ديوان شعر جبران خليل جبران
صفحة 1 من اصل 8
صفحة 1 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
ديوان شعر جبران خليل جبران
أبصر جبران خليل جبران النور في بشري في 6 كانون الثاني 1883، وهو الولد البكر لخليل جبران ولكاملة رحمة في زيجتها الثالثة وشقيق بطرس (أخوه من أمه) ومريانا وسلطانة
ترعرع في بشري مدللاً في طفولته، وتلقى في مدرسة الخوري جرمانوس التابعة لدير مار ليشاع، أوليّات السريانية والعربية. تفتح هذا الصبي المدلل على مجتمع مرهق بالتناقضات وتفاعلت في أعماقه
توفي في نيويورك 10 ابريل 1931 بداء السل
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
قبس بدا من جانب الصحراء
قبس بدا من جانب الصحراء هل عاد عهد الوحي في سيناء
أرنو إلى الطور الأشم فأجتلي إيماض برق واضح الإيماء
حيث الغمامة والكليم مروع أرست وقوراً أيما إرساء
دكناء مثقلة الجوانب رهبة مكظومة النيران في الأحشاء
حتى تكلم ربها فتمزقت بين الصواعب في سنى وسناء
وتنزلت أحكامه في لوحها مكتوبة آياتها بضياء
أترى العناية بعد لأي هيأت للشرق منجاة من الغماء
فأتيح في لوح الوصايا جانب خال لمؤتنف من الإيصاء
وتخلفت بين الرمال مظنة لتفجر في الصخرة الصماء
قد آن للعاشين في ظلمائهم حقبا خروجهم من الظلماء
إني لميمون النقيبة ملهم إبراء زمناهم وري ظماء
إن لم يقدهم قائد ذو مرة متبين منهم مكان الداء
يهديهم سبل الرقي ملائما لزمانهم وطرائق العلياء
ألشاعرية لا تزال كعهدها بعد النبوة مهبط الإيحاء
والصوت إن تدع الحقيقة صوتها والنور نور خيالها الوضاء
يا شيخ سيناء التي بعث الهدى من تيهها في آية غراء
سنرى وأنت معرب عن حقها كيف الموات يفوز بالأحياء
ه ل
وتنزل الأقوام عن أخطارها وتعسف الحكم والكبراء
أبناء يعرب في أسى من حقبة شقيت بها الآداب جد شقاء
جنف البغاة بها على أهل النهى واستعبد العلماء للجهلاء
وتخيل السادات في أقوامهم شعراءها ضربا من الأجراء
وهم الذين تناشدوا أقوالهم للفخر آونة وللتأساء
وبفضلهم غذيت غراث عقولهم من كل فاكهة ألذ غذاء
وبنفحة منهم غدت أسماؤهم من خالدات الذكر في الأسماء
أصلح بهم رأي الأولى خالوهم آلات تهنئة لهم وعزاء
ولتشهد الأوطان ما حسناتهم في المنصب العالي وفي الإثراء
ولتعلم الأيام ما هو شأنهم في كل موقف عزة وإباء
يا باعث المجد القديم بشعره ومجدد العربية العرباء
أنت الأمير ومن يكنه بالحجى فله به تيه على الأمراء
أليوم عيدك وهو عيد شامل للضاد في متباين الأرجاء
في مصر ينشد من بنيها منشد وصداه في البحرين والزوراء
عيد به اتحدت قلوب شعوبها ولقد تكون كثيرة الأهواء
كم ريم تجديد لغابر مجدها فجنى عليه تشعب الآراء
ما أبهج الشمس التي لاحت لها بعد القنوط وطالعت برجاء
ألشعر أدنى غاية لم يستطع إدناءها عزم وحسن بلاء
ما السحر إلا شعر أحمد مالكا منها القياد بلطف الاستهواء
قد هيأت آياته لوفودها في مصر عن أمم أحب لقاء
لا يوقظ الأقوام إلا منشد غرد ينبه نائم الأصداء
كلا وليس لها فخار خالص كفخارها بنوابغ الشعراء
يا مصر باهي كل مصر بالأولى أنجبت من أبنائك العظماء
حفلوا لأحمد حفلة ميمونة لم تأت في نبإ من الأنباء
ما أحمد إلا لواء بلاده في الشرق يخفق فوق كل لواء
علم به الوادي أناف على ذرى شم الجبال بذروة شماء
بسمت ذؤابته وما زان الربى في هامها كالحلية البيضاء
هل في لدات أبي علي نده إن يصدرا عن همة ومضاء
أو شاعر كأبي حسين آخذ من كل حال مأخذ الحكماء
فهم الحياة على حقيقة أمرها فأحبها موفورة النعماء
يجني دوانيها ولا يثنيه ما دون القواصي من شديد عناء
يقضي مناه أناقة في عيشه ويفي بحق المجد أي وفاء
عظمت مواهبه وأحرز ما اشتهى من فطنة خلابة وذكاء
إن تلقه النبوغ ممثلا في صورة لماحة اللألاء
طبعت من الحسن العتيق بطابع وضاح آيات بديع رواء
زان الخيال جمالها بسماته وأعارها قسماته لبقاء
واليوم إذ ولى الصبا لم يبق من أثر عليها عالق بفناء
لا شيء أروع إذ تكون جليسة من ذلك الرجل القريب النائي
أبدا يقلب ناظريه وفيهما تقليب أمواج من الأضواء
يرنو إلى العليا بسامي طرفه ويلاحظ الدنيا بلا إزراء
يغضي سماحا عن كثير جفنه وضميره أدنى إلى الإغضاء
فإذا تحدثه فإن لصوته لحنا رخيم الوقع في الحوباء
في نطقه الدر النفيس وإنما تصطاده الأسماع بالإصغاء
لكن ذاك الصوت من خفض به يسمو الحفاظ به إلى الجوزاء
أعظم بشوقي ذائدا عن قومه وبلاده في الأزمة النكراء
لتكاد تسمع من صرير يراعه زأرا كزأر الأسد في الهيجاء
وترى كأزندة يطير شرارها متداركا في الأحرف السوداء
وتحس نزف حشاشة مكلومة بمقاطر الياقوتة الحمراء
في كل فن من فنون قريضه ما زال فوق مطامع النظراء
أما جزالته فغاية ما انتهت شرفا إليه جزالة الفصحاء
وتكاد رقته تسيل بلفظه في المهجة الظمأى مسيل الماء
لولا الجديد من الحلى في نظمه لم تعزه إلا إلى القدماء
ناهيك بالوشي الأنيق وقد زها ما شاء في الديباجة الحسناء
يسري نسيم اللطف في زيناتها مسرى الصبا في الروضة الغناء
هتكت قريحته السجوف وأقبلت تسبي خبايا النفس كل سباء
فإذا النواظر بين مبتكراته تغزى بكل حيية عذراء
في شدوه ونواحه رجع لما طويت عليه سرائر الأحياء
هل في السماع آلام الجوى كنواحه وكشدوه بغناء
يشجي قديم كلامه كجديده وأرى القديم يزيد في الإشجاء
فمن الكلام معتق إن ذقته ألفيته كمعتق الصعباء
ملأت شوارده الحواضر حكمة وغزت نجوع الجهل في البيداء
وترى الدرارى في بحور عروضه وكأنهن دنت بهن مرائي
كم في مواقفه وفي نزعاته من مرقصات الفن والإنشاء
كم في سوانحه وفي خطراته من معجزات الخلق والإبداء
رسم النبوغ له بمختلفاتها صورا جلائل في عيون الرائي
ألممت من شوقي بنحو واحد وجلاله متعدد الأنحاء
ملأت محاسنها قلوب ولاته وتثبتت في أنفس الأعداء
لله شوقي ساجيا أو ثائرا كالليث والبركان والدأماء
لله شوقي في طرائق أخذه بطرائف الأحوال والأشياء
في لهوه وسروره في زهوه وغروره في البث والإشكاء
في حبه للنيل وهو عبادة للرازق العواد بالآلآء
في بره ببلاده وهيامه بجمال تلك الجنة الفيحاء
في وصفه النعم التي خصت بها من حسن مرتبع وطيب هواء
في ذكره متباهيا آثارها ومآثر الأجداد والآباء
في فخره بنهوضها حيث الردى يهوي بهام شبابها النبهاء
في شكره للمانعين حياضها وحماة بيضتها من الشهداء
في حثه أعوان وحدتها على ود يؤلف شملهم وإخاء
متثبتين من البناء بركنه لتماسك الأعضاد والأجزاء
في نصحه بالعلم وهو لأهله حرز من الإيهان والإيهاء
في وصفه الآيات مما أبدعت أمم يقظن ونحن في إغفاء
لم يبق من عجب عجاب خافيا في بطن أرض أو بظهر سماء
هذا إلى ما لا يحيط بوصفه فكري ودون أقله إطرائي
بلغت خلال العبقرية تمها فيه وجازت شأو كل ثناء
فإذا عييت ولم أقم بحقوقها فلقد يقوم العذر بالإبلاء
ماذا على متنكب عن غاية والشوط للأنداد والأكفاء
أعلمت ما مني هواه وإنه لنسيج عمر صداقة وفداء
أي حافظ العهد الذي أدعو وما أخشى لديه أن يخيب دعائي
أدرك أخاك وأوله نصرا بما ينبو به إلاك في البلغاء
جل المقام وقد كبت بي همتي فأقل جزاك الله خير جزاء
يأبى عليك النبل إلا أن ترى في أول الوافين للزملاء
والشرق عالي الرأس موفور الرضى برعاية النبغاء للنبغاء
يا من صفا لي وده وصفا له ودي على السراء والضراء
فأعزني يوم الحفاظ ولاؤه وأعزه يوم الحفاظ ولائي
وعرفت في نادي البيان مكانه ومكانه الأسنى بغير مراء
يهنيك هذا العيد دم مستقبلا أمثاله في صحة وصفاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
هم يفتحون السماء
هم يفتحون السماء ويملكون الهواء
ويقطعون الصحارى ويعبرون الماء
ونحن نمكث في عقر دارنا غرباء
كأننا قد خلقنا نلامس الغبراء
نرنو ونأسى ونفني دمع العيون بكاء
ولا نرى غير ذكرى أجدادنا تأساء
نال التواكل منا والضعف ما الجهل شاء
واللهو حط قوانا وسفل الأهواء
وأوشك اليأس أن يسئم الكرام البقاء
لو لم يقيض لنا الله نخبة نبلاء
تنافسوا في سبيل الحمى ندى وفداء
وبالمآثر ردوا إلى النفوس الرجاء
حيت سماء المعالي نجما جديدا أضاء
وصان كاليء مصر سراتها العظماء
وخص فيها بخير قليني المعطاء
ألأريحي سليل البيت الرفيع بناء
لله مكرمة جازت الظنون سخاء
هل المقالة توفي ما تستحق ثناء
هذي البيوت تربي البنات والأبناء
هي المنابت يزكو فيها الغراس نماء
هي العيون الصوافي تروي القلوب الظماء
بالعلم تدرك مصر الحرية العصماء
وتستعيد الفخار القديم والعلياء
وتسترد من الدهر عزها والرخاء
شبابها صفوة النشء فطنة وذكاء
إن ثقفوا بهروا الخلق همة ومضاء
هم المخايل في أوجه العلى تتراءى
هم البشائر تجلو للراقبين ذكاء
في فجر عصر جديد يزهو سنى وسناء
بناتها لا يضارعن زينة وحياء
إذا سفرن أغرن الكواكب الزهراء
حرائر الطبع غبن أن يغتدين إماء
وكيف ينجبن في الرق سادة طلقاء
أرقى الشعوب رجالا أرقى الشعوب نساء
فيا سريا بأسنى الهبات زكى الثراء
ومفردا في زمان أبى له النظراء
ألشرق يذكر بالحمد هذه الآلاء
ومصر ترفع تيها جبينها الوضاء
فاسلم لها وتلق التخليد فيها جزاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
ترحلت عن زمني عائدا
ترحلت عن زمني عائدا خلال القرون إلى ما وراء
وما طيتي غير أني وقفت بآثار فن عداها الفناء
هياكل شيدها للخلود نبوغ جبابرة أقوياء
فجسمي في دهره ماكث وقلبي في أول الدهر ناء
أجلت بتلك الرسوم لحاظا يغالب فيها السرور البكاء
فما ارتهن الطرف إلا مثال عتيق الجمال جديد الرواء
مثال لإيزيس في صلده تحس الحياة وتجري الدماء
يروعك من عطفه لينه ويرويك من رونق الوجه ماء
به فجر الحسن من منبع فيا عجبا للرمال الظماء
فتون الدلال وردع الجلال وأمر الحياة ونهي الحياء
فأدركت كيف استبت عابديها بسحر الجمال وسر الذكاء
وبث العيون شعاع النهى يبيح السرائر من كل راء
لقد غبرت حقب لا تعد يدول النعيم بها والشقاء
تزول البلاد وتفنى العباد وإيزيس تزهو بغير ازدهاء
إذا انتابها الدهر ما زادها وقد حسر الموج إلا جلاء
لبثت أفكر في شأنها مطيفا بها هائما في العراء
فلما براني حر الضحى وأدركني في الطواف العياء
أويت إلى السمح من ظلها وفي ظلها الروح لي والشفاء
يجول بي الفكر كل مجال إذا أقعد الجسم فرط العناء
فما أنا إلا وتلك الإلهة ذات الجلالة والكبرياء
قد اهتز جانبها وانتحت تخطر بين السنى والسناء
وترمقني بالعيون التي تفيض محاجرها بالضياء
بتلك العيون التي لم تزل يدان لعزتها من إباء
فما في الملوك سوى أعبد وما في المليكات إلا إماء
وقالت بذاك الفم الكوثري الذي رصعته نجوم السماء
أيا ناشد الحسن في كل فن رصين المعاني مكين البناء
لقد جئت من آهلات الديار تحج الجمال بهذا العراء
فلا يوحشنك فقد أنيس سوى الذكر يعمر هذا الخلاء
وإن الرسوم لحال تحول وللحسن دون الرسوم البقاء
له صور أبدا تستجد وجوهره أبدا في صفاء
بكل زمان وكل مكان ينوع في الشكل للأتقياء
فليس القديم وليس الحديث لدى قدرة الله إلا سواء
رفعت لك الحجب المسدلات وأبرحت عن ناظريك الخفاء
تيمم بفكرك أرضا لنا بها صلة من قديم الإخاء
بلاد الشآم التي لم تزل بلاد النوابغ والأنبياء
ففي سفح لبنان حورية تفنن مبدعها ما يشاء
إذا ما بدت من خباء العفاف كما تتجلى صباحا ذكاء
تبينتها وهي لي صورة أعيدت إلى الخلق بعد العفاء
فتعرفها وبها حليتاي سحر الجمال وسر الذكاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
قل للذين طلوه
قل للذين طلوه فزيفوه طلاء
تلك الجلالة كانت صدقا فصارت رياء
يا حائنين صباحا فبائدين مساء
وواردين المنايا في الأعجلين فناء
باي شيء إليكم ذاك الخلود أساء
أدمية في يديكم بالصبغ تعطي رواء
يا حسرة الفن ممن يسطو عليه ادعاء
ولا يرى الحسن إلا نظافة رعناء
وجدة تتشظى تلمعا وازدهاء
تفدي التلاوين أبقى ما كان منها حياء
وما عصى في سبيل الحصافة الأهواء
وما أتى وفق أسمى معنى أريد أداء
وما على متمنى سلامة الذوق جاء
يا كدرة حقروها إذ حولوها صفاء
وغبرة يكره الفن أن تكون نقاء
وصدأة يأنف الحسن أن تعود جلاء
ليس العتيق إذا جاد الجديد سواء
خمسون عاما تقضين ضحوة وعشاء
في صنع وشي دقيق لقين فيه العناء
واهي النسيل دقيق النسيح ما اللطف شاء
لكن متين على كونه يخال هباء
يزيده الدهر قدرا بقدر ما يتناءى
ويستعير لأبقى الفخار منه رداء
نظمنه لحمات وصغنه أسداء
والنور سخرن كيما يبدعنه والماء
والحر والبرد أعملن والثرى والهواء
حتى كسون حديد التمثال ذاك الغشاء
مزركشا برموز بديعة إيحاء
مما تخط المعالي على الرجال ثناء
غير الحروف رسوما وغيرهن هجاء
ما زلن يأبين إلا أولي النهى قراء
ذاك الغشاء وقد تم حسنه استيفاء
علا غلام إليه بمسحه سوداء
وجر جهلا على آية الجلال العفاء
فبينما النصب الفخم يبهج الحوباء
إذ عاد بالدهن والصقل صورة جوفاء
نضاحة ماء قار منفوخة كبرياء
ليلاء ترسل من كل جانب لألاء
كأنها لفتات التاريخ يرنو وراء
وليس يألو المداجين بيننا إزراء
نظرت والشعب يأسى والخطب عز عزاء
والفن يستنزف الدمع حرقة واستياء
ومصر فرعون من أوج مجدها تتراءى
غضبى تقبح تلك الأفعولة النكراء
فقلت للجهل والغم يفطر الأحشاء
يا قاتل الشرق بالترهات قوتلت داء
أمالئ الكون في وقته سنى وسناء
رب الكنانة محيي مواتها إحياء
أمضى مليك تولى إدارة وقضاء
وخير من رد بالعدل أرض مصر سماء
وكان صاعقة الله إن رمى الأعداء
وكان نوء الموالين رحمة وسخاء
يمد فدم إلى شخصه يدا عسراء
تكسوه حلة عيد والعز يبكي إباء
فبينما كان مرآه يبعث الخيلاء
إذا الجواد ورب الجواد بالهون باءا
في زينة لست تدري زرقاء أو خضراء
ترد هيبة ذاك الغضنفر استهزاء
أكبر بذاك افتراء على العلى واجتراء
ذنب جسيم يقل التأنيب فيه جزاء
من فعل زلفى على القطر جرت الأرزاء
واليوم تغسل أعلاقها البلاد بكاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
كنا وقد أزف المساء
كنا وقد أزف المساء نمشي الهوينا في الخلاء
ثملين من خمر الهوى طربين من نغم الهواء
متشاكيين همومنا وكثيرها محض اشتكاء
حتى إذا عدنا على صوت المؤذن بالعشاء
سرنا بجانب منزل متطامن واهي البناء
فاستوقفتني وانبرت وثبا كما تثب الظباء
حتى توارت فيه عني فانتظرت على استياء
وارتبت في الأمر الذي ذهبت إليه في الخفاء
فتبعتها متضائلا أمشي ويثنيني الحياء
فرأيت أما باديا في وجهها أثر البكاء
ورأيت ولدا سبعة صبرا عجافا أشقياء
سود الملابس كالدجى حمر المحاجر كالدماء
وكأن ليلى بينهم ملك تكفل بالعزاء
وهبت فأجزلت الهبات ومن أياديها الرجاء
فخجلت مما رابني منها وعدت إلى الوراء
وبسمت إذ رجعت فقلت كذا التلطف في العطاء
فتنصلت كذبا ولم يسبق لها قول افتراء
ولربما كذب الجواد فكان أصدق في السخاء
فأجبتها أني رأيت ولا تكذب عين راء
لا تنكري فضلا بدا كالصبح نم به الضياء
يخفي الكريم مكانه فتراه أطيار السماء
ثم انثنينا راجعين وملء قلبينا صفاء
مفكهين من الأحاديث العذاب بما نشاء
فإذا عصيفير هوى من شرفة بيد القضاء
عار صغير واجف لم يبق منه سوى الذماء
ظمآن يطلب ريه جوعان يلتمس الغذاء
ولشد ما سرت بهذا الضيف ليلى حين جاء
فرحت بطيب لقائه فرح المفارق باللقاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
أيها الفرسان رواد السماء
أيها الفرسان رواد السماء إننا قوم إلى المجد ظماء
خبرونا وانقعوا غلتنا كيف جو السائدين العظماء
كيف جو الفتح فيما سخرت من قرى الدنيا عقول العلماء
كيف جو العبقريات وقد شالت الأطواد فيه كالهباء
خفقت ألوية الغرب ولم يك بالأمس لنا فيه لواء
فلنا اليوم به أجنحة ولنا أبطالنا والشهداء
هبط النسر بفرخيه وما كان صيادهما غير القضاء
أي سطر في المعالي كتبا بالزكي الحر من تلك الدماء
قتلا في حب مصر ولها كلنا بالمال والروح فداء
نحن في دار الأسى نبكيهما وهما في الخالدين السعداء
شرف لو بذلك المرء به عمره لم يكن العمر كفاء
بين من يرثي ومن يرثى له أكثر الأحياء أولى بالرثاء
أيها السرب الموافي وبه عن فقيدته العزيزين عزااء
هات نسمنا نسيما طاهرا لم يكدر بقذى منه الصفاء
خالصا من أثر السم الذي يفسد الذل به طلق الهواء
ما شعور المرء في تلك العلى حين يرقى وله ملك الفضاء
أيرى في الشامخ المنداح من دونه كيف مآل الكبرياء
أيرى والبحر مردود إلى ملتقى حديه ما حد البقاء
أيرى الضدين من خفض ومن رفعة صارا إلى شيء سواء
جولة للمرء إن يسم بها فبها كل الرضى قبل الفناء
نزل الأسطول في أعيننا منزل القوة منها والضياء
وتلقته الحنايا هابطا مهبط اليقظة منها والرجاء
فرح الأحياء في مصر به فرحا لم ينتقص من مراء
واستقرت من منى مقلقة ملثاويها بقايا القدماء
شرفا سرب لا يكرثك في عزة الفوز نكير السفهاء
هل تنال الصائل الجائل في فلك النسر سهام من هواء
قسم العيش وأدنى قسمة فيه للمستسلمين الضعفاء
منذ أزمعت مآبا وعدت دونه الأخطار في تلك الجواء
كل نفس وجمت من خشية وأحست ما تعاني من بلاء
إنما البعد عن القلب نوى ليس من ينأى عن العين بناء
من تراه يصف الوجد الذي وجدوه إن دنا يوم اللقاء
ألقوا السمع إلى الغيب وقد حبسوا الأنفاس حتى قيل جاء
فتمثلت لهم في صورة ما رأت أروع منها عين راء
مصر في الوجهين شطرا مهجة خفقت للعائدين البسلاء
وتملت غبطة ضاعفها باعث العجب وداعي الخيلاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
هذي رؤوس القمم الشماء
هذي رؤوس القمم الشماء نواهضا بالقبة الزرقاء
نواصع العمائم البيضاء روائع المناطق الخضراء
يا حسن هذي الرملة الوعساء وهذه الأودية الغناء
وهذه المنازل الحمراء راقية معارج العلاء
وهذه الخطوط في البيداء كأنها أسرة العذراء
وذلك التدبيج في الصحراء من كل رسم باهر للرائي
وهذه المياه في الصفاء آنا وفي الإزباد والإرغاء
تنساب في الروض على التواء خفية ظاهرة اللألاء
ونسم قواتل للداء يشفين كل فاقد الشفاء
ومعشر كأنجم الجوزاء يلتمسون سترة المساء
في ملعب للطيب والهواء ومرتع للنفس والأهواء
ومبعث للفكر والذكاء ومنتدى للشعر والغناء
يا وطنا نفديه بالدماء والأنفس الصادقة الولاء
ما أسعد الظافر باللقاء والقرب بعد الهجر والجلاء
إن أك باكيا من السراء فإن طول الشوق في التنائي
ألف بين العين والبكاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
هذي رؤوس القمم الشماء
هذي رؤوس القمم الشماء نواهضا بالقبة الزرقاء
نواصع العمائم البيضاء روائع المناطق الخضراء
يا حسن هذي الرملة الوعساء وهذه الأودية الغناء
وهذه المنازل الحمراء راقية معارج العلاء
وهذه الخطوط في البيداء كأنها أسرة العذراء
وذلك التدبيج في الصحراء من كل رسم باهر للرائي
وهذه المياه في الصفاء آنا وفي الإزباد والإرغاء
تنساب في الروض على التواء خفية ظاهرة اللألاء
ونسم قواتل للداء يشفين كل فاقد الشفاء
ومعشر كأنجم الجوزاء يلتمسون سترة المساء
في ملعب للطيب والهواء ومرتع للنفس والأهواء
ومبعث للفكر والذكاء ومنتدى للشعر والغناء
يا وطنا نفديه بالدماء والأنفس الصادقة الولاء
ما أسعد الظافر باللقاء والقرب بعد الهجر والجلاء
إن أك باكيا من السراء فإن طول الشوق في التنائي
ألف بين العين والبكاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
وليلة رائقة البهاء
وليلة رائقة البهاء مشوبة الظلام بالضياء
أشبه بالجارية الغراء في حلة شفافة سوداء
باد جمالها على الخفاء سكرى من النسيم والأنداء
جرت الفلك على الدأماء خافقة الفؤاد بالرجاء
خفيفة كالظل في الإسراء تبدي افترارا في ثغور الماء
كأنما طريقها مرائي والشهب فيها أعين روائي
بمشهد من عالم الأضواء في متراءي البحر والسماء
يحملها الموج على الولاء والريح تحدوها بلا حداء
كأنما الأسماع في الأحشاء والدهر في سكينة الإصغاء
يا مصر دار السعد والهناء ومهبط الأسرار والإيحاء
عليك من هذا المحب النائي سلام قلب ثابت الولاء
يهواك في السراء والضراء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
زمزم أسرت إسراء يمن
زمزم أسرت إسراء يمن تغري الدياجير بالضياء
وفي جلا الصباح أبدت قرة عين لكل راء
إن هاجمتها الرياح ردت هوجاءها وهي كالرخاء
إحدى ثلاث نرجو مزيدا لهن يأتي على الولاء
يا حبذا الماخرات في البحر والمغذات في الهواء
مراكب السلم غازيات ما عز نيلا من الثراء
بهن تنأى تخوم مصر إلى النهايات في الفضاء
يا طلعت الخير ذاك جهد يقصر عنه جهد الثناء
هيأت بالصفقتين فتحا لمصر في الماء والسماء
فمصر في المسبحين والمسرحين مرفوعة اللواء
أبليت والصالحين في كل موقف أحسن البلاء
وحسبكم أنكم بنيتم لمجدها أرسخ البناء
وأنكم بين ساسة المال من ثقات وأقوياء
نزلتم منزلا رفيعا بالعلم والحلم والمضاء
تدرون ما في ذخائر الشرق من نبوغ ومن ذكاء
مصر فخور بأن حللتم محل صدق في هؤلاء
وكنتم بالذي ادعيتم بينهم غير أدعياء
دوموا لهذي الديار واسموا إلى ذرى الفخر والعلاء
وحققوا بالذي وليتم لقومكم أبعد الرجاء
جزاكم الله عن حماكم وأهله أكرم الجزاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
يا سعد هذي الليلة الزهراء
يا سعد هذي الليلة الزهراء جددت عهد السعد بالحمراء
جددت في مصر في الدار التي كانت وظلت ملتقى الأمراء
في حيث أعلى المالكين مكانة نزلوا منازلهم من العلياء
في حيث إسماعيل لاح بنبله فوق السهى لضيوفه النبلاء
هل كان إسماعيل إلا صورة شرقية للعزة القعساء
بنداة وادي النيل سال وبالذي أسداة طال على الذرى الشماء
أنظر إلى آثاره يزهى بها قطراه في دانيهما والنائي
هذي الجزيرة من بدائع خلقه بغياضها ورياضها الفيحاء
وبنائها الفخم البديع نظامه من صنع ذاك المبدع البناء
لله آيات الصناعة في الدمى من شارك الرحمن في الإحياء
لله ناطقة النقوش أهكذا تعطى الكلام جوامد الأشياء
لله مطفرة تصعد قطرها وترده صببا على الأنحاء
تجد النجوم حيالها ضحاكة بشعاعها بكاءة بالماء
قد أخلفت بسكونها وصفائها فعل النجوم مثيرة الأنواء
هل غير هذا الصرح زين بمثل ما فيه لإيناس وحسن لقاء
وقرى العيون من الطرائف والحلى غير القرى من مشرب وغذاء
يا من له صدر المقام تجلة وهو النزيل وليس كالنزلاء
هذي هي الدار التي قلدتها شرفا به تاهت على الجوزاء
شرف به النبأ البعيد دويه يختال معتزا على الأنباء
ولآل لطف الله منه كرامة ستظل في الأحفاد والأبناء
إني لهذا الفضل عنهم شاكر والشكر في السادات خير وفاء
شكر زها شعري به متهللا كتهلل النوار بالأنداء
أنى تكن لا غرو أن يلفى الحمى وبه روائع من سنى وسناء
أفلم تكن شبل الحسين ورأيه وفرنده في السلم والهيجاء
ملك به رحم النبوءة واشج وله جلال الصيد في الخلفاء
أهدى العروش إلى بنيه وبثهم في الشرق بث الشمس للأضواء
أعظم بعبد الله نجلا صالحا يقفو أباه حجى وحسن بلاء
فيه النزاهة والنباهة يعتلي بهما على الأنداد والنظراء
جمع الوداعة والإباء فحبذا هو من أمير وداعة وإباء
خلقان كلهما إليه قد انتهى عن أكرم الأجداد والآباء
وله مروءات تجاب بذكرها جوب الرياض مجادب البيداء
وله فضائل إن تحدث عارف عنها عرته نشوة الصهباء
وله وقائع في البسالة يزدهي بصغارهن أكابر البسلاء
وله طرائف في السماحة نقحت ما أخطأته طرائق السمحاء
فهو الحبيب إلى الولاة مصافيا وهو البغيض وغى على الأعداء
لا زلت عبد الله في هام العلى تاجا يفيض بباهر اللألاء
للمجد سر فيك ناط به غدا وغدا يحقق فيك خير رجاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
تلك الدجنة آذنت بجلاء
تلك الدجنة آذنت بجلاء وبدا الصباح فحي وجه ذكاء
ألعدل يجلوها مقلا عرشها والظلم يعثر عثرة الظلماء
يا أيها العظيم تحية فك الأسارى بعد طول عناء
أوشكت فيك وقد نسيت شكيتي أن أوسع الأيام طيب ثناء
حسبي اعتذارك عن مساءة ما مضى بمبرة موفورة الآلاء
ألشمس يزداد ائتلافا نورها بعد اعتكار الليلة الليلاء
ويضاعف السراء في إقبالها تذكار ما ولى من الضراء
لا كانت الحجج التي كابدتها من بدء تلك الغارة الشعواء
ألحزن حيث أبيت ملء جوانحي والناء ملء جوانب الغبراء
دامي الحشاشة لم أخلني صابراً بعد الفراق فظافرا بلقاء
منهد أركان العزيمة لم أكد يأسا أمني مهجتي بشفاء
حجج بلوت الموت حين بلوتها متعرضا لي في صنوف شقاء
لكنها والحمد لله انقضت وتكشفت كتكشف الغماء
وغدا الخليل مهنئا ومهنئا بعد الأسى وتعذر التأساء
جذلان كالطفل السعيد بعيده مسترسلا في اللفظ والإيماء
يقضي وذلك نذره في يومه حاجات سائله بلا إبطاء
ما كان أجوده على بشرائه بثرائه لو كان رب ثراء
عاد الحبيب المفتدى من غربة أعلت مكانته عن الجوزاء
إن الأديب وقد سما ببلائه غير الأديب وليس رب بلاء
في برشلونة نازح عن قومه ودياره والأهل والقرباء
ناء ولو أغنت من المقل النهى ما كان عنهم لحظة بالنائي
بالأمس فيه العين تحسد قلبها واليوم يلتقيان في نعماء
أهلا بنابغة البلاد ومرحبا بالعبقري الفاقد النظراء
شوقي أمير بيانها شوقي فتى فتيانها في الوقفة النكراء
شوقي وهل بعد اسمه شرف إذا شرفت رجال النبل بالأسماء
وافى ومن للفاتحين بمثل ما لاقى من الإعظام والإعلاء
مصر تحييه بدمع دافق فرحا وأحداق إليه ظماء
مصر تحييه بقلب واحد موف هواه به على الأهواء
جذلى بعود ذكيها وسريها جذلى بعود كميها الأباء
حامي حقيقتها ومعلي صوتها أيام كان الصوت للأعداء
ألمنشيء اللبق الحفيل نظيمه ونثيره بروائع الأبداء
ألبالغ الخطر الذي لم يعله خطر بلا زهو ولا خيلاء
ألصادق السمح السريرة حيث لا تعدو الرياء مظاهر السمحاء
ألراحم المسكين والملهوف والمظلوم حين تعذر الرحماء
علما بأن الأقوياء ليومهم هم في غدا غد من الضعفاء
ألطيب النفس الكريم بماله في ضنة من أنفس الكرماء
ألكاظم الغيظ الغفور تفضلا وتطولا لجهالة الجهلاء
جد الوفي لصحبه ولأهله ولقومه إن عز جد وفاء
ألمفتدي الوطن العزيز بروحه هل يرتقي وطن بغير فداء
متصديا للقدوة المثلى وما زال السراة منائر الدهناء
هذي ضروب من فضائله التي رفعته فوق منازل الأمراء
جمعت حواليه القلوب وأطلقت بعد اعتقال ألسن الفصحاء
ما كان للإطراء ذكرى بعضها وهي التي تسمو عن الإطراء
قلت اليسير من الكثير ولم أزد شيئا وكم في النفس من أشياء
أرعى اتضاع أخي فأوجز والذي يرضي تواضعه يسوء إخائي
إن البلاد أبا علي كابدت وجدا عليك حرارة البرحاء
وزكا إلى محبوبها تحنانها بتبغض الأحداث والأرزاء
لا بدع في إبدائها لك حبها بنهاية الإبداع في الإبداء
فالمنجبات من الديار بطبعها أحنى على أبنائها العظماء
ألقطر مهتز الجوانب غبطة فيما دنا ونأى من الأرجاء
روي العطاش إلى اللقاء وأصبحوا بعد الجوى في بهجة وصفاء
وبجانب الفسطاط حي موحش هو موطن الموتى من الأحياء
فيه فؤاد لم يقر على الردى لأبر أم عوجلت بقضاء
لاح الرجاء لها بأن تلقى ابنها وقضت فجاء اليأس حين رجاء
أودى بها فرط السعادة عندما شامت لطلعته بشير ضياء
لكنما عود الحبيب وعيده ردا إليها الحس من إغفاء
ففؤادها يقظ له فرح به وبفرقديه من أبر سماء
يرعى خطى حفدائها ويعيذيهم في كل نقلة خطوة بدعاء
في رحمة الرحمن قري واشهدي تمجيد أحمد فهو خير عزاء
ولأمه الكبرى وأمك قبله خلي وليدك وارقدي بهناء
مصر بشوقي قد أقر مكانها في الذروة الأدبية العصماء
هو أوحد الشرقين من متقارب متكلم بالضاد أو متنائي
ما زال خلاقا لكل خريدة تصبي الحليم بروعة وبهاء
كالبحر يهدي كل يوم درة أزهى سنى من أختها الحسناء
قل للمشبه إن يشبه أحمدا يوما بمعدود من الأدباء
من جال من أهل اليراع مجاله في كل مضمار من الإنشاء
من صال في فلك الخيال مصاله فأتى بكل سبية عذراء
أصحبته والنجم نصب عيونه والشأو أوج القبة الزرقاء
إذ
يا حسنه شكرا من ابن مخلص لأب هو المفدي بالآباء
أغلى على ماء اللآليء صافيا ما فاض ثمة من مشوب الماء
أتهادت الأهرام وهي طروبة لمديحه تهتز كالأفياء
فعذرت خفتها لشعر زادها بجماله الباقي جمال بقاء
أنظرت كيف حبا الهياكل والدمى بحلى تقلدها لغير فناء
فكأنها بعثت به أرواحها ونجت بقوته من الإقواء
أتمثلت لك مصر في تصويره بضفافها وجنانها الفيحاء
وبدا لوهمك من حلي نباتها أثر بوشي بيانه مترائي
أسمعت شدو البلبل الصداح في أيكاتها ومناحة الورقاء
فعجبت أني صاغ من تلك اللغى كلمات إنشاد ولفظ غناء
لله يا شوقي بدائعك التي لو عددت أربت على الإحصاء
من قال قبلك في رثاء نقسه يجري دما ما قلت في الحمراء
في أرض أندلس وفي تاريخها وغريب ما توحي إلى الغرباء
جاريت نفسك مبدعا فيها وفي آثار مصر فظلت أوصف رائي
وبلغت شأو البحتري فصاحة وشأوته معنى وجزل أداء
بل كنت أبلغ إذ تعارض وصفه وتفوق بالتمثيل والإحياء
يا عبرة الدنيا كفانا ما مضى من شأن أندلس مدى لبكاء
ما كان ذنب العرب ما فعلوا بها حتى جلوا عنها أمر جلاء
خرجوا وهم خرس الخطى أكبادهم حرى على غرناطة الغناء
ألفلك وهي العرش أمس لمجدهم حملت جنازته على الدأماء
أوجزت حين بلغت ذكرى غبهم إيجاز لا عي ولا إعياء
بعض السكوت يفوق كل بلاغة في أنفس الفهمين والأرباء
ومن التناهي في الفصاحة تركها والوقت وقت الخطبة الخرساء
قد سقتها للشرق درسا حافلا بمواعظ الأموات للأحياء
هل تصلح الأقوام إلا مثلة فدحت كتلك المثلة الشنعاء
يا بلبل البلد الأمين ومؤنس الليل الحزين بمطرب الأصداء
غبرت وقائع لم تكن مستنشدا فيها ولا اسمك ماليء الأنباء
لكن بوحيك فاه كل مفوه وبرأيك استهدى أولو الآراء
هي أمة ألقيت في توحيدها أسا فقام عليه خير بناء
وبذرت في أخلاقها وخلالها أزكى البذور فآذنت بنماء
أما الرفاق فما عهدت ولاؤهم بل زادهم ما ساء حسن ولاء
وشباب مصر يرون منك لهم أبا ويرون منك بمنزل الأبناء
من قولك الحر الجريء تعلموا نبرات تلك العزة القعساء
لا فضل إلا فضلهم فيما انتهى أمر البلاد إليه بعد عناء
كانوا همو الأشياخ والفتيان والقواد والأجناد في البأساء
لم يثنهم يوم الذياد عن الحمى ضن بأموال ولا بدماء
أبطال تفدية لقوا جهد الأذى في الحق وامتنعوا من الإيذاء
سلمت مشيئتهم وما فيهم سوى متقطعي الأوصال والأعضاء
إن العقيدة شيمة علوية تصفو على الأكدار والأقذاء
تجني مفاخر من إهانات العدى وتصيب إعزازا من الإزراء
بكر بأوج الحسن أغلى مهرها شرف فليس غلاؤه بغلاء
أيضن عنها بالنفيس ودونها يهب الحماة نفوسهم بسخاء
تلك القوافي الشاردات وهذه آثارها في أنفس القراء
شوقي إخالك لم تقلها لاهيا بالنظم أو متباهيا بذكاء
حب الحمى أملى عليك ضروبها متأنقا ما شاء في الإملاء
أعظم بآيات الهوى إذ يرتقي متجردا كالجوهر الوضاء
فيطهر الوجدان من أدرانه ويزينه بسواطع الأضواء
ويعيد وجه الغيب غير محجب ويرد خافية بغير خفاء
أرسلتها كلما بعيدات المدى ترمي مراميها بلا إخطاء
بينا بدت وهي الرجوم إذ اغتدت وهي النجوم خوالد اللالاء
ملأت قلوب الهائبين شجاعة وهدت بصائر خابطي العشواء
من ذلك الروح الكبير وما به يزدان نظمك من سنى وسناء
أعدد لقومك والزمان مهادن ما يرتقون به ذرى العلياء
أليوم يومك إن مصر تقدمت لمآلها بكرامة وإباء
فصغ الحلي لها وتوج رأسها إذ تستقل بأنجم زهراء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
بنت السليم وجل من رجل سما
بنت السليم وجل من رجل سما بصوادق العزمات والآراء
ألفخر حق من الثريا أمها نسبا ووالدها أخو الجوزاء
من أسرة هم أهل كل مروءة يوم الحفاظ وأهل كل ثناء
إن عالنوا لتجارة فلطالما بذلوا النوال الجم رهن خفاء
بترفع عن كل فخر باطل وتجنب في البر للغوغاء
ليكن لك الحظ الذي ترجينه فلقد ظفرت بأكرم الأكفاء
نسل الأماجد من أماجد قد زكت أنسابهم في دوحة العلياء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
هبت صبيات المزارع بكرة
هبت صبيات المزارع بكرة يخطرن بين السير والإسراء
من كل عاصية النهود بها تقى مطواعة الأعطاف ذات حياء
نادى بها البشراء حي على الجنى فغدت تلبي دعوة البشراء
والقطن موف ضاحك ببياضه وصفائه من كدرة الغبراء
يشققن مثل الستر من جنباته ويخضن شبه البحر في الأثناء
متغنيات من أهازيج الصبا ما شاء وحي هوى وطيب هواء
ينشدن من وصف المخيلة جلوة لعروس شعر زينة هيفاء
حورية عيناء أبهى ما يرى في الغيد من حورية عيناء
وفر الإله لها العطاء فلم يعد عن بابها عاف بغير عطاء
وبأمرها تعرى الحقول فتنثني أم العراة بميرة وكساء
تلك التي أكبرنها ونعتنها بأحاسن الأوصاف والأسماء
كانت عروس توهم فتحققت بصفاتها وغدت من الأحياء
أعرفتها فلقد أكون بمسمع منها أقول الشعر وهي إزائي
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
هذي مليكات اللآليء أقبلت
هذي مليكات اللآليء أقبلت تفتر عن قطع من اللألاء
باد صفاء القطر في قسماتها وتنافس الألوان والأضواء
ظلت تكون في حشى أصدافها كتكون الأنوار في أفياء
وقضت عصورا سيدات بحارها يسعى لها من أبعد الأنحاء
حتى إذا حملت إليك سبية مجلوبة في جملة الآلاء
وجدت عزاء في رحابك طيبا عن عزها الماضي وأي عزاء
بلقائها حسنا يضاعف ما بها من رونق ونفاسة وبهاء
وجوارها شيما كرائم صنتها في خدر عصمتها عن الرقباء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
عظم لم تسعه دار الفناء
عظم لم تسعه دار الفناء فلتسعه في الله دار البقاء
يا أميرا إلى ذرى العزة القعساء أعلى مكانة الأمراء
لم تكن بالضعيف يوم أصبت الأمر والأمر مطمع الأقوياء
فتنكبت عنه أقدر ما كنت على الاضطلاع بالأعباء
إنما آثرت لك النفس حالا هي أسمى منازل النزهاء
عدت عطلا وليس في الناس أحلى جبهة منك بعد ذاك الإباء
فجعت مصر فيك فجعة أم في الأعز الاغلى من الأبناء
في جواد جارى أباه وما جاراه إلاه بالندى والسخاء
أورد الفضل كل صادق وخص الجزل منه بالعلم والعلماء
أريحي يهتز للعمل الطيب من نفسه بلا إغراء
إنما يبتغي رضاها وما يعنى بشكر من غيرها وثناء
كلف بالجميل يسديه عفوا متجاف مواطن الإيذاء
لازم حد ربه غير ناس في مقام ما حق للعلياء
كل شأن يسوسه يبلغ الغاية فيه من همة ومضاء
ويرى الفخر أن يكون طليقا من قيود الظاهر الجوفاء
كان وهو الكريم جد ضنين بالإذاعات عنه والأنباء
فإذا ما أميطت الحجب عن تلك المساعي الجسام والآلاء
أسفرت بين روعة وجلال عن كنوز مجلوة من خفاء
كان ذاك الجافي العبوس المحيا في المعاطاة أسمح السمحاء
دون ما تنكر المخايل فيه غرر من شمائل حسناء
من حياء يخال كبرا وما الكبر به غير صورة للحياء
ووفاء للآل والصحب والأوطان في حين عز أهل الوفاء
وكمال في الدين منه وفي الدنيا تسامى به عن النظراء
يذكر الله في النعيم ولا ينساه إن طاف طائف من شقاء
فهو حق الصبور في عنت الدهر وحق الشكور في النعماء
لم ير الناس قبله في مصاب مثل ذاك الإزراء بالأرزاء
بترت ساقه ولم يسمع العواد منه تنفس الصعداء
جلد لا يكون خلة رعديد ولم يؤته سوى البؤساء
كيف يشكو ذاك الذي شكت الآساد منه في كل غيل ناء
والذي كان باقتناص ضواري الغاب يقري الكلاب ذات الضراء
والذي زان قصره بقطاف من رؤوس الأيائل العفراء
أشرف اللهو لهوه بركوب الهول بين المجاهل الوعثاء
باحثا عن قديمها مستفيدا عبرا من تبدل الأشياء
سير الأولين كانت له شغلا فأحيى دروسها من عفاء
وتولى تنقيح ما أخطأته أمم من حقائق الصحراء
فإذا عد في بلاء فخار لم يجاوز فخار ذاك البلاء
إنني آسف لمصر وما ينتابها في رجالها العظماء
كان ممن بنوا علاها فريعت بانقضاض البناء بعد البناء
لم يخيب ما دام حيا لها سؤلا وكائن أجاب قبل الدعاء
فإذا ما بكى أعزتها يأسا فمن للعفاة بالتأساء
قد حسبنا القضاء حين عفا عنه رثى للضعاف والفقراء
غير أن الرجاء مد لهم فيه قليلا قبل انقطاع الرجاء
ويحهم ما مصيرهم فهم اليوم ولا عون غير لطف القضاء
أيها الراحل الجليل الذي أقضيه نزرا من حقه برثائي
لم يكن بيننا إلى أن دعاك الله إلا تعارف الأسماء
زال بالأمس ما عراك فأبديت سروري مهنئا بالشفاء
وأنا اليوم جازع جزع الأدنين من أسرة ومن خلصاء
ذاك حق لكل من نفع الناس على الأقرباء والبعداء
رضي الله عنك فاذهب حميدا والق خيرا وفز بأوفى جزاء
نعمة الله يا سليلة بيت راسخ فوق هامة الجوزاء
لك من عقلك الكبير ومن ذكرى الفقيد الخطير خير عزاء
أنت من أنت في مكانك من وال ومن إخوة ومن آباء
وستهدين هدي أمك في أقوم نهج لفضليات النساء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
اليوم يوم مصارع الشهداء
اليوم يوم مصارع الشهداء هل في جوانبه رشاش دماء
لله غياب حضور في النهى ماتوا فباتوا أخلد الأحياء
أبطال تفدية لقوا جهد الأذى في الله وامتنعوا من الإيذاء
بعداء صيت ما توخوا شهرة لكن قضوا في ذلة وعناء
لبثوا على إيمانهم ويد الردى تهوي بتلك الأرؤس الشماء
سلمت مشيئتهم وما فيهم سوى متقطعي الأوصال والأعضاء
صبروا على جبروت عات قاهر ساء النهى والدين كل مساء
ما كان دقلتيان إلا طاغيا ملك الرقاب بغلظة وجفاء
لانت له الصم الصلاد ولم تلن شيئا قلوب الصفوة الفضلاء
حاشا الحقيقة كم مثال لا ترى إلا البقايا منه عين الرائي
ظلت حناياه وإن حطمت على ما كان فيها من تقي ورجاء
إن العقيدة نعمة علوية تصفو على النقمات والأرزاء
تجني فخارا من إهانات العدى وتصيب إعزازا من الإزراء
بكر بأوج الحسن غال مهرها لا تشترى بأياسر الأشياء
تزرى النفائس دونها ولربما بذل النفوس حماتها بسخاء
أليوم بدء العام عام النيل في إقباله المتجدد اللألاء
ما انفك في أقسامه وفصوله شرعا وفي الأوضاع والاسماء
قد أحكمت في كله أجزاؤه فبدا تمام الكل بالأجزاء
عجب لقوم لاتني آثارهم هي أعظم الآثار في الغبراء
قصت حواشيهم وقلص ظلهم إلا كفاح بقية لبقاء
وعفت معاهد بطشهم أو أوشكت وهوت صروح العزة القعساء
إلا نظاما صلوه لعامهم فلقد أقام كأصله المتنائي
كم دولة دالت بمصر وحكمه متوارث عن أقدم الآباء
وإذا بنى الأقوام فكرا صالحا فالفكر يثبت بعد كل بناء
أمهيئي هذا المقام ومبدعي هذا النظام لحكمة غراء
إن أرج فالإقبال ما أرجو لكم وإذا دعوت فبالرقي دعائي
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
كانوا ثمانية من الندماء
كانوا ثمانية من الندماء متآلفين كأحسن الرفقاء
في مجلس حجب الشباب بأمرهم أبوابه إلا على السراء
متحدثين ولا يطيب لمثلهم إلا حديث الحسن والحسناء
حتى إذا اعتكر الظلام ومزقت أحشاؤه فدمين بالأضواء
وتثاقلت أشباحهم وتخففت أرواحهم من نشوة الصهباء
أصغوا لقول فتى جريء منهم غض الشبيبة جامح الأهواء
يا أيها الإخوان أسمع نسوة بجوارنا في حفلة وغناء
فهلم نحتل حيلة فيجئننا لا خير في أنس بغير نساء
قالوا فما هي قال أرقدموهما أني قضيت معاجلا بقضاء
فاذا انتحبتم جئنكم فبرزت في كفني وفزنا باجتماع صفاء
فنعاه ناع راعهن فجئن في هرج لتوديع الفقيد النائي
وبكينه حتى إذا أدركن ما كادوا لهن وثبن وثب ظباء
يضحكن أشباه الشموس تألقت عقب الحيا وضاءة اللألاء
وحفلن حول سريره ينهرنه لكن أحطن بصخرة صماء
فرفعن عنه غطاءه فوجدنه بالميت أشبه منه بالأحياء
عالجنه جهد العلاج ولم يكن شيء ليوقظه من الإغماء
حتى إذى دعي الطبيب فجاءهم راع القلوب بنفي كل رجاء
فتبدلت أفراحهم في لحظة بمناحة وسرورهم ببكاء
وأبائهم هذا المزاح من الردى في شر ما يبكي من الأرزاء
لو عاش صاحبهم لعاش رهينة من بعدها للهجعة السوداء
وكذا الحقيقة جدها ومزاحها سيان في الإشقاء والإفناء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
نظرة في العلاء يا حسن ما تكشف للعين نظرة في العلاء
نظرة في العلاء يا حسن ما تكشف للعين نظرة في العلاء
هذه ليلة تمثل في حفل من الزهر حلوة الجوزاء
فهي تسري وقد تهاوت بأكاليل وجرت ذيلا من اللألاء
في محيط من السناء وحبيب خافق الجانبين بالأسناء
وعباب ما ماج إلا بإبراق أساريره من السراء
فلك لا يحد إلا إذا ما كان حد قصور طرف الرائي
ملأته كبرى الدراري والصغرى ازدهارا في العالم اللانهائي
فيك يا ليل كم ترى العين آيات جمال مجد ورواء
ذاك عرس وفي الحمى اليوم عرس يتراءى دانيها في النائي
توشك الزينة البديعة أن تخلط ما بين أرضنا والسماء
يا عروسا تسمو إلى عرشها في أي حسن يسبي وأي حياء
والوصيفات في اقتفاء خطاها نسق من نضارة وبهاء
ومجالي الأفراح لو صورتها لم تزدها قرائح الشعراء
طالعتنا الجوزاء في وجهك الساطع نورا وشمسك الوضاء
فابلغي ما رجوت في العيش من نعمة بال وبهجة وصفاء
قسم الله أن تزفي إلى زين الشباب الأعزة الأكفاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
يا أخا النبل والنهى والمعالي
يا أخا النبل والنهى والمعالي زادك الله نعمة وعلاء
وأدام الأعياد في بيتك العامر بالبر والندى ما شاء
إن يوما فيه فتاتك أمست وهي البدر بهجة وبهاء
تمه تمها وغر لياليه سنوها تتابعت غراء
عدها أربع وعشر وعمر الحور هذا يخلدن فيه صفاء
لهو اليوم أوجب السعد فيه أن تعم المسرة الأصدقاء
فالتقى الأصفياء فيه وما مثلك ممن يستكثر الأصفياء
يشربون الصهباء فوارة ثوارة بوركت لهم صهباء
يأكلون النقول قضما وكدما وسليقا معللا وشواء
يغنمون الحديث أشهى من الشهد وأذكى من السلاف احتساء
يجدون الأزهار باهرة الأبصار نبتا وأوجها حسناء
شهدوا للذكاء والطهر عيدا رأوا النبل عفة وذكاء
نظروا في فريدة مجتلى علو إذا الروح في التراب تراءى
صدقت ما عنى اسمها وقليل في القوافي من صدق الأسماء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
يا فتاة يجلو النبوغ حلاها
يا فتاة يجلو النبوغ حلاها ولها من كرامة ما تشاء
أتريدين في كتابك شعرا هو سؤر بمهجتي أو ذماء
ذاك فضل يتيح لأسمى فخرا أحرزته من قبله أسماء
فاقبلي هذه القوافي أزجيها وفيها تحية وثناء
ليس بدعا وأنت ما أنت أن أطنب فيك الكتاب والشعراء
أدب رائع ونظم ونثر كل لفظ يشع منه ضياء
ولسان طلق ولحظ يرى الغيب وجفن يغض منه الحياء
كيف لا يستبيهم ذلك الوجه البديع الحلي وذاك الذكاء
ما معانيهم الحسان لدى أدنى معانيك أيها الحسناء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
حي الرفاق الأكرمين وقل لهم
حي الرفاق الأكرمين وقل لهم إنا لكم في عيدكم شركاء
ما بين مصر وبين لبنان مدى ناء وقد أدنى القلوب إخاء
إن الذي أجمعتم إكرامه لم تختلف في حبه الأهواء
في عيده الفضي رمز تنجلي ببياضه أخلاقه العزاء
خدم المواطن خدمة لم يأتها إلا الرعاة الجلسة العظماء
وبنى لأمته فخارا بعد أن كادت تلم بعرضها الأرزاء
مستنصرا إيمانه وثباته وخلوصه إن فاته النصراء
يرعى مدارسها ويكلأ نشأها والنشء للعهد الجديد بناء
ويعم كل مبرة بعناية منه فلم يخصص بها الفقراء
متعهدا أبدا رعيته فلا سأم يثبطه ولا أعياء
زهيت مواعظه بكل يتيمة في كل داجية لها لألاء
إن أكبر العلماء حكمته فقد فتنت بحسن بيانها الأدباء
تقوى وعقل راجح وطوية لا تلتوي وكياسة وذكاء
وعزيمة غلابة وفصاحة خلابة وكرامة وإباء
هذي مناقبه وحسبي ذكرها حتى يخيل أنه إطراء
إن لم يكن شكر العدول جزاءها فعلام في الدنيا يكون جزاء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
أجاب الشعر حين دعا الوفاء
أجاب الشعر حين دعا الوفاء وكان إذا دعوت به إباء
فإن يعجز بياني حيث فني فليس بعاجز حيث الولاء
نجيب وهو ما هو في ودادي وإجلالي أيخطئه الثناء
أحق فتى بما تصف القوافي فتى فيه الشجاعة والحياء
لأحمد في المفاخر كل بكر من الخفرات نم بها الضياء
سري من سراة حب فيه ثراء الخلق يدعمه الثراء
أديب يبرز المعنى مصفى بلفظ لا يشاب له صفاء
خطيب تنهل الأسماع منه مناهل للنفوس بها شفاء
ولي مناصب لم تنس فيها مآثره الإدارة والقضاء
وزير لم ترنحه المعالي ولم يأخذه بالجاه إنتشاء
أدار وزارتيه فلم تفته مع الحزم العزيمة والمضاء
وأشهد مكبريه كيف تؤتى ثمارهما الحصافة والفتاء
إذا ما ازداد مجدا زاد لطفا وما في اللطف خب أو رياء
تواضع من علا في الناس أحجى ولله العظيم الكبرياء
متى تسل المعارف عنه ينبيء بما فعل الثقات الأوفياء
مدارس أصلحت من كل وجه فعاودها الترعرع والنماء
فنون ثقافة رعيت وصينت فزال الريب وانتعش الرجاء
برامج قومت من حيث آوت فآبت لا محال ولا التواء
متى تسل التجارة عنه تعلم هنالك ما تقاضاه الدهاء
وما سيكون منها حظ مصر وقبلا حظها منها هباء
متى تسل الصناعة تدر أني نصرف في معاضلها الذكاء
وهيأ في الحمى عيشا رغيدا لقوم كان حلفهم الشقاء
يعيد إلي هذا اليوم ذكرى لها في أحسن الذكر البقاء
ذخيرة مصر جامعة حقيق بها رفق الولاة والاعتناء
تجنى حادث جلل عليها وناب عن الولاء لها العداء
صروح لم تكد تعلو ذراها وجدر لم يجف لها طلاء
تغلغل في حناياها التنابي وخيم في زواياها العفاء
ويدعو العلم صونوها تصنكم فما أن يستجاب له دعاء
إلى أن عالج الفتح المرجى صبور لا يخيب له بلاء
إذا استعصى مرام لج فيه ولم يقعد بهمته العناء
فظل مكافحا حتى وقاها وشاء الله فيها ما يشاء
بنى استقلالها سورا منيعا ولاستقلال أمته البناء
ولم يكرثه ما لاقاه فيها كذاك يكون للوطن الفداء
فتى الفتيان إقداما وعلما وما هم في مجالهما سواء
إذا أكرمت والحفلات شتى فذلك شكر مصر ولا مراء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ديوان شعر جبران خليل جبران
برزت في غلالة بيضاء
برزت في غلالة بيضاء ذات نسج مفوق بالضياء
حولها من لداتها أي سرب في نظام من آنسات الظباء
ترتقي عرش سعدها وإليه تتخطى معارج العلياء
يا فتاة تفردت بجمال الخلق والخلق واكتمال الذكاء
وكفاها من عزة أن نماها أنبل الأمهات والآباء
لك من صفوة الشباب خطيب نابه القدر ذو حجى وإباء
حظ هذا القران من نعم الله وحظ القران للأكفاء
فاشرباها صهباء من عهد قانا برئت من مكاره الصهباء
إن روحيكما تناشدتا في الغيب حتى اطمأنتا باللقاء
للمحبين غاية وابلغاها هي أسمى رغائب الأحياء
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 1 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
مواضيع مماثلة
» ديوان شعر المتنبي
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» ديوان شعرأحمد شوقي
» ديوان الامام الشافعي... تعلم اجمل الاخلاقيات
» ديوان شعر امرؤ القَيس
» ديوان شعر محمود درويش
» ديوان شعرأحمد شوقي
» ديوان الامام الشافعي... تعلم اجمل الاخلاقيات
صفحة 1 من اصل 8
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى