بصمات من سجل التاريخ
3 مشترك
شهد القلوب :: شهد الأدبية :: المكتبة
صفحة 3 من اصل 4
صفحة 3 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
رد: بصمات من سجل التاريخ
ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي. لقب بالمالقي لأنه ولد في قرية "بينالمدينا" التي تقع في مدينة مالقة في الأندلس.
اشتهر بإبن البيطار مشتق من "ابن البيطري" لأن والده كان طبيباً بيطرياً ماهراً. ولد حوالي سنة 1197م وتوفي في دمشق سنة 1248.
يعتبر ابن البيطار خبيرا في علم النباتات والصيدلة، وأعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطى، وساهم إسهامات عظيمة في مجالات الصيدلة الطب.."ابن البيطار" خبير في علم النباتات والصيدلة، وكتب موسوعة عن إعداد وتركيب الدواء والغذاء، ذكر "ابن البيطار" 1400 نوع من النباتات في أسبانيا وشمال إفريقيا وسوريا، يمكن استخدامها لأهداف طبية، وذكر أيضا اسم 300 نوع من النباتات التي لم يتعرف إليها طبيب قبله، كما ذكر هذا العالم طريقة تركيب الدواء لبعض الأمراض، والجرعة المطلوب تناولها للعلاج.
اشتهر بإبن البيطار مشتق من "ابن البيطري" لأن والده كان طبيباً بيطرياً ماهراً. ولد حوالي سنة 1197م وتوفي في دمشق سنة 1248.
يعتبر ابن البيطار خبيرا في علم النباتات والصيدلة، وأعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطى، وساهم إسهامات عظيمة في مجالات الصيدلة الطب.."ابن البيطار" خبير في علم النباتات والصيدلة، وكتب موسوعة عن إعداد وتركيب الدواء والغذاء، ذكر "ابن البيطار" 1400 نوع من النباتات في أسبانيا وشمال إفريقيا وسوريا، يمكن استخدامها لأهداف طبية، وذكر أيضا اسم 300 نوع من النباتات التي لم يتعرف إليها طبيب قبله، كما ذكر هذا العالم طريقة تركيب الدواء لبعض الأمراض، والجرعة المطلوب تناولها للعلاج.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
غاستون لوي باشلار يوم 27 يونيو 1884
ولد غاستون لوي باشلار يوم 27 يونيو 1884، في بلدة صغيرة تسمى “بارـ سور ـ أوب” Bar-Sur-Aube بمنطقة شامبانيا. ينحدر من عائلة، تمارس صناعة الأحذية. قضى طفولته وشبابه، وسط الحقول والجداول، مما سيوجه تفكيره العام. كما أن وسطه الشعبي سينمي لديه ما سماه “مارسيل فوازان” ” Marcel Voisin ” في دراسته عن باشلار بـ”العبقرية الشعبية” التي تمكن من المحافظة على العلاقة المتوازنة والعنيفة مع الأشياء والأرض.
درس بثانوية مدينته، وعن سن الثامنة عشر، أصبح معيدا بمدرسة ” Cézanne “، ثم في العشرين ولج قطاع البريد والتليغراف. وتابع دراسته إلى جانب عمله، حيث حصل عام 1912 على الإجازة في العلوم الرياضية، من هنا ابتدأت مغامراته الكبيرة على حد تعبير مارسيل فوازان. بعد إنهاء خدمته العسكرية، كجندي خيّال في جهاز الإبراق ب ” pont-à-mousson “، انتقل بين سنوات “1907-1913″ إلى مركز بمكتب المحطة الشرقية بباريس، وبفضل حصوله على منحة، تمكن، بين 1913 و 1914 من متابعة دروس في الرياضيات الخاصة بمؤسسة ” Saint-louis “، قصد التحضير لمباراة مهندس في التلغراف.
الحرب والانضمام إلى الوحدات المقاتلة، جعلت باشلار يعيش طيلة 38 شهرا أجواء الخنادق، فاستحق وسام “نجمة الحرب”.
تزوج، شهر مارس /آذار1919. غير أن المرأة الشابة التي ارتبط بها، ومباشرة بعد أن أنجبت له “سوزان” ابنته الوحيدة، سترحل عن هذا العالم شهر يونيو 1920. درّس باشلار الفيزياء والكيمياء بمدرسة ” Bar-sur-Aube ” إلى غاية 1930، وأثناء ذلك وقد قارب سن الأربعين، أحرز بعصامية على شهادتي الإجازة ثم التبريز في الفلسفة.
خمس سنوات بعد ذلك “1927″، دافع عن أطروحته لنيل الدكتوراه بموضوع: “دراسات في تطور قضية فيزيائية : الامتداد الحراري للأجسام الصلبة” فدشن ببحثه هذا، وقبل ذلك طبيعة فكره، المكانة التي سيحتلها باشلار على مستوى تطور الفلسفة المعاصرة. مكلّف بتهيء الدروس، ثم أستاذ للفلسفة بجامعة السوربون، التي تركها سنة 1954 بعد أن بلغ سن التقاعد. ألقاب كلّلت مشروعه، لم يبحث عنها قط : سنة 1955، مدير لمعهد تاريخ العلوم والتقنيات. حصوله على وسام الشرف من رتبة فارس سنة 1960، والجائزة الوطنية الكبرى للآداب سنة 1961. توفي باشلار بباريس يوم 16 أكتوبر 1962، ودفن يوم 19 أكتوبر بـ ” Bar-sur-Aube “.
III ـ شهادة الناشر العريق “جوزي كورتي”:
لا أعتقد، أني ملزم بصياغة بورتريه لباشلار. مهمة، سبق أن تكفلت بها مختلف المنابر الإعلامية خلال السنة الأخيرة من حياته، ولم تترك شيئا مجهولا عن هذا الرجل الصعب والصلب، صاحب مظهر يعبر عن سنوات 1900. فخلال، تلك الحقبة تحتم على كل رجل تجاوز الأربعين، أن يكون على الأقل بطنه مكرّشا. يتفق الجميع على أن باشلار، ميزته هيأة فيلسوف، مثلما يتصوره بالضبط الخيال الشعبي.
لقد استحسنوا شكل شعْره الرومانسي ولحيته التي كانت شيئا ما متبعثرة. أصدقاؤه وطلبته، وحدهم يتذكرون وجهه البشوش حين استقباله لهم. كلامه المتوقد، وابتسامته كانت دائما على استعداد للانفجار على وقع الكلمات المبهجة ـ بل والنكت، سواء كان هو صاحبها أو صادرة عن الآخرين ـ والتي قد يحدثها الجدل.
منذ الوهلة الأولى، يجبرك باشلار على الانجذاب نحوه: ليس معتادا، أن نلتقي عقلا كبيرا، يختفي وراء مظهر إنسان بسيط ومألوف، ذلك ما حدث لي منذ أول لقاء مع باشلار، بعد صدور دراسته عن “لوتريامون”.
أريد هنا، التعبير عن الامتنان ل “ألبير بيغان”، بفضله صرت ناشرا لأعمال باشلار، بحيث مثلت كتبه الأربعة الأساسية التي أعطاني إياها، ثورة أرست دعائم النقد الجديد.
I ـ أقـوال باشلارية:
ـ “باستمرار، المنتصرون من يكتبون التاريخ. حينما، يتواجه اثنان، يندثر، دائما تاريخ المنهزم”.
ـ “يجب، أن يصير المجتمع في خدمة المدرسة، وليس المدرسة رهن إشارة المجتمع”.
ـ “إن من يعثر دون بحث، هو من بحث لفترة طويلة لكنه لم يكتشف شيئا يذكر”.
ـ “كل معرفة، بمثابة جواب عن قضية”.
ـ”الإنسان كإنسان، لا يمكنه أن يحيا أفقيا، هكذا في غالب الأحيان، تعتبر استراحته، ونومه سقوطا”.
ـ “ينساب الحلم خَطيّا، ينسى طريقه وهو يجري. في حين، يشتغل حلم اليقظة مثل نجم، بحيث يعود إلى منطلقه كي يرسل أشعة جديدة”.
ـ “الملاحظة العلمية، هي دائما سجالية”.
ـ “ما من شك، في أن الجنة تبقى مكتبة ضخمة”.
ـ “اللغة، في مواقع قيادة الخيال”.
ـ “لا ينبغي، أن نمنح لأنفسنا الحق، كي نتكلم عن معرفة لا يمكننا تبليغها”.
ـ”الإنسان، خلق للرغبة وليس الحاجة”.
ـ “يتحتم، على الخيال أن يفرط في خياله، كي يمتلك الفكر ما يكفي”.
ـ “حينما نحلم أمام شعلة، فإن ما ندركه، لا يمثل شيئا قياسا لما نتخيله”.
ـ “مع الفكر العلمي، وعندما تتوسط الذات الموضوع، فهي تأخذ دائما شكل مشروع”.
ـ”بقدر ما تتأمل الذات موضوعها، ستتوفر على أكبر الحظوظ كي تلم به”.
ـ “تنتمي المشاريع والهواجس إلى الأنيموس، إنهما تعبيران على أنك لست حاضرا في ذاتك. وإلى الأنيما، ينتسب حلم اليقظة”.
ـ “في عمق الطبيعة ينبعث نبات دامس. ومع ليل المادة ، تزدهر ورود سوداء”.
ـ “عندما يتوقف المرء عن التعلّم، فهو حينئذ غير جدير، بأن يعلّم”.
ـ “لا يمكن دراسة الصورة إلا بالصورة، ونحن نحلم بالصور مثلما تلتئم في حلم اليقظة”.
ـ “إذا ابتغى شخصان التآلف، فيحتاجان أولا إلى التعارض، لأن الحقيقة بنت للجدال وليس التوافق”.
ـ “مع كل المبررات، لا يمكن للنفس الانفصال عن الزمان، إنها مثل كل سعداء العالم يمتلكها الشيء الذي تمتلكه”.
ـ “أن تتخَّيل، معناه الارتقاء بواقع مَقام”.
ـ “الحياة، وربما الحقيقة إجمالا، هما اقتحام تدريجي للحرية”.
ـ “الخمر، يشفي القلوب من أحزانها، لذلك يلقبه الحكماء، بمفتاح قفل الأحزان. أعشق هذا السائل بلونه الأرجواني. إنه يفضح “.
ـ “الموت، قبل كل شيء صورة، وستظل صورة”.
ـ “الفهم، هو ذاته فعل صيرورة الفكر”.
ـ “الحياة، ربما دائرية”.
ـ إن استعدادا، لا يمكنه أن يبقى كذلك، إلا إذا اجتهد في تجاوز ذاته، وغدا صيرورة”.
ـ “هيا، نبحث عن الصور في أثر من حلموا طويلا أمام المادة وأضفوا عليها قيمة : لنتوجه إلى الخيميائيين”.
ـ “في إطار معركة الإنسان مع العالم، ليس العالم من يبدأ”.
ـ “القصيدة، عنقود من الصور”.
ـ العلاقة، تلهم الكائن”.
ـ “لا شيء يتأتّى من ذاته، ولا شيء يُمنح هكذا، بل كل شيء يُبنى”.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
سيجموند فرويد في 6 مايو 1856م
- ولد سيجموند فرويد في 6 مايو 1856م في مدينة فريبورج بمقاطعة مورافيا بتشيكوسلوفاكيا الحالية من والدين يهوديين.
- استقرت أسرة أبيه في "كولونيا" بألمانيا زمناً طويلاً، وفي القرن الرابع أو الخامس عشر نزحت شرقاً. وفي القرن التاسع عشر هاجرت مرة أخرى من ليتوانيا عن طريق غاليسيا إلى مورافيا التابعة لأمبراطورية النمسا والمجر قبل زوالها عقب الحرب العالمية الأولى.
- ولدت أمه بمدينة برودي في الجزء الشمالي من غاليسيا الواقعة بالقرب من الحدود الروسية، وقد نزح والدها إلى فيينا وهي لا تزال طفلة ولما شبت تزوجت من جاكوب فرويد والد سيجموند فرويد حيث أنجبت له سبعة أبناء.
- و "غاليسيا" المدينة البولندية التي جاء منها والد فرويد كانت معقلاً رئيسياً ليهود شرق أوروبا، وبسبب ظروف الشغب رحلت الأسرة إلى برسلاو بألمانيا وعمر سيجموند حينها ثلاث سنوات، ثم رحلوا مرة أخرى إلى فيينا حيث أمضى معظم حياته (وبقى فيها إلى سنة 1938م حيث غادرها إلى لندن ليقضي أيامه الأخيرة فيها مصاباً بسرطان في خده وقد أدركته الوفاة في 23 سبتمبر 1939).
- تلقى تربيته الأولى وهو صغير على يدي مربية كاثوليكية دميمة عجوز متشددة كانت تصحبه معها أحياناً إلى الكنيسة مما شكل عنده عقدة ضدّ المسيحية فيما بعد.
- نشأ يهودياً، وأصدقاؤه من غير اليهود نادرون إذ كان لا يأنس لغير اليهود ولا يطمئن إلا إليهم.
- دخل الجامعة عام 1873م وكان يصر على أنه يرفض رفضاً قاطعاً أن يشعر بالدونية والخجل من يهوديته. لكن هذا الشعور الموهوم بالاضطهاد ظل يلاحقه على الرغم من احتلاله أرقى المناصب.
- في سنة 1885م غادر فيينا إلى باريس وتتلمذ على شاركوت مدة عام حيث كان أستاذه هذا يقوم بالتنويم المغناطسي لمعالجة الهستيريا وقد أعجب فرويد به وهو الذي أكّد له أن بعض حالات الأمراض العصبية يكون سببها مرتبطاً بوجود اضطراب في الحياة الجنسية.
- في سنة 1886م عاد إلى فيينا وبدأ يشتغل بدراسة الحالات العصبية بعامة والهستيريا بخاصة مستعملاً التنويم المغناطسي.
- عاد مرة أخرى إلى فرنسا ليتعرف على مدرسة نانسي، لكنه خاب أمله عندما علم بأنهم ينجحون في التنويم المغناطيسي مع الفقراء أكثر من نجاحهم مع الأغنياء الذين يتلقون علاجاً على حسابهم الشخصي.
- عاد إلى فيينا من جديد وعاد إلى استعمال التنويم المغناطيسي فحقق نجاحاً مقبولاً.
- أخذ يتعاون مع جوزيف بروير (1842 - 1925م) وهو طبيب نمساوي صديق لفرويد، وهو فيزيولوجي في الأصل لكنه انتقل إلى العمل الطبي وكان ممن يستعملون التنويم المغناطيسي أيضاً.
- بدأ الاثنان باستعمال طريقة التحدث مع المرضى فحقّقا بعض النجاح ونشرا أبحاثهما في عامي 1893 و 1895م وصارت طريقتهما مزيجاً من التنويم والتحدث، ولم يمض وقت طويل حتى انصرف بروير عن الطريقة كلها.
- انضم عام 1895م إلى جمعية (بناي برث) أي أبناء العهد وهذه التي لم تكن تقبل في عضويتها غير اليهود، وكان حينها في التاسعة والثلاثين من عمره، وقد واظب على حضور اجتماعاتها على مدى سنوات، كما ألقى فيها محاضراته عن تفسير الأحلام.
- تابع فرويد عمله تاركاً طريقة التنويم معتمداً على طريقة التحدث طالباً من المريض أن يضطجع ويتحدث مفصحاً عن كل خواطره، وسماها طريقة (الترابط الحر) سالكاً طريقَ رفعِ الرقابة عن الأفكار والذكريات، وقد نجحت طريقته هذه أكثر من الطريقة الأولى.
- كان يطلب من مريضه أن يسرد عليه حلمه الذي شاهده في الليلة الماضية، مستفيداً منه في التحليل، وقد وضع كتاب "تفسير الأحلام" الذي نشره سنة 1900م، ثم كتاب (علم النفس المرضي للحياة اليومية) ثم تتالت كتبه وصار للتحليل النفسي مدرسة سيكولوجية صريحة منذ ذلك الحين.
- أسس في فيينا مركز دائرة علمية، واتصل به أناس من سويسرا وأوروبا عامة، مما أدى إلى انعقاد المؤتمر الأول للمحللين النفسيين سنة 1908م إلا أن هذه الدائرة لم تدم طويلاً إذ انقسمت على نفسها إلى دوائر مختلفة.
- كان يعرف تيودور هرتزل الذي ولد عام 1860م، وقد أرسل فرويد إليه أحد كتبه مع إهداء شخصي عليه، كما سعيا معاً لتحقيق أفكار واحدة خدمة للصهيونية التي ينتميان إليها من مثل فكرة "معاداة السامية" التي ينشرها هرتزل سياسياً، ويحللها فرويد نفسياً.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
ابن بطوطة.. شيخ الرحالين
ابن بطوطة.. شيخ الرحالين
من أعظم الرحَّالة المسلمين وأوسعهم شهرة، سُمِّيَ بشيخ الرحالين لكثرة طوافه في الآفاق، فقد أمضى ثماني وعشرين عامًا من حياته في أسفارٍ متصلة ورحلاتٍ متعاقبة، فكان أوفر الرحَّالين نشاطًا واستيعابًا للأخبار، وأشهرهم عناية بالحديث عن الحالة الاجتماعية في البلاد التي تجوَّل فيها، كما كان من المغامرين الذين دفعهم حبُّ الاستطلاع إلى ركوب الكثير من الصعاب.
نسبه ومولده ودراسته
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللوائي الطنجي[1]، الشهير بابن بطوطة.
وُلد في مدينة طنجة عام 703هـ/ 1304م، ويُنسب إلى قبيلة لواتة البربرية، التي انتشرت بطونها على طول سواحل إفريقية حتى مصر، وينحدر من أسرة عالية، أُتيح لكثير من أبنائها الوصول إلى منصب القضاء والنبوغ في العلوم الشرعية[2].
وفي طنجة درس ابن بطوطة العلوم الشرعية وفقًا للمذهب المالكي السائد في أقطار المغرب، ولكن يبدو أنه لم يُتِمَّ دراسته؛ لأن سنَّ الحادية والعشرين التي خرج فيها للرحلة تدلُّ على أنه لم ينتظر حتى يستكمل دراسة الفقه؛ لأن الدراسة في ذلك الوقت كانت تطول فلا يفرغ الشاب من دراسته إلا في حدود الثلاثين، والواضح أن رغبته في السفر والتجوال أعجلته عن إتمام الدراسة[3].
كان الدافع وراء خروج ابن بطوطة لرحلاته أولاً أداء فريضة الحج، إضافةً إلى رغبته في رؤية أحوال الناس في مختلف الأقطار، وشوقه إلى المعرفة، وولعه بالتنقل والمغامرة والتجربة، ومعرفة أحوال الدنيا من حوله.
رحلاته
بدأت رحلة ابن بطوطة الأولى من مدينة طنجة عام 725هـ/ 1326م، حيث طاف بأنحاء المغرب الأقصى، ثم اتجه نحو الشرق عبر الجزائر أو المغرب الأوسط، ثم إلى تونس وليبيا، وانتهى به المطاف في مصر. ومن الإسكندرية اتجه جنوبًا إلى القاهرة ثم إلى الصعيد حتى وصل إلى ميناء عيذاب على ساحل البحر الأحمر، ثم عاد إلى القاهرة وتابع رحلته إلى مكة المكرمة عن طريق بلاد الشام[4].
وبعد أداء فريضة الحج اتجه إلى العراق وإيران وبلاد الأناضول، ثم عاد إلى الحجاز وحج للمرة الثانية، وبقي في مكة سنتين. وفي عام 730هـ/ 1329م غادر الحجاز إلى اليمن وبلاد الخليج العربي، وقد تحدث ابن بطوطة عمّا وجده هناك من تقاليد وعادات وأنواع أطعمة غريبة لم يشاهدها من قبل، ثم سار في الخليج العربي متجهًا إلى البحرين والأحساء[5].
بعد ذلك اتجه ابن بطوطة إلى بلاد الروم (الدولة البيزنطية)، ومنها عاد إلى مكة ليحج للمرة الثالثة، ثم قطع البحر الأحمر فوصل إلى وادي النيل كي يحاذيه باتجاه الشمال قاصدًا سوريا، ومنها ركب البحر من اللاذقية قاصدًا آسيا الصغرى حيث نزل ميناء آلايا، ومنه إلى ميناء سينوب على البحر الأسود، ثم قصد شبه جزيرة القرم، وتوغل حتى بلاد روسيا الشرقية، وهناك انضم إلى سفارة السلطان محمد يزبك الذاهبة إلى القسطنطينية، وعاد إلى القرم كي ينطلق منها إلى بخارى وبلاد الأفغان، إلى أن وصل إلى دلهي على نهر الغانج فاستقر بها مدة عامين، عمل خلالهما قاضيًا للمذهب المالكي.
ولقد حاول أن يرافق بعثة سياسية أرسلها سلطان الهند محمد شاه إلى ملك الصين، فلم يتجاوز جزائر (ذبية المهل)، حيث استقر مدة سنة ونصف تولى فيها منصب القضاء، وبعدها استمر في رحلته عن طريق ساحل البنغال، ودخل بلاد الهند الشرقية وجزر إندونيسيا، ووفِّق إلى زيارة الثغرين الصينيين زيتون (تسوتونج) وكانتون، ثم قفل إلى الجزيرة العربية عن طريق سومطرة والهند في 748هـ/ 1347م، ومنها صعد في الخليج العربي، وعاد إلى بلاد فارس عن طريق ميناء هرمز، ثم سافر إلى العراق فبلاد الشام، فمصر، ومنها انطلق إلى مكة ليؤدي فريضة الحج للمرة الرابعة[6].
ثم واصل سيره عائدًا إلى بلاده عبر مصر وتونس والجزائر حتى وصل فاس في المغرب الأقصى عام 750هـ/ 1349م، وبعد أن قام فيها مدة عام، عاوده الشوق والحنين إلى الارتحال، فقام برحلة عام 751هـ/ 1350م إلى غرناطة بالأندلس[7].
ثم رجع إلى فاس ليهيئ نفسه لرحلة إلى إفريقية الغربية عام 754هـ/ 1353م، فدخل تومبوكتو وهكار، ومنها عاد إلى المغرب عن طريق مدينة توات، ليستقر هناك حتى أدركته المنية[8].
هكذا أمضى ابن بطوطة أكثر عمره في الترحال بين المدن والبلدان؛ من أجل رؤية عادات الشعوب والأقوام، وليسجل لنا تلك الأحداث التي أصبحت دربًا يسلكه كل من أراد المضي في هذا المجال.
مؤلفاته
لم يترك ابن بطوطة خلفه أي إنتاج أدبي، سوى سردٍ لأسفاره على شكل كتابٍ عنوانه: (تحفة النظار في عجائب الأمصار وعجائب الأسفار)، الشهير بكتاب (رحلة ابن بطوطة).
وكان السلطان المغربي أبو عنان فارس المريني الذي أعجب برحلات ابن بطوطة وقصصه المشوقة، قد طلب منه أن يمليها على كاتبه محمد بن جزيّ الكلبي، وقد أطلق ابن جزي على الكتاب اسم (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار).
وهو عمل مشترك قام به ابن بطوطة وابن جزي، وصبغه كل منهما بطابعه الخاص، فجعل فيه ابن بطوطة روحه التي تحب العجائب والغرائب، وجعل فيه ابن جزي أسلوبه الذي لا يخلو من صنعة وتكلف وتنميق، فهو كتاب سلس الإنشاء، وفيه رواية حوادث نادرة فكهة، وتقاليد شاذة، وقد أحس ابن بطوطة بأن ما يذكر من أخبار عن الهند تُعَدُّ غريبة، وبعيدة عما هو مألوف، وبأنها ستحمل الكثير من الناس على الشك في صحة كلامه، فأقسم على ذلك بأنه صادق فيما رأى وفيما تكلم[9].
تشكيك ابن خلدون فيما رواه ابن بطوطة
وكان من هؤلاء المشككين ابن خلدون إذ يقول: "أنه ورد بالمغرب لعهد السلطان أبي عنان من ملوك بني مرين رجلٌ من مشيخة طنجة يُعرف بابن بطوطة، كان رحل منذ عشرين سنة قبلها إلى المشرق، وتقلَّب في بلاد العراق واليمن والهند، ودخل مدينة دهلي حاضرة ملك الهند وهو السلطان محمد شاه، واتصل بملكها لذلك العهد وهو فيروز جوه، وكان له منه مكان، واستعمله في خطة القضاء بمذهب المالكية، ثم انقلب إلى المغرب واتصل بالسلطان أبي عنان، وكان يحدِّث عن شأن رحلته وما رأى من العجائب بممالك الأرض، وأكثر ما كان يحدث عن دولة صاحب الهند، ويأتي من أحواله بما يستغربه السامعون؛ مثل أن ملك الهند إذا خرج إلى السفر أحصى أهل مدينته من الرجال والنساء والولدان، وفرض لهم رزق ستة أشهر تُدْفَع لهم من عطائه، وأنه عند رجوعه من سفره يدخل في يوم مشهود، يبرز فيه الناس كافة إلى صحراء البلد ويطوفون به، ويُنصب أمامه في ذلك الحقل منجنيقات... ترمى بها شكائر الدراهم والدنانير على الناس، إلى أن يدخل إيوانه. وأمثال هذه الحكايات، فتناجى الناس بتكذيبه، ولقيت يومئذ وزير السلطان فارس بن وردار البعيد الصيت، ففاوضته في هذا الشأن، وأريته إنكار أخبار ذلك الرجل لما استفاض في الناس من تكذيبه.
فقال لي الوزير فارس: إياك أن تستنكر مثل هذا من أحوال الدول؛ بما أنك لم تره، فتكون كابن الوزير الناشئ في السجن. وذلك أن وزيرًا اعتقله سلطانه، ومكث في السجن سنين رَبَّى فيها ابنه في ذلك المجلس، فلما أدرك وعقل سأل عن اللحمان التي كان يتغذى بها، فقال له أبوه: هذا لحم الغنم. فقال: وما الغنم؟ فيصفها له أبوه بشياتها ونعوتها. فيقول: يا أبت، تراها مثل الفأر؟ فينكر عليه ويقول: أين الغنم من الفأر! وكذا في لحم الإبل والبقر؛ إذ لم يعاين في محبسه من الحيوانات إلا الفأر فيحسبها كلها أبناء جنس الفأر، ولهذا كثيرًا ما يعتري الناس في الأخبار كما يعتريهم الوسواس في الزيادة عند قصد الإغراب"[10].
لقد شكك ابن خلدون فيما رواه ابن بطوطة من عادات الشعوب وتقاليدهم، وربما كان السبب في ذلك أنه لم يكن هناك مَنْ يتحدَّث عن تلك العادات وتقاليد، فعندما سمعوا ذلك كان الأمر عندهم أشبه بالخيال.
وقد أيدَّت بحوث العلماء فيما بعدُ أن كل ما ذكره ابن بطوطة عن الهند كان صحيحًا؛ مما يدلُّ على أن ابن بطوطة كان ثقة أمينًا، ويمتاز عن غيره من الرحَّالين السابقين أنه لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أَلَمَّ بها[11].
أهمية رحلة ابن بطوطة
لقد كان ابن بطوطة يتمتع بقدرته على تذكُّر ما رآه في رحلاته، على الرغم من مرور السنوات، وتعدُّد المناطق التي زارها، وكان ما يميزه أيضًا أنه ذكر حقائق لأول مرة ولم تُذْكَر عند غيره، فقد ذكر استعمال أوراق النقد في الصين، وأشار إلى استخدام الفحم الحجري[12].
وقد طبعت رحلة ابن بطوطة في باريس مع ترجمة فرنسية في منتصف القرن التاسع عشر على يد المستشرق ديفريمري وسانجنيتي، وطبعت في القاهرة طبعتين عربيتين، ونشر الأستاذ جب ملخصًا لها بالإنجليزية في سلسلة (Broodway Travellers) عام 1929م، كما طبعت في لبنان في سلسلة الروائع اللبنانية، تحقيق فؤاد أفرام البستاني، وكذلك تُرجمت إلى كثير من لغات العالم[13]؛ مما يدل على مدى أهمية تلك الرحلة.
وتُعتبر رحلاته من أطرف القصص رغم ما تحتويه من غرائب العادات، فإن تسجيل عادات تلك الأقوام وتقاليدهم أفاد كثيرًا في معرفة عادات تلك الشعوب البعيدة، كما أفاد في معرفة تاريخ تلك البلاد، ومعرفة جغرافيتها من خلال وصف البلاد وجبالها وبحارها.
ومن الغرائب التي ذكرها ابن بطوطة عن نظام التأمين الاجتماعي في الصين؛ أن العامل أو الصانع كان يُعفى من العمل وتنفق عليه الحكومة إذا بلغ الخمسين، وأن من بلغ ستين سنة عَدُّوه كالصبي فلم تُجْر عليه الأحكام[14].
شهادة علماء الغرب
لقي ابن بطوطة الكثير من الثناء من علماء الغرب؛ لمَّا قدَّمه من وصف لأسفاره، فيقول عنه المستشرق ريجيش بلاشير عن كتابه (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار): "لهذا الكتاب أهمية فائقة في التعرف على العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الميلادي؛ ففي هذا الكتاب يكثر الاستطراد وتختلط فيه الأساطير مع الحكايات البعيدة عن التصديق، والأوصاف المتكررة تكشف فيها أيضًا معلومات تاريخية دقيقة ومفيدة، لا سيما تلك التي لا تحصى والمتعلقة بعقائد وعادات وأخلاق السكان كما يراها هذا الرحالة المسلم، الذي يتفوق عنده حبُّ الاستطلاع على حدَّة الذكاء".
أما المستشرق الروسي كراتشكوفسكي فيعتبره: "آخر جغرافي عالمي من الناحية العلمية، أي أنه لم يكن نقَّالة اعتمد على كتب الغير؛ بل كان رحالة انتظم محيط أسفاره عددًا كبيرًا من الأقطار، وقد جاوز تجواله مقدار مائة وخمسة وسبعين ألف ميل، وهو بهذا يُعَدُّ منافسًا خطيرًا لمعاصره الأكبر منه سنًّا (ماركو بولو) البندقي الإيطالي (1254- 1323م)، الذي دفعه حب الأسفار إلى اجتياز كل آسيا عن طريق منغوليا، وعاد عن طريق سومطرا، والذي عهد إلى كاتب له في إخراج مذكراته إخراجًا أدبيًّا، واسمه (كتاب ماركو بولو)".
ويقول الباحث الياباني ياموتو: "إنه من العسير القول بأن جميع حكايات ابن بطوطة عن الصين هي من نسج الخيال وحده، حقًّا إن وصفه لتلك البلاد يشمل عددًا من النقاط الغامضة، ولكنه لا يخلو أحيانًا من فقرات معينة تعتمد على ملاحظة مباشرة عن الصين، فضلاً عن أنه من المستحيل القول بأن رواياته التي وجدت توكيدًا في المصادر الصينية وفي أسفار ماركو بولو قد كانت من تلفيق مخيلته"[15].
وفاته
توفي ابن بطوطة في مراكش عام 779هـ/ 1377م، وقد أطلقت عليه جمعية كمبردج لقب "أمير الرحّالين المسلمين".
لقد كان لابن بطوطة الفضل على الجغرافيين العالميين؛ لأنه ترك صورًا صادقة للحياة في العصر الذي عاش فيه، بعد أن قطع ما يقرب من خمسة وسبعين ألف ميل، بحثًا عن المعلومة الجغرافية الصحيحة.
[1] ابن حجر العسقلاني: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 5/227.
[2] د/ عبد الرحمن حميدة: أعلام الجغرافيين العرب ص559.
[3] حسين مؤنس: ابن بطوطة ورحلاته تحقيق ودراسة وتحليل ص17.
[4] د/ أحمد رمضان أحمد: الرحلة والرحالة المسلمون ص370.
[5] المصدر السابق ص370، 371.
[6] د/ عبد الرحمن حميدة: أعلام الجغرافيين العرب ص559، 560.
[7] د/ أحمد رمضان أحمد: الرحلة والرحالة المسلمون ص379، 380.
[8] د/ عبد الرحمن حميدة: أعلام الجغرافيين العرب ص560.
[9] محمد الصادق عفيفي: تطور الفكر العلمي عند المسلمين ص294.
[10] تاريخ ابن خلدون 1/181، 182.
[11] محمد الصادق عفيفي: تطور الفكر العلمي عند المسلمين ص295.
[12] مجموعة من العلماء: موسوعة الشروق 1/16.
[13] د/ أحمد رمضان أحمد: الرحلة والرحالة المسلمون ص384.
[14] د/ زكي محمد حسن: الرحالة المسلمون في العصور الوسطى ص161.
[15] د/ عبد الرحمن حميدة: أعلام الجغرافيين العرب ص563، 564.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
مايكل فارادي
عالم كيميائي وفيزيائي إنكليزي، (1791 – 1867م).
عالم فيزياء وكيمياء انكليزي، ولد في نيفغتون باتس قرب لندن، تعلم القراءة والكتابة، ودخل ميدان العمل في الثالثة عشرة من عمره لإعالة إخوته الأربعة، كان والده يعمل حداداً ولم يكن يتقاضى سوى أجر زهيد للغاية. عمل في مخزن لبيع وتجليد الكتب فكان ينكب على المطالعة خلال فرص الغداء وبعد انتهاء العمل. مر عليه سبع سنوات في هذا المخزن حصل بعده على لقب معلم .
انتقل بعده للعمل في مشغل " دي لاروش " وبعد انتهاء العمل كان يذهب مع صديقه دين داتس للاستماع إلى محاضرات العالم همفري ديفي.وفي سنة 1812وجه رسالة إلى رئيس الجمعية الملكية يطلب فيها قبوله كمساعد في المختبر فلم يحصل على جواب .اتصل بعد مدة بالعالم همفري ديفي فطلب منه مقابلة في 14 آب سنة 1812 ورفض هذا الأخير مساعدته، لكنه عاد وقبله كعامل بسيط .
بدأ ما يكل العمل في مختبر ديفي في أواخر آب 1812 كمنظف للأدوات وتحضير المواد الكيميائية وأعطى غرفة للسكن في المختبر .حدث انفجار في مختبر ديفي عند اكتشاف الصوديوم مما اضطر ديفي بعد أن فقد عينه اليمنى، إلى طلب مساعدة فاراداي لقراءة مؤشرات الأجهزة وأرقامها.
وعند زواج ديفي سافر فاراداي معه في رحلته التي زار فيها باريس ومونبليه وفلورنسا وروما ونابولي .لم يعلق في ذهن مايكل سوى المشهد الذي حضره في قصر دوق توسكانا عندما قام ديفي بحرق الماس خاتم الدوق لإقناعه بأن الماس مكون فقط من الكربون!!
وبعد أن عاد فاراداي إلى لندن عين أستاذاً مساعداً مسؤولاً عن التجهيزات في المعهد الملكي البريطاني .كما بقي في خدمة ديفي وقام بأول بحث بمفرده في أثناء ذلك حول تحليل التربة التوسكانية ونشر مضمون هذه الدراسة في مجلة المعهد الملكي سنة 1816.
وبدأت أبحاثه تتابع سنة 1819 طلب إليه الصناعي جيمس ستودرت القيام بدراسة لتحضير الفولاذ المقاوم للصدأ، فتوصل فاراداي إلى ذلك بزيادة مادتي الكروم والنيكل إلى الفولاذ المعروف عادة. كما قام بدراسات كيميائية اكتشف خلالها عدة مركبات عرفت باسم كلوريدات الهيدروكربونات .
انتخب في العام 1821مسؤولاً أساسياً عن مختبرات المعهد الملكي وتزوج في السنة نفسها من " سارة برناد " وتابع آنذاك أبحاثه الكيميائية .بعد أن اطلع على أبحاث أورستد في أواخر 1821حول تأثير التيار الكهربائي على اتجاه البوصلة، قام فاراداي بدراسة هذا الموضوع فتوصل إلى نتيجتين :
1- يغير عقرب البوصلة اتجاهه تحت تأثير التيار الكهربائي ليشكل معه زاوية قائمة .
2- توصل إلى تصميم جهاز فيه قطعة ممغنطة تدور بدون توقف حول الجسم الذي يمر فيه التيار الكهربائي .
اكتشف قانون المحول الكهربائي وكيفية عمله، كما اكتشف ظاهرة الحث الكهرومغناطيسي ودرس عملية مرور التيار الكهربائي في مختلف الأجسام، واقترح عدداً كبيراً من المصطلحات العلمية التي لا تزال تستخدم اليوم،نذكر منها: الإلكترود - الكاثود - الأنود - الأيون - العازل الكهربائي وغيرها .
أهم قانون وضعه هو كيفية إيجاد كمية المادة التي تتراكم على الإلكترود عند مرور التيار الكهربائي في محلول معين، فعرف هذا القانون باسمه . وكان فاراداي حريصاُ على إلقاء المحاضرات العامة وتبسيط أعماله العلمية، واشتهر بمهارته في الحوار والتشويق والإيضاح وكان مدركاً منذ ذلك الوقت المبكر في تطور الحركة العلمية لأهمية تعليم العلوم للجميع على أوسع نطاق ممكن، لقد اصبح فاراداي المتحدث باسم الحركة العلمية في عصره والمروج لها إذ كانت محاضراته العامة ملتقى شرائح متنوعة من المجتمع البريطاني ولذا فقد عمدت الجمعية الملكية البريطانية مؤخراً إلى تأسيس جائزة فاراداي لتمنح الأوائل الذي يقدمون إسهامات بارزة في مجال التوعية العلمية للجمهور .
عالم كيميائي وفيزيائي إنكليزي، (1791 – 1867م).
عالم فيزياء وكيمياء انكليزي، ولد في نيفغتون باتس قرب لندن، تعلم القراءة والكتابة، ودخل ميدان العمل في الثالثة عشرة من عمره لإعالة إخوته الأربعة، كان والده يعمل حداداً ولم يكن يتقاضى سوى أجر زهيد للغاية. عمل في مخزن لبيع وتجليد الكتب فكان ينكب على المطالعة خلال فرص الغداء وبعد انتهاء العمل. مر عليه سبع سنوات في هذا المخزن حصل بعده على لقب معلم .
انتقل بعده للعمل في مشغل " دي لاروش " وبعد انتهاء العمل كان يذهب مع صديقه دين داتس للاستماع إلى محاضرات العالم همفري ديفي.وفي سنة 1812وجه رسالة إلى رئيس الجمعية الملكية يطلب فيها قبوله كمساعد في المختبر فلم يحصل على جواب .اتصل بعد مدة بالعالم همفري ديفي فطلب منه مقابلة في 14 آب سنة 1812 ورفض هذا الأخير مساعدته، لكنه عاد وقبله كعامل بسيط .
بدأ ما يكل العمل في مختبر ديفي في أواخر آب 1812 كمنظف للأدوات وتحضير المواد الكيميائية وأعطى غرفة للسكن في المختبر .حدث انفجار في مختبر ديفي عند اكتشاف الصوديوم مما اضطر ديفي بعد أن فقد عينه اليمنى، إلى طلب مساعدة فاراداي لقراءة مؤشرات الأجهزة وأرقامها.
وعند زواج ديفي سافر فاراداي معه في رحلته التي زار فيها باريس ومونبليه وفلورنسا وروما ونابولي .لم يعلق في ذهن مايكل سوى المشهد الذي حضره في قصر دوق توسكانا عندما قام ديفي بحرق الماس خاتم الدوق لإقناعه بأن الماس مكون فقط من الكربون!!
وبعد أن عاد فاراداي إلى لندن عين أستاذاً مساعداً مسؤولاً عن التجهيزات في المعهد الملكي البريطاني .كما بقي في خدمة ديفي وقام بأول بحث بمفرده في أثناء ذلك حول تحليل التربة التوسكانية ونشر مضمون هذه الدراسة في مجلة المعهد الملكي سنة 1816.
وبدأت أبحاثه تتابع سنة 1819 طلب إليه الصناعي جيمس ستودرت القيام بدراسة لتحضير الفولاذ المقاوم للصدأ، فتوصل فاراداي إلى ذلك بزيادة مادتي الكروم والنيكل إلى الفولاذ المعروف عادة. كما قام بدراسات كيميائية اكتشف خلالها عدة مركبات عرفت باسم كلوريدات الهيدروكربونات .
انتخب في العام 1821مسؤولاً أساسياً عن مختبرات المعهد الملكي وتزوج في السنة نفسها من " سارة برناد " وتابع آنذاك أبحاثه الكيميائية .بعد أن اطلع على أبحاث أورستد في أواخر 1821حول تأثير التيار الكهربائي على اتجاه البوصلة، قام فاراداي بدراسة هذا الموضوع فتوصل إلى نتيجتين :
1- يغير عقرب البوصلة اتجاهه تحت تأثير التيار الكهربائي ليشكل معه زاوية قائمة .
2- توصل إلى تصميم جهاز فيه قطعة ممغنطة تدور بدون توقف حول الجسم الذي يمر فيه التيار الكهربائي .
اكتشف قانون المحول الكهربائي وكيفية عمله، كما اكتشف ظاهرة الحث الكهرومغناطيسي ودرس عملية مرور التيار الكهربائي في مختلف الأجسام، واقترح عدداً كبيراً من المصطلحات العلمية التي لا تزال تستخدم اليوم،نذكر منها: الإلكترود - الكاثود - الأنود - الأيون - العازل الكهربائي وغيرها .
أهم قانون وضعه هو كيفية إيجاد كمية المادة التي تتراكم على الإلكترود عند مرور التيار الكهربائي في محلول معين، فعرف هذا القانون باسمه . وكان فاراداي حريصاُ على إلقاء المحاضرات العامة وتبسيط أعماله العلمية، واشتهر بمهارته في الحوار والتشويق والإيضاح وكان مدركاً منذ ذلك الوقت المبكر في تطور الحركة العلمية لأهمية تعليم العلوم للجميع على أوسع نطاق ممكن، لقد اصبح فاراداي المتحدث باسم الحركة العلمية في عصره والمروج لها إذ كانت محاضراته العامة ملتقى شرائح متنوعة من المجتمع البريطاني ولذا فقد عمدت الجمعية الملكية البريطانية مؤخراً إلى تأسيس جائزة فاراداي لتمنح الأوائل الذي يقدمون إسهامات بارزة في مجال التوعية العلمية للجمهور .
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
جورج فريدريك برنهارد ريمان
عالم رياضيات ألماني عاش في الفترة من 1826 حتى 1866 ، أصبح سنة 1859 أستاذا في غونتغن ، حيث كان يدرس هناك تحت إشراف جاوس ، و حاز على دعمه ، تتضمن إنجازاته الرئيسية أعمالا في نظرية الدوال و تطوير الهندسة التفاضلية من بداياتها في أعمال جاوس ، و وصف هندسة ريمانية غير إقليدية ، و اكتشاف تكامل ريمان كما وضع فرضية ريمان ، و انتخب قبل وفاته زميلا في الجمعية الملكية
رينيه ديكارت Rene Descartes
عالم و فيلسوف و رياضي فرنسي من 1596 حتى 1650 ، أسس الهندسة التحليلية ، و أدخل في الرياضيات الترميز الأسي، و الإحداثيات الديكارتية ، و طرق لحل المعادلات الحدودية ، و كان عمله في شموليته يخضع لتنهيج كل المعرفة و جعلها ترتكز فقط على ما هو واضح لذاته .
صاحب الجملة الخالدة ( أنا أفكر ، إذن أنا موجود ) و توجد هذه الجملة في نصه الكلاسيكي (خطاب في المجتمع ) فقد أصبحت رسالة ديكارت واضحة وهو في سن الثالثة و العشري في 10 تشرين الثاني 1619 .
ديكارت لا يعترف بقيمة المعرفة الحسية؛ فجعل من الشك الطريق الأساسي لبلوغ الحقيقة واعتبر أن الحقيقة من إنشاء العقل نفسه .
أمضى ديكارت فترة شبابه خارج فرنسا تجنباً للمشاكل مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية واللاهوتيين المتمكنين في السوربون، وكان ديكارت يقول (لكي تحيى بصورة جيدة عليك أن تعيش بعيداً عن الأنظار).
وقد كتب روديس لويس في سيرة ديكارت الذاتية، فذكر كرمه أولاً، إذ ساعد ديكارت خادمه الذي أصبح في ما بعد عالم رياضيات من الدرجة الأولى، وصانع أحذيته الذي أصبح عالم فضاء، وكان ديمقراطياً، وكتب باللغة الفرنسية لأنه أراد أن يصل إلى جمهور عريض يشمل النساء أيضاً اللاتي لم يتعلمن اللاتينية ولم يعرفنها- كان مولعاً بابنته فرانسين وقد دمره موتها وهي في عامها الخامس، كان يحب أن يستلقي في سريره صباحاً ويفكر/ جربوا ذلك، سيكون ذهنكم صافياً، وستأتيكم أرقى الأفكار/ أو أن ينهض مبكراً جداً - من الخامسة فجراً ليعطي دروساً في الفلسفة لملكة السويد - كريستين - 23 عاماً. وقد اضرّ به ذلك بل قتله، فقد توفي بذات الرئة وهو في الرابعة والخمسين من العمر، ودفن ديكارت وبسخرية غير متعمدة في مقبرة ستوكهولم وهي مقبرة للأطفال الذين يموتون قبل سن الرشد، و أعيد رفاته إلى فرنسا في عام 1819، ودفن في كنيسة/ سان جيرمان دي بريه، وفي قلب الحي اللاتيني في باريس.. ووصل رأسه بعد عدة سنوات وسرقه أحد المعجبين وبيع مرات عديدة قبل أن يستقر في (متحف الإنسان) في باريس . ®
الخوارزمى
هو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي ( أبو حعفر ) عاش في الفترة الزمنية الممتدة بين (حوالي 781 و حتى حوالي 845 ) كان من أوائل علماء الرياضيات المسلمين حيث ساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره .
انتقلت عائلته من مدينة خوارزم في خراسان إلى بغداد في العراق و هناك أسس الخوارزمي معظم أبحاثه بين عامي 813 و 833 في دار الحكمة التي أسسها الخليفة العباسي المأمون و نشر أعماله باللغة العربية التي كانت لغة العلم في ذلك العصر
ترك الخوارزمي عدداً من المؤلفات أهمها: الزيج الأول، الزيج الثاني المعروف بالسند هند، كتاب الرخامة، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب الجبر والمقابلة الذي ألَّفه لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين وكرى الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهه وفنونه. ويعالج كتاب الجبر والمقابلة المعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء، وصرافة الدراهم، والتأجير، كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس، ويقوم بأعمال تطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح، ومساحة الدائرة، ومساحة قطعة الدائرة، وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية ط فكانت 7/22، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام، كالهرم الثلاثي، والهرم الرباعي والمخروط.
ابتكر الخوارزمي مفهموم الخوارزمية في الرياضيات و علم الحاسب (مما أعطاه لقب أبي الحاسب عند البعض )حتى أنّ كلمة خوارزمية في عديد من اللغات اشتقت من اسمه (و منها algorithm بالانكليزية)
أدت أعمالهم المنهجيمة و المنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية إلى نشوء علم الجبر حتى ان العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر و المقابلة، الذي نشره عام 830 و انتقلت هذه الكلمة الى العديد من اللغات Algebra) في الانكليزية). بالأضافة لذلك قام الخوارزمي بأعمال هامة في حقول المثلثات و الجغرافية و رسم الخرائط كما أنّ اعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات كانت نتيجة لابحاثه الخاصة، الا انه قد انجز الكثير في تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الاغريق و في الهند، فاعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق.
بفضل الخوارزمي يستخدم العالم الأرقام العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا عن الاعداد، كما انه قد أدخل مفهوم العدد صفر الذي بدأت فكرته في الهند.
ومما يمتاز به الخوارزمي أنه أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي
صحح الخوارزمي ابحاث العالم الاغريقي بطليموس Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على ابحاثه الخاصة. كما انه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لانجاز اول خريطة للعالم المعروف آنذاك.
عندما اصبحت ابحاثه معروفة في أوربا بعد ترجمتها الى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب حيث عرّف كتابه الخاص بالجبر أوروبة بهذا العلم و اصبح الكتاب الذي يُدرّس في الجامعات الاوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر و كتب الخوارزمي ايضا عن الساعة، الأسطرلاب، و الساعة الشمسية.
لا يعتبر الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب فحسب، وإنما أحد مشاهير العلم في العالم، إذ تعدد جوانب نبوغه. ففضلاً عن أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا (زيجه) مرجعاً لأرباب هذا العلم. كما اطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام. وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمناً ليس باليسير.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
ابراهيم بن سنان
إبراهيم بن سنان، عاش في الفترة(296-335هـ / 908–946 م)
هو إبراهيم بن سنان بن ثابت بن قرة بن مروان أبو إسحق الحراني. أبوه هو العالم سنان بن ثابت بن قرة وجده هو العالم المشهور ثابت بن قرة.
إبراهيم بن سنان هو عالم رياضياتوفلك عاش ببغداد في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي.
أعماله
برع إبراهيم بن سنان في الهندسة المستوية، وله معرفة بالطب، كما أنه ذكيا عاقلا شهد له معاصروه بأنهم لم يروا أذكى منه، فقد بدأ يؤلف وهو في سن السادسة عشرة من عمره كتاباً في الفلك أسماه: "آلات الإظلال" وأطال فيه إطالة كرهها بعد ذلك فخففها، وجعل كتابه على ثلاث مقالات، وصححها وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره. وأثناء ذلك كتب كتابه الثاني عن الرخامات المسطحة. ثم ألف بعد ذلك كتاباً نقد فيه بطليموس في بعض المسائل الخاصة باستخراج اختلافات زحلوالمريخوالمشتري تلك المسائل التي اعتقد إبراهيم بن سنان أن بطليموس قد عالجها بتسرع، وكان يرى أن بطليموس عليه أن يسلك فيه طريقا غير طريق القياس المنطقي الذي اتبعه. وقد أتم إبراهيم بن سنان كتابه وهو في سن الرابعة والعشرين من عمره.
كما كتب إبراهيم بن سنان في الهندسة المستوية ثلاث عشرة مقالة في الدوائر المتماسة بين خلالها أوجه تماس الدوائر والخطوط التي تمر على أي نقطة بهذه الدوائر. وألف مقالة مستقلة بين فيها الوجه في استخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب، وذكر ما يعرض للمهندسين ويقع عليهم من الغلط نتيجة للاختصار الذي يسلكونه في التحليل إذا اختصروه على حسب ما جرت عاداتهم.
كما كتب مقالة طريفة في رسم القطاعات الثلاثة وبين فيها كيف يمكن أن توجد كثيرة بأي عدد شئنا على أي قطع أردنا من قطاع في المخروط. والمقالة الأخيرة من هذه المقالات بها إحدى وأربعون مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر والخطوط والمماس والدوائر المتماسة وسواها، وسلك فيها طريق التحليل من غير أن يذكر تركيبا إلا في ثلاث مسائل.
وله كتاب بعنوان: كتاب في حركة الشمس، ذكر فيه عددا من النظريات عن الشمس وحركتها، وارتباط حركة القمر والأجرام السماوية بحركتها، وتحدث عن الضوء والهواء، وعن كيفية انعكاس الضوء من الشيء إلى العين، وعن استقامة شعاع النيرين (الشمس والقمر) والكواكب، ويرى أن حركة الشمس من الحركات السماوية الظاهرة ولا سبيل إلى ضبط حركات القمر وسائر الأجرام السماوية إلا بعد معرفة حركة الشمس، ويرى كذلك أن الهواء مشف (شفاف) فالضياء فيه غير مدرك، والاستنارة حالة تلحق الجسم العديم الشفاف عند استقبال الجسم النير مع توسط مشف فيما بينهما، وأن استقبال الشعاع يوجب الاستقامة ، لهذا فشعاع النيرين الشمس والقمر مستقيم الامتداد.
ولإبراهيم بن سنان مؤلفات أخرى في الرياضيات من أهمها:
• رسالة في الهندسة والنجوم
• رسالة في المعاني المستخرجة من علم الهندسة وعلم النجوم
• أصول الهندسة
• مساحة القطع المكافئ
وله في الفلك:
• مقالة الإسطرلاب
• و رسائل في المخروطات
توفي إبراهيم بن سنان عن ستة وأربعين عاماً، و العلة التي توفي بها كانت ورماً في كبده، وبالرغم من قصر عمره فإن كتب تأريخ العلم ذكرت له العديد من الإنجازات.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
ابن باجة
أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي السرقسطي المعروف بابن باجّه. أول مشاهير الفلاسفة عربي من قبيلة تجيب وهي بطن من قبيلة كندة اليمنية دخل أجداده مع الفتح الإسلامي للأندلس اشتغل أيضا بالسياسة والعلوم الطبيعية والفلكوالرياضياتوالموسيقىوالطب. أسهم في الطب خاصة, توفي في فاسالمغرب، مسموما سنة 529 هـ.
سيرته
ابن باجة أو ابن باجي ، محمد بن يحيى الصائغ ( ابن الصائغ ) النجيبي السرقسطي .
فيلسوف وطبيب ورياضي وفلكي واديب وموسيقي اندلسي .
ولد في سرقسطة في اسبانيا في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي وقتل مسموما في فاس بالمغرب عام 1138م.
نشأ في سرقسطة وعمل وزيرا للمرابطين فيها وفي غرناطة ، ثم هرب من الاخيرة إلى فاس حينما اتهمه الفتح بن خاقان وآخرين بالخروج عن الاسلام . وقيل ان ابن زهير قد سمه في فاس ومات فيها.
وقد تأثر ابن باجة تأثرا شديدا بارسطووالفارابي من جهة ، وبالغزالي من جهة أخرى . فتحول عن فلسفة الغزالي التي يهتدي اليها قلب الانسان بذوقه عنده إلى علم نظري قائم على المذهب العقلي . بالاضافة إلى هذا فقد آمن ابن باجة ان للفيلسوف عالمه الخاص الذي يخلو فيه إلى نفسه بعيدا عن كل شيء .
وقد أثر ابن باجة في ابن طفيلوابن رشد تأثيرا شديدا ، ثم في أوروبا العصور الوسطى عن طريقهما. وكتب ابن باجة شروحا كثيرة على مؤلفات ارسطو والفارابي . عرف ابن باجة في الغرب باسم : Avenpace.
أهم مؤلفاته
يسرد ابن أبي أصيبعة لائحة بثمانية وعشرين مؤلفاً ينسبها إلى ابن باجّه، تقع في ثلاث فئات مختلفة: شروح أرسطوطاليس، تأليف اشراقية، ومصنفات طبية. فمن تأليفه في الطب كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس كتاب التجربتين على أدوية بن وافد وكتاب اختصار الحاوي للرازي و كلام في المزاج بما هو طبي. جميع اصول كتبه العربية ضاعت ولم ينتقل الينا منها الا ما ترجم في حينه إلى اللاتينية. واشهر هذه المترجمات ( تدبير المتوحد ) الذي تخيل فيه مدينة لا يشغل اهلها غير ( تدبير ) واحد أو غاية واحدة طريقها العقل فتتحقق لها ولهم السعادة . ويقسم ابن باجة غايات الانسان إلى جسدية وروحانية وعقلية وهذه الاخيرة هي ارقاها. ولابن باجة ايضا ( رسالة الوداع ) التي اهداها لأحد اصحابه وهو على اهبة سفر طويل خشي الا يراه بعده ، و رسالة ( الاتصال ) و ( كتاب النفس ) وكتاب ( الكون والفساد ) ، وكتاب ( رسالة الوداع ) .
• تأليف اشراقية
• رسائل ابن باجة الإلهية
مصنفات في الطب
• كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس
• كتاب التجربتين على أدوية بن وافد
• كتاب اختصار الحاوي للرازي
• كلام في المزاج بما هو طب
مشروعه
عمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان و الأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي و الذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول و استبعاد القياس في الفقه و استأنف بعد ابن باجه باين رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية و ربطهما عن طريق الغايات و الأهداف.
فلسفته
• في الإنسان :
كل حي يشارك الجمادات في أمور, وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور... لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها
—أصل ابن باجة
• في منازل الناس :
o المرتبة الجمهورية: وهؤلاء لا ينظرون إلا للمعقول.
o المرتبة النظرية : وهؤلاء ينظرون إلى الموضوعات اولاً، وإلى المعقول ثانياً ولأجل الموضوعات.
o مرتبة السعداء : وهم الذين يرون الشيء بنفسه
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
ابن طاهر البغدادي
ابن طاهر البغدادي هو عالِمرياضياتعربي عاش بين 980 و 1037 ميلاديا. أسمه الكامل هو أبو منصور عبدالقاهر ابن طاهر بن محمد بن عبدالله التميمي الشافعي البغدادي. أشتهر بكتابهِ (التكملة في الحساب) الذي يقوم فيه بكتابة ملاحظات حول نظرية الأعداد وعدد من أعمال الخوارزمي.
حياته
ولد ابن طاهر البغدادي في بغداد سنة 980 لعائلة غنية تنتمي لقبيلة بنو تميم. غادر مع والده بغداد نيشابور شمال إيران حيث مارس التعليم و أجرى عدداً من البحوث ولكن عدم أستقرار الوضع هناك دفعهُ إلى الانتقال إلى أسفريان بإيران كذلك التي واصل مزاولة التعليم فيها وسمحت له ثروة أسرتهِ بأن يقوم بالتدريس مجاناً. وتوفي سنة 1037.
النظريات الرياضية
تقوم مؤلفاته بدراسة أسئلة ومشاكل دينية. وقام بتدريس عدد من دروسه في المسجد و لكن أعمالهِ أشتهرت بعد وفاته. وتتركز أبحاثه في كتابين إلا أنه اشتهر بكتابالتكملة في الحساب الذي جلب الأنظار إليه.
مؤلفاته
• الملل والنحل
• نفي خلق القرآن
• بلوغ المدى من أصول الصدى
• تأويل متشابه الأخبار
• أصول الدين في علم الكلام
• الإيمان وأصوله
• التحصيل في أصول الفقه
• العماد في مواريث العباد
• تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر
• معيار النظر
• التكملة في الحساب
• رسالة المساحة
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
ابن البنا
العالم المسلم أبو أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المعروف بابن البناء المراكشي (721-654 هـ/1321-1256 م)ولد في مدينة مراكش و عرف بابن البناء نسبة لجده الذي احترف مهنة البناء. عربي متفنن في علوم جمة، برز بصفة خاصة في الرياضيات، والفلك، والتنجيم، والعلوم الخفية، وكذلك في الطب.
قضى أغلب فترات حياته في مسقط رأسه في مراكش، ولذا نسب إليها، وبها درس النحو والحديث والفقه، ثم ذهب إلى فاس ودرس الطب والفلك والرياضيات. وكان من أساتذته ابن مخلوف السجل ماسي الفلكي، وابن حجلة الرياضي. وقد حظي ابن البناء بتقدير ملوك الدولة المرينية في المغرب الذين استقدموه إلى فاس مراراً. وتوفي في مدينة مراكش عام 721هـ/1321م.
شيوخه و أساتذته
تلقي علوم العصر من لغة وشريعة وفقه في مدينتي مراكشوفاس علي يد مجموعة من علماء العصر من أمثال ابي اسحاق الصنهاجيوأبي بكر الفلوسيوأبي موسي الشرناتي.
في الفلك ابن مخلوف السجلماسي الفلكي
في فاس تلقي علوم الرياضيات علي يد معلمه ابن حجلة,و ظهر نبوغه منذ سن مبكر, فكرس حياته لتعلم علوم الرياضيات من حساب وجبر وهندسة.
اسهاماته العلمية
اكسبه اشتغاله بالرياضيات شهرة عظيمة بين معاصريه, فنال الحظوة في بلاط دولة بني مرين في فاس فكان يستدعونه لإلقاء دروس الحساب والهندسة والجبر.
كما اشتهر بالاعتماد على الأرقام الهندية المعروفة بالغبارية والأرقام الأندلسية المعروفة بالعربية, كما اشتهر بالجوانب التطبيقية في علم الحساب والموسيقي.
من إسهامات ابن البناء في الحساب أنه أوضح النظريات الصعبة والقواعد المستعصية، وقام ببحوث مستفيضة عن الكسور، ووضع قواعد لجمع مربعات الأعداد ومكعباتها، وقاعدة الخطأين لحل معادلات الدرجة الأولى، والأعمال الحسابية، وأدخل بعض التعديل على الطريقة المعروفة "بطريقة الخطأ الواحد" ووضع ذلك على شكل قانون.
وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أن ابن البناء قد تفوق على من سبقه من علماء الإسلام في الشرق في علوم الرياضيات وخاصة في حساب الكسور.
مؤلفاته
ترك لنا ابن البناء العديد من المؤلفات بلغ عددها اثنين وثمانين مؤلفا كان أكثرها في علم الحساب والرياضيات والهندسة والجبروالفلك والتنجيم، ضاع أغلبها ولم يبق إلا القليل منها وأشهرها:
• كتاب تلخيص أعمال الحساب: يعترف "سمث" و"سارطون" بأنه من أحسن الكتب التي ظهرت في الحساب. وقد ظل الغربيون يعملون به إلى نهاية القرن السادس عشر للميلاد، وكتب كثير من علماء الإسلام شروحاً له، واقتبس منه علماء الغرب، كما اهتم به علماء القرنين التاسع عشر والعشرين. وقد ترجم إلى الفرنسية عام 1864 م على يد مار Marre، ونشرت ترجمته في روما. وقد أعاد ترجمته إلى الفرنسية الدكتور محمد سويسي، ثم نشر النص والترجمة مع تقديم وتحقيق سنة 1969.
• مقالات في الحساب، وهو بحث في الأعداد الصحيحة والكسور والجذور والتناسب.
• الأصول والمقدمات في الجبر والمقابلة.
• كتاب الفصول في الفرائض.
• رسالة في المساحات.
• كتاب الأسطرلاب واستعماله.
• كتاب اليسارة في تقويم الكواكب السيارة.
• منهاج الطالب في تعديل الكواكب، وقد حقق المستشرق الإسباني فيرنه خينس مقدمة الكتاب وبعض فصوله وترجمها إلى الإسبانية سنة 1952.
• كتاب أحكام النجوم.
• رسالة في الجذور الصم وجمعها وطرحها.
• قياس السطوح.
• مدخل إلي إقليدس.
وقد صدر للأستاذين محمد أبلاغ وأحمد جبار كتاب بعنوان "حياة ومؤلفات ابن البنا" ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 2001، يتضمن جرداً شاملاً لمؤلفاته
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
ابن الهيثم
محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي البصري 965-1039، لقب بالبصري نسبة إلى مدينة البصرة. ابن الهيثم هو عالم عربي في الرياضيات والبصريات والهندسة له العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
مولده و نشأته
ولد ابن الهيثم في ولاية البصرة سنة 354هـ-965 ميلادية، في عصر كان يشهد ازدهارا في مختلف العلوم من رياضيات وفلك وفيزياء وطب وغيرها، هناك انكب على دراسة الهندسةوالبصريات وقراءة كتب من سبقوه من علماء اليونان والعالم الأندلسي الزهراوي وغيرهم في هذا المجال، كتب عدة رسائل وكتب في تلك العلوم وساهم على وضع القواعد الرئيسية لها، وأكمل ما كان قد بدأه العالم الكبير الزهراوي.
وكان في كل أحواله زاهدًا في الدنيا؛ درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصص في طب الكحالة (طب العيون)، كان أهل بغداد يقصدونه للسؤال في عدة علوم، برغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر.
رحلته الى مصر
جاء في كتاب (أخبار الحكماء) للقفطي على لسان ابن الهيثم: <<لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان>>.
فوصل قوله هذا إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي، فأرسل إليه بعض الأموال سرًا، وطلب منه الحضور إلى مصر. وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع، ولكن ابن الهيثم بعد أن حدد مكان إقامة وباشر دراسة النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان وجد مياه النيل تنحدر منه من كافة جوانبه، أدرك أنه كان واهمًا متسرعًا في ما ادعى المقدرة عليه وهو بناء سد يحجز ماء الفيضان، وأنه عاجز على البرّ بوعده بإمكانات عصره، فاعتذر للحاكم بأمر الله.حينئذ عاد إلى الحاكمبأمر بالله معتذراً، فقبل عذره وولاه أحد المناصب.غير أن ابن الهيثم خاف غضب الحاكم عليه، فخشي أن يكيد له، وتظاهر بالجنون، وظل على التظاهر به حتى وفاة الحاكم الفاطمي.وبعد وفاته عاد عن التظاهر بالجنون، وسكن قبة على باب الجامع الأزهر، ومن مهنة نسخ بعض الكتب العالمية موردًا لرزقه، هذا بخلاف التأليف والترجمة؛ حيث كان متمكنًا من عدة لغات، وتفرغ في سائر وقته للتأليف والتجربة، وذلك حتى وفاته في عام 1039 م، وقد وصل ما كتبه إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات لكنها وجدت مرة أخرى تحت فراشه،
تحويل منهج ابن الهيثم العلمي
اعتمد ابن الهيثم في بحوثه على أحد منهجين:
1. منهج الاستقراء
2. منهج الاستنباط
وفي الحالين كان يعتمد على التجربة والملاحظة، وكان همه من وراء البحث هو الوصول إلى الحقيقة التي تثلج صدره، وقد حدد الرجل هدفه من بحوثه، وهو إفادة من يطلب الحق ويؤثره، في حياته وبعد مماته.
وكان ابن الهيثم يرى أن تضارب الآراء هو الطريق الوحيد لظهور الحقيقة. وقد جعل من التجربة العملية منهاجًا ثابتًا في إثبات صحة أو خطأ النتائج العقلية أو الفرضيات العلمية، وبعد ذلك يحاول التعبير عن النتيجة الصحيحة بصياغة رياضية دقيقة.
مؤسس علم الضوء
صاحب السبق فيه هو ابن الهيثم، وقد وضع أسس هذا العلم في كتابه المناظر. وقد ألف هذا الكتاب عام 411هـ/ 1021م، وفيه استثمر خبرته الطبية، وتجاربه العلمية، فتوصل فيه إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، وصار بها أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء ( أمير النور ).
مساهمته في علم الفلك
أما في علم الفلك فلابن الهيثم حوالي 20 مخطوطة في هذا المجال، وقد استخدم عبقريته الرياضية في مناقشة كثير من الأمور الفلكية، كما ناقش في رسائله بعض الأمور الفلكية مناقشة منطقية، عكست عبقرية الرجل من جانب، ومن جانب آخر عمق خبرته وعلمه بالفلك، ومن أمثله مؤلفاته:
• ارتفاع القطب: وفيه استخرج ارتفاع القطب، وتحديد خط عرض أي مكان.
• أضواء الكواكب: اختلاف منظر القمر.
• ضوء القمر: وأثبت أن القمر يعكس ضوء الشمس وليس له ضوء ذاتي.
• الأثر الذي في وجه القمر: وفيها ناقش الخطوط التي تُرى في وجه القمر، وتوصل إلى أن القمر يتكون من عدة عناصر، يختلف كل منها في امتصاص وعكس الضوء الساقط عليه من الشمس، ومن ثم يظهر هذا الأثر.
• مقالة في التنبيه على مواضع الغلط في كيفية الرصد.
• تصحيح الأعمال النجومية – ارتفاعات الكواكب.
وغير ذلك كثير.
مساهمته في علم الحركة ( ميكانيكا )
أما في علم الميكانيكا كانت دراسته للظواهر الميكانيكية في إطار تجاربه في علم الضوء، ولكنه توصّل إلى رصد ما يلي:
- أن للحركة نوعين:
• الحركة الطبيعية وهي حركة الجسم بتأثير من وزنه، وهو ما يعرف الآن باسم "السقوط الحر". الحركة العرضية وهي الحركة التي تنتج من تأثير عامل خارجي (القوة)، وهو يرى في الجسم الساقط سقوطًا حرًا أن سرعته تكون أقوى وأسرع إذا كانت مسافته أطول، وتعتمد بالتالي سرعته على ثقله والمسافة التي يقطعها.
- تحليل حركة الجسم:
ينظر ابن الهيثم إلى حركة الجسم أنها مركبة من قسطين (مركبتين)، واحدة باتجاه الأفق، والأخرى باتجاه العمود على الأفق، وأن الزاوية بين المركبتين قائمة، وأن السرعة التي يتحرك بها الجسم هو محصلة هذين القسطين.
- درس تغير سرعة الأجسام عند تصادمها بحسب خصائص هذه الأجسام وميز بين الاصطدام المرن، وغير المرن، وكان ذلك عند تجربته بإلقاء كرة من الصلب (في دراسته لانعكاس الضوء) على سطح من الحديد، وسقوطها على سطح من الخشب أو التراب.
مساهماته في الرياضيات
وقد كان لابن الهيثم مساهماته الجليلة في العديد من العلوم غير علم البصريات؛ ففي علم الرياضيات وضع العديد من المؤلفات، وقد صل إلينا منها 37 مخطوطًا، بعضها كان شرحًا وتعليقًا على مؤلفات الأولين في هذا المجال، والبعض الآخر تأسيسًا لنظريات رياضية حول خصائص المثلث والكرة، وكيفية استخراج ارتفاعات الأجسام، وغير ذلك.
مؤلفاته
ذكر أن لابن الهيثم مايقرب من مئتي كتاب، خلا رسائل كثيرة، فقد ألف في الهندسة والطبيعيات، والفلك، والحساب والجبر والطب والمنطق والأخلاق، بلغ منها مايتعلق بالرياضيات والعلوم التعليمية، خمسة وعشرين، وما يتعلق منها بالفلسفة والفيزياء، ثلاثة وأربعين، أما ماكتبه في الطب فقد بلغ ثلاثين جزءاً، وهو كتاب في الصناعات الطبية نظمه من جمل وجوامع مارآه مناسباً من كتب غالينوس، وهو ثلاثون كتاباً:
الأول في البرهان، والثاني في فرق الطب، والثالث في الصناعة الصغيرة، والرابع في التشريح، والخامس في القوى الطبيعية، والسادس في منافع الأعضاء، والسابع في آراء أبقراط وأفلاطون، والثامن في المني، والتاسع في الصوت، والعاشر في العلل والأعراض، والحادي عشر في أصناف الحميات، والثاني عشر في البحران، والثالث عشر في النبض الكبير، والرابع عشر في الأسطقسات على رأي أبقراط، والخامس عشر في المزاج والسادس عشر في قوى الأدوية المفردة والسابع عشر في قوى الأدوية المركبة، والثامن عشر في موضوعات الأعضاء الآلمة، والتاسع عشر في حيلة البرء، والعشرون في حفظ الصحة، والحادي والعشرون في جودة الكيموس ورداءته، والثاني والعشرون في أمراض العين، والثالث والعشرون في أن قوى النفس تابعة لمزاج البدن، والرابع والعشرون في سوء المزاج المختلف، والخامس والعشرون في أيام البحران، والسادس والعشرون في الكثرة، والسابع والعشرون في استعمال الفصد لشفاء الأمراض، والثامن والعشرون في الذبول، والتاسع والعشرون في أفضل هيئات البدن، والثلاثون جمع حنين ابن إسحاق من كلام غالينوس وكلام أبقراط في الأغذية•
وتبين من تعداد هذه المصنفات أنه ألف في شؤون طبية هامة نقل معظمها عن غالينوس، ولكنه علق عليها وزاد فيها، وألف كتباً أخرى، ذات صلة بالطب والمعالجة، كرسالته في تأثير اللحون الموسيقية، في النفوس الحيوانية، وذلك في وقت لم تكن فيه معالجة بعض الأمراض النفسية، بالألحان الموسيقية قد وجدت طريقها أو احتلت مكانها في دنيا المعالجات النفسية•
الكتب التي قام بتأليفها
• كتاب المناظر:الذي يعد ثورة في عالم البصريات، فقد رفض فيه عددًا من نظريات بطليموس في علم الضوء، بعدما توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة علم البصريات الحديث.
o ومن أهم الآراء الواردة في الكتاب:
o زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي،ولما جاء ابن الهيثم نسف هذه النظرية ، فبين أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنعكس من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر.
o كما بيّن ابن الهيثم أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.
o اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء .
o و من أهم منجزاته أنه شرّح العين تشريحاً كاملاً، وبين وظيفة كل قسم منها
• اختلاف منظر القمر
• رؤية الكواكب
• التنبيه على ما في الرصد من الغلط
• أصول المساحة
• أعمدة المثلثات
• المرايا المحرقة بالقطوع
• المرايا المحرقة بالدوائر
• كيفـيات الإظلال
• رسالة في الشفق
• شرح أصول إقليدس
• مقالة فی صورةالکسوف
• رسالة فی مساحة المسجم المکافی
• مقالة فی تربیع الدائرة
• مقالة مستقصاة فی الاشکال الهلالیة
• خواص المثلث من جهة العمود
• القول المعروف بالغریب فی حساب المعاملات
• قول فی مساحة الکرة.
• كتاب الجامع في أصول الحساب.
• كتاب في تحليل المسائل الهندسية.
• مقالة في التحليل والتركيب.
تأثيره على العلم الحديث
درس ابن الهيثم ظواهر إنكسار الضوء وإنعكاسه بشكل مفصّل ، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس ، فنفى ان الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين ، كما أرسى أساسيات علم العدسات وشرّح العين تشريحا كاملا . يعتبر كتاب المناظر Optics المرجع الأهم الذي استند عليه علماء العصر الحديث في تطوير التقانة الضوئية، وهو تاريخياً أول من قام بتجارب الكاميرا Camera و هو الاسم المشتق من الكلمة العربية : " قُمرة " وتعني الغرفة المظلمة بشباك صغير.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
أحمد بن يوسف
أحمد بن يوسف و اسمه الكامل أحمد بن يوسف بن إبراهيم بن تمام البغدادي هو رياضياتي عربي عاش بين سنة 835 و 912. هو ابن الرياضياتي المعروف يوسف بن إبراهيم الصدَيق البغدادي
حياته
ولد أحمد بن يوسف في بغداد و لكنه لم يعش فيها كثيرا إذ انتقل والده إلى دمشق سنة 839. ذهب لاحقا إلى مصر حيث لقب بالمصري. استقر في مصر و عاش فيها حتى وفاته سنة 912. عاش في محيط سمح له بإنماء مهاراته العلمية إذ كان والده يعمل في مجال الرياضيات و علم الفلك و الطب وكان عضوا غي حلقة علماء. لعب أحمد بن يوسف دورا بارزا في مصر مما سمح لها بالاستقلال عن النظام العباسي.
مؤلفاته
يحوم بعض من الشك و الجدل حول عدد من المؤلفات التي أسندت له, فلا يعرف إن كانت له أو لوالديه أو أنهما قاما بكتابة هذه المؤلفات معا و لكن من الأكيد أنه قام بكتابة على النسبة والتناسب على شكل ملاحظات لكتاب إقليدسكتاب العناصر. ألهمت مؤلفاته العديد من علماء الرياضيات الأوروبيين كليوناردو فيبوناتشي. قام أيضا بتأليف كتاب عن الأسطرلاب.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
الخجندي
الخجندي
اسمه و مولده
هو أبو محمود خجندي أو أبو محمود حميد بن الخضر الخجندي، وهو الفلكي والرياضي الفارسي الطاجكي الأصل؛ والذي عاش في اواخر القرن العاشر للميلاد وساعد في بناء المرصد الفلكي بالقرب من مدينة راي ( والتي تقع بالقرب من مدينة طهران اليوم) في إيران. ولد في دولة خجند القديمة ( والتي أصبحت اليوم تعرف باسم طاجكستان الآن) في حوالى 490 ميلادية وتوفي سنة 1000 للميلاد
حياته
نعرف سوى القليل عن حياة الخجندي ولم يصل إلينا منه سوى كتاباته التي تمت إنقاذها والملاحظات التي كتبها نصر الدين طوسي. ويبدو من العادل القول من وجهة نظر وملاحظات نصر الدين طوسي أن الخجندي كان واحداً من الحكام الفارسيين الذين حكموا المجتمع المغولي في إقليم خودزهاند، وبهذا لا بد وأن ينحدر الخجندي من سلالة العائلة الحاكمة.
انجازاته العلمية
• في علم الفلك:
من إنجازات الحضارة الإسلامية في علم الفلك، عمل الخجندي بتشجيع ودعم مالي من الأمراء البويههيين في مدينة رايبإيران؛ حيث عرف بأنه باني أول وأضخم مرصد فلكي متحرك في العالم وذلك في السنة 994 للميلاد.
كما قام الخجندي بحساب الميل المحوري بدقة ليكون قيمته: 23 درجة و32 دقيقة و19 ثانية ( 23.53ْ)، والتي كانت عبارة عن تحسين معنوي للقيمة التي حسبها الإغريقيين القدماء: 23 درجة و51 دقيقة و20 ثانية (23.86ْ)؛ ولا تزال القيمة التي حسبها الخجندي قريبة جداً للمقياس الحديث وهو: 23 درجة و26 دقيقة (23.44ْ).
• في الرياضيات:
ومن منجزات الحضارة الإسلامية في الرياضيات، أعلن الخجندي بوضوح وجود حالة خاصة من نظرية فرمات الأخيرة عندما يكون قيمة ن= 3، ولكن محاولته لإثبات النظرية كانت غير صائبة. يمكن أن يعزو فضل إكتشاف قانون الجيب إلى الخجندي، ولكنه لا يزال غير واضح إذا كان الخجندي هو أول من اكتشف قانون الجيب؛ أو إذا كان أبو النصر منصور أو أبو الوفا هما من اكتشفاه أولاً.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
السجزي
السجزي
وهو أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبد الجليل السِّجْزي، ولقب السجزي نسبة لبلده سجستان المعروف في أطراف خراسان شرقي إيران. والسِّجْزي من علماء الرياضياتوالفلك المشهورين في تاريخ الحضارة الإسلامية. وهو الذي قال بدوران الأرض قبل كوبرنيكوس بأربعة قرون، ولم تذكر الموسوعات وكتب تاريخ العلوم عام ميلاده، ولكن ذكر الدكتور أحمد سعيدان عند نشره لإحدى رسائله بإن ولادته كانت عام 340هـ، الموافق عام 951م, ولكنه أختلف في عام وفاته ما بين عامي (415هـ /1204 م، و 416 هـ /1025 م)، وقد أجمع معظم مؤرخي العلوم بعد تحقيق المعلومات المتاحة عن حياته على أنه توفي عام (415هـ /1024 م). وقد عاصره أبو ريحان البيروني (المتوفي عام 440هـ، 1049م)، وتحدث البيروني عنه مبجلا إياه في كتبه، ويذكره في كتابه (تحديد نهايات الأماكن..)، أنه كان في عداد الفلكيين الذين حضروا الرصد العضدي بشيراز عام 359هـ، 970م.
يعد الباحثون السِّجْزي أول مَن تحدث عن حركة الأرض وذلك عندما أبدع الأسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض متحركة تدور حول محور لها، وكذلك الفلك السبعة السيارة وما تبقى من الفلك ثابت. وقد وصف في إحدى مؤلفاته آلة تعرف بها الأبعاد، وشرح تركيبها وطرق عملها، والكتاب بعنوان مقدمة لصنعة آلة تعرف بها الأبعاد. وللسجزي ما يزيد عن أربعين كتابا ورسالة، ناقش فيها العديد من المسائل العلمية.
حياته و دراسته
عاش السِّجْزي في شيراز في ظل حماية عضد الدولة البويهي الديلمي (المتوفي عام 372هـ، 983م)، ولقد أورد في كثير من مؤلفاته اسم هذا الحاكم. والذي يبدو من خلال ما ورد عنه أنه كان رياضيا فلكيا وعالما متبحرا بالأمور التنجيمية، أي إنه منجم أكثر منه فلكي، وهذا أمر شائع في الفلكيين القدماء أمثال الطوسي وغيره من كبار علماء الفلك في عصره.
درس السِّجْزي بعناية قطوع المخروط وتقاطعها مع الدائرة. وقد اهتم اهتماما خاصا بالهندسة، وبخاصة في شكلها التعليمي، فكانت بعض كتبه تأخذ هيئة إجابات عن أسئلة مطروحة، ومن أهمها: رسالة في جواب مسائل هندسية، وأجوبة على مسائل هندسية .
ودرس كذلك صفات بعض الأشكال الهندسية في كتبه، ومنها: خواص الأعمدة في المثلث ، رسالة في خواص الدائرة ، ورسالة في كيفية تصور الخطين اللذين يقربان ولا يلتقيان ، ورسالة في خواص الأعمدة الواقعة في النقطة المعطاة إلى المثلث المتساوي الأضلاع . وكان يحرص على مناقشة الأمور الهندسية والرياضية مع العلماء الآخرين، وقد ناقش كثيرا من آراء إقليدس في كتبه ومن أهمها: رسالة في الشك في الشكل الثالث والعشرين ويقصد به الشكل الثالث والعشرين من المقالة الحادية عشرة من كتاب الأصول لإقليدس. و ثبت براهين بعض الأشكال في كتاب الأصول، وناقش كذلك أرخميدس في كتابه المأخوذات وذلك في رسالته التي تضمنت جوابا عن المسألة التي سئل فيها عن بعض الأشكال المأخوذة من كتاب المأخواذات
أهم مؤلفاته
• الجامع الشاهي، وهي مجموعة مؤلفة من خمسة عشر رسالة في علم الفلك.
• صد الباب، أو مائة باب، وهو كتاب يشتمل على فروع الحساب.
ولقد سجل المستشرق الألماني كارل بروكلمان، ما يزيد عن ثلاثون رسالة وكتاب للسجزي، ولقد احصاها وذكر اماكن تواجدها وارقامها المسجلة في مكتبات العالم، ومن أهم كتبه الرياضية : رسالة في تحصيل إيقاع النسبة المؤلفة الاثنى عشر في الشكل القطاع المسطح بدرجة واحدة وكيفية الأصل الذي تتولد منه هذه الدرجة وقد ألفه عام 389هـ /998
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
السموأل المغربي
السموأل بن يحيى بن عباس المعروف بالسموأل المغربي، (1130بغداد – 1180مراغة ) عالم رياضي وطبيب اعتنق الإسلام اشتهر في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي . من اسرة يهودية فاسيةبالمغرب واسمه العبري شموائيل بن يهوذا بن آبونحيث.
والده
كان أبوه من كبار علماء الرياضيات بين الطائفة اليهودية هناك. وكان من أهم اليهود المغربيين، ومازال اليهود الشرقيون يرددون قصيدته عن تضحية ابن إبراهيم في عيد رأس السنة اليهودي وقد اهتم بولده الوحيد وأحسن تربيته وتعليمه. ودرس اللغة العبريةوالتوراة وعلوم الطب والجبر والهندسة والحساب، ومازال يذكر في المراجع الغربية بسبب اكتشافاته في الجبر
الانتقال الى بغداد
ترعرع السموأل في فاس، حيث قام والده بتدريس الرياضيات ومبادئ اليهودية له. ثم ما لبث أن انتقلت الأسرة إلى الوالد وابنه السموأل من فاس إلى الشطر الشرقي من الدولة الإسلامية، وسكنوا ببغداد التي كانت مركز الحضارة الإسلامية لفترة زمنية طويلة.
وفي بغداد، عكف السموأل على دراسة كتاب الأصول لإقليدس، كذلك في دراسة الجبر لأبي كامل شجاع، والجبر للكرجي حتى بدأ يُكَوّن آراءه الخاصة في الرياضيات وهو في سن الثامنة عشر من عمره. وبدأ تأليف كتابه الشهير الباهر في الجبر وهو في سن التاسعة عشر من عمره.
الاستقرار في مراغة و اسلامه
ولكن استقرار الأسرة في بغداد لم يطل كثيرا، إذ انتقلت الأسرة إلى مراغة حيث قضى السموأل بقية عمره فيها. وكانت مراغة آنذاك قد تبوأت مركزا علميا ينافس بغداد في ذلك الوقت. وما أن استقر فيها حتى بدأ في الإنتاج العلمي وتعمق في دراسة الشريعة الإسلامية، فوجد أن الدين الإسلامي يتوافق مع الحياة القويمة التي يبحث عنها أهل العقول الراجحة، وأن القرآن الكريم هو الدستور العادل الذي نزل من عند الله تبارك وتعالى.
ولما تيقن السموأل من حقيقة إيمانه أشهر إسلامه عام 558هـ / 1163 م بمراغة، وصار حجة يدافع عن الإسلام، ويظهر عيوب اليهودية، وذلك بقدرته الفائقة على المقارنة المنطقية بين الإسلام واليهودية.
اقتنع السموأل بأن الحق لا يتعدد، وتأثر بسيرة الرسول عليه الصلاة وغزوات الإسلام التي رآها نصرا وتأييدا إلهيا، ووجد أن التوراة أيضا تشير لنبوة المصطفى. ويعد كتابه مرجعا مهما لتاريخ القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي، فقد كان معاصرا لأكبر حبر يهودي (ابن ميمون) والذي ألمح لكتاب السموأل في رسالته ليهود اليمن، ولكن اليهود تجاهلوا كتابه ولم يردوا عليه. يبرهن السموأل في كتابه أن النسخ قد حدث في التوراة، وأنها ليست من تأليف موسى، وعلى هذا يجب ذكره في تاريخ نقد التوراة، ويذكر البشارات بخاتم النبيين ويقص علينا ما يعتقده اليهود في عيسىومحمد والإسلام. وقد اعتمد على كتابه بعض النصارى الأوروبيين في القرون الوسطى للرد على اليهود.
السموأل العالم
عرف السموأل أنه من العلماء الموسوعيين لسعة اطلاعه ، فلم يكن من الذين يقصرون جهودهم على الموضوع الواحد ولا يقنعهم التخصص الضيق بل اجتهد في كافة العلوم. ولقد أحاط بالعلوم الرياضية في عصره حتى صار حجة عصره في علمي الجبر والحساب. كما درس الطب على يد ابن ملكا البغدادي حتى أصبح طبيبا ماهرا.
ولقد طور السموأل المغربي الطريقة التحليلية في علم الجبر، واستطاع وبكل جدارة أن يوسع مفهوم العدد بمحاولات غير مباشرة. لذا فالسموأل الذي بلور فكرة استقلال العمليات الجبرية عن التمثيل والتصور الهندسي الذي كان سائدا في ذلك الوقت تلك الفكرة مهدت لاكتشاف الجبر الحديث، في وقت كان أكثر العلماء في الرياضيات يهتمون بالحلول الهندسية لمعظم المسائل الجبرية.
كان السموأل من العلماء المنتجين الذين خلفوا وراءهم مصنفات كثيرة بلغت (85 ) مصنفا ما بين كتاب ورسالة ومقالة في شتى المجالات منها:
1. كتاب إعجاز المهندسين
2. كتاب الموجز في الحساب
3. كتاب في المياه
4. كتاب المفيد الأوسط في الطب
5. كتاب غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
غياث الدين الكاشي
غياث الدين بن مسعود بن محمد الكاشي (المتوفي سنة 839 هـ/1436 م) من أعظم من اشتهر في القرن التاسع الهجري بالحكمة و الرياضيات و الفلك و النجوم و غيرها.
ولد في مدينة كاشان -قاشان- في بلاد فارس و كان يقيم فيها مدة، ثم ينتقل إلى مكان آخر .
درس الكاشي النحووالصرفوالفقهوالمنطق، ثم درس الرياضيات وتفوق فيها. ولا غرابة في ذلك، فإن والده كان من أكبر علماء الرياضيات والفلك. وقد عاش الكاشي معظم حياته في سمرقند، وفيها بنى مرصداً سماه "مرصد سمرقند". حيث توجه إلى سمرقند بدعوة من میرزا محمد طارق بن شاه رخ(اولغ بك ) الذي كان يحكم البلاد آنذاك ، و الذي كما قيل أنه كان محبا للعلماء شغوفا بالعلم ، و هناك في سمرقند وضع أكثر مؤلفاته التي كانت سببا في تعريف الناس به .
و بالرغم من ما للكاشي من شهرة كبيرة في الأزياج و المراصد والرياضيات و غيرها و من مكانة علمية جديرة بالتقدير فإنه لم يعرف حقه في كتب التراجم و التاريخ ، بل قد أهمل شأنه كشأن غيره الكثيرين من المفكرين البارزين في الإسلام . و هو من الذين لهم فضل كبير في مساعدةمیرزا محمد طارق بن شاه رخ (اولغ بك ) في إثارة همته للعناية بالرياضيات و الفلك ، و أحد الثلاثة الذين اشتهروا باهتمامهم بالعلوم الرياضية و الفلكية ، و هم غياث الدين الكاشي ) و قاضي زاده رومي و علي القوشي ، الذين اشتغلوا في مرصد ( سمرقند ) و اشتركوا فيه ، و عاونوا (اولغ بك ) في اجراء الإرصاد و عمل الأزياج ، و كان هذا المرصد إحدى عجائب زمانه فقد زود بالأدوات الكبيرة و الألات الدقيقة .
و اشتهر الكاشي في علم الهيئة . كما أنه شرح كثيراً من إنتاج علماء الفلك الذين اشتغلوا مع نصير الدين الطوسي في مرصد "مراغة"، كما حقق جداول النجوم التي وضعها الراصدون في ذلك المرصد. وقدر الكاشي تقديراً دقيقاً ما حدث من كسوف للشمس خلال ثلاث سنوات (بين 809 هــو811 هـ/1407و1409 م). وهو أول من اكتشف أن مدارات القمر و عطارد إهليليجية.
أما في الرياضيات، فقد ابتكر الكاشي الكسور العشرية، ويقول سمث في كتابه "تاريخ الرياضيات" : "إن الخلاف بين علماء الرياضيات كبير، ولكن غالبيتهم تتفق على أن الكاشي هو الذي ابتكر الكسر العشري". كما وضع الكاشي قانوناً خاصاً بتحديد قيس أحد أضلاع مثلث انطلاقا من قيسي ضلعيه الآخرين و قيس الزاوية المقابلة له بالإضافة إلى قانون خاص بمجموع الأعداد الطبيعية المرفوعة إلى القوة الرابعة. ويقول كارادي فو في حديثه عن علماء الفلك المسلمين : "ثم يأتي الكاشي فيقدم لنا طريقة لجمع المتسلسلة العددية المرفوعة إلى القوة الرابعة، وهي الطريقة التي لا يمكن أن يتوصل إليها بقليل من النبوغ".
مؤلفاته
و ألف الكثير من المؤلفات بالعربية و الفارسية ،
[عدل] مؤلفاته الفارسية
1. . ( كتاب زيج الخاقاني ) و الذي دقق في جداول النجوم التي وضعها الراصدون في ( مراغه ) تحت إشراف (نصير الدين الطوسي ) ،
و زاد على ذلك من البراهين الرياضية و الأدلة الفلكية مما لم يوجد في الأزياج التي عملت قبله .
[عدل] مؤلفاته بالعربية
1. . ( الأبعاد و الأجرام ) و توجد منه نسخة في الكتب المقوفة على مدرسة ( فاضل خان ) بمشهدخراسان كتبت عام 859 هـ .
2. . ( نزهة الحدائق ) و هو يبحث في استعمال الآلة المسماة ( طبق المناطق ) و التي صنعها لمرصد سمرقند و يقال : أنه بواسطة هذه الآلة يمكن الحصول على تقاويم الكواكب و عرضها ، و بعدها مع الخسوف و الكسوف ، و بما يتعلق بهما ، و عثر على نسخة منها في بكازانبروسيا .
3. . ( رسالة سلم السماء) و هي تبحث فيما يتعلق بأبعاد الأجرام .
4. . ( رسالة المحيطية ) و هي تبحث في كيفية تعيين نسبة محيط الدائرة إلى قطرها ، و بقول قدري حافظ طوقان في ( تراث العرب العلمي ) نقل عن سمث : أن الكاشي أوجد تلك النسبة إلى درجة من التقريب لم يسبقه إليها أحد ، و التي وصلت إلى 16 خانة عشرية ، و هي نسبة لم يصل إليها لا علماء الإغريق و اليونان و علماء الصين ، و يعترف سميث بأن المسلمين في عصر الكاشي سبقوا الأوربيين في استعمال النظام العشري ، و أنهم كانوا على معرفة تامة بالكسور العشرية .
5. . ( رسالة الجيب و الوتر ) في الهندسة .
6. . ( مفتاح الحساب ) و يعتبر من أهم كتب الكاشي و الذي أكمله في 1427 م إذ ضمنه بعض اكتشافات في الحساب ، و يتميز هذا الكتاب بأن مؤلف وضعه ليكون مرجعا في تدريس الحساب للطلاب في سمرقند ، و من اكتشافاته التي ضمنت في هذا الكتاب أنه وجد خوارزمية لحساب الجذور النونية لأي عدد ، و التي اعتبرت حالة خاصة للطرق التي اكتشفت بعد ذلك بقرون عن طريق هورنر.
و أيضا في ما يخص هذا المؤلف "مفتاح الحساب" قال عبد الله الدفاع : "وكان كتابه "مفتاح الحساب" منهلاً استقى منه علماء الشرق والغرب على حد سواء، واعتمدوا عليه في تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات عدة قرون، كما استخدموا كثيراً من النظريات والقوانين التي أتى بها وبرهنها وابتكرها" كما أنه له كتاب "رسالة عن إهليليجي القمر وعطارد".
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
القوهي
العالم المسلم الفلكي الرياضي أبو سهل ويجن بن رستم القوهي.المتوفي سنة 405هـ/1014م والقوهي من العلماء المسلمين الذين اشتهروا في الفلكوالرياضيات في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي. . وهو من كوه في جبال طبرستان، لكنه عاش في بغداد. ولما تولى شرف الدولة البويهي الحكم، قربه منه وعينه سنة 378هـ/988م رئيساً للمرصد الذي أسسه في بغداد، وطلب منه أن يقدم له دراسة عن رصده للكواكب السبعة من حيث مساراتها وتنقلها في بروجها.
اسهاماته العلمية
كان القوهى من نوابغ علماء الفلك في عصره لوضعه عدداً من الأرصاد التي كان يعتمد عليها في زمانه وانتقد بعض فرضيات علماء اليونان في ،الفلك كما اشتهر بصناعة الآلات الرصدية. أما في الرياضيات، فقد اهتم القوهي بمسائل أرشميدسوأبولونيوس التي تؤدي إلى معادلات ذات درجة أعلى من معادلات الدرجة الثانية، ووجد حلاً لبعضها، كما ناقش شروط إمكانية ذلك. وتعتبر دراساته هذه من أحسن ما كتب عن الهندسة عند المسلمينوأسهم القوهي أيضاً في دراسة الأثقال، وكان له السبق في هذا المجال، حيث استخدم البراهين الهندسية لحل كثير من المسائل التي لها علاقة بإيجاد الثقل. كما أنه ترك بحوثاً قيمة في المبادئ التي تقوم عليها الروافع.
مؤلفاته
عدداً من مؤلفات القوهي في الفلكوالرياضيات منها :
• كتاب مراكز الأكر
• كتاب الأصول على تحريكات أقليدس
• كتاب صنعة الأسطرلاب بالبراهين
• كتاب الزيادات على أرشميدس في المقالة الثانية
• إخراج الخطين من نقطة على زاوية معلومة
• تثليث الزاوية وعمل المسبع المتساوي الأضلاع في الدائرة
إلا أن معظم مؤلفات القوهي قد ضاعت، ولم يعرف عنها إلا القليل من بعض الإشارات في المراجع اللاتينية.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
ثابت بن قرة
ثابت بن قرة بن مروان (221 هـ/836 م - 26 صفر288 هـ/19 فبراير901 م) عالم عربي اشتهر بالفلكوالرياضياتوالهندسةوالموسيقى ولد في حرانبسوريا سنة 221 هـ الواقعة على نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات في سوريا .
هوأول من توصل لحساب طول السنة الشمسية حيث حددها ب 360 يوما و 6 ساعات و 9 دقائق و 12 ثواني (أي أنه أخطأ بثانيتين فقط). عمل في الجامع الكبير في حران ثم انتقل سنة 848 م إلى الرقة وأنشأ بها مدرسة عليا لتعليم الفلك والفلسفة والطب ومن تلاميذه ، سنان إبراهيم ، ابن اخته البتاني ، قرة بن قميطاء ، أيوب بن قاسم الرقي ، إبراهيم بن زهرون ، واسير بن عيسى وغيرهم من الرقة ومنطقة الجزيرة السورية ، وانتقل بعدها إلى بغداد .
كان من الصابة المقيمين بحران، ويقال الصابئون نسبتهم إلى صاب - وهو طاط بن النبي إدريس عليه السلام - وثابت هذا هو ثابت بن قرة ابن مروان بن ثابت بن كرايا بن إبراهيم بن كرايا بن مارينوس بن سالايونوس، وكان ثابت ابن قرة صيرفياً بحران، ثم استصحبه محمد بن موسى لما انصرف من بلد الروم لأنه رآه فصيحاً، وقيل إنه قرأ على محمد بن موسى فتعلم في داره، فوجب حقه عليه، فوصله بالمعتضد وأدخله في جملة المنجمين، وهو أصل ما تجدد للصابة من الرئاسة في مدينة السلام، وبحضرة الخلفاء، ولم يكن في زمن ثابت بن قرة من يماثلة في صناعة الطب ولا في غيره من جميع أجزاء الفلسفة، وله تصانيف مشهورة بالجودة، وكذلك جاء جماعة كثيرة من ذريته ومن أهله يقاربونه فيما كان عليه من حسن التخرج والتمهر في العلوم.
ولثابت أرصاد حسان للشمس تولاها ببغداد وجمعها في كتاب بين فيه مذهبه في سنة الشمس، وما أدركه بالرصد في موضع أوجها، ومقدار سنيها، وكمية حركاتها ، وصورة تعديلها، وكان جيد النقل إلى النقل العربي حسن العبارة، وكان قوي المعرفة باللغة السريانية وغيرها، وقال ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة إن الموفق لمّا غضب على ابنه أبي العباس المعتضد باللّه حبسه في دار إسماعيل بن بلبل، وكان أحمد الحاجب موكلاً به، وتقدم إسماعيل بن بلبل إلى ثابت بن قرة بأن يدخل إلى أبي العباس ويؤنسه، وكان عبد اللّه بن أسلم ملازماً لأبي العباس، فأنس أبو العباس بثابت بن قرة أنساً كثيراً، وكان ثابت يدخل إليه إلى الحبس في كل يوم ثلاث مرات يحادثه ويسليه، ويعرفه أحوال الفلاسفة، وأمر الهندسة والنجوم، وغير ذلك، فشغف به ولطف منه محله، فلما خرج من حبسه قال لبدر غلامه يا بدر أي رجل أفدنا بعدك؟
فقال من هو يا سيدي؟ فقال ثابت بن قرة، ولما تقلد الخلافة أقطعه ضياعاً جليلة وكان يجلسه بين يديه كثيراً بحضرة الخاص والعام، ويكون بدر غلام الأمير قائماً والوزير، وهو جالس بين يدي الخليفة. قال أبو إسحاق الصابئ الكاتب إن ثابتاً يمشي مع المعتضد في الفردوس - وهو بستان في دار الخليفة للرياضة - وكان المعتضد قد اتكأ على يد ثابت وهما يتماشيان، ثم نتر المعتضد يده من يد ثابت بشدة،ففزع ثابت، فإن المعتضد كان مهيباً جداً، فلما نتر يده من يد ثابت قال له يا أبا الحسن، - وكان في الخلوات يكنيه وفي الملأ يسميه - سهوت ووضعت يدي على يدك واستندت عليها، وليس هكذا يجب أن يكون، فإن العلماء يعلون ولايعلون. ونقلت من كتاب الكنايات للقاضي أبي العباس أحمد بن محمد الجرجاني قال حدثني أبو الحسن هلال بن المحسن بن إبراهيم، قال حدثني جدي أبو إسحاق الصابئ، قال حدثني عمي أبو الحسين ثابت بن إبراهيم، قال حدثني أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي قال سألت أبا الحسن ثابت بن قرة عن مسألة بحضرة قوم فكره الإجابة عنها بمشهدهم، وكنت حديث السن، فدافعني عن الجواب، فقلت متمثلاً :
ألا ما لليل لا ترى عند مضجعيبليل ولا يجري بها لي طائربلى إن عجم الطير تجري إذا جرتبليلي ولكن ليس للطير زاجرفلما كان من غد لقيني في الطريق وسرت معه، فأجابني عن المسألة جواباً شافياً، وقال زجرت الطير يا أبا محمد؟ فأخجلني، فاعتذرت إليه، وقلت واللّه يا سيدي ما أردتك بالبيتين،ومن بديع حسن تصرف ثابت بن قرة في المعالجة ما حكاه أبو الحسن ثابت بن سنان، قال حكى أحد أجدادي، عن جدنا ثابت بن قرة، أنه اجتاز يوماً ماضياً إلى دار الخليفة فسمع صياحاً وعويلاً، فقال مات القصاب الذي كان في هذا الدكان؟ فقالوا له أي واللّه يا سيدنا البارحة فجأة، وعجبوا من ذلك، فقال ما مات خذوا بنا إليه، فعدل الناس معه إلى الدار فتقدم إلى النساء بالإمساك عن اللطم والصياح؛ وأمرهن بأن يعملن مزورة، وأومأ إلى بعض غلمانه بأن يضرب القصاب على كعبه بالعصا، وجعل يده في مجسه، وما زال ذلك يضرب كعبه إلى أن قال حسبك، واستدعى قدحاً وأخرج من شستكه في كمه دواء فدافه في القدح بقليل ماء، وفتح فم القصاب وسقاه إياه، فأساغه، ووقعت الصيحة والزعقة في الدار والشارع بأن الطبيب قد أحيا الميت، فتقدم ثابت بغلق الباب والاستيثاق منه، وفتح القصاب عينه وأطعمه مزورة وأجلسه، وقعد عنده ساعة، وإذا بأصحاب الخليفة قد جاؤوا يدعونه، فخرج معهم والدنيا قد انقلبت، والعامة حوله يتعادون، إلى أن دخل دار الخلافة. ولما مثل بين يدي الخليفة قال له يا ثابت ما هذه المسيحية التي بلغتنا عنك؟ قال يا مولاي كنت أجتاز__على هذا القصاب وألحظه يشرح الكبد، ويطرح عليها الملح ويأكلها، فكنت أستقذر فعله أولاً، ثم أعلم أن سكتة ستلحقه، فصرت أراعيه وإذ علمت عاقبته انصرفت وركّبت للسكتة، دواء استصحبته معي في كل يوم، فلما اجتزت اليوم وسمعت الصياح قلت مات القصاب؟ قالوا نعم، مات فجأة البارحة، فعلمت أن السكتة لحقته، فدخلت إليه ولم أجد له نبضاً، فضربت كعبه إلى أن عادت حركة نبضه، وسقيته الدواء ففتح عينيه، وأطعمته مزورة، والليلة يأكل رغيفا بدراج، وفي غد يخرج من بيته. أقول وكان مولد ثابت بن قرة في سنة إحدى عشرة ومائتين بحران في يوم الخميس الحادي والعشرين من صفر، وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائتين، وله من العمر سبع وسبعون سنة، وقال ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة كانت بين أبي أحمد يحيى بن المنجم النديم، وبين جدي أبي الحسن ثابت بن قرة، رحمه اللّه، مودة أكيدة، ولما مات جدي في سنة ثمان وثمانين ومائتين رثاه أبو أحمد بأبيات هي هذه:
ألا كل شيء ما خلا الّله مائتومن يغترب يرجى ومن مات فائتأرى من مضى عنا وخيم عندناكسفر ثووا أرضاً فسار وبائتنعينا العلوم الفلسفيات كلهاخبا نورها إذ قيل قد مات ثابتوأصبح أهلوها حيارى لفقدهوزال به ركن من العلم ثابتوكانوا إذا ضلوا هداهم لنهجهاخبير بفصل الحكم للحق ناكتولما أتاه الموت لمن يغن طبهولا ناطق مما حواه وصامتولا أمتعته بالغنى بغتة الردىألا رب رزق قابل وهو فائتفلو أنه يسطاع للموت مدفعلدافعه عنه حماة مصالتثقاة من الإخوان يصفون ودهوليس لما يقضي به الّله لافتأبا حسن لا تبعدن وكلنالهلكك مفجوع له الحزن كابتأآمل أن تجلى عن الحق شبهةوشخصك مقبور وصوتك خافتوقد كان يسرو حسن تبيينك العمىوكل قؤول حين تنطق ساكتكأنك مسؤولاً من البحر غارفومستبدئاً نطقاً من الصخر ناحتفلم يتفقدني من العلم واحدهراق إناء العلم بعدك كابتوكم من محب قد أفدت وإنهلغيرك ممن رام شأوك هافتعجبت لأرض غيبتك ولم يكنليثبت فيها مثلك الدهر ثابتتهذبت حتى لم يكن لك مبغضولا لك لما اغتالك الموت شامتوبرزت حتى لم يكن لك دافععن الفضل إلا كاذب القول باهتمضى علم العِلم الذي كان مقنعاًفلم يبق إلا مخطئ متهافتوكان من تلامذة ثابت بن قرة عيسى بن أسيد النصراني، وكان ثابت يقدمه ويفضله وقد نقل عيسى بن أسيد من السرياني إلى العربي بحضرة ثابت ويوجد له كتاب جوابات ثابت لمسائل عيسى بن أسيد. ومن كلام ثابت بن قرة قال ليس على الشيخ أضر من أن يكون له طباخ حاذق، وجارية حسناء لأنه يستكثر من الطعام فيسقم، ومن الجماع فيهرم. وقال راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة النفس في قلة الآثام، وراحة القلب في قلة الاهتمام، وراحة اللسان في قلة الكلام. ولأبي الحسن ثابت بن قرة الحراني من الكتب كتاب في سبب كون الجبال، مسائله الطبية كتاب في النبض، كتاب وجع المفاصل والنقرس، جوامع كتاب باريمينياس، جوامع كتاب أنالوطيقا الأولى، اختصار المنطق، نوادر محفوظة من طوبيقا، كتاب في السبب الذي من أجله جعلت مياه البحر مالحة، اختصار كتاب ما بعد الطبيعة، مسائلة المشوقة إلى العلوم، كتاب في أغاليط السوفسطائيين، كتاب في مراتب العلوم، كتاب في الرد على من قال أن النفس مزاج، جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، جوامع كتاب المرة السوداء لجالينوس، جوامع كتاب سوء المزاج المختلف لجالينوس، جوامع كتاب الأمراض الحادة لجالينوس، جوامع كتاب الكثرة لجالينوس، جوامع كتاب تشريح الرحم لجالينوس، جوامع كتاب جالينوس في المولودين لسبعة أشهر، جوامع ما قاله جالينوس في كتابه في تشريف صناعة الطب، كتاب أصناف الأمراض، كتاب تسهيل المجسطي كتاب المدخل إلى المجسطي كتاب كبير في تسهيل المجسطي لم يتم وهو أجود كتبه في ذلك، كتاب في الوقفات التي في السكون الذي بين حركتي الشريان المتضادتين، مقالتان، صنف هذا الكتاب سريانياً لأنه أومأ فيه إلى الرد على الكندي، ونقله إلى العربي تلميذ له يعرف بعيسى بن أسيد النصراني، وأصلح ثابت العربي، وذكر قوم أن الناقل لهذا الكتاب حبيش بن الحسن الأعسم، وذلك غلط، وقد رد أبو أحمد الحسين بن إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن كرنيب على ثابت في هذا الكتاب بعد وفاة ثابت بما لا فائدة فيه، ولا طائل، وهذا الكتاب أنفذه لما صنفه إلى إسحاق بن حنين فاستحسنه استحساناً عظيماً، وكتب في آخره بخطه يقرظ أبا الحسن ثابتاً ويدعوه له ويصفه، جوامع كتاب القصد لجالينوس، جوامع تفسير جالينوس لكتاب أبقراط في الأهوية والمياه والبلدان،كتاب في العمل بالكرة، كتاب في الحصى المتولد في الكلى والمثانة، كتاب في البياض الذي يظهر في البدن، كتاب في مسائلة الطبيب للمريض، كتاب في سوء المزاج المختلف، كتاب في تدبير الأمراض الحادة. رسالة في الجدري والحصبة، اختصار كتاب النبض الصغير لجالينوس، كتاب في قطع الأسطوانة كتاب في الموسيقى، رسالة إلى علي بن يحيى المنجم فيما أمر بإثباته من أبواب علم الموسيقى، رسالة إلى بعض إخوانه في جواب ما سأله عنه من أمور الموسيقا كتاب في أعمال ومسائل إذا وقع خط مستقيم على خطين ومقالة أخرى له في ذلك، كتاب في المثلث القائم الزوايا، كتاب في الأعداد المتحابة، كتاب في الشكل القطاع، كتاب في حالة الفلك، كناشه المعروف بالذخيرة ألفه لولده سنان بن ثابت، جوابه لرسالة أحمد بن الطيب إليه، كتاب في التصرف في أشكال القياس، كتاب في تركيب الأفلاك وخلقتها وعددها وعدد حركات الجهات لها، والكواكب فيها، ومبلغ سيرها، والجهات التي تتحرك إليها، كتاب في جوامع المسكونة، كتاب القرسطيون، رسالة في مذهب الصابئين ودياناتهم، كتاب في قسمة الأرض كتاب في الهيئة، كتاب في الأخلاق، كتاب في مقدمات إقليدس، كتاب في أشكال إقليدس، كتاب في أشكال المجسطي ، كتاب في استخراج المسائل الهندسية، كتاب رؤية الأهلة بالجنوب، كتاب رؤية الأهلة من الجداول، رسالة في سنة الشمس، رسالة الحجة المنسوبة إلى سقراط كتاب في إبطاء الحركة في فلك البروج وسرعتها وتوسطها بحسب الموضع الذي يكون فيه من الفلك الخارج المركز، جواب ما سئل عنه عن البقراطيين وكم مبلغ عددهم، مقالة في عمل شكل مجس ذي أربع عشرة قاعدة تحيط به كرة معلومة، مقالة في الصفرة العارضة للبدن وعدد أصنافها وأسبابها وعلاجها مقالة في وجع المفاصل، مقالة في صفة كون الجنين، كتاب في علم ما في التقويم بالممتحن كتاب في الأطلال، كتاب في وصف القرص، كتاب في تدبير الصحة، كتاب في محنة حساب النجوم، كتاب تفسير الأربعة، رسالة في اختيار وقت لسقوط النطفة، جوامع كتاب النبض الكبير لجالينوس، كتاب الخاصة في تشريف صناعة الطب وترتيب أهلهاوتعزيز المنقوصين منهم بالنفوس والأخبار أن صناعة الطب أجل الصناعات، كتب به إلى الوزير أبي القاسم عبيد اللّه بن سليمان، رسالة في كيف ينبغي أن يسلك إلى نيل المطلوب من المعاني الهندسية، فيها ذكر آثار ظهرت في الجو، وأحوال كانت في الهواء مما رصد بنو موسى وأبو الحسن ثابت بن قرة، اختصار كتاب جالينوس في قوى الأغذية، ثلاث مقالات، مسائل عيسى بن أسيد لثابت بن قرة وأجوبتها الثابت، كتاب البصر والبصيرة في علم العين وعللها ومداواتها، المدخل إلى كتاب إقليدس وهو في غاية الجودة، كتاب المدخل إلى المنطق، اختصار كتاب حيلة البرء لجالينوس شرح السماع الطبيعي، مات وما تممه، كتاب في المربع وقطره، كتاب فيما يظهر في القمر من آثار الكسوف وعلاماته، كتاب في علة كسوف الشمس والقمر، عمل أكثره ومات، وما تممه، كتاب إلى ابنه سنان في الحث على تعلم الطب والحكمة، جوابان عن كتابي محمد بن موسى بن شاكر إليه في أمر الزمان، كتاب في مساحة الأشكال المسطحة وسائر البسط والأشكال، كتاب في أن سبيل الأثقال التي تعلق على عمود واحد منفصلة هي سبيلها إذا جعلت ثقلاً واحداً مثبوتاً في جميع العمود على تساو، كتاب في طبائع الكواكب وتأثيراتها مختصر في الأصول من علم الأخلاق، كتاب في آلات الساعات التي تسمى رخامات، كتاب في إيضاح الوجه الذي ذكر بطليموس أن به استخرج من تقدمه مسيرات القمر الدورية وهي المستوية، كتاب في صفة استواء الوزن واختلافه وشرائط ذلك، جوامع كتاب نيقوماخس في الأرثماطيقي، مقالتان، أشكال له في الحيل، جوامع المقالة الأولى من الأربع لبطليموس، جوابه عن مسائل سأله عنها أبو سهل النوبختي، كتاب في قطع المخروط المكافي، كتاب في مساحة الأجسام المكافية كتاب في مراتب قراءة العلوم، اختصار كتاب أيام البحران لجالينوس ثلاث مقالات، اختصار الأسطقسات لجالينوس، كتاب في أشكال الخطوط التي يمر عليها ظل المقياس، مقالة في الهندسة ألفها لإسماعيل ابن بلبل، جوامع كتاب جالينوس في الأدوية المنقية، جوامع كتاب الأعضاء الآلمة لجالينوس، كتاب في العروض، كتاب فيما أغفله ثاون في حساب كسوف الشمس والقمر، مقالة في حساب خسوف الشمس والقمر، كتاب في الأنواء، ما وجد من كتابه في النفس، مقالة في النظر في أمر النفس، كتاب في الطريق إلى اكتساب الفضيلة، كتاب في النسبة المؤلفة، رسالة في العدد الوفق، رسالة في تولد النار بين حجرين، كتاب في العمل بالممتحن وترجمته ما استدركه على حبيش في الممتحن، كتاب في مساحة قطع الخطوط، كتاب في آلة الزمر، كتب عدة له في الأرصاد عربي وسرياني، كتاب في تشريح بعض الطيور وأظنه مالك الحزين، كتاب في أجناس ما تنقسم إليه الأدوية، صنفه بالسرياني، كتاب في أجناس ما توزن به الأدوية، بالسرياني، كتاب في هجاء السرياني وإعرابه، مقالة في تصحيح مسائل الجبر بالبراهين الهندسية، إصلاحه للمقالة الأولى من كتاب أبلونيوس في قطع النسب المحدودة، وهذا الكتاب مقالتان أصلح ثابت الأولى إصلاحاً جيداً وشرحها وأوضحها وفسرها والثانية لم يصلحها وهي غير مفهومة، مختصر في علم النجوم، مختصر في علم الهندسة، جوابات عن مسائل سأله عنها المعتضد، كلام في السياسة، جواب له عن سبب الخلاف بين زيج بطليموس وبين الممتحن، جوابات له عن عدة مسائل سأل عنها سند بن علي، رسالة في حل رموز كتاب السياسة لأفلاطن، اختصار القاطيغورياس، ومما وجد لثابت بن قرة الحراني الصابي بالسريانية فيما يتعلق بمذهبه رسالة في الرسوم والفروض والسنن، رسالة في تكفين الموتى ودفنهم، رسالة في اعتقاد الصابئين، رسالة في الطهارة والنجاسة، رسالة في السبب الذي لأجله ألغز الناس في كلامهم، رسالة فيما يصلح من الحيوان للضحايا وما لا يصلح، رسالة في أوقات العبادات، رسالة في ترتيب القراءة في الصلاة، صلوات الابتهال إلى اللّه عز وجلّ.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
سنان بن الفتح الحراني
سنان بن الفتح الحراني (000-331 هـ /000 -942م )
سنان بن أبي الفتح الحراني ، عالم رياضيات وفلك. عاش في أواخر القرن الثالث الهجري وأوائل القرن الرابع الهجري / أواخر القرن التاسع الميلادي وأوائل القرن العاشر الميلادي. ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاده، وقد توفي في أول شهر ذي القعدة عام 331هـ /942 م. ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلم شيئا عن نشأته أو تعليمه فكل ما عرف عنه أنه من مدينة حران . وتراثه العلمي ما زال مخطوطا في المكتبات العربية والإسلامية والغربية، وقد كان سنان بن الفتح الحراني عالما فذا ماهرا في الرياضيات خاصة، مغرما بالابتكار في الطرائق التي تجري بها عمليات الحساب والجبر، ومغرما بتوثيق العلاقة بين أسس علمي الحساب والجبر في عمليات رياضية موحدة، ويتضح ذلك عند مراجعة كتبه العلمية. ومن أهم إنجازات سنان بن الفتح الحراني أنه ابتكر طريقة جديدة لإجراء العمليات الحسابية التي تتعلق بالضرب والقسمة بواسطة عمليتي الجمع والطرح قبل علماء الرياضة الغربيين المحدثين نابيير، وبريكز، وبورجي. ومهد بهذه الطريقة لابن حمزة المغربي الذي وضع الأسس للوغاريتمات بحساب المتواليات العددية والحسابية ، وهي أيضا الطريقة التي تعتمد عليها الحواسيب الآن في التعامل مع كافة المعلومات اللغوية والعددية. وكان ذلك في كتابه: في الجمع والتفريق . وقد ابتكر سنان بن الفتح الحراني طريقة جديدة قدم فيها تصورا جديدا للأسس وعلاقاتها بعضها ببعض في الأعداد، بإخراج الأعداد على النسبة على التوالي، وثق بها العلاقة بين الجبر والحساب، حين سمى العدد الأول عددا، والثاني جذرا، والثالث مالا ، والرابع مكعبا. والخامس مال المال، والسادس مدادا، والسابع مال المكعب، ثم تكون النسبة الثامنة والتاسعة على ترتيب حساب الهند كالتالي: واحد ، عشرة ، مائة ، ألف ، عشرة آلاف ، مائة ألف عدد ، جذر ، مال ، مكعب ، مال المال ، مداد فقد أدرك أن المائة هي مربع العشرة، وأن الألف هي مكعب العشرة ، وأن العشرة آلاف هي مال مال العشرة، وأن المائة ألف هي مداد العشرة آلاف، وكان مصطلح المداد مصطلحا جبريا جديدا ، وكان ذلك في كتابه: شرح الجمع والتفريق . ومن أهم كتب سنان بن الفتح الحراني في الرياضيات كتابه الذي لا يزال مخطوطا: الكعب والمال والأعدا د المتناسبة . وقد وضعه في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، وفيه طرافة رياضية، وشيء من الابتكار حين سار في بحوث الحساب والجبر والمقابلة على أساس النسبة. وقد اعترف بفضل الخوارزمي في وضع هذا النوع في كتابه: الجبر ومقابلة في مقدمة هذا الكتاب، وأنه أجرى الجبر والمقابلة على ثلاث مراتب متناسبة: ذات، ووسط، وطرفين. وتكون نسبة الأول إلى الثاني كنسبة الثاني إلى الثالث، والأول حكمه حكم المال (المائة). وجعل المعادلات على ضربين: 1 - ضرب يعدل واحده واحدا. 2 - ضرب يعدل فيه اثنان واحدا. فالضرب الذي يعدل واحده واحدا مثل: أول يعدل ثانيا، أو أول يعدل ثالثا، أو ثان يعدل ثالثا. والضرب الذي يعدل فيه اثنان واحدا مثل: أول وثان يعدلان ثالثا. وأما إذا كان من ثلاث مراتب متناسبة، فإنه عادل مرتبة. ومثال ذلك عند سنان: إذا كان مكعب يعدل تسعة أجذار، فالتسعة هي: المال، أو بحسب التعبير الحديث: إذا كان س3 = 9س ، فإن س2 = 9 وإذا كان مال المال يعدل 27 جذرا، فالسبعة والعشرون هي: المكعب، أو بحسب التعبير الحديث: إذا كان س4 = 27 ، فإن س3 = 27 ويأتي سنان بن الفتح بعد ذلك إلى المتوالية في النسبة فيجعل حكمها في معادلاتها حكم المسائل الست التي وردت في جبر الخوارزمي. فيتابع قوله متحدثا عن الثلاثة المفردة وهي: قدر العدد من المال، كقدر الجذر من المكعب، كقدر المال من مال المال. أي أن: 1 = س = س2 س2 س3 س4 أما الثلاثة المقترنة فإن قدر العدد والجذر من المال كقدر الجذر والمال من المكعب، وكقدر المكعب ومال المال من المداد، فحكم ذلك إذا ورد في المعادلة كحكم عدد وجذر يعدل أموالا. أي أن: 1+س = س+س2 = س2+س3 = س3+س4 س2 س3 س4 س5 ومثل مدار يعدل مال المال، وستة مكعبات فنَصِّف مال المال، واضرب في مثله، وزد على ستة مكعبات وخذ جذر ما بلغ، فزد عليه نصف مال المال فيكون ثلاثة هو جذر المال. أي أنه يحل المعادلة كالتالي: س5 = س4+س3 بالطريقة التي يحل بها المعادلة: س+ج = م س2 وعلى هذا المثال إن علا في النسبة إلى أي مرتبة. وكذلك حل العديد من المسائل كما يحل المعادلة. وقد قام سنان بن الفتح الحراني بحل معادلات تكعيبية من الدرجة الأولى بطريقة الخطأين . وكذلك قام بحل معادلات تكعيبية من الدرجة الثالثة مثل هذه ال معادلة: س4+س3 = 12س 12 ، س4+6س3 = ج؟ ولسنان بن الفتح الحراني كتب: شرح الجمع والتفريق . حساب المكعبات وفيه شرح لطريقة تفريق الأعداد الصحيحة إلي جذورها مع حساب مكعباتها، وهو كتاب طريف فيه ابتكار ويحتوي على مسائل صناعية مختلفة يغلب عليها الصفة العملية، وعلى مسائل متنوعة في المساحة والحجوم. وكتاب: شرح كتاب المقابلة والجبر للخوارزمي . و التخت ، وهو كتاب في الحساب الهندي. وكتاب: حساب الوصايا وهو كتاب خاص بالمواريث وما يماثلها. أنظر كتاب : الجبر والهندسة في القرن التاسع والعاشر - باللغة الفرنسية، تحقيق وترجمة أسامة زيد وهبه الصيادي، دار بلال بيروت 2004
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
عمر الخيام
هو العالم المسلم غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بـ عمر الخيام (1040-1131م)فارسي، ولد في نيسابور ما بين 1038 و1048، وتوفي فيها ما بين 1123 و1124م. و فيلسوف وشاعر فارسي وتخصص في الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ. الخيّام هو لقب والده، حيث كان يعمل في صنع الخيام، وهو صاحب رباعيات الخيام المشهورة. كان أثناء صباه يدرس مع صديقين حميمين، وتعاهد ثلاثتهم على أن يساعد من يؤاتيه الحظ الآخرين، وهذا ماكان. فلما أصبح صديقه نظام الملك "وزيراً للسلطان "ألب أرسلان"، ثم لحفيده "ملكشاه"، خصص له راتباً سنوياً مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام، من خزينة نيسابور فضمن له العيش في رفاهية مما ساعده على التفرغ للبحث والدراسة. وقد عاش معظم حياته في نيسابور وسمرقند. وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخاري وبلخ وأصفهان رغبة منه في التزود من العلم وتبادل الأفكار مع العلماء. .وهكذا صار لعمر بن الخيام الوقت الكافي للتفكير بأمور وأسرار الحياة، بعد أن توفّرت له أسباب المعيشة، وكان شاعر حسن الصباح أحد قادة الطائفة الإسماعيليةالنزارية.
أهم اعماله
رغم شهرة الخيام بكونه شاعرا فقد كان من علماء الرياضيات في عصره، واشتهر بالجبر واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان ملكشاه، والذي صار التقويم الفارسي المتبع إلى اليوم.
وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثاتومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع الـمخروط، وهو أول من أستخدم الكلمة العربية "شي" التى رسمت في الكتب العلمية الإسبانية (Xay) ومالبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها "x" الذي أصبح رمزاً عالمياً للعدد المجهول، وقد وضع الخيام تقويما سنوياً بالغ الدقة، وقد تولى الرصد في مرصد أصفهان.
إسهاماته العلمية
ترجع شهرته إلى عمله في الرياضيات حيث حلَّ معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية. كما نظم المعادلات وحاول حلها كلها، ووصل إلى حلول هندسية جزئية لمعظمها. وقد بحث في نظرية ذات الحدين عندما يكون الأس صحيحاً موجباً، ووضع طرقاً لإيجاد الكثافة النوعية. ولم ينبغ الخيام في الرياضيات فحسب، بل برع أيضاً في الفلك. وقد طلب منه السلطان "ملكشاه" سنة 467هـ/1074م مساعدته في تعديل التقويم الفارسي القديم. ويقول "سارطون" إن تقويم الخيام كان أدق من التقويم الجريجوري.
مؤلفاته
للخيام عدة مؤلفات في الرياضيات والفلسفة والشعر، وأكثرها بالفارسية. أما كتبه بالعربية فمنها : "شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس" ؛ "الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما"، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية ؛ "رسالة في الموسيقى" .
رباعيات الخيام
الرباعيات هى عبارة عن مقطعات من أربعة أشطار، الشطر الثالث مطلق بينما الثلاثة الأخرى مقيدة، وهى تعرف بإسم الدوبيتبالفارسية، وقد ألفها بالفارسية رغم أنه كان يستطيع أن يصوغها بالعربية. كان في أوقات فراغه يتغنى برباعيات في خلوته، وقد نشرها عنه من سمعها من أصدقائه، وبعد عدة ترجمات وصلت لنا كما نعرفها الآن. ويرى البعض أنها لاتنادى إلى التمتع بالحياة والدعوة إلى الرضا أكثر من الدعوة إلى التهكم واليأس، وهذه وجهة نظر بعض من الناس، وقد يكون السبب في ذلك كثرة الترجمات التى تعرضت لها الرباعيات، بالإضافة إلى الاضافات، بعد أن ضاع أغلبها. ومن جهة أخرى هناك اختلاف على كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فهى قد تدعوا بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن المتتبع لحياة الخيام يرى أنه عالم جليل وذو أخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخون أن الرباعيات نسبت خطأ للخيام وقد أثبت ذلك المستشرقالروسيزوكوفسكي فرد 82 رباعية إلى أصحابها فلم يبقى إلا القليل الذي لم يعرف له صاحب.
اتهامه بالإلحاد
فسر البعض فلسفته وتصوّفه على أنه إلحاد وزندقة وأحرقت كتبه، ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأنّ القلوب أحبّتها وحفظتها من الضياع، غير أن الخيام كان عالماً عبقرياً وملماً ومبدعاً أكثر بكثير من كونه شاعراً، وضياع كتبه في الرياضياتوالفلسفة حرم الإنسانية من الإستفادة من الإطلاع على ماوضعه في علوم الجبروالرياضيات. تعتبر تهمة الإلحاد والزندقة من المسائل الجدلية في التاريخ الإسلامي ففي حين أن هذه التهمة أثبتها فريق كبير من الناس على الخيام إلا أن هناك فريق كبير آخر يقر له بأنه مات على الإسلام.
'يقول' عمر الخيام :
أفنيتُ عمري في اكتناه القضـاء وكشف ما يحجبـه في الخـفاء فلم أجـد أسـراره وانقضـى عمري وأحسست دبيب الفـناء ويقول في رباعياته:
لبستُ ثوب العمر لـم أُسْتَشَـرْ وحرت فيه بيـن شتّـى الفكـر وسوف أنضو الثوب عني ولـم أدركْ لمـاذا جئـتُ أيـن المقـر لـم يبرح الداء فؤادي العليـل ولـم أنل قصدي وحان الرحيـل وفـات عمـري وأنا جاهـل كتاب هذا العمر حسم الـفصول وهو يعجب لهذا الفناء السريع للشباب والحياة 'فيقول':
تناثرت أيّـام هـذا العـمر تناثـر الأوراق حول الشـجر فانعم من الدنيـا بلذّاتـهـا من قبل أن تسقيك كفّ القدر أطْفِىءْ لظى القلب ببرد الشراب فإنمـا الأيام مثــل السحاب وفي موضع آخر يتدارك نفسه فيقول:
يا عالم الأسرار علـم اليقين يا كاشف الضرّ عن البائـسين يا قابـل الأعذار فئنــا إلى ظلّك فاقبـل توبـة التائبيـن من هنا نرى أن رباعيات الخيام تتراوح بين الإيمان والإلحاد وبين الدعوة للمجون والدعوة للهو وبين طلب العفو من الله عزّ وجلّ وإعلان التوبة، لذا اختلف العلماء في تصنيف عمر الخيام والأرجح أنه لم يخرج عن المألوف إنما هي صرخة في وجه الظلم والأمور الدخيلة على الدين الإسلامي في عصره.
ومن رباعياته ايضا ما يدعو إلى الاصلاح الاجتماعي وتقويم النفس البشريه حيث يقول :
صاحب من الناس كبار العقول واترك الجهال اهل الفضول واشرب نقيع السمِّ من عاقلِ واسكب على الارض دواء الجَهول ومن الرباعيات ذات الدلاله إلى اتجاهه الديني ايضا تلك التي ينشدها قائلاً :
إن لم اكن اخلصت في طاعتك فإني اطمع في رحمتك وإنما يشفع لي أنني قد عشت لا اشرك في وحدتك ولم يفكّر أحد ممن عاصره في جمع الرباعيات، فأوّل ماظهرت سنة 865 هـ، أي بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف، وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للغة الإنجليزية، وظهرت سنة 1859، أما الترجمة العربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري أحمد رامي، وهناك ترجمة أخرى للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
تشومسكي ، نعوم
من أهم الشخصيات الثقافية على مستوى العالم. وهو أهم عالم لغويات معاصر، وأحد أكثر العلماء تأثيرًا في علم اللغويات الحديث. وتستخدم نظريات تشومسكي اللغوية بكثرة في علوم الاتصالات وعلوم الحاسب الآلي. بيد أن هذا الجانب العلمي لا يمثل الجانب الأهم في تشومسكي؛ فيكفي أن نعرف أنه أهم "المنشقين" في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد نعتته منظمة "بناي بريث" (أبناء العهد) اليهودية ذات الميول الصهيونية- بأنه أشد مواطني الولايات المتحدة الأمريكية عداءً لإسرائيل. ووصفه البعض بأنه يهودي يكره ذاته.
واعتبرته محطة "سي إن إن" الإخبارية العالمية - أهم نقاد السياسة الأمريكية. واختير ضمن أحد الاستفتاءات الثقافية في الولايات المتحدة ليكون ضمن أهم ثلاث شخصيات ثقافية على قيد الحياة في هذا القرن.
ولد نعوم إفرام تشومسكي عام 1928 وحصل على درجته العلمية في اللغويات عام 1951 من جامعة بنسلفانيا. بعدئذ في بداية الخمسينات سافر إلى إسرائيل ليعيش لفترة في أحد الكيوبوتزات حيث اعتقد في الطبيعة الاشتراكية والإنسانية لحركة الكيبوتز. بيد أن الغشاوة انقشعت بسرعة عن عينيه وترك إسرائيل وعاد إلى الولايات المتحدة؛ حيث عمل عام 1955 في جامعة هارفارد، ثم انتقل ليعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجياM .I.T وما زال يعمل به حتى الآن.
في عام 1957 نشر مؤلفه الهام "البناء السياقي" الذي أحدث ثورة في علم اللغويات الحديث، واعتبر التجاوز الأساسي للبنيوية في مجال اللغويات. ومن أهم أعماله الأخرى في هذا المجال سنجد "اللغة والعقل" و "بعض جوانب نظرية السياق" و"القواعد والتمثيلات" و"دراسات سيمانطيقية في النحو التوليدي".
وتتسم نظرية تشومسكي اللغوية المعروفة باسم النحو التوليدي التوليدي أو التحويلي أو الكوني بعدة سمات أهمها: أن النحو عند تشومسكي هو مجموعة القواعد التي تُمكِّن الإنسان من توليد مجموعة من الجمل المفهومة ذات البناء الصحيح. وينتقد تشومسكي عملية الكفاءة الرصدية التي اتسم بها النحو التقليدي؛ أي القدرة على الرصد الكمي للبيانات دون محاولة تقديم نموذج تفسيري يفسر قدرة المتكلم مستخدم اللغة وحدسه اللغوي. فتشومسكي يفرق بين القدرة التي هي ملكة معرفة اللغة؛ حيث يمكن للفرد إنتاج وفهم عدد غير محدود من الجمل، وتحديد الخطأ، وتلمس الغموض الكامن في الناتج اللغوي، وبين الأداء الذي هو عملية استخدام هذه القدرة في نسق محدد. وينعي تشومسكي على التقليديين اهتمامهم بالأداء وانصرافهم عن القدرة.
بيد أن أهم سمات نظرية تشومسكي اللغوية هي "الداخلية" Innateness حيث يرى تشومسكي أن الإدراك اللغوي والقدرة اللغوية هي صفات إنسانية أساسية تكمن في النوع البشري وليست مكتسبة.
ويشابه تشومسكي هنا اللغويين الإسلاميين في صدر الإسلام مثل: ابن جنى والعسكري والجرجاني في رؤيتهم للغة على أنها هبة من الله للإنسان، حيث يرى تشومسكي أن لغة الفرد العادية هي عملية إبداعية، وأن كل كلام هو تجديد في ذاته، فاللغة ملكة إنسانية وهي ملكة تؤنس الإنسان أيضًا.
بيد أن الجانب الأهم بالنسبة لنا كعرب ومسلمين فيما يخص تشومسكي هو أنه من أشد المدافعين عن القضايا العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أشد نقاد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وهو يصف هذه السياسة بأنها ضالة ومضللة، وخادمة وتكيل بمكيالين، وقد تؤدي بالعالم إلى الدمار الكوني؛ لأن الشرق الأوسط من المناطق شديدة الالتهاب في العالم.
ولتشومسكي عدة كتب تنتقد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منها "السلام في الشرق الأوسط" و "مثلث المقادير" و "قراصنة وقياصرة" و "ثقافة الإرهاب" و "أوهام ضرورية" و "الديمقراطية المعوَّقة" وغيرها.
وتشومسكي من المفكرين الذين يعيشون فكرهم، وتتطابق الأفعال عندهم مع الأقوال ، فقد كان عضوًا نشطًا في حركة "قاوم" Resist الراديكالية التي لعبت دورًا هامًا في معارضة التدخل الأمريكي في فيتنام.
وكان من قيادات هذه الحركة التي أدت إلى تعبئة الرأي العام الأمريكي ضد الحرب؛ ومن ثم أُجبرت الحكومة الأمريكية مع توالي انتصارات الشعب الفيتنامي على الانسحاب.
بيد أن ثمة نقطة هامة ينبغي ملاحظتها في كتابات تشومسكي السياسية، تلك النقطة هي تشاؤمه الشديد رغم إيمانه الهائل بقدرات الإنسان الإبداعية الهائلة.
لقد كتب تشومسكي: "أعتقد أنه لا أمل على الإطلاق في مستقبل أفضل للبشرية، وخاصة مع ازدياد اكتساح النموذج الأمريكي المادي الاستهلاكي على مستوى العالم".
كيف يمكننا أن نفهم هذا القول؟ وكيف يمكن رؤية هذا مع أنه قال أيضًا: "إن اللغة البشرية العادية المستخدمة في الحياة اليومية عملية إبداع مستمر تعكس قدرات الإنسان المذهلة؟!!"
إن النظرة الإنسانية العلمانية تفتقد الأساس الإيماني الذي يؤدي إلى أمل المؤمنين، حيث إن يقين المؤمن في الله سبحانه وتعالى، يعطيه القدرة على رؤية مستقبل أفضل دائمًا.
بينما تتعدد إحباطات العلماني، ولا يرى في الجنس البشري الذي يحبه ويؤمن بقدراته إلا دمارًا وكراهية وهزائم متكررة، ولا يجد منبعًا يستمد منه الإيمان، ومن ثم لا مناص من إحساسه بالفشل والإحباط رغم استمراره في العمل الدؤوب لتغيير هذا.
إن تشومسكي مثال لهذا المثقف الإنساني العلماني الذي يحب الإنسانية، ولكنه لا يجد القدرة على الأمل؛ لافتقاد الإيمان.
من أهم الشخصيات الثقافية على مستوى العالم. وهو أهم عالم لغويات معاصر، وأحد أكثر العلماء تأثيرًا في علم اللغويات الحديث. وتستخدم نظريات تشومسكي اللغوية بكثرة في علوم الاتصالات وعلوم الحاسب الآلي. بيد أن هذا الجانب العلمي لا يمثل الجانب الأهم في تشومسكي؛ فيكفي أن نعرف أنه أهم "المنشقين" في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد نعتته منظمة "بناي بريث" (أبناء العهد) اليهودية ذات الميول الصهيونية- بأنه أشد مواطني الولايات المتحدة الأمريكية عداءً لإسرائيل. ووصفه البعض بأنه يهودي يكره ذاته.
واعتبرته محطة "سي إن إن" الإخبارية العالمية - أهم نقاد السياسة الأمريكية. واختير ضمن أحد الاستفتاءات الثقافية في الولايات المتحدة ليكون ضمن أهم ثلاث شخصيات ثقافية على قيد الحياة في هذا القرن.
ولد نعوم إفرام تشومسكي عام 1928 وحصل على درجته العلمية في اللغويات عام 1951 من جامعة بنسلفانيا. بعدئذ في بداية الخمسينات سافر إلى إسرائيل ليعيش لفترة في أحد الكيوبوتزات حيث اعتقد في الطبيعة الاشتراكية والإنسانية لحركة الكيبوتز. بيد أن الغشاوة انقشعت بسرعة عن عينيه وترك إسرائيل وعاد إلى الولايات المتحدة؛ حيث عمل عام 1955 في جامعة هارفارد، ثم انتقل ليعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجياM .I.T وما زال يعمل به حتى الآن.
في عام 1957 نشر مؤلفه الهام "البناء السياقي" الذي أحدث ثورة في علم اللغويات الحديث، واعتبر التجاوز الأساسي للبنيوية في مجال اللغويات. ومن أهم أعماله الأخرى في هذا المجال سنجد "اللغة والعقل" و "بعض جوانب نظرية السياق" و"القواعد والتمثيلات" و"دراسات سيمانطيقية في النحو التوليدي".
وتتسم نظرية تشومسكي اللغوية المعروفة باسم النحو التوليدي التوليدي أو التحويلي أو الكوني بعدة سمات أهمها: أن النحو عند تشومسكي هو مجموعة القواعد التي تُمكِّن الإنسان من توليد مجموعة من الجمل المفهومة ذات البناء الصحيح. وينتقد تشومسكي عملية الكفاءة الرصدية التي اتسم بها النحو التقليدي؛ أي القدرة على الرصد الكمي للبيانات دون محاولة تقديم نموذج تفسيري يفسر قدرة المتكلم مستخدم اللغة وحدسه اللغوي. فتشومسكي يفرق بين القدرة التي هي ملكة معرفة اللغة؛ حيث يمكن للفرد إنتاج وفهم عدد غير محدود من الجمل، وتحديد الخطأ، وتلمس الغموض الكامن في الناتج اللغوي، وبين الأداء الذي هو عملية استخدام هذه القدرة في نسق محدد. وينعي تشومسكي على التقليديين اهتمامهم بالأداء وانصرافهم عن القدرة.
بيد أن أهم سمات نظرية تشومسكي اللغوية هي "الداخلية" Innateness حيث يرى تشومسكي أن الإدراك اللغوي والقدرة اللغوية هي صفات إنسانية أساسية تكمن في النوع البشري وليست مكتسبة.
ويشابه تشومسكي هنا اللغويين الإسلاميين في صدر الإسلام مثل: ابن جنى والعسكري والجرجاني في رؤيتهم للغة على أنها هبة من الله للإنسان، حيث يرى تشومسكي أن لغة الفرد العادية هي عملية إبداعية، وأن كل كلام هو تجديد في ذاته، فاللغة ملكة إنسانية وهي ملكة تؤنس الإنسان أيضًا.
بيد أن الجانب الأهم بالنسبة لنا كعرب ومسلمين فيما يخص تشومسكي هو أنه من أشد المدافعين عن القضايا العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أشد نقاد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وهو يصف هذه السياسة بأنها ضالة ومضللة، وخادمة وتكيل بمكيالين، وقد تؤدي بالعالم إلى الدمار الكوني؛ لأن الشرق الأوسط من المناطق شديدة الالتهاب في العالم.
ولتشومسكي عدة كتب تنتقد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منها "السلام في الشرق الأوسط" و "مثلث المقادير" و "قراصنة وقياصرة" و "ثقافة الإرهاب" و "أوهام ضرورية" و "الديمقراطية المعوَّقة" وغيرها.
وتشومسكي من المفكرين الذين يعيشون فكرهم، وتتطابق الأفعال عندهم مع الأقوال ، فقد كان عضوًا نشطًا في حركة "قاوم" Resist الراديكالية التي لعبت دورًا هامًا في معارضة التدخل الأمريكي في فيتنام.
وكان من قيادات هذه الحركة التي أدت إلى تعبئة الرأي العام الأمريكي ضد الحرب؛ ومن ثم أُجبرت الحكومة الأمريكية مع توالي انتصارات الشعب الفيتنامي على الانسحاب.
بيد أن ثمة نقطة هامة ينبغي ملاحظتها في كتابات تشومسكي السياسية، تلك النقطة هي تشاؤمه الشديد رغم إيمانه الهائل بقدرات الإنسان الإبداعية الهائلة.
لقد كتب تشومسكي: "أعتقد أنه لا أمل على الإطلاق في مستقبل أفضل للبشرية، وخاصة مع ازدياد اكتساح النموذج الأمريكي المادي الاستهلاكي على مستوى العالم".
كيف يمكننا أن نفهم هذا القول؟ وكيف يمكن رؤية هذا مع أنه قال أيضًا: "إن اللغة البشرية العادية المستخدمة في الحياة اليومية عملية إبداع مستمر تعكس قدرات الإنسان المذهلة؟!!"
إن النظرة الإنسانية العلمانية تفتقد الأساس الإيماني الذي يؤدي إلى أمل المؤمنين، حيث إن يقين المؤمن في الله سبحانه وتعالى، يعطيه القدرة على رؤية مستقبل أفضل دائمًا.
بينما تتعدد إحباطات العلماني، ولا يرى في الجنس البشري الذي يحبه ويؤمن بقدراته إلا دمارًا وكراهية وهزائم متكررة، ولا يجد منبعًا يستمد منه الإيمان، ومن ثم لا مناص من إحساسه بالفشل والإحباط رغم استمراره في العمل الدؤوب لتغيير هذا.
إن تشومسكي مثال لهذا المثقف الإنساني العلماني الذي يحب الإنسانية، ولكنه لا يجد القدرة على الأمل؛ لافتقاد الإيمان.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
جان جاك روسو (28 يونيو 1712-2 يوليو 1788)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جان جاك روسو (28 يونيو 1712-2 يوليو 1788) فيلسوف و كاتب و محلل سياسي سويسري أثرت أفكاره السياسية في الثورة الفرنسية و في تطوير الاشتراكية و نمو القومية. و تعبر مقولتة الشهيرة "يولد الإنسان حرا ولكننا محاطون بالقيود في كل مكان" والتي كتبها في أهم مولفاتة "التناقد الاجتماعي" تعتبر أفضل تعبير عن أفكارة الثورية وربما المتطرفة.
كان لـ "اعترافات جان جاك روسو"، التي كُتبت بين 1765-1770 ونُشرت بين 1781-1788 تأثير تاريخي مهم لأنها قدمت طرقاً جديدة لفهم النفس وعلاقتها بالآخرين الذين تعيش في وسطهم. شجاعة الكاتب وتصميمه على إعادة تقييم ما يعتبر القيِّم والتافه، الصواب والخطأ، في حياته يؤثر حتى على من يقرأ الكتاب بعد اكثر من مئتي عام بعد صدوره.
الحقائق المعروفة عن حياة روسو محدودة، ربما بسبب الاعترافات التي أعلن فيها انه سيقول الحقيقة كاملة وان اهتم أكثر في واقع الأمر بشرح مبادئه والدفاع عن نفسه. ترك روسو منزله في سن الخامس عشرة وذهب للحياة مع السيدة دوارنز التي حمته وصارت فيما بعد المرأة التي ارتبط بعلاقة معها. عمل في عدة مجالات من سكرتير الى مسؤول حكومي في باريس حيث استقر سنة 1745. وقد عاش هناك مع ثريسال قاسور التي ادعت فيما بعد أنها أنجبت منه خمسة أطفال ذهبوا جميعا الى منزل الأيتام لرفضه رعايتهم. وإن كانت لم تقدم اي أدلة لاثبات هذه الادعاءات، فهو لم يسع لنفيها. أحياناً كثيرة، اضطر روسو للهرب من فرنسا الى سويسرا بسبب بعض ما كتبه، كما ذهب الى لندن سنة 1766 ونزل في ضيافة الفيلسوف ديفد هيوم. وقد سُمح له بالعودة الى باريس سنة 1770، وكان السماح مشروطا بالتوقف عن أنتقاد نظام الدولة في كتاباته.
أثارت أفكار روسو التي شرحها في رواية جوليا وفي مذكراته ومقالاته السياسية التي كان أهمها العقد الاجتماعي ضجة كبيرة أثناء حياته. فقد آمن روسو بان المؤسسات الحكومية تُدمر حياة الإنسان، وبأن الجنس البشري سينحط مع مرور الزمن اذا لم يرجع الناس الى الطبيعة ويطبقون أسسها على نظم الحياة الاجتماعية. وهو كذلك يؤمن بان فضائل الإنسان العادي تميزه على الطبقات العليا التي أفسدها الثراء البالغ والترف المدقع.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
جان بول سارتر 1905 - 1980
جان بول سارتر
1905 - 1980 هو فيلسوف وروائي ومؤلف مسرحي. بدأ حياته العملية أستاذاً
درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا،
انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية.
بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية
التي نالت شعبية واسعة، على معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964
تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية
غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره
لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً، وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح عفوية طبيعية.
وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة التي يتمتع بها المحترف بالربط
بين أبطاله وبين مبدعيهم. كما كان يفتقر إلى قوة التعبير الشاعري بالمعنى الذي يجعل
المشاهد يلاحق العمق الدرامي في روح البطل الدرامي.
سارتر - الوجود ضد اللاوجود
رغم شهرته كفيلسوف وأديب وكاتب مسرحي وسينمائي وناقد اجتماعي، فان أبرز ما يميز
جان بول سارتر هو طرحه لنظرية "الوجودية"، وارتباطهما بشكل كامل لا انفصام فيه،
كأنهما وجهان لعملة واحدة. فالوجودية هي جان بول سارتر وجان بول سارتر هو الوجودية.
وهذه الفلسفة تقوم أساسا على نظرة إلى الإنسان الفرد الذي ترى ان "وجوده" هو أهم صفاته
وانه غاية بذاته، ولا أهداف "ماورائية" لوجوده، بل هو الذي يحدد أهدافه بنفسه. وتؤكد من
جهة أخرى ان حرية الإنسان مطلقة ولا حدود لها.
ولكن سارتر في كتاباته المتأخرة تأثر بماركس وحاول ان يخلق نوعا من الفردية
"الاجتماعية" التي وان كانت لا تذوب في المجتمع، فانها لا تسعى إلى الانفصال عنه.
ولد جان بول سارتر في مدينة باريس في 21 حزيران 1905. وقد توفي والده، وكان موظفا بحريا
وهو لا يزال صغيراـ فتعهدته والدته آن ماري شوايتزر، وأدخلته
"ليسيه لويس الكبير"
ومنها انتقل إلى دار المعلمين العليا وتخرج عام 1929، وبدأ في ممارسة التعليم حتى
عام 1945. وكان يغتنم فرصة العطلة الصيفية ليزور بلدانا كإيطاليا ومصر واليونان مطلعا
على حضاراتها القديمة، ومهتما بفلسفاتها
أثناء دراسته في دار المعلمين التقى سارتر بالأديبة الفرنسية سيمون دو بوفوار،وصارا صديقين،
ثم تطورت العلاقة بينهما فـ"تساكنا" طوال حياتهما تقريبا، ولكن من دون عقد زواج مسجل.
أسس سارتر مجلته الشهيرة "الأزمنة الحديثة" وترك التعليم مخصصا وقته كله للكتابة .
تطور الفلسفة الوجودية
تأثر سارتر بالفيلسوفين ادموند هاسلر ومارتن هيديغار في تطوير فلسفته الخاصة "الوجودية"،
كتحليل لوعي الإنسان الذاتي لعلاقته مع الكون. وفي الثلاثينات كتب عددا من الدراسات عالج فيها
مسائل الخيال والعاطفة، وتوجها بعمله الفلسفي الكبير "الكون والعدم"
يقدم هذا الكتاب هيكلية فلسفية رائعة للشعور الجامح بعدم الرضى الذي ساد أوروبا بعد الحربين
العالميتين. وفكرة الكتاب المركزية هي التعارض بين الأشياء الموضوعية والوعي الإنساني،
من حيث ان الوعي، وهو ليس "شيئا"، يبدو وكأن حقيقته هي الوقوف بعيدا عن الأشياء
الموضوعية واتخاذ موقف منها. وبما ان الوعي ليس "شيئا"، فانه لا يتورط دائما في الأشياء
كما تتورط هي وتتداخل فيما بينها. وهذا يعني ان الوعي، وبالتالي البشر أنفسهم هم أساسا
أحرار، وان أية محاولة من أي كائن أو أية نظرية فلسفية لتصويرهم على غير هذا النحو لا تعدو
كونها تصورا شخصيا
ومما يثير السخرية ان حرية الوعي البشري تصور وكأنها "عبء" عليه، أو كأنه "محكوم"
بأن يكون حرا. وهذا ما يجعل "المشاريع" الإنسانية تواجه مهمة مستحيلة وهي ان تكون
"واعية وحرة". كالإنسان الذي يريد ان يكون مثقفا أو والدا أو ان يلعب أي دور في المجتمع.
وحيث ان استحالة خلق "أشياء واعية" هي حسب تعبير سارتر "بنفسها لنفسها"، فإنها لا تمنع
البشر من الخضوع لإغرائها ومحاولة تحقيق تلك المشاريع. ما يجعل الإنسان "عاطفة لا نفع لها"
على حد تعبيره.
في اعتقاد سارتر ان على الإنسان ان يكون هو نفسه حرا، وان يحدد لنفسه هدفا ويسعى إلى تحقيقه،
إذ لا أهداف ماورائية لوجوده، بل ما يحدده هو لنفسه. وفي بداية كتاباته وصل سارتر بفرديته إلى
حد القول على لسان بطل فيلمه السينمائي
"لا مخرج": " الجحيم هو الآخرون"
ولكن كتاباته الأخيرة أظهرت تراجعا ملحوظا عن هذه الفردية الشديدة لمصلحة نوع من الفردية
المميزة التي لا تتخلى عن أهداف مجتمعها فيما هي تعمل لتحقيق أهدافها الخاصة.
في الستينات عمل سارتر على مجموعة ضخمة من أربعة أجزاء أسماها أحمق العائلة
وهي تتناول سيرة حياة الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير، ومن خلالها عرض بعض آرائه
الجديدة النتأثرة بالفكر الماركسي والفكر الفرويدي أيضا
فقد سارتر بصره في نهاية عمره ثم مات بعد إصابته بمرض في الرئتين عام 1980
المقصود طبعا كان التأكيد على ان علاقات الفرد، مهما كان نوعها، من أسرية أو مهنية أو اجتماعية،
تحد من حريته المطلقة، وتكون الطامة الكبرى عندما يحمل هؤلاء "الآخرون" إرثا من الآراء والأفكار
السلفية أو مجموعة من الأحكام المسبقة على ما هو صالح وشرير أو ما يجوز أو لا يجوز،
فان باستطاعتهم عندئذ تحويل حياة ذلك الفرد إلى "جحيم" حقيقي
1905 - 1980 هو فيلسوف وروائي ومؤلف مسرحي. بدأ حياته العملية أستاذاً
درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا،
انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية.
بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية
التي نالت شعبية واسعة، على معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964
تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية
غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره
لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً، وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح عفوية طبيعية.
وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة التي يتمتع بها المحترف بالربط
بين أبطاله وبين مبدعيهم. كما كان يفتقر إلى قوة التعبير الشاعري بالمعنى الذي يجعل
المشاهد يلاحق العمق الدرامي في روح البطل الدرامي.
سارتر - الوجود ضد اللاوجود
رغم شهرته كفيلسوف وأديب وكاتب مسرحي وسينمائي وناقد اجتماعي، فان أبرز ما يميز
جان بول سارتر هو طرحه لنظرية "الوجودية"، وارتباطهما بشكل كامل لا انفصام فيه،
كأنهما وجهان لعملة واحدة. فالوجودية هي جان بول سارتر وجان بول سارتر هو الوجودية.
وهذه الفلسفة تقوم أساسا على نظرة إلى الإنسان الفرد الذي ترى ان "وجوده" هو أهم صفاته
وانه غاية بذاته، ولا أهداف "ماورائية" لوجوده، بل هو الذي يحدد أهدافه بنفسه. وتؤكد من
جهة أخرى ان حرية الإنسان مطلقة ولا حدود لها.
ولكن سارتر في كتاباته المتأخرة تأثر بماركس وحاول ان يخلق نوعا من الفردية
"الاجتماعية" التي وان كانت لا تذوب في المجتمع، فانها لا تسعى إلى الانفصال عنه.
ولد جان بول سارتر في مدينة باريس في 21 حزيران 1905. وقد توفي والده، وكان موظفا بحريا
وهو لا يزال صغيراـ فتعهدته والدته آن ماري شوايتزر، وأدخلته
"ليسيه لويس الكبير"
ومنها انتقل إلى دار المعلمين العليا وتخرج عام 1929، وبدأ في ممارسة التعليم حتى
عام 1945. وكان يغتنم فرصة العطلة الصيفية ليزور بلدانا كإيطاليا ومصر واليونان مطلعا
على حضاراتها القديمة، ومهتما بفلسفاتها
أثناء دراسته في دار المعلمين التقى سارتر بالأديبة الفرنسية سيمون دو بوفوار،وصارا صديقين،
ثم تطورت العلاقة بينهما فـ"تساكنا" طوال حياتهما تقريبا، ولكن من دون عقد زواج مسجل.
أسس سارتر مجلته الشهيرة "الأزمنة الحديثة" وترك التعليم مخصصا وقته كله للكتابة .
تطور الفلسفة الوجودية
تأثر سارتر بالفيلسوفين ادموند هاسلر ومارتن هيديغار في تطوير فلسفته الخاصة "الوجودية"،
كتحليل لوعي الإنسان الذاتي لعلاقته مع الكون. وفي الثلاثينات كتب عددا من الدراسات عالج فيها
مسائل الخيال والعاطفة، وتوجها بعمله الفلسفي الكبير "الكون والعدم"
يقدم هذا الكتاب هيكلية فلسفية رائعة للشعور الجامح بعدم الرضى الذي ساد أوروبا بعد الحربين
العالميتين. وفكرة الكتاب المركزية هي التعارض بين الأشياء الموضوعية والوعي الإنساني،
من حيث ان الوعي، وهو ليس "شيئا"، يبدو وكأن حقيقته هي الوقوف بعيدا عن الأشياء
الموضوعية واتخاذ موقف منها. وبما ان الوعي ليس "شيئا"، فانه لا يتورط دائما في الأشياء
كما تتورط هي وتتداخل فيما بينها. وهذا يعني ان الوعي، وبالتالي البشر أنفسهم هم أساسا
أحرار، وان أية محاولة من أي كائن أو أية نظرية فلسفية لتصويرهم على غير هذا النحو لا تعدو
كونها تصورا شخصيا
ومما يثير السخرية ان حرية الوعي البشري تصور وكأنها "عبء" عليه، أو كأنه "محكوم"
بأن يكون حرا. وهذا ما يجعل "المشاريع" الإنسانية تواجه مهمة مستحيلة وهي ان تكون
"واعية وحرة". كالإنسان الذي يريد ان يكون مثقفا أو والدا أو ان يلعب أي دور في المجتمع.
وحيث ان استحالة خلق "أشياء واعية" هي حسب تعبير سارتر "بنفسها لنفسها"، فإنها لا تمنع
البشر من الخضوع لإغرائها ومحاولة تحقيق تلك المشاريع. ما يجعل الإنسان "عاطفة لا نفع لها"
على حد تعبيره.
في اعتقاد سارتر ان على الإنسان ان يكون هو نفسه حرا، وان يحدد لنفسه هدفا ويسعى إلى تحقيقه،
إذ لا أهداف ماورائية لوجوده، بل ما يحدده هو لنفسه. وفي بداية كتاباته وصل سارتر بفرديته إلى
حد القول على لسان بطل فيلمه السينمائي
"لا مخرج": " الجحيم هو الآخرون"
ولكن كتاباته الأخيرة أظهرت تراجعا ملحوظا عن هذه الفردية الشديدة لمصلحة نوع من الفردية
المميزة التي لا تتخلى عن أهداف مجتمعها فيما هي تعمل لتحقيق أهدافها الخاصة.
في الستينات عمل سارتر على مجموعة ضخمة من أربعة أجزاء أسماها أحمق العائلة
وهي تتناول سيرة حياة الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير، ومن خلالها عرض بعض آرائه
الجديدة النتأثرة بالفكر الماركسي والفكر الفرويدي أيضا
فقد سارتر بصره في نهاية عمره ثم مات بعد إصابته بمرض في الرئتين عام 1980
المقصود طبعا كان التأكيد على ان علاقات الفرد، مهما كان نوعها، من أسرية أو مهنية أو اجتماعية،
تحد من حريته المطلقة، وتكون الطامة الكبرى عندما يحمل هؤلاء "الآخرون" إرثا من الآراء والأفكار
السلفية أو مجموعة من الأحكام المسبقة على ما هو صالح وشرير أو ما يجوز أو لا يجوز،
فان باستطاعتهم عندئذ تحويل حياة ذلك الفرد إلى "جحيم" حقيقي
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
جون ديوي(1859 – 1952م)
ولد الفيلسوف وعالم النفس وخبير التربية والتعليم جون ديوي(1859 – 1952م)، في مدينة برلنجتون في ولاية فيرمونت بالولايات المتحدة. في نفس العام الذي ظهرت فيه أعمال جون ستيوارت ميل وشارلز داروين وكارل ماركس.
أهمية جون ديوي التاريخية بالنسبة للفكر الإنساني، تأتي من كونه قام بالتحرر من الأفكار السائدة في المجتمع، ولم يلتزم بثقافة من سبقوه، وتقاليدهم المتعارف عليها. قام بنفسه باختبار القيم السائدة في عصره، وفحص صلاحيتها لمعرفة مدى فائدتها في حل مشاكل المجتمع. سلاحه في هذا، هو المنطق والأسلوب العلمي.
تبع جون ديوي المذهب الواقعي (Pragmatism)، الذي يعتمد على الممارسة والتدريب، أسوة بتشارلز ساندرز بيرس، ووليام جيمس. الثلاثة أمريكيون. تأثر أيضا بالمذهب التجريبي (Empiricism)، الذي يقول بأن المعرفة تأتي فقط من الحواس، وبالمذهب النفعي (Utilitarianism)، الذي يقول بأن كل نظرية أو فكرة أو مفهوم، نقبلها أو نرفضها بناء على مدى فائدتها للمجتمع بصفة عامة.
قضى جون ديوي صباه في ولاية فيرمونت. حيث بساطة الريف ووداعته وهدوئه، وجمال الطبيعة وسحرها الخلاب. وسط مجتمع يعشق تراب الوطن ويحترم حرية الفرد وحقوقه الطبيعية في الحياة والمساواة وطلب السعادة.
خلفية ديوي الدينية كانت ذات نزعة ليبرالية. لذلك لم يعان كثيرا في تبني العقلانية منهجا، ورفض الخرافات والأساطير التي يتسم بها الفكر الديني.
بعد تخرجه من جامعة فيرمونت عام 1879م، قام بالعمل مدرسا بولاية بنسلفانيا لمدة عامين، وسنة أخرى بولاية فيرمونت. لكن حبه للفلسفة جعله يلتحق بجامعة جون هوبكنز للحصول على أجازة الدكتوراه في فلسفة عمانويل كانط عام 1884م.
ثم عمل رئيسا لقسم الفلسفة والتربية في جامعة شيكاغو. أنجب ستة أطفال من زوجته الأولى أليس تشيبمان، وزوجته الثانية كانت روبرتا جرانت.
تأثر جون ديوي بداروين، وكان يعي بعمق معنى التطور ومعنى الأسلوب العلمي في حل المشاكل. كان يرى أن الإنسان، ككائن حي، يتأثر بالمجتمع. من ثم، يمكن بناء وإعادة تشكيل الفرد عن طريق تطوير المجتمع الذي يعيش فيه. وكان يعتبر الفلسفة سلطة تشريعية، مهمتها نقض القيم الحاضرة، واقتراح قيم جديدة، تلائم ما يحدث في المجتمع من متغيرات.
لذلك تأتي هنا أهمية العلوم الإجتماعية. لأنه عن طريقها يمكن فهم والتحكم في المجتمع وأفراده. مثل عناصر الطبيعية، التي يمكن فهمها والتحكم فيها عن طريق دراسة علم الفيزياء.
ليس هناك شئ اسمه الصواب المطلق أو الخطأ المطلق. كل شئ هنا نسبي. الخبرة هي السلطة العليا التي نعول عليها. الرقي بالمجتمع يأتي فقط عن طريق التعليم الجيد. التعليم هو الطريق للتقدم والحضارة، وتنظيم الذكاء في المجتمع.
التفكير العلمي يبدأ بالفرض، لا بالنتيجة. والتفكير الديني يبدأ بالنتيجة، لا الفرض. الديموقراطية هي مستقبل البشرية. تساعد كل فرد لكي يساعد نفسه. مشاكل الدولة تحل بالتجارب العملية، لا الأفكار النظرية والتعميم.
ثم عرج على هيجل لدراسة فلسفة التاريخ، وفلسفة وحدة الإنسان مع الطبيعة. تحت تأثير هيجل، بدأ يفقد الثقة في فكرة الإزدواجية. الخير والشر، الروح والجسد، الإله والشيطان. وبدأ ينظر للإنسان على أنه وحدة متكاملة من الطاقات الإيجابية.
عندما انتقل ديوي إلى ولايتي مينيسوتا وميشجان، اكتشف أن حياة الناس في الغرب، ليست ببساطة الحياة التي تعود عليها. مشاكل عديدة وصراع للبقاء يستعصي على الفهم أو التبرير. لذلك كان لا بد من عمل الدراسات الإجتماعية التي تعتمد على التجارب، لفهم سلوك المجتمع. النظريات بدون تجارب لا تسعفنا هنا.
طبق جون ديوي مبادي الفلسفة البراجماتية لوليام جيمس في التعليم من سنة 1894 إلى سنة 1904م. بداية بالمدرسة التجريبية بشيكاغو التي كان يديرها. وكان أسلوبه في التعليم، لا يعتمد على الحفظ، وإنما على الفهم والوصول إلى الحقائق بالتجربة. لا في المواد العلمية فقط، ولكن في كل مجالات المعرفة والثقافة والأدب والفن.
بلغت شهرة جون ديوي الآفاق. لا في الولايات المتحدة وحدها، ولكن في الغرب وروسيا وبلاد الشرق الأقصى أيضا. كتابه "مدرس ومجتمع" عام 1899م، يحكي الحكاية كلها ويبين تجربته في التعليم.
بسبب جهوده في التربية والتعليم وإسهاماته في علم النفس التجريبي، عين بقسم الفلسفة بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك عام 1904م، واستمر يشغل هذا المنصب حتى تقاعده سنة 1930م.
كانت تتوالى الدعوات له لكي يدير برامج التعليم في بلاد مثل اليابان والصين والمكسيك وروسيا وتركيا وحتى جنوب أفريقيا. في عام 1929م، تمت دعوته لإلقاء محاضرات في جامعة إيدينبرا.
اتسمت شخصيته بالبساطة وتواضع العلماء. يتبادل الحديث والمناقشة مع كل الناس وينزل إلى مستواهم لكي يوصل أفكاره لهم، سواء كان محدثه فلاح أو مدرس أو صاحب حانوت أو رئيس قسم في جامعة.
بالرغم من بساطته وتواضعه، لا يحيد عن الحق ولا يجامل ولا يتنازل عن أفكاره بالبحث عن حلول وسط، لكي يرضي من يخالفوه، سواء كان هذا المخالف صحفيا أو سفيرا أو وزيرا. عندما يدافع عن مظلوم، ينقلب إلى أسد هصور لا يهاب أحدا في الحق والعدل.
له أكثر من 25 كتاب في التعليم والفلسفة وعلم النفس. ليبرالي الهوى والفكر، وديموقراطي النشأة والسلوك، يؤمن بأن الديموقراطية هي حالة اجتماعية لا تتحق إلا بالكفاح لتحقيقها طوال الوقت.
أكبر مشكلة واجهت الفكر الفلسفي في تاريخه، هي مشكلة معرفة أصول الفكر ومنابعه. هل المعلومة تأتينا ساعة تجللي وصفاء بالإعتقاد، أو بالتفكير والإستنتاج، أي باستخدام العقل فقط؟ أم المعلومة تأتينا بالتجربة المشاهدة؟
اختار جون ديوي التجربة والمشاهدة كمصدرين للمعرفة. طبقهما في مجالي الدين والأخلاق. فهو ليس لديه حقيقة مطلقة أو كمال مطلق. قبول المفكرين المحدثين للمطلق والميتافيزيقا بالنسبة للمعرفة والأخلاق، هي سبب فشلهم في حل مشاكلهم والوصول إلى أية نتيجة.
من الناحية الإقتصادية، التجربة والمشاهدة ضرورية في فهم عوامل الإنتاج والبناء وإصلاح التربة والتصنيع، إلخ. لكن بالنسبة للعقيدة والمطلق، يظل المطلق ثابتا لا يلين . يعض عليه الناس بالنواجز طلبنا للأمان. هذا، كما يقول ديوي، مظهر من مظاهر الضعف لا القوة.
تتنوع الأديان والمعتقدات مع تنوع البشر، وكل منا يعتقد أنه على صواب، والباقي على خطأ. لكن، ليس هناك ما يثب صحة أيا منها بالتأكيد. وإلا كان الكل آمن بها. لا يبقى لنا سوى الإختيار بناء على الإيمان والأمل في أن يكون اختيارنا هو الصواب. الله عند ديوي هو وحدة كل القيم العليا التي تسمو بالإنسان وتعلو من شأنه.
السلطة الدينية، لا يجب أن تأتي من خرافات وتفاسير مسبقة لا تناسب عصرنا وحياتنا، وإنما يجب أن تأتي من تجارب كل مجتمع في كل عصر، لكي تفي بحاجة المجتمع، وتساعد على حل مشاكله. الدين ليس فقط عبادات وإطاعة أوامر وهروب من المشاكل، بقدر ما هو تفاعل الإنسان مع مجتمعه ومع الطبيعة المحيطه به.
إذا ربط الإنسان فهمه للقيم، بسلوكه ونشاطه العملي، بدلا من أفكار مسبقة جامده، لن يجد صعوبة في تقبل النظريات العلمية الجديدة. ولن يكون هناك تعارض بين الفكر الديني والعلم.
لا يعارض جون ديوي التدين، ولكنه يرى الدين طريقة لتفاعل الفكر الإنساني مع تعاليم الرب ومع الطبيعة، لكي يسمو الإنسان على هذه الأرض. الدين عند ديوي نشاط وفعل ومشاركة في الحياة، وإيجاد حلول، لا مجرد إطاعة أوامر وطقوس وزي معين. كل الأديان طرق مختلفة للوصول للحقيقة المطلقة .
كان جون ديوي معارضا لنظم التعليم القديمة في المدارس والجامعات. الذي تأتي فيه المعلومة جاهزة ومعلبة. وكان من رأيه أن التعليم الحقيقي يأتي فقط عن طريق الممارسة والفعل، أي التجربة والخطأ. من هنا جاءت أهمية التعليم والتدريب أثناء الوظيفة.
جاء في كتاب جون ديوي "كيف نفكر وكيف نحل المشاكل"، خطوات حل أي مشكلة الآتي:
1. الشعور بالمشكلة
2. تعريف المشكلة وتحديدها
3. وضع الفرضيات واقتراح الحلول
4. التحقق من التجربة أي اختبار الفرضيات
5. الوصول إلى النظرية والتعميم.
ليس هدف التعليم، محو الأمية فقط. إنما التعليم هدف يبغيه الفرد طوال حياته. إجابة سؤال "لماذا" أهم من إجابة سؤال "كيف". التعليم ليس عبارة عن جمع وتكديس للمعلومات، ثم يتوقف بعدها الفرد عن التعليم قانعا بما يعرف. لكن التعليم فعل مستمر، من المهد إلى اللحد. في حالة استمرار.
وظيفة المدرسة هي إمداد الطالب بالأجهزة والكتب والنصيحة. الباقي يأتي خارج المدرسة. الهدف من التعليم هو اكتساب الخبرة والقدرة على حل المشاكل. التعليم من أجل التعليم لا يعني شيئا. التعليم، حسب تعريف ديوي، هو تنظيم الخبرات بطريقة تؤدي إلى زيادتها.
التعليم يجب أن يكون للجميع، صغار وكبار ، رجال ونساء. ويكون بكل الوسائل، مدارس وجامعات ومعاهد ومراكز أبحاث وإعلام، ورحلات كشافة وزيارات للمتاحف ومشاهدات للمسرح والأوبرا، إلخ.
التعليم بالنسبة للصغار، يكون بهدف إعداد الطفل لكي يستطيع الحياة وسط المجتمع. وليس الهدف حشو رأسه بمعلومات غير مهضومة وغير مفهومة. التعليم يكون بهدف إعداد الفرد لكي يعيش في المجتمع تحت أي ظروف. من ثم، يقاس النجاح في التعليم بما يحققه من تقدم في سلوك وشخصية الفرد، لا بمقدار ما يحفظه من معلومات.
مواد الدراسة يجب أن تكون ملائمة للعصر. الطفل يجب أن يكون شغوفا ومحبا للتعليم. المواد الدراسية يجب أن تكون عملية، تنتقل إلى التلميذ بأسلوب تعاوني ومشاركة، لا عن طريق الضرب والأوامر.
هدف جون ديوي، هو بناء مجتمع ديمقراطي. وإيجاد توازن بين قيم الفرد وقيم المجتمع عن طريق التربية والتعليم. كان يرى أنه هناك علاقة وثيقة بين التقدم العلمي والنظام الديمقراطي. الديموقراطية عند ديوي، ليست مجرد صناديق اقتراع، ولكنها تأتي عن طريق تكوين رأي عام ناضج، ناتج من التواصل بين المواطنين والمفكرين والسياسيين.
تأثير ديوي على نظام التعليم بالولايات المتحدة كان عظيما. استفادت أمريكا من افكار جون ديوي في التربية والتعليم، وقامت بجذب العقول واستقطاب كل علماء الأرض. قالت عنه هيلدا نيتباي عام 1953م: "ديوي بالنسبة لعصرنا كأرسطو بالنسبة للعصور الوسطى." ونحن نقول بدورنا أنه يشبه أحمد لطفي السيد لجيل ما قبل الثورة.
إلى جانب جهود جون ديوي العظيمة في مجالي التربية والتعليم، كانت له اسهامات واضحة في مجالات البيئة والفن والمنطق والديموقراطية والأخلاق والقانون.
كتبت هذا المقال عندما علمت أن السيد خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، يسعى لتأليف حكومة ائتلافية، مع اسناد وزارة التربية والتعليم لحزب النور السلفي. وعندما علمت أن السيد وزير التعليم العالي سمح للمنقبات بحضور الإمتحانات بالنقاب. وعندما رأيت أعضاء مجلس الشعب يقومون بالأذان وسط المجلس، ويغيرون قسم العضوية لكي يضيفوا له الإلتزام بتطبيق الشريعة.
وتساءلت هل يستطيع حزب النور السلفي أن يضع برنامج تربية وتعليم يمكننا من وضع إنسان على القمر، كما فعلت الولايات المتحدة بمساعدة برنامج التربية والتعليم الذي وضعه جون ديوي من قبل؟ اللهم استرها معانا يا رب وارحمنا برحمتك الواسعة
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
الرازي
ينتمي أبو بكر الرازي إلى القرن الثالث الهجري، ولد في مدينة الري جنوبي طهران بفارس. وعاش الرازي في أيام الخليفة العباسي عضد الدولة، وكان مجلسه من العلماء والحكماء. وقد استشاره الخليفة عندما أراد بناء المستشفى العضدي في بغداد، وذلك لاختيار الموقع الملائم له
واشتهر الرازي بعلوم الطب والكيمياء، وكان يجمع بينهما لدى وضع الدواء المناسب لكل داء. ويعتبره المؤرخون من أعظم أطباء القرون الوسطى، فقد جاء في كتاب الفهرست: (كان الرازي أوحد دهره، وفريد عصره، وقد جمع المعرفة بعلوم القدماء، سيما الطب)
وقد ترك الرازي عدداً كبيراً من المؤلفات، ضاع قسم كبير منها. فمن مؤلفاته المعروفة (الطب الروحاني)، ثم كتاب (سر الأسرار)، أما كتاب (الحاوي) فهو من أعظم كتب الطب التي ألفها، ومن المؤلفات الأخرى (الأسرار في الكيمياء) الذي كان مرجعاً في مدارس أوروبا مدة طويلة، وكتاب في (الحصبة والجدري) الذي عرض فيه أعراض المرضين والتفرقة بينهما، كما له (كتاب من لا يحضره طبيب) المعروف باسم (طب الفقراء) وفيه شرح الطرق المعالجة في غياب الطبيب منا يعدد الأدوية المنتشرة التي يمكن الحصول عليها بسهولة
والرازي امتاز بوفرة الإنتاج، حتى أربت مؤلفاته على المائتين وعشرين مخطوطة، ضاع معظمها بفعل الانقلابات السياسية، ولم يصلنا منها سوى النذير اليسير المتوفر حالياً في المكتبات الغربية.
وقد سلك في أبحاثه مسلكاً علمياً سليماً، فأجرى التجارب واستخدم الرصد والتتبع، مما أعطى تجاربه الكيميائية قيمة خاصة، حتى إن بعض علماء الغرب اليوم يعتبرون الرازي مؤسس الكيمياء الحديثة. وقد طبق معلوماته الكيميائية في حقل الطب، واستخدم الأجهزة وصنعها
ويظهر فضل الرازي في الكيمياء، بصورة جلية، عند قسم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي: المواد المعدنية، المواد النباتية، المواد الحيوانية، المواد المشتقة. كما قسم المعدنيات إلى أنواع، بحسب طبائعها وصفاتها، وحضر بعض الحوامض. وما زالت الطرق التي اتبعها في التحضير مستخدمة حتى اليوم. وهو أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي أطلق على اسم (زيت الزاج) أو (الزاج الأخضر)
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 3 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
مواضيع مماثلة
» هل نحن من يصنع التاريخ ام التاريخ من يصنعنا ؟
» بصمات في الذاكرة
» بصمات ترجف الدمع فى عينى !!!
» سُــرّاق التاريخ
» مقدمة ابن خلدون لطلبة علم الاجتماع و التاريخ
» بصمات في الذاكرة
» بصمات ترجف الدمع فى عينى !!!
» سُــرّاق التاريخ
» مقدمة ابن خلدون لطلبة علم الاجتماع و التاريخ
شهد القلوب :: شهد الأدبية :: المكتبة
صفحة 3 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى