُ
بأَرضِ الجيزة ِ اجتازَ الغَمامُ وحلَّ سماءَها البدرُ التمام
وزار رياضَ إسماعيلَ غيثٌ كوالدِه له المِنَنُ الجِسام
ثَنَى عِطْفَيْهِمَا الهرمانِ تِيهاً وقال الثالثُ الأَدنى : سلام
هَلُمِّي مَنْفُ؛ هذا تاجُ خوفو كقرصِ الشمسِ يعرفه الأنام
نَمتْهُ من بني فِرعَوْنَ هامٌ ومن خلفاء إسماعيلَ هام
تألقَ في سمائكِ عبقرياً عليه جلالة ٌ، وله وسام
ترعرعَتِ الحضارة ُ في حلاهُ وشبَّ على جواهرِه النظام
ونال الفنُّ في أولى الليالي وأخراهنَّ عزَّا لا يرام
مشَى في جيزة الفُسطاط ظِلٌّ كظلِّ النيلِ بلَّ به الأوام
إذا ما مَسّ تُرْباً عاد مِسْكاً ونافسَ تحته الذهبَ الرَّغام
وإنْ هو حَلَّ أرضاً قام فيها جِدارٌ للحضارة ِ أَو دِعام
فمدرسة ٌ لحرب الجهل تبنى ومستشفى يذادُ به السقام
ودارٌ يُستَغاثُ بها فَيَمضي إلى الإسعافِ أنجادٌ كرامُ
أُساة ُ جِراحة ٍ حِيناً وحِيناً مَيازيبٌ إذا انفجر الضِّرام
وأحواضٌ يراضُ النيلُ فيها وكلُّ نجيبة ٍ ولها لجام
أبا الفاروقِ، أقبلنا صفوفاً وأَنتَ من الصفوفِ هو الإمام
طلعتَ على الصعيدِ فهشَّ حتى علا شَفَتَيْ أَبي الهول ابتسام
ركابٌ سارتِ الآمالُ فيه وطافَ به التلفُّتُ والزحام
فماذا في طريقك من كفور أجلُّ من البيوتِ بها الرجام؟
كأن الراقدين بكل قاعٍ همُ الأيقاظُ، واليقظى النِّيام
لقد أَزَمَ الزمانُ الناسَ، فانظُرْ فعندكَ تفرجُ الإزمُ العظام
وبعدَ غدٍ يفارقُ عامُ بؤسٍ ويَخلُفه من النَّعماءِ عام
يَدورُ بمصرَ حالاً بعدَ حالٍ زمانٌ ما لحاليهِ دوام
ومصرُ بناءُ جدَّكَ لم يتممْ أليس على يديكَ له تمام؟
فلسنا أمة ً قعدتْ بشمسٍ ولا بلداً بضاعتُه الكلام
ولكنْ هِمَّة ٌ في كلِّ حينٍ يَشُدُّ بِناءَها المَلِكُ الهُمام
نرومُ الغاية َ القصوى ، فنمضي وأنت على الطريقِ هو الزمام
ونقصر خطوة ً، ونمدُّ أخرى وتلجئنا المسافة والمرام
ونَصبرُ للشدائدِ في مقامٍ ويغلبنا على صبر مقام
فقوِّ حضارة َ الماضي بأخرى لها زَهْوٌ بِعصرِكَ واتّسامُ
ترفُّ صحائفُ البرديِّ فيها وينطقُ في هياكلها الرُّخام
رَعَتك ووادياً ترعاه عنَّا من الرحمنِ عينٌ لا تنام
فإن يك تاجُ مصرَ لها قواماً فمصرُ لتاجها العالي قوام
لِتهنأ مصرُ، ولْيَهْنأ بَنوها فبينَ الرأْسِ والجِسمِ التئام
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قفْ حيِّ شبانَ الحمى
قفْ حيِّ شبانَ الحمى قبلَ الرحيلِ بقافِيَهْ
عودتهمْ أمثالها في الصالحاتِ الباقيه
من كلِّ ذاتِ إشارة ٍ ليستْ عليهم خافيه
قلْ: يا شبابُن نصيحة مما يُزَوَّدُ غاليه
هل راعكم أن المدا رسَ في الكنانة ِ خاوِيَه؟
هجرتْ فكلٌّ خليَّة من كلِّ شُهْدٍ خاليه
وتعطَّلتْ هالاتُها منكم، وكانت حاليه
غَدَتِ السياسة ُ وَهْيَ آ مرة عليها ناهيه
فهجرتمو الوطنَ العز يزَ إلى البلادِ القاصيه
أنتمْ غداً في عالمٍ هو والحضارة ُ ناحِيهْ
واريتُ فيه شبيبتي وقضيتُ فيه ثمانِيه
ما كنتُ ذا القلبِ الغليـ ـظِ، ولا الطباعِ الجافيه
سيروا به تتعلموا سرَّ الحياة ِ العاليه
وتأملوا البنيانَ، وادَّ كروا الجهودَ البانيه
ذوقوا الثمارَ جنيَّة ً وردوا المناهلَ صافيه
واقضوا الشبابَ، فإنّ سا
واللهِ لا حرجٌ عليـ ـكم في حديثِ الغانيه
أَو في اشتِهاءِ السِّحْرِ من لَحْظِ العيونِ الساجيه
أَو في المسارحِ فَهْيَ بالنّـ ـفسِ اللطيقة ِ راقيه
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قفْ حيِّ شبانَ الحمى
قفْ حيِّ شبانَ الحمى قبلَ الرحيلِ بقافِيَهْ
عودتهمْ أمثالها في الصالحاتِ الباقيه
من كلِّ ذاتِ إشارة ٍ ليستْ عليهم خافيه
قلْ: يا شبابُن نصيحة مما يُزَوَّدُ غاليه
هل راعكم أن المدا رسَ في الكنانة ِ خاوِيَه؟
هجرتْ فكلٌّ خليَّة من كلِّ شُهْدٍ خاليه
وتعطَّلتْ هالاتُها منكم، وكانت حاليه
غَدَتِ السياسة ُ وَهْيَ آ مرة عليها ناهيه
فهجرتمو الوطنَ العز يزَ إلى البلادِ القاصيه
أنتمْ غداً في عالمٍ هو والحضارة ُ ناحِيهْ
واريتُ فيه شبيبتي وقضيتُ فيه ثمانِيه
ما كنتُ ذا القلبِ الغليـ ـظِ، ولا الطباعِ الجافيه
سيروا به تتعلموا سرَّ الحياة ِ العاليه
وتأملوا البنيانَ، وادَّ كروا الجهودَ البانيه
ذوقوا الثمارَ جنيَّة ً وردوا المناهلَ صافيه
واقضوا الشبابَ، فإنّ سا
واللهِ لا حرجٌ عليـ ـكم في حديثِ الغانيه
أَو في اشتِهاءِ السِّحْرِ من لَحْظِ العيونِ الساجيه
أَو في المسارحِ فَهْيَ بالنّـ ـفسِ اللطيقة ِ راقيه
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
أَمِنَ البحرِ صائغٌ عَبْقَرِيٌّ
أَمِنَ البحرِ صائغٌ عَبْقَرِيٌّ بالرمالِ النواعمِ البيضِ مغرى ؟
طاف تحتَ الضُّحَى عليهنَّ، والجوْ هَرُ في سُوقِه يُباعُ ويُشْرَى
جئنهُ في معاصمٍ ونحوٍ فكسا معصماً، وآخرَ عرى
وأبى أن يقلدَ الدرَّ واليا قوتَ نحراً، وقلَّدَ الماسَ نحْرا
وترى خاتماً وراءَ بَنانٍ وبَناناً من الخواتمِ صِفْرا
وسواراً يزينُ زندَ كعابٍ وسواراً من زندِ حسناءَ فرّا
وترى الغِيدَ لُؤلؤاً ثَمَّ رَطْباً وجماناً حوالي الماءِ نثرا
وكأَنَّ السماءَ والماءَ شِقَّا صدفٍ، حمَّلا رفيفاً ودرَّا
وكأَنّ السماءَ والماءَ عُرْسٌ مترعُ المهرجان لمحاً وعطرا
أَو رَبيعٌ من ريشة ِ الفنِّ أَبهَى مِن ربيع الرُّبى ، وأَفتنُ زَهْرا
أو تهاويل شاعرٍ عبقريٍّ طارحَ البحرَ والطبيعة َ شعرا
يا سواريْ فيروزجٍ ولجينٍ بها حليتْ معاصمُ مصرا
في شُعاعِ الضُّحَى يعودان ماساً وعلى لمحة ِ الأصائلِ تبرا
ومَشَتْ فيهما النّجومُ فكانت في حواشيهما يواقيتَ زهرا
لكَ في الأرضِ موكبٌ ليس يألوالـ ـريحَ والطيرَ والشياطينَ حشرا
سرتَ فيه على كنوز سليما نَ تعدُّ الخُطى اختيالاً وكِبْرا
وتَرنَّمْتَ في الركابِ، فقلنا راهبٌ طاف في الأَناجيل يَقرا
هو لحنٌ مضيَّعٌ، لا جواباً قد عرفنا له، ولا مستقرا
لك في طيِّهِ حديثُ غرامٍ ظلَّ في خاطر الملحنِ سرَّا
قد بعثنا تحيَّة ً وثناءً لكَ يا أرفعَ الزواخر ذكرا
وغشيناكَ ساعة ً تنبشُ الما ضي نبشاً، وتقتلُ الأمسَ فكرا
وفتحنا القديمَ فيك كتاباً وقرأنا الكتابَ سطراً فسطرا
ونشرنا من طيهنَّ الليالي فلَمَحنا من الحضارة ِ فَجْرا
ورأَينا مصراً تُعلِّمُ يونا نَ، ويونانَ تقبِسُ العلمَ مصرا
تِلكَ تأْتيكَ بالبيانِ نبيّاً عبقرياً، وتلك بالفنّ سحرا
ورأَينا المنارَ في مطلع النَّجْـ ـمِ على برقِهِ المُلَمَّحِ يُسرى
شاطىء ٌ مثلُ رُقعة ِ الخُلدِ حُسناً وأديمِ الشبابِ طيباً وبشرا
جرَّ فيروزجاً على فضة ِ الما ءِ، وجرَّ الأصيلُ والصبح تبرا
كلما جئتهُ تهلل بشراً من جميع الجهاتِ، وافترَّ ثغرا
انثنى موجة ً، وأقبلَ يرخي كِلَّة ً تارة ً ويَرفعُ سِترا
شبَّ وانحطَّ مثلَ أَسرابِ طيرٍ ماضياتٍ تلفُّ بالسهلِ وعرا
رُبما جاءَ وَهْدَة ً فتردَّى في المهاوي، وقامَ يطفرُ صخرا
وترى الرملَ والقصورَ كأيكٍ ركب الوكرُ في نواحيهِ وكرا
وتَرى جَوْسَقاً يُزَيِّنُ رَوْضاً وترى رَبوة ً تزيِّنُ مصرا
سَيِّدَ الماءِ، كم لنا من صلاحٍ و عليٍّ وراءَ مائكَ ذِكرى !
كم مَلأْناكَ بالسَّفينِ مَواقِيـ ـرَ كشُمِّ الجبالِ جُنداً ووَفرا!
شاكياتِ السلاحِ يخرجنَ من مصـ ـرٍ بملومة ٍ، ويدخلن مصرا
شارعاتِ الجناحِ في ثَبَجِ الما ءِ كنسرٍ يشدُّ في السحب نسرا
وكأَنّ اللُّجاجَ حينَ تنَزَّى وتسدُّ الفجاجَ كرَّا وفرَّا
أجمٌ بعضُهُ لبعضٍ عدوٌّ زَحَفَتْ غابة ٌ لتمزيق أُخرَى !
قذفتْ ههنا زئيراً وناباً ورَمَت ههنا عُواء وظُفرا
أنتَ تغلي إلى القيامة ِ كالقدْ رِ، فلا حطَّ يومها لكَ قدرا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
وجَدْتُ الحياة َ طريقَ الزُّمَرْ
وجَدْتُ الحياة َ طريقَ الزُّمَرْ إلى بعثة ٍ وشءون أخر
وما باطِلاً يَنزِلُ النازلون ولا عبثاً يزمعون السَّفرْ
فلا تَحتَقِرْ عالَماً أَنتَ فيه ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر
وخذْ لكَ زادينِ : من سيرة ومن عملٍ صالحٍ يدخرَ
وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا شريفَ السَّماعِ، كريمَ النظر
ولا تخْلُ من عملٍ فوقَه تَعشْ غيرَ عَبْدٍ، ولا مُحتَقَر
وكن رجلاً إن أتوا بعده يقولون : مرَّ وهذا الأثرْ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
مرَّتْ على الخُفاشِ
مرَّتْ على الخُفاشِ مليكة ُ الفراشِ
تطيرُ بالجموعِ سعياً إلى الشموعِ
فعطفتْ ومالت واستضحكت فقالتْ :
أَزْرَيْتَ بالغرامِ يا عاشقَ الظلامِ
صفْ لي الصديقَ الأسودا الخاملَ المُجَرَّدا
قال: سأَلتِ فيه أصدقَ واصفيهِ
هو الصديقُ الوافي الكاملُ الأَوصافِ
جِوارُهُ أَمانُ وسرُّه كتمانُ
وطرفُه كليلُ إذا هفا الخليلُ
يحنو على العشَّاقِ يسمعُ للمشتاق
وجملة ُ المقالِ هو الحبيبُ الغالي
فقالتِ الحمقاءُ وقولها استهزاءُ
أَين أَبو المِسْكِ الخَصِي ذو الثَّمَنِ المُسْتَرْخَصِ
منْ صاحبي الأميرِ الظاهرِ المنيرِ ؟
إن عُدَّ فيمن أَعرِفُ أَسمُو بِه وأَشرُفُ
وإن سئلتُ عنهُ وعن مكاني منهُ
أُفاخِرُ الأَترابا وأَنثني إعجابَا
فقال : يا مليكهْ ورَبَّة َ الأَريكهْ
إنّ منَ الغُرُورِ ملامة َ المغرورِ
فأَعطِني قفاك وامضي إلى الهلاك
فتركتهْ ساخرهْ وذهَبتْ مُفاخِرهْ
وبعد ساعة ٍ مضَتْ من الزمانِ فانقضَتْ
مَرَّتْ على الخُفَّاشِ مليكة ُ الفراشِ
ناقصة َ الأعضاءِ تشكو من الفناءِ
فجاءَها مُنهَمِكا يُضحِكه منها البُكا
قال : ألم أقل لكِ هَلكْتِ أَو لم تَهلِكي
رُبَّ صديقٍ عبدِ أبيضُ وجهِ الودّ
يَفديك كالرَّئِيسِ بالنَّفْسِ والنفيسِ
وصاحبٍ كالنورِ في الحسنِ والظهورِ
معتكرِ الفؤادِ مضيِّع الودادِ
حِبالُه أَشراكُ وقُرْبُه هلاكُ؟
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
يَحكون أَن أُمَّة َ الأَرانِبِ
يَحكون أَن أُمَّة َ الأَرانِبِ قد أخذت من الثرى بجانبِ
وابتَهجَتْ بالوطنِ الكريمِ ومثلِ العيالِ والحريمِ
فاختاره الفيلُ له طريقا ممزِّقاً أصحابنا تمزيقا
وكان فيهم أرنبٌ لبيبُ أذهبَ جلَّ صوفهِ التَّجريب
نادى بهم: يا مَعشرَ الأَرانبِ من عالِمٍ، وشاعرٍ، وكاتب
اتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي فالاتحادُ قوّة ُ الضِّعاف
فأقبلوا مستصوبين رايهْ وعقدوا للاجتماعِ رايه
وانتخبوا من بينِهم ثلاثه لا هَرَماً راعَوْا، ولا حَداثه
بل نظروا إلى كمالِ العقلِ واعتَبروا في ذاك سِنَّ الفضْل
فنهض الأولُ للخطِاب فقال : إنّ الرأيَ ذا الصواب
أن تُتركَ الأرضُ لذي الخرطومِ كي نستريحَ من أَذى الغَشوم
فصاحت الأرانبُ الغوالي : هذا أضرُّ من أبي الأهوال
ووثبَ الثاني فقال: إني أَعهَدُ في الثعلبِ شيخَ الفنِّ
فلندْعُه يُمِدّنا بحِكمتِهْ ويأخذ اثنيْنِ جزاءَ خدمتِه
فقيلَ : لا يا صاحبَ السموِّ لا يدفعُ العدوُّ بالعدوِّ
وانتَدَبَ الثالثُ للكلامِ فقال : يا معاشرَ الأقوامِ
اجتمِعوا؛ فالاجتِماع قوّه ثم احفِروا على الطريق هُوَّه
يهوى إليها الفيلُ في مروره فنستَريحُ الدهرَ من شرورِه
ثم يقولُ الجيلُ بعدَ الجيلِ قد أَكلَ الأَرنبُ عقلَ الفيل
فاستصوبوا مقالهُ ، واستحسنوا وعملوا من فورهم ، فأحسنوا
وهلكَ الفيلُ الرفيعُ الشَّانِ فأَمستِ الأُمَّة ُ في أَمان
وأقبلتْ لصاحبِ التدبير ساعية ً بالتاجِ والسرير
فقال : مهلا يا بني الأوطانِ إنّ محلِّي للمحلُّ الثاني
فصاحبُ الصَّوتِ القويِّ الغالبِ منْ قد دعا : يا معشرَ الأرانب
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
مرَّ الغرابُ بشاة ٍ
مرَّ الغرابُ بشاة ٍ قد غابَ عنها الفطيمُ
تقولُ والدمعُ جار والقلبُ منها كلِيم:
يا ليْت شِعْريَ يا کبنِي وواحِدِي، هل تَدوم؟
وهل تكونُ بجَنْبي عداً على ما أروم؟
فقال: يا أمَّ سعدٍ هذا عذابُ أليم
فكَّرتِ في الغَدِ، والفِكـ ـرُ مقعدٌ ومقيم
لكلِّ يومٍ خُطُوبٌ تكفي، وشُغلٌ عظيم
وبينما هُوَ يهذِي أتى النَّعيُّ الذَّميم
يقول: خَلَّفْتُ سعْداً والعظمُ منه هشيم
رأَى منَ الذِّئْبِ ما قد رأَى أَبوه الكريم
فقال ذو البَيْنِ للأُ م حين ولَّتْ تَهيم:
إن الحكيمَ نبيُّ لسانه معصوم
ألم أقلْ لكِ توا لكل يومٍ هُموم؟
قالت: صدقتَ، ولكِنْ هذا الكلامُ قديم
فإن قَوْميَ قالوا: وجْهُ الغُراب مَشوم
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعرأحمد شوقي
قردٌ رأى الفيلَ على الطريقِ
قردٌ رأى الفيلَ على الطريقِ مهرولاً خوفاً من التعويقِ
وكان ذاك القِردُ نصفَ أَعمى يُريد يُحْصِي كلَّ شيءٍ عِلما
فقال: أهلا بأبي الأهوالِ ومرْحباً بِمُخْجِلِ الجِبالِ
نقدي الرؤوسُ رأسكَ العظيما فقف أشاهدْ حسنك الوسيما
للهِ ما أظرفَ هذا القدَّا وألطف العظمَ وأبهى الجلدا!
وأَملَح الأذْنَ في الاستِرسالِ كأَنها دائرة ُ الغِربالِ!
وأَحسَنَ الخُرطومَ حين تاهَا كأَنه النخلة ُ في صِباها!
وظَهرُك العالي هو البِساطُ للنفْسِ في رُكوبِه کنبِساطُ
فعدَّها الفيلُ من السعودِ وأمرَ الشاعرَ بالصُّعود
فجالَ في الظهر بلا توانِ حتى إذا لم يَبقَ من مكان
أَوفى على الشيءِ الذي لا يُذكرُ وأدخلَ الاصبعَ فيه يخبرُ
فاتهم الفيلُ البعوضَ، واضطربْ وضيَّقَ الثقب، وصالَ بالذنبْ
فوقَعَ الضربُ على السليمه فلحِقَتْ بأُختِها الكريمه
ونزل البصيرُ ذا اكتئابِ يشكو إلى الفيلِ من المُصابِ
فقال: لا مُوجِب للندامه الحمد لله على السلامه
من كان في عينيْه هذا الداءُ ففي العَمى لنفسِه وقاءُ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 7 من اصل 10 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
مواضيع مماثلة
» ديوان شعر المتنبي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» الجنه شوقي لهــا ابكاني
» قصة حياة وحش الشاشة فريد شوقي
صفحة 7 من اصل 10
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى