شهد القلوب
ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Welcome_042

* عزيزي الزائر *
اهلا و سهلا بك
كم اسعدتنا بهذه الزيارة و شرفتنا
و يزيدنا شرف بتسجيلك معنا و تصبح قلب من قلوب
* شهد القلوب *

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 41160_1234692989

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شهد القلوب
ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Welcome_042

* عزيزي الزائر *
اهلا و سهلا بك
كم اسعدتنا بهذه الزيارة و شرفتنا
و يزيدنا شرف بتسجيلك معنا و تصبح قلب من قلوب
* شهد القلوب *

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 41160_1234692989
شهد القلوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ديوان شعر محمود درويش

3 مشترك

صفحة 6 من اصل 7 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:42 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



الخروج من ساحل المتوسط



-1-

سيل من الأشجار في صدري

أتيت.. أتيت

سيروا في شوارع ساعدي تصلوا.

و غزة لا تصلي حين تشتعل الجراح على مآذنها.

و ينتقل الصباح إلى مونئها، و يكتمل الردى فيها

أتيت.. أتيت

قلبي صالح للشرب

سيروا في شوارع ساعدي تصلوا

و غزّة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلّب

كنت أهرب من أزقّتها ،

و أكتب باسنها موتى على جميزة،

فتصير سيّدة و تحمل بي فتى حرا.

فسبحان التي أسرت بأوردتي إلى يدها!.

أتيت.. أتيت

غزّة لا تصلّي.

لم أجد أحدا على جرحي سوى فمها الصغير .

و ساحل المتوسط اخترق الأبد ..

-2-

لا توقفوني عن نزيفي !

ساعة الميلاد قلدت الزّمان، و حاولتني

كنت صعبا_ حاولتني

كنت شعبا حاولتني مرة أخرى..

أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي،ثم يختبئون في

صدري و يحترقون.

ما فتك الزمان بهم، فليس لجّثتي حدّ. و لكني

أحسّ كأن كلّ معارك العرب انتهت في جثتي،

و أودّ لو تتمزق الأيام في لحمي و يهجرني الزمان،

فيهدأ الشهداء في صدري و يتفقون .

ما ضاق المكان بهم، فليس لجثتي حدّ، و لكنّ

الخلافة حصّنت سور المدينة بالهزيمة، و الهزيمة

جدّدت عمر الخلافة .

لا توقفوني عن نزيفي

ساعة الميلاد قلدت الزمان و حاولتني

كنت صعبا_ حاولتني مرة أخرى

أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي

لا أحد!..

و تقاسمتني هذه الأمم القريبة و البعيدة.

كلّ قاض كان جزّارا

تدرج في النبوءة و الخطيئة

و اختلفنا حين صار الكل في جزء،

زصار الجرح وردتنا جميعا

و ابتعدنا ..

إذهب إلى الموت الجميل _

ذهبت

وحدي كنت

قلتم: نحن ننتظر الجنازة بالأكاليل الكبيرة و الطبول،

و نلتقي في القدس ..

ليت القدس أبعد من توابيتي لأتهم الشهود

و ما عليك! ذهبت للموت الجميل

و مدينة البترول تحجز مقعدا في جنة الرحمن_ قلتم لي

و طوبى للمموّل و المؤّذن.. و الشهيد!

-4-

تعب الرثاء من الضحايا

و الضحايا جمّدت أحزانها

أواه! من يرثي المراثي؟

لست أدري أيّ قافية تحنّطني، فأصبح صورة في معرض

الكتب القريب .

و لست أدري أيّ إحصائيّة ستضمّني..

يا أيّها الشعراء.. لا تتكاثروا !

ليست جراحي دفترا.

يا أيّها الزعماء.. لا تتكاثروا!

ليست عظامي منبرا

فدعوا دمي_ حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة و الإله

و دعوا دمي_ لغة التخاطب بيا أسوار المدينة و الغزاة.

دمي بريد الأنبياء.

-5-

و أعود من تلقاء نفسي..

ليت شبّاكي بعيد كي أرى أمي

و ليت القيد أقرب كي أحس النبض في زندي

و ليت البحر أبعد كي أخاف من الصحاري

آه، ليت الشيء عكس الشيء كي تتآكل الأشياء في

نفسي، و تأخذ صيغة الفرح الحقيقي

ابتعدنا و اقتربنا و ابتعدنا

يا أهالي الكهف قوموا و اصلبوني من جديد

إنني آت من الموت الذي يأتي غدا

آت من الشجر البعيد

و ذاهب في حاضري_ غدكم

أنا قشرت موج البحر زنبقة لغزة..

-6-

الفناء

و جدول يمتد من صدري عموديّا_ و تنحدر السماء

رأيت رأي القلب_ ذوبني الضياء

فصرت صوتا، و الحصى صار الصدى

و تنفّس القبر القديم..

تحرّك الحجر.. استردّ دبيبه منكم

أنا الأحياء و المدن القديمة

حاولوا أن تخلعوا أسماءكم تجدوا يدي .

و حاولوا أن تنزعوا أثوابكم تجدوا دمي .

أو حاولوا أن تحرقوا هذي الخرائط تبصروا جسدي _

أنا الأحياء و الوطن الذي كتبوه في تاريخكم ..

من جثتي بدأ الغزاة ،الأنبياء ،اللاجئون _

و الآن يختتمون سيرتهم لأبدأ من جديد.

-7-

تتحرّك الأحجار.

ليس الرّب من سكان هذا القفر

هذا ساعدي .

تتحرّك الأحجار .

ما سرقوا عصا موسى

و إنّ البحر أبعد من يدي عنكم

إذن، تتحرّك الأحجار

إن طلعوا و إن ركعوا، و إن مرّوا و إن فرّوا_

أنا الحجر

أنا الحجر الذي مسّته زلزلة.

رأيت الأنبياء يؤجّرون صليبهم

و استأجرتني آية الكرسيّ دهرا، ثم صرت بطاقة للتهنئات

تغيّر الشهداء و الدنيا

و هذا ساعدي.

تتحرك الأحجار

فالتّفوا على أسطورة

لن تفهموني دون معجزة

لأن لغاتكم مفهومة

إن الوضوح جريمة.

و غموض موتاكم هو الحق- الحقيقة .

آه، لا تتحرك الأحجار إلأّ حين لا يتحرك الأحياء

فالتفوا على أسطورتي!

-8-

لن تفهموني

تخرج العذراء من ضلعي

لن تفهموني

ناهضا من قبركم

و الأرض للشهداء _

أنهيت المغامرة الأخيرة و ابتدأت :

هنا الخروج. هنا الدخول

هنا الذهاب. هنا الإياب

و لا مكان هنا

أنا الزمن الذي لن تفهموني خارج الزمن الذي ألقى

بكم في الكهف _

هذي ساعتي

ينشق قبر ثم أنهض صارخا :

لا توقفوني عن نزيفي

لحظة الميلاد تسكنني ما الأزل، استريحوا في جراحي_

ها هو الوطن الذي يتجدّد.

الوطن الذي يتمجّد.

اقتربوا من الأشجار و ابتدئوا معي!

-9-

في غزة اختلف الزمان مع المكان

وباعة الأسماك باعوا فرصة الأمل الوحيد ليغسلوا

قدميّ

أين المجدلية؟

وانهمرت كتابات كتابات

و كان الجند ينتصرون ينتصرون

كانوا يقرأون صلاتها

و يفتّشون أظلفر القدمين و الكفين عن فرح فدائيّ،

و كانوا يلحقون حياتها

بدموع هاجر. كانت الصحراء جالسة على جلدي.

و أول دمعة في الأرض كانت دمعة عربية.

هل تذكرون مدوع هاجر_ أوّل امرأة بكت في

هجرة لا تنتهي ؟

يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر

حتى الكون أنهض

يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة

ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط

احتفلي بهجرتي الجديدة

هجرة لا تنتهي ؟

يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر

حتى الكون أنهض

يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة

ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط

احتفلي بهجرتي الجديدة



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:43 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



النهر غريب و أنت حبيبي



الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للغناء

لم نحاول لغة الحبّ ،و لم نذهب إلى النهر سدى

و أتاني الليل من مناديلها

لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء

ليموتوا بدلا منا..

و نبقى ساعة فوق رصيف الغرباء

و استعدت للغناء .

وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء

و أقدام على الماء

إلى أين سنذهب

للغزال الريح و الرمح. أنا السكّين و الجرح.

إلى أين سنذهب ؟

ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع.

عيناك و بلدان على النافذة الصغرى

و يا عصفورة النار ،إلى أين سنذهب؟

للغزال الريح و الرمح ،

و للشاعر يأتي زمن أعلى من الماء، و أدنى من حبال

الشّنق.

يا عصفورة المنفى !إلى أين سنذهب؟

لم أودعك، فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن..

معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع .

ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت

يأتي حين لا ننتظر الحبّ، ،

فلا تنتظريني ..

الغريب النهر_ قالت

و استعدت للسفر،

الجهات الست لا تعرف عن" جانا"

سوى أن المطر

لم يبللها.

و لا تعرف عنها

غير أني قد تغيّرت تغيرّت

تصببت بروقا و شجر

و أسرت السندباد

و الغريب النهر_ قالت

ها هو الشيء الذي نسكت

قد صار بلاد

هل هي الأرض التي نسكن

قد صارت سفر

و الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للسفر

وحدنا لا ندخل الليل

لماذا يتمنّى جسمك الشّعر

وزهر اللوتس الأبعد من قبري

لماذا تحملين

بمزيد من عيون الشهداء؟

اقتربي مني يزيدوا واحدا

"خبزي كفاف البرهة الأولى "..

و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين.

وحدنا لا ندخل الليل سدى،

يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض،

و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي

كوني لأكون .

حاولي أن ترسميني قمرا

ينحدر الليل إلى الغابات خيلا

حاولي أن ترسميني حجرا

تمضي المسافات إلى بيتي خيلا

فلماذا تحملين

بمزيد من وجوه الشهداء،

ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد ..

هل تحرقين الريح في خاصرتي

أم تمتشقين الشمس؟

أم تنتحرين؟

علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك .

لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا"

فلا تنتظريني!..

الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للبكاء.

لم تكن أجمل من خادمة المقهى

و لا أقرب من أمّي

و لكنّ المساء

كان قطا بين كفّيها

و كان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة

لاجئا في ظلّ عينيها

و كان الغرباء

يملأون الظلّ

لن أمضي إلى النهر سدى.

إذهبي في الحلم يا جانا!

بكت جانا!

و كان الوقت يرميني على ساعة ماء

إذهبي في الوقت يا جانا !

بكت جانا

و كان الحلم ذرات هواء

إذهبي في الفرح الأول يا جانا

بكت جانا

و كان الجرح ورد الشهداء ..؟

آه، جانا

لم تكوني مدني

أو وطني

أو زمني

كي أوقف النهر الذي يجرفني

فلماذا تدخلين الآن جسمي

لتصيري النهر أو سيّدة النهر

لماذا تخرجين الآن من جسمي

و من أجلك جدّدت الإقامة

فوق هذي الأرض.. جدّدت الإقامة

إذهبي في الحلم يا جانا!

بكت جانا

و صار النهر زنّارا على خاصرتي

و اختفى شكل السماء..



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:43 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



النهر غريب و أنت حبيبي



الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للغناء

لم نحاول لغة الحبّ ،و لم نذهب إلى النهر سدى

و أتاني الليل من مناديلها

لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء

ليموتوا بدلا منا..

و نبقى ساعة فوق رصيف الغرباء

و استعدت للغناء .

وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء

و أقدام على الماء

إلى أين سنذهب

للغزال الريح و الرمح. أنا السكّين و الجرح.

إلى أين سنذهب ؟

ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع.

عيناك و بلدان على النافذة الصغرى

و يا عصفورة النار ،إلى أين سنذهب؟

للغزال الريح و الرمح ،

و للشاعر يأتي زمن أعلى من الماء، و أدنى من حبال

الشّنق.

يا عصفورة المنفى !إلى أين سنذهب؟

لم أودعك، فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن..

معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع .

ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت

يأتي حين لا ننتظر الحبّ، ،

فلا تنتظريني ..

الغريب النهر_ قالت

و استعدت للسفر،

الجهات الست لا تعرف عن" جانا"

سوى أن المطر

لم يبللها.

و لا تعرف عنها

غير أني قد تغيّرت تغيرّت

تصببت بروقا و شجر

و أسرت السندباد

و الغريب النهر_ قالت

ها هو الشيء الذي نسكت

قد صار بلاد

هل هي الأرض التي نسكن

قد صارت سفر

و الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للسفر

وحدنا لا ندخل الليل

لماذا يتمنّى جسمك الشّعر

وزهر اللوتس الأبعد من قبري

لماذا تحملين

بمزيد من عيون الشهداء؟

اقتربي مني يزيدوا واحدا

"خبزي كفاف البرهة الأولى "..

و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين.

وحدنا لا ندخل الليل سدى،

يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض،

و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي

كوني لأكون .

حاولي أن ترسميني قمرا

ينحدر الليل إلى الغابات خيلا

حاولي أن ترسميني حجرا

تمضي المسافات إلى بيتي خيلا

فلماذا تحملين

بمزيد من وجوه الشهداء،

ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد ..

هل تحرقين الريح في خاصرتي

أم تمتشقين الشمس؟

أم تنتحرين؟

علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك .

لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا"

فلا تنتظريني!..

الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للبكاء.

لم تكن أجمل من خادمة المقهى

و لا أقرب من أمّي

و لكنّ المساء

كان قطا بين كفّيها

و كان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة

لاجئا في ظلّ عينيها

و كان الغرباء

يملأون الظلّ

لن أمضي إلى النهر سدى.

إذهبي في الحلم يا جانا!

بكت جانا!

و كان الوقت يرميني على ساعة ماء

إذهبي في الوقت يا جانا !

بكت جانا

و كان الحلم ذرات هواء

إذهبي في الفرح الأول يا جانا

بكت جانا

و كان الجرح ورد الشهداء ..؟

آه، جانا

لم تكوني مدني

أو وطني

أو زمني

كي أوقف النهر الذي يجرفني

فلماذا تدخلين الآن جسمي

لتصيري النهر أو سيّدة النهر

لماذا تخرجين الآن من جسمي

و من أجلك جدّدت الإقامة

فوق هذي الأرض.. جدّدت الإقامة

إذهبي في الحلم يا جانا!

بكت جانا

و صار النهر زنّارا على خاصرتي

و اختفى شكل السماء..



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:44 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav




تأملات في لوحة غائبة



كأني على موعد دائم معها

ها هي الأرض تكمل دورتها

ها هو الوقت يثمر تفاحة

نلتقي؟

لم أجد غيرها امرأة ذاهبة

لم أجد غيرها خنجرا قادما.

كأنّ خطاها مفاجأة الموت

تأتي مفاجئة

و كأني على موعد دائم معها

تأخرت ..

أسرعت ..

إن فراغك ممتليء قمرا

أحبّك، أم أتنفّس؟

أنتظر الشفتين، أم الصاعقة؟

لجسمك صوت يذكرني بالولادة

حين أموت

( و من عادتي أن أموت كثيرا

تأخرت

أسرعت

كالصاعقة!

..و أكتب عنك بلادا

و يحتلها الآخرون

و أرسم فيك جوادا

و يسرقه الآخرون

و أكتب

أرسم..

كانت ذراعاك فاتحة الحزن و الزهر

كنت أعود إلى الأرض

كنت

أصاهر في كفّك الحجرا

و كان فراغك ممتلئا قمرا

كأني على موعد دائم معها

ها هي الأرض تكمل دورتها

ها هو الوقت يثمر تفاحة.

و للوقت كفّ تداعبني

مرة .

و تقتلني

مرة ،

أيّها الوقت كن يدها كي أراك

أيّها

الوقت

كن

يدها

كي أراها..


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:45 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav




كان موتي بطيئا



باسمها أتراجع عن حلمها. ووصلت أخيرا إلى

الحلم. كان الخريف قريبا من العشب. ضاع

اسمها بيننا.. فالتقينا

لم أسجل تفاصيل هذا اللقاء السريع. أحاول شرح

القصيدة كي أفهم الآن ذاك اللقاء السريع.

هي الشيء أو ضدّه، و انفجارات روحي

هي الماء و النار، كنا على البحر نمشي .

هي الفرق بيني.. و بيني .

و أنا حامل الإسم أو شاعر الحلم. كان اللقاء سريعا .

أنا الفرق بين الأصابع و الكفّ .كان الربيع

قصيرا. أنا الفرق بين الغصون و بين الشجر.

كنت أحلمها، و اسمها يتضاءل. كانت تسمى

خلايا دمي. كنت أحلمها

و التقينا أخيرا .

أحاول شرح القصيدة كي أفهم الآن ماذا حدث

-يحمل الحلم سيفا و يقتل شاعرة حين يبلغه _

هكذا أخبرتني المدينة حين غفوت على ركبتيها

لم أكن حاضرا

لم أكن غائبا

كنت بين الحضور و بين الغياب

حجرا.. أو سحابة

_تشبهين الكآبة

قلت لها باختصار شديد

تشبهين الكآبة

و لكنّ صدرك صار مظاهرة العائدين من الموت ..

ماكنت جنديّ هذا المكان

و ثوري هذا الزمان

لأحمل لافته، أو عصا، في الشوارع.

كان لقائي قصيرا

و كان وداعي سريعا.

و كانت تصير إلي امرأة عاطفية

فالتحمت بها

و حلمت بها

و صارت تفاصيلها ورقا في الخريف

فلملمها عسكري المرور.

ورتبها في ملف الحكومة

و في المتحف الوطني

_تشبهين المدينة حين أكون غريبا

قلت لها باختصار شديد

_تشبهين المدينة.

هل رآك الجنود على حافة الأرض

هل هربوا منك

أم رجموك بقنبلة يدوية؟

قالت المرأة العاطفيّة:

كلّ شيء يلامس جسمي

يتحوّل

أو يتشكل

حتى الحجارة تغدو عصافير.

قلت لها باكيا:

و لماذا أنا

أتشرد

أو أتبدّد

بين الرياح و بين الشعوب ؟

فأجابت:

في الخريف تعود العصافير من حالة البحر

_هذا هو الوقت

_لا وقت

و ابتدأت أغنية:

في الخريف تعود العصافير من حالة البحر

هذا هو الوقت، لا وقت للوقت

هذا هو الوقت

_ماذا تكون البقية؟

_شبه دائرة أنت تكملها

_أذهب الآن؟

_لا تذهب الآن. إن الرياح على خطأ دائما.

و المدينة أقرب.

_المدينة أقرب !! أنت المدينة

_لست مدينة

أنا امرأة عاطفية

هكذا قلت قبل قليل

و اكتشفت الدليل

و أنت البقية

_آه، كنت الضحيّة

فكيف أكون الدليل؟

و كنت أعانقها. كنت أسألها نازفا:

أأنت بعيدة؟

-على بعد حلم من الآن

و الحلم يحمل سيفا. و يقتل شاعره حين يبلغه

_كيف أكمل أغنيتي

و التفاصيل ضاعت. و ضاع الدليل؟

_انتهت صورتي

فابتدىء من ضياعك.

أموت_ أحبّك

إن ثلاثة أشياء لا تنتهي :

أنت، و الحبّ ،و الموت

قبّلت خنجرك الحلو

ثم احتميت بكفّيك

أن تقتليني

و أن توقفيني عن الموت

هذا هو الحب.

إنّي أحبك حين أموت

و حين أحبّك

أشعر أني أموت

فكوني امرأه

و كوني مدينة!

و لكن، لماذا سقطت، لماذا احترقت

بلا سبب؟

و لماذا ترهّلت في خيمة بدويّه؟

_لأنك كنت تمارس موتا بدون شهيّة

و أضافت. كأن القدر

يتكسّر في صوتها:

هل رأيت المدينة تذهب

أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله

قافلة من سبايا؟

هل رأيت المدينة تهرب

أم كنت أنت الذي يحتمي بالزوايا!

المدينة لا تسقط ،الناس تسقط !

ورويدا ..رويدا تفتت وجه المدينة

لم نحوّل حصاها إلى لغة

لم نسيّج شوارعها

لم ندافع عن الباب

لم ينضج الموت فينا

كانت الذكريات مقرا لحكام ثورتها السابقة

و مرّ ثلاثون عاما

و ألف خريف

و خمس حروب

و جئت المدينة منهزما من جديد

كان سور المدينة يشبهني

و قلت لها :

سأحاول حبّك ..

لا أذكر الآن شكل المدينة

لا أذكر اسمي

ينادونني حسب الطقس و الأمزجه

لقد سقط اسمي بين تفاصيل تلك المدينة

لملمه عسكري المرور

و رتبه في ملف الحكومة

_تشبهين الهويّة حين أكون غريبا

تشبهين الهويّة .

_ليس قلبي قرنفلة

ليس جسمي حقلا

_ما تكونين ؟

هل أنت أحلى النساء و أحلى المدن _

للذي يتناسل فوق السفن

و أضافت :

بين شوك الجبال و بين أماسي الهزائم

كان مخاضي عسيرا

_و هل عذبوك لأجلي؟

_عذّبوك لأجلي

_هل عرفت الندم؟

_النساء_ المدن

قادرات على الحبّ، هل أنت قادر ؟

_أحاول حبّك

لكنّ كل السلاسل

تلتف حول ذراعيّ حين أحاول ..

هل تخونينني ؟

_حين تأتي إلّي

_هل تموتين قبلي؟

سألتك: موتي!

_أيجديك موتي؟

_أصير طليقا

لأن نوافذ حبّي عبودّية

و المقابر ليست تثير اهتمام أحد

و حين تموتين

أكمل موتي

بين حلمي و بين اسمه

كان موتي بطيئا بطيئا

أموت _أحبّك

إنّ ثلاثة أشياء لا تنتهي

أنت، و الحبّ، و الموت

أن تقتليني

و أن توقفيني عن الموت .

هذا هو الحبّ

..و انتهت رحلتي فابتدأت

و هذا هو الوقت: ألأّ يكون لشكلك وقت.

لم تكوني مدينه

الشوارع كانت قبل

و كان الحوار نزيفا

و كان الجبل

عسكريا. و كان الصنوبر خنجر.

و لا امرأة كنت

كانت ذراعاك نهرين من حثث و سنابل

و كان جبينك بيدر

و عيناك نار القبائل

و كنت أنا من مواليد عام الخروج

و نسل السلاسل.

يحلم الحلم سيفا، و يقتل شاعره حين يبلغه _

هكذا أخبرتني المدينة حين غفوت على ركبتيها

لم أكن غائبا

لم أكن حاضرا

كنت مختفيا بالقصيده،

إذا انفجرت من دمائي قصيده

تصير المدينة وردا،

كنت أمتشق الحلم من ضلعها

و أحارب نفسي

كنت أعلن يأسي

على صدرها، فتصير امرأة

كنت أعلن حبي

على صدرها، فتصير مدينة

كنت أعلن أن رحيلي قريب

و أنّ الرياح و أنّ الشعوب

تتعاطى جراحي حبوبا لمنع الحروب.

بين حلمي و بين اسمه

كان موتي بطيئا

باسمها أتراجع عن حلمها. ووصلت

و كان الخريف قريبا من العشب .

ضاع اسمها بيننا.. فالتقينا.

لم أسجّل تفاصيل هذا اللقاء السريع

أحاول شرح القصيدة

لأغلق دائرة الجرح و الزنبقه

و أفتح جسر العلاقة بين الولادة و المشنقه

أحاول شرح القصيدة

لأفهم ذاك اللقاء السريع

أحاول

أحاول .. أحاول!


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:47 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav




طوبى لشيء لم يصل



هذا هو العرس الذي لا ينتهي

في ساحة لا تنتهي

في ليلة لا تنتهي

هذا هو العرس الفلسطينيّ

لا يصل الحبيب إلى الحبيب

إلاّ شهيدا أو شريدا

دمهم أمامي ..

يسكن اليوم المجاور _

صار جسمي وردة في موتهم ..

و ذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة

و ازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي

و جمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم

غطّى دمي..

دمهم أمامي

يسكن المدن التي اقتربت

كأنّ جراحهم سفن الرجوع

ووحدهم لا يرجعون

دمهم أمامي ..

لا أراه

كأنه وطني

أمامي.. لا أراه

كأنه طرقات يافا _

لا أراه

كأنه قرميد حيفا _

لا أراه

كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم

وحدهم يرون

وحاسة يرون

و حاسّة الدم أينعت فيهم

و قادتهم إلى عشرين عاما ضائعا

و الآن ،تأخذ شكلها الآتي

حبيبتهم ..

و ترجعهم إلى شريانها

دمهم أمامي..

لا أراه

كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم

وحدهم يرون

لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة

و المرايا

ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة

كالسنونو و الشظايا

ها هم يتحررون..

طوبى لشيء غامض

طوبى لشيء لم يصل

فكّوا طلاسمه و مزقهم

فأرّخت البداية من خطاهم

( ها هي الأشجار تزهر

في قيودي )

و انتميت إلى رؤاهم

( ها هي الميناء تظهر

في حدودي )

و الحلم أصدق دائما، لا فرق بين الحلم

و الوطن المرابط خلفه..

الحلم أصدق دائما. لا فرق بين الحلم

و الجسد المخبّأ في شظية

و الحلم أكثر واقعيّة

السفح أكبر من سواعدهم

و لكن..

حاولوا أن يصعدوا

و البحر أبعد من مراحلهم

و لكن..

حاولوا أن يعبروا

و النجم أقرب من منازلهم

و لكن

حاولوا أن يفرحوا

و الأرض أضيق من تصورهم

ولكن..

حاولوا أن يحملوا

طوبى لشيء غامض

طوبى لشيء لم يصل

فكوا طلاسمه و مزقهم

فأرخت البداية من خطاهم

و انتميت إلى رؤاهم

آه.. يا أشياء! كوني مبهمه

لنكون أوضح منك

أفلست الحواس و أصبحت قيدا على أحلامنا

و على حدود القدس ،

أفلست الحواسّ ،و حاسّة الدم أينعت فيهم

و قادتهم إلى الوجه البعيد

هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها

فتمرّدوا

و توحدوا

في رمشها المسروق من أجفانهم

و تسلّقوا جدران هذا العصر

دقوا حائط المنفى

أقاموا من سلاسلهم سلالم

ليقبّلوا أقدامها

فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم

هذا هو العرس الذي لا ينتهي

في ساحة لا تنتهي

هذا هو العرس الفلسطيني

لا يصل الحبيب إلى الحبيب

إلا شهيدا..أو شريدا

_من أي عام جاء هذا الحزن؟

_من سنة فلسطينية لا تنتهي

و تشابهت كل الشهور، تشابه الموتى

و ما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن

حملوا مقابرهم ..

و ساروا في مهمتهم

وسرنا في جنازتهم

و كان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع

أنراك يا وطني

لأن عيونهم رسمتك رؤيا.. لا قضيه!

أنراك يا وطني

لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليه!

أنراك يا وطني

لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد

صلاة ..أو هويّة

ماذا تريد الآن منّا

ماذا تريد ؟

خذهم بلا أجر

ووزّعهم على بيارة جاعت

لعل الخضرة انقرضت هناك ..

الشيء.. أم هم ؟

إن جثة حارس صمام هاوية التردي

(هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا )

و مرحلة بأكملها أفاقت_ ذات حلم_

من تدحرجها على بطن الهزيمة ،( هكذا ماتوا )

و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر

و المدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا

و مروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل

و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر

و المدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشاره

لم يصل أحد ومروا من يديه الآن

فاتسعت يداه

كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس

مرحلى بأكملها أفاقت_ ذات موت_

من تدحرجها على بطن الهزيمة ..

الشيء.. أم هم؟

يدخلون الآن في ذرات بعضهم،

يصير الشيء أجسادا،

و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن

اللقيطة

ساحلا

أو برتقالا _

كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس ..

مرحلة بأكملها.. زمان ينتهي

هذا هو العرس الفلسطينيّ

لا يصل الحبيب إلى الحبيب

إلأّ شهيدا أو شريدا .



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:49 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



موت آخر و أحبك



-1-

أجدّد يوما مضى، لأحبّك يوما.. و أمضي

و ما كان حبا

لأن ذراعيّ أقصر من جبل لا أراه

و أكمل هذا العناق البدائيّ، أصعد هذا الإله

الصغير

و ما كان يوما

لأن فراش الحقول البعيدة ساعة حائط

و أكمل هذا الرحيل البدائيّ. أصعد هذا الإله

الصغير

و ما كنت سيدة الأرض يوما

لأن الحروب تلامس خصرك سرب حمام

و تنتشرين على موتنا أفقا من سلام

يسد طريقي إلى شفتيك، فأصعد هذا الإله

الصغير

و ما كنت ألعب في الرمل لهوا

لأن الرذاذ يكسرني حين تعلن عيناك

أن الدروب إلى شهداء المدينة مقفرة من يديك

فأصعد هذا الإله الصغير

و ما كان حبا

و ما كان يوما

و ما كنت

و ما كنت

إني أجدد يوما مضى

لأحبك يوما

و أمضي

-2-

سألتك أن تريديني خريفا و نهرا

سألتك أن تعبري النهر وحدي

و تنتشري في الحقول معا

سألتك ألا أكون و ألا تكوني

سألتك أن ترتديني

خريفا

لأذبل فيك، و ننمو معا

سألتك ألا أكون و ألا تكوني

سألتك أن تريديني

نهرا

لأفقد ذاكرتي في الخريف

و نمشي معا

و في كل شيء نكون

يوحدّنا ما يشتّتنا

ليس هذا هو الحبّ

في كل شيء نكون

يجددنا ما يفتّتنا

ليس هذا هو الحبّ_

هذا أنا..

أجيئك منك، فكيف أحبك؟

كيف تكونين دهشة عمري؟

و أعرف

أن النساء تخون جميع المحبين الأّالمرايا

و أعرف:

أن التراب يخون جميع المحبين إلاّ البقايا

أجيئك منك انتظارا

و أغرق فيك انتحارا

أجيئك منك انفجارا

و أسقظ فيك شظايا ..

و كيف أقول أحبك ؟

كيف تحاول خمس حواسّ مقابلة المعجزة

و عيناك معجزتان ؟

تكونين نائمة حين يخطفني الموج

عند نهاية صدرك يبتديء البحر

ينقسم الكون هذا المساء إلى إثنين:

أنت و مركبة الأرض.

من أين أجمع صوت الجهات لأصرخ:

إني أحبك

-3-

تكونين حريتي بعد موت جديد

أحبّ

أجدّد موتي

أودّع هذا الزمان و أصعد

عيناك نافذتان على حلم لا يجيء

و في كل حلم أرمّم حلما و أحلم

قالت مريّا: سأهديك غرفة نومي

فقلت: سأهديك زنزانتي يا ماريّا

_لماذا أحبك؟

من أجل طفل يؤجل هجرتنا يا ماريا

_سأهديك خاتم عرسي

سأهديك قيدي و أمسي

_لماذا تحارب؟

من أجل يوم بلا أنبياء

تكونين جندية، تغلقين طريقي، تقولين: ما اسمك؟

أعلن أني أمشط موج البحار بأغنيتي ودمي

كي تكوني مريّا

_إلى أين تذهب؟

أذهب في أول السطر، لا شيء يكتمل الآن

_هل يلعب الشهداء بأضلاعهم كي تعود مريّا؟

تعود. و هم لا يعودون

_هل كنت فيهم

وعدت لأني نصف شهيد

لأني رأيت مريا

_سأهديك غرفة نومي

سأهديك زنزانتي يا مريّا .

-4-

غربيان

إن القبائل تحت ثيابي تهاجر

و الطفل يملأ ثنية ركبتك

الآن أعلن أن ثيابك ليست كفن

غريبان

إن الجبال الجبال الجبال..

غريبان

ما بين يومين يولد يوم جديد لنا

قلنا: وطن

غريبان

إن الرمال الرمال الرمال...

غريبان

و الأرض تعلن زينتها

_أنت زينتها_

و السماء تهاجر تحت يدين

غريبان

إن الشمال الشمال الشمال

غريبان

شعرك سقفي، و كفاك صوتان

أقبّل صوتا

و أسمع صوتا

و حبك سيفي

و عيناك نهران

و الآن أشهد أن حضورك موت

و أن غيابك موتان

و الآن أمشي على خنجر و أغني

فقد عرف الموت أني

أحبك، أني

أجدد يوما مضى

لأحبك يوما

و أمضي..

-5-

سمعت دمي، فاستمعت إليك

و لم تصلي بعد

كان البنفسج لون الرحيل

و كنت أميل مع الشمس _

يا أيّها الممكن المستحيل

و كانت ظلال النخيل تغطي خطانا التي تتكون

منذ الصباح و أمس .

و كنا نميل مع الشمس .

كنت القتيل الذي لا يعود

نسيت الجنازة خلف حدود يديك

سمعت دمي فاستمعت إليك ..

إلى أين أذهب ؟

ليست مفاتيح بيتي معي

ليس بيتي أمامي

و ليس الوراء ورائي

و ليس الأمام أمامي

إلى أين أذهب ؟

إن دمائي تطاردني ،و الحروب تحاربني، و الجهات

تفتشني عن جهاتي

فأذهب في جهة لا تكون

كأنّ يديك على جبهتي لحظتان

أدور أدور

و لا تذهبان

أسير أسير

و لا تأتيان

كأن يديك أبد

آه، من زمن في جسد !

يعرف الموت أني أحبّك

يعرف وقتي

فيحمل صوتي

و يأتيك مثل سعاة البريد

و مثل جباه الضرائب

يفتح نافذة لا تطل على شجر

(قد ذهبت و لم أعرف ).

يعرف الموت أني أحبك..

يستجوب القبلة النصف..

تستقبلين اعترافي..

و تبكين زنبقة ذبلت في الرسالة

ثم تنامين وحدك وحدك وحدك

يشهق موت بعيد

و يبقى بعيد

إلى أين أذهب؟

إن الجداول باقية في عروقي

و إن السنابل تنضج تحت ثيابي

و إنّ المنازل مهجورة في تجاعيد كفي

و إن السلاسل تلتفّ حول دمي

و ليس الأمام أمامي

و ليس الوراء ورائي

كأن يديك المكان الوحيد

كأن يديك بلد

آه من وطن في جسد!

-6-

وصلت إلى الوقت مبتعدا

لم يكون بلدا

كي أقول وصلت

و ما كان_ حين وصلت_ سدى

كي أقول تعبت

و ما كان وقتا لأمضي إليه ..

وصلت إلى الوقت مبتعدا

لم أجد أحدا

غير صورتها في إطار من الماء

مثل جبيني الذي ضاع بيني

و بين رؤاي سدى!

سمعت دمي

فاستمعت إليك

مشيت

لأمشي إليك

و كانت عصافير ملء الهواء

تسير ورائي

و تأكلني _كنت سنبلة _

كنت أحمل ضلعا و أسأل أين بقية

آخر الشهداء

يحاول ثانية

كيف أحمل نهرا بقبضة كفي

و أحمل سيفي

و لا يسقطان

أنا آخر الشهداء

أسجل أنك قدسية في الزمان وضائعة

في المكان

أريد بقية ضلعي

أريد بقية ضلعي

أريد بقية ضلعي

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:51 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav






عودة الأسير



النيل ينسى

و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

هناك حمامتان بعيدتان

ورحلة أخرى

و موت يشتهي الأسرى

و ذاكرتي قويّة .

و الآن، ألفظ قبل روحي

كلّ أرقام النخيل

و كل أسماء الشوارع و الأزقّة سابقا أو لاحقا

و جميع من ماتوا بداء الحب و البلهارسيا و البندقيّة

ما دلني أحد عليك

و أنت مصر

قد عانقتني نخلة

فتزوّجتني

شكّلتني

أنجتني الحبّ و الوطن المعذب و الهويّة

ما دلني أحد عليك

وجدت

وجدت مقبرة.. فنمت

سمعت أصوات.. فقمت

ورأيت حربا.. فاندفعت

وما عرفت الابجديّة

قالوا:اعترف

قلت :اعترفت

يا مصر !الاكسرى سباك ولا الفراعنة

اصطفوك أميرة أو سيدة

قالوا: اعترف

قلت :اعترفت

و توازت الكلمات و العضلات

كاونوا يقلعون أظافري

و يقشّرون أناملي

و يبعثرون مفاصلي

و يفتّشون اللحم عن أسرار مصر ..

و تدفّقت مصر البعيدة من جراحي

فاقتربت

و رأيت مصر

و عرفت مصر

ما دلّني أحد، خناجرهم تفتّشني فيخرج شكل مصر

يا مصر! لست خريطة

قالوا: اعترف

قلت: اعترفت

واصلت يا مصر اعترافاتي

دمي غطّى وجوه الفاتحين

و لم يغطّ دمي جبينك، و اعترفت

و حائط الإعدام يحملني إليك إليك ..

أنت الآن تقتربين. أنت الآن تعترفين

فامتشقي دمي!.

و النيل ينسى

ليس من عادته أن يرجع الغرقى

و آلاف العرائس من تقاضي أجرها؟

النيل ينسى.

و القرى رفعت مآذنها و شكواها

و أخفت صدرها في الطين

و المدن_ الجنود الغائبون_ الاتحاد الاشتراكيّ_ المغني

راقصات البطن_ و السياح_ و الفقراء

سبحان الذي يعطي و يأخذ!

ليس من عادات هذا النيل أن يصغي إلى أحد

كأن النيل تمثال من الماء استراح إلى الأبد

ماذا يقول النيل

لو نطقت مياه النيل؟

يسكت مرّة أخرى

و ينساني

لتسكت جوقة الإنشاد حول جنازتي!

و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

يا مصر! تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

غطّى حفنة من رمل سيناء التي ابتعدت عن العينين

و التج|أت إلى الرئتين

و امتشقي دمي

و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

سيناء ليس لها كفن !

و النيل ينسى

ماذا يقول النيل، لو نطقت مياه النيل ؟

يسكت مرّة أخرى

و لا يستقبل الأسرى .

ليسكت ههنا الشعراء و الخطباء

و الشرطي و الصحفيّ

إنّ جنازتي وصلت

و هذي فرصتي يا مصر.. أعطيني الأمان

يا مصر! أعطيني الأمان

لأموت ثانية ..شهيدا لا أسير

السدّ عال شامخ، و أنا قصير

و المنشآت كبيرة، و أنا صغير

و الأغنيات طليقة، و أنا أسير

يا مصر!أعطيني الأمان

إني حرستك. كانت الأشياء آمرة و آمنة و كان المطرب

الرسمي يصنع من نسيج جلودنا وتر الكمان

و يطرب المتفرّجين

قد زيفوا يا مصر حنجرتي

و قامة نخلتي

و النيل ينسى

و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

و لست أقول يا مصر الوداع

شبت خيول الفاتحين

زرعوا على فمك الكروم، فأينعت

قد طاردوك_ و أنت مصر

و عذبوك_ و أنت مصر

و حاصروك_ و أنت مصر

هل أنت يا مصر؟

هل أنت.. مصر!.


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:52 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav




الرمادي



الرماديّ اعتراف، و السماء الآن ترتدّ عن الشارع

و البحر، و لا تدخل في شيء، و لا تخرج من

شيء... و لا تعترفين

ساعتي تسقط في الماء الرماديّ .فلم أذهب إلى موعدك

الساطع. يأتي زمن آخر إذ تنتحرين .

و أسمي حادثا يحدث في أيّامنا :

قد ذهب العمر، و لم أذهب مع العمر إلى هذا المساء أبقى في انتظارك

و أسمي حادثا يحدث في أيامهم:

عندما أمشي إلى النهر البعيد

يقف النهر طويلا في اتنظاري.

و أتابع.

عنما أرجع في منتصف الموت، يجف النهر في ذاكرتي

يذيل ما بين الأصابع،

فلماذا تقفين ؟

و لماذا تقفين؟

و تكونين أمام الطعنه الأولى. أمام الخطوة الأولى

و لا تعترفين .

و الرمادي اعتراف. من رآني قد رأى وجهك وردا

في الرماد.

من رآني أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبّأ الخنجر

في أضلاعه

حيث تكونين دمي يمطر ،أو يصعد في أيّ اتجاه

كالنباتات البدائية.

كوني حائطي

كي أبلغ الأفق الرماديّ

و كي أجرح لون المرحلة

من رآني ضاع مني

في ثبات القتله !

الرماديّاعتراف و شبابيك. نساء و صعاليك

و الرماديّ هو البحر الذي دخّن حلمي زبدا

و الرماديّ هو الشّعرالذي أجر جرحي بلدا

الرمادي هو البحر

هو الشعر

هو الزهر

هو الطير

هو الليل

هو الفجر

الرماديّ هو السائر و القادم

و حلم الذي قرره الشاعر و الحاكم

منذ اتحدا

لست أعمى لأرى

لست أعمى.. لأرى .

إنّني أعبر بين الجثتين القمّتين

كالنباتات البدائية

كونى حائطي كي أعبرا

لست أعمى ..لأرى .

تزحف الصحراء تلتف على خاصرتي

و تلتف على صدري، وتشتدّ و تشتدّ، و لا أغرق

لا أغرق.. لا أغرق

ل!..ا

ليس لي خلف جبال الرمل آبار من النفط، و لا صفصافة

مستشرقه

كان لي سورة"اقرأ" و قرأت..

كان لي بذرة قمح في يد محترقه

و احترقت .

و لي الآن شتاء من دم يمتصه الرمل، و يستخرج

مازوتا. و أستدعى إلى الحربق لكي يصبح سعر

النفط أعلى

قلت: كلا !

و الرماديّ اعتراف مثل جدران جدران الزنازين التي تكثر بعد

الحرب.لا .لم يبك جندي على تاج. و أستدعى

إلى الحرب لكي يصبح لون التاج أغلى .

لست أعمى ..لأرى .

هل تركت الباب مفتوحا ؟

تعودين بلا جدوى

ينام الحلم الكاذب في المخفر. يدلي باعترافات

يمرّ الحلم الهارب من قبّعة السجان يدلي

باعترافات على مائدة القرصان

يدلي باعترافات ينام الحلم الغائب تحت المشنقة

هل تركت الباب مفتوحا؟

لكي أقفز من جلدي إلى أوّل عصفور رماديّ. و أحتج

على الآفاق.

كلا!.

الرماديّ من البحر إلى البحر

و حراس المدى عادوا

و عيناك أمامي نقطتان

و السراب الضوء في هذا الزمان

الواقف الزاحف ما بين وداعين طويلين

و نحن الآن مابين الوداعين وداع دائم

أنت السراب الضوء و الضوء السراب

من رآنا أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبأ الخنجر

في أضلاعه

حيث تكونين دمي يمطر أو يصعد في أي اتجاه

كالنباتات البدائية

كوني حائطي أو زمني

كي أطأ الأفق الرمادي

و كي أجرح لون المرحلة

من رآنا ضاع منا

في ثياب القتلة

فاذهبي في المرحلة

إذهبي

وانفجري بالمرحلة

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:54 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav


طريق دمشق



من الأزرق ابتدأ البحر

هذا النهار يعود من الأبيض السابق

الآن جئت من الأحمر اللاحق..

اغتسلي يا دمشق بلوني

ليولد في الزمن العربي نهار

أحاصركم: قاتلا أو قتيل

و أسألكم .شاهدا أو شهيد

متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق

أخضر

أحمر

أصفر أو أي لون يحدده النهر

إنّي خرجت من الصيف و السيف

إّني خرجت من المهد و اللحد

نامت خيولي على شجر الذكريات

و نمت على وتر المعجزات

ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل، كان سورة

"ينتصرون" ..

دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك

كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر

نادى و حركني

ثم نادى ..و فجرني

ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب

و نادى

كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها. فانفجرت

دفاعا عن السر و الصخر

كوني دمشق

فلا يعبرون !

من البرتقالي يبتديء البرتقال

و من صمتها يبدأ الأمس

أو يولد القبر

يا أيّها المستحيل يسمونك الشام

أفتح جرحي لتبتديء الشمس. ما اسمي؟ دمشق

و كنت وحيدا

و مثلي كان وحيدا هو المستحيل.

أنا ساعة الصفر دقّت

فشقت

خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان

المحاصر بين المياه

و بين المياه

أنا ساعة الصفر

جئت أقول :

أحاصرهم قاتلا أو قتيل

أعد لهم استطعت.. و ينشق في جثتي قمر المرحلة

و أمتشق المقصله

أحاصرهم قاتلا أو قتيل

و أنسى الخلافه في السفر العربي الطويل

إلى القمح و القدس و المستحيل

يؤخرني خنجران :

العدو

و عورة طفل صغير تسمونه

بردى

و سمّيته مبتدا

و أخبرته أنني قاتل أو قتيل

من الأسود ابتدأ الأحمر. ابتدأ الدم

هذا أنا هذه جثتي

أي مرحلة تعبر الآن بيني و بيني

أنا الفرق بينهما

همزة الوصل بينهما

قبلة السيف بينهما

طعنه الورد بينهما

آه ما أصغر الأرض !

ما أكبر الجرح

مروا

لتتسع النقطة، النطفة ،الفارق ،

الشارع ،الساحل، الأرض ،

ما أكبر الأرض !

ما أصغر الجرح

هذا طريق الشام.. و هذا هديل الحمام

و هذا أنا.. هذه جثتي

و التحمنا

فمروا ..

خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني

خذوها.. أحرقوها بأعدائها

أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا

و مروا

ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي

طريق دمشق

دمشق الطريق

و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي

إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جدارا

أغادر أحجاركم و أسير

وراء دمي في طريق دمشق

أحارب نفسي.. و أعداءها

و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي

فأجهله..

اسألوا عشبة في طريق دمشق !

و أمشي غريبا

و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي

فأقول: أفتش فوق طريق دمشق

و أمشي غريبا

و يسألني الحكماء المملون عن زمني

فأشير حجر أخضر في طريق دمشق

و أمشي غريبا

و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي

فأعد ضلوعي و أخطيء

إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟

دال.ميم. شين. قاف

فقالوا: عرفنا_ دمشق !

ابتسمت. شكوت دمشق إلى الشام

كيف محوت ألوف الوجوه

و ما زال وجهك واحد !

لماذا انحنيت لدفن الضحايا

و ما زال صدرك صاعد

و أمشي وراء دمي و أطيع دليلي

و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي

هذه مهنتي يا دمشق

من الموت تبتدئين. و كنت تنامين في قاع صمتي و لا

تسمعين..

و أعددت لي لغة من رخام و برق .

و أمشي إلى بردى. آه مستغرقا فيه أو خائفا منه

إن المسافة بين الشجاعة و الخوف

حلم

تجسد في مشنقه

آه ،ما أوسع القبلة الضيقة!

وأرخني خنجران:

العدو

و نهر يعيش على معمل

هذه جثتي، و أنا

أفقّ ينحني فوقكم

أو حذاء على الباب يسرقه النهر

أقصد

عورة طفل صغير يسمّونه

بردى

و سميته مبتدا

و أخبرته أنني قاتل أو قتيل.

تقّلدني العائدات من الندم الأبيض

الذاهبات إلى الأخضر الغامض

الواقفات على لحظة الياسمين

دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك

كي نلتقي مرة خارج المعجزات

انتظرناك..

و الوقت نام على الوقت

و الحب جاء، فجئنا إلى الحرب

نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة

يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين.

دمشق الندى و الدماء

دمشق الندى

دمشق الزمان.

دمشق العرب !

تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض

الذاهبات إلى الأخضر الغامض

الواقفات على ذبذبات الغضب

و يحملك الجند فوق سواعدهم

يسقطون على قدميك كواكب

كوني دمشق التي يحلمون بها

فيكون العرب

قلت شيئا، و أكمله يوم موتي و عيدي

من الأزرق ابتدأ البحر

و الشام تبدأ مني_ أموت

و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي

و ما أبعد الشام، ما أبعد الشام عني 1

و سيف المسافة حز خطاياي.. حز وريدي

فقربني خنجران

العدو و موتي

وصرت أرى الشام.. ما أقرب الشام مني

و يشنقني في الوصول وريدي..

وقد قلت شيئا.. و أكمله

كاهن الاعترافات ساومني يا دمش

و قال: دمشق بعيده

فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي صليبي

أراك على بعد قلبين في جسد واحد

و كنت أطل عليك خلال المسامير

كنت العقيدة

و كنت شهيد العقيده

و كنت تنامين داخل جرحي

و في ساعة الصفر_ تم اللقاء

و بين اللقاء و بين الوداع

أودع موتي.. و أرحل

ما أجمل الشام، لولا الشام،و في الشام

يبتديء الزمن العربي و ينطفيء الزمن الهمجي ّ

أنا ساعة الصفر دقّت

و شقت

خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير

الحصان المحاصر بين المياه

و بين المياه

أعد لهم ما استطعت ..

و ينشقّ في جثتي قمر.. ساعة الصفر دقّت،

و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل

سبع سنابل، في كل سنبلة ألف سنبلة ..

هذه جثتي.. أفرغوها من القمح ثم خذوها إلى الحرب

كي أنهي الحرب بيني و بيني

خذوها أحرقوها بأعدائها

خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي

و أمشي أمامي

و يولد في الزمن العربي.. نهار





ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:54 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav


طريق دمشق



من الأزرق ابتدأ البحر

هذا النهار يعود من الأبيض السابق

الآن جئت من الأحمر اللاحق..

اغتسلي يا دمشق بلوني

ليولد في الزمن العربي نهار

أحاصركم: قاتلا أو قتيل

و أسألكم .شاهدا أو شهيد

متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق

أخضر

أحمر

أصفر أو أي لون يحدده النهر

إنّي خرجت من الصيف و السيف

إّني خرجت من المهد و اللحد

نامت خيولي على شجر الذكريات

و نمت على وتر المعجزات

ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل، كان سورة

"ينتصرون" ..

دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك

كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر

نادى و حركني

ثم نادى ..و فجرني

ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب

و نادى

كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها. فانفجرت

دفاعا عن السر و الصخر

كوني دمشق

فلا يعبرون !

من البرتقالي يبتديء البرتقال

و من صمتها يبدأ الأمس

أو يولد القبر

يا أيّها المستحيل يسمونك الشام

أفتح جرحي لتبتديء الشمس. ما اسمي؟ دمشق

و كنت وحيدا

و مثلي كان وحيدا هو المستحيل.

أنا ساعة الصفر دقّت

فشقت

خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان

المحاصر بين المياه

و بين المياه

أنا ساعة الصفر

جئت أقول :

أحاصرهم قاتلا أو قتيل

أعد لهم استطعت.. و ينشق في جثتي قمر المرحلة

و أمتشق المقصله

أحاصرهم قاتلا أو قتيل

و أنسى الخلافه في السفر العربي الطويل

إلى القمح و القدس و المستحيل

يؤخرني خنجران :

العدو

و عورة طفل صغير تسمونه

بردى

و سمّيته مبتدا

و أخبرته أنني قاتل أو قتيل

من الأسود ابتدأ الأحمر. ابتدأ الدم

هذا أنا هذه جثتي

أي مرحلة تعبر الآن بيني و بيني

أنا الفرق بينهما

همزة الوصل بينهما

قبلة السيف بينهما

طعنه الورد بينهما

آه ما أصغر الأرض !

ما أكبر الجرح

مروا

لتتسع النقطة، النطفة ،الفارق ،

الشارع ،الساحل، الأرض ،

ما أكبر الأرض !

ما أصغر الجرح

هذا طريق الشام.. و هذا هديل الحمام

و هذا أنا.. هذه جثتي

و التحمنا

فمروا ..

خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني

خذوها.. أحرقوها بأعدائها

أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا

و مروا

ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي

طريق دمشق

دمشق الطريق

و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي

إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جدارا

أغادر أحجاركم و أسير

وراء دمي في طريق دمشق

أحارب نفسي.. و أعداءها

و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي

فأجهله..

اسألوا عشبة في طريق دمشق !

و أمشي غريبا

و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي

فأقول: أفتش فوق طريق دمشق

و أمشي غريبا

و يسألني الحكماء المملون عن زمني

فأشير حجر أخضر في طريق دمشق

و أمشي غريبا

و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي

فأعد ضلوعي و أخطيء

إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟

دال.ميم. شين. قاف

فقالوا: عرفنا_ دمشق !

ابتسمت. شكوت دمشق إلى الشام

كيف محوت ألوف الوجوه

و ما زال وجهك واحد !

لماذا انحنيت لدفن الضحايا

و ما زال صدرك صاعد

و أمشي وراء دمي و أطيع دليلي

و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي

هذه مهنتي يا دمشق

من الموت تبتدئين. و كنت تنامين في قاع صمتي و لا

تسمعين..

و أعددت لي لغة من رخام و برق .

و أمشي إلى بردى. آه مستغرقا فيه أو خائفا منه

إن المسافة بين الشجاعة و الخوف

حلم

تجسد في مشنقه

آه ،ما أوسع القبلة الضيقة!

وأرخني خنجران:

العدو

و نهر يعيش على معمل

هذه جثتي، و أنا

أفقّ ينحني فوقكم

أو حذاء على الباب يسرقه النهر

أقصد

عورة طفل صغير يسمّونه

بردى

و سميته مبتدا

و أخبرته أنني قاتل أو قتيل.

تقّلدني العائدات من الندم الأبيض

الذاهبات إلى الأخضر الغامض

الواقفات على لحظة الياسمين

دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك

كي نلتقي مرة خارج المعجزات

انتظرناك..

و الوقت نام على الوقت

و الحب جاء، فجئنا إلى الحرب

نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة

يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين.

دمشق الندى و الدماء

دمشق الندى

دمشق الزمان.

دمشق العرب !

تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض

الذاهبات إلى الأخضر الغامض

الواقفات على ذبذبات الغضب

و يحملك الجند فوق سواعدهم

يسقطون على قدميك كواكب

كوني دمشق التي يحلمون بها

فيكون العرب

قلت شيئا، و أكمله يوم موتي و عيدي

من الأزرق ابتدأ البحر

و الشام تبدأ مني_ أموت

و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي

و ما أبعد الشام، ما أبعد الشام عني 1

و سيف المسافة حز خطاياي.. حز وريدي

فقربني خنجران

العدو و موتي

وصرت أرى الشام.. ما أقرب الشام مني

و يشنقني في الوصول وريدي..

وقد قلت شيئا.. و أكمله

كاهن الاعترافات ساومني يا دمش

و قال: دمشق بعيده

فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي صليبي

أراك على بعد قلبين في جسد واحد

و كنت أطل عليك خلال المسامير

كنت العقيدة

و كنت شهيد العقيده

و كنت تنامين داخل جرحي

و في ساعة الصفر_ تم اللقاء

و بين اللقاء و بين الوداع

أودع موتي.. و أرحل

ما أجمل الشام، لولا الشام،و في الشام

يبتديء الزمن العربي و ينطفيء الزمن الهمجي ّ

أنا ساعة الصفر دقّت

و شقت

خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير

الحصان المحاصر بين المياه

و بين المياه

أعد لهم ما استطعت ..

و ينشقّ في جثتي قمر.. ساعة الصفر دقّت،

و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل

سبع سنابل، في كل سنبلة ألف سنبلة ..

هذه جثتي.. أفرغوها من القمح ثم خذوها إلى الحرب

كي أنهي الحرب بيني و بيني

خذوها أحرقوها بأعدائها

خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي

و أمشي أمامي

و يولد في الزمن العربي.. نهار





ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:56 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav


تلك صورتها



تلك صورتها

وهذا العاشق

وأريدّ أن أتقمص الأشجار:

قد كذب المساء عليه. أشهد أنني غطيته بالصمت

قرب البحر

أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار.

وأريد أن أتقمص الأسوار:

قد كذب النخيل عليه. أشهد أنه وجد الرصاصة.

أنه أخفى الرصاصة.

أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار.

وأريد أن أتقمص الحرّاس:

قد كذب الزمان عليه. أشهد أنه ضدّ البداية

أنه ضدّ النهاية

كانت الزنزانة الأولى صباحا

كانت الزنزانة الأخرى مساء

كان بينهما نهار

وكأنه انتحر

السماء قريبة من ساقه

والنحل يمشي في الدم المتقدّم

الأمواج تمشي في الصدى

وكأنه انتحر

العصافير استراحت في المدى

وكأنه انتحر

احتجاجا

أو وداعا

أو سدى

وكأنّه انتحر

الظهيرة لا تمرّ.. ولا يمرّ

كأنه انتحر

السماء قريبة من ساقه

والنحل يمشي في الدم المتقدّم

البركان يولد بين حبات الندى

والصوت أسودكنت أعرف أن برقا ما سيأتي

كي أرى صوتا على حجر الظلام

والصوت أسود

كنت في أوج الزفاف

الطائرات تمرّ في عرسي

_كتبت_

حبيبت فحم

_كتبت_

وكنت أعرف أن برقا ما سيأتي

كي يعود المطربون إلى ملابسهم

وإن الطائرات تمرّ في يومي

أنا المتكلم الغائب

الطائراتتمرّ في عرسي

فأختزل الفضاء وأشتهي العذراء

إن الطائرات تمرّ في يومي وفي حلمي تمرّ الطائرات

فأشتهي ما يشتهى

وأحبّ قبل الحب.

في زمن الدخان يضيء تفّاح المدينة

تنزل الرؤيا إلى الجدران

في زمن الدخان يخّبىء السجان صورته..

رأيت رأيت عصفورين يحتلان قبّعة

رأيت الذكريات تفر من شبّاك جارتنا

وتسقط في جيوب الفاتحين

وأشتهي ما يشتهى

والطائرات تمرّ

والزمن المكلّس ينتهي في الانهيارات

الأصابع ظل ذاكرة على الجدران

والدم نطفة أو بذرة

لا لون لي

لاشكل لي

لا أمس لي

إن الشظايا حاصرتني

فاتسعت إلى الأمام

وصرت أعلى من مدينتنا أنا الشجر الوحيد

أنا الشظايا و.. الهدايا

أريديك، وأخلع الأيام

لا تاريخ قبل يديك

لا تاريخ بعد يديك

سموك البديل

لأن لون الثورة احتلّ الكآبة

والغزاة يمشطّون يديك من آثار ظهري

أرتديك وأخلع الأيام

سموك البديل

وبدلوك

كأن أغنية تغيرّ أو تطهّر أو تدمّر أو تفجّر

هم يبحثون عن البكارة خندقا

ويمارسون الغزو ضدّ الغزو في خلجان جسمك

أرتديك.. وأخلع الأيام

سموك البديل

وهم ضحاياك

اتسعت إلى الأمام وصحت بالأيام

لي يوم

وخطوتها..

أنا ضدّ المدينة:

في زمان الحرب غطّتني الشظيّة

في زمان السلم غطّاني العراء:

عادوا إلى يافا: ولم أذهب

أنا ضدّ القصيدة:

غيّرت حزن النبي ولم تغير حاجتي للأنبياء.

والطائرات تعود من عرسي. تغادرني بلا سبب.

فأبحث عن تقاليدي، وموتي الذين يحاصرون الليل،

يقتربون من صدري، ويزدحمون في صدري

ولا يصلون لا يصلون

كان يصيح بالأسوار:

لي يوم

وخطوتهم

وكان البحر يرحل في المساء

وحضرت في جرحي وقمحك

لا لذاكرتي

ولا لقصيدة الآثار

لا لبكائك الصفصاف

لا لنبوءة العرّاف

يومك خارج الأيام والموتى

وخارج ذكريات الله والفرح البديل

حدقّت في جرحي وقمحك

للأشعة فيهما وطن يدافع عن مسافته

ويسقط عندما نمضي

ونسقط عندما نبقى حدودا للأشعة

والمدينة قرب حنجرتي تغني حين تسقط في مرايا النهر

صوتي ليس لافتة

ولكني أسميك البديل

حدقّت في جرحي

سأتهم المدينة بالعذوبة والجمال الشائع الموروث

من جبل جميل

هبطت نساء من قشور الضوء

جاء البحر من نومي على الطرقات

جاء الصيف من كسل النخيل

أحصيت أسباب الوداع

وقلت

ما بيني وبين اسمي بلاد

ليس لي لغة

ولكني أسميك البديل

ضدّ العلاقة

أن يجيء الوجه مثل الزرقة الخضراء

أن يمضي لأرسمه على جدران هذا السجن

أن يغزو شراييني ويخرج من يدي_

هذا هو الحبّ الجميل

وأحب أن تأتي لتمضي

طائرات

طائرات

طائرات

حاور السجّان صمتي

قال صمتي برتقالا

قال صمتي هذه لغتي

وأرخت اللقاء

الصخر يهتف لاسمك الوحشي كمثّرى

وأسال:هل تزوجت الجبال

ووصمتي بالعار والسفح البطيء؟

وأصدّق الراوي وأنكسّر:

الرجال

يبقون كالندم.. الخطيئة.. والبنفسج فوق أجساد النساء.

وأصدّق الراوي.. وأنفجر:

النساء

يذهبن كالعنب.. الغبار.. وضربة الحمّى

عن الذكرى وأجساد الرجال.

وأصدّق الراوي

ولا أجد الإشارة والدليل

وأكذّب الراوي

ولا أجد البنفسج والحقول

إنّ الدروب إليك تختنق..

الدروب إليك تحترق..

الدروب إليك تفترق

الدروب إليك حبل من دمي

والليل سقف اللصّ والقديس

قبّعة النبي وبزّة البوليس

أنت الآن تتّسعين

أنت الآن تتسعين

أنت الآن تتسعين

أرسمجثتي ويداك فيها وردتان

بيني وبينك خيمة أو مهرجان

بيني وبينك صورتان

وأضيف كي تنسي وكي تتذكري

بيني وبين اسمي بلاد

حاور السجان صوتي

قال صوتي طائرات طائرات طائرات

سجان! يا سجان

لي وجه يحاول أن يراني

سجان يا سجان

لي وجه أحاول أن أراه

لكنهم عادوا إلى يافا ولم أذهب

أنا ضدّ القصيدة

ضدّ هذا الساحل الممتد من جرحي

إلى ورق الجريده

كثر الحياديون أو كثر الرماديون

قال البرتقال أنا حيادي رمادي

وقال الجرح ما أصل العقيدة

قلت أن تبقى وأمشي فيك كي ألغيك

كي أشفيك مني

والسجن يتسع البحار تضيق

أشهد أنني غطيته بالصمت قرب البحر

أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار

والطائرات تمرّ في يومي

كأن الحرب عادات ولم أذهب إلى الحرب الأخيرة

يخلع السجان ألواني ويعطيني زماني كي أفكر فيك أو بك

كان يسألها ويسألها ويسألها

متى تأتين من ساعات هذا السجن أو رئتي

متى تأتين من يافا ولا أمضي إلى بلدي

متى تأتين من لغتي

متى تأتين كي نمضي إلى جسدي

أنا ضدّ العلاقة

مرّ عصفور وغطاني وسافر

مرّ عصفور وجّمدني على الأحجار ظلا

هل يعيش الظل؟

جاء الليل: جاء الليل جاء الليل

من يدها ومن نومي

أنا ضدّ العلاقة:

تشرب الأشجار قتلاها وتنمو في ضحاياها

انا ضدّ العلاقة:

أن تكون بداية الأشياء دائمة البداية

هذه لغتي

أنا ضدّ البداية:

أن أواصل نهر موسيقي تورّخني وتفقدني تفاصيل الهوية

هذه لغتي

أنا ضدّ النهاية:

أن يكون الشيء أوّله وآخره وأذهب_

هذه لغتي

وأشهد أنه مات، الفراشة، بائع الد،عاشق الأبواب

لي زنزانة تمتدّ من سنة إلى.. لغة

ومن ليل إلى.. خيل

ومن جرح إلى.. قمح

ولي زنزانة جنسية كالبحر

قال: حبيبتي موج

وأمضى عمره في الحائط المتموج ..السقف القريب

وحلمه الهارب

أنا المتكّلم الغائب

سأنتظر انتظاري.. كنت أعرفني

لأن طفولتي رجل أحبّ..

أحب إمرأة تمرّ أمام ذاكرتي ونيراني

ولا تبقى ولا تمضي

أحب يمامة سميتها بلدا.

أنا ضدّ العلاقة، والبداية ،والنهاية ،ضدّ أسمائي

أنا المتكلم الغائب

يغيب _رأيت عينيها

شهدت سقوط نافذتي،

سماويّ هو البحر الذي سرق الشوارع

من يديها قرب ذاكرتي

يغيب _

وإنّ أجراسا تدقّ على المسافة بين خطوتها ومذبحتي

سماوي هو البحر الذي سرق الرسائل

من يديها قرب ذاكرتي

وأحضر_ من وراء الشيء عبر الشيء

أحضر ملء قبلتها على مرأى من النسيان

أحضر من خلاياها

ومن عامودها الفقري أحضر

من إصابتها ببرق الشهوة العسلي

أحضر ملء رعشتها

على مرأى من النسيان

لي زمن تؤرخه بذور الجنس والعشب الذي يمتد

خلف الشيء والنسيان

أحضر

كنت شاهده وشاهدها

وصرت شهيده وشهيدها

آتي من الشهداء

إاى الشهداء

أنا المتكلم الغائب

أنا الحاضر

أنا الآتي

والصوت أخضر

إن شلال السلاسل والبلابل يلتقي في صرخة

أو ينتهي في مقبره

والصوت أخضر

قال لي: أو قلت لي أنتم مظاهرة البروق

وهم نشيد الاعتدال

والصوت موت المجزره

ضدّ القرنفل.. ضدّ عطر البرتقال

ومع التراب ..مع اليد الأخرى،

مع الكفّ التي تلج السلاسل والسنابل

كدت أنسى، كاد ينسى التسميه:

أنتم جذوع البرتقال

وهم نشيد الاعتدال

والله لا يأتي إلى الفقراء إذ يأتي، بلا سبب

وتأتي الأبجدية معولا أو تسليه

عادوا إلى يافا، وما عدنا

لأن الله لا يأتي بلا سبب

ذهبنا نحو يافا_ الأمنيه

يا أصدقاء البرتقال_ الزينة اتحدوا!

فنحن الخارجين على الحنين..الخارجين على العبير

نسير نحو عيوننا.. ونسير ضدّ المملكه

ضدّ السماء لتحكم الفقراء

ضدّ محاكم الموتى

وضدّ القيد قوميا

وضدّ وراثة الزيتون والشهداء

نحن الخارجين من العراء لتلبس الأشجار أثواب السماء نسير

ضدّ المملكه

ضدّ المغني حين يرضى

ضدّ اعتقال المعركه‍‍ ‍! ‍‍‍‍‍‍‍

والصوت أخضر ..

كان ينتظر المفاجأة - الجدار

يقول : يوم ما سيأتي من هواء البحر ،

أو من خصرها المشدود بين الماء والأملاح

آخذ موجة وأعيد تركيب العناصر :

خصرها

يدها

نعاس جفونها

وبروق ركبتها.

سآىخذ موجة وتكون صورتها وأغنيتي.

وأشهد أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار.

الأرض تبدأ من يديه

وكان يرمي الأرض بالأحلام

قنبلتي قرنفلتي

وحاول أن يموت فلم يفز بالموت

كان محاصرا بتشابه يعطي المساء مداه ينتظر النتيجة :

كان لي يوم يكون

وفراشة بنت السجون

والأرض تبدأ من يديه . وكان ضدّ الأرض..

ضدّ مساحة الصدف التي تأتي وتذهب في الفصول

المستحيل هويّتي

وهويّتي ورق الحقول .

والأرض تبدأ من يديه . كأنني سجان نفسي .

غاصت الجدارن في عضلاته ومحاولات الانتحار

يا من يحنّ إليك نبضي

هل تذكرين حدود أرضي !

والألرض تبدأ من يديه ، ومن زغاريد القرى البيضاء

تبدأ من دفاتر صبية يتعلمون

الأبجدية فوق ألغام الحروب وخلف أبواب النهار :

جاء وقت الانفجار

وعلى السيف قمر

وطني ليس جدار

وأنا لست حجر

والأرض تبدأ من يديه ومن نهايتها

ويسأل : أين وقتي ؟

قال : إن الوقت من قمح

وقال : رصاصة أولى تثير الأرض توقظها ، فتنكشف

الفضائح والعصافير العنيفة واحتمالات البداية .

من هنا ... من هذه الأجراس في جدران سجني

يبدأ الوقت الفدائي

أخرجي من أي ضلع

خنجرا أو سوسنه

وادخلي في أي ضلع

خنجرا أو سوسنه

والأرض تبدأ من نسيج الجرح - أشبهها

وأمشي فوق رأس الرمح - تشبهني

وأمشي في لهيب القمح

واشتعلت يداه

فرأى يدين جديدتين

يدين حافيتين

هل سقط الجدار ؟

سقطت كواكب فوق عينيه ، فغنى أو تنفس :

إنّ قنبلتي قرنفلتي

أريد الانتحارالانتحار الانتحار .

- من أين يبدأ جسمه ؟

* من كل قيد وانكسار

قال للبركان : يا بيتي البديل

وجدت وقت الانفجار.

والياسمين اسم لأميّ : قهوة الصبح .

الرغيف الساخن . النهر الجنوبيّ ، الأغاني

حين تتّكىء البيوت على المساء

أسماء أمّي .

- من أين تبدأ أرضه؟

* من جسمه المحتل بالمستعمرات.

الطائرات . الانقلابات . الخرافات . الأناشيد

الرديئة ، والمواعيد البطيئه .

والياسمين اسم لأمّي . باقة الزّبد.

الأغاني حين تنحدر الجبال إلى الخريف . القطن.

وأصوات البواخر حين تمخرني ،

وأسماء السبايا والضحايا .

أسماء أمي

- من أين يبدأ صوته؟

* من أول الأيام حين تبارز الحكماء في مدح النظام

ومتعة السّفر البعيد

فأتى ليرميهم بجثّته

وكان دويّها .. والأنبياء .

لكم انتصارات ولي حلم

دمي يمشي وأتبعه - إليها

لكم ، انتصارات ولي يوم

وخطونها..

فيادمي اختصرني ما استطعت.

وأريدها :

من ظلّ عينيها إلى الموج الذي يأتي من القدمين ،

كاملة الندى والانتحار .

وأريدها :

شجر النخيل يموت أو يحيا.

وتتّسع الجديلة لي

وتختنق السواحل في انتشاري

وأريدها:

من أوّل القتلى وذاكرة البدّائيين

حتى آخر الأحياء

خارطة

أمزّقها وأطلقها عصافيرا وأشجارا

وأمشيها حصارا في الحصار .

أمتدّ من جهة الغد الممتدّ من جهة انهياراتي العديدة

هذه كفي الجديدة

هذه ناري الجديدة

وأمعدن الأحلام

هل عادوا إلى يافا ولم تذهب ؟

سأذهب في دمي الممتد فوق البحر فوق البحر فوق البحر

هل بدأ النزيف ؟

قد أحرقتني جهات البحر ،

الحرّاس ناموا عند زاوية الخريف .

والوقت سرداب وعيناها نوافذ عندما أمشي إليها

والوقت سرداب وعيناها ظلام حين لا أمشي إليها

وأريدها.

زمني أصابعها . أعود ولا أعود ،

أسرّح الماضي وأعجنه ترابا

ليست الأيام آبارا لأنزل

ليست الأيام أمتعة لأرحل

لا أعود ..

لأنّها تمشي أمامي في يدي

تمشي أمامي في غدي .

تمشي أمامي في انهياراتي.

وتمشي في انفجاراتي

أعود..

لأّنها ذرّات جسمي . أيّ ريح لم تبعثرني على الطرقات

كان السجن يجمعني . يرتّبني وثائق أو حقائق

أيّ ريح لا تبعثرني

أعود ..

لأنّها كفني . أعود لأنّها بدني

أعود

لأنها

وطني

أعود

حين انحنت في الريح

قال : تكون قنطرة وأعبرها إليها

وبنى أصابعه من الخشب المخبّأ في يديها .

البندقيّة والفضاء وآخر القتلى . سأدفن جثّتي في راحتها

وستضرمين النار .

قالت : أين كنت

ففرّ من يدها إلى اليوم المرابط خلف قامتها.

وغنّى : أيّها الندم اختصرني بندقيّه

قالت : لتقتلني ؟

فقال : لكي أعيد لي الهويّه

وقفت ، كعادتها ، فعاد من انحناءتها إلى قدميه

كان طريقه طرقا وكان نزيفه أفقا

وكان يدور في الماضي ولا يجد اليدين وكان يحلم باكتمال الحلم

ما بيني وبين اسمي بلاد .

حين سّميت البلاد فقدت أسمائي . وحين مررت باسمي

لم أجد شكل البلاد

الحلم جاء الحلم جاء وكان يسأله :

من الأضل العيون أم البلاد ؟

قال المغنّي للضفاف :

الفرق بين الضفتين قصيدتي

قال المهاجر للوطن :

لا تنسني

والياسمين اسم لأمّي . والزمن

عشب على الجدران

قال البحر . قال الرمل . قال البيت . قال الحقل . قال

الصمت.ز

لكن المغنّي قال قرب الموت :

إنّ الفرق بين الضفتين قصيدتي

وأراد أن يلغي الوطن

وأراد أن يجد الوطن

هل تكلمن البحر ؟

هل تأتين من ساعات هذا الموج

أم تأتين من رئتي .. وهل تأتين ؟

هل نمشي على السكين برقا

أم دما نمشي ؟

أحبّك .. أم أحب نتيجتي في حبك التكوينظ

قد قالت لي الأيّام :

إذهب في الزمان

تجد مكانك جاهزا في وقت عينيها

فقلت : العمر لا يكفي لقبلتها

وهذا العمر ..

قد قالت لي الأيام:

إذهب في المكان

تجد زمانك عائدا في موج عينيها

فقلت : الجسم لا يكفي لنظرتها

وهذا البحر

ما اسم الأرض ؟ظ

بحر أخضر. آثار أقدام. دويلات . لصوص .ز عاشقات.

أنبياء.ززز آه ما اسم الأرض؟

شكل حبيبة يرميك قرب البحر.

ما اسم البحر؟

حدّ الأرض .حارسها . حصار الماء.ز أزرق أزرق

امتدّت يدان عناق البحر فاحتفل القراصنة

البدائيّون والمتحضرون بجثّة . فصرخت : أنت

البحر . ما اسم البحر؟

جسم حبيبة يرميك قرب الأرض.

قد قالت لنا الأيّام:

تلتقيان . تلتحمان . تنهمران

قلت :ك لها انفجارات

كأنّ البرتقال لهيبها الأبديّ

تنفجرين . تنفجرين .. تنفجرين في صدري وذاكرتي :

وأقفز من شظاياك الطليقة وردة ، ورصاصة

أولى ، وعصفورا على الأفق المجاور

ولي امتداد في شظاياك الطليقة.

إنّ نهرا من أغاني الحب يجري في شظيّه

قد بعثرتني الريح ، فاختنقت بأصوات الملايين

ارتفعت على الصدى وعلى الخناجر .

شكرا ! أنام على الحصى فيطير

شكرا للندى .

وأمرّ بين أصابع الفقراء سنبلة، ّ ولافتة ، وصيغة بندقيّه .

ضدّ اتجاه الريح

تنفجرين تنفجرين في كل اتجاه

تنتهي لغة الأغاني حين تبتدئين

أو تجد الأغاني فيك معدتها ..رصاصتها.. وصورتها

أقول : البحر لا

والأرض لا

بيني وبينك "نحن"

فلنذهب لنلغينا ويتحد الوداع.

ألآن أغنيتي تمرّ ..

تمرّ أغنيتي على أفق نبيذي .

ويسقط في أغانيك البياض

الآن أغنيتي تمرّ... تمرّ أغنيتي على مدن السواد

فتسرحين الشّعر ، أو تتناثرين على الخرائط والبلاد.

والآن أغنيتي تمرّ..

تمرّ أغنيتي على حجر فيزهر في يديك اسمي ويتّحد اللقاء

ماتوا ولا تدرين . لكنّ الجدار يقول ماتوا في تساقطه

ولا تدرين . ماتوا ..

تلك أغنيتي ووجهك طائر ومدى

يودّعني الوداع

وساعة الدم دقّت الموتى

وموعدنا النحاسيّ ، الدخاني ، الحريريّ المزوّد بالزلازل

والمقيّد بالجدائل .

الآن تنتحرين .. تنتصرين .. تنطفئين .. تشتعلين في

الميدان والنسيان

دقّت ساعة الدم

دقّت الموتى

ليفتتحوا نشيد الفرق بين العشق واللغة الجميله

هو أنت

أنت أنا

يغيب الحاضر العلنيّ .

يأتي الغائب السري..

يلتحمان..

يتحدان في المتكلّم المفقود بين البحر والأشجار والمدن

الذليله.

والآن أشهد أنني غطّيته بالصمت قرب البحر

أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار

قال : انتحرت . ورد معتذرا: أتيت

وقال حارسه الزماني انتحارك انتصار

الانتحار - الانتصار يمدّ جسرا

هكذا يبنون نهرا

قال : ماتوا

ردّ معتذرا : لقد وضعوا حدود الانتحار .

والآن أغنيتي تمرّ ... تمرّ أغنيتي

وتلتحق الخطى بدمي

دمي المتقدم

الفتيات تخرج من أزيز الطائرات

البحر يخرج من خدوش الأسطوانات

المدينة قد أعدّت عرسها

وجنازتي

وتمرّ أغنيتي ، وترمي عادة الأزهار في الأنهار

سيّدتي ‍ سأهديك انتحاري الساطع اختصري نعاسك

وانفجار الشارع ، اختصري المسافة بين

سكّيني وصدري

واستقرّي أنت بينهما بلاد

النهر يعفيني من التاريخ

والجلّاد أعفاني من الذكرى

فأنسى حصّتي من جثتي الأخرى

وأهديك التتمّة والحوار

قال انتحرت

وردّ معتذرا : أتيت

وقال حارسه : رأيت القمح ملء يديه .

عند الانتحار

كانت يداه خريطتين : خريطة للحلم تمطر حنطة

وخريطة لمحاورات الانتظار

والطائرات ؟ سألت

قال : تمرّ في يومي القديم ، يحلّق الأطفال ، يبتهجون

في السنة الجديدة ، يجعلون البحر أصغر من زوارقهم،

أنا أعتاد هذا الموت ، أعتاد الرحيل إلى النهار .

والآن أشهد أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار .

الحلم يأخذ شكله

فيخاف

لكنّ المدينة واقفه

في أوج قيدي

وانفجار العاصفه

مطر على خيل

وأعددنا لك الفرح الترابيّ الجديد

خيل على ليل

وأعددنا لك الفصح الخواتم والنشيد

والحلم يأخذ شكله

ويصير صورتك العنيفه

موتي : أو اخنصري هنا موتاك

كوني ياسمينا أو قذيفه .

والحلم يأخذ شكله

فيخاف

لكنّ المدينة واقفه

في قمّة الجرح الجديد

وفي انفجار العاصفه .

ماذا تقول الريح

نحن الريح نقتلع المراكب والكواكب

والخيام مع العروش الزائفه

ماذا تقول الريح

نحن الريح

ننشر عار فخذيك السماويين

ننشر عارنا

ونطيل عمر العاصفه

ليل على موت

وأعددنا لك المهد الحضانة والجبل

والحلم يشبهنا

ويشبهك المغني والمنادي والبطل

والحلم يأخذ شكله

فيخاف

لكنّ المدينة واقفه

في شعلة النار الطليقة

في شرايين الرجال

ذوبي أو انتشري رمادا أو جمال

ماذا تقول الريح ؟

نحن الريح



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:57 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



أعراس



عاشق يأتي من الحرب ألى يوم الزفاف

يرتدي بدلته الأولى

ويدخل

حلبة الرقص حصانا

من حماس وقرنفل

وعلى حبل الزغاريد يلاقى فاطمه

وتغنّي لهما

كل أشجار المنافي

ومناديل الحداد الناعمه

ذبّل العاشق عينيه

وأعطى يده السمراء للحنّاء

والقطن النسائي المقدس

وعلى سقف الزغاريد تجيء الطائرات

طائرات

طائرات

تخطف العاشق من حضن الفراشه

ومناديل الحداد

وتغّني الفتيات :

قد تزوّجت

تزوّجت جميع الفتيات

يا محمّد ! !‍

وقضيت الليلة الأولى

على قرميد حيفا

يا محمّد !

يا أمير العاشقين

يا محمّد !

وتزوجت الدوالي

وسياج الياسمين

يا محمّد !

وتزوّجت السلالم

يا محمّد !

وتقاوم

يا محمّد !

وتزوّجت البلاد

يا محمّد !

يا محمّد !



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:58 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav




كان ما سوف يكون



في الشارع الخامس حيّاني . بكى . مال على السور

الزجاجي ، ولا صفصاف في نيويورك.

أبكاني . أعاد الماء للنهر . شربنا قهوه . ثم افترقنا في

الثواني .

منذ عشرين سنه

وأنا أعرفه في الأربعين

وطويلا كنشيد ساحليّ ، وحزين

كان يأتينا كسيف من نبيذ . كان يمضي كنهايات

صلاه

كان يرمي شعره في مطعم " خريستو"

وعكا كلها تصحو من النوم

وتمشي في المياه

كان أسبوعا من الأرض ، ويوما للغزاه

ولأمّي أن تقول الآن : آه!

ليديه الورد والقيد . ولم يجرحه خلف السور ألّا

جرحه السيّد . عشّاق يجيئون ويرمون المواعيد .

رفعنا الساعد الممتددشنا العناقيد اختلطنا في

صراخ الفيجن البريّ . كسرنا الأناشيد . انكسرنا

في العون السود . قاتلنا . قتلنا. ثم قاتلنا . وفرسان

يجيئون ويمضون .

وفي كل فراغ

سنرى صمت المغني أزرقا حتى الغياب

منذ عشرين سنه

وهو يرمي لحمه للطير والأسماك في كل أتجاه

ولأمّي أن تقول الآن : آه !

أبن فلّاحين من ضلع فلسطين

جنوبيّ

شقيّ مثل دوريّ

قوي

فاتح الصوت

كبير القدمين

واسع الكفّ . فقير كفراشه

أسمر حتى التداعي

وعريض المنكبين

ويرى أبعد من بوابة السجن

يرى أقرب من أطروحة الفن

يرى الغيمة في خوذة جندي

يرانا ، ويرى كرت الأعاشه

وبسيط .. في المقاهي واللغه

ويحب الناي والبيره

لم يأخذ من الألفاظ إلّا أبسط الألفاظ

سهلا كان كالماء

بسيطا .. كعشاء الفقراء .

كان حقلا من بطاطا وذره

لا يحب المدرسه

ويحب النثر والشعر

لعلّ السهل نثر

ولعلّ القمح شعر.

ويزور الأهل يوم السبت

يرتاح من الحبر الألهي

ومن أسئلة البوليس.

لم ينشر سوى جزئين من أشعاره الأولى

وأعطانا البقيه

شوهدت خطوته فوق مطار اللد من عشر سنين

واختفى...

كان ما سوف يكون

فضحتني السنبله

ثم أهدتني السنونو

لعيون القتله

.. شاحبا كالشمس في نيو يو رك:

مناين يمرّ القلب ؟ هل في غابة الأسمنت ريش لحمام؟

وبريدي فارغ . والفجر لا يلسع .

والنجمة لا تلمع في هذا الزحام .

ومسائي ضيّق . جسم حبيبي ورق . لا أحد حول

مسائي " يتمنى أن يكون النهر والغيمه" .. من

أين يمرّ القلب ؟ من يلتقط الحم الذي يسقط قرب

الأوبرا والبنك ؟ شلاّل دبابيس سيجتاح الملذات

التى أحملها .

لا أحلم الآن بشيء

أشتهي أن أشتهي

لا أحلم الآن بغير الانسجام

أشتهي

أو

أنتهي

لا . ليس هذا زمني

شاحبا كالشمس في نيويورك

أعطيني ذراعي لأعانق

ورياحي لأسير

ومن المقهى الى المقهى . أريد اللغه الأخرى

أريد الفرق بين النار والذكرى

أريد الصفة الأولى لأعضائي

وأعطيني ذراعي لأعانق

ورياحي لأسير

ومن المقهى ألى المقهى

لماذا يهرب الشعر من القلب أذا ما أبتعدت يافا ؟ لماذا

تختفي يافا أذا عانقتها ؟

لا ليس هذا زمني

وأريد الصفة الأولى لأعضائي

وأعطيني ذراعي لأعانق

ورياحي لأسير

... واختفى في الشارع الخامس ، أو بوابة القطب

الشماليّ . ولا أذكر من عينيه ألا مدنا تأتي وتمضي.

وتلاشى ، وتلاشى...

والتقينا بعد عام في مطار القاهرة

قال لي بعد ثلاثين دقيقه

" ليتني كنت طليقا

في سجون الناصرة "

نام أسبوعا . صحا يومين . لم يذهب مع النيل ألى الأرياف

لم يشرب من القهوة إلّا لونها .

لم يرى المصري في مصر

ولم يسأل سوى الكتّاب عن شكل الصراع الطبقي

ثم ناداه السؤال الأبديّ الاغتراب الحجري

قلت : من أي نبيّ كافر قد جاءك البعد النهائيّ ؟

بكى من كسل في نظراتي . هل تغيّرت ؟

تغيّرت . ولم تذهب حياتي

عبثا .

مال ألى النيل وقال : النيل ينسى ؟

قلت : لا ينسى كما كنا نظنّ

وتذكّرنا معا أيقاعنا الماضي

وموجات السنونو فوق كف تقرع الحائط

والأرض التي نحملها في دمنا كالحشرات

وتذكرنا معا أيقاعنا الماضي وموت الأصدقاء

والذين اقتسموا أيّامنا ، وانتشروا

لم يحبونا كما كنّا نشاء

لم يحبونا ولكن عرفونا..

كان يهذي عندما يصحو . ويصحو عندما يبكي

ويمشي كخيام في البعيد العربيّ

ذهب العمر هباء

وفقدت الجوهري

واختفى قرب غروب النيل

أعددت له مرثية أخرى وجنّاز نخيل

يا انتحاري المتواصل

أوقف العمر لكي نبدأ من أي رحيل

وتأجّج كنباتات الجليل

وتوهّج كقتيل

يا انتحاري المتواصل

قف على ناصية الحلم وقاتل

فلك الأجراس ما زالت تدقّ

ولك الساعة ما زالت تدقّ

وتلاشى مرة أخرى

وخانتني الغصون

كان ما سوف يكون

فضحتني السنبلة

ثم أهدتني السنونو

لسيوف القتله

كانت نيويورك في تابوتها الرسمي تدعونا ألى تابوتها .

في الشارع الخامس حيّاني . بكى . مال على نافورة

الاسمنت . لا صفصاف في نيويورك . أبكاني .

أعاد الظل للبيت . اختبأنا في الصدى . هل مات

منّا أحد ؟ كلّا . تغيّرت قليلا ؟ لا . هل الرحله

ما زالت هي الرحله والميناء في القلب ؟ . نعم.

كان بعيدا وبعيدا ونهائيّ الغياب

دخّن الكأس..

تلاشى

كغزال يتلاشى

في مروّج تتلاشى في الضباب

ورمى سيجارة في كبدي وارتاح

لم ينظر إلى الساعة

لم يسرقه هذا القمر االواقف تحت الطابق العاشر في

منهاتن . التفّ بذكراه .. تغشّاه رنين الجرس

السريّ . مرّت بين كفينا عصافير عصافير و موت

عائليّ . ليس هذا ومني . عاد شتاء آخر . ماتت

نساء الخيل في حقل بعيد . قال إنّ الوقت لا يخرج

مني . فتبادلت و قلبي مدنا تنهار من أوّل هذا

العمر حتى آخر الحلم ..

أنبقى هكذا نمضي إلى الخارج في هذا النهار البرتقاليّ

فلا نلمس إلاّ الداخل الغامض ؟

من أين أتيت ؟

إخترقت عصفور رمحا

فقلت اكتشفت قلبي

أنبقى هكذا نمضي إلى الداخل في هذا النهار البرتقاليّ

فلا نلمس إلاّ شرطة الميناء ؟

يهذي خارج الذكرى : أنا الحامل عبء الأرض ،

و المنقذ من هذا الضلال . الفتيات انتعلت روحي

و سارت . و العصافير بنت عشّا على صوتي و شقّتني

و طارت في المدى ..

لم يتغيّر أيّ شيء

و الأغاني شردتني شردتني

ليس هذا زمني .

ل ،ا ليس هذا وطني .

لا ليس هذا بدني .

كان ما سوف يكون

فضحنه السنبلة

ثم أهدته السنونو

لرياح القتله ..


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 8:59 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



أحمد الزعتر



ليدين من حجر و زعتر

هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين

مضت الغيوم و شرّدتني

و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني

.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل

البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن

الرماد و كنت وحدي

ثم وحدي ...

آه يا وحدي ؟ و أحمد

كان اغتراب البحر بين رصاصتين

مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين

و ساعدا يشتدّ في النيسان

ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي

و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين

كان اكتشاف الذات في العربات

أو في المشهد البحري

في ليل الزنازين الشقيقة

قي العلاقات السريعة

و السؤال عن الحقيقة

في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه

عشرين عاما كان يسأل

عشرين عاما كان يرحل

عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في

إناء الموز

و انسحبت .

يريد هويّة فيصاب بالبركان ،

سافرت الغيوم و شرّدتني

ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني

أنا أحمد العربيّ - قال

أنا الرصاص البرتقال الذكريات

و جدت نفسي قرب نفسي

فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ

تل الزعتر الخيمة

و أنا البلاد و قد أتت

و تقمّصتني

و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد

و جدت نفسي ملء نفسي ...

راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه

كان الخطوة - النجمه

و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط

كانوا يعدّون الرماح

و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا

و يقفز .

أحمد الآن الرهينه

تركت شوارعها المدينة

و أتت إليه

لتقتله

و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج

كانوا يعدّون الجنازة

وانتخاب المقصلة

أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار

جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار

و أنا حدود النار - فليأت الحصار

و أنا أحاصركم

أحاصركم

و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق

الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق

يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين

لا تتبادلان رسائلي

قاوم

إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق

و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى

و تتركني ضفاف النيل مبتعدا

و أبحث عن حدود أصابعي

فأرى العواصم كلها زبدا ...

و أحمد يفرك الساعات في الخندق

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق

هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق

المتمزّق الحالم

و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة

و هو اندلاع ظهيرة حاسم

في يوم حريّه

يا أيّها الولد المكرّس للندى

قاوم !

يا أيّها البلد - المسدس في دمي

قاوم !

الآن أكمل فيك أغنيتي

و أذهب في حصارك

و الآن أكمل فيك أسئلتي

و أولد من غبارك

فاذهب إلى قلبي تجد شعبي

شعوبا في انفجارك

... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه

فانكسرت

أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي

و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي

يا أحمد العربيّ ؟

لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء

امتصّني جرس بعيد

و التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي

يا أحمد العربيّ .

لم أغسل دمي من خبز أعدائي

و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق

فرّت الطرق البعيدة و القريبة

كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة

فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار

كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر

آه من حلمي و من روما !

جميل أنت في المنفى

قتيل أنت في روما

و حيفا من هنا بدأت

و أحمد سلم الكرمل

و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل

لا تسرقوه من السنونو

لا تأخذوه من الندى

كتبت مراثيها العيون

و تركت قلبي للصدى

لا تسرقوه من الأبد

و تبعثروه على الصليب

فهو الخريطة و الجسد

و هو اشتعال العندليب

لا تأخذوه من الحمام

لا ترسلوه إلى الوظيفه

لا ترسموا دمه و سام

فهو البنفسج في قذيفه

صاعدا نحو التئام الحلم

تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى

و تنفصل البلاد عن المكاتب

و الخيول عن الحقائب

للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح

أعطى خطبة الليمون لليمون

أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار

و السمك المجفّف

للحصى عرق و مرآه

و للحطاب قلب يمامه

أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن

يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل

الطري و تذهبين إلى البنفسج

فاذكريني قبل أن أنسى يدي

… و صاعدا نحو التئام الحلم

تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك …

يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ

و يختفي المتفرجون على جراحك

فاذكريني قبل أن أنسى يديّ !

و للفراشات اجتهادي

و الصخور رسائلي في الأرض

لا طروادة بيتي

و لا مسّادة وقتي

و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر

من حصان ضاع في درب المطار

و من هواء البحر أصعد

من شظايا أدمنت جسدي

و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل

أصعد من صناديق الخضار

و قوّة الأشياء أصعد

أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة

ينشدون :

صامدون

و صامدون

و صامدون

كان المخيّم جسم أحمد

كانت دمشق جفون أحمد

كان الحجاز ظلال أحمد

صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين

الأسيرة

صار الحصار هجوم أحمد

و البحر طلقته الأخيرة !

يا خضر كل الريح

يا أسبوع سكّر !

يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى

يا أحمد المولود من حجر و زعتر

ستقول : لا

ستقول : لا

جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ

كي يلغي العواصم

و تقول : لا

جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة

و التردد .. و الملاحم

نحو اقتحام المرحلة

و تقول : لا

و يدي تحيات الزهوز و قنبلة

مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح

و بالشموس المقبلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج

فوق المقصلة

و تقول : لا

و تقول : لا

و تقول : لا

و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين

ونزور صمتك حين تطلبنا يداك

و حين تشعلنا اليراعة

مشت الخيول على العصافير الصغيرة

فابتكرنا الياسمين

ليغيب وجه الموت عن كلماتنا

فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك

و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك

لا وقت للمنفى ...

و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز

و التمني

كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني

ورمت معاطفها الحقول و جمعتني

فاذهب بعيدا في دمي ! و اذهب بعيدا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

يا أحمد اليوميّ ‍

يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء

يا اسم البرتقاله

يا أحمد العاديّ ‍!

كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح

بين البندقيّة و الغزاله !

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سنذهب في الحصار

حتى نهايات العواصم

فاذهب عميقا في دمي

اذهب براعم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب خواتم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب سلالم

يا أحمد العربيّ... قاوم !

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سنذهب في الحصار

حتى رصيف الخبز و الأمواج

تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم

موت أمام الحلم

أو حلم يموت على الشعار

فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

... و له انحناءات الخريف

له وصايا البرتقال

له القصائد في النزيف

له تجاعيد الجبال

له الهتاف

له الزفاف

له المجلّات الملوّنه

المراثي المطمئنة

ملصقات الحائط

العلم

التقدّم

فرقة الإنشاد

مرسوم الحداد

و كل شيء كل شيء كل شيء

حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه

يا أحمد المجهول !

كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت

و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة

يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات

أشهر وجهك الشعبيّ فينا

واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟

يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت

و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم

حنطة ويدين عاريتين

وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته

على الموتى إذا ماتوا

و كي يرمي ملامحه

على الأحياء ان عاشوا !

أخي أحمد !

و أنت العبد و المعبود و المعبد

متى تشهد

متى تشهد


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:00 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav




قصيدة الرمل



إنّه الرمل

مساحات من الأفكار و المرأة ،

فلنذهب مع الإيقاع حتى حتفنا

في البدء كان الشجر العالي نساء

كان ماء صاعدا . كان لغه .

هل تموت الأرض كالإنسان

هل يحملها الطائر شكلا للفراغ ؟

البدايات أنا

و النهايات أنا

و الرمل شكل و احتمال .

برتقال يتناسى شهوتي الأولى .

أرى في ما أرى النسيان ، قد يفترس الأزهار و الدهشة ،

و الرمل هو الرمل . أرى عصرا من الرمل يغطينا ،

و يرمينا من الأيام .

ضاعت فكرتي و امرأتي ضاعت

و ضاع الرمل في الرمل .

البدايات أنا

و النهايات أنا

و الرمل جسم الشجر الآتي ،

غيوم تشبه البلدان .

لون واحد للبحر و النوم .

و للعشاق وجه واحد ،

... و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري ،

سنرمي ألف نهر في مجاري الماء .

و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا

سيّد الأيّام .

و النخلة أمّ اللّغة الفصحى .

أرى ، في ما أرى ، مملكة الرمل على الرمل

و لن يبتسم القتلى لأعياد الطبول

ووداعا ... للمسافات

وداعا ... للمساحات

وداعا للمغنّين الذين استبدوا "القانون" بالقانون كي

يلتحموا بالرمل ...

مرحى للمصابين برؤياي ، و مرحى للسيول .

البدايات أنا

و النهايات أنا

أمشي إلى حائط إعدامي كعصفور غبيّ ،

و أظنّ السهم ضلعي

و دمي أغنية الرمّان . أمشي

و أغيب الآن في عاصفة الرمل ،

سيأتي الرمل رمليا

و تأتين إلى الشاعر في الليل ، فلا

تجدين الباب و الأزرق ،

ضاعت لفظتي و امرأتي ضاعت ...

سيأتي .. سوف يأتي عاشقان

يأخذان الزنبق الهارب من أيّامنا

و يقولان أمام النهر :

كم كان قصيرا زمن الرمل

و لا يفترقان

و البدايات أنا

و النهايات أنا


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:01 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav


قصيدة الخبز



(إلى إبراهيم مرزوق )

كان يوما غامضا ...

تخرج الشمس إلى عاداتها كسلى

رماد معدنيّ يملأ الشرق ..

و كان الماء في أوردة الغيم

و في كل أنابيب البيوت

يابسا

كان خريفا يائسا في عمر بيروت

و كان الموت يمتدّ من القصر

إلى الراديو إلى بائعة الجنس إلى سوق الخضار

ما الذي أيقظك الآن

تمام الخامسة ؟

كان إبراهيم رسّام المياه

و سياجا للحروب

و كسولا عندما يوقظه الفجر

و لكنّ لإبراهيم أطفالا من الليّلك و الشمس

يريدون رغيفا و حليب

كان إبراهيم رسّاما و أب

كان حيّا من دجاج و جنوب و غضب

و بسيطا كصليب

المساحات صغيره

مقعد في غرفة . لا شيء... لا شيء

و كان الرسم بالماء وطن

و التفاصيل لكم . وجهي أنا برقيّة

هل تقرأون الماء كي تتّفق الآن ؟

البياض الأسود احتل المسافات

أنا الورد الذي لا يومىء

القيد الذي يأتي من الحرية - الفوضى

أو الهجز الذي يأخذ شكل الوطن - البوليس

هل كان الوطن

انطباعا أم صراعا ؟

وضياعا أم خلاص

كان يوما غامضا ...

وجهي أنا برقيّة الحنطة في حقل الرصاص

ما الذي أيقظك الآن

تمام الخامسة ؟

كنت تعرف

هي بيروت الفوارق

هي بيروت الحرائق

ما الذي أيقظك الآن

تمام الخامسة ؟

إنّهم يغتصبون الخبز و الإنسان

منذ الخامسة ..‍..

لمم يكن للحبر في يوم من الأيّام

هذا الطعم ، هذا الدم

هذا الملمس الهامس

هذا الهاجس الكونيّ

هذا الجوهر الكلي ّ

هذا الصوت هذا الوقت

هذا اللون هذا الفنّ

هذا الاندفاع البشريّ . السرّ. هذا السّحر

هذا الانتقال الفذ

من كهف البدايات إلى حرب العصابات

إلى المأساة في بيروت من كان يموت

في تمام الخامسة ؟

كان إبراهيم يستولي على اللون النهائيّ

و يستولي على سر العناصر

كان رسّاما وثائر

كان يرسم

وطنا مزدحما بالناس و الصفصاف و الحرب

وموج البحر و العمال و الباعة و الريف

و يرسم

جسدا مزدحما بالوطن المطحون

في معجزة الخبز

و يرسم

مهرجان الأرض و الإنسان ،

خبزا ساخنا عند الصباح

كانت الأرض رغيفا

كانت الشمس غزالة

كان إبراهيم شعبا في الرغيف

و هو الآن نهائيّ... نهائي ّ

تمام السادسة

دمه في خبزه

خبزه في دمه

الآن

تمام السادسة ‍..



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:03 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav


قصيدة الارض



في شهر أذار ، في سنة الانتفاضة ، قالت لنا الارض

أسرارها الدمويّة . في شهر أذار مرّت أمام

البنفسج والبندقيّة خمس بنات . وقفن على باب

مدرسة ابتدائيّة ، واشتعلن مع الورد والزعتر

البلديّ . افتتحن نشيد التراب . دخلن العناق

النهائيّ - اذار يأتي الى الارض من باطن الارض

يأتي ، ومن رقصة الفتيات-البنفسج مال قليلا

ليعبر صوت البنات . العصافير مدّت مناقيرها

في اتجاة النشيد وقلبي .

أنا الارض

والارض أنت

خديجة ! لا تغلقي الباب

لا تدخلي في الغياب

سنطردهم من اناء الزهور وحبل الغسيل

سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل

سنطردهم من هواء الجليل .

وفي شهر أذار ، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس

بنات . سقطن على باب مدرسة ابتدائيّة . للطباشير

فوق الاصابع لون العصافير . في شهر أذار قالت

لنل الارض أسرارها .

-1-

أسمّي التراب امتدادا لروحي

أسمّي يديّ رصيف الجروح

أسمّي الحصى أجبحة

أسمّي العصافير لوزا وتين

أسمّي ضلوعي شجر

وأستلّ من تينة الصدر غصنا

وأقذفة كالحجر

وأنسف دبّابة الفاتحين .

-2-

وفي شهر أذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب ،

ولدت على كومة من حشيش القبور المضئ .

أبي كان في قبضة الانجليز . أمّي تربّي جديلتها

وامتدادي على العشب . كنت أحبّ " جراح

الحبيب " وأجمعها في جيوبي ، فتذبل عند الظهيرة ،

مرّ الرصاص على قمري الليلكيّ فلم ينكسر

غير أن الز مان يمرّ على قمري الليلكيّ فيسقط في

القلب سهوا ...

وفي شهر أذار نمتدّ في الارض

في شهر أذار تنتشر الارض فينا

مواعيد غامضة

واحتفالا بسيطا

ونكتشف البحر تحت النوافذ

والقمر الليلكيّ على السرو

في شهر أذار ندخل أول سجن وندخل أول حبّ .

وتنهمر الذكريات على قرية في السياج

وادنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل

كيف تفرّين من سبلي يا ظلال السفرجل ؟

في شهر أذار ندخل أةل حبّ

وندخل أول سجن

وتنبلج الذكريات عشاء من اللغة العربية

قال لي الحبّ يوما : دخلت الى الحلم وحدي فضعت

وضاع بي الحلم . قلت : تكاثر ! تر النهر يمشي

اليك .

وفي شهر أذار تكتشف الارض أنهارها

-3-

بلادي البعيدة عني ... كقلبي !

بلادي القريبة مني ... كسجني !

لملذا أغنّي

مكانا ، ووجهي مكان؟

لماذا أغنّي

لطفل ينام على الزعفران

وفي طرف النوم خنجر

وأمّي تناولني

صدرها

وتموت أمامي

بنسمة عنبر ؟

-4-

وفي شهر أذار تستيقظ الخيل

سيّدتي الارض !

أيّ نشيد سيمشي على بطنك المتموّج ، بعدي ؟

وأيّ نشيد يلالئم هذا الندى والبخور

كأنّ الهياكل تستفسر الان عن أنبياء فلسطينفي بدئها

المتواصل

هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة -

هذا نشيدي

وهذا خروج المسيح من الجرح والريح

أخضر مثل البنات يغطي مساميرة وقيودي

وهذا نشيدي

وهذا صعود الفتى العربيّ الى الحلم والقدس ...

في شهرأذار تستيقظ الخيل .

سيّدتي الارض !

والقمم اللولبيّة تبسطها الخيل سجّادة للصلاة السريعة

بين الرماح وبين دمي .

نصف دائرة ترجع الخيل قوسا

ويلمع وجهي ووجهك حيفا وعرسا

وفي شهر آذار ينخفض البحر عن أرضنا المستطيلة مثل

حصان على وتر الجنس .

في شهر آذار ينتفض الجنس في شجر الساحل العربيّ

وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج ... أن

يتزوّج ... أو يتضرّج بالقطن

أرجوك - سيّدتي الأرض - أن تسكنيني وأن تسكنيني

صهيلك

أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج

والبندقية

أرجوك - سيّدتي الأرض - أن تخصبي عمري المتمايل

بين سؤالين : كيف ؟ وأين ؟

وهذا ربيعي الطليعيّ

هذا ربيعي النهائيّ

في شهر آذار زوجت الأرض أشجارها .

-5-

كأنّي أعود إلى ما مضى

كأنّي أسير أمامي

وبين البلاط وبين الرضا

أعيد انسجامي .

أنا ولد الكلمات البسيطه

وشهيد الخريطه

أنا زهرة المشمش العائليّه .

فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل

من البدء حتى الجليل

أعيدوا إليّ يديّ

أعيدوا إليّ الهويّه !

-6-

وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال

وتأتي العصافير غامضة كاعتراف البنات

وواضحة كالحقول

العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات .

خديجة !

- أين حفيداتك الذاهبات إلى حبّهن الجديد ؟

- - ذهبن ليقطفن بعض الحجارة

قالت خديجة وهي تحث الندى خلفهنّ .

وفي شهر آذار يمشي التراب دما طازجا في الظهيرة…

خمس بنات يخبّئن حقلا من القمح تحت الضفيرة…

يقرأن مطلع أنشودة عن دوالي الخليل . ويكتبن

خمس رسائل :

تحيا بلادي

من الصفر حتى الجليل

ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة .

خديجة ! لا تغلقي الباب خلفك

لا تذهبي في السحاب

ستمطر هذا النهار

ستمطر هذا النهار رصاصا

ستمطر هذا النهار !

وفي شهر آذار ، في سنة الانتفاضة ، قالت لنا الأرض

أسرارها الدمويّة : خمس بنات على باب مدرسة

ابتدائيّة يقتحمن جنود المظلات . يسطع بيت

من الشعر أخضر … أخضر . خمس بنات على

باب مدرسة ابتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا

البنات مرايا البلاد على القلب …

في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها .

-7-

أنا شاهد المذبحه

وشهيد الخريطه

أنا ولد الكلمات البسيطه

رأيت الحصى أجنحه

رأيت الندى أسلحه

عندما أغلقوا باب قلبي عليّا

وأقاموا الحواجز فيّا

ومنع التجوّل

صار قلبي حاره

وضلوعي حجاره

وأطلّ القرنفل

وأطلّ القرنفل

-8-

وفي شهر أذار رائحة للنباتات . هذا زواج العناصر .

" آذار أقسى الشهور " وأكثرها شبقا . أيّ

سيف سيعبر بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّر !

هذا عناقي الزراعيّ في ذروة الحبّ . هذا انطلاقي

إلى العمر .

فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي ، وعودة

حلمي إلى جسدي .

سوف تنفجر الأرض حين أحقّق هذا الصراخ المكبّل

بالريّ والخجل القروي .

وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات ، وتنمو علينا

النباتات صاعدة في اتجاهات كل البدايات . هذا

نموّ التداعي . أسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي.

رأيت فتاة على شاطىء البحر قبل ثلاثين عاما

وقلت : أنا الموج ، فابتعدت في التداعي . رأيت

شهيدين يستمعان إلى البحر . عكا تجيء مع الموج

عكا تروح مع الموج . وابتعدا في التداعي .

ومالت خديجة نحو الندى ، فاحترقت ، خديجة ! لا

تغلقي الباب !

إنّ الشعوب ستدخل هذا الكتاب وتأفل شمس أريحا

بدون طقوس .

فيا وطن الأنبياء ... تكامل !

ويا وطن الزراعين ... تكامل !

ويا وطن الشهداء ... تكامل !

ويا وطن الضائعين ... تكامل !

فكلّ شعاب الجبال امتداد لهذا النشيد،

وكل الأناشيد فيك امتداد لزيتونة زمّلتني .

-9-

مساء صغير على قرية مهمله

وعينان نائمتان

أعود ثلاثين عاما

وخمس حروب

وأشهد أن الزمان

يخبّىء لي سنبله

يغنّي المغنّي

عن النار والغرباء

وكان المساء مساء

وكان المغنّي يغنّي

ويستجوبونه :

لماذا تغنّي ؟

يردّ عليهم :

لأنّي أغنّي

وقد فتّشوا صدره

فلم يجدوا غير قلبه

وقد فتّشوا قلبه

فلم يجدوا غير شعبه

وقد فتّشوا صوته

فلم يجدوا غير حزنه

وقد فتّشوا حزنه

فلم يجدوا غير سجنه

وقد فتّشوا سجنه

فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود

وراء التلال

ينام المغنّي وحيدا

وفي شهر آذار

تصعد منه الظلال

-10-

أنا الأمل السهل والرحب - قالت لي الأرض . والعشب

مثل التحيّة في الفجر

هذا احتمال الذهاب إلى العمر خلف خديجة . لم يزرعوني

لكي يحصدوني

يريد الهواء الجليليّ أن يتكلم عني ، فينعس عند خديجة

يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني ، فيحرس ظل

خديجة وهي تميل على نارها

يا خديجة ! إني رأيت ... وصدقّت رؤياي . تأخذني

في مداها وتأخذني في هواها . أنا العاشق الأبديّ ،

السجين البديهيّ . يقتبس البرتقال اخضراري ويصبح

هاجس يافا

أنا الأرض منذ عرفت خديجة

لم يعرفوني لكي يقتلوني .

بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفي ويرسم

هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة

هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتى

رحيل الهواء عن الأرض

هذا التراب ترابي

وهذا السحاب سحابي

وهذا جبين خديجة

أنا العاشق الأبديّ السجين البديهيّ

رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكر...

قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكر

هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر ،

لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم

يسألون عن الأرض : هل نهضت

طفلتي الأرض !

هل عرفوك لكي يذبحوك ؟

وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء ؟

وهل عرفوك لكي يذبحوك ؟

وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع ؟

أنا الأرض ...

يا أيّها الذاهبون إلى حبة القمح في مهدها

أحرثوا جسدي !

أيّها الذاهبون إلى جبل النار

مرّوا على جسدي

أيّها الذاهبون إلى صخحرة القدس

مرّوا على جسدي

أيّها العابرون على جسدي

لن تمرّوا

أنا الأرض في جسد

لن تمرّوا

أنا الأرض في صحوها

لن تمرّوا

أنا الأرض . يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها

لن تمرّوا

لن تمرّوا

لن تمرّوا



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:04 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



نشيد إلى الأخضر



إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون ، لا يمشي إليك

الظلّ ، لا تتّسع لرايات صباحك .

ووحيد في انعدام اللون ،

تمتدّ من اليأس إلى اليأس

وحيدا وغريبا كالرجاء الآسيويّ

إنّك الأخضر ، من أوّل حمّلتك الاسم حتى

أحدث الأسلحة

الأخضر أنت الأخضر الطالع من معركة الألوان

والغابات ريش في جناحك .

وقتك القمح الجماعيّ ، الزفاف الدمويّ .

إنّك الأخضر مثل الصرخة الأولى لطفل يدخل العالم

من باب الخيانات ،

ومثل الطلقة الأولى لجنديّ

رأى قصر الشتاء الملكيّ .

وانتظرناك على النرجس

أجراسا وقتلى

وخلقناك ، لكي تخلقنا

ضوءا وظلا .

إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون ، لا يمشي إليك

الظلّ .لا تتّسع الأرض لرايات صباحك

ونشيدي لك يأتي دائما أسود من كثرة موتي قرب نيران

جراحك

فلتجدّد أيّها الأخضر موتي وانفجاري

إنّ في حنجرتي عشرة آىلاف قتيل يطلبون الماء ،

جدّد أيّها الأخضر صوتي وانتشاري

إنّ في حنجرتي كفّا تهزّ النخل

من أجل فتى يأتي نبيا

أي : فدائيّا

وجدّد أيّها الأخضر صوتي . إنّ في حنجرتي خارطة

الحلم وأسماء المسيح الحيّ

جدّد أيّها الأخضر موتي

إنّ في جثّتي الأخرى فصولا وبلاد

أيّها الأخضر في هذا السواد السائد ، الأخضر في بحث

المناديل عن النيل وعن مهر العروس

الأخضرالأخضر في كلّ البساتين التى أحرقها السلطان

والأخضر في كلّ رماد

لن أسمّيك انتقال الرمز من حلم إلى يوم

أسمّيك الدم الطائر في هذا الزمان

وأسمّيك انبعاث السنبله

أيّها الطائر من جثّتي الكاملة المكتمله

في فضاء واضح كالخبز ...

يا أخضر ! لا يقترب البحر كثيرا من سؤالي

أيّها الأخضر

لا يبتعد البحر كثيرا عن سؤالي

وأنا أذكر ،

أو لا أذكر الحادثة الأولى ،

ولكني أرى طقس اغتيالي

وأنا العائد من كل اغتيال

مستحيلا في جسد

فلتواصل أيّها الأخضر

لون النار والأرض وعمر الشهداء

ولتحاول أيّها الأخضر

أن تأتي من اليأس إلى اليأس

وحيدا يائسا كالأنبياء

ولتواصل أيّها الأخضر لونك

ولتواصل أيّها الأخضر لوني

إنّك الأخضر . والأخضر لا يعطي سوى الأخضر ،

لا يشبهنا الزيتون ،

لا يمشي إلينا الظلّ ،

لا تتسع الأرض لوجهي

في صباحك ! ...

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:04 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



نشيد إلى الأخضر



إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون ، لا يمشي إليك

الظلّ ، لا تتّسع لرايات صباحك .

ووحيد في انعدام اللون ،

تمتدّ من اليأس إلى اليأس

وحيدا وغريبا كالرجاء الآسيويّ

إنّك الأخضر ، من أوّل حمّلتك الاسم حتى

أحدث الأسلحة

الأخضر أنت الأخضر الطالع من معركة الألوان

والغابات ريش في جناحك .

وقتك القمح الجماعيّ ، الزفاف الدمويّ .

إنّك الأخضر مثل الصرخة الأولى لطفل يدخل العالم

من باب الخيانات ،

ومثل الطلقة الأولى لجنديّ

رأى قصر الشتاء الملكيّ .

وانتظرناك على النرجس

أجراسا وقتلى

وخلقناك ، لكي تخلقنا

ضوءا وظلا .

إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون ، لا يمشي إليك

الظلّ .لا تتّسع الأرض لرايات صباحك

ونشيدي لك يأتي دائما أسود من كثرة موتي قرب نيران

جراحك

فلتجدّد أيّها الأخضر موتي وانفجاري

إنّ في حنجرتي عشرة آىلاف قتيل يطلبون الماء ،

جدّد أيّها الأخضر صوتي وانتشاري

إنّ في حنجرتي كفّا تهزّ النخل

من أجل فتى يأتي نبيا

أي : فدائيّا

وجدّد أيّها الأخضر صوتي . إنّ في حنجرتي خارطة

الحلم وأسماء المسيح الحيّ

جدّد أيّها الأخضر موتي

إنّ في جثّتي الأخرى فصولا وبلاد

أيّها الأخضر في هذا السواد السائد ، الأخضر في بحث

المناديل عن النيل وعن مهر العروس

الأخضرالأخضر في كلّ البساتين التى أحرقها السلطان

والأخضر في كلّ رماد

لن أسمّيك انتقال الرمز من حلم إلى يوم

أسمّيك الدم الطائر في هذا الزمان

وأسمّيك انبعاث السنبله

أيّها الطائر من جثّتي الكاملة المكتمله

في فضاء واضح كالخبز ...

يا أخضر ! لا يقترب البحر كثيرا من سؤالي

أيّها الأخضر

لا يبتعد البحر كثيرا عن سؤالي

وأنا أذكر ،

أو لا أذكر الحادثة الأولى ،

ولكني أرى طقس اغتيالي

وأنا العائد من كل اغتيال

مستحيلا في جسد

فلتواصل أيّها الأخضر

لون النار والأرض وعمر الشهداء

ولتحاول أيّها الأخضر

أن تأتي من اليأس إلى اليأس

وحيدا يائسا كالأنبياء

ولتواصل أيّها الأخضر لونك

ولتواصل أيّها الأخضر لوني

إنّك الأخضر . والأخضر لا يعطي سوى الأخضر ،

لا يشبهنا الزيتون ،

لا يمشي إلينا الظلّ ،

لا تتسع الأرض لوجهي

في صباحك ! ...

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:05 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav


وتحمل عبء الفراشة



ستقول : لا , وتمزّق الألفاظ والنهر البطيء . ستلعن

الزمن الرديء ، وتخفي في الظلّ . لا- للمسرح

اللغويّ . لا - لحدود هذا الحلم . لا- للمستحيل

تأتي إلى مدن وتذهب . سوف تعطي الظلّ أسماء

القرى . وتحذّر الفقراء من لغة الصدى والأنبياء .

وسوف تذهب ... سوف تذهب ، والقصيدة

خلف هذا البحر والماضي . ستشرح هاجسا فيجيء

حرّاس الفراغ العاجزون الساقطون من البلاغة

والطبول

لنشيدك انكسرت سماء الماء . حطّاب وعاشقة ،

وينفتح الصباح على المكان . تواصل الكلمات

نسيانا تزوّج ألف مذبحة . يجيء الموت أبيض .

تهطل الأمطار . يتضح المسدّس والقتيل .

سيجيئك الشهداء من جدران لفظتك الأخيرة . يجلسون

عليك تاجا من دم ، ويتابعون زراعة التفاح

خارج ذكرياتك . سوف تتعب ... سوف تتعب

سوف تطردهم فلا يمضون . تشتمهم فلا يمضون

يحتلّون هذا الوقت . تهرب من سعادتهم إلى وقت

يسير على الشوارع والفصول.

ويجيئك الفقراء . لا خبز لديك ، ولا دعاء ينقذ القمح

المهدّد بالجفاف . تقول شيئا ما عن الغضب الذي

زفّ السنابل للسيوف . تقول شيئا ما عن النهر

المخبّأ في عباءات النساء القادمات من الخريف .

فيضحكون ويذهبون ، ويتركون الباب مفتوحا

لأسئلة الحقول .

لنشيدك اتسعت عيون العاشقات . نعم تسمّي خصلة

القمح البلاد ، وزرقة البحر البلاد . نعم تسمّي

الأرض سيّدة من النسيان . ثم تنام وحدك بين

رائحة الظلال وقلبك المفقود في الدرب الطويل .

ستقول طالبة : وما نفع القصيدة ؟ شاعر يستخرج

الأزهار والبارود من حرفين . والعمال مسحوقون

تحت الزهر والبارود في حربين . ما نفع القصيدة

في الظهيرة الظلال ؟ تقول شيئا ما وتخطىء : سوف

يقترب النخيل من اجتهادي ، ثم يكسرك النخيل .

لنشيدك انتشرت مساحات البياض وحنكة الجلاّد .

تأتي دائما كالانتحار فيطلبون الحزن أقمشة .

وتأتي دائما كالانفجار فيطلبون الورد خارطة . ستأتي

حين تذهب ، ثم تأتي حين تذهب، ثم يبتعد

الوصول .

ستكون نسرا من لهيب، والبلاد فضاءك الكحليّ .

تسأل : " هل أسأت إليك يا شعبي ؟ " وتنكسر

السفوح على جناح النسر . يحترق الجناح على بخار

الأرض .تصعد ، ثم تهبط ، ثم تصعد ثم تدخل

في السيول

وتمرّ من كل البدايات احتفالا : " هل أسأت إليك

يا زمني ؟ " تغنّي الأخضر الممتدّ بين يدين

يابستين : تدخل وردة وتصبح : ما هذا الزحام؟ .

ترى دما فتصبح : من قتل الدليل ؟

وتموت وحدك .سوف تتركك البحار على شواطئها

وحيدا كالحصى . ستفرّ منك المكتبات ، السيّدات ،

الأغنيات ، شوارع المدن ، القطارات ، المطارات

البلاد تفرّ من يدك التي خلقت بلادا للهديل .

وتموت وحدك . سوف تهجرك البراكين التي كانت

تطيع صهيلك الدامي . وتهجرك اندفاعات الدم

الجنسيّ والفرح الذي يرميك للأسماك . يهجرك

التساؤل والتعامل بين أغنية وسجّان ويهجرك

الصهيل .

وسيدفنون العطر بعدك . يمنحون الورد قيدك .

يحكمون على الندى المهجور بالإعدام بعدك.

يشعلون النار في الكلمات بعدك . يسرقون الماء من

أعشاب جلدك . يطردونك من مناديل الجليل .

وتقول لا - للمسرح اللغويّ

لا – لحدود هذا الحلم

لا - للمستحيل



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:06 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



الحديقة النائمة



سرقت يدي حين عانقها النوم ،

غطّيت أحلامها ،

نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين،

صلّيت من أجل ساقين معجزتين ،

إنحنيت على نبضها المتواصل،

شاهدت قمحا على مرمر ونعاس،

بكت قطرة من دمي

فارتجفت…

الحديقة نائمة في سريري .

ذهبت إلى الباب ،

لم التفت نحو روحي التي واصلت نومها

سمعت رنين خطاها القديم وأجراس قلبي

ذهبت إلى الباب

- مفتاحها في حقيبتها

وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب -

ليل على مطر في الطريق ، ولا صوت يأتي

سوى نبضها والمطر .

ذهبت إلى الباب ،

يفتح الباب،

أخرج .

ينغلق الباب.

يخرج ظلي ورائي .

لماذا أقول وداعا ؟

من الآن صرت غريبا عن الذكريات وبيتي.

هبطت السلالم ،

لا صوت يأتي

سوى نبضها والمطر

وخطوي على درج نازل

من يديها إلى رغبة في السفر .

وصلت إلى الشجره

هنا قبلتني

هنا ضربتني صواعق من فضة وقرنفل .

هنا كان عالمها يبتدىء

هنا كان عالمها ينتهي .

وقفت ثواني من زنبق وشتاء ،

مشيت ،

ترددت ،

ثم مشيت ،

أخذت خطاي وذاكرتي المالحه

مشيت معي .

لا وداع ولا شجره

فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك ،

نامت جميع العلاقات ،

نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك ،

نام رجال المباحث أيضا ..

وريتا تنام … وتوقظ أحلامها .

في الصباح ستأخذ قبلتها ،

وأيامها ،

ثم تحضر لي قهوتي العربية

وقهوتها بالحليب .

وتسأل للمرة الألف عن حبّنا

وأجيب

بأني شهيد اليدين اللتين

تعدان لي قهوتي في الصباح .

وريتا تنام … تنام وتوقظ أحلامها

- نتزوج؟

نعم .

- متى ؟

حين ينمو البنفسج

على قبعات الجنود .

طويت الأزقة ، مبنى البريد ، مقاهي الرصيف ، نوادي

الغناء ، وأكتشاك بيع التذاكر .

أحبّك ريتا . أحبّك . نامي وأرحل

بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل

بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل

أحبّك ريتا .أحبّك . نامي

سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء

سأسأل :

أما زلت نائمة

أم صحوت من النوم …

ريتا ! أحبّك ريتا

أحبّك …



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:08 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



بيروت



تفاحةٌ للبحر، نرجسة الرخام، فراشةٌ حجريةٌ بيروت

شكل الروح في المرآة

وصف المرأة الأولى ورائحة الغمام

بيروت من تعب ومن ذهب، وأندلس وشام .

فضّة، زبد، وصايا الأرض في ريش الحمام.

وفاة سنبلة، تشرّد نجمة بيني وبين حبيبتي بيروت .

لم أسمع دمي من قبل ينطق باسم عاشقة تنام على دمي... و تنام ...

من مطر على البحر اكتشفنا الإسم، من طعم الخريف وبرتقال

القادمين من الجنوب، كأنّنا أسلافنا نأتي إلى بيروت كي نأتي إلى

بيروت ...

من مطر بنينا كوخنا، والريح لا تجري فلا نجري، كأنّ الريح

مسمار على الصلصال، تحفر قبونا فننام مثل النمل في القبو

الصغير

كأننا كنا نغنيّ خلسة :

بيروت خيمتنا

بيروت نجمتنا

سبايا نحن في هذا الزمان الرخو

أسلمنا الغزاة إلى أهالينا

فما كدنا نعضّ الأرض حتى انقضّ حامينا

على الأعراس و الذكرى فوزّعنا أغانينا على الحرّاس

من ملك على عرش

إلى ملك على نعش

سبايا نحن في هذا الزمّان الرخو

لم نعثر على شبه نهائي سوى دمنا

و لم نعثر على ما يجعل السلطان شعبيّا

و لم نعثر على ما يجعل السجان وديا

و لم نعثر على شيء يدلّ على هويتنا

سوى دمنا الذي يتسلّق الجدران ...

ننشد خلسة:

بيروت خيمتنا

بيروت نجمتنا

...و نافذة تطلّ على رصاص البحر

يسرقنا جميعا شارع و موشّح

بيروت شكل الظلّ

أجمل من قصيدتها و أسهل من كلام الناس

تغرينا بداية مفتوحة و بأبجديات جديدة :

بيروت خيمتنا الوحيدة

بيروت نجمتنا الوحيدة

هل تمددنا عل صفصافها لنقيس أجسادا محاها البحر عن أجسادنا

جئنا إلى بيروت من أسمائنا الأولى

نفتّش عن نهايات الجنوب و عن وعاء القلب ...

سال القلب سال ...

و هل تمدّدنا على الأطلال كي نون الشمال بقامة الأغلال؟

مال الظلّ مال عليّ، كسّرني و بعثرني

و طال الظلّ طال...

ليسرو الشجر الذي يسرو ليحملنا من الأعناق

عنقودا من القتلى بلا سبب...

و جئنا من بلاد لا بلاد لها

و جئنا من يد ألفصحى و من تعب...

خراب هذه الأرض التي تمتدّ من قصر الأمير إلى زنازننا

و من أحلامنا الأولى إلى... حطب

فأعطينا جدارا واحدا لنصيح يا بيروت!

أعطينا جدارا كي نرى أفقا و نافذة من اللهب

و أعطينا جدارا كي نعلّق فوقه سدوم

التي انقسمت إلى عشرين مملكة

لبيع النفط ...و العربي

و أعطينا جدارا واحدا

لنصيح في شبه الجزيرة :

بيروت خيمتنا الأخيرة

بيروت نجمتنا الأخيرة

أفقّ رصاصيّ تناثر في الأفق

طرقّ من الصدف المجوّف... لا طرق

و من المحيط إلى الجحيم

من الجحيم إلى الخليج

و من اليمين إلى اليمين إلى الوسط

شاهدت مشنقة فقط

شاهدت مشنقة بحبل

واحد

من أجل مليوني عنق !

بيروت! من اين الطريق إلى نوافذ قرطبة

أنا لا أهاجر مرتّين

و لا أحبّك مرتين

و لا أرى في البحر غير البحر ...

لكنيّ أحوّم حول أحلامي

و أدعو الأرض جمجمة لروحي المتعبة

و أريد أن أمشي

لأمشي

ثم أسقط في الطريق

إلى نوافذ قرطبة

بيروت شاهدة على قلبي

و أرحل عن شوارعها و عنيّ

عالقا بقصيدة لا تنتهي

و أقول ناري لا تموت ...

على البنايات الحمام

على بقاياها السلام...

أطوي المدينة مثلما أطوي الكتاب

و أحمل الأرض الصغيرة مثل كيس من سحاب

أصحو و أبحث في ملابس جثتي عنيّ

فنضحك: نحن ما زلنا على قيد الحياة

وسائر الحكّام

شكرا للجريدة لم تقل أني سقطت هناك سهوا...

أفتح الطرق الصغيرة للهواء و خطوتي و الأصدقاء العابرين

و تاجر الخبز الخبيث، و صورة البحر الجديدة

شكرا لبيروت الضباب

شكرا لبيروت الخراب ...

تكسّرت روحي، سأرمي جثّتي لتصيبني الغزوات ثانية

و يسلمني الغزاة إلى القصيدة...

أحمل اللغة المطيعة كالسحابة

فوق أرصفة القراءة و الكتابة:

"إن هذا البحر يترك عندنا آذانه و عيونه "

و يعود نحو البحر بحريّا

...و أحمل أرض كنعان التي اختلف الغزاة على مقابرها

و ما اختلف الرواة على الذي اختلف الغزاة عليه

من حجر ستنشأ دولة الغيتو

و من حجر سننشيء دولة العشّاق

أرتجل الوداع

و تغرق المدن الصغيرة في عبارات مشابهة

و ينمو الجرح فوق الرمح أو يتناوبان عليّ

حتى ينتهي هذا النشيد...

و أهبط الدرج الذي لا ينتهي بالقبو و الأعراس

أصعد مرة أخرى على الدرج الذي لا ينتهي بقصيدة ...

أهذي قليلا كي يكون الصحو و الجلاّد...

أصرخ: أيّها الميلاد عذّبني لأصرخ أيّها الميلاد...

من أجل التداعي أمتطي درب الشآم

لعلّ لي رؤيا

و أخجل من صدى الأجراس و هو يجيئني صدأ

و أصرخ في أثينا: كيف تنهارين فينا؟

ثم أهمس في خيام البدو :

وجهي ليس حنطيّا تماما و العروق مليئة بالقمح...

أسأل آخر الإسلام :

هل في البدء كان النفط

أم في البدء كان السخط ؟

أهذي ،ربمّا أبدو غريبا عن بني قومي

فقد يفرنقع الشعراء عن لغتي قليلا

كي أنظفها من الماضي و منهم...

لم أجد جدوى من الكلمات إلا رغبة الكلمات

في تغيير صاحبها ...

وداعا للذي سنراه

للفجر الذي سيشقّنا عمّا قليل

لمدينة ستعيدنا لمدينة

لتطول رحلتنا و حكمتنا

وداعا للسيوف و للنخيل

لحماية ستطير من قلبين محروقين بالماضي

إلى سقف من القرميد ...

هل مرّ المحارب من هنا

كقذيقة في الحرب؟

هل كسرت شظاياه كؤوس الشاي في المقهى؟

أرى مدنا من الورق المسلح بالملوك و بدلة الكاكي ؟

أرى مدنا تتوج فاتحيها

و الشرق عكس الغرب أحيانا

و شرق الغرب أحيانا

و صورته و سلعته...

أرى مدنا تتوّج فاتحيها

و تصدّر الشهداء كي تستورد الويسكي

و أحدث منجزات الجنس و التعذيب ...

هل مرّ المحارب من هنا

كقذيفة في الحرب؟

هل كسرت شظايا كؤوس الشاي في المقهى ؟

أرى مدنا تعلّق عاشقيها

فوق أغصان الحديد

و تشرّد الأسماء عند الفجر...

...عند الفجر يأتي سادن الصنم الوحيد

ماذا نودّع غير هذا السجن ؟

ماذا يخسر السجناء؟

نمشي نحو أغنية بعيدة

نمشي إلى الحرية الأولى

فنلمس فتنة الدنيا لأول مرة في العمر ...

هذا الفجر أزرق

و الهواء يرى و يؤكل مثل حبّ التين

نصعد

واحدا

و ثلاثة

مائة

و ألفا

باسم شعب نائم في هذه الساعات

عند الفجر عند الفجر، نختتم القصيدة

و نرتب الفوضى على درجات هذا الفجر

بوركت الحياة

و بورك الأحياء

فوق الأرض

لا تحت الطغاة

تحيا الحياة !

تحيا الحياة !

قمر على بعلبك

ودم على بيروت

يا حلو، من صبّك

فرسا من الياقوت!

قل لي، و من كبّك

نهرين في تابوت!

يا ليت لي قلبك

لأموت حين أموت

...من مبنى بلا معنى إلى معنى بلا مبنى".

وجدنا الحرب ...

هل بيروت نرآه لنكسرها و ندخل في الشظايا

أم مرايا نحن يكسرنا الهواء؟

تعال يا جندي حدثني عن الشرطيّ:

هل أوصلت أزهاري إلى الشبّاك ؟

هل بلّغت صمتي للذين أحبّهم و لأول الشهداء؟

هل قتلاك ماتوا من أجلي و أجل البحر ...

أم هجموا عليّ وجرّدوني من يد امرأة

تعدّ الشاي لي و النّاي للمتحاربين ؟

و هل تغيّرت الكنيسة بعدما خلعوا على المطران زيّا عسكريا؟

أم تغيّرت الفريسة ؟

هل تغيرت الكنيسة

أم تغيّرنا؟

شوارع حولنا تلتفّ

خذ بيروت من بيروت، وزّعها على المدن

النتيجة: فسحة للقبو

ضع بيروت في بيروت ،واسحبها من المدن

النتيجة: حانة للهو

...نمشي بين قنبلتين

_هل نعتاد هذا الموت ؟

_هل تعرف القتلى جميعا؟

_أعرف العشّاق من نظراتهم

و أرى عليها القاتلات الراضيات بسحرهن و كيدهن

..و ننحني لتمر قنبلة؟

نتابع ذكريات الحرب في أيامها الأولى

_ترى، ذهبت قصيدتنا سدى

_لا... لا أظنّ

_إذن، لماذا تسبق الحرب القصيدة

_نطلب الإيقاع من حجر فلا يأتي

و للشعراء آلهة قديمة

...و تمرّ قنبلة، فندخل حانة في فندق الكومودور

_يعجبني كثيرا صمت رامبو

أو رسائله التي نطقت بها إفريقيا

_و خسرت كافافي

_لماذا

_قال لي: لا تترك الاسكندرية باحثا عن غيرها

_ووجدت كافكا تحت جلدي نائما

و ملائما لعباءة الكابوس ،و البوليس فينا

_ارفعوا عنيّ يدي

_ماذا ترى في الأفق؟

_أفقا آخرا

_هل تعرف القتلى جميعا ؟

_و الذيت سيولدون...

سيولدون

تحت الشجر

و سيولدون

تحت المطر

و سيولدون

من الحجر

و سيولدون

من الشظايا

يولدون

من المرايا

يولدون

من الزوايا

و سيولدون

من الهزائم

يولدون

من الخواتم

يولدون

من البراعم

و سيولدون

من البداية

يولدون

من الحكاية

يولدون

بلا نهاية

و سيولدون، و يكبرون، و يقتلون ،

و يولدون، و يولدون، و يولدون

فسّر ما يلي :

بيروت ( بحر -حرب - حبر - ربح )

البحر : أبيض أو رصاصيّ و في إبريل أخضر ،

أزرق، لكنه يحمرّ في كل الشهور إذا غضب

و البحر : مال على دمي

ليكون صورة من أحبّ

الحرب : تهدم مسرحيتنا لتلعب دون نص أو كتاب

و الحرب : ذاكرة البدائيين و المتحضرين

و الحرب : أولها دماء

و الحرب : آخرها هواء

و الحرب : تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب

الحبر : للفصحى و للضباط و المتفرجين على أغانينا

و للمستسلمين لمنظر البحر الحزين

الحبر : نمل أسود، أو سيّد

و الحبر : برزخنا الأمين

و الربح : مشتق من الحرب التي تنتهي

منذ ارتدت أجسادنا المحراث

منذ الرحلة الأولى إلى صيد الظباء

حتى بزوغ الاشتراكيين في آسيا و في إفريقيا!

و الربح : يحكمنا

يشردنا عن الأدوات و الكلمات

يسرق لحمنا

و يبيعه

بيروت أسواق على البحر

اقتصاد يهدم الإنتاج

كي يبني المطاعم و الفنادق ...

دولة في شارع أو شقّة

مقهى يدور كزهرة العبّاد نحو الشمس

وصف للرحيل و للجمال الحرّ

فردوس الدقائق

مقعد في ريش عصفور

جبال تنحني للبحر

بحر صاعدة نحو الجبال

غزالة مذبوحة بجناح دوريّ

و شعب لا يحب الظل

بيروت_ الشوارع في سفن

بيروت_ ميناء لتجميع المدن

دارت علينا و استدارت .أدبرت و استدبرت

هل غيمة أخرى تخون الناظرين إليك يا بيروت؟

هندسة تلائم شهوة الفئة الجديدة

طحلب الأيام بين المدّ و الجزر

النفايات التي طارت من الطبقات نحو العرش ...

هندسة التحلّل و التشكّل

واختلاط السائرين على الرصيف عشيّة الزلزال...

دارت و استدارت

هندسيّتها خطوط العالم الآتي إلى السوق الجديد

يُشترى و يباع. يعلو ثم يهبط مثل أسعار الدولار

و أونصة الذهب التي تعلو و تهبط وفق أسعار الدم الشرقيّ

لا... بيروت بوصلة المحارب...

نأخذ الأولاد نحو البحر كي يثقوا بنا...

ملك هو الملك الجديد...

وصوت فيروز الموزّع بالتساوي بين طائفتين

يرشدنا إلى ما يجعل الأعداء عائلة

و لبنان انتظار بين مرحلتين من تاريخنا الدمويّ

_هل ضاق الطريق

و من خطاك الدرب يبدأ يا رفيق ؟

_محاصر بالبحر و الكتب المقدسة

_انتهينا؟

_لا. سنصمد مثل آثار القدامى

مثل جمجمة على الأيام نصمد

كالهواء و نظرة الشهداء نصمد...

يخلطان الليل بالمتراس. ينتظران ما لا يعرفان

يخبّئان العالم العربيّ في مزق تسمّى وحدة...

يتقاسمان الليل :

_ليلى لا تصدّقني

و لكني أصدّق حلمتيها حين تنتفضان ...

أغرتني بمشيتها الرشيقة :

أيطلا ظبي ،و ساق غزالة، و جناح شحرور، وومضة شمعدان

كلّما عانقتها طلبت رصاصا طائشا

_ملك هو الملك الجديد

إلى متى نلهو بهذا الموت ؟

_لا أدري، و لكنّا سنحرس شاعرا في المهرجان

_لأيّ حزب ننتمي ؟

_حزب الدفاع عن البنوك الأجنبية واقتحام البرلمان

_إلى متى تتكاثر الأحزاب، و الطبقات قلّت يا رفيق الليل؟

_لا أدري ،

و لكن ربما أقضي عليك، و ربما تقضي عليّ

إذا اختلفنا حول تفسير الأنوثة...

_إنها الجمر الذي يأتي من الساقين

يحرقنا

_هي الصدر الذي يتنفّس الأمواج

يغرقنا

_هي العينان حين تضيّعان بداية الدنيا

_هي العنق الذي يشرب

_هي الشفتان حين تناديان الكوكب المالح

_هي الغامض

هي الواضح

_سأقتلك.المسدّس جاهز.ملك هو الملك ،

المسدّس جاهز.

بيروت شكل الشكل

هندسة الخراب...

الأربعاء .السبت .بائعة الخواتم

حاجز التفتيش. صيّاد. غنائم

لغة و فوضى. ليلة الإثنين .

قد صعدوا السلالم

و تناولوا أرزاقهم. من ليس منّا

فهو من عرب و عاربة .سوالم

يوم الثلاثاء. الخميس. الأربعاء.

و تأبطوا تسعين جيتارا و غنّوا

حول مائدة الشواء الآدمي

قمر على بعلبك

و دم على بيروت

يا حلو، من صبّك

فرسا من الياقوت

قل لي، و من كبّك

نهرين في تابوت

يا ليت لي قلبك

لأموت حين أموت ...

...أحرقنا مراكبنا. و علّقنا كواكبنا على الأسوار.

نحن الواقفين على خطوط النار نعلن ما يلي:

بيروت تفّاحة

و القلب لا يضحك

و حصارنا واحة

في عالم يهلك

سنرقّص الساحة

و نزوج الليلك

أحرقنا مراكبنا. و علّقنا كواكبنا على الأسوار

لم نبحث عن الأجداد في شجر الخرائط

لم نسافر خارج الخبز النقيّ و ثوبنا الطينيّ

لم نرسل إلى صدف البحيرات القديمة صورة الآباء

لم نولد لتسأل: كيف تمّ الانتقال الفذّ مما ليس عضويا

إلى العضوي؟

لم نولد لتسأل ...

لم نولد لتسأل ...

قد ولدنا كيفما اتفق

انتشرنا كالنمال على الحصيرة

ثم أصبحنا خيولا تسحب العربات...

نحن الواقفين على خطوط النار

أحرقنا زوارقنا، و عانقنا بنادقنا

سنوقظ هذه الأرض التي استندت إلى دمنا

سنوقظها، و نخرج من خلاياها ضحايانا

سنغسل شعرهم بدموعنا البيضاء

نسكب فوق أيديهم حليب الروح كي يستيقظوا

و نرش فوق جفونهم أصواتنا:

قوموا ارجعوا للبيت يا أحبابنا

عودوا إلى الريح التي اقتلعت جنوب الأرض من أضلاعنا

عودوا إلى البحر الذي لا يذكر الموتى و لا الأحياء

عودوا مرة أخرى

فلم نذهب وراء خطاكم عبثا

مراكبنا هنا احترقت

و ليس سواكم أرض ندافع عن تعرّجها و حنطتها

سندفع عنكم النسيان، نحميكم

بأسلحة صككمناها لكم من عظم أيديكم

نسيجكم بجمجمة لكم

و بركة زلقت

فليس سواكم أرضا نسمّر فوقها أقدامنا...

عودوا لنحميكم...

"و لو أنّا على حجر ذبحنا "

لن نغادر ساحة الصمت التي سوت أياديكم

سنفديها و نفديكم

مراكبنا هنا احترقت

و خيّمنا على الريح التي اختنقت هنا فيكم

و لو صعدت جيوش الأرض هذا الحائط البشريّ

لن نرتدّ عن جغرافيا دمكم.

مراكبنا هنا احترقت

و منكم... من ذراع لن تعانقنا

سنبني جسرنا فيكم

شوتنا الشمس

أدمتنا عظام صدوركم

حفت مفاصلنا منافيكم

"و لو أنّا على حجر ذبحنا"

لن نقول" نعم"

فمن دمنا إلى دمنا حدود الأرض

من دمنا إلى دمنا

سماء عيونكم و حقول أيديكم

نناديكم

فيرتدّ الصدى بلدا

نناديكم

فيرتد الصدى جسدا

من الأسمنت

نحن الواقفين على خطوط النار نعلن ما يلي:

لن تنرك الخندق

حتى يمرّ الليل

بيروت للمطلق

و عيوننا للرمل

في البدء لم نخلق

في البدء كان القول

و الآن في الخندق

ظهرت سمات الحمل

تفّاحة في البحر، إمرأة الدم المعجون بالأقواس ،

شطرنج الكلام،

بقيّة الروح ،استغاثات الندى ،

قمر تحطّم فوق مصطبة الظلام

بيروت، و الياقوت حين يصيح من وهج على ظهر الحمام

حلم سنحمله. و نحمله متى شئنا. نعلّقه على أعناقنا

بيروت زنبقة الحطام

و قبلة أولى. مديح الزنزلخت .معاطف للبحر و القتلى

سطوح للكواكب و الخيام

قصيدة الحجر. ارتطام بين قبرّتين تختبئان في صدر...

سماء مرّة جلست على حجر تفكّر ،

وردة مسموعة بيروت. صوت فاصل بين الضحية و الحسام .

ولد أطاح بكل ألواح الوصايا

و المرايا

ثم... نام ..

ثم... نام ..


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:10 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav



.بيروت -2


و أهبط الدرج الذي لا ينتهي بالقبو و الأعراس

أصعد مرة أخرى على الدرج الذي لا ينتهي بقصيدة ...

أهذي قليلا كي يكون الصحو و الجلاّد...

أصرخ: أيّها الميلاد عذّبني لأصرخ أيّها الميلاد...

من أجل التداعي أمتطي درب الشآم

لعلّ لي رؤيا

و أخجل من صدى الأجراس و هو يجيئني صدأ

و أصرخ في أثينا: كيف تنهارين فينا؟

ثم أهمس في خيام البدو :

وجهي ليس حنطيّا تماما و العروق مليئة بالقمح...

أسأل آخر الإسلام :

هل في البدء كان النفط

أم في البدء كان السخط ؟

أهذي ،ربمّا أبدو غريبا عن بني قومي

فقد يفرنقع الشعراء عن لغتي قليلا

كي أنظفها من الماضي و منهم...

لم أجد جدوى من الكلمات إلا رغبة الكلمات

في تغيير صاحبها ...

وداعا للذي سنراه

للفجر الذي سيشقّنا عمّا قليل

لمدينة ستعيدنا لمدينة

لتطول رحلتنا و حكمتنا

وداعا للسيوف و للنخيل

لحماية ستطير من قلبين محروقين بالماضي

إلى سقف من القرميد ...

هل مرّ المحارب من هنا

كقذيقة في الحرب؟

هل كسرت شظاياه كؤوس الشاي في المقهى؟

أرى مدنا من الورق المسلح بالملوك و بدلة الكاكي ؟

أرى مدنا تتوج فاتحيها

و الشرق عكس الغرب أحيانا

و شرق الغرب أحيانا

و صورته و سلعته...

أرى مدنا تتوّج فاتحيها

و تصدّر الشهداء كي تستورد الويسكي

و أحدث منجزات الجنس و التعذيب ...

هل مرّ المحارب من هنا

كقذيفة في الحرب؟

هل كسرت شظايا كؤوس الشاي في المقهى ؟

أرى مدنا تعلّق عاشقيها

فوق أغصان الحديد

و تشرّد الأسماء عند الفجر...

...عند الفجر يأتي سادن الصنم الوحيد

ماذا نودّع غير هذا السجن ؟

ماذا يخسر السجناء؟

نمشي نحو أغنية بعيدة

نمشي إلى الحرية الأولى

فنلمس فتنة الدنيا لأول مرة في العمر ...

هذا الفجر أزرق

و الهواء يرى و يؤكل مثل حبّ التين

نصعد

واحدا

و ثلاثة

مائة

و ألفا

باسم شعب نائم في هذه الساعات

عند الفجر عند الفجر، نختتم القصيدة

و نرتب الفوضى على درجات هذا الفجر

بوركت الحياة

و بورك الأحياء

فوق الأرض

لا تحت الطغاة

تحيا الحياة !

تحيا الحياة !

قمر على بعلبك

ودم على بيروت

يا حلو، من صبّك

فرسا من الياقوت!

قل لي، و من كبّك

نهرين في تابوت!

يا ليت لي قلبك

لأموت حين أموت

...من مبنى بلا معنى إلى بلا مبنى وجدنا الحرب ...

هل بيروت نرآه لنكسرها و ندخل في الشظايا

أم مرايا نحن يكسرنا الهواء؟

تعال يا جندي حدثني عن الشرطيّ:

هل أوصلت أزهاري إلى الشبّاك ؟

هل بلّغت صمتي للذين أحبّهم و لأول الشهداء؟

هل قتلاك ماتوا من أجلي و أجل البحر ...

أم هجموا عليّ وجرّدوني من يد امرأة

تعدّ الشاي لي و النّاي للمتحاربين ؟

و هل تغيّرت الكنيسة بعدما خلعوا على المطران زيّا عسكريا؟

أم تغيّرت الفريسة ؟

هل تغيرت الكنيسة

أم تغيّرنا؟

شوارع حولنا تلتفّ

خذ بيروت من بيروت، وزّعها على المدن

النتيجة: فسحة للقبو

ضع بيروت في بيروت ،واسحبها من المدن

النتيجة: حانة للهو

...نمشي بين قنبلتين

_هل نعتاد هذا الموت ؟

_هل تعرف القتلى جميعا؟

_أعرف العشّاق من نظراتهم

و أرى عليها القاتلات الراضيات بسحرهن و كيدهن

..و ننحني لتمر قنبلة؟

نتابع ذكريات الحرب في أيامها الأولى

_ترى، ذهبت قصيدتنا سدى

_لا... لا أظنّ

_إذن، لماذا تسبق الحرب القصيدة

_نطلب الإيقاع من حجر فلا يأتي

و للشعراء آلهة قديمة

...و تمرّ قنبلة، فندخل حانة في فندق الكومودور

_يعجبني كثيرا صمت رامبو

أو رسائله التي نطقت بها إفريقيا

_و خسرت كافافي

_لماذا

_قال لي: لا تترك الاسكندرية باحثا عن غيرها

_ووجدت كافكا تحت جلدي نائما

و ملائما لعباءة الكابوس ،و البوليس فينا

_ارفعوا عنيّ يدي

_ماذا ترى في الأفق؟

_أفقا آخرا

_هل تعرف القتلى جميعا ؟

_و الذيت سيولدون...

سيولدون

تحت الشجر

و سيولدون

تحت المطر

و سيولدون

من الحجر

و سيولدون

من الشظايا

يولدون

من المرايا

يولدون

من الزوايا

و سيولدون

من الهزائم

يولدون

من الخواتم

يولدون

من البراعم

و سيولدون

من البداية

يولدون

من الحكاية

يولدون

بلا نهاية

و سيولدون، و يكبرون، و يقتلون ،

و يولدون، و يولدون، و يولدون


ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 Empty رد: ديوان شعر محمود درويش

مُساهمة من طرف عبير الروح الأربعاء 21 مارس 2012, 9:11 pm

ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav


هي في المساء



هي في المساء وحيدةٌ،

وأًنا وحيدٌ مثلها...

بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ

طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا]

هي لا تراني، إذ أراها

حين تقطفُ وردةً من صدرها

وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني

حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً...

هي لا تُفَتِّتُ خبزها

وأنا كذلك لا أريق الماءَ

فوق الشًّرْشَف الورقيّ

[لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا]

هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها

وحدي. لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟

قلت في نفسي-

لماذا لا أَذوقُ نبيذَها؟

هي لا تراني، إذ أراها

حين ترفًعُ ساقها عن ساقِها...

وأَنا كذلك لا أراها، إذ تراني

حين أَخلَعُ معطفي...

لا شيء يزعجها معي

لا شيء يزعجني، فنحن الآن

منسجمان في النسيان...

كان عشاؤنا، كُلٌّ على حِدَةٍ، شهيّاً

كان صَوْتُ الليل أزْرَقَ

لم أكن وحدي، ولا هي وحدها

كنا معاً نصغي إلى البلَّوْرِ

[ لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا]

هِيَ لا تقولُ:

الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا

ويُمْسِي فِكْرَةً.

وأنا كذلك لا أقول:

الحب أَمسى فكرةً



ديوان شعر محمود درويش - صفحة 6 1545041fqm5ukdvav
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 115301

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 6 من اصل 7 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى