بصمات من سجل التاريخ
3 مشترك
شهد القلوب :: شهد الأدبية :: المكتبة
صفحة 1 من اصل 4
صفحة 1 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
بصمات من سجل التاريخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السلام عليكم اخوتي الكرام
هناك زخم كبير من العلماء الذين تركوا لنا بصمات من نور سواء عرب او اجانب
بصمات خلدتهم عبر التاريخ و جعلت من اسمهم شعاع امل لكل طالب علم
ستكون صفحات هذا الموضوع بأذن الله موسوعه تشمل سير و تراجم
لهذه الاسماء من تعاريف بشخصياتهم اهم اعمالهم و روابط لبعض ماقدموا ان شاء الله..
أأمل ان تكون مرجع مهم لكل طالب علم و لكل دارس في شتى التخصصات و المستويات
اسأل الله لي و لكم التوفيق و يارب نكون عند حسن الظن
تقبلوا ارق تحيات
شهد القلوب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السلام عليكم اخوتي الكرام
هناك زخم كبير من العلماء الذين تركوا لنا بصمات من نور سواء عرب او اجانب
بصمات خلدتهم عبر التاريخ و جعلت من اسمهم شعاع امل لكل طالب علم
ستكون صفحات هذا الموضوع بأذن الله موسوعه تشمل سير و تراجم
لهذه الاسماء من تعاريف بشخصياتهم اهم اعمالهم و روابط لبعض ماقدموا ان شاء الله..
أأمل ان تكون مرجع مهم لكل طالب علم و لكل دارس في شتى التخصصات و المستويات
اسأل الله لي و لكم التوفيق و يارب نكون عند حسن الظن
تقبلوا ارق تحيات
شهد القلوب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
إميل دوركايم (1858-1917م)
إميل دوركايم (1858-1917م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نبذه عن حياته :
ولد إميل دوركايم في 15ابريل 1858م في بلدة ابينال بالقرب من سهل اللورين الذي يشتمل على بعض المدن الفرنسية. وفي أحضان أسرة يهودية نشا دوركايم فهو احد أحفاد كبار أحبار اليهود ولد في أسرة تنحدر أصلا من حاخامات المذهب الرباني اليهودي الذين يدينون بالمذهب العبراني الجديد ولذلك اتجه دوركايم منذ طفولته وصباه نحو دراسة التلمود والعهد القديم كما درس أيضا العبرية والتاريخ ثم هجر اللغويات كي يدرس تاريخ الأديان .
والى جانب اليهودية تأثر دوركايم بتعاليم الديانة الكاثوليكية تلك التي لقنتها إياه إحدى مدرساته الكاثوليكيات وهي امرأة لها فضل تربيته وتثقيفه ودرايته بتعاليم الدين الكاثوليكي التي تلقاها من هده الكاثوليكية التي كان لها أثرها الواضح في نشأته الدينية تلك التي غلبت على معظم كتاباته السوسيولوجية فجاءت دراساته في علم الاجتماع الديني ذات مسحه صوفية متميزة.
وفي عام1878م ذاعت شهرة دوركايم ثم انتقل للتدريس بجامعة بوردو وألقى دروسا في علم الاجتماع العائلي والجنائي وفي التضامن الاجتماعي والانتحار وفي التربية والدين كما ألقى دروسا في تاريخ المذاهب السوسيولوجية وفي المسئولية والجزاء والتنظيم الاجتماعي للقبائل الاسترالية القديمة .(بدر،2008: 74-75)
توفي دوركايم في 15نوفمبر1917م بعد الصدمة التي تلقاها بمقتل ابنه الوحيد في عمليات الحرب العالمية الأولى ,الابن الذي خطط والده أن يكون وريثه العلمي .ذلك أن دوركايم جعل ابنه يتخصص بموضوع علم اجتماع اللغة .وبعد مقتل ولده في الحرب فقد إميل دوركايم أمل العيش في الحياة فمات وهو يحمل الأفكار المرة عن الحياة وويلاتها وعدم استقرارها .
يعتبر دوركايم احد دعائم الحركة العلمية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين .وهو مؤسس علم الاجتماع الحديث وزعيم المدرسة الفرنسية (الوظيفية) لعلم الاجتماع (الحسن،1991 :224) ولقد ترك لنا دوركايم تراثا علميا يتمثل في مجموعة من المؤلفات والمقالات هذا بالإضافة إلى إنشائه المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن أهم مؤلفاته :
• تقسيم العمل الاجتماعي .(1893)
• قواعد المنهج في علم الاجتماع .(1895)
• الانتحار .(1897)
• التربية الخلقية .(1903)
• الصورة الأولية للحياة الدينية .(1912)
• علم الاجتماع والفلسفة.(1924)
• المجلة السنوية لعلم الاجتماع عام 1896م التي أصبحت لعدة سنوات المجلة الرئيسية للفكر الاجتماعي والبحث في فرنسا . (بيومي،2000 :134)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهناك ثلاثة عوامل شكلت تفكير دوركايم: المذهب العقلاني عند ديكارت بتأكيده القوى للتحليل الصوري ,وعصر التنوير الذي يعد بعصر جديد يتحقق فيه الاستخدام الحر للعقل ,ثم وضعية أوجست كونت التي أنارت الطريق لوجود علم جديد للمجتمع ,بمنهجه ومدخله واتخذ مكانا مع العلوم الأخرى في قدرته على اكتشاف القوانين واستخلاص التعميمات والقيام بالتنبؤ .والى جانب هذه التأثيرات التكوينية لم تفشل نظرية التطور في أن تترك بصمة على تفكير دوركايم فقد ساعدته على رؤية المجتمع في ضوء النمو العضوي وتشابك الأجزاء ,ولذلك أصبح المسرح مستعدا ليقوم دوركايم بتقديم أعظم إسهام في علم الاجتماع قدمه إنسان ,وبدون دوركايم لسار تاريخ علم الاجتماع في اتجاه آخر .وبدونه لكان علم الاجتماع في خطر بالغ من رده إلى علم النفس الذي كان في ذلك الوقت علما أكاديميا كما كان الجو العام أكثر قبولا بنسق فكري يفسر القوى التي تحرك المجتمع في ضوء الدوافع السيكولوجية والغرائز والإشباعات . .(بدر،2008 :75-77)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المجتمع وعلم الاجتماع لدى دوركايم
تعريف المجتمع عند دوركايم :
• المجتمع لا يمكن أن يستمر إلا إذا وجدت درجة كافية من التجانس والتربية ترسخ وتدعم هذا التجانس .
• أما وظيفة المجتمع فهي تحقيق التجانس,وأدوات التجانس هي التربية .
• أن المجتمع هو قبل كل شي ضمير وهو ضمير المجموعة الذي يجب إيصاله إلى الطفل .(الغريب،2009 :152), ومن وجهة نظري في هذا التعريف الذي طرحه دوركايم للمجتمع انه غالى كثيرا في فكرة الضمير وأراد إثباتها حتى في استخدامه لها في هذا التعريف بشكل موسع وبذلك ألغى وجود العقل والتفكير لدى أفراد المجتمع وألغى كذلك شعور الفرد بالأنا ومن هذا المنطلق اتضح مدى رغبة وإلحاح دوركايم في فصل علم النفس عن علم الاجتماع باعتباره علم مستقل بذاته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ويتكون المجتمع من :
• النظم الاجتماعية أو القواعد الاجتماعية .
• الظواهر أو الوقائع الاجتماعية .وهي أنماط متكررة من السلوك الجماعي يشعر بها أفراد المجتمع .
• قوى عقلية أو فكرية أو تيارات فكرية ثقافية تتحكم في السلوك أو الفعل الاجتماعي .(الغريب،2009 :150)
تعريف علم الاجتماع عند دوركايم :
علم يهتم بالظواهر الاجتماعية والالتزامات الأخلاقية الجمعية وخاصة تلك الظواهر التي تقهر الفرد على أن يسلك سلوكا معينا داخل الجماعة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تقسيم دوركايم لعلم الاجتماع :
صنف ميادين علم الاجتماع في ثلاث موضوعات رئيسية :
1. المورفولوجيا الاجتماعية وهي عبارة عن التركيب الجغرافي وكثافة السكان.
2. الفسيولوجيا الاجتماعية وهي التي تتضمن العمليات الديناميكية كالعقيدة والأخلاقيات والقانون والحياة الاقتصادية .
3. علم الاجتماع العام أي العلم الشامل الذي يجمع النتائج والقوانين العامة التي تصل اليها فروع علم الاجتماع مهما تباينت مقدمات تلك النتائج وأساليب استنباط تلك القوانين . (بيومي،2000 :136)
أسس الدراسة ومنهجية البحث عند دوركايم :
ينظر دوركايم إلى علم الاجتماع من حيث كونه يهتم بدراسة المجتمع وما ينبعث عنه من ظواهر دراسة علمية وصفيه تحليلية. ولكي يتحقق هذا فانه لابد من منهج علمي يستطيع بفضله الوصول إلى قوانين الظواهر.(الغريب،2009 :150)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قواعد المنهج العلمي عند دوركايم :
• ضرورة تحرر الباحث الاجتماعي بصورة كلية من كل فكرة سابقة يعرفها عن الظاهرة موضوع الدراسة والبحث .
• ضرورة تخصيص مبحث أو فصل من البحث لتحديد معنى المصطلحات والمفاهيم العلمية التي يستخدمها الباحث في دراسته العلمية .وهذه المصطلحات تعبر عن الظواهر الاجتماعية التي يدرسها الباحث .
• عند قيام الباحث بدراسة الظواهر الاجتماعية المحددة في دراسته عليه ملاحظة هذه الظواهر .وهذا شرط ضروري حتى يمكن التوصل إلى الصفات الثابتة التي تتيح لنا الكشف عن حقيقة الظواهر الاجتماعية ومن ثم تسمح لنا بالكشف عن القانون الذي تخضع له .(الحسن،1991: 235-236)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما خطوات منهج دوركايم في علم الاجتماع فيمكن درجها بالنقاط التالية :
1. دراسة مكونات الظاهرة وتحديد عناصرها الأساسية لكي يتمكن الباحث من فهمها .
2. دراسة أشكال الظاهرة في كل مرحلة من مراحل تطورها لربط ماضي الظاهرة بحاضرها بطريقة منطقية .
3. دراسة علاقة الظاهرة بالظواهر الأخرى المشابهة وغير المشابهة لها .
4. الاستفادة من منطق المقارنة بين الظاهرة والظاهرة الأخرى .
5. التعرف على الوظيفة التي تؤديها الظاهرة الاجتماعية وتطوير تلك الوظيفة في مختلف المراحل التي تمر بها الظاهرة الاجتماعية .
6. تحديد القوانين التي يتم استخلاصها من الدراسة بصورة دقيقة باعتبارها الهدف الرئيسي للعلم .
وقد تصاغ هذه القوانين في صور كمية تعبر عن الظاهرة بالأرقام أو في صور كيفية تحدد الخواص والصفات العامة والدعائم الأساسية التي تقوم عليها الظاهرة .وهذا كله لابد أن يؤدي إلى رفع قيمة وفاعلية علم مابين غيره من العلوم .
وكما يهتم المنهج عند دوركايم بالطريقة التاريخية فانه يهتم أيضا بطريقة المقارنة ويعتقد دوركايم بان البحث عن العلاقات السببية بين الظواهر الاجتماعية ليس إلا جانبا مهما من الجوانب التي يهتم بها علم الاجتماع لذلك حاول أن يطور منهجا وظيفيا يلاءم دراسة الظواهر الاجتماعية ،علما بان النزعة الوظيفية عند دوركايم هي بديل للمنهج الغائي الذي تكشف عنه كتابات كونت وسبنسر .(الحسن،1991 :238-237) , ومن وجهة نظري أرى انه بالفعل كان لدوركايم محاولة كبيرة في بناء وتحديد منهجية خاصة بعلم الاجتماع بعيدة عن المناهج المتبعة في العلوم الطبيعية.
الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم
عرفها بأنها طرق للسلوك والتفكير والشعور خارجة عن الفرد ولها من قوة التأثير ما تستطيع به أن تفرض نفسها على الفرد .(بدر،2008 :77)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ونستطيع أن نستخلص من هذا التعريف صفات الظاهرة الاجتماعية وهي كالتالي :
• الظاهرة الاجتماعية هي ظاهرة موضوعية لها وجود خاص خارج شعور الأفراد الذين يلاحظونها ويحسون بها لأنها ليست من صنعهم بل يتلقونها من المجتمع الذي تنشا فيه.
• الظاهرة الاجتماعية ليست هي وليدة التفكير الذاتي عند الأفراد .
• الظواهر الاجتماعية هي ظواهر شيئية وهذه الخاصية هي التي اعتمد عليها دوركايم في تأسيس علم الاجتماع ذلك انه شبه حقائق العالم الاجتماعي بحقائق العالم الخارجي .
• الظواهر الاجتماعية هي أشياء خارجية بالنسبة لشعور الأفراد .فالفرد يقبل الظاهرة ويخضع لها ويستسلم كما لو كانت قوة خارجية .
• للظاهرة الاجتماعية صفة الإلزام أو القهر.أي تفرض نفسها على شعور وسلوك الفرد .
• الظاهرة الاجتماعية هي ظاهرة إنسانية تنشا بنشأة المجتمع الإنساني .
• تمتاز الظاهرة الاجتماعية بأنها تلقائية أي من صنع المجتمع ومن خلقه .
• الظاهرة الاجتماعية هي ظاهرة عامة وعمومية الظاهرة ناجمة من صفة القهرية .
• تمتاز الظاهرة الاجتماعية بصفة الترابط .بمعنى أن كل ظاهرة اجتماعية مترابطة مع الظاهرة الأخرى .(الحسن ،1991 :227-228-229)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فكرة الضمير الجمعي :
احد المفاهيم الكبرى لدى دوركايم أما من حيث القانون والأخلاق والضبط الاجتماعي فهناك ولاء ملحوظ للضمير الجمعي الذي يعني مجموعة من المعتقدات والعواطف العامة بين أعضاء المجتمع والتي تكون نسقا خاصا ومثل هذا الضمير له وجوده الخاص المتميز فهو يدوم عبر الزمن ويعمل على توحيد الأجيال ,والضمير الجمعي يعيش بين الأفراد ولكنه يتميز بالقوة والاستقلال وبخاصة حينما تزداد درجة التشابه بين الأفراد .
وتعكس دراسة الضمير الجمعي عند دوركايم نظريته عن القهر الاجتماعي .وترتبط معالجته للظواهر الاجتماعية ارتباطا وثيقا بمناقشة الضمير الجمعي ،حيث يعد المفهوم من مفاهيم دوركايم الرئيسية حيث عرفه بأنه : "مجموعة من المعتقدات والعواطف المشتركة لدى متوسط أعضاء المجتمع الواحد والتي تشكل نظاما اجتماعيا محددا له حياته الخاصة به ".
ويعتمد الضمير الجمعي في وجوده على الأحاسيس والعواطف والمعتقدات الموجودة في الضمير الفردي .وبالتالي أوضح أن هناك ارتباطا ذا تثير متبادل بين الضمير الجمعي والأفكار الاجتماعية في الواقع الاجتماعي نتيجة الضغوط التي يمارسها الضمير الجمعي على أعضائه . (الغريب،2009 :156)
وأنا أرى أن العقل الجمعي لدوركايم والذي حدث في مصر وتونس ما هو إلا عقل جمعي نتج من خلال ظلم وجور وطغيان وفساد للأنظمة الحاكمة على مدى فترة طويلة من الزمان فصنع ذلك للناس تصورا جمعيا عن ظلم حكوماتهم فانعكس على تصرفاتهم دون وعى مباشر منهم وقاموا بالثورة دون توقع من احد في مصر وقلبها في تونس, ولتعي كل الحكومات والأفراد على السواء تأثير العقل الجمعي وأهمية تلك النظرية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تقسيم العمل :
يعتقد دوركايم أن ظاهرة تقسيم العمل ليست حديثة النشأة ولكن الجانب الاجتماعي منها كان أكثر ظهورا في أواخر القرن الثامن عشر ولقد تطورت إلى الحد الذي جعلها عامة وواضحة لكل فرد ولعل الاتجاه الذي اتخذته الصناعة الحديثة يكشف لنا بوضح مدى عمومية وانتشار هذه الظاهرة والصناعة تهدف إلى تقسيم العمل إلى ابعد الحدود وأصبحت المهن منعزلة متخصصة ليست فقط داخل المصنع بل أصبح كل إنتاج في حد ذاته متخصصا من ناحية ومعتمد على غيره من ناحية أخرى كذلك في معظم قطاعات المجتمع سواء في الوظائف الاداريه أو العلمية أو غيرها ونجد شبيها لذلك أيضا في الكائنات العضوية والمجتمعات .ويرى دوركايم انه لكي نصل إلى تعريف موضوعي لتقسيم العمل لابد من ملاحظته ومقارنته ودراسته كحقيقة موضوعية ولما كان تقسيم العمل يتضمن كل من القوة الإنتاجية وقدرة العامل لذلك فهو شرط ضروري لتقدم المجتمعات سواء أكان فكريا أو ماديا ,والوظيفة الأساسية لتقسيم العمل انه يخلق شعورا بالتضامن والتماسك والترابط بين الأفراد علاوة على ذلك له اثر ملحوظ وواضح في زيادة الوظائف المقسمة المتخصصة .(بيومي،2000 :142)
تقسيم العمل يختلف باختلاف حجم المجتمع وكثافة السكان وشدة التفاعل الاجتماعي فازدياد السكان عامل أساس لتقسيم العمل ويعتبر كتابه تقسيم العمل أهم النصوص المنهجية في علم الاجتماع والتي حللت التصورات الطارئة خلال القرنين 18و19م لذا خصص دوركايم الكتاب ليوضح رأيه في إمكانات تطبيق المقاربة الوظيفية من مبدأ يعتبر الوظيفية مبدأ نسبيا منهجيا . وهو يرى انه قد ترتب على تقسيم العمل شدة الصراع من اجل البقاء والاستمرار ،فكثرة العدد تفرض على الأفراد ضرورة التخصص المهني مما يقلل من حدة الصراع ويتيح فرصة أوسع للحصول على وسائل الحياة .
وعن الوظيفة الايجابية لتقسيم العمل يرى دوركايم أن تقسيم العمل وما يترتب عليه من تباين بين الأفراد يعمل على تدعيم نوع من التماسك المتبادل في المجتمع وينعكس هذا التساند المتبادل على العقلية الإنسانية والأخلاقيات كما انه يبرز في ظاهرة التضامن العضوي ذاتها .وكلما ازداد هذا التضامن رسوخا قلت أهمية الضمير الجمعي .وهكذا يستبدل القانون الجنائي القائم على جزاءات رادعة بقانون مدني إداري يهدف إلى حفظ حقوق الآخرين بدلا من العقوبة . (الغريب،2009 :157)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التضامن والتغير الاجتماعي:
يعتبر من إسهامات دوركايم تصوره وجود شكلين أساسين من التضامن بين أفراد المجتمع يعكسان بصورة أساسية نظريته نحو التطور والتغير الاجتماعي وهما :
1. التضامن الآلي : وهو إحدى خصائص المجتمعات التقليدية التي يتضاءل فيها نظام تقسيم العمل .حيث يحدث نوع من التماثل والتشابه بين أنماط العمل السائدة في هذه المجتمعات كما تظهر المعايير الاجتماعية باعتبارها قوة ضاغطة وتمارس نوعا من القهر والإجبار .وتحدث نوع من التماسك حيث تتمثل المعايير والأعراف والتقاليد والقيم وتتقارب وجهات النظر والآراء إلى درجة كبيرة .
2. التضامن العضوي: وهو إحدى خصائص المجتمعات الحديثة المتقدمة التي تقوم على نظم معقدة لتقسيم العمل وتنوع نمط العلاقات التعاقدية التي تؤدي إلى انخفاض درجة التضامن الاجتماعي وندرة مظاهر التضامن .كما تؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وضعف قوة الضبط الاجتماعي وظهور مظاهر متعددة للانحراف والجريمة والتعدي على حقوق الآخرين .(الغريب،2009 :154-155)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ظاهرة الانتحار :
تمثل دراسة دوركايم عن الانتحار1897م مكانة هامة في الدراسات السوسيولوجية وكتابه هذا باجتماع معظم علماء الاجتماع يعتبر رائدا في تطبيق المنهج الإحصائي(الكمي) في دراسة الظواهر الاجتماعية ,وهم يرون أنها أكثر ما تكون دراسة إحصائية ذلك لأنه عرفنا كيف يمكن أن ندعم البيانات التجريبية في موقف نظري معين.
تعريف ظاهرة الانتحار عند دوركايم :"يشير الانتحار إلى كل حالات الموت التي تكون نتيجة مباشرة لفعل ايجابي أو سلبي قام به الشخص المنتحر وهو يعلم انه سيؤدي إلى هذه النتيجة " .(بيومي،2000 : 146-147) , وبالرغم من أن عملية الانتحار عملية شخصية بحتة إلا انها لا تخرج عن نطاق المجتمع الذي يعيش فيه المنتحر إذ أن القوى الاجتماعية المحيط به وليس حالته النفسية هي التي تدفعه إلى قتل وتدمير ذاته، ويضيف دوركايم قائلا بان التناقضات والأخطاء التي قد تظهر في البناء الاجتماعي لابد أن تكون عاملا من عوامل تفاقم مشكلة الانتحار ,فكلما كان الأفراد منسجمين مع المجتمع ومتكيفين لعاداته وتقاليده وظروفه كلما تنخفض فيه نسبة الانتحار والعكس هو الصحيح .لهذا السبب نرى بان نسبة الانتحار عالية في المجتمعات لصناعية المعقدة ومنخفضة في المجتمعات الزراعية البسيطة التي تتكون من جماعات تربط أفرادها علاقات ايجابية ومتكاملة .لهذا يشير دوركايم إلى أن نسب الانتحار تكون عالية في المدن ومنخفضة في القرى والأرياف, وتكون عالية بين العزاب ومنخفضة بين المتزوجين لاسيما هؤلاء الذين لديهم أطفال ،وتكون عالية بين المسيحيين البروتستانت ومنخفضة بين اليهود والمسلمين ،وأخيرا تكون نسبة الانتحار بين العسكريين أعلى من المدنيين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أنواع الانتحار عند دوركايم:
1. انتحار الوحدانية أو العزلة الاجتماعية (Egoistic Suicide)
يظهر هذا النوع من الانتحار نتيجة لانعزال الفرد عن المجتمع لسبب ما يتعلق بالفرد نفسه أو يتعلق بالمجتمع الذي ينتمي إليه الفرد ويتفاعل معه ،فهذا الفرد لا يستطيع تكوين علاقة طبيعية مع المجتمع لعدم تذوقه لقوانين وعادات المجتمع وسخطه على نظامه ووضعه العام ،والمجتمع من جانبه لا يعطي المجال للفرد للتفاعل معه والانسجام مع مؤسساته البنيوية نظرا لتناقض ميوله واتجاهاته ومصالحه وأهدافه وقيمه مع تلك التي يتمسك ويؤمن بها الفرد .لذا يشعر الفرد بالبعد والاغتراب عن المجتمع وهنا يفقد آماله وطموحه ويضيع كل شي له علاقة بالمجتمع ويفشل في تذوق ثمرة عمله وجهوده,لذا تنعدم عنده معاني الحياة السامية ويفقد مثله وقيمه ومقاييسه بعد ذلك يصاب بمرض نفسي خطير قد يؤدي به إلى الانتحار .وهذا النمط من الانتحار غالبا ما يصيب الأشخاص المعدمين والمحرومين والذين يعانون من الأمراض النفسية والعقلية . ومن وجهة نظري اعتقد ان هذا النوع من الانتحار يظهر بنسبة كبيرة في الوطن العربي بين الشباب في الوقت الحاضر وذلك قد يرجع الى ازدياد نسبة البطالة بشكل ملحوظ وقلة فرص العمل مقابل الازدياد السكاني وكذلك حرمان الشباب من حقوقهم المشروعة في العمل وشعوره بالاحباط مما يؤدي به الى الاقدام على الانتحار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
2. انتحار التضحية في سبيل الآخرين (Altruistic Suicide)
يعتبر انتحار التضحية في سبيل الآخرين مناقضا من حيث أسبابه ودوافعه لانتحار الوحدانية فهو ناتج عن شدة تماسك وانسجام الفرد مع جماعته وقوة علاقته الاجتماعية معها ذلك أن جماعته كما يعتقد لها أهميتها وفاعليتها في وجوده وكيانه فهو لا يستطيع العيش دون وجودها ويكون معتمد عليها ومتأثر بتعاليمها وفلسفتها وأساليبها السلوكية كما يكون مستعدا على التضحية بماله ونفسه من اجل بقائه واستمرارها إذا تعرضت للخطر والتهديد وعندما تتعرض الجماعة لخطر العدوان أو التفكك فانه يقوم بالدفاع عنها بكل ما يملك من قوة وباس ،وفي أحيان كثيرة ينتهج الصيغ الانتحارية لإنقاذها من مأزق التشتت والانهيار والفناء .وإذا فشل في إنقاذ الجماعة من الخطر فإنه يقدم على الانتحار علما منه بأنه لا يستطيع العيش بدونها ولا يريد مشاهدة وضعها البائس والمتشتت بعد عجزها في درء الأخطار والتحديات عنها والعمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض أفراد القبائل عندما تتعرض قبائلهم بالغزو والاحتلال والسبي من قبل القبائل الأخرى إلا مثال حي على هذا النوع من الانتحار ،وارى في هذا النوع من الانتحار انه غالبا ما يكون في المجتمعات التي تعاني جراء الحروب والعدوان مثال ذلك فلسطين وإقدام العديد من أطفالها وشبابها ونسائها على العمليات الانتحارية (الاستشهادية) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
3. انتحار التفسخ الاجتماعي (Anomic Suicide)
يظهر هذا النوع من الانتحار عندما يفشل المجتمع في السيطرة على سلوك وعلاقات أفراده ,وعندما تتفسخ الأخلاق والآداب والقيم وتضعف العادات والتقاليد وتعم الفوضى والفساد في ربوع المجتمع وهنا يفقد الفرد آماله وطموحاته وتضعف أو تنعدم عنده الرغبة في التفاعل مع الآخرين والانسجام معهم . وعندما يشعر الفرد بعدم قدرته على وضع حد لهذه الحالة المتفسخة والشاذة وعجزه عن تغيير المجتمع نحو الأحسن فانه يصاب باليأس والقنوط وانعدام الآمال والأهداف . ومثل هذه الحالة تلحق به المرض النفسي والكآبه والاشمئزاز من الحياة . إذن التفسخ الاجتماعي (Anomie)الذي يعبر عن نفسه في ارتباك موازين الحياة واضطراب قيمها ومقاييسها وتشتت آمال وأهداف الفرد وتناقض مصالحه مع مصالح المجتمع لابد أن يدفع عدد غير قليل من أبناء المجتمع إلى الانتحار .أما الأفراد الذين يتعرضون لهذا النمط من الانتحار فهم المطلقون والمطلقات والذين يتعقدون بقيم ومقاييس ومثل معين اكتسبوها من وسط المجتمع الذي عاشوا فيه وتفاعلوا معه وعندما تغير هذا المجتمع وتغيرت معه القيم المقاييس والمثل لم يستطيع الأفراد المسنون مثل تغير قيمهم ومثلهم القديمة وإدخال القيم الجديدة التي دخلت المجتمع مؤخرا . وهنا يتعرض هؤلاء إلى عدم التكيف مع المجتمع الجديد فيفقدوا طموحاتهم وأهدافهم ويصبحوا من نقاد المجتمع والحاقدين عليه وعندما يفشلون في تغيره أو إصلاحه وفق أفكارهم وقيمهم وميولهم واتجاهاتهم فأنهم سرعان ما يصابون بخيبة الأمل واليأس ومثل هذه الحالة المأساوية قد تدفع بعضهم إلى الانتحار لتخلص من الحياة ومنغصاتها .(الحسن،1991 :247-249) ، وبرائي أن انتحار التفسخ الاجتماعي قد يحدث بشكل ملحوظ في المجتمعات التي تصاب بانقلاب مفاجئ أو تغيير عكسي ولم تعد قادرة على السيطرة على جميع مجريات هذا التغير ومحاولة الإصلاح أو التكيف معه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نظرية دوركايم في الدين :
قد يكون كتاب دوركايم "الصور الأولية للحياة الدينية"(1912م) أجرئ كتاب لدوركايم .وهو يقوم على أساس افتراض كانت الاثنولوجيا تعتبره افتراضا كاذبا أو على الأقل غير دقيق،وهذا الافتراض يقول بالتحديد أن الطوطمية ليست سوى دين وعلى أي حال فمازال دوركايم يعتقد أن الدين ليس وهما ولكنه بداية لكل الثقافات والحضارات.فالدين هو جوهر الجماعة ،انه القوة الغامضة التي يشعر بها الأفراد وتوثر فيهم إذا لم يكونوا بمفردهم وإذا تجمعوا معا للقيام باحتفال مشترك .انه الشيء الذي يشتركون فيه جميعا انه ينظم حياتهم ويعطيهم الشعور بالأمن والسعادة ولكنه يفرض عليهم سلوك الجماعة الأخلاقي ،وان سلوك التوحد مع القوة الخارقة للطبيعة يتحقق في طقوس الأضحية وفي طقوس الاستعداد للصيد البري أو صيد السمك أو الحرب،كما يوجد هذا السلوك في الإشارات والرموز والممارسات السحرية والتي من خلالها يظهر التنظيم الاجتماعي .أي أن التنظيم الاجتماعي الذي يشعر به أعضاء الجماعة ويمارسونه إنما ينعكس في الدين .(بدر،2008 :79), ومن وجهة نظري أرى أن دوركايم من خلال تفسيره ظاهرتي الدين والأخلاق بأنها وليدتا أسباب اجتماعية فقط ففي ذلك إلغاء الفطرة الإنسانية والنزاعة إلى الإيمان بالله والى عبادته والى فضائل الأخلاق , وذلك ينافي تماما ما جاء على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم في القران الكريم قوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) "الاية 3 من سورة المائدة" .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من وجهة نظري استنتج أهم ما قدمه من انجازات لعلم الاجتماع وهي كالتالي :
1- أكد على ضرورة فهم الظاهرة الاجتماعية لأسباب اجتماعية مما أدى إلى استقلالية علم الاجتماع .
2- استخدم المنهجية العلمية التي اعتمدت على لغة الكم في فهم الظواهر الاجتماعية عندما استخدم المنهج الإحصائي الذي أعطى تكاملا لفهم الظاهرة في علم الاجتماع .
3- استخدم الملاحظة والتجربة كطرق منهجية في فهم الظواهر الاجتماعية .
4- ابتداعه للعقل الجمعي واستخدام هذا المفهوم لتفسير الظواهر .
5- تأكيده على فكرة الموضوعية والحياد الأخلاقي بمعنى تقرير الأشياء كما هي في الواقع و أن لا يقحم الباحث ذاته في الدراسة .
6- أصر على استخدام عامل الدين لفهم الظواهر الاجتماعية .
أهم الانتقادات الموجهة لدوركايم
1. لقد اتهم دوركايم بالمادية عندما نادى بان الظواهر الاجتماعية يجب أن تدرس كأشياء .
2. انه تحمس أكثر من اللازم لسوسيولوجيته وتغالى في تفسير الحقيقة الاجتماعية بحقيقة اجتماعية أخرى واشترط في استبعاده بعض المؤثرات الأخرى في الحياة الاجتماعية .
3. في دراسته عن الانتحار لم يلتفت إلى العوامل الاجتماعية طبقا لما نادى به وهو تفسير الظاهرة الاجتماعية بظاهرة اجتماعية أخرى .
4. أوجه النقص الأساسية في نظريات دوركايم إنما ترجع إلى ذلك التصور الذي يتأتى من تعاريفه ،فالتعريفات بالنسبة إلى ذلك تعريفات مبدئية بمعنى أنها تظل دائما في حاجة إلى تعديل كما أن أفكاره المنهجية الأساسية مثل شيء وواقعه وميكانيكي وموضوعي والفرد والقهر كانت معاني متعددة غامضة ويستخدم المصطلح في معاني مختلفة .
5. نزعته المحافظة أي تأثره بظروف عصره وقد كتب دوركايم خلال فترة تفكك اجتماعي .
6. اعتمد على تاريخ مجتمعات بعينها لتأييد وجهة نظره في تطور الأشكال الاجتماعية ,وأهمل المجتمعات الأخرى مما افقد نظريته الشمول والعمومية .
7. في تحديده الظاهرة الاجتماعية بالجبرية والتلقائية قد طمس بذلك فاعلية الإنسان وجعله عبدا لمصير مجهول ومعنى ذلك أن الناس يخرجون إلى العالم وهم لا يملكون إلا أن يكونوا سلبيين يقبلون علاته .(بيومي،2000 :158-159)
قائمة المراجع والمصادر :
• الحسن،إحسان محمد ,رواد الفكر الاجتماعي ،دار وائل للنشر ،بغداد ،1999م .
• الغريب،عبد العزيز بن علي ,نظريات علم الاجتماع ،مكتبة الملك فهد الوطنية ،الرياض،2009م .
• بدر ،يحيى مرسي ,علم الاجتماع مقدمة في سوسيولوجيا المجتمع ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ,الإسكندرية ,2008م .
• بيومي، محمد احمد ,أسس وموضوعات علم الاجتماع ،دار المعرفة الجامعية ،2000م .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نبذه عن حياته :
ولد إميل دوركايم في 15ابريل 1858م في بلدة ابينال بالقرب من سهل اللورين الذي يشتمل على بعض المدن الفرنسية. وفي أحضان أسرة يهودية نشا دوركايم فهو احد أحفاد كبار أحبار اليهود ولد في أسرة تنحدر أصلا من حاخامات المذهب الرباني اليهودي الذين يدينون بالمذهب العبراني الجديد ولذلك اتجه دوركايم منذ طفولته وصباه نحو دراسة التلمود والعهد القديم كما درس أيضا العبرية والتاريخ ثم هجر اللغويات كي يدرس تاريخ الأديان .
والى جانب اليهودية تأثر دوركايم بتعاليم الديانة الكاثوليكية تلك التي لقنتها إياه إحدى مدرساته الكاثوليكيات وهي امرأة لها فضل تربيته وتثقيفه ودرايته بتعاليم الدين الكاثوليكي التي تلقاها من هده الكاثوليكية التي كان لها أثرها الواضح في نشأته الدينية تلك التي غلبت على معظم كتاباته السوسيولوجية فجاءت دراساته في علم الاجتماع الديني ذات مسحه صوفية متميزة.
وفي عام1878م ذاعت شهرة دوركايم ثم انتقل للتدريس بجامعة بوردو وألقى دروسا في علم الاجتماع العائلي والجنائي وفي التضامن الاجتماعي والانتحار وفي التربية والدين كما ألقى دروسا في تاريخ المذاهب السوسيولوجية وفي المسئولية والجزاء والتنظيم الاجتماعي للقبائل الاسترالية القديمة .(بدر،2008: 74-75)
توفي دوركايم في 15نوفمبر1917م بعد الصدمة التي تلقاها بمقتل ابنه الوحيد في عمليات الحرب العالمية الأولى ,الابن الذي خطط والده أن يكون وريثه العلمي .ذلك أن دوركايم جعل ابنه يتخصص بموضوع علم اجتماع اللغة .وبعد مقتل ولده في الحرب فقد إميل دوركايم أمل العيش في الحياة فمات وهو يحمل الأفكار المرة عن الحياة وويلاتها وعدم استقرارها .
يعتبر دوركايم احد دعائم الحركة العلمية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين .وهو مؤسس علم الاجتماع الحديث وزعيم المدرسة الفرنسية (الوظيفية) لعلم الاجتماع (الحسن،1991 :224) ولقد ترك لنا دوركايم تراثا علميا يتمثل في مجموعة من المؤلفات والمقالات هذا بالإضافة إلى إنشائه المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن أهم مؤلفاته :
• تقسيم العمل الاجتماعي .(1893)
• قواعد المنهج في علم الاجتماع .(1895)
• الانتحار .(1897)
• التربية الخلقية .(1903)
• الصورة الأولية للحياة الدينية .(1912)
• علم الاجتماع والفلسفة.(1924)
• المجلة السنوية لعلم الاجتماع عام 1896م التي أصبحت لعدة سنوات المجلة الرئيسية للفكر الاجتماعي والبحث في فرنسا . (بيومي،2000 :134)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهناك ثلاثة عوامل شكلت تفكير دوركايم: المذهب العقلاني عند ديكارت بتأكيده القوى للتحليل الصوري ,وعصر التنوير الذي يعد بعصر جديد يتحقق فيه الاستخدام الحر للعقل ,ثم وضعية أوجست كونت التي أنارت الطريق لوجود علم جديد للمجتمع ,بمنهجه ومدخله واتخذ مكانا مع العلوم الأخرى في قدرته على اكتشاف القوانين واستخلاص التعميمات والقيام بالتنبؤ .والى جانب هذه التأثيرات التكوينية لم تفشل نظرية التطور في أن تترك بصمة على تفكير دوركايم فقد ساعدته على رؤية المجتمع في ضوء النمو العضوي وتشابك الأجزاء ,ولذلك أصبح المسرح مستعدا ليقوم دوركايم بتقديم أعظم إسهام في علم الاجتماع قدمه إنسان ,وبدون دوركايم لسار تاريخ علم الاجتماع في اتجاه آخر .وبدونه لكان علم الاجتماع في خطر بالغ من رده إلى علم النفس الذي كان في ذلك الوقت علما أكاديميا كما كان الجو العام أكثر قبولا بنسق فكري يفسر القوى التي تحرك المجتمع في ضوء الدوافع السيكولوجية والغرائز والإشباعات . .(بدر،2008 :75-77)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المجتمع وعلم الاجتماع لدى دوركايم
تعريف المجتمع عند دوركايم :
• المجتمع لا يمكن أن يستمر إلا إذا وجدت درجة كافية من التجانس والتربية ترسخ وتدعم هذا التجانس .
• أما وظيفة المجتمع فهي تحقيق التجانس,وأدوات التجانس هي التربية .
• أن المجتمع هو قبل كل شي ضمير وهو ضمير المجموعة الذي يجب إيصاله إلى الطفل .(الغريب،2009 :152), ومن وجهة نظري في هذا التعريف الذي طرحه دوركايم للمجتمع انه غالى كثيرا في فكرة الضمير وأراد إثباتها حتى في استخدامه لها في هذا التعريف بشكل موسع وبذلك ألغى وجود العقل والتفكير لدى أفراد المجتمع وألغى كذلك شعور الفرد بالأنا ومن هذا المنطلق اتضح مدى رغبة وإلحاح دوركايم في فصل علم النفس عن علم الاجتماع باعتباره علم مستقل بذاته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ويتكون المجتمع من :
• النظم الاجتماعية أو القواعد الاجتماعية .
• الظواهر أو الوقائع الاجتماعية .وهي أنماط متكررة من السلوك الجماعي يشعر بها أفراد المجتمع .
• قوى عقلية أو فكرية أو تيارات فكرية ثقافية تتحكم في السلوك أو الفعل الاجتماعي .(الغريب،2009 :150)
تعريف علم الاجتماع عند دوركايم :
علم يهتم بالظواهر الاجتماعية والالتزامات الأخلاقية الجمعية وخاصة تلك الظواهر التي تقهر الفرد على أن يسلك سلوكا معينا داخل الجماعة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تقسيم دوركايم لعلم الاجتماع :
صنف ميادين علم الاجتماع في ثلاث موضوعات رئيسية :
1. المورفولوجيا الاجتماعية وهي عبارة عن التركيب الجغرافي وكثافة السكان.
2. الفسيولوجيا الاجتماعية وهي التي تتضمن العمليات الديناميكية كالعقيدة والأخلاقيات والقانون والحياة الاقتصادية .
3. علم الاجتماع العام أي العلم الشامل الذي يجمع النتائج والقوانين العامة التي تصل اليها فروع علم الاجتماع مهما تباينت مقدمات تلك النتائج وأساليب استنباط تلك القوانين . (بيومي،2000 :136)
أسس الدراسة ومنهجية البحث عند دوركايم :
ينظر دوركايم إلى علم الاجتماع من حيث كونه يهتم بدراسة المجتمع وما ينبعث عنه من ظواهر دراسة علمية وصفيه تحليلية. ولكي يتحقق هذا فانه لابد من منهج علمي يستطيع بفضله الوصول إلى قوانين الظواهر.(الغريب،2009 :150)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قواعد المنهج العلمي عند دوركايم :
• ضرورة تحرر الباحث الاجتماعي بصورة كلية من كل فكرة سابقة يعرفها عن الظاهرة موضوع الدراسة والبحث .
• ضرورة تخصيص مبحث أو فصل من البحث لتحديد معنى المصطلحات والمفاهيم العلمية التي يستخدمها الباحث في دراسته العلمية .وهذه المصطلحات تعبر عن الظواهر الاجتماعية التي يدرسها الباحث .
• عند قيام الباحث بدراسة الظواهر الاجتماعية المحددة في دراسته عليه ملاحظة هذه الظواهر .وهذا شرط ضروري حتى يمكن التوصل إلى الصفات الثابتة التي تتيح لنا الكشف عن حقيقة الظواهر الاجتماعية ومن ثم تسمح لنا بالكشف عن القانون الذي تخضع له .(الحسن،1991: 235-236)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما خطوات منهج دوركايم في علم الاجتماع فيمكن درجها بالنقاط التالية :
1. دراسة مكونات الظاهرة وتحديد عناصرها الأساسية لكي يتمكن الباحث من فهمها .
2. دراسة أشكال الظاهرة في كل مرحلة من مراحل تطورها لربط ماضي الظاهرة بحاضرها بطريقة منطقية .
3. دراسة علاقة الظاهرة بالظواهر الأخرى المشابهة وغير المشابهة لها .
4. الاستفادة من منطق المقارنة بين الظاهرة والظاهرة الأخرى .
5. التعرف على الوظيفة التي تؤديها الظاهرة الاجتماعية وتطوير تلك الوظيفة في مختلف المراحل التي تمر بها الظاهرة الاجتماعية .
6. تحديد القوانين التي يتم استخلاصها من الدراسة بصورة دقيقة باعتبارها الهدف الرئيسي للعلم .
وقد تصاغ هذه القوانين في صور كمية تعبر عن الظاهرة بالأرقام أو في صور كيفية تحدد الخواص والصفات العامة والدعائم الأساسية التي تقوم عليها الظاهرة .وهذا كله لابد أن يؤدي إلى رفع قيمة وفاعلية علم مابين غيره من العلوم .
وكما يهتم المنهج عند دوركايم بالطريقة التاريخية فانه يهتم أيضا بطريقة المقارنة ويعتقد دوركايم بان البحث عن العلاقات السببية بين الظواهر الاجتماعية ليس إلا جانبا مهما من الجوانب التي يهتم بها علم الاجتماع لذلك حاول أن يطور منهجا وظيفيا يلاءم دراسة الظواهر الاجتماعية ،علما بان النزعة الوظيفية عند دوركايم هي بديل للمنهج الغائي الذي تكشف عنه كتابات كونت وسبنسر .(الحسن،1991 :238-237) , ومن وجهة نظري أرى انه بالفعل كان لدوركايم محاولة كبيرة في بناء وتحديد منهجية خاصة بعلم الاجتماع بعيدة عن المناهج المتبعة في العلوم الطبيعية.
الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم
عرفها بأنها طرق للسلوك والتفكير والشعور خارجة عن الفرد ولها من قوة التأثير ما تستطيع به أن تفرض نفسها على الفرد .(بدر،2008 :77)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ونستطيع أن نستخلص من هذا التعريف صفات الظاهرة الاجتماعية وهي كالتالي :
• الظاهرة الاجتماعية هي ظاهرة موضوعية لها وجود خاص خارج شعور الأفراد الذين يلاحظونها ويحسون بها لأنها ليست من صنعهم بل يتلقونها من المجتمع الذي تنشا فيه.
• الظاهرة الاجتماعية ليست هي وليدة التفكير الذاتي عند الأفراد .
• الظواهر الاجتماعية هي ظواهر شيئية وهذه الخاصية هي التي اعتمد عليها دوركايم في تأسيس علم الاجتماع ذلك انه شبه حقائق العالم الاجتماعي بحقائق العالم الخارجي .
• الظواهر الاجتماعية هي أشياء خارجية بالنسبة لشعور الأفراد .فالفرد يقبل الظاهرة ويخضع لها ويستسلم كما لو كانت قوة خارجية .
• للظاهرة الاجتماعية صفة الإلزام أو القهر.أي تفرض نفسها على شعور وسلوك الفرد .
• الظاهرة الاجتماعية هي ظاهرة إنسانية تنشا بنشأة المجتمع الإنساني .
• تمتاز الظاهرة الاجتماعية بأنها تلقائية أي من صنع المجتمع ومن خلقه .
• الظاهرة الاجتماعية هي ظاهرة عامة وعمومية الظاهرة ناجمة من صفة القهرية .
• تمتاز الظاهرة الاجتماعية بصفة الترابط .بمعنى أن كل ظاهرة اجتماعية مترابطة مع الظاهرة الأخرى .(الحسن ،1991 :227-228-229)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فكرة الضمير الجمعي :
احد المفاهيم الكبرى لدى دوركايم أما من حيث القانون والأخلاق والضبط الاجتماعي فهناك ولاء ملحوظ للضمير الجمعي الذي يعني مجموعة من المعتقدات والعواطف العامة بين أعضاء المجتمع والتي تكون نسقا خاصا ومثل هذا الضمير له وجوده الخاص المتميز فهو يدوم عبر الزمن ويعمل على توحيد الأجيال ,والضمير الجمعي يعيش بين الأفراد ولكنه يتميز بالقوة والاستقلال وبخاصة حينما تزداد درجة التشابه بين الأفراد .
وتعكس دراسة الضمير الجمعي عند دوركايم نظريته عن القهر الاجتماعي .وترتبط معالجته للظواهر الاجتماعية ارتباطا وثيقا بمناقشة الضمير الجمعي ،حيث يعد المفهوم من مفاهيم دوركايم الرئيسية حيث عرفه بأنه : "مجموعة من المعتقدات والعواطف المشتركة لدى متوسط أعضاء المجتمع الواحد والتي تشكل نظاما اجتماعيا محددا له حياته الخاصة به ".
ويعتمد الضمير الجمعي في وجوده على الأحاسيس والعواطف والمعتقدات الموجودة في الضمير الفردي .وبالتالي أوضح أن هناك ارتباطا ذا تثير متبادل بين الضمير الجمعي والأفكار الاجتماعية في الواقع الاجتماعي نتيجة الضغوط التي يمارسها الضمير الجمعي على أعضائه . (الغريب،2009 :156)
وأنا أرى أن العقل الجمعي لدوركايم والذي حدث في مصر وتونس ما هو إلا عقل جمعي نتج من خلال ظلم وجور وطغيان وفساد للأنظمة الحاكمة على مدى فترة طويلة من الزمان فصنع ذلك للناس تصورا جمعيا عن ظلم حكوماتهم فانعكس على تصرفاتهم دون وعى مباشر منهم وقاموا بالثورة دون توقع من احد في مصر وقلبها في تونس, ولتعي كل الحكومات والأفراد على السواء تأثير العقل الجمعي وأهمية تلك النظرية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تقسيم العمل :
يعتقد دوركايم أن ظاهرة تقسيم العمل ليست حديثة النشأة ولكن الجانب الاجتماعي منها كان أكثر ظهورا في أواخر القرن الثامن عشر ولقد تطورت إلى الحد الذي جعلها عامة وواضحة لكل فرد ولعل الاتجاه الذي اتخذته الصناعة الحديثة يكشف لنا بوضح مدى عمومية وانتشار هذه الظاهرة والصناعة تهدف إلى تقسيم العمل إلى ابعد الحدود وأصبحت المهن منعزلة متخصصة ليست فقط داخل المصنع بل أصبح كل إنتاج في حد ذاته متخصصا من ناحية ومعتمد على غيره من ناحية أخرى كذلك في معظم قطاعات المجتمع سواء في الوظائف الاداريه أو العلمية أو غيرها ونجد شبيها لذلك أيضا في الكائنات العضوية والمجتمعات .ويرى دوركايم انه لكي نصل إلى تعريف موضوعي لتقسيم العمل لابد من ملاحظته ومقارنته ودراسته كحقيقة موضوعية ولما كان تقسيم العمل يتضمن كل من القوة الإنتاجية وقدرة العامل لذلك فهو شرط ضروري لتقدم المجتمعات سواء أكان فكريا أو ماديا ,والوظيفة الأساسية لتقسيم العمل انه يخلق شعورا بالتضامن والتماسك والترابط بين الأفراد علاوة على ذلك له اثر ملحوظ وواضح في زيادة الوظائف المقسمة المتخصصة .(بيومي،2000 :142)
تقسيم العمل يختلف باختلاف حجم المجتمع وكثافة السكان وشدة التفاعل الاجتماعي فازدياد السكان عامل أساس لتقسيم العمل ويعتبر كتابه تقسيم العمل أهم النصوص المنهجية في علم الاجتماع والتي حللت التصورات الطارئة خلال القرنين 18و19م لذا خصص دوركايم الكتاب ليوضح رأيه في إمكانات تطبيق المقاربة الوظيفية من مبدأ يعتبر الوظيفية مبدأ نسبيا منهجيا . وهو يرى انه قد ترتب على تقسيم العمل شدة الصراع من اجل البقاء والاستمرار ،فكثرة العدد تفرض على الأفراد ضرورة التخصص المهني مما يقلل من حدة الصراع ويتيح فرصة أوسع للحصول على وسائل الحياة .
وعن الوظيفة الايجابية لتقسيم العمل يرى دوركايم أن تقسيم العمل وما يترتب عليه من تباين بين الأفراد يعمل على تدعيم نوع من التماسك المتبادل في المجتمع وينعكس هذا التساند المتبادل على العقلية الإنسانية والأخلاقيات كما انه يبرز في ظاهرة التضامن العضوي ذاتها .وكلما ازداد هذا التضامن رسوخا قلت أهمية الضمير الجمعي .وهكذا يستبدل القانون الجنائي القائم على جزاءات رادعة بقانون مدني إداري يهدف إلى حفظ حقوق الآخرين بدلا من العقوبة . (الغريب،2009 :157)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التضامن والتغير الاجتماعي:
يعتبر من إسهامات دوركايم تصوره وجود شكلين أساسين من التضامن بين أفراد المجتمع يعكسان بصورة أساسية نظريته نحو التطور والتغير الاجتماعي وهما :
1. التضامن الآلي : وهو إحدى خصائص المجتمعات التقليدية التي يتضاءل فيها نظام تقسيم العمل .حيث يحدث نوع من التماثل والتشابه بين أنماط العمل السائدة في هذه المجتمعات كما تظهر المعايير الاجتماعية باعتبارها قوة ضاغطة وتمارس نوعا من القهر والإجبار .وتحدث نوع من التماسك حيث تتمثل المعايير والأعراف والتقاليد والقيم وتتقارب وجهات النظر والآراء إلى درجة كبيرة .
2. التضامن العضوي: وهو إحدى خصائص المجتمعات الحديثة المتقدمة التي تقوم على نظم معقدة لتقسيم العمل وتنوع نمط العلاقات التعاقدية التي تؤدي إلى انخفاض درجة التضامن الاجتماعي وندرة مظاهر التضامن .كما تؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وضعف قوة الضبط الاجتماعي وظهور مظاهر متعددة للانحراف والجريمة والتعدي على حقوق الآخرين .(الغريب،2009 :154-155)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ظاهرة الانتحار :
تمثل دراسة دوركايم عن الانتحار1897م مكانة هامة في الدراسات السوسيولوجية وكتابه هذا باجتماع معظم علماء الاجتماع يعتبر رائدا في تطبيق المنهج الإحصائي(الكمي) في دراسة الظواهر الاجتماعية ,وهم يرون أنها أكثر ما تكون دراسة إحصائية ذلك لأنه عرفنا كيف يمكن أن ندعم البيانات التجريبية في موقف نظري معين.
تعريف ظاهرة الانتحار عند دوركايم :"يشير الانتحار إلى كل حالات الموت التي تكون نتيجة مباشرة لفعل ايجابي أو سلبي قام به الشخص المنتحر وهو يعلم انه سيؤدي إلى هذه النتيجة " .(بيومي،2000 : 146-147) , وبالرغم من أن عملية الانتحار عملية شخصية بحتة إلا انها لا تخرج عن نطاق المجتمع الذي يعيش فيه المنتحر إذ أن القوى الاجتماعية المحيط به وليس حالته النفسية هي التي تدفعه إلى قتل وتدمير ذاته، ويضيف دوركايم قائلا بان التناقضات والأخطاء التي قد تظهر في البناء الاجتماعي لابد أن تكون عاملا من عوامل تفاقم مشكلة الانتحار ,فكلما كان الأفراد منسجمين مع المجتمع ومتكيفين لعاداته وتقاليده وظروفه كلما تنخفض فيه نسبة الانتحار والعكس هو الصحيح .لهذا السبب نرى بان نسبة الانتحار عالية في المجتمعات لصناعية المعقدة ومنخفضة في المجتمعات الزراعية البسيطة التي تتكون من جماعات تربط أفرادها علاقات ايجابية ومتكاملة .لهذا يشير دوركايم إلى أن نسب الانتحار تكون عالية في المدن ومنخفضة في القرى والأرياف, وتكون عالية بين العزاب ومنخفضة بين المتزوجين لاسيما هؤلاء الذين لديهم أطفال ،وتكون عالية بين المسيحيين البروتستانت ومنخفضة بين اليهود والمسلمين ،وأخيرا تكون نسبة الانتحار بين العسكريين أعلى من المدنيين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أنواع الانتحار عند دوركايم:
1. انتحار الوحدانية أو العزلة الاجتماعية (Egoistic Suicide)
يظهر هذا النوع من الانتحار نتيجة لانعزال الفرد عن المجتمع لسبب ما يتعلق بالفرد نفسه أو يتعلق بالمجتمع الذي ينتمي إليه الفرد ويتفاعل معه ،فهذا الفرد لا يستطيع تكوين علاقة طبيعية مع المجتمع لعدم تذوقه لقوانين وعادات المجتمع وسخطه على نظامه ووضعه العام ،والمجتمع من جانبه لا يعطي المجال للفرد للتفاعل معه والانسجام مع مؤسساته البنيوية نظرا لتناقض ميوله واتجاهاته ومصالحه وأهدافه وقيمه مع تلك التي يتمسك ويؤمن بها الفرد .لذا يشعر الفرد بالبعد والاغتراب عن المجتمع وهنا يفقد آماله وطموحه ويضيع كل شي له علاقة بالمجتمع ويفشل في تذوق ثمرة عمله وجهوده,لذا تنعدم عنده معاني الحياة السامية ويفقد مثله وقيمه ومقاييسه بعد ذلك يصاب بمرض نفسي خطير قد يؤدي به إلى الانتحار .وهذا النمط من الانتحار غالبا ما يصيب الأشخاص المعدمين والمحرومين والذين يعانون من الأمراض النفسية والعقلية . ومن وجهة نظري اعتقد ان هذا النوع من الانتحار يظهر بنسبة كبيرة في الوطن العربي بين الشباب في الوقت الحاضر وذلك قد يرجع الى ازدياد نسبة البطالة بشكل ملحوظ وقلة فرص العمل مقابل الازدياد السكاني وكذلك حرمان الشباب من حقوقهم المشروعة في العمل وشعوره بالاحباط مما يؤدي به الى الاقدام على الانتحار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
2. انتحار التضحية في سبيل الآخرين (Altruistic Suicide)
يعتبر انتحار التضحية في سبيل الآخرين مناقضا من حيث أسبابه ودوافعه لانتحار الوحدانية فهو ناتج عن شدة تماسك وانسجام الفرد مع جماعته وقوة علاقته الاجتماعية معها ذلك أن جماعته كما يعتقد لها أهميتها وفاعليتها في وجوده وكيانه فهو لا يستطيع العيش دون وجودها ويكون معتمد عليها ومتأثر بتعاليمها وفلسفتها وأساليبها السلوكية كما يكون مستعدا على التضحية بماله ونفسه من اجل بقائه واستمرارها إذا تعرضت للخطر والتهديد وعندما تتعرض الجماعة لخطر العدوان أو التفكك فانه يقوم بالدفاع عنها بكل ما يملك من قوة وباس ،وفي أحيان كثيرة ينتهج الصيغ الانتحارية لإنقاذها من مأزق التشتت والانهيار والفناء .وإذا فشل في إنقاذ الجماعة من الخطر فإنه يقدم على الانتحار علما منه بأنه لا يستطيع العيش بدونها ولا يريد مشاهدة وضعها البائس والمتشتت بعد عجزها في درء الأخطار والتحديات عنها والعمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض أفراد القبائل عندما تتعرض قبائلهم بالغزو والاحتلال والسبي من قبل القبائل الأخرى إلا مثال حي على هذا النوع من الانتحار ،وارى في هذا النوع من الانتحار انه غالبا ما يكون في المجتمعات التي تعاني جراء الحروب والعدوان مثال ذلك فلسطين وإقدام العديد من أطفالها وشبابها ونسائها على العمليات الانتحارية (الاستشهادية) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
3. انتحار التفسخ الاجتماعي (Anomic Suicide)
يظهر هذا النوع من الانتحار عندما يفشل المجتمع في السيطرة على سلوك وعلاقات أفراده ,وعندما تتفسخ الأخلاق والآداب والقيم وتضعف العادات والتقاليد وتعم الفوضى والفساد في ربوع المجتمع وهنا يفقد الفرد آماله وطموحاته وتضعف أو تنعدم عنده الرغبة في التفاعل مع الآخرين والانسجام معهم . وعندما يشعر الفرد بعدم قدرته على وضع حد لهذه الحالة المتفسخة والشاذة وعجزه عن تغيير المجتمع نحو الأحسن فانه يصاب باليأس والقنوط وانعدام الآمال والأهداف . ومثل هذه الحالة تلحق به المرض النفسي والكآبه والاشمئزاز من الحياة . إذن التفسخ الاجتماعي (Anomie)الذي يعبر عن نفسه في ارتباك موازين الحياة واضطراب قيمها ومقاييسها وتشتت آمال وأهداف الفرد وتناقض مصالحه مع مصالح المجتمع لابد أن يدفع عدد غير قليل من أبناء المجتمع إلى الانتحار .أما الأفراد الذين يتعرضون لهذا النمط من الانتحار فهم المطلقون والمطلقات والذين يتعقدون بقيم ومقاييس ومثل معين اكتسبوها من وسط المجتمع الذي عاشوا فيه وتفاعلوا معه وعندما تغير هذا المجتمع وتغيرت معه القيم المقاييس والمثل لم يستطيع الأفراد المسنون مثل تغير قيمهم ومثلهم القديمة وإدخال القيم الجديدة التي دخلت المجتمع مؤخرا . وهنا يتعرض هؤلاء إلى عدم التكيف مع المجتمع الجديد فيفقدوا طموحاتهم وأهدافهم ويصبحوا من نقاد المجتمع والحاقدين عليه وعندما يفشلون في تغيره أو إصلاحه وفق أفكارهم وقيمهم وميولهم واتجاهاتهم فأنهم سرعان ما يصابون بخيبة الأمل واليأس ومثل هذه الحالة المأساوية قد تدفع بعضهم إلى الانتحار لتخلص من الحياة ومنغصاتها .(الحسن،1991 :247-249) ، وبرائي أن انتحار التفسخ الاجتماعي قد يحدث بشكل ملحوظ في المجتمعات التي تصاب بانقلاب مفاجئ أو تغيير عكسي ولم تعد قادرة على السيطرة على جميع مجريات هذا التغير ومحاولة الإصلاح أو التكيف معه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نظرية دوركايم في الدين :
قد يكون كتاب دوركايم "الصور الأولية للحياة الدينية"(1912م) أجرئ كتاب لدوركايم .وهو يقوم على أساس افتراض كانت الاثنولوجيا تعتبره افتراضا كاذبا أو على الأقل غير دقيق،وهذا الافتراض يقول بالتحديد أن الطوطمية ليست سوى دين وعلى أي حال فمازال دوركايم يعتقد أن الدين ليس وهما ولكنه بداية لكل الثقافات والحضارات.فالدين هو جوهر الجماعة ،انه القوة الغامضة التي يشعر بها الأفراد وتوثر فيهم إذا لم يكونوا بمفردهم وإذا تجمعوا معا للقيام باحتفال مشترك .انه الشيء الذي يشتركون فيه جميعا انه ينظم حياتهم ويعطيهم الشعور بالأمن والسعادة ولكنه يفرض عليهم سلوك الجماعة الأخلاقي ،وان سلوك التوحد مع القوة الخارقة للطبيعة يتحقق في طقوس الأضحية وفي طقوس الاستعداد للصيد البري أو صيد السمك أو الحرب،كما يوجد هذا السلوك في الإشارات والرموز والممارسات السحرية والتي من خلالها يظهر التنظيم الاجتماعي .أي أن التنظيم الاجتماعي الذي يشعر به أعضاء الجماعة ويمارسونه إنما ينعكس في الدين .(بدر،2008 :79), ومن وجهة نظري أرى أن دوركايم من خلال تفسيره ظاهرتي الدين والأخلاق بأنها وليدتا أسباب اجتماعية فقط ففي ذلك إلغاء الفطرة الإنسانية والنزاعة إلى الإيمان بالله والى عبادته والى فضائل الأخلاق , وذلك ينافي تماما ما جاء على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم في القران الكريم قوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) "الاية 3 من سورة المائدة" .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من وجهة نظري استنتج أهم ما قدمه من انجازات لعلم الاجتماع وهي كالتالي :
1- أكد على ضرورة فهم الظاهرة الاجتماعية لأسباب اجتماعية مما أدى إلى استقلالية علم الاجتماع .
2- استخدم المنهجية العلمية التي اعتمدت على لغة الكم في فهم الظواهر الاجتماعية عندما استخدم المنهج الإحصائي الذي أعطى تكاملا لفهم الظاهرة في علم الاجتماع .
3- استخدم الملاحظة والتجربة كطرق منهجية في فهم الظواهر الاجتماعية .
4- ابتداعه للعقل الجمعي واستخدام هذا المفهوم لتفسير الظواهر .
5- تأكيده على فكرة الموضوعية والحياد الأخلاقي بمعنى تقرير الأشياء كما هي في الواقع و أن لا يقحم الباحث ذاته في الدراسة .
6- أصر على استخدام عامل الدين لفهم الظواهر الاجتماعية .
أهم الانتقادات الموجهة لدوركايم
1. لقد اتهم دوركايم بالمادية عندما نادى بان الظواهر الاجتماعية يجب أن تدرس كأشياء .
2. انه تحمس أكثر من اللازم لسوسيولوجيته وتغالى في تفسير الحقيقة الاجتماعية بحقيقة اجتماعية أخرى واشترط في استبعاده بعض المؤثرات الأخرى في الحياة الاجتماعية .
3. في دراسته عن الانتحار لم يلتفت إلى العوامل الاجتماعية طبقا لما نادى به وهو تفسير الظاهرة الاجتماعية بظاهرة اجتماعية أخرى .
4. أوجه النقص الأساسية في نظريات دوركايم إنما ترجع إلى ذلك التصور الذي يتأتى من تعاريفه ،فالتعريفات بالنسبة إلى ذلك تعريفات مبدئية بمعنى أنها تظل دائما في حاجة إلى تعديل كما أن أفكاره المنهجية الأساسية مثل شيء وواقعه وميكانيكي وموضوعي والفرد والقهر كانت معاني متعددة غامضة ويستخدم المصطلح في معاني مختلفة .
5. نزعته المحافظة أي تأثره بظروف عصره وقد كتب دوركايم خلال فترة تفكك اجتماعي .
6. اعتمد على تاريخ مجتمعات بعينها لتأييد وجهة نظره في تطور الأشكال الاجتماعية ,وأهمل المجتمعات الأخرى مما افقد نظريته الشمول والعمومية .
7. في تحديده الظاهرة الاجتماعية بالجبرية والتلقائية قد طمس بذلك فاعلية الإنسان وجعله عبدا لمصير مجهول ومعنى ذلك أن الناس يخرجون إلى العالم وهم لا يملكون إلا أن يكونوا سلبيين يقبلون علاته .(بيومي،2000 :158-159)
قائمة المراجع والمصادر :
• الحسن،إحسان محمد ,رواد الفكر الاجتماعي ،دار وائل للنشر ،بغداد ،1999م .
• الغريب،عبد العزيز بن علي ,نظريات علم الاجتماع ،مكتبة الملك فهد الوطنية ،الرياض،2009م .
• بدر ،يحيى مرسي ,علم الاجتماع مقدمة في سوسيولوجيا المجتمع ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ,الإسكندرية ,2008م .
• بيومي، محمد احمد ,أسس وموضوعات علم الاجتماع ،دار المعرفة الجامعية ،2000م .
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
قراءة في حياة ابن خلدون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
النشأة الأولى ومرحلة التأسيس
> ولد ابن خلدون بتونس عام سبعمائة واثنين وثلاثين هجرية ، منتميا لأسرة يمتد نسبها إلى الصحابي الجليل وائل بن حجر ، ومن حفدة وائل بن حجر دخل خالد بن عثمان إلى الأندلس مع الفاتحين من العرب، واشتهر خالد باسم خلدون تبجيلا وتعظيما مثل قولهم في الأندلس حمدون وزيدون ، حيث أسس بيت الأسرة الخلدونية في إشبيلية فكان لهذه الأسرة شأن خطير في التاريخ الإسلامي بالأندلس. ولما تقلص الحكم الإسلامي في الأندلس هاجرت الأسرة الخلدونية إلى المغرب ، فكان لها في المغرب رسوخ قدم في الرياستين السياسية والعلمية.
ويرى أحد الباحثين أن ابن خلدون الطفل كان تجسيدا حيا لتاريخ الأسرة الخلدونية* فقد أراد أن يجمع بين السيف والقلم ، ومن هنا كان حبه الطاغي لمختلف علوم عصره ، لعل العلم يحمله إلى قصور الأمراء والسلاطين ويقربه إلى آفاق الأسر الحاكمة.
قرأ القرآن الكريم على يد المكتب لبن عبدالله محمد بن سعدين برال، وكان إماما للقراءات ، ودرس العربية على يد أبيه وعلى يد ابن عبدالله محمد بن العربي وأبي عبدالله بن الشواش الزرزالي، وأخذ الفقه عن أبي عبدالله بن محمد الجياني. كما أخذ العلوم العقلية عن أبي عبدالله محمد بن إبراهيم الابلي.
وساعده على سعة مداركه وتنمية أرائه في الحياة أسفاره الكثيرة ، متنقلا بين مدن الأندلس ، وشمال افريقيا ومصر والحجاز والشام.
وقد درس أيضا في جامع الزيتونة للعلوم الشرعية ، والعلوم الإنسانية والفلسفة والمنطق، على أيدي أشهر علماء وأدباء ذلك العصر. وكان بالإضافة إلى ذلك شاعرا مجيدا.
إن الشيء الذي يحسب لابن خلدون هو هذه الموهبة الفذة التي جعلت منه أحد أشهر أعلام التاريخ وعلم الاجتماع من خلفية علمية أخذت عليه لأنها مكونة في الأساس من القرآن الكريم ومن التراث العربي، في حين أنتجت فيما بعد فيلسوفا وعالما ومؤرخا يؤمن بجدوى النظر والملاحظة والمقارنة واستخلاص النتائج من ذات الأشياء وهذه كلها سمات الاتجاه التجريبي في التفكير، الأمر الذي دفع به إلى أن يعي بعبقرية مدهشة كل نتائج التجارب الإنسانية التي عاشها وكان هو نفسه أحد عوامل التأثير فيها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حياته وعصره
> لقد عاش ابن خلدون في عصره كل شيء فيه يشير إلى أن شمس الحضارة العربية الإسلامية آخذة في الأفول، فالقرن الثامن الهجري كان بحق قرن التراجعات والكوارث في العالم الإسلامي ، فمن هجمات التتار شرقا، إلى تقلص حكم العرب في الأندلس غربا، إلى ضعف الأسر الحاكمة وتنافسها ودخولها مع بعضها في مؤمرات وحروب لا غاية لها ولا نهاية، إلى الطاعون الجارف الذي خلف الخراب والدمار، إلى التزمت الفكري وانتشار الفكر الخرافي .. كل ذلك خلق أوضاعا مرتبكة تسودها الفوضى ، من كل جانب ، الذي عاينه وعانى منه ابن خلدون نفسه معاينة ومعاناة لم يتمالك معها من إعلان يأسه من إمكانية اجتياز (الأزمة) بسلام.
لقد عاش ابن خلدون مفكرا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر ، قريبا من نهاية العصر الوسيط الذي شهد أهم الانقلابات التي شملت النظام السياسي والنسق الفكري معا. فكانت أوروبا في ظل هذا القرن تتأثر بتيار تجريبي حاول أن يمضي في الطريق الذي رسمه (روجر بيكون) وهو فيلسوف انجليزي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي ويعد الرائد الأول للتيار التجريبي في أوروبا.
كما كانت أوروبا تتأثر بتيار ثان متأثر بالرشدية اللاتينية الوافدة من الثقافة العربية، وتيار ثالث يحاول في صعوبة التوفيق بين العلم والدين المسيحي تبعا للاصطلاحات التي كانت شائعة في العصور الوسطى المسيحية والتي تفرق بين مفهوم وطبيعة الدين في العالم المسيحي.
إلا أن العالم العربي الإسلامي في ذلك الحين كان مقطوع الصلة بالعالم الأوروبي بعد أن اصطدم به اصطداما عنيفا دموياً خلال الحروب الصليبية الطويلة.
وكان المغرب العربي على وجه الخصوص من انقراض دولة الموحدين - تحت سيطرة ثلاث أسر حاكمة هي المرينية في المغرب الأقصى، والأسرة الحفصية في المغرب الأدنى الذي يضم تونس وإقليم بجاية واقليم قسنطينة ، بينما في المغرب الأقصى كانت تعيش أسرة بني عبدالواد في صراع مستمر مع الأسرتين الكبيرتين.
في هذا العصر الحائر بين الأزمات، والذي يسير نحو التفكك والانهيار، كان على ابن خلدون أن يعيش بآماله الكبار واستعداده العبقري للخلق والابتكار.
الطاعون والمعركة المفتوحة مع الواقع
> كان لوباء الطاعون الكاسح في بلاد المغرب في منتصف المائة الثامنة للهجرة والذي قضى على أبويه ومعظم أساتذته وكبار الشخصيات في عصره ، أثرا كبيرا على مفكرنا العظيم ، فصار لزاما عليه أن يضاعف همته بغية التزود بالدروس من رموز العلم آنذاك في معركة مفتوحة مع الواقع لكتابة هذه المأساة حتى لا تضيع من غمر الزمن واستمر في هذه الدروس ثلاث سنوات بعد الكارثة. شغل بعدها في آواخر عام 751هـ وظيفة كاتب للعلامة السلطان أبي إسحاق بن أبي يحيى وهو على أبواب العشرين من العمر فأتاحت له هذه الوظيفة الديوانية المتواضعة أن ينتقل إلى بلاط السلطان حيث يعيش ويراقب حياة القصور كنماذج وعينات راقية تمثل منتهى ما تصل إليه المدينة في عصره بالإضافة إلى ما يكتنفها من المؤامرات والدسائس السياسية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رحلات ابن خلدون
الرحلة إلى فاس
> كان ذلك ضمن حملة عسكرية اضطر السلطان أبو إسحاق أن يقوم بها، وكان ابن خلدون الشاب من أفراد حاشيته.. واستمرت هذه الرحلة من المغرب الأوسط إلى المغرب الأقصى حوالي سنتين كاملتين تنقل خلالها ابن خلدون بين عدة مدن وبوادي وعاشر القبائل وعرف الشيوخ وهنا أتيح له أن يعايش البدو في واقعهم ، ويتعرف إلى طبائعهم، ويقف على مناحي سلوكهم. وبعد أن سيطر ابن عنان المريني على المغرب كله قربه منه وفي بلاطه اتصل بالأساتذة من أهل المغرب ومن أهل الأندلس الوافدين للسفارة فجمع بين علم أساتذة البلاط وخبرة أهل البادية.
ولكنه أودع السجن بعد أن اتصل بأحد أمراء (بجاية) المخلوعين بتهمة مساعدة هذا الأمير على استعادة حكمه السابق وظل سجينا لمدة عامين كاملين إلى أن مات السلطان أبو عنان.. فأطلق السلطان الجديد سراحه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرحلة إلى الأندلس والسفارة
> بعد حوالي تسع سنوات قضاها في البلاط المغربي وصل ابن خلدون إلى الأندلس عام 764هـ وأقام في ضيافة السلطان أبي عبدالله محمد ثالث ملوك بني الأحمر وباني مسجد الحمراء العظيم في غرناطة.
وكان قد قدم له ابن خلدون خدمات جليلة حينما لجأ إلى فاس تحت حكم السلطان أبي سالم. وقد أكرمه السلطان أبو عبدالله وأرسله سفيرا عنه إلى ملك قشتالة وهناك رأى آثار أجداده بإشبيلية حيث وقف على مجد الأسرة السياسي.
وبعد عودته للأندلس ونجاحه في مهمة السفارة السياسية أكرمه السلطان وعاش خبيرا في شؤون البلاط، إلا أن أهل الدسائس والمؤمرات أوغلوا صدر الوزير عليه فأحس ابن خلدون بالخطر فقرر أن يتجنب الدخول في معركة مفتوحة مع صديقه وأثر العودة إلى بجاية التي أصبحت في حكم صديقه وحليفه السلطان أبي عبدالله ليتولى أعلى منصب سياسي في عصره ، وهو منصب الحجابة لسلطان بجاية ، وهو يعني الوساطة بين السلطان وأهل دولته.
واستمر في هذا المنصب حتى أوجس خيفة منه ، فطلب ابن خلدون الإذن بالرحيل إلى مكان آخر فأذن له.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرحلة الثانية للأندلس والخيبة
> قضى ابن خلدون عشر سنوات من عمره مجربا هذه الحياة دانت له خلالها الخبرة العسكرية، بالإضافة إلى الدراية السياسية والاقتصادية، ولكنه مع ذلك أحس أن هذه الفترة كانت من فترات القلقة فقرر الذهاب إلى الأندلس بقصد الاستقرار والدعة، لكن من سوء حظ ابن خلدون أن شهرته السياسية وقيادته العسكرية لقبائل المغرب كانتا قد سبقتاه إلى البلاط الأندلسي، مما جعله هذه المرة شخصا غير مأمون الجانب، فلم يجد في هذه الرحلة ما لاقاه من ترحيب في الرحلة الأولى فعاد أدراجه إلى تلمسان ليقوم بالسفارة بين أبو حمو وبين قبائل الدواودة ذات الخطر والأهمية.
قلعة ابن سلامة (الرحلة إلى أحياء أولاد عريف)
> استقر رأي ابن خلدون على خوض غمار الكتابة والتأليف والاستفادة من التجارب الإنسانية التي عاصرها وشاهدها ليدفع بالمجتمع البشري إلى طريق التقدم والرقي. واغتنم ابن خلدون تكليفه بمهمة السفارة بين السلطان وقبائل البدو ليغير مساره، حلقة هذه المرة إلى أحياء (أولاد عريف) حيث أقام هو وأسرته بمكان يطلق عليه (قلعة ابن سلامة) وسط قبائل جليلة الخطر تعصمه من أهواء الحكام ونزعات السلاطين .. أقام ابن خلدون بهذه القلعة أربعة أعوام متخليا عن الشواغل كلها ، وشرع في كتابة مؤلفه الفريد (العبر) وقد أخذ في ترتيبه على أساس مقدمة وثلاثة كتب ، بحيث تختص المقدمة بعرض المنهج الذي يراه عاصما من الزلل والخطأ ، ويختص الكتاب الأول بتفسير طبائع العمران البشري والعلاقات التي تربط بين الظواهر ربطا علميا. أما الكتاب الثاني فهو لتاريخ العرب وأجيالهم ودولتهم، والكتاب الثالث لأخبار البربر ومواليهم من زناته.
وعندما أتم ذلك أعد نسخة رفعها إلى خزانة السلطان أبي العباس فكانت تلك هي أول نسخة تعد لكتاب (العبر) كما وصفهاابن خلدون حصيلة من الخبرة والدراسة، وتعرف هذه النسخة (بالنسخة التونسية).
الرحلة إلى القاهرة ومنصب قاضي القضاة
> وهنا وجب عليه أن يتحجج لدى السلطان برغبته في أداء فريضة الحج حتى يسمح له بالمغادرة فركب البحر سنة 784هـ مودعا المغرب ولم يعد إليه بعد ذلك.
كان الجو مختلفا تماما في القاهرة والمناخ أكثر ملائمة لمراجعة آثار علمه، حيث أتاحت له القاهرة فرصة التدريس بالأزهر أكبر المعاقل العلمية في العالم الإسلامي، ثم استقبله السلطان الظاهر برقوق فأكرم وفادته، واستحوذ على إعجابه ، فأصدر قراراً بتعيينه أستاذا للفقه المالكي بمدرسة (القمحية) للاستفادة بريع أوقافها التي كانت تغل القمح بأرض الفيوم.
مرة أخرى أصبح ابن خلدون في مواجهة الناس، ولكنه كان صارما في أحكامه مخالفا السابقين له من القضاة، وهنا بدأت متاعبه في منصبه الجديد، وتعرض مثلما تعرض في السابق إلى المؤامرات وغضب أصحاب الأهواء.
في هذه الأثناء أصيب بنازلة جديدة وهي هلاك أسرته على شواطئ الاسكندرية مما سبب له كارثة عنيفة ، فقد غرقت السفينة التي كانت تحمل إليه أهله وكتبه وكل ما يملك، لكنه ظل رابط الجأش وأكثر إصرارا على محاولة فهم تصاريف الحياة بالرجوع إلى حقول العلم والاعتكاف على التدريس والقراءة والتأليف.
بعدها يتم تعيينه أستاذا للفقه المالكي بالمدرسة (الظاهرية البرقوقية) ولكنه يعزل منها فيقرر أداء فريضة الحج.. بعد عودته من الأراضي الحجازية، ولاه السلطان تدريس الحديث بمدرسة (صر غتمش) وظل بعيدا عن القضاء أربعة عشر عاما هجريا، فكانت هذه الفترة الزمنية مناسبة حتى يكتب الجزء الأخير من كتابه (العبر) الذي يعرفنا بشخصيته وتاريخه ، ورحلاته شرقا وغربا. وبعد أن استكمل صياغة كتابه قدم منه نسخة إلى السلطان الظاهر برقوق. ويقوم بعدها ابن خلدون بالسفر لفلسطين لزيارةالأماكن المقدسة وبعد عودته يعزل من جديد من ساحة القضاء (لمبالغته في العقوبات والمسارعة إليها) فعاد مرة أخرى إلى محراب العلم الذي يرحب به دائما.
الرحلة إلى الشام ولقاء تيمور لنك التتري
> عندما زحفت جيوش التتار بقيادة تيمور لنك على بلاد الشام واستيلائه على مدينة حلب وما لحقها من الخراب والتدمير ، زحف بجيشه نحو دمشق وكانت آنذاك تابعة لسلطان المماليك في مصر، فأراد ابن الملك الظاهر برقوق، سلطان مصر، التصدي لجيوش التتار، فخرج لقتاله وصحب معه ابن خلدون وبعض الفقهاء، ولكن ظروف سياسية اضطرت السلطان المصري إلى العودة تاركا الموقف تحت رحمة القائد التتري الجبار.
وإزاء ذلك اجتمع الفقهاء والقضاة والأعيان في المدرسة العادلية، وكان معهم ابن خلدون واستقر رأيهم على طلب الأمان من تيمور لنك وصيانة حرماتهم وممتلكاتهم. وهنا طلب ابن خلدون الإذن بالذهاب للقاء تيمورلنك لإقناعه بفك الحصار عن دمشق.
قال ابن خلدون يروي قصة هذ اللقاء التاريخي مع تيمور لنك: لما وقفت بالباب خارج، طلبت الإذن بالجلوس في خيمة هناك، تجاور خيمة جلوسه، ثم زيد في التعرف باسمي إني القاضي المالكي المغربي فاستدعاني ودخلت عليه بخيمة جلوسه، وكان متكئاً على مرفقه وصحاف الطعام تمر بين يديه، فلما دخلت فاتحت بالسلام وأوميت إيماءة الخضوع ورفع رأسه ومد يده إليّ فقبلتها، وأشار علي بالجلوس فجلست حيث انتهيت ثم استدعى من بطانته الفقيه عبدالجبار بن النعمان من فقهاء الحنفية بخوارزم، فأقعده يترجم بيننا.
ويروي أيضا أنه عندما التقى الاثنان على مائدة العشاء ظل القائد التتري يطيل النظر والتأمل في شخصية العالم المغربي الذي أشار زيه الغريب إلى اختلافه عن العلماء المصريين، وفي نفس الوقت كان ابن خلدون الذي خبر النفوس البشرية يحدق هو الآخر في وجه القائد التتري لعله يسبر غوره وينجح في التعامل معه، وما أن بدأ الحديث حتى قص ابن خلدون على القائد التتري تاريخ التتار حتى وصل بالحديث إلى البلاد الجديدة التي أتى إليها القائد التتري غازيا.
فهنا أعجب تيمورلنك بابن خلدون وأراد أن يستفيد بعلم المؤرخ العربي، فطلب منه البقاء للعمل معه، لكن الشيخ المجرب كعادته اعتذر بلباقته المعروفة متعللا بحاجته إلى مكتبته وكتبه التي لا غنى له عنها واستأذن في العودة فأعاده القائد معززا مخفورا بالحرس اللازم، ولم يصدق معاصروه أنه نجا بحياته من ذلك الجبار التتري.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رحلة الخلود (وفاته)
> ظل ابن خلدون في الخمس سنوات الأخيرة من عمره في صراع وظيفي حول كرسي القضاء ، فقد أقيل من منصبه أكثر من مرة حتى عاد إلى القضاء للمرة السادسة والأخيرة وذلك في شعبان 808هـ، ومكث أياما قلائل انتقل بعدها فجأة إلى الرفيق الأعل،ى كان ذلك يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان، وكان عمره يقارب السادسة والسبعين عاما.
جاء هذا النبأ بعد حياة حافلة مثيرة لذلك المؤرخ المغربي الكبير، تقترب في وصفها من الشكل الملحمي شأن ما توصف به دائما حياة العباقرة من عظماء التاريخ.
خرج جثمان ابن خلدون من أحد البيوت القاهرية المطلة على النيل بعد أن تخلص من زيه المغربي الذي حرص على ارتدائه طوال حياته، وشيع الجثمان إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي مهيب يليق بوداع قاضي القضاة المالكية ، مخلفا وراءه سر خلوده ، وهو مؤلفه الضخم (كتاب العبر ، ديوان المبتدأ أو الخبر في أيام العرب والعجم والبربر ، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خاتمة
> يجدر بنا القول إننا في هذه العجالة لا نستطيع إيفاء العلامة الكبير ابن خلدون حقه من البحث والدراسة لأنه شخصية متميزة فريدة، ولكل هذه الأسباب فإنه يعتبر قامة سامقة.. ومن العبقريات النادرة في الفكر الإسلامي في القرون الوسطى، موسوعي المعرفة ، عرف بسعة اطلاعه على ما كتبه الأقدمون ، لأنه قام بدراسة أحوال الأمم والشعوب، والمراحل المختلفة لنمو المجتمعات الإنسانية واضمحلالها، وما يطرأ عليها من تغيير وتبدل متمتعا بذكاء خارق في استنباط كافة الآراء ونقدها من ناحية ، متميزا بدقة الملاحظة مع حرية في التفكير حتى ولو كانت مخالفة لآرائه من ناحية أخرى.
وقد تعززت هذه المعرفة وتجذرت بكثرة أسفاره وتنقله بين بلاد الأندلس والشمال لافريقي ، ثم سفره وإقامته في المشرق العربي.
كل هذه العوامل مجتمعة كونت وشكلت هذه الشخصية الفذة بأبعادها المختلفة أخذا وعطاء، فكانت آراؤه في الحياة والمجتمعات الإنسانية الشغل الشاغل لجمهور الأدباء والمفكرين والمستشرقين على اختلاف مشاربهم وتنوعها.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
ديكارت (René Descartes)
**رينيه ديكارت**
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولد ديكارت (René Descartes) سنة 1596 في بلدة "لاهى" من بلدان مقاطعة "الثورين" قرب نهر "الكروز" بفرنسا. وينتسب ديكارت إلى أسرة من صغار الأشراف الفرنسيين، كان أبوه مستشارا ببرلمان "بريتاني"، أما أمه فماتت بعد مولده بثلاثة عشر شهرا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تلقى ديكارت علومه الأولى في مدرسة "لافليش" إحدى مدارس اليسوعيين، فبقي يتعلم بها ثماني سنوات، تعلم فيها العلوم والفلسفة، وقضى السنوات الخمس الأولى في دراسة اللغات القديمة، والثلاثة الأخيرة في دراسة المنطق والأخلاق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقيا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد اشهر جندي في أوروبا موريس دوناسو وكان قد سبق ديكارت إلى البلاد الهولندية كثيرون من أشراف الفرنسيين، أرادوا مثله ان يخدموا تحت إمرة ذلك الجندي العظيم الذي حقق الكثير من الانتصارات. توجه ديكارت بعد ذلك إلى "بريدا" في هولندا فلقي هناك طبيبا مثقفا ذا علم واسع بالرياضة والطبيعة اسمه اسحق بيكمان فصادقه.
وفي ليلة 10 نوفمبر سنة 1619 تم الاكتشاف الديكارتي العظيم والذي يذهب الفيلسوف فيه إلى ان مجموع العلوم واحدة مؤتلفة في الحكمة، أي في المعرفة التي نستقيها من أنفسنا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
غادر ديكارت بلدة نويبرج على نهر الدانوب حيث تم هذا الاكتشاف وقضى السنوات التسع التالية متنقلا في البلاد، متفرجا على مسرح الدنيا. وفي سنة 1628/ 1629 كتب رسالة صغيرة في الميتافيزيقيا موضوعها "وجود الله ووجود الروح" والقصد منها ان تبسط شيئا من قواعد الطبيعيات الديكارتية. وهذا يدلنا على ان ديكارت كان يشتغل منذ سنة 1629 بتحرير كتاب "التأملات الفلسفية" الذي لم يظهر إلا في عام 1641. نشر في عام 1637 ثلاث رسائل هي "البصريات" "والآثار العلوية" و"الهندسة" وصدرها جميعها بمقدمة هي "المقال في المنهج"، حاول ان يبين فيه انه استعمل منهجا آخر غير المنهج الشائع وان هذا المنهج ليس أسوأها ولا أقبحها. ونشر ديكارت في سنة 1641 كتاب "تأملات في الفلسفة الأولى" باللغة اللاتينية وفيه يبرهن على وجود الله وخلود الروح. ولقد كانت آخر مؤلفات الفيلسوف "رسالة في أهواء النفس" نشرت عام 1649.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سافر إلى السويد بدعوة من الملكة كرستين ليلقنها بنفسه فلسفته ولم يكن الجو هناك يلائم صحته. وكانت الملكة هناك قد حددت الساعة الخامسة صباحا وقتا للتحدث معه في الفلسفة وكانت تلك الساعة المبكرة شاقة جدا على الفيلسوف، فأصيب بالتهاب رئوي وتوفي صباح 11 شباط من عام 1650.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعارض ديكارت الكثير من أفكا أسلافه ، ففي مقدمة عمله – عاطفة الروح – يذهب بعيدا للتأكيد أنه سيكتب في هذا الموضوع حتى لو لم يكن أحد سبقه لطرحه ، بالرغم من هذا فإن العديد من الأفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة و الرواقية في القرن السادس عشر أو في فكر أوغستين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و يعارض ديكارت هذه المدرسة في نقطتين أساسيتين و هما :
** أولا يرفض تقسيم الأجسام الطبيعية إلى مادة و صورة كما تفعل معظم الفلسفات اليونانية
** ثانيا ير فض الغايات و الاهداف ، سواء كانت غاية ذات طبيعة إنسانية او إلهية لتفسير الظواهر .
اما في الإلهيات فهو يدافع عن الحرية المطلقة لفعل الله أثناء الخلق .
و لقد أسهم ديكارت في الشك المنهجي حيث استهدف في شكه الوصول إلى اليقين و أسباب الشك لديه أنه يلزم أن نضع موضع الشك جميع الأشياء بقدر الإمكان ، و يبرر الشك أنه تلقى الكثير من الآراء الباطلة و حسبها صحيحة فكل مل بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لا يكون إلا مشكوكا فيها إذن يلزم أن نقيم شيئا متينا في العلوم أن نبدأ بكل شيء من جديد و أن نوجه النظر إلى الأسس التي يقوم عليها البناء ، مثال المعطيات الخاصة للحواس ، فالحواس تخدعنا احيانا و الأفضل الا نثق ها أما الأشياء العامة كالعيون و الرؤوس و الأيدي التي يمكن ان تتألف منها الخيالات يمكن ان تكون هي نفسها خيالية محضة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعد رينييه ديكارت واحدا من أهم الفلاسفة الغربيين في القرون القليلة الماضية . و خلال فترة حياته كان ديكارت مشهورا كفيزيائي و فيزيولوجي ورياضي ولكن الجانب الفلسفي كان هوالجانب الأكثر ظهورا لديه فهو كثيرا ما يقرأ له فيه إلى اليوم فقد حاول اعادة الفلسفه في اتجاه جديد,مثلا: فلسفته رفضت قبول مدرسةارسطو والتقاليد التي سادت الفكر الفلسفي طوال فترة العصور الوسطى.و قد حاولت الاندماج الكامل مع الفلسفه والعلوم "الجديدة" . و قد عمل ديكارت كذلك لتغيير العلاقة بين الفلسفه واللاهوت.هذه التوجهات الجديدة أدت إلى تقدم فلسفة ديكارت لتكون ثوريه الشكل.
ومن أفكار ديكارت الفلسفية الاكثر انتشارا هي منهجه في الشك ، "أنا أشك إذن فأنا موجود." هذه يشمل جانبا اساسيا من طريقة ديكارت الفلسفية '. كما ذكرنا للتو فقدرفض قبول سلطة الفلاسفه السابقين ، بل رفض كذلك قبول شروحات من عندهم إيمان بها,ففي البحث عن اساس فلسفة ما فمن الممكن أن ترفض بعض الأشياء,إلى أن تحل الثقة بوضوح وجلاء يتضح بما لا يدع مجالا للشك. وبهذه الطريقة يرمي ديكارت القشور بعيدا وهي المعتقدات والآراء التي كدرت رؤيته للحقيقة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المهمة التالية هي اعادة تشكيل معرفتنا قطعة قطعة ،هذا في اي مرحلة يمكن للشك فيهاأن يساورنا، ويثبت ديكارت هناانه هو نفسه شئ مختلف عن تفكيره, فالتفكير (العقل) يختلف تماما عن جسده. ويتبنى ديكارت منهج الشك في أمور أخرى مثل وجود إله ووجود وطبيعه والعالم الخارجي وهلم جرا. والمهم في هذا لديكارت أنه يبين أولا ان الوصول للمعرفة أمر ممكن ، (وبالتالي فان المتشككين على خطأ) ، وثانيا وهو الوجه الأخص بالناحية الرياضية هو أن أساس المعرفه العلميه للعالم المادي ممكن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ديكارت كان عالما مؤثرا ،رغم دراسته في الفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعيه غير أن تأثيره فيها كان اقل بكثير مما هو في الناحية الرياضية والفلسفيه. طوال القرون السابع والثامن عشر كان شبح ديكارت الفلسفي دائما حاضرا. فمثلا كان لوك ، هيوم ،يبنيز مضطرون الى التشابك الفلسفي الفكري مع هذا العملاق.لهذه الاسباب ، ديكارت غالبا ماكان يسمى "أبو الفلسفه الحديثة".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولد ديكارت (René Descartes) سنة 1596 في بلدة "لاهى" من بلدان مقاطعة "الثورين" قرب نهر "الكروز" بفرنسا. وينتسب ديكارت إلى أسرة من صغار الأشراف الفرنسيين، كان أبوه مستشارا ببرلمان "بريتاني"، أما أمه فماتت بعد مولده بثلاثة عشر شهرا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تلقى ديكارت علومه الأولى في مدرسة "لافليش" إحدى مدارس اليسوعيين، فبقي يتعلم بها ثماني سنوات، تعلم فيها العلوم والفلسفة، وقضى السنوات الخمس الأولى في دراسة اللغات القديمة، والثلاثة الأخيرة في دراسة المنطق والأخلاق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقيا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد اشهر جندي في أوروبا موريس دوناسو وكان قد سبق ديكارت إلى البلاد الهولندية كثيرون من أشراف الفرنسيين، أرادوا مثله ان يخدموا تحت إمرة ذلك الجندي العظيم الذي حقق الكثير من الانتصارات. توجه ديكارت بعد ذلك إلى "بريدا" في هولندا فلقي هناك طبيبا مثقفا ذا علم واسع بالرياضة والطبيعة اسمه اسحق بيكمان فصادقه.
وفي ليلة 10 نوفمبر سنة 1619 تم الاكتشاف الديكارتي العظيم والذي يذهب الفيلسوف فيه إلى ان مجموع العلوم واحدة مؤتلفة في الحكمة، أي في المعرفة التي نستقيها من أنفسنا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
غادر ديكارت بلدة نويبرج على نهر الدانوب حيث تم هذا الاكتشاف وقضى السنوات التسع التالية متنقلا في البلاد، متفرجا على مسرح الدنيا. وفي سنة 1628/ 1629 كتب رسالة صغيرة في الميتافيزيقيا موضوعها "وجود الله ووجود الروح" والقصد منها ان تبسط شيئا من قواعد الطبيعيات الديكارتية. وهذا يدلنا على ان ديكارت كان يشتغل منذ سنة 1629 بتحرير كتاب "التأملات الفلسفية" الذي لم يظهر إلا في عام 1641. نشر في عام 1637 ثلاث رسائل هي "البصريات" "والآثار العلوية" و"الهندسة" وصدرها جميعها بمقدمة هي "المقال في المنهج"، حاول ان يبين فيه انه استعمل منهجا آخر غير المنهج الشائع وان هذا المنهج ليس أسوأها ولا أقبحها. ونشر ديكارت في سنة 1641 كتاب "تأملات في الفلسفة الأولى" باللغة اللاتينية وفيه يبرهن على وجود الله وخلود الروح. ولقد كانت آخر مؤلفات الفيلسوف "رسالة في أهواء النفس" نشرت عام 1649.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سافر إلى السويد بدعوة من الملكة كرستين ليلقنها بنفسه فلسفته ولم يكن الجو هناك يلائم صحته. وكانت الملكة هناك قد حددت الساعة الخامسة صباحا وقتا للتحدث معه في الفلسفة وكانت تلك الساعة المبكرة شاقة جدا على الفيلسوف، فأصيب بالتهاب رئوي وتوفي صباح 11 شباط من عام 1650.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعارض ديكارت الكثير من أفكا أسلافه ، ففي مقدمة عمله – عاطفة الروح – يذهب بعيدا للتأكيد أنه سيكتب في هذا الموضوع حتى لو لم يكن أحد سبقه لطرحه ، بالرغم من هذا فإن العديد من الأفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة و الرواقية في القرن السادس عشر أو في فكر أوغستين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و يعارض ديكارت هذه المدرسة في نقطتين أساسيتين و هما :
** أولا يرفض تقسيم الأجسام الطبيعية إلى مادة و صورة كما تفعل معظم الفلسفات اليونانية
** ثانيا ير فض الغايات و الاهداف ، سواء كانت غاية ذات طبيعة إنسانية او إلهية لتفسير الظواهر .
اما في الإلهيات فهو يدافع عن الحرية المطلقة لفعل الله أثناء الخلق .
و لقد أسهم ديكارت في الشك المنهجي حيث استهدف في شكه الوصول إلى اليقين و أسباب الشك لديه أنه يلزم أن نضع موضع الشك جميع الأشياء بقدر الإمكان ، و يبرر الشك أنه تلقى الكثير من الآراء الباطلة و حسبها صحيحة فكل مل بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لا يكون إلا مشكوكا فيها إذن يلزم أن نقيم شيئا متينا في العلوم أن نبدأ بكل شيء من جديد و أن نوجه النظر إلى الأسس التي يقوم عليها البناء ، مثال المعطيات الخاصة للحواس ، فالحواس تخدعنا احيانا و الأفضل الا نثق ها أما الأشياء العامة كالعيون و الرؤوس و الأيدي التي يمكن ان تتألف منها الخيالات يمكن ان تكون هي نفسها خيالية محضة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعد رينييه ديكارت واحدا من أهم الفلاسفة الغربيين في القرون القليلة الماضية . و خلال فترة حياته كان ديكارت مشهورا كفيزيائي و فيزيولوجي ورياضي ولكن الجانب الفلسفي كان هوالجانب الأكثر ظهورا لديه فهو كثيرا ما يقرأ له فيه إلى اليوم فقد حاول اعادة الفلسفه في اتجاه جديد,مثلا: فلسفته رفضت قبول مدرسةارسطو والتقاليد التي سادت الفكر الفلسفي طوال فترة العصور الوسطى.و قد حاولت الاندماج الكامل مع الفلسفه والعلوم "الجديدة" . و قد عمل ديكارت كذلك لتغيير العلاقة بين الفلسفه واللاهوت.هذه التوجهات الجديدة أدت إلى تقدم فلسفة ديكارت لتكون ثوريه الشكل.
ومن أفكار ديكارت الفلسفية الاكثر انتشارا هي منهجه في الشك ، "أنا أشك إذن فأنا موجود." هذه يشمل جانبا اساسيا من طريقة ديكارت الفلسفية '. كما ذكرنا للتو فقدرفض قبول سلطة الفلاسفه السابقين ، بل رفض كذلك قبول شروحات من عندهم إيمان بها,ففي البحث عن اساس فلسفة ما فمن الممكن أن ترفض بعض الأشياء,إلى أن تحل الثقة بوضوح وجلاء يتضح بما لا يدع مجالا للشك. وبهذه الطريقة يرمي ديكارت القشور بعيدا وهي المعتقدات والآراء التي كدرت رؤيته للحقيقة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المهمة التالية هي اعادة تشكيل معرفتنا قطعة قطعة ،هذا في اي مرحلة يمكن للشك فيهاأن يساورنا، ويثبت ديكارت هناانه هو نفسه شئ مختلف عن تفكيره, فالتفكير (العقل) يختلف تماما عن جسده. ويتبنى ديكارت منهج الشك في أمور أخرى مثل وجود إله ووجود وطبيعه والعالم الخارجي وهلم جرا. والمهم في هذا لديكارت أنه يبين أولا ان الوصول للمعرفة أمر ممكن ، (وبالتالي فان المتشككين على خطأ) ، وثانيا وهو الوجه الأخص بالناحية الرياضية هو أن أساس المعرفه العلميه للعالم المادي ممكن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ديكارت كان عالما مؤثرا ،رغم دراسته في الفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعيه غير أن تأثيره فيها كان اقل بكثير مما هو في الناحية الرياضية والفلسفيه. طوال القرون السابع والثامن عشر كان شبح ديكارت الفلسفي دائما حاضرا. فمثلا كان لوك ، هيوم ،يبنيز مضطرون الى التشابك الفلسفي الفكري مع هذا العملاق.لهذه الاسباب ، ديكارت غالبا ماكان يسمى "أبو الفلسفه الحديثة".
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
الله عليكى يا بيرو
بجد رائعه
موضوع مميز
يستفاد منه الجميع
لمعرفة رموز الفكر
سلمت يداكى ياقمر
بجد رائعه
موضوع مميز
يستفاد منه الجميع
لمعرفة رموز الفكر
سلمت يداكى ياقمر
حلم الربيع- VIP
-
عدد المساهمات : 6657
نقاط : 39353
تاريخ التسجيل : 15/09/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
حلم الربيــــــع
تواجدك شرفني يا غالية
منوراني دايما
تواجدك شرفني يا غالية
منوراني دايما
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
اارسطو (384- 322 قبل الميلاد)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أرسطو (384- 322 قبل الميلاد) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون و معلم الإسكندر الأكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، و الشعر، و المنطق، و عبادة الحيوان، و الأحياء، و أشكال الحكم.
ارسطوطاليس ثاني اكبر فلاسفة الغرب بعد افلاطون . مؤسس علم المنطق ، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية ، والفيزياء الحديثة . افكاره حول ( الميتافيزيقيا ) لازالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور ، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور . ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية ، فهو مؤسس علم البيولوجيا ( الأحياء ) بشهادة داروين نفسه ، وهو المرجع الاكبر في هذا المجال . وشعره يعتبر أول انواع النقد الدرامي في التاريخ ، وتأثيره واضح على جميع الاعمال الشعرية الكلاسيكية في الثقافة الغربية وربما غيرها ايضا . ويرجع سبب هذا التأثير الى أن اعمال ارسطو كانت شاملة ، وتحيط بجميع الجوانب الحياتية ، وتروق لجميع انواع البشر والثقافات . َ ولد ارسطو عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( ستاغيرا ) في شمال اليونان ، وكان والده طبيبا مقربا من البلاط المقدوني ، وقد حافظ ارسطو وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده ثأير كبير عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل ارسطو الى اثينا للالتحاق بمعهد افلاطون ، كطالب في البداية ، وكمدرس فيما بعد . وكان افلاطون قد جمع حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثرا وتنظيم المعارف الانسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الاتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال ارسطو . َ وكان من برامج معهد افلاطون ايضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية ، وتقديم النصائح والمشورة للحكام ، ولذا فقد انضم ارسطو عام 347 الى بلاط الملك هرمياس ، ومن ثم ، وفي عام 343 دخل في خدمة الملك فيليب الثاني امبراطور مقدونيا حيث اصبح مؤدبا لابنه الاسكندر الكبير .
وبعد سبع سنوات عاد مرة اخرى الى اثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو اماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون ، كما تسمى اليوم جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الامريكي بـ ( االوبي ) نسبة الى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن . وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( اكاديمية ) افلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها واعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة الاسكندر الكبير ، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية ارسطو ، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد ، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد اقل من عام من وفاة الاسكندر ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ وعلى الرغم من غزارة انتاج ارسطو الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة ، إلا انه لم يبق منها الا النذر اليسير ، فقد ضاع معظمها ، ولم يبق سوى بعض الاعمال التي كانت تدرس في مدرسته ، والتي تم جمعها تحت اسم ( المجموعة الارسطوطالية ) بالاضافة الى نسخة ممزقة من ( الدستور الاثيني ) الذي وضعه ، وعدد من الرسائل والاشعار ومن ضمنها مرثية في افلاطون . َ وقد قسمت ( المجموعة الارسطوطالية ) الى خمسة أجزاء وهي
1 - المنطق
2 - الطبيعة
3 - ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا )
4 - الاخلاق
5 - الخطابة والشعر
وبعد موت ارسطو ، استمر التقليد الفلسفي الارسطوطالي سائدا خلال الحقبة الهلنسية ( الاغريقية ) من خلال المدرسة المشائية التي أسسها ، وقد ساعد ظهور النزعات الانتقائية والكلاسيكية المحدثة خلال القرن الأول قبل الميلاد على تنصيب ارسطو كمرجعية فلسفية وحيدة لجميع الفلاسفة وخصوصا في المنطق والعلوم الطبيعية . أما في الفترة من القرن الثالث وما تلاه ، فقد كانت الفلسفية الاقلوطينية هي السائدة حينذاك ، وذلك لأنها ناسبت الحياة الدينية المسيحية التي انتشرت في ذلك العهد . وقد تبنى رجال الدين المسيحيين في عصر الدولة الرومانية والبيزنطية والاسلامية التوجه الافلاطوني ، ونبذوا الفلسفة الارسطوطالية باعتبارها نوعا من الهرطقة .
ومع ذلك فإن الفلسفة النصرانية ( الاسكولاستية ) في القرون الوسطى في اوربا قد ظهرت وتطورت بفضل استيعاب الفلسفة الارسطوطالية بالرغم من محاربة رجال الدين ، وقد أدى هذا التقارب المشبوه بين النصرانية والارسطوطالية الى فقدان الارسطوطالية لسمعتها الطيبة ، إلى أن أعيدت لها تلك السمعة مع بداية القرن التاسع عشر بفضل ظهور الفيلسوف الالماني هيغل الذي اعاد للفلسفة الارسطوطالية اعتبارها وجعل منها الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الحديثة
أرسطو (384- 322 قبل الميلاد) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون و معلم الإسكندر الأكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، و الشعر، و المنطق، و عبادة الحيوان، و الأحياء، و أشكال الحكم.
ارسطوطاليس ثاني اكبر فلاسفة الغرب بعد افلاطون . مؤسس علم المنطق ، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية ، والفيزياء الحديثة . افكاره حول ( الميتافيزيقيا ) لازالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور ، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور . ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية ، فهو مؤسس علم البيولوجيا ( الأحياء ) بشهادة داروين نفسه ، وهو المرجع الاكبر في هذا المجال . وشعره يعتبر أول انواع النقد الدرامي في التاريخ ، وتأثيره واضح على جميع الاعمال الشعرية الكلاسيكية في الثقافة الغربية وربما غيرها ايضا . ويرجع سبب هذا التأثير الى أن اعمال ارسطو كانت شاملة ، وتحيط بجميع الجوانب الحياتية ، وتروق لجميع انواع البشر والثقافات . َ ولد ارسطو عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( ستاغيرا ) في شمال اليونان ، وكان والده طبيبا مقربا من البلاط المقدوني ، وقد حافظ ارسطو وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده ثأير كبير عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل ارسطو الى اثينا للالتحاق بمعهد افلاطون ، كطالب في البداية ، وكمدرس فيما بعد . وكان افلاطون قد جمع حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثرا وتنظيم المعارف الانسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الاتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال ارسطو . َ وكان من برامج معهد افلاطون ايضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية ، وتقديم النصائح والمشورة للحكام ، ولذا فقد انضم ارسطو عام 347 الى بلاط الملك هرمياس ، ومن ثم ، وفي عام 343 دخل في خدمة الملك فيليب الثاني امبراطور مقدونيا حيث اصبح مؤدبا لابنه الاسكندر الكبير .
وبعد سبع سنوات عاد مرة اخرى الى اثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو اماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون ، كما تسمى اليوم جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الامريكي بـ ( االوبي ) نسبة الى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن . وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( اكاديمية ) افلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها واعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة الاسكندر الكبير ، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية ارسطو ، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد ، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد اقل من عام من وفاة الاسكندر ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ وعلى الرغم من غزارة انتاج ارسطو الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة ، إلا انه لم يبق منها الا النذر اليسير ، فقد ضاع معظمها ، ولم يبق سوى بعض الاعمال التي كانت تدرس في مدرسته ، والتي تم جمعها تحت اسم ( المجموعة الارسطوطالية ) بالاضافة الى نسخة ممزقة من ( الدستور الاثيني ) الذي وضعه ، وعدد من الرسائل والاشعار ومن ضمنها مرثية في افلاطون . َ وقد قسمت ( المجموعة الارسطوطالية ) الى خمسة أجزاء وهي
1 - المنطق
2 - الطبيعة
3 - ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا )
4 - الاخلاق
5 - الخطابة والشعر
وبعد موت ارسطو ، استمر التقليد الفلسفي الارسطوطالي سائدا خلال الحقبة الهلنسية ( الاغريقية ) من خلال المدرسة المشائية التي أسسها ، وقد ساعد ظهور النزعات الانتقائية والكلاسيكية المحدثة خلال القرن الأول قبل الميلاد على تنصيب ارسطو كمرجعية فلسفية وحيدة لجميع الفلاسفة وخصوصا في المنطق والعلوم الطبيعية . أما في الفترة من القرن الثالث وما تلاه ، فقد كانت الفلسفية الاقلوطينية هي السائدة حينذاك ، وذلك لأنها ناسبت الحياة الدينية المسيحية التي انتشرت في ذلك العهد . وقد تبنى رجال الدين المسيحيين في عصر الدولة الرومانية والبيزنطية والاسلامية التوجه الافلاطوني ، ونبذوا الفلسفة الارسطوطالية باعتبارها نوعا من الهرطقة .
ومع ذلك فإن الفلسفة النصرانية ( الاسكولاستية ) في القرون الوسطى في اوربا قد ظهرت وتطورت بفضل استيعاب الفلسفة الارسطوطالية بالرغم من محاربة رجال الدين ، وقد أدى هذا التقارب المشبوه بين النصرانية والارسطوطالية الى فقدان الارسطوطالية لسمعتها الطيبة ، إلى أن أعيدت لها تلك السمعة مع بداية القرن التاسع عشر بفضل ظهور الفيلسوف الالماني هيغل الذي اعاد للفلسفة الارسطوطالية اعتبارها وجعل منها الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الحديثة
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
ابن رشد (1126م - 1198م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (1126م - 1198م) (520هـ- 595هـ)ولد في قرطبة هو فيلسوف، وطبيب، وفقيه، وقاضي، وفلكي، وفيزيائي مسلم. نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي.ودرس الفقه على المذهب المالكي والعقيدة على المذهب الأشعري. يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين فعينه طبيباً له ثم قاضياً في قرطبة.. تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضين له بالكفر و الإلحاد ثم أبعده أبي يعقوب يوسف إلى مراكش وتوفي فيها (1198م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يرى ابن رشد أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقاً أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة. ويؤمن بسرمدية الكون ويقول بأن الروح منقسمة إلى قسمين اثنين: القسم الأول شخصي يتعلق بالشخص والقسم الثاني فيه من الإلهية ما فيه. وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء، فإن كل الناس على مستوى واحد يتقاسمون هذه الروح وروح إلهية مشابهة. ويدعي ابن رشد أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأول معرفة الحقيقة استناداً على الدين المعتمد على العقيدة وبالتالي لا يمكن إخضاعها للتمحيص والتدقيق والفهم الشامل، والمعرفة الثانية للحقيقة هي الفلسفة، والتي ذكر بأن عدد من النخبويين الذين يحظون بملكات فكرية عالية توعدوا بحفظها وإجراء دراسات جديدة فلسفية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عُرٍف ابن رشد في الغرب بتعليقاته وشروحه لفلسفة وكتابات أرسطو والتي لم تكن متاحة لأوروبا اللاتينية في العصور الوسطى المبكرة. وقبل عام 1100م كان عدد قليل من كتب أرسطو عن المنطق هو الذي تم ترجمته إلى اللغة اللاتينية على يد الفيلسوف المسيحي بوتيوس Boethius، على الرغم من أن أعمال أرسطو الكاملة كانت معروفة في بيزنطة. ثم بعد أن إنتشرت الترجمات اللاتينية للأعمال الأخرى لأرسطو من اليونانية والعربية في القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين أصبح أرسطو أكثر تأثيراً على الفلسفة الأوروبية في العصور الوسطى. وقد ساهمت شروح ابن رشد على ازدياد تأثير أرسطو في الغرب في العصور الوسطى. وفي أوروبا العصورالوسطى أثرت مدرسة ابن رشد في الفلسفة، والمعروفة باسم الرشدية تأثيراً قوياً على الفلاسفة المسيحيين من أمثال توما الأكويني، والفلاسفة اليهود من أمثال موسى بن ميمون وجرسونيدوس. وعلى الرغم من ردود الفعل السلبية من رجال الدين اليهودي والمسيحي إلا أن كتابات ابن رشد كانت تدرس في جامعة باريس وجامعات العصور الوسطى الأخرى، وظلت المدرسة الرشدية الفكر المهيمن في أوروبا حتى القرن السادس عشر الميلادي.[15] وقد قدم كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال تبريراً للتحرر من العلم والفلسفة من اللاهوت الأشعري، وبالتالي إعتبرت الرشدية تمهيداً للعلمانية الحديثة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد كتب جورج سارتون أبو تاريخ العلوم ما يلي:
" ترجع عظمة ابن رشد إلى الضجة الهائلة التي أحدثها في عقول الرجال لعدة قرون. وقد يصل تاريخ الرشدية إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، وهي فترة من أربعة قرون تستحق أن يطلق عليها العصور الوسطى، حيث أنها كانت تعد بمثابة مرحلة انتقالية حقيقية بين الأساليب القديمة والحديثة.
وقد عكف ابن رشد على شرح أعمال أرسطو ثلاثة عقود تقريباً، وكتب تعليقات على جل فلسفاته ما عدا كتاب السياسة حيث لم يكن متاحاً لديه. وقد كانت أعمال ابن رشد الفلسفية أقل تأثيراً على العالم الإسلامي في العصور الوسطى منها على العالم المسيحي اللاتيني وقتها، كما يدل على ذلك حقيقة أن الأصل العربي لكثير من أعماله لم يعش، بينما ظلت الترجمات اللاتينية والعبرية موجودة. ومع ذلك فإن أعماله وعلى وجه التحديد موضوعات الفقه الإسلامي والتي لم تترجم إلى اللاتينية أثرت بالطبع في العالم الإسلامي بدلاً من الغرب. وقد تزامنت وفاته مع وجود تغيير في ثقافة الأندلس. والترجمات العبرية لأعماله كان لها تأثيراً لا ينسى على الفلسفة اليهودية، خاصةً الفيلسوف اليهودي جرسونيدس Gersonides الذي كتب شروحاً فرعية على العديد من أعمال ابن رشد. وفي العالم المسيحي إستوعب فلسفته سيجار البرابانتي Siger of Brabant وتوما الأكويني وغيرهم (وخصوصاً في جامعة باريس) من المجالس المسيحية التي قدرت المنطق الأرسطي. وقد اعتقد بعض الفلاسفة مثل توما الأكويني أن ابن رشد بلغ مكانة من الأهمية لدرجة أنهم لم يكن يشيرون له باسمه بل يدعونه ببساطة "المعلق" أو "الشارح"، وكان يطلقون على أرسطو "الفيلسوف". وتأثراً بفلسفات ابن رشد فقد أسس الفيلسوف الإيطالي بيترو بمبوناتسي Pietro Pomponazzi مدرسة عرفت باسم "المدرسة الأرسطية الرشدية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما عن علاقته بأفلاطون فقد لعبت رسالة ابن رشد وشرحه لكتاب أفلاطون "الجمهورية" دوراً رئيسياً في نقل وتبني التراث الأفلاطوني في الغرب، وكان المصدر الرئيسي للفلسفة السياسية في العصور الوسطى.
من ناحية أخرى كان العديد من اللاهوتيين المسيحيين يخشون فلسفته حتى أنهم إتهموه بالدعوة إلى "الحقيقة المزدوجة" ورفضه المذاهب التقليدية التي تؤمن بالخلود الفردي، وبدأت تنشأ أقاويل وأساطير واصفة اياه بالكفر والإلحاد في نهاية المطاف، وإستندت هذه الإتهامات إلى حد كبير على التأويل الخاطئ لأعماله.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لابن رشد مؤلفات عدة في أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، كتب أدبية ولغوية، لكنه اختص بشرح كل التراث الأرسطي. وقد أحصى جمال الدين العلوي[13] 108 مؤلفاً لابن رشد، وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصها العربي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من شروحاته وتلاخيصه لأرسطو:
تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة (الميتافيزياء).
تلخيص وشرح كتاب البرهان أو الأورغنون.
تلخيص كتاب المقولات (قاطيفورياس).
شرح كتاب النفس
شرح كتاب القياس.
وله مقالات كثيرة ومنها:
مقالة في العقل.
مقالة في القياس.
مقالة في اتصال العقل المفارق بالإنسان.
مقالة في حركة الفلك.
مقالة في القياس الشرطي.
وله ""كتب أشهرها"":
كتاب مناهج الأدلة، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية في الأصول.
كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية. وقد أكد فيه ابن رشد على أهمية التفكير التحليلي كشرط أساسي لتفسير القرآن الكريم، وذلك على النقيض من اللاهوت الأشعري التقليدي، حيث كان يتم التركيز بدرجة أقل على التفكير التحليلي وبدرجة أكثر على المعرفة الواسعة من مصادر أخرى غير القرآن على سبيل المثال الحديث الشريف.
كتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة.
كتاب الكليات.
كتاب "التحصيل" في اختلاف مذاهب العلماء.
كتاب "الحيوان".
كتاب "المسائل" في الحكمة.
كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" في الفقه.
كتاب "جوامع كتب أرسطاطاليس" في الطبيعيات والإلهيات.
كتاب "شرح أرجوزة ابن سينا" في الطب.
و دا كتاب إبن رشد الفيلسوف العالم
حمل من هنا
أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (1126م - 1198م) (520هـ- 595هـ)ولد في قرطبة هو فيلسوف، وطبيب، وفقيه، وقاضي، وفلكي، وفيزيائي مسلم. نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي.ودرس الفقه على المذهب المالكي والعقيدة على المذهب الأشعري. يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين فعينه طبيباً له ثم قاضياً في قرطبة.. تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضين له بالكفر و الإلحاد ثم أبعده أبي يعقوب يوسف إلى مراكش وتوفي فيها (1198م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يرى ابن رشد أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقاً أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة. ويؤمن بسرمدية الكون ويقول بأن الروح منقسمة إلى قسمين اثنين: القسم الأول شخصي يتعلق بالشخص والقسم الثاني فيه من الإلهية ما فيه. وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء، فإن كل الناس على مستوى واحد يتقاسمون هذه الروح وروح إلهية مشابهة. ويدعي ابن رشد أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأول معرفة الحقيقة استناداً على الدين المعتمد على العقيدة وبالتالي لا يمكن إخضاعها للتمحيص والتدقيق والفهم الشامل، والمعرفة الثانية للحقيقة هي الفلسفة، والتي ذكر بأن عدد من النخبويين الذين يحظون بملكات فكرية عالية توعدوا بحفظها وإجراء دراسات جديدة فلسفية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عُرٍف ابن رشد في الغرب بتعليقاته وشروحه لفلسفة وكتابات أرسطو والتي لم تكن متاحة لأوروبا اللاتينية في العصور الوسطى المبكرة. وقبل عام 1100م كان عدد قليل من كتب أرسطو عن المنطق هو الذي تم ترجمته إلى اللغة اللاتينية على يد الفيلسوف المسيحي بوتيوس Boethius، على الرغم من أن أعمال أرسطو الكاملة كانت معروفة في بيزنطة. ثم بعد أن إنتشرت الترجمات اللاتينية للأعمال الأخرى لأرسطو من اليونانية والعربية في القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين أصبح أرسطو أكثر تأثيراً على الفلسفة الأوروبية في العصور الوسطى. وقد ساهمت شروح ابن رشد على ازدياد تأثير أرسطو في الغرب في العصور الوسطى. وفي أوروبا العصورالوسطى أثرت مدرسة ابن رشد في الفلسفة، والمعروفة باسم الرشدية تأثيراً قوياً على الفلاسفة المسيحيين من أمثال توما الأكويني، والفلاسفة اليهود من أمثال موسى بن ميمون وجرسونيدوس. وعلى الرغم من ردود الفعل السلبية من رجال الدين اليهودي والمسيحي إلا أن كتابات ابن رشد كانت تدرس في جامعة باريس وجامعات العصور الوسطى الأخرى، وظلت المدرسة الرشدية الفكر المهيمن في أوروبا حتى القرن السادس عشر الميلادي.[15] وقد قدم كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال تبريراً للتحرر من العلم والفلسفة من اللاهوت الأشعري، وبالتالي إعتبرت الرشدية تمهيداً للعلمانية الحديثة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد كتب جورج سارتون أبو تاريخ العلوم ما يلي:
" ترجع عظمة ابن رشد إلى الضجة الهائلة التي أحدثها في عقول الرجال لعدة قرون. وقد يصل تاريخ الرشدية إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، وهي فترة من أربعة قرون تستحق أن يطلق عليها العصور الوسطى، حيث أنها كانت تعد بمثابة مرحلة انتقالية حقيقية بين الأساليب القديمة والحديثة.
وقد عكف ابن رشد على شرح أعمال أرسطو ثلاثة عقود تقريباً، وكتب تعليقات على جل فلسفاته ما عدا كتاب السياسة حيث لم يكن متاحاً لديه. وقد كانت أعمال ابن رشد الفلسفية أقل تأثيراً على العالم الإسلامي في العصور الوسطى منها على العالم المسيحي اللاتيني وقتها، كما يدل على ذلك حقيقة أن الأصل العربي لكثير من أعماله لم يعش، بينما ظلت الترجمات اللاتينية والعبرية موجودة. ومع ذلك فإن أعماله وعلى وجه التحديد موضوعات الفقه الإسلامي والتي لم تترجم إلى اللاتينية أثرت بالطبع في العالم الإسلامي بدلاً من الغرب. وقد تزامنت وفاته مع وجود تغيير في ثقافة الأندلس. والترجمات العبرية لأعماله كان لها تأثيراً لا ينسى على الفلسفة اليهودية، خاصةً الفيلسوف اليهودي جرسونيدس Gersonides الذي كتب شروحاً فرعية على العديد من أعمال ابن رشد. وفي العالم المسيحي إستوعب فلسفته سيجار البرابانتي Siger of Brabant وتوما الأكويني وغيرهم (وخصوصاً في جامعة باريس) من المجالس المسيحية التي قدرت المنطق الأرسطي. وقد اعتقد بعض الفلاسفة مثل توما الأكويني أن ابن رشد بلغ مكانة من الأهمية لدرجة أنهم لم يكن يشيرون له باسمه بل يدعونه ببساطة "المعلق" أو "الشارح"، وكان يطلقون على أرسطو "الفيلسوف". وتأثراً بفلسفات ابن رشد فقد أسس الفيلسوف الإيطالي بيترو بمبوناتسي Pietro Pomponazzi مدرسة عرفت باسم "المدرسة الأرسطية الرشدية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما عن علاقته بأفلاطون فقد لعبت رسالة ابن رشد وشرحه لكتاب أفلاطون "الجمهورية" دوراً رئيسياً في نقل وتبني التراث الأفلاطوني في الغرب، وكان المصدر الرئيسي للفلسفة السياسية في العصور الوسطى.
من ناحية أخرى كان العديد من اللاهوتيين المسيحيين يخشون فلسفته حتى أنهم إتهموه بالدعوة إلى "الحقيقة المزدوجة" ورفضه المذاهب التقليدية التي تؤمن بالخلود الفردي، وبدأت تنشأ أقاويل وأساطير واصفة اياه بالكفر والإلحاد في نهاية المطاف، وإستندت هذه الإتهامات إلى حد كبير على التأويل الخاطئ لأعماله.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لابن رشد مؤلفات عدة في أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، كتب أدبية ولغوية، لكنه اختص بشرح كل التراث الأرسطي. وقد أحصى جمال الدين العلوي[13] 108 مؤلفاً لابن رشد، وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصها العربي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من شروحاته وتلاخيصه لأرسطو:
تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة (الميتافيزياء).
تلخيص وشرح كتاب البرهان أو الأورغنون.
تلخيص كتاب المقولات (قاطيفورياس).
شرح كتاب النفس
شرح كتاب القياس.
وله مقالات كثيرة ومنها:
مقالة في العقل.
مقالة في القياس.
مقالة في اتصال العقل المفارق بالإنسان.
مقالة في حركة الفلك.
مقالة في القياس الشرطي.
وله ""كتب أشهرها"":
كتاب مناهج الأدلة، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية في الأصول.
كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية. وقد أكد فيه ابن رشد على أهمية التفكير التحليلي كشرط أساسي لتفسير القرآن الكريم، وذلك على النقيض من اللاهوت الأشعري التقليدي، حيث كان يتم التركيز بدرجة أقل على التفكير التحليلي وبدرجة أكثر على المعرفة الواسعة من مصادر أخرى غير القرآن على سبيل المثال الحديث الشريف.
كتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة.
كتاب الكليات.
كتاب "التحصيل" في اختلاف مذاهب العلماء.
كتاب "الحيوان".
كتاب "المسائل" في الحكمة.
كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" في الفقه.
كتاب "جوامع كتب أرسطاطاليس" في الطبيعيات والإلهيات.
كتاب "شرح أرجوزة ابن سينا" في الطب.
و دا كتاب إبن رشد الفيلسوف العالم
حمل من هنا
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
(1903-1820) Herbert Spencer هيربرت سبينسر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(1903-1820) Herbert Spencer
هيربرت سبينسر يعتبر أحد أكبر المفكرين الإنجليز تأثيرا في نهاية القرن التاسع عشر ولد سنة 1820 وتوفي سنة 1903 وهو الأب الثاني لعلم الاجتماع بعد أوجست كونت الفرنسي. اشتهر بنظريته عن التطور . وقد استند على هذه النظرية في وضع الأسس لنسق ومنظومة اجتماعية( سوسيولوجية)تؤكد التطور تجاه تعقيد اجتماعي متزايد وارتفاع درجة الفردية . فالمجتمع في نظره مثل الكائن الحي المعقد ، يتصف بحالة من التوازن الدقيق ولا ينبغي ألاّ يسمح إلّاـ لعملية التطور الطبيعية بالتأثير في نموه .
ولقد أدى هذا التأكيد على الفردية والتكيف الطبيعي إلى معارضة الإصلاح من خلال تدخل الدولة.
من أهم مؤلفاته:
أسس علم الحياة ( من 1864-1867) .
أسس علم النفس (1870-1872 .
أسس علم الإجتماع (1876-1896).
أسس الأخلاق (1879-1893)
بنى هربرت سبنسر نظريته التطورية على الفرضيات العلمية التالي استمدها من علم الفيزياء:
قانون ثبات الطاقة : أي أن هناك استمرارا لنوع معين من الطاقة الموجهة لكافة الظواهر والتي تستند إليها هذه الظواهر ولكنها بعيدة عن إدراكنا ومعرفتنا ويشير هذا القانون إلى وجود واستمرار نوع من العلة النهائية تفارق المعرفة.
قانون عدم قابلية المادة للفناء : أي أن العناصر الرئيسية للمادة والطاقة في العالم لا تخلق ولا تتحطم وتفنى ولكنها تتشكل مع الحفاظ على بقائها .
قانون استمرار الحركة أو اتصالها : أي أن هناك استمرار دائم للحركة في العالم فكل الأشياء تستمر في حركتها أي تحولها من شكل لآخر ولكنها تسير في الاتجاه الذي يتزايد فيه الجذب وتقل المقاومة .
الشكل الموحد للقانون : أي أن ذلك أنه يوجد نوع من الاطراد أو الانتظام في العلاقات بين الظواهر المحددة في العالم
كافة ظواهر الطبيعة لها معدل وإيقاع خاص للحركة والاستمرار والتطور : أي أن لكل ظاهرة نمط خاص للتحول يعتمد على طبيعة تنظيم الطاقة التي تتحكم فيها وعناصر المادة ونمط الحركة.
مفهوم سبنسر للتطور:
التطور هو تكامل للمادة وتشتت مصاحب للحركة خلاله تتحول المادة من تجانس غير محدد ومفكك نسبيا إلى لا تجانس متكامل ومحدد نسبياً وتمر الحركة الباقية بتحول مواز من خلاله يعتقد سبنسر أن كافة الظواهر الطبيعية وكل العمليات النفسية والاجتماعية للخبرة الإنسانية تتحرك وتتحول من حالة البساطة إلى حالة التعقيد المنتظم , ومن حالة عدم التحديد إلى حالة التحديد الواضح , ومن حالة تكون فيها الأجزاء المختلفة المكونة لها غير متمايزة نسبياً إلى حالة ازدياد درجة التخصص حين تتسم هذه الأجزاء بتباين معقد في البناء والوظيفة وأن التطور من التجانس إلى اللا تجانس هو القانون العام للتطور سواء في النظم غير العضوية أو العضوية أو فوق العضوية الخلفية السببية لهذا الاتجاه من التطور يتمثل في قاعدة عدم استقرار المتجانس, المتجانس غير مستقر بالسليقة, وهو لا يستطيع أن يبقى أو يستمر على هذه الحال لأن القوى التي تعمل باستمرار في الأجزاء أو الأعضاء المختلفة للمتجانس تؤدي إلى تباينات تظهر في النمو في المستقبل وحالة التجانس هي حالة توازن غير مستقر فحينما يحدث تجمع لعدد كبير من الوحدات المتشابهة فإن هذه الوحدات لابد أن تغير من علاقاتها بعضها ببعض فضلاً عن أن الأجزاء المختلفة لهذا الحشد تخضع لتأثير قوى متنوعة وظروف متباينة ومن ثم تتعدل على أنحاء مختلفة وتباين القوى المؤثرة في الظواهر والوحدات يعني في الحقيقة تتعدد نتائج هذه القوى وتباينها.
وقد حاول سبنسر أن يفسر التحول من حالة التجانس إلى اللاتجانس النسبي من خلال عدم استقرار الوحدات المتماثلة والمتشابهة وحينما يحدث التباين داخل وحدات تجمع معين يتطور نوع من التخصص في الأجزاء بالضرورة ويلاحظ في هذه الحالة أن الوحدات المتشابهة تستجيب للمؤثرات بصورة متماثلة على حين أن الوحدات غير المتماثلة تستجيب لنفس المؤثرات بصورة مختلفة وتكون التغيرات التي تطرأ على الظواهر تحكمها ظروف البيئة التي توجد فيها وكل ظاهرة لابد وأن تخضع للانحلال وهو عكس التطور فبينما يشير التطور إلى عملية تكامل العناصر بشكل تنظيمي محدد للنمو فالانحلال هو تفكك هذه الوحدة الكلية.
ومن وجهة نظر سبنسر أن التوافقات التي تتميز بالتوازن وعدم التوازن للقوى للبيئة الداخلية هي نتاج خالص لهذه القوى وأن حدوث التكامل أو الانحلال متوقف على نتيجة الصراع بين القوى المؤثرة في الظواهر.
تقوم نظرية سبنسر في التطور على أساس فكرتين هما:
1. التباين : ويقصد به الانتقال من التجانس إلى اللاتجانس وقد قرر في هذا الصدد أن في الحياة ميلاً إلى التفرد والتخصص وقد أصبح هذا التخصص هو المطلب الأول في شؤون الحياة وهو الغاية القصوى التي يصل إليها الكائن في ارتقائه. وأن هذا الارتقاء والتطور كان مصحوبا بالانتقال من التعميم غير المحدد إلى التخصص المحدد ومن التماثل إلى التباين.
1. التكامل : وهذه الظاهرة تسير جنبا إلى جنب مع ظاهرة التباين .بمعنى أن التفرد أو التخصص يؤدي إلى التماسك والتضامن واعتماد الأجزاء والوظائف بعضها على بعض الآخر أي أن هناك في الحياة ميل إلى التفرد والتفرد هو غاية كل ارتقاء وكل ارتقاء إنما ينطوي على الانتقال من التماثل إلى التباين أو من التجانس إلى اللاتجانس والتخصص هو غاية كل تطور وارتقاء في الموجودات وهذا القانون قائم على دعامتين:
كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد اختصاصا وتفردا.
كلما ازدادت الأعضاء تفرداً واختصاصا ازدادت استقلالاً.
المماثلة العضوية :
المبدأ التطوري هو أساس نظرية سبنسر في علم الاجتماع والمماثلة العضوي هي مبدأ ثانوي وهي نوع من المقابلة بين المجتمع والكائن الحي لأغراض معينة وقد لاحظ أن هناك عدة أوجه من التشابه بين الكائنات الاجتماعية والكائنات العضوية واستنتج منها أن المجتمع ينتظم على نفس نسق الفرد أو على غراره تماما حتى أننا نستطيع أن ندرك ما هو أبعد من المماثلة بينهما وحينما ندرك أن المجتمع خلال مراحل النمو والنضج والهرم وأن ذلك يسير على نفس المبادئ التي تحدد التحولات التي تمر بها كل من النظم غير العضوية والعضوية ندرك مفهوم علم الاجتماع بوصفه علما وقد بلور سبنسر المماثلة بين المجتمع والكائن الحي على النحو التالي:
· كلاهما يختلف عن الظواهر غير العضوية من حيث يشهدان عملية نمو في الحجم.
· كلاهما يشهد نوعا من التباين في العناصر البنائية الداخلية ويصبح التنظيم الداخلي الكلي لهما أشد تعقيدا
· يرتبط التباين في البناء بتباين في الوظائف ذلك أن التخصص الداخلي للبناءات والوظائف يتم في وقت واحد.
· يؤكد سبنسر أن التباين في الحجم والبناء والوظيفة يؤدي إلى تغير تطوري يتميز بأنه غير تحكمي .
· يلاحظ الملاحظ أن الأجزاء الفردية المكونة لهما تستمر محافظة على وجودها.
الاختلافات بين المجتمع والكائن العضوي:
الأجزاء المكونة للكائن العضوي تكون كلا واقعيا ملموسا متكاملا وترتبط الوحدات أو الخلايا الحية معا ارتباطا وثيقا أما الأجزاء المكونة للكائن الاجتماعي فهي تكون كلا مجردا يمكن إدراكه بالعقل وتكون عناصره منفصلة ومتمايزة ويتميز الكائن العضوي بتباين الوظائف وتصبح بعض الأجزاء مركزا للشعور والتفكير وبعضها عديم الحساسية أما في الكائن الاجتماعي فلا يوجد مثل هذا التباين في الوظائف والخلايا في الجسم الحي تعمل من أجل صالح الكل في حين أنه في المجتمع يوجد الكل ويعمل من أجل صالح عناصره أو أعضائه.
الأنساق الاجتماعية :
يرفض سبنسر القول بأن المجتمع لا يزيد عن مجموعة من الأفراد إذ أن طبيعة الكل متميزة تماما عن مجرد مجموعة من الأجزاء أو العناصر المكونة له طالما أن هناك علاقات دائمة بين الأجزاء المكونة لهذا الكل ويرى سبنسر أننا نستطيع أن نميز ثلاثة أنساق من بين الأجزاء المكونة للمجتمعات وكافة المجتمعات لابد أن تدخل في علاقات مع البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة بها وخلال هذا التعامل تحدث ثلاث صور أساسية للتباين وحتى يمكن تنظيم المجتمع من أجل الصراع الفعال مع البيئة لابد للجماعات المسئولة أساسا عن السلطة من أن تنفصل وتتمايز عن تلك الجماعات التي تتولى مهمة الإنتاج الاقتصادي ويتحدث سبنسر عن التباين كما لو أنه يحدث بين المسئوليات الخاصة بالأمن والحماية من الأخطار والتهديدات التي قد يتعرض لها المجتمع من الخارج وبين صناعة المجتمع داخليا وعلى أن هذين النسقين :نسق التنظيم ونسق صيانة المجتمع يرتبطان يبعضهما عن طريق شبكة قوية للاتصال وتوزيع محدد.
أستخدم سبنسر هذا النموذج للأنساق الأساسية المكونة لبناء المجتمع في إجراء دراسات مقارنة للمجتمعات خاصة وأن كافة جوانب التغير التطوري مثل النمو في الحجم والتباين البنائي الوظيفي والتحول من التجانس إلى اللاتجانس ومن اللامحدد إلى المحدد وغيرها من الجوانب لا يمكن أن تدرس إلا باستخدام هذا النموذج التحليلي.
(1903-1820) Herbert Spencer
هيربرت سبينسر يعتبر أحد أكبر المفكرين الإنجليز تأثيرا في نهاية القرن التاسع عشر ولد سنة 1820 وتوفي سنة 1903 وهو الأب الثاني لعلم الاجتماع بعد أوجست كونت الفرنسي. اشتهر بنظريته عن التطور . وقد استند على هذه النظرية في وضع الأسس لنسق ومنظومة اجتماعية( سوسيولوجية)تؤكد التطور تجاه تعقيد اجتماعي متزايد وارتفاع درجة الفردية . فالمجتمع في نظره مثل الكائن الحي المعقد ، يتصف بحالة من التوازن الدقيق ولا ينبغي ألاّ يسمح إلّاـ لعملية التطور الطبيعية بالتأثير في نموه .
ولقد أدى هذا التأكيد على الفردية والتكيف الطبيعي إلى معارضة الإصلاح من خلال تدخل الدولة.
من أهم مؤلفاته:
أسس علم الحياة ( من 1864-1867) .
أسس علم النفس (1870-1872 .
أسس علم الإجتماع (1876-1896).
أسس الأخلاق (1879-1893)
بنى هربرت سبنسر نظريته التطورية على الفرضيات العلمية التالي استمدها من علم الفيزياء:
قانون ثبات الطاقة : أي أن هناك استمرارا لنوع معين من الطاقة الموجهة لكافة الظواهر والتي تستند إليها هذه الظواهر ولكنها بعيدة عن إدراكنا ومعرفتنا ويشير هذا القانون إلى وجود واستمرار نوع من العلة النهائية تفارق المعرفة.
قانون عدم قابلية المادة للفناء : أي أن العناصر الرئيسية للمادة والطاقة في العالم لا تخلق ولا تتحطم وتفنى ولكنها تتشكل مع الحفاظ على بقائها .
قانون استمرار الحركة أو اتصالها : أي أن هناك استمرار دائم للحركة في العالم فكل الأشياء تستمر في حركتها أي تحولها من شكل لآخر ولكنها تسير في الاتجاه الذي يتزايد فيه الجذب وتقل المقاومة .
الشكل الموحد للقانون : أي أن ذلك أنه يوجد نوع من الاطراد أو الانتظام في العلاقات بين الظواهر المحددة في العالم
كافة ظواهر الطبيعة لها معدل وإيقاع خاص للحركة والاستمرار والتطور : أي أن لكل ظاهرة نمط خاص للتحول يعتمد على طبيعة تنظيم الطاقة التي تتحكم فيها وعناصر المادة ونمط الحركة.
مفهوم سبنسر للتطور:
التطور هو تكامل للمادة وتشتت مصاحب للحركة خلاله تتحول المادة من تجانس غير محدد ومفكك نسبيا إلى لا تجانس متكامل ومحدد نسبياً وتمر الحركة الباقية بتحول مواز من خلاله يعتقد سبنسر أن كافة الظواهر الطبيعية وكل العمليات النفسية والاجتماعية للخبرة الإنسانية تتحرك وتتحول من حالة البساطة إلى حالة التعقيد المنتظم , ومن حالة عدم التحديد إلى حالة التحديد الواضح , ومن حالة تكون فيها الأجزاء المختلفة المكونة لها غير متمايزة نسبياً إلى حالة ازدياد درجة التخصص حين تتسم هذه الأجزاء بتباين معقد في البناء والوظيفة وأن التطور من التجانس إلى اللا تجانس هو القانون العام للتطور سواء في النظم غير العضوية أو العضوية أو فوق العضوية الخلفية السببية لهذا الاتجاه من التطور يتمثل في قاعدة عدم استقرار المتجانس, المتجانس غير مستقر بالسليقة, وهو لا يستطيع أن يبقى أو يستمر على هذه الحال لأن القوى التي تعمل باستمرار في الأجزاء أو الأعضاء المختلفة للمتجانس تؤدي إلى تباينات تظهر في النمو في المستقبل وحالة التجانس هي حالة توازن غير مستقر فحينما يحدث تجمع لعدد كبير من الوحدات المتشابهة فإن هذه الوحدات لابد أن تغير من علاقاتها بعضها ببعض فضلاً عن أن الأجزاء المختلفة لهذا الحشد تخضع لتأثير قوى متنوعة وظروف متباينة ومن ثم تتعدل على أنحاء مختلفة وتباين القوى المؤثرة في الظواهر والوحدات يعني في الحقيقة تتعدد نتائج هذه القوى وتباينها.
وقد حاول سبنسر أن يفسر التحول من حالة التجانس إلى اللاتجانس النسبي من خلال عدم استقرار الوحدات المتماثلة والمتشابهة وحينما يحدث التباين داخل وحدات تجمع معين يتطور نوع من التخصص في الأجزاء بالضرورة ويلاحظ في هذه الحالة أن الوحدات المتشابهة تستجيب للمؤثرات بصورة متماثلة على حين أن الوحدات غير المتماثلة تستجيب لنفس المؤثرات بصورة مختلفة وتكون التغيرات التي تطرأ على الظواهر تحكمها ظروف البيئة التي توجد فيها وكل ظاهرة لابد وأن تخضع للانحلال وهو عكس التطور فبينما يشير التطور إلى عملية تكامل العناصر بشكل تنظيمي محدد للنمو فالانحلال هو تفكك هذه الوحدة الكلية.
ومن وجهة نظر سبنسر أن التوافقات التي تتميز بالتوازن وعدم التوازن للقوى للبيئة الداخلية هي نتاج خالص لهذه القوى وأن حدوث التكامل أو الانحلال متوقف على نتيجة الصراع بين القوى المؤثرة في الظواهر.
تقوم نظرية سبنسر في التطور على أساس فكرتين هما:
1. التباين : ويقصد به الانتقال من التجانس إلى اللاتجانس وقد قرر في هذا الصدد أن في الحياة ميلاً إلى التفرد والتخصص وقد أصبح هذا التخصص هو المطلب الأول في شؤون الحياة وهو الغاية القصوى التي يصل إليها الكائن في ارتقائه. وأن هذا الارتقاء والتطور كان مصحوبا بالانتقال من التعميم غير المحدد إلى التخصص المحدد ومن التماثل إلى التباين.
1. التكامل : وهذه الظاهرة تسير جنبا إلى جنب مع ظاهرة التباين .بمعنى أن التفرد أو التخصص يؤدي إلى التماسك والتضامن واعتماد الأجزاء والوظائف بعضها على بعض الآخر أي أن هناك في الحياة ميل إلى التفرد والتفرد هو غاية كل ارتقاء وكل ارتقاء إنما ينطوي على الانتقال من التماثل إلى التباين أو من التجانس إلى اللاتجانس والتخصص هو غاية كل تطور وارتقاء في الموجودات وهذا القانون قائم على دعامتين:
كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد اختصاصا وتفردا.
كلما ازدادت الأعضاء تفرداً واختصاصا ازدادت استقلالاً.
المماثلة العضوية :
المبدأ التطوري هو أساس نظرية سبنسر في علم الاجتماع والمماثلة العضوي هي مبدأ ثانوي وهي نوع من المقابلة بين المجتمع والكائن الحي لأغراض معينة وقد لاحظ أن هناك عدة أوجه من التشابه بين الكائنات الاجتماعية والكائنات العضوية واستنتج منها أن المجتمع ينتظم على نفس نسق الفرد أو على غراره تماما حتى أننا نستطيع أن ندرك ما هو أبعد من المماثلة بينهما وحينما ندرك أن المجتمع خلال مراحل النمو والنضج والهرم وأن ذلك يسير على نفس المبادئ التي تحدد التحولات التي تمر بها كل من النظم غير العضوية والعضوية ندرك مفهوم علم الاجتماع بوصفه علما وقد بلور سبنسر المماثلة بين المجتمع والكائن الحي على النحو التالي:
· كلاهما يختلف عن الظواهر غير العضوية من حيث يشهدان عملية نمو في الحجم.
· كلاهما يشهد نوعا من التباين في العناصر البنائية الداخلية ويصبح التنظيم الداخلي الكلي لهما أشد تعقيدا
· يرتبط التباين في البناء بتباين في الوظائف ذلك أن التخصص الداخلي للبناءات والوظائف يتم في وقت واحد.
· يؤكد سبنسر أن التباين في الحجم والبناء والوظيفة يؤدي إلى تغير تطوري يتميز بأنه غير تحكمي .
· يلاحظ الملاحظ أن الأجزاء الفردية المكونة لهما تستمر محافظة على وجودها.
الاختلافات بين المجتمع والكائن العضوي:
الأجزاء المكونة للكائن العضوي تكون كلا واقعيا ملموسا متكاملا وترتبط الوحدات أو الخلايا الحية معا ارتباطا وثيقا أما الأجزاء المكونة للكائن الاجتماعي فهي تكون كلا مجردا يمكن إدراكه بالعقل وتكون عناصره منفصلة ومتمايزة ويتميز الكائن العضوي بتباين الوظائف وتصبح بعض الأجزاء مركزا للشعور والتفكير وبعضها عديم الحساسية أما في الكائن الاجتماعي فلا يوجد مثل هذا التباين في الوظائف والخلايا في الجسم الحي تعمل من أجل صالح الكل في حين أنه في المجتمع يوجد الكل ويعمل من أجل صالح عناصره أو أعضائه.
الأنساق الاجتماعية :
يرفض سبنسر القول بأن المجتمع لا يزيد عن مجموعة من الأفراد إذ أن طبيعة الكل متميزة تماما عن مجرد مجموعة من الأجزاء أو العناصر المكونة له طالما أن هناك علاقات دائمة بين الأجزاء المكونة لهذا الكل ويرى سبنسر أننا نستطيع أن نميز ثلاثة أنساق من بين الأجزاء المكونة للمجتمعات وكافة المجتمعات لابد أن تدخل في علاقات مع البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة بها وخلال هذا التعامل تحدث ثلاث صور أساسية للتباين وحتى يمكن تنظيم المجتمع من أجل الصراع الفعال مع البيئة لابد للجماعات المسئولة أساسا عن السلطة من أن تنفصل وتتمايز عن تلك الجماعات التي تتولى مهمة الإنتاج الاقتصادي ويتحدث سبنسر عن التباين كما لو أنه يحدث بين المسئوليات الخاصة بالأمن والحماية من الأخطار والتهديدات التي قد يتعرض لها المجتمع من الخارج وبين صناعة المجتمع داخليا وعلى أن هذين النسقين :نسق التنظيم ونسق صيانة المجتمع يرتبطان يبعضهما عن طريق شبكة قوية للاتصال وتوزيع محدد.
أستخدم سبنسر هذا النموذج للأنساق الأساسية المكونة لبناء المجتمع في إجراء دراسات مقارنة للمجتمعات خاصة وأن كافة جوانب التغير التطوري مثل النمو في الحجم والتباين البنائي الوظيفي والتحول من التجانس إلى اللاتجانس ومن اللامحدد إلى المحدد وغيرها من الجوانب لا يمكن أن تدرس إلا باستخدام هذا النموذج التحليلي.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
ايفان بافلوف 14 سبتمبر 1849- 27 فبراير 1936
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ايفان بافلوف
إيفان بتروفيتش بافلوف (بالروسية: Ива́н Пе́трович Па́влов) ـ (14 سبتمبر 1849- 27 فبراير 1936) طبيب وعالم وظائف أعضاء روسي، حصل على جائزة نوبل في الطب في عام 1904 لأبحاثه المتعلقة بالجهاز الهضمي، ومن أشهر أعماله نظرية الاستجابة الشرطية التي تفسر بها التعلم.
كان أستاذاً بالأكاديمية الطبية العسكرية حتّى عام 1925 وعضواً بأكاديميّة العلوم ابتداءا من سنة 1907، وهو مؤسّس الدّراسات التجريبيّة الموضوعيّة للنشاط العصبي الأعلى (أي السلوك) عند الحيوانات والإنسان، مستخدماً منهج المنعكسات الشرطيّة واللاّشرطيّة.
طوّر تعاليم سيتشينوف (مؤسّس علم النفس المادّي في روسيا)عن الطبيعة الانعكاسيّة للنشاط العقلي وقد تمكّن بافلوف بمنهج الانعكاسات الشرطيّة من اكتشاف القوانين والآليات الأساسيّة لنشاط الدّماغ. وأدّت دراسة بافلوف لفيزيولوجيا عمليّة الهضم إلى فكرته القائلة بأنّ منهج الانعكاسات الشرطيّة يمكن أن يستخدم لبحث السلوك والنشاط العقلي للحيوانات. وقد أفادت ظاهرة «إفراز اللّعاب نفسيّاً»، والعديد من الأبحاث التجريبيّة كأساس للنتيجة التي توصّل إليها عن الوظيفة الإشاريّة للنشاط النفسي ولتوضيح تعاليمه عن النظامين الإشاريين. ويوفّر مذهب بافلوف ككلّ الأساس العلمي الطبيعي لعلم النفس المادّي.
أهــــــ/مـ،مؤلفــاتهـ،
"في الموضع المادي للعمليات النفسية"(1910) و "دور اللاشعور في العصاب" (1913) و"الحلم وتفسير الأحلام" وكتب مقالات وأبحاث عديدة نشرت في مجلات علم النفس الصادرة بالغتين الفرنسية والانجليزية . ترجم كتابه "دراسة نقص عضو وتعويضه النفسي" إلي الانجليزية عام 1927 ونشر في عام 1917 كتابه الكبير "الشخصية العصابية" ترجم إلي الانجليزية وإلي الفرنسية عام 1926 و "مشكلة الهوموسكس" و "الجانب الآخر" و "دراسة سيكولوجية اجتماعية في خطأ المجتمع" (1919) و "تطبيق علم النفس الفردي ونظريته" (1924) و "معرفة الإنسان" (1928) الذي نشر في لندن ونيويورك بعد نشره في لايبزيخ و "علم النفس الفردي" وكان بجزئيين ظهر جزؤه الأول "قراءة تاريخ الحياة والمرض" (1928) وجزؤه الثاني "نفسية تلاميذ المدارس المشكلين" (1930).
ألف ادلر باللغة الانجليزية كتبا كثيرة أهمها "مشاكل العصاب " (1929) و "علم الحياة" (1929) و "قياد الطفل على مبادئ علم النفس الفردي" (1930) وتربية الأطفال" (1930) و"نموذج الحياة" (1930) و"كيف يجب أن تفهم الحياة" (1931) .وترجم الدكتور اسحق رمزي كتاب ادلر "علم النفس الفردي" إلي اللغة العربية ونشرته دار المعارف بمصر عام (1946).
الجوانب النفسية الفلسفية لنظرية بافلوف
حاول بافلوف في سياق جهوده العلمية الكبيرة وفي مسار ابتكاراته أن يعزز بعض المنطلقات الأساسية للاتجاهات الفلسفية المادية وأن ينتصر بما قدمه من نتائج علمية بارعة لتيارات علم النفس التجريبي والفيزيولوجي الذي طرح نفسه بوصفه الاتجاه الوحيد القادر على تفسير الظاهرة النفسية تفسيراً علمياً بعيداً عن أوهام علم النفس التأملي.
وغني عن البيان أن نظرية بافلوف تنطوي على رؤية فلسفية طموحة وأصلية في جوانبها العلمية، وهذه الرؤية تعزز، في الوقت نفسه، اتجاهات علم النفس النزاعة إلى الارتقاء علمياً.
فالنظرية البافلوفية تقوم على المبادئ التالية:
العمليات النفسيةهي صورة لفعالية الدماغ ووظيفة من وظائفه الأساسية والدماغ هو أعلى أشكال المادة وأرقاها. وينبني على هذه المسلمة أنه لا يمكن إدراك العمليات النفسية إدراكاً علمياً على الأقل بعيداً عن إدراك العمليات التي تتأصل في البنية الدماغية، فالفعل النفسي فعل يتأصل ويحفر مجاريه في قشرة الدماغ، مركز المشاعر والأحاسيس والانفعالات.
الشعورانعكاس للمادة وصورة من صور العالم الموضوعي الخارجي، والعمليات النفسية برمتها مرهونة بإشراطات هذا العالم الذي يتحول إلى صور دماغية قشرية ذات طابع إشراطي. وبالتالي فإن إدراك الفعل النفسي مرهون بأوضاعه الخارجية والداخلية، وعلى نحو أكثر تحديداً الفعل النفسي هو نتاج التفاعل بين الوسط الخارجي بمثيراته المختلفة والوسط الداخلي الذي يتمثل بالمناطق الدماغية وخاصة القشرة الدماغية.
المادة أولية والشعور لاحق وثانويوهذا يعني أن الأفكار والإحساسات تنبع من العالم الخارجي المادي الموجود مستقلاً عن الوعي. وهذا يعني أن علم النفس عند بافلوف هو انتصار لآراء هوبس الفلسفية؛ فالعمليات العقلية والنفسية قابلة للدراسة والاختبار علمياً. ومن هذه النقطة يمكن الانطلاق إلى القول إن نظرية بافلوف، استناداً إلى نتائجها العملية في ميادين الحياة المختلفة، قدمت لعلم النفس أساساً علمياً صلباً يعتمد على معطيات العلوم المختلفة من طب وفيزيولوجية الأعصاب وفيزياء، وبذلك يتمثل مسعى بافلوف لإخراج علم النفس من متاهاته الأسطورية ذات الطابع التأملي الخالص.
ايفان بافلوف
إيفان بتروفيتش بافلوف (بالروسية: Ива́н Пе́трович Па́влов) ـ (14 سبتمبر 1849- 27 فبراير 1936) طبيب وعالم وظائف أعضاء روسي، حصل على جائزة نوبل في الطب في عام 1904 لأبحاثه المتعلقة بالجهاز الهضمي، ومن أشهر أعماله نظرية الاستجابة الشرطية التي تفسر بها التعلم.
كان أستاذاً بالأكاديمية الطبية العسكرية حتّى عام 1925 وعضواً بأكاديميّة العلوم ابتداءا من سنة 1907، وهو مؤسّس الدّراسات التجريبيّة الموضوعيّة للنشاط العصبي الأعلى (أي السلوك) عند الحيوانات والإنسان، مستخدماً منهج المنعكسات الشرطيّة واللاّشرطيّة.
طوّر تعاليم سيتشينوف (مؤسّس علم النفس المادّي في روسيا)عن الطبيعة الانعكاسيّة للنشاط العقلي وقد تمكّن بافلوف بمنهج الانعكاسات الشرطيّة من اكتشاف القوانين والآليات الأساسيّة لنشاط الدّماغ. وأدّت دراسة بافلوف لفيزيولوجيا عمليّة الهضم إلى فكرته القائلة بأنّ منهج الانعكاسات الشرطيّة يمكن أن يستخدم لبحث السلوك والنشاط العقلي للحيوانات. وقد أفادت ظاهرة «إفراز اللّعاب نفسيّاً»، والعديد من الأبحاث التجريبيّة كأساس للنتيجة التي توصّل إليها عن الوظيفة الإشاريّة للنشاط النفسي ولتوضيح تعاليمه عن النظامين الإشاريين. ويوفّر مذهب بافلوف ككلّ الأساس العلمي الطبيعي لعلم النفس المادّي.
أهــــــ/مـ،مؤلفــاتهـ،
"في الموضع المادي للعمليات النفسية"(1910) و "دور اللاشعور في العصاب" (1913) و"الحلم وتفسير الأحلام" وكتب مقالات وأبحاث عديدة نشرت في مجلات علم النفس الصادرة بالغتين الفرنسية والانجليزية . ترجم كتابه "دراسة نقص عضو وتعويضه النفسي" إلي الانجليزية عام 1927 ونشر في عام 1917 كتابه الكبير "الشخصية العصابية" ترجم إلي الانجليزية وإلي الفرنسية عام 1926 و "مشكلة الهوموسكس" و "الجانب الآخر" و "دراسة سيكولوجية اجتماعية في خطأ المجتمع" (1919) و "تطبيق علم النفس الفردي ونظريته" (1924) و "معرفة الإنسان" (1928) الذي نشر في لندن ونيويورك بعد نشره في لايبزيخ و "علم النفس الفردي" وكان بجزئيين ظهر جزؤه الأول "قراءة تاريخ الحياة والمرض" (1928) وجزؤه الثاني "نفسية تلاميذ المدارس المشكلين" (1930).
ألف ادلر باللغة الانجليزية كتبا كثيرة أهمها "مشاكل العصاب " (1929) و "علم الحياة" (1929) و "قياد الطفل على مبادئ علم النفس الفردي" (1930) وتربية الأطفال" (1930) و"نموذج الحياة" (1930) و"كيف يجب أن تفهم الحياة" (1931) .وترجم الدكتور اسحق رمزي كتاب ادلر "علم النفس الفردي" إلي اللغة العربية ونشرته دار المعارف بمصر عام (1946).
الجوانب النفسية الفلسفية لنظرية بافلوف
حاول بافلوف في سياق جهوده العلمية الكبيرة وفي مسار ابتكاراته أن يعزز بعض المنطلقات الأساسية للاتجاهات الفلسفية المادية وأن ينتصر بما قدمه من نتائج علمية بارعة لتيارات علم النفس التجريبي والفيزيولوجي الذي طرح نفسه بوصفه الاتجاه الوحيد القادر على تفسير الظاهرة النفسية تفسيراً علمياً بعيداً عن أوهام علم النفس التأملي.
وغني عن البيان أن نظرية بافلوف تنطوي على رؤية فلسفية طموحة وأصلية في جوانبها العلمية، وهذه الرؤية تعزز، في الوقت نفسه، اتجاهات علم النفس النزاعة إلى الارتقاء علمياً.
فالنظرية البافلوفية تقوم على المبادئ التالية:
العمليات النفسيةهي صورة لفعالية الدماغ ووظيفة من وظائفه الأساسية والدماغ هو أعلى أشكال المادة وأرقاها. وينبني على هذه المسلمة أنه لا يمكن إدراك العمليات النفسية إدراكاً علمياً على الأقل بعيداً عن إدراك العمليات التي تتأصل في البنية الدماغية، فالفعل النفسي فعل يتأصل ويحفر مجاريه في قشرة الدماغ، مركز المشاعر والأحاسيس والانفعالات.
الشعورانعكاس للمادة وصورة من صور العالم الموضوعي الخارجي، والعمليات النفسية برمتها مرهونة بإشراطات هذا العالم الذي يتحول إلى صور دماغية قشرية ذات طابع إشراطي. وبالتالي فإن إدراك الفعل النفسي مرهون بأوضاعه الخارجية والداخلية، وعلى نحو أكثر تحديداً الفعل النفسي هو نتاج التفاعل بين الوسط الخارجي بمثيراته المختلفة والوسط الداخلي الذي يتمثل بالمناطق الدماغية وخاصة القشرة الدماغية.
المادة أولية والشعور لاحق وثانويوهذا يعني أن الأفكار والإحساسات تنبع من العالم الخارجي المادي الموجود مستقلاً عن الوعي. وهذا يعني أن علم النفس عند بافلوف هو انتصار لآراء هوبس الفلسفية؛ فالعمليات العقلية والنفسية قابلة للدراسة والاختبار علمياً. ومن هذه النقطة يمكن الانطلاق إلى القول إن نظرية بافلوف، استناداً إلى نتائجها العملية في ميادين الحياة المختلفة، قدمت لعلم النفس أساساً علمياً صلباً يعتمد على معطيات العلوم المختلفة من طب وفيزيولوجية الأعصاب وفيزياء، وبذلك يتمثل مسعى بافلوف لإخراج علم النفس من متاهاته الأسطورية ذات الطابع التأملي الخالص.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بصمات من سجل التاريخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
البيروني (362-440هـ / 973 -1048م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
البيروني (362-440هـ / 973 -1048م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، فيلسوف ومؤرخ ورحالة وجغرافي ولغوي وشاعر، وعالم في الرياضيات والطبيعيات والصيدلة. اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في قرية من ضواحي مدينة كاث عاصمة دولة خوارزم. ولكن لا يعرف نسبته على وجه التحديد، كما أشار هو نفسه بقوله "أنا في الحقيقة لا أعرف نسبتي... ولا أعرف من كان جدي".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رحل البيروني عن مسقط رأسه وهو في العشرين من عمره، حيث ظهرت عبقريته في علوم كثيرة، وتفتحت على مختلف فروع العلم. وعندما سمت مكانته العلمية، وارتفعت منزلته الأدبية، بدأت تتنافس عليه العروش والقصور. فتبناه أولا بناة الحكمة والعلم من بني سامان ببخارى ، حيث ذاع صيته، وقدرت مكانته العلمية والأدبية عندهم، وتوثقت صلته بهم. وهناك تعرف على الشيخ الرئيس ابن سينا الذي زامله قرابة عشرين عاما. فانتظما معا في المذاكرة والمناظرة، وتبادل الآراء والرسائل، وعلت مكانتهما عند الأمير نوح بن منصور الساماني، الذي ازدانت مكتبته بنفائس وذخائر مؤلفاتهما.
وفي عام 388هـ / 998 م. تألق نجم الأمير الأديب الحكيم قابوس بن وشمكير أمير جرجان الملقب بشمس المعالي، حيث أخذ ينافس آل سامان على جذب هذين النجمين اللذين كانا يضيئان قصور آل سامان ببخارى. فأخذ الأمير شمس المعالي يطلب من أبي الريحان الانتقال إليه ، لكنه رفض وفاءًا لآل سامان الذين كان ملكهم يومئذ يضطرب تحت الفتن والدسائس الداخلية والحروب الخارجية مع ملوك كاشغر في الشرق، وملوك غزنة في الغرب.
وعندما سقط ملك السامانيين خرج أبو الريحان مستصحبا معه ابن سينا إلى جرجان تلبية لرغبة أميرها شمس المعالي الذي أحسن ضيافتهما، وطابت نفسهما بالإقامة في قصره ، حيث كان يهتم بجهابذة العلم وعباقرة الحكمة وعمالقة الأدب. وفي هذا القصر كتب البيروني كتابه الآثار الباقية من القرون الخالية وأهداه إلى شمس المعالي.
وفي جرجان قابل البيروني أيضا أستاذه في الطب أبا سهل عيسى. وظلا معا حتى قامت الثورة العسكرية التي أطاحت بعرش شمس المعالي وأتت على حياته فخرج البيروني راجعا إلى وطنه خوارزم. وهناك استقر في مدينة جرجانية أصبحت فيما بعد ع اصمة خوارزم. وهناك اشتغل البيروني في مجمع العلوم الذي أسسه أمير خوارزم مأمون بن مأمون. وفي هذا المجمع قابل البيروني العالم مسكويه ، وانضم إليه لاحقا زميل رحلته ابن سينا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي خوارزم أقام البيروني سبع سنوات في خدمة الأمير مأمون، حيث أصبحت له عند الأمير مكانة كبيرة، وقدرًا عظيما، إذ عرف الأمير مكانته من العلم، فاتخذه مستشارا له، وأسكنه معه في قصره، وكان يبدي له مظاهر الاحترام والتقدير.
وفي عام 407هـ / 1016 م. قام بعض جنود الأمير مأمون بثورة ضده وقتلوه، مما أدى إلى دخول صهره محمود بن سبكتكين الغزنوي خوارزم للانتقام من القتلة، وضم البيروني إلى حاشيته، وانتقل معه إلى بلده غزنة.
لازم البيروني السلطان محمود الغزنوي في كل رحلاته وغزواته. ومن خلال هذه الرحلات دخل البيروني الهند مع السلطان محمود في غزواته لهذه البلاد والتي بلغت سبع عشرة غزوة في المنطقة الشمالية الغربية من الهند، واستمرت حتى سنة 414 هـ / 1024 م. ولقد صاحب البيروني السلطان الغزنوي ثلاث عشرة مرة، مما أتاح له أن يحيط بعلوم الهند وتعلم من لغاتها السنسكريتية، إلى جانب إجادته العربية، والفارسية، واليونانية، والسريانية، فاستطاع أن يتوصل إلى المراجع الرئيسية. وهو ما كان ما يريده البيروني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولكن الأمور لم تساعد البيروني كثيرا، إذ لم يكن السلطان محمود الغزنوي من المهتمين بالعلم كثيرا، لذا كان عديم الاهتمام بأحاديث البيروني ومحاضراته. ولحسن حظه أن هذا الأمر لم يدم كثيرا، إذ ما لبث أن اعتلى عرش البلاد أكبر أولاد السلطان وهو مسعود الغزنوي وكان ذا رغبة مشتعلة، وبصيرة نافذة لتقبل العلوم ودراسة أسرارها. فأعطى البيروني المكانة اللائقة وقدم له ما يحتاجه من معونة أثناء بقائه في الهند. وعندما رجع البيروني من الهند ليستقر في قصر الأمير مسعود، أهدى له كتابه الشهير القانون المسعودي في الهيئة والنجوم.
ولما حمل البيروني هذه الهدية إلى السلطان مسعود، أراد السلطان أن يكافئه على هذه الهدية الثمينة، فأرسل له ثلاثة جمال محملة من نقود الفضة ، فردها أبو الريحان البيروني قائلا: إنه إنما يخدم العلم للعلم لا للمال. كما ألف البيروني كتابا آخر وهو الدستور وأهداه إلى شقي ق الأمير مودود بن محمود الغزنوي. ولقد بقي البيروني في غزنة، ولم يغادرها منقطعا إلى الدرس والبحث والعلم والتأليف حيث كتب معظم مؤلفاته الشهيرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولقد كان البيروني مجتهدا في البحث لدرجة أن أحد أصدقائه كان يزوره وهو مريض جدا ، فسأله البيروني عن موضوع سبق أن ناقشه فيه. فقال له صديقه: أفي هذه الحالة؟ فرد البيروني: يا هذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أتركها وأنا جاهل بها. فدار النقاش بينهما حتى اقتنع البيروني ثم خرج صديقه، وفي الطريق سمع عن وفاة البيروني. فكانت وفاته عام 440هـ / 1048 م عن عمر يناهز الثمانين.
وتعود شهرة البيروني الحقيقية إلى مؤلفاته الغزيرة التي تظهر علمه الوافر ونبوغه الفكري بالإضافة إلى انتمائه الديني الواضح في كل كتابته التي يزينها دائما بآيات القرآن الكريم. ويظهر انتماؤه إلى الإسلام ولغة القرآن بقوله في مقدمة كتابه الصيدنة في الطب : "ديننا والدولة عربيان توءمان، يرفرف على أحدهما القوة الإلهية وعلى الآخر اليد السماوية؛ وكم احتشد طوائف من التوابع، وخاصة منهم الحيل والديلم في إلباس الدولة جلابيب العجمة فلم تنفق لهم في المراد سوق. ومادام الأذان يقرع آذانهم كل يوم خمسا؛ وتقام الصلوات بالقرآن العربي المبين خلف الأئمة صفا صفا؛ ويخطب به لهم في الجوامع بالإصلاح كانوا لليدين والفم، وحبل الإسلام غير منفصم ، وحصنه غير منثلم ".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كتب البيروني في شتى المعارف فألف في حقل الرياضيات والفلك والطب والصيدلة، والآداب والجغرافيا والتاريخ. ولكن أكثر اهتمامه قد تركز على الفلك والرياضيات والطبيعيات. ففي علم الفلك برهن البيروني على حقائق علمية هامة منها مساحة الأرض ونسبتها للقمر ، وعن أن الشمس هي مركز الكون الأرضي، وعن بعد الشمس عن القمر، وعن مساحة الأرض ونسبتها للقمر، وبعدها عن جرم الشمس وأبعاد المجموعة الشمسية عن الأرض، وبعد الكوكب عن الآخر في المجموعة وهو أول من قال إن الشمس هي مركز الكون الأرضي مخالفا كل ما كان سائدا في وقته من آراء تتفق كلها على أن الأرض هي مركز الكون. كما أثبت أن أوج الشمس غير ثابت. وقد استطاع ب ناء على أربعة أرصاد في المواسم الأربعة أن يحسب مقدار هذه الحركة بواسطة الحساب التفاضلي، وقد كان المقدار النهائي الذي أثبته الفلكيون المسلمون لهذه الحركة هو (12.09) ثانية في السنة، وهو تحديد يختلف قليلا عن المقدار المثبت في العصر الحاضر وهو (11.46) ثانية في السنة. كما رصد الكسوف والخسوف وشرح بطريقة واضحة، الشفق والغسق. وحسب محيط الأرض بدقة فائقة ، وحدد القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند أداء صلاتهم ، مستعملا نظرياته الرياضية. ومن المسائل المعروفة باسم البيروني مسائل عديدة ، منها التي لا تحل بالمسطرة والفرجار ، مثل: محاولة قسمة الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية ، وحساب قطر الأرض، وأن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد أولى البيروني عناية كبيرة لعلم الجبر فدرس مؤلفات محمد بن موسى الخوارزمي وفهمها فهما تاما ، وأضاف إليها الكثير من التعليقات ، كما درس المعادلة الجبرية ذات الدرجة الثالثة وطورها بحلوله الهندسية والتحليلية. وحل المعادلة المشهورة في القرون الوسطى (س3 = 1 3س)، وحصل على نتيجة مرضية لجذورها مقربة للغاية إلى ستة منازل عشرية. واشتهر ببرهان القانون المعروف بجيب الزاوية مستخدما المثلث المستوى.
وفي حقل الكيمياء اتفق البيروني مع الكندي في رفض ادعاء القائلين بإمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب ، وأنكر سعيهم وراء الإكسير. وقد انصبت اهتماماته على دراسة عدة صناعات كانت قائمة في زمنه، كطلاء الأواني الفخارية، وتحضير الفولاذ المعد لصنع السيوف ، واستخلاص الزئبق من الزنجفر. وعرف بعض الطرائق الكيمياوية الهامة كالتصعيد، والتسامي، والتقطير، والتشميع، والترشيح إضافة إلى تحضير عدد من المركبات الكيمياوية.
ويعرف أبو الريحان البيروني أيضا بالصيدلاني المحترف بجمع الأدوية واختيار الأجود من أنواعها مفردة ومركبة على أفضل التراكيب التي خلدها له مبرزو أهل الطب ، وهذه أولى مراتب صناعة الطب ، إذا كان الترقي فيها من أسفل إلى أعلى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ترك البيروني ما يقارب ثلاثمائة مؤلف من بين كتاب ورسالة بشتى اللغات. منها حوالي (183) مؤلفا باللغات العربية من أشهرها بخلاف ما ذكر كتاب ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ، وكتاب الجماهر في معرفة الجواهر ، وكتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم ، وكتاب تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن ، ورسالة استيعاب الوجوه الممكنة في صنعة الأسطرلاب . وكتاب رؤية الأهلة ، ومقالة في تحديد مكان البلد باستخدام خطوط الطول والعرض ، وكتاب المسائل الهندسية ، ورسالة في معرفة سمت القبلة ، ورسالة في الميكانيكا والأيدروستاتيكا .
البيروني (362-440هـ / 973 -1048م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، فيلسوف ومؤرخ ورحالة وجغرافي ولغوي وشاعر، وعالم في الرياضيات والطبيعيات والصيدلة. اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في قرية من ضواحي مدينة كاث عاصمة دولة خوارزم. ولكن لا يعرف نسبته على وجه التحديد، كما أشار هو نفسه بقوله "أنا في الحقيقة لا أعرف نسبتي... ولا أعرف من كان جدي".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رحل البيروني عن مسقط رأسه وهو في العشرين من عمره، حيث ظهرت عبقريته في علوم كثيرة، وتفتحت على مختلف فروع العلم. وعندما سمت مكانته العلمية، وارتفعت منزلته الأدبية، بدأت تتنافس عليه العروش والقصور. فتبناه أولا بناة الحكمة والعلم من بني سامان ببخارى ، حيث ذاع صيته، وقدرت مكانته العلمية والأدبية عندهم، وتوثقت صلته بهم. وهناك تعرف على الشيخ الرئيس ابن سينا الذي زامله قرابة عشرين عاما. فانتظما معا في المذاكرة والمناظرة، وتبادل الآراء والرسائل، وعلت مكانتهما عند الأمير نوح بن منصور الساماني، الذي ازدانت مكتبته بنفائس وذخائر مؤلفاتهما.
وفي عام 388هـ / 998 م. تألق نجم الأمير الأديب الحكيم قابوس بن وشمكير أمير جرجان الملقب بشمس المعالي، حيث أخذ ينافس آل سامان على جذب هذين النجمين اللذين كانا يضيئان قصور آل سامان ببخارى. فأخذ الأمير شمس المعالي يطلب من أبي الريحان الانتقال إليه ، لكنه رفض وفاءًا لآل سامان الذين كان ملكهم يومئذ يضطرب تحت الفتن والدسائس الداخلية والحروب الخارجية مع ملوك كاشغر في الشرق، وملوك غزنة في الغرب.
وعندما سقط ملك السامانيين خرج أبو الريحان مستصحبا معه ابن سينا إلى جرجان تلبية لرغبة أميرها شمس المعالي الذي أحسن ضيافتهما، وطابت نفسهما بالإقامة في قصره ، حيث كان يهتم بجهابذة العلم وعباقرة الحكمة وعمالقة الأدب. وفي هذا القصر كتب البيروني كتابه الآثار الباقية من القرون الخالية وأهداه إلى شمس المعالي.
وفي جرجان قابل البيروني أيضا أستاذه في الطب أبا سهل عيسى. وظلا معا حتى قامت الثورة العسكرية التي أطاحت بعرش شمس المعالي وأتت على حياته فخرج البيروني راجعا إلى وطنه خوارزم. وهناك استقر في مدينة جرجانية أصبحت فيما بعد ع اصمة خوارزم. وهناك اشتغل البيروني في مجمع العلوم الذي أسسه أمير خوارزم مأمون بن مأمون. وفي هذا المجمع قابل البيروني العالم مسكويه ، وانضم إليه لاحقا زميل رحلته ابن سينا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي خوارزم أقام البيروني سبع سنوات في خدمة الأمير مأمون، حيث أصبحت له عند الأمير مكانة كبيرة، وقدرًا عظيما، إذ عرف الأمير مكانته من العلم، فاتخذه مستشارا له، وأسكنه معه في قصره، وكان يبدي له مظاهر الاحترام والتقدير.
وفي عام 407هـ / 1016 م. قام بعض جنود الأمير مأمون بثورة ضده وقتلوه، مما أدى إلى دخول صهره محمود بن سبكتكين الغزنوي خوارزم للانتقام من القتلة، وضم البيروني إلى حاشيته، وانتقل معه إلى بلده غزنة.
لازم البيروني السلطان محمود الغزنوي في كل رحلاته وغزواته. ومن خلال هذه الرحلات دخل البيروني الهند مع السلطان محمود في غزواته لهذه البلاد والتي بلغت سبع عشرة غزوة في المنطقة الشمالية الغربية من الهند، واستمرت حتى سنة 414 هـ / 1024 م. ولقد صاحب البيروني السلطان الغزنوي ثلاث عشرة مرة، مما أتاح له أن يحيط بعلوم الهند وتعلم من لغاتها السنسكريتية، إلى جانب إجادته العربية، والفارسية، واليونانية، والسريانية، فاستطاع أن يتوصل إلى المراجع الرئيسية. وهو ما كان ما يريده البيروني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولكن الأمور لم تساعد البيروني كثيرا، إذ لم يكن السلطان محمود الغزنوي من المهتمين بالعلم كثيرا، لذا كان عديم الاهتمام بأحاديث البيروني ومحاضراته. ولحسن حظه أن هذا الأمر لم يدم كثيرا، إذ ما لبث أن اعتلى عرش البلاد أكبر أولاد السلطان وهو مسعود الغزنوي وكان ذا رغبة مشتعلة، وبصيرة نافذة لتقبل العلوم ودراسة أسرارها. فأعطى البيروني المكانة اللائقة وقدم له ما يحتاجه من معونة أثناء بقائه في الهند. وعندما رجع البيروني من الهند ليستقر في قصر الأمير مسعود، أهدى له كتابه الشهير القانون المسعودي في الهيئة والنجوم.
ولما حمل البيروني هذه الهدية إلى السلطان مسعود، أراد السلطان أن يكافئه على هذه الهدية الثمينة، فأرسل له ثلاثة جمال محملة من نقود الفضة ، فردها أبو الريحان البيروني قائلا: إنه إنما يخدم العلم للعلم لا للمال. كما ألف البيروني كتابا آخر وهو الدستور وأهداه إلى شقي ق الأمير مودود بن محمود الغزنوي. ولقد بقي البيروني في غزنة، ولم يغادرها منقطعا إلى الدرس والبحث والعلم والتأليف حيث كتب معظم مؤلفاته الشهيرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولقد كان البيروني مجتهدا في البحث لدرجة أن أحد أصدقائه كان يزوره وهو مريض جدا ، فسأله البيروني عن موضوع سبق أن ناقشه فيه. فقال له صديقه: أفي هذه الحالة؟ فرد البيروني: يا هذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أتركها وأنا جاهل بها. فدار النقاش بينهما حتى اقتنع البيروني ثم خرج صديقه، وفي الطريق سمع عن وفاة البيروني. فكانت وفاته عام 440هـ / 1048 م عن عمر يناهز الثمانين.
وتعود شهرة البيروني الحقيقية إلى مؤلفاته الغزيرة التي تظهر علمه الوافر ونبوغه الفكري بالإضافة إلى انتمائه الديني الواضح في كل كتابته التي يزينها دائما بآيات القرآن الكريم. ويظهر انتماؤه إلى الإسلام ولغة القرآن بقوله في مقدمة كتابه الصيدنة في الطب : "ديننا والدولة عربيان توءمان، يرفرف على أحدهما القوة الإلهية وعلى الآخر اليد السماوية؛ وكم احتشد طوائف من التوابع، وخاصة منهم الحيل والديلم في إلباس الدولة جلابيب العجمة فلم تنفق لهم في المراد سوق. ومادام الأذان يقرع آذانهم كل يوم خمسا؛ وتقام الصلوات بالقرآن العربي المبين خلف الأئمة صفا صفا؛ ويخطب به لهم في الجوامع بالإصلاح كانوا لليدين والفم، وحبل الإسلام غير منفصم ، وحصنه غير منثلم ".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كتب البيروني في شتى المعارف فألف في حقل الرياضيات والفلك والطب والصيدلة، والآداب والجغرافيا والتاريخ. ولكن أكثر اهتمامه قد تركز على الفلك والرياضيات والطبيعيات. ففي علم الفلك برهن البيروني على حقائق علمية هامة منها مساحة الأرض ونسبتها للقمر ، وعن أن الشمس هي مركز الكون الأرضي، وعن بعد الشمس عن القمر، وعن مساحة الأرض ونسبتها للقمر، وبعدها عن جرم الشمس وأبعاد المجموعة الشمسية عن الأرض، وبعد الكوكب عن الآخر في المجموعة وهو أول من قال إن الشمس هي مركز الكون الأرضي مخالفا كل ما كان سائدا في وقته من آراء تتفق كلها على أن الأرض هي مركز الكون. كما أثبت أن أوج الشمس غير ثابت. وقد استطاع ب ناء على أربعة أرصاد في المواسم الأربعة أن يحسب مقدار هذه الحركة بواسطة الحساب التفاضلي، وقد كان المقدار النهائي الذي أثبته الفلكيون المسلمون لهذه الحركة هو (12.09) ثانية في السنة، وهو تحديد يختلف قليلا عن المقدار المثبت في العصر الحاضر وهو (11.46) ثانية في السنة. كما رصد الكسوف والخسوف وشرح بطريقة واضحة، الشفق والغسق. وحسب محيط الأرض بدقة فائقة ، وحدد القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند أداء صلاتهم ، مستعملا نظرياته الرياضية. ومن المسائل المعروفة باسم البيروني مسائل عديدة ، منها التي لا تحل بالمسطرة والفرجار ، مثل: محاولة قسمة الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية ، وحساب قطر الأرض، وأن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد أولى البيروني عناية كبيرة لعلم الجبر فدرس مؤلفات محمد بن موسى الخوارزمي وفهمها فهما تاما ، وأضاف إليها الكثير من التعليقات ، كما درس المعادلة الجبرية ذات الدرجة الثالثة وطورها بحلوله الهندسية والتحليلية. وحل المعادلة المشهورة في القرون الوسطى (س3 = 1 3س)، وحصل على نتيجة مرضية لجذورها مقربة للغاية إلى ستة منازل عشرية. واشتهر ببرهان القانون المعروف بجيب الزاوية مستخدما المثلث المستوى.
وفي حقل الكيمياء اتفق البيروني مع الكندي في رفض ادعاء القائلين بإمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب ، وأنكر سعيهم وراء الإكسير. وقد انصبت اهتماماته على دراسة عدة صناعات كانت قائمة في زمنه، كطلاء الأواني الفخارية، وتحضير الفولاذ المعد لصنع السيوف ، واستخلاص الزئبق من الزنجفر. وعرف بعض الطرائق الكيمياوية الهامة كالتصعيد، والتسامي، والتقطير، والتشميع، والترشيح إضافة إلى تحضير عدد من المركبات الكيمياوية.
ويعرف أبو الريحان البيروني أيضا بالصيدلاني المحترف بجمع الأدوية واختيار الأجود من أنواعها مفردة ومركبة على أفضل التراكيب التي خلدها له مبرزو أهل الطب ، وهذه أولى مراتب صناعة الطب ، إذا كان الترقي فيها من أسفل إلى أعلى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ترك البيروني ما يقارب ثلاثمائة مؤلف من بين كتاب ورسالة بشتى اللغات. منها حوالي (183) مؤلفا باللغات العربية من أشهرها بخلاف ما ذكر كتاب ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ، وكتاب الجماهر في معرفة الجواهر ، وكتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم ، وكتاب تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن ، ورسالة استيعاب الوجوه الممكنة في صنعة الأسطرلاب . وكتاب رؤية الأهلة ، ومقالة في تحديد مكان البلد باستخدام خطوط الطول والعرض ، وكتاب المسائل الهندسية ، ورسالة في معرفة سمت القبلة ، ورسالة في الميكانيكا والأيدروستاتيكا .
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
سقراط (469 ـ 399 ق.م).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سقراط (469 ـ 399 ق.م).
فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يعرف لسقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أريسطو فانيس وأرسطو. وُلد سقراط وعاش في أثينا. وكان ملبسه بسيطًا. وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وتزوج من زانْثِب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها. وقد أنجبت له طفلين على الأقل.
مولده
ولد سقراط SOCRATES في اثينا حوالي العام(469ق.م). وكان أبوه نحاتا وأمه قابلة. ولا يعرف عن حياته الأولى سوى أنه لما بلغ منتصف العمر أصبح شخصا مرموقا في المدينة، اذ جعلت منه أفكاره الجديدة وشخصيته الفريدة رجلا مشهورا. وكان سقراط قبيح المنظر جاحظ العينين، أفطس الانف، ولكن كان يملك قدرات خارقة للعادة من حيث ضبط النفس والصبر ......
سقراط الفيلسوف
في أي نوع من الموضوعات كان يتحدث سقراط ! إن الفلسفة قبل سقراط كانت تختص أساسا بمسائل تتعلق بوجود العالم وماهيته. ولقد اقتنع سقراط بانه من المستحيل الاجابة عن هذه التساؤلات، وان دراسة هذه المسائل لن تلقي على أية حال ضوء على السبيل الصحيح للحياة، هذا السبيل اللذي كان بالنسبة له هو الموضوع الوحيد ذو الأهمية الفعلية. وهكذا فان هدفه كان جعل الناس يفكرون بوضوح في الطبيعة المجردة للأخلاقيات كالعدل و الشجاعة مثلا، وذلك بدلا من مجرد المضي في حياتهم خلف العقائد التي جرى العرف عليها. وهو لم يطالب بتدريس أية تعاليم، اكتفاء بالتساؤلات التي تعين الناس على انتزاع الحقيقة من داخل أنفسهم بالتفكير.
لقد آمن سقراط بأن بأن الآثام كلها وليدة الجهل، وان الناس لو عرفوا فقط ما هو الحق، اذن لما وجدوا صعوبة في اتباعه
كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم. وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت التهمة على سقراط وأصدرت حكمها عليه بإلإعدام. ونفذ الحكم بكلِّ هدوء متناولاً كوبًا من سم الشوكران.
وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سقراط (469 ـ 399 ق.م).
فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يعرف لسقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أريسطو فانيس وأرسطو. وُلد سقراط وعاش في أثينا. وكان ملبسه بسيطًا. وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وتزوج من زانْثِب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها. وقد أنجبت له طفلين على الأقل.
مولده
ولد سقراط SOCRATES في اثينا حوالي العام(469ق.م). وكان أبوه نحاتا وأمه قابلة. ولا يعرف عن حياته الأولى سوى أنه لما بلغ منتصف العمر أصبح شخصا مرموقا في المدينة، اذ جعلت منه أفكاره الجديدة وشخصيته الفريدة رجلا مشهورا. وكان سقراط قبيح المنظر جاحظ العينين، أفطس الانف، ولكن كان يملك قدرات خارقة للعادة من حيث ضبط النفس والصبر ......
سقراط الفيلسوف
في أي نوع من الموضوعات كان يتحدث سقراط ! إن الفلسفة قبل سقراط كانت تختص أساسا بمسائل تتعلق بوجود العالم وماهيته. ولقد اقتنع سقراط بانه من المستحيل الاجابة عن هذه التساؤلات، وان دراسة هذه المسائل لن تلقي على أية حال ضوء على السبيل الصحيح للحياة، هذا السبيل اللذي كان بالنسبة له هو الموضوع الوحيد ذو الأهمية الفعلية. وهكذا فان هدفه كان جعل الناس يفكرون بوضوح في الطبيعة المجردة للأخلاقيات كالعدل و الشجاعة مثلا، وذلك بدلا من مجرد المضي في حياتهم خلف العقائد التي جرى العرف عليها. وهو لم يطالب بتدريس أية تعاليم، اكتفاء بالتساؤلات التي تعين الناس على انتزاع الحقيقة من داخل أنفسهم بالتفكير.
لقد آمن سقراط بأن بأن الآثام كلها وليدة الجهل، وان الناس لو عرفوا فقط ما هو الحق، اذن لما وجدوا صعوبة في اتباعه
كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم. وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت التهمة على سقراط وأصدرت حكمها عليه بإلإعدام. ونفذ الحكم بكلِّ هدوء متناولاً كوبًا من سم الشوكران.
وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
آدم سميث عام 1723 - 1790
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
آدم سميث عام 1723 - 1790
* ولد آدم سميث الشخصية الرائدة في تطور النظريات الاقتصادية في عام 1723 في مدينة كير كالدي وهي مدينة في اسكتلندا وفي شبابه درس في جامعتي أكسفورد وكامبردج ومن عام 1750 حتى عام 1764 ظل أستاذا الفلسفة في جامعة غلاسكو وفي أثناء عمله هناك نشر أول كتاب له "نظرية الوجدان الأخلاقي" الذي جلب له السمعة والشهرة في الدوائر العلمية ومع ذلك فإن شهرته الدائمة تتركز بشكل رئيسي في كتابه "سؤال عن طبيعة وأسباب ثروة الأمة" الذي نشر في عام 1776 وقد نجح هذا الكتاب نجاحاً كبيراً , وفي أثناء بقية حياته نال سميث الشهرة والاحترام وقد توفي في مدينة كير كالدي في عام 1790 دون أن يتزوج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- لم يكن آدم سميث أول شخص كرّس نفسه لدراسة النظريات الاقتصادية و لكنه كان أول من صنع نظرية شاملة في الاقتصاد كانت أساس التقدم في المستقبل لعلم الاقتصاد ولهذا فمن العدل أن نقول أن كتاب ثروة الأمة هو نقطة الانطلاق بالنسبة للدراسات الحديثة في الاقتصاد السياسي.
- إن أحد انجازات هذا الكتاب هو أنه أوضح كثيراً من الالتباسات القديمة.
- وقد كان سميث ضد النظرية التجارية القديمة التي كانت تؤكد أهمية حيازة الدولة لكميات من السبائك الذهبية , وكذلك رفض في كتابه وجهة النظر القائلة بأن الأرض هي المنبع الرئيسي للقيمة وبدلاً من ذلك ركّز على أهمية العمل وعلى الزيادة في الإنتاج التي يمكن الحصول عليها بواسطة تقسيم العمل وثم هاجم المجموعات القديمة للحكومات الاستبدادية وتقييداتها الاعتباطية التي توقف وتعيق التوسع الصناعي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- وكانت الفكرة الرئيسية في كتاب " ثروة الأمة " هي أن السوق الحر هو فعلاً ذي ميكانيكية منظمة ذاتياً.
- وهو يميل أوتوماتيكيا لإنتاج نوع وكمية البضائع المرغوب بها والمطلوبة من قبل المجتمع على سبيل المثال لنفترض وجود نقص في المنتوجات المرغوب بها ففي هذه الحالة الطبيعي أن يزداد سعرها وهذا السعر المرتفع يؤدي إلى أرباح أعلى لأولئك الذين ينتجون تلك البضاعة و بسبب الأرباح العالية من منتجين آخرين سيتحولون إلى إنتاج هذه المادة طبعاً.
- وإن الزيادة في الإنتاج سوف تخفف من النقص الأصلي و فوق ذلك فإن المواد الزائدة بالإضافة إلى المنافسة بين الصنّاع المختلفين تميل إلى إنقاص سعر المادة إلى الثمن الطبيعي ولم يبادر أحد من المجتمع لإزالة النقص ومع ذلك فإن المشكلة قد حلّت فإن كل شخص حسب أقوال سميث ( ينوي فقط أن يحصل على أرباحه و لكنه يقاد بواسطة يد خفية لتشجيع الوصول إلى غايته التي هي ليست جزءاً من نواياه و بملاحقة مصالحه الخاصة فهو يعزز مصالح المجتمع أكثر بشكل أكثر فعالية مما لو أنه كان ينوي أن يعزز مصالحه الخاصة ).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- عدا عن قضية صحة و جهات نظر آدم سميث أو عدم صحتها أو عدا عن نفوذه و تأثيره على النظريات الاقتصادية التي تلت عهده فإن القضية الهامة بالنسبة لآدم سميث هي تأثيره على مشاريع و سياسات الدول.
- فقد كتب كتابه " ثروة الأمة " بمهارة ووضوح و أصبح واسع الشهرة وقد أثرت أفكاره بموجب عدم تدخل الحكومات بالمسائل التجارية والعمل و بوجوب تخفيض التعرفات الجمركية أثرت هذه الآراء على السياسات الدولية خلال القرن التاسع عشر بأجمعه حتى أننا لا نزال نشعر بتأثيرها حتى هذه الأيام.
- ولكن معظم نظريات آدم سميث الاقتصادية و معظم أفكاره أصبحت قديمة و حلت محلها نظريات جديدة و لذلك فإن أهمية آدم سميث تنحصر في كونه المؤسس الأول للنظريات الاقتصادية وهو الذي لفت النظر إلى جعل هذه النظريات جديرة بالدرس و الاعتبار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مؤلفاته
ثروة الأمم (بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها).
العمل والتجارة.
التجارة الحرة.
المجتمع والمنفعة الفردية.
تقسيم العمل.
النظام البسيط للحرية الطبيعية.
آدم سميث عام 1723 - 1790
* ولد آدم سميث الشخصية الرائدة في تطور النظريات الاقتصادية في عام 1723 في مدينة كير كالدي وهي مدينة في اسكتلندا وفي شبابه درس في جامعتي أكسفورد وكامبردج ومن عام 1750 حتى عام 1764 ظل أستاذا الفلسفة في جامعة غلاسكو وفي أثناء عمله هناك نشر أول كتاب له "نظرية الوجدان الأخلاقي" الذي جلب له السمعة والشهرة في الدوائر العلمية ومع ذلك فإن شهرته الدائمة تتركز بشكل رئيسي في كتابه "سؤال عن طبيعة وأسباب ثروة الأمة" الذي نشر في عام 1776 وقد نجح هذا الكتاب نجاحاً كبيراً , وفي أثناء بقية حياته نال سميث الشهرة والاحترام وقد توفي في مدينة كير كالدي في عام 1790 دون أن يتزوج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- لم يكن آدم سميث أول شخص كرّس نفسه لدراسة النظريات الاقتصادية و لكنه كان أول من صنع نظرية شاملة في الاقتصاد كانت أساس التقدم في المستقبل لعلم الاقتصاد ولهذا فمن العدل أن نقول أن كتاب ثروة الأمة هو نقطة الانطلاق بالنسبة للدراسات الحديثة في الاقتصاد السياسي.
- إن أحد انجازات هذا الكتاب هو أنه أوضح كثيراً من الالتباسات القديمة.
- وقد كان سميث ضد النظرية التجارية القديمة التي كانت تؤكد أهمية حيازة الدولة لكميات من السبائك الذهبية , وكذلك رفض في كتابه وجهة النظر القائلة بأن الأرض هي المنبع الرئيسي للقيمة وبدلاً من ذلك ركّز على أهمية العمل وعلى الزيادة في الإنتاج التي يمكن الحصول عليها بواسطة تقسيم العمل وثم هاجم المجموعات القديمة للحكومات الاستبدادية وتقييداتها الاعتباطية التي توقف وتعيق التوسع الصناعي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- وكانت الفكرة الرئيسية في كتاب " ثروة الأمة " هي أن السوق الحر هو فعلاً ذي ميكانيكية منظمة ذاتياً.
- وهو يميل أوتوماتيكيا لإنتاج نوع وكمية البضائع المرغوب بها والمطلوبة من قبل المجتمع على سبيل المثال لنفترض وجود نقص في المنتوجات المرغوب بها ففي هذه الحالة الطبيعي أن يزداد سعرها وهذا السعر المرتفع يؤدي إلى أرباح أعلى لأولئك الذين ينتجون تلك البضاعة و بسبب الأرباح العالية من منتجين آخرين سيتحولون إلى إنتاج هذه المادة طبعاً.
- وإن الزيادة في الإنتاج سوف تخفف من النقص الأصلي و فوق ذلك فإن المواد الزائدة بالإضافة إلى المنافسة بين الصنّاع المختلفين تميل إلى إنقاص سعر المادة إلى الثمن الطبيعي ولم يبادر أحد من المجتمع لإزالة النقص ومع ذلك فإن المشكلة قد حلّت فإن كل شخص حسب أقوال سميث ( ينوي فقط أن يحصل على أرباحه و لكنه يقاد بواسطة يد خفية لتشجيع الوصول إلى غايته التي هي ليست جزءاً من نواياه و بملاحقة مصالحه الخاصة فهو يعزز مصالح المجتمع أكثر بشكل أكثر فعالية مما لو أنه كان ينوي أن يعزز مصالحه الخاصة ).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- عدا عن قضية صحة و جهات نظر آدم سميث أو عدم صحتها أو عدا عن نفوذه و تأثيره على النظريات الاقتصادية التي تلت عهده فإن القضية الهامة بالنسبة لآدم سميث هي تأثيره على مشاريع و سياسات الدول.
- فقد كتب كتابه " ثروة الأمة " بمهارة ووضوح و أصبح واسع الشهرة وقد أثرت أفكاره بموجب عدم تدخل الحكومات بالمسائل التجارية والعمل و بوجوب تخفيض التعرفات الجمركية أثرت هذه الآراء على السياسات الدولية خلال القرن التاسع عشر بأجمعه حتى أننا لا نزال نشعر بتأثيرها حتى هذه الأيام.
- ولكن معظم نظريات آدم سميث الاقتصادية و معظم أفكاره أصبحت قديمة و حلت محلها نظريات جديدة و لذلك فإن أهمية آدم سميث تنحصر في كونه المؤسس الأول للنظريات الاقتصادية وهو الذي لفت النظر إلى جعل هذه النظريات جديرة بالدرس و الاعتبار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مؤلفاته
ثروة الأمم (بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها).
العمل والتجارة.
التجارة الحرة.
المجتمع والمنفعة الفردية.
تقسيم العمل.
النظام البسيط للحرية الطبيعية.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
نبذة عن أبي حامد الغزالي
نبذة عن أبي حامد الغزالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الغزَّالي
أ. هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزَّالي - بتشديد الزاي- الطوسي، وكنيته "أبو حامد"، ولد عام (450ه)، وتوفي عام (505ه).
ب. قال الذهبي رحمه الله: وأدخله سَيَلانُ ذهنهِ في مضايقِ الكلام، ومزالِّ الأقدام أ.هـ "سير أعلام النبلاء" (19/323) .
ج. وقال أبو بكر بن العربي رحمه الله: شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع أ.هـ " السير " (19/327).
د. وقال الذهبي أيضاً: وقد ألّف الرجل في ذمِّ الفلاسفةِ كتابَ "التهافت"، وكَشَفَ عوارَهم، ووافقهم في مواضعَ ظنًّا منه أن ذلك حقٌّ أو موافقٌ للملَّةِ، ولم يكن له علمٌ بالآثار، ولا خبرةٌ بالسنَّةِ النبويَّةِ القاضيةِ على العقلِ، وحُبِّبَ إليه إدمانُ النظرِ في كتابِ "رسائل إخوان الصفا" (1) ، وهو داءٌ عضالٌ، وجَربٌ مردٍ، وسمٌّ قتَّال، ولولا أنَّ أبا حامد مِن كبار الأذكياء، وخيار المخلصين لتلِف، فالحذار الحذار مِن هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة... أ.هـ "السير" (19/328).
قلت: ويقولون: إنَّه ختم له بخيرٍ، فترك التصوفَ والفلسفةَ، ومات و "صحيح البخاري" على صدره ! فكان ماذا؟ وهل كان هذا الإمامُ غافلاً عن "البخاري"، وقد أودع منه أحاديث في كتابه "الإحياء"، بل قد جاء في ترجمة "الحافظ أبي الفتيان عمر الروَّاسي " أنَّه [ قدم "طوس" في آخر عمره، فصحَّح عليه "الغزَّالي" "الصحيحين"! ] قاله الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (19/318) لكنَّ فضلَ اللهِ على خلقه عظيمٌ، ورحمتُه وسعتْ كلَّ شيءٍ فنسأل الله له الرحمة، لكن هذا لا يلزم منه مدحه، والثناء عليه، وتلقيبه بـ "حجة الإسلام"!! وترك ما في كتبه مِن انحرافٍ وضلالٍ.
إحياء علوم الدين
1. كلام العلماء فيه:
أ. قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي (2) " (ت 508ه): إنَّ بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب "أبي حامد" إمام بدعتهم. فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره المباينةِ للدين؟ وزعم أنَّ هذا مِن علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا مَن تمطَّى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها، وشرع أحكامها أ.هـ
ب. وقال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي" (ت 520ه): فأمّا ما ذكرتَ مِن "أبي حامد"؛ فقد رأيتُه، وكلَّمتُه، فرأيتُه جليلاً مِن أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمَّال، ثم تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز "الحلاَّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ مِن الدين! فلمَّا عمل " الإحياء": عمَد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ بها، ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات.أ.هـ
ج. وقال عنه "محمد بن علي المازري" (3) (ت 536ه): ... ثم يستحسنون -أي: بعض المالكيَّة - مِن رجلٍ -(أي: الغزالي)- فتاوى مبناها على ما لا حقيقةَ له، وفيه كثيرٌ مِن الآثار عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لفَّق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد مِن نزعاتِ الأولياءِ، ونفثاتِ الأصفياء ما يجلُّ موقعه، لكن مزج فيه النافع بالضار؛ كإطلاقاتٍ يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإِنْ أُخذتْ معانيها على ظواهرها: كانت كالرموز إلى قدح الملحدين...أ.هـ .
د. وقال "أبو الفضل القاضي عياض بن موسى" (ت 544ه): والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف الفظيعة، غلا في طريقةِ التصوُّفِ، وتجرَّد لنصر مذهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألَّف فيه تواليفه المشهورة -(أي: الإحياء)- أُخذ عليه فيها مواضعُ، وساءتْ به ظنونُ أمَّةٍ، والله أعلم بسرِّه، ونَفَذَ أمرُ السلطان (4) عندنا وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتُثِل لذلك. أ.هـ .
هـ. وقال "أبو الفرج عبد الرحمن بن علي " ابن الجوزي" (ت 597ه): صنَّف "أبو حامد" الإحياء، وملأه بالأحاديثِ الباطلةِ، ولم يَعلم بطلانها، وتكلَّم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه، وقال: "إن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن إبراهيم عليه السلام أنوارٌ، هي: حجب الله عز وجل، ولم يرِد هذه المعروفات" ؛ وهذا مِن جنس كلام الباطنية. أ.هـ .
و. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت728ه): و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة مِن كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد، والنُّبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنـزلة مَن أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة، وفيه مع ذلك مِن كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنَّة...أ.هـ .
ز. وقال الشيخ "عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب" (ت1292ه): وأسمعْتُهم ما في "الإحياء" مِن التحريفات الجائرة، والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقائق التي اشتملت على الداء الدفين، والفلسفة في أصل الدين... وقد حذَّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها -(أي: في مباحث"الإحياء")- ومطالعة خافيها وباديها، بل أفتى بتحريقِها علماءُ المغرب ممن عُرف بالسنَّةِ، وسمَّاها كثير منهم "إماتة علوم الدين"، وقام "ابن عقيل" أعظمَ قيامٍ في الذمِّ، والتشنيع،ِ وزيَّف ما فيه من التمويهِ والترقيعِ، وجزمَ بأنَّ كثيراً مِن مباحثه زندقةٌ خالصةٌ، لا يُقبل لصاحبها صرفٌ، ولا عدلٌ أ.هـ .
انظر لما سبق: "سير أعلام النبلاء" (19/323)، "مجموع الفتاوى" (10/551-552)، "الكشف عن حقيقة الصوفية " (ص850)، "إحياء علوم الدين في ميزان العلماء والمؤرخين " لأخينا علي الحلبي.
2. بعض ما فيه من ضلال وزندقة:
أ. قال الغزَّالي: قال أبو تراب النخشبي يوماً لبعض مريديه: لو رأيتَ أبا يزيدٍ -(أي: البسطامي)- فقال: إني عنه مشغولٌ، فلمَّا أكثر عليه "أبو تراب" مِن قوله "لو رأيتَ أبا يزيد" هاج وجد المريد، فقال: ويحك، ما أصنع بأبي يزيد؟ قد رأيتُ الله فأغناني عن أبي يزيد!! قال أبو تراب: فهاج طبعي ولم أملك نفسي، فقلتُ: ويلك تغترُّ بالله، لو رأيتَ أبا يزيد مرةً واحدةً كان أنفعَ لك مِن أن ترى الله سبعين مرَّةً! قال: فبُهتَ الفتى من قوله وأنكره، فقال: وكيف ذلك؟ قال له: ويلك أما ترى الله عندك فيظهر لك على مقدارك، وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له على مقداره أ.هـ "الإحياء" (4/305).
ب. قال الغزالي: قال "سهل التستري": إن لله عباداً في هذه البلدةِ لو دَعَوْا على الظالمين لم يُصبحْ على وجهِ الأرضِ ظالم إلا مات في ليلةٍ واحدةٍ... حتى قال: ولو سألوه أن لا يقيم الساعة لم يقمْها! أ.هـ "الإحياء" (4/305).
قلت: وعلَّق على هذا الغزالي فقال: وهذه أمورٌ ممكنةٌ في نفسِها، فمَن لم يحظَ بشيءٍ منها؛ فلا ينبغي أنْ يخلو عن التصديق، والإيمان بإمكانها، فإنَّ القدرةَ واسعةٌ، والفضلَ عميمٌ، وعجائبَ الملك والملكوت كثيرةٌ، ومقدورات الله تعالى لا نهاية لها، وفضله على عباده الذين اصطفى لا غاية لها! أ.هـ
ج. قال الغزالي: قال سهل بن عبد الله التستري وسئل عن سرِّ النفسِ؟ فقال: النفسُ سرُّ الله، ما ظهر ذلك السرُّ على أحدٍ مِن خلقِهِ إلا على فرعون! فقال: أنا ربُّكم الأعلى! أ.هـ "الإحياء" (4/61).
د. قال الغزالي: قال الجنيد: أُحبُّ للمريدِ المبتدئ" أنْ لا يَشغلَ قلبَه بثلاثٍ، وإلا تغيَّر حاله! التكسُّب وطلب الحديث والتزوج. وقال -(أي: الجنيد)-: أُحبُّ للصوفي أن لا يكتبَ ولا يقرأَ، لأنه أجمع لهمِّه. أ.هـ "الإحياء" (4/206).
هـ. قال الغزالي:… وعن بعضهم أنه قال: أقلقني الشوقُ إلى "الخضر" عليه السلام، فسألتُ الله تعالى أن يريَني إياه ليعلِّمَني شيئاً كان أهمَّ الأشياءِ عليَّ، قال: فرأيتُه فما غلبَ على همي ولا همتي إلا أنْ قلتُ له: يا أبا العباس! علِّمْني شيئاً إذا قلتُه حُجبْتُ عن قلوبِ الخليقةِ، فلم يكن لي فيها قدْرٌ، ولا يعرفني أحدٌ بصلاحٍ ولا ديانةٍ؟، فقال: قل " اللهمَّ أَسبِل عليَّ كثيف سترك، وحطَّ عليَّ سرادقات حجبك، واجعلني في مكنون غيبك، واحجبني عن قلوب خلقك " قال: ثم غاب فلم أره، ولم أشتقْ إليه بعد ذلك، فما زلتُ أقول هذه الكلمات في كلِّ يومٍ، فحكى أنَّه صار بحيث يُستذلُ ويُمتهنُ، حتى كان أهلُ الذمَّةِ يسخرون به، ويستسخرونه في الطرق يحمل الأشياء لهم لسقوطه عندهم، وكان الصبيانُ يلعبون به، فكانت راحته ركود قلبه، واستقامة حاله في ذلك وخموله..أ.هـ "الإحياء" (4/306).
قلت: وعلَّق على هذه الخرافة "حجة الإسلام"! فقال: وهكذا حال أولياء الله تعالى ففي أمثال هؤلاء ينبغي أن يطلبوا...أ.هـ.
هـ. وقال الغزالي: وكان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب، فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيّ وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ! أ.هـ "الإحياء" (3/24).
ز. وقال - متَّهماً الله تعالى بالظلم -: قرَّبَ الملائكةَ مِن غيرِ وسيلةٍ سابقةٍ، وأبعدَ إبليسَ مِن غيرِ جريمةٍ سالفةٍ ! أ.هـ "الإحياء" (4/168).
نقلتُه من "الكشف عن حقيقة الصوفية"، وانظر "العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية" الجزء الخامس، لأخينا الدكتور محمد المغراوي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الغزَّالي
أ. هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزَّالي - بتشديد الزاي- الطوسي، وكنيته "أبو حامد"، ولد عام (450ه)، وتوفي عام (505ه).
ب. قال الذهبي رحمه الله: وأدخله سَيَلانُ ذهنهِ في مضايقِ الكلام، ومزالِّ الأقدام أ.هـ "سير أعلام النبلاء" (19/323) .
ج. وقال أبو بكر بن العربي رحمه الله: شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع أ.هـ " السير " (19/327).
د. وقال الذهبي أيضاً: وقد ألّف الرجل في ذمِّ الفلاسفةِ كتابَ "التهافت"، وكَشَفَ عوارَهم، ووافقهم في مواضعَ ظنًّا منه أن ذلك حقٌّ أو موافقٌ للملَّةِ، ولم يكن له علمٌ بالآثار، ولا خبرةٌ بالسنَّةِ النبويَّةِ القاضيةِ على العقلِ، وحُبِّبَ إليه إدمانُ النظرِ في كتابِ "رسائل إخوان الصفا" (1) ، وهو داءٌ عضالٌ، وجَربٌ مردٍ، وسمٌّ قتَّال، ولولا أنَّ أبا حامد مِن كبار الأذكياء، وخيار المخلصين لتلِف، فالحذار الحذار مِن هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة... أ.هـ "السير" (19/328).
قلت: ويقولون: إنَّه ختم له بخيرٍ، فترك التصوفَ والفلسفةَ، ومات و "صحيح البخاري" على صدره ! فكان ماذا؟ وهل كان هذا الإمامُ غافلاً عن "البخاري"، وقد أودع منه أحاديث في كتابه "الإحياء"، بل قد جاء في ترجمة "الحافظ أبي الفتيان عمر الروَّاسي " أنَّه [ قدم "طوس" في آخر عمره، فصحَّح عليه "الغزَّالي" "الصحيحين"! ] قاله الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (19/318) لكنَّ فضلَ اللهِ على خلقه عظيمٌ، ورحمتُه وسعتْ كلَّ شيءٍ فنسأل الله له الرحمة، لكن هذا لا يلزم منه مدحه، والثناء عليه، وتلقيبه بـ "حجة الإسلام"!! وترك ما في كتبه مِن انحرافٍ وضلالٍ.
إحياء علوم الدين
1. كلام العلماء فيه:
أ. قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي (2) " (ت 508ه): إنَّ بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب "أبي حامد" إمام بدعتهم. فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره المباينةِ للدين؟ وزعم أنَّ هذا مِن علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا مَن تمطَّى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها، وشرع أحكامها أ.هـ
ب. وقال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي" (ت 520ه): فأمّا ما ذكرتَ مِن "أبي حامد"؛ فقد رأيتُه، وكلَّمتُه، فرأيتُه جليلاً مِن أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمَّال، ثم تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز "الحلاَّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ مِن الدين! فلمَّا عمل " الإحياء": عمَد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ بها، ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات.أ.هـ
ج. وقال عنه "محمد بن علي المازري" (3) (ت 536ه): ... ثم يستحسنون -أي: بعض المالكيَّة - مِن رجلٍ -(أي: الغزالي)- فتاوى مبناها على ما لا حقيقةَ له، وفيه كثيرٌ مِن الآثار عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لفَّق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد مِن نزعاتِ الأولياءِ، ونفثاتِ الأصفياء ما يجلُّ موقعه، لكن مزج فيه النافع بالضار؛ كإطلاقاتٍ يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإِنْ أُخذتْ معانيها على ظواهرها: كانت كالرموز إلى قدح الملحدين...أ.هـ .
د. وقال "أبو الفضل القاضي عياض بن موسى" (ت 544ه): والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف الفظيعة، غلا في طريقةِ التصوُّفِ، وتجرَّد لنصر مذهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألَّف فيه تواليفه المشهورة -(أي: الإحياء)- أُخذ عليه فيها مواضعُ، وساءتْ به ظنونُ أمَّةٍ، والله أعلم بسرِّه، ونَفَذَ أمرُ السلطان (4) عندنا وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتُثِل لذلك. أ.هـ .
هـ. وقال "أبو الفرج عبد الرحمن بن علي " ابن الجوزي" (ت 597ه): صنَّف "أبو حامد" الإحياء، وملأه بالأحاديثِ الباطلةِ، ولم يَعلم بطلانها، وتكلَّم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه، وقال: "إن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن إبراهيم عليه السلام أنوارٌ، هي: حجب الله عز وجل، ولم يرِد هذه المعروفات" ؛ وهذا مِن جنس كلام الباطنية. أ.هـ .
و. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت728ه): و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة مِن كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد، والنُّبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنـزلة مَن أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة، وفيه مع ذلك مِن كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنَّة...أ.هـ .
ز. وقال الشيخ "عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب" (ت1292ه): وأسمعْتُهم ما في "الإحياء" مِن التحريفات الجائرة، والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقائق التي اشتملت على الداء الدفين، والفلسفة في أصل الدين... وقد حذَّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها -(أي: في مباحث"الإحياء")- ومطالعة خافيها وباديها، بل أفتى بتحريقِها علماءُ المغرب ممن عُرف بالسنَّةِ، وسمَّاها كثير منهم "إماتة علوم الدين"، وقام "ابن عقيل" أعظمَ قيامٍ في الذمِّ، والتشنيع،ِ وزيَّف ما فيه من التمويهِ والترقيعِ، وجزمَ بأنَّ كثيراً مِن مباحثه زندقةٌ خالصةٌ، لا يُقبل لصاحبها صرفٌ، ولا عدلٌ أ.هـ .
انظر لما سبق: "سير أعلام النبلاء" (19/323)، "مجموع الفتاوى" (10/551-552)، "الكشف عن حقيقة الصوفية " (ص850)، "إحياء علوم الدين في ميزان العلماء والمؤرخين " لأخينا علي الحلبي.
2. بعض ما فيه من ضلال وزندقة:
أ. قال الغزَّالي: قال أبو تراب النخشبي يوماً لبعض مريديه: لو رأيتَ أبا يزيدٍ -(أي: البسطامي)- فقال: إني عنه مشغولٌ، فلمَّا أكثر عليه "أبو تراب" مِن قوله "لو رأيتَ أبا يزيد" هاج وجد المريد، فقال: ويحك، ما أصنع بأبي يزيد؟ قد رأيتُ الله فأغناني عن أبي يزيد!! قال أبو تراب: فهاج طبعي ولم أملك نفسي، فقلتُ: ويلك تغترُّ بالله، لو رأيتَ أبا يزيد مرةً واحدةً كان أنفعَ لك مِن أن ترى الله سبعين مرَّةً! قال: فبُهتَ الفتى من قوله وأنكره، فقال: وكيف ذلك؟ قال له: ويلك أما ترى الله عندك فيظهر لك على مقدارك، وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له على مقداره أ.هـ "الإحياء" (4/305).
ب. قال الغزالي: قال "سهل التستري": إن لله عباداً في هذه البلدةِ لو دَعَوْا على الظالمين لم يُصبحْ على وجهِ الأرضِ ظالم إلا مات في ليلةٍ واحدةٍ... حتى قال: ولو سألوه أن لا يقيم الساعة لم يقمْها! أ.هـ "الإحياء" (4/305).
قلت: وعلَّق على هذا الغزالي فقال: وهذه أمورٌ ممكنةٌ في نفسِها، فمَن لم يحظَ بشيءٍ منها؛ فلا ينبغي أنْ يخلو عن التصديق، والإيمان بإمكانها، فإنَّ القدرةَ واسعةٌ، والفضلَ عميمٌ، وعجائبَ الملك والملكوت كثيرةٌ، ومقدورات الله تعالى لا نهاية لها، وفضله على عباده الذين اصطفى لا غاية لها! أ.هـ
ج. قال الغزالي: قال سهل بن عبد الله التستري وسئل عن سرِّ النفسِ؟ فقال: النفسُ سرُّ الله، ما ظهر ذلك السرُّ على أحدٍ مِن خلقِهِ إلا على فرعون! فقال: أنا ربُّكم الأعلى! أ.هـ "الإحياء" (4/61).
د. قال الغزالي: قال الجنيد: أُحبُّ للمريدِ المبتدئ" أنْ لا يَشغلَ قلبَه بثلاثٍ، وإلا تغيَّر حاله! التكسُّب وطلب الحديث والتزوج. وقال -(أي: الجنيد)-: أُحبُّ للصوفي أن لا يكتبَ ولا يقرأَ، لأنه أجمع لهمِّه. أ.هـ "الإحياء" (4/206).
هـ. قال الغزالي:… وعن بعضهم أنه قال: أقلقني الشوقُ إلى "الخضر" عليه السلام، فسألتُ الله تعالى أن يريَني إياه ليعلِّمَني شيئاً كان أهمَّ الأشياءِ عليَّ، قال: فرأيتُه فما غلبَ على همي ولا همتي إلا أنْ قلتُ له: يا أبا العباس! علِّمْني شيئاً إذا قلتُه حُجبْتُ عن قلوبِ الخليقةِ، فلم يكن لي فيها قدْرٌ، ولا يعرفني أحدٌ بصلاحٍ ولا ديانةٍ؟، فقال: قل " اللهمَّ أَسبِل عليَّ كثيف سترك، وحطَّ عليَّ سرادقات حجبك، واجعلني في مكنون غيبك، واحجبني عن قلوب خلقك " قال: ثم غاب فلم أره، ولم أشتقْ إليه بعد ذلك، فما زلتُ أقول هذه الكلمات في كلِّ يومٍ، فحكى أنَّه صار بحيث يُستذلُ ويُمتهنُ، حتى كان أهلُ الذمَّةِ يسخرون به، ويستسخرونه في الطرق يحمل الأشياء لهم لسقوطه عندهم، وكان الصبيانُ يلعبون به، فكانت راحته ركود قلبه، واستقامة حاله في ذلك وخموله..أ.هـ "الإحياء" (4/306).
قلت: وعلَّق على هذه الخرافة "حجة الإسلام"! فقال: وهكذا حال أولياء الله تعالى ففي أمثال هؤلاء ينبغي أن يطلبوا...أ.هـ.
هـ. وقال الغزالي: وكان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب، فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيّ وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ! أ.هـ "الإحياء" (3/24).
ز. وقال - متَّهماً الله تعالى بالظلم -: قرَّبَ الملائكةَ مِن غيرِ وسيلةٍ سابقةٍ، وأبعدَ إبليسَ مِن غيرِ جريمةٍ سالفةٍ ! أ.هـ "الإحياء" (4/168).
نقلتُه من "الكشف عن حقيقة الصوفية"، وانظر "العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية" الجزء الخامس، لأخينا الدكتور محمد المغراوي.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
(1903-1820) Herbert Spencer
(1903-1820) Herbert Spencer
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بنى هربرت سبنسر نظريته التطورية على الفرضيات العلمية التالي استمدها من علم الفيزياء:
قانون ثبات الطاقة : أي أن هناك استمرارا لنوع معين من الطاقة الموجهة لكافة الظواهر والتي تستند إليها هذه الظواهر ولكنها بعيدة عن إدراكنا ومعرفتنا ويشير هذا القانون إلى وجود واستمرار نوع من العلة النهائية تفارق المعرفة.
قانون عدم قابلية المادة للفناء : أي أن العناصر الرئيسية للمادة والطاقة في العالم لا تخلق ولا تتحطم وتفنى ولكنها تتشكل مع الحفاظ على بقائها .
قانون استمرار الحركة أو اتصالها : أي أن هناك استمرار دائم للحركة في العالم فكل الأشياء تستمر في حركتها أي تحولها من شكل لآخر ولكنها تسير في الاتجاه الذي يتزايد فيه الجذب وتقل المقاومة .
الشكل الموحد للقانون : أي أن ذلك أنه يوجد نوع من الاطراد أو الانتظام في العلاقات بين الظواهر المحددة في العالم
كافة ظواهر الطبيعة لها معدل وإيقاع خاص للحركة والاستمرار والتطور : أي أن لكل ظاهرة نمط خاص للتحول يعتمد على طبيعة تنظيم الطاقة التي تتحكم فيها وعناصر المادة ونمط الحركة.
مفهوم سبنسر للتطور:
التطور هو تكامل للمادة وتشتت مصاحب للحركة خلاله تتحول المادة من تجانس غير محدد ومفكك نسبيا إلى لا تجانس متكامل ومحدد نسبياً وتمر الحركة الباقية بتحول مواز من خلاله يعتقد سبنسر أن كافة الظواهر الطبيعية وكل العمليات النفسية والاجتماعية للخبرة الإنسانية تتحرك وتتحول من حالة البساطة إلى حالة التعقيد المنتظم , ومن حالة عدم التحديد إلى حالة التحديد الواضح , ومن حالة تكون فيها الأجزاء المختلفة المكونة لها غير متمايزة نسبياً إلى حالة ازدياد درجة التخصص حين تتسم هذه الأجزاء بتباين معقد في البناء والوظيفة وأن التطور من التجانس إلى اللا تجانس هو القانون العام للتطور سواء في النظم غير العضوية أو العضوية أو فوق العضوية الخلفية السببية لهذا الاتجاه من التطور يتمثل في قاعدة عدم استقرار المتجانس, المتجانس غير مستقر بالسليقة, وهو لا يستطيع أن يبقى أو يستمر على هذه الحال لأن القوى التي تعمل باستمرار في الأجزاء أو الأعضاء المختلفة للمتجانس تؤدي إلى تباينات تظهر في النمو في المستقبل وحالة التجانس هي حالة توازن غير مستقر فحينما يحدث تجمع لعدد كبير من الوحدات المتشابهة فإن هذه الوحدات لابد أن تغير من علاقاتها بعضها ببعض فضلاً عن أن الأجزاء المختلفة لهذا الحشد تخضع لتأثير قوى متنوعة وظروف متباينة ومن ثم تتعدل على أنحاء مختلفة وتباين القوى المؤثرة في الظواهر والوحدات يعني في الحقيقة تتعدد نتائج هذه القوى وتباينها.
وقد حاول سبنسر أن يفسر التحول من حالة التجانس إلى اللاتجانس النسبي من خلال عدم استقرار الوحدات المتماثلة والمتشابهة وحينما يحدث التباين داخل وحدات تجمع معين يتطور نوع من التخصص في الأجزاء بالضرورة ويلاحظ في هذه الحالة أن الوحدات المتشابهة تستجيب للمؤثرات بصورة متماثلة على حين أن الوحدات غير المتماثلة تستجيب لنفس المؤثرات بصورة مختلفة وتكون التغيرات التي تطرأ على الظواهر تحكمها ظروف البيئة التي توجد فيها وكل ظاهرة لابد وأن تخضع للانحلال وهو عكس التطور فبينما يشير التطور إلى عملية تكامل العناصر بشكل تنظيمي محدد للنمو فالانحلال هو تفكك هذه الوحدة الكلية.
ومن وجهة نظر سبنسر أن التوافقات التي تتميز بالتوازن وعدم التوازن للقوى للبيئة الداخلية هي نتاج خالص لهذه القوى وأن حدوث التكامل أو الانحلال متوقف على نتيجة الصراع بين القوى المؤثرة في الظواهر.
تقوم نظرية سبنسر في التطور على أساس فكرتين هما:
1. التباين : ويقصد به الانتقال من التجانس إلى اللاتجانس وقد قرر في هذا الصدد أن في الحياة ميلاً إلى التفرد والتخصص وقد أصبح هذا التخصص هو المطلب الأول في شؤون الحياة وهو الغاية القصوى التي يصل إليها الكائن في ارتقائه. وأن هذا الارتقاء والتطور كان مصحوبا بالانتقال من التعميم غير المحدد إلى التخصص المحدد ومن التماثل إلى التباين.
1. التكامل : وهذه الظاهرة تسير جنبا إلى جنب مع ظاهرة التباين .بمعنى أن التفرد أو التخصص يؤدي إلى التماسك والتضامن واعتماد الأجزاء والوظائف بعضها على بعض الآخر أي أن هناك في الحياة ميل إلى التفرد والتفرد هو غاية كل ارتقاء وكل ارتقاء إنما ينطوي على الانتقال من التماثل إلى التباين أو من التجانس إلى اللاتجانس والتخصص هو غاية كل تطور وارتقاء في الموجودات وهذا القانون قائم على دعامتين:
كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد اختصاصا وتفردا.
كلما ازدادت الأعضاء تفرداً واختصاصا ازدادت استقلالاً.
المماثلة العضوية :
المبدأ التطوري هو أساس نظرية سبنسر في علم الاجتماع والمماثلة العضوي هي مبدأ ثانوي وهي نوع من المقابلة بين المجتمع والكائن الحي لأغراض معينة وقد لاحظ أن هناك عدة أوجه من التشابه بين الكائنات الاجتماعية والكائنات العضوية واستنتج منها أن المجتمع ينتظم على نفس نسق الفرد أو على غراره تماما حتى أننا نستطيع أن ندرك ما هو أبعد من المماثلة بينهما وحينما ندرك أن المجتمع خلال مراحل النمو والنضج والهرم وأن ذلك يسير على نفس المبادئ التي تحدد التحولات التي تمر بها كل من النظم غير العضوية والعضوية ندرك مفهوم علم الاجتماع بوصفه علما وقد بلور سبنسر المماثلة بين المجتمع والكائن الحي على النحو التالي:
· كلاهما يختلف عن الظواهر غير العضوية من حيث يشهدان عملية نمو في الحجم.
· كلاهما يشهد نوعا من التباين في العناصر البنائية الداخلية ويصبح التنظيم الداخلي الكلي لهما أشد تعقيدا
· يرتبط التباين في البناء بتباين في الوظائف ذلك أن التخصص الداخلي للبناءات والوظائف يتم في وقت واحد.
· يؤكد سبنسر أن التباين في الحجم والبناء والوظيفة يؤدي إلى تغير تطوري يتميز بأنه غير تحكمي .
· يلاحظ الملاحظ أن الأجزاء الفردية المكونة لهما تستمر محافظة على وجودها.
الاختلافات بين المجتمع والكائن العضوي:
الأجزاء المكونة للكائن العضوي تكون كلا واقعيا ملموسا متكاملا وترتبط الوحدات أو الخلايا الحية معا ارتباطا وثيقا أما الأجزاء المكونة للكائن الاجتماعي فهي تكون كلا مجردا يمكن إدراكه بالعقل وتكون عناصره منفصلة ومتمايزة ويتميز الكائن العضوي بتباين الوظائف وتصبح بعض الأجزاء مركزا للشعور والتفكير وبعضها عديم الحساسية أما في الكائن الاجتماعي فلا يوجد مثل هذا التباين في الوظائف والخلايا في الجسم الحي تعمل من أجل صالح الكل في حين أنه في المجتمع يوجد الكل ويعمل من أجل صالح عناصره أو أعضائه.
الأنساق الاجتماعية :
يرفض سبنسر القول بأن المجتمع لا يزيد عن مجموعة من الأفراد إذ أن طبيعة الكل متميزة تماما عن مجرد مجموعة من الأجزاء أو العناصر المكونة له طالما أن هناك علاقات دائمة بين الأجزاء المكونة لهذا الكل ويرى سبنسر أننا نستطيع أن نميز ثلاثة أنساق من بين الأجزاء المكونة للمجتمعات وكافة المجتمعات لابد أن تدخل في علاقات مع البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة بها وخلال هذا التعامل تحدث ثلاث صور أساسية للتباين وحتى يمكن تنظيم المجتمع من أجل الصراع الفعال مع البيئة لابد للجماعات المسئولة أساسا عن السلطة من أن تنفصل وتتمايز عن تلك الجماعات التي تتولى مهمة الإنتاج الاقتصادي ويتحدث سبنسر عن التباين كما لو أنه يحدث بين المسئوليات الخاصة بالأمن والحماية من الأخطار والتهديدات التي قد يتعرض لها المجتمع من الخارج وبين صناعة المجتمع داخليا وعلى أن هذين النسقين :نسق التنظيم ونسق صيانة المجتمع يرتبطان يبعضهما عن طريق شبكة قوية للاتصال وتوزيع محدد.
أستخدم سبنسر هذا النموذج للأنساق الأساسية المكونة لبناء المجتمع في إجراء دراسات مقارنة للمجتمعات خاصة وأن كافة جوانب التغير التطوري مثل النمو في الحجم والتباين البنائي الوظيفي والتحول من التجانس إلى اللاتجانس ومن اللامحدد إلى المحدد وغيرها من الجوانب لا يمكن أن تدرس إلا باستخدام هذا النموذج التحليلي.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
ارسطو عام 384 قبل الميلاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ارسطوطاليس ثاني اكبر فلاسفة الغرب بعد افلاطون . مؤسس علم المنطق ، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية ، والفيزياء الحديثة . افكاره حول ( الميتافيزيقيا ) لازالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور ، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور . ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية ، فهو مؤسس علم البيولوجيا ( الأحياء ) بشهادة داروين نفسه ، وهو المرجع الاكبر في هذا المجال . وشعره يعتبر أول انواع النقد الدرامي في التاريخ ، وتأثيره واضح على جميع الاعمال الشعرية الكلاسيكية في الثقافة الغربية وربما غيرها ايضا . ويرجع سبب هذا التأثير الى أن اعمال ارسطو كانت شاملة ، وتحيط بجميع الجوانب الحياتية ، وتروق لجميع انواع البشر والثقافات . َ
ولد ارسطو عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( ستاغيرا ) في شمال اليونان ، وكان والده طبيبا مقربا من البلاط المقدوني ، وقد حافظ ارسطو وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده ثأير كبير عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل ارسطو الى اثينا للالتحاق بمعهد افلاطون ، كطالب في البداية ، وكمدرس فيما بعد . وكان افلاطون قد جمع حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثرا وتنظيم المعارف الانسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الاتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال ارسطو . َ
وكان من برامج معهد افلاطون ايضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية ، وتقديم النصائح والمشورة للحكام ، ولذا فقد انضم ارسطو عام 347 الى بلاط الملك هرمياس ، ومن ثم ، وفي عام 343 دخل في خدمة الملك فيليب الثاني امبراطور مقدونيا حيث اصبح مؤدبا لابنه الاسكندر الكبير . وبعد سبع سنوات عاد مرة اخرى الى اثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو اماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون ، كما تسمى اليوم جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الامريكي بـ ( االوبي ) نسبة الى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن . وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( اكاديمية ) افلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها واعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة الاسكندر الكبير ، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية ارسطو ، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد ، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد اقل من عام من وفاة الاسكندر ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ
وعلى الرغم من غزارة انتاج ارسطو الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة ، إلا انه لم يبق منها الا النذر اليسير ، فقد ضاع معظمها ، ولم يبق سوى بعض الاعمال التي كانت تدرس في مدرسته ، والتي تم جمعها تحت اسم ( المجموعة الارسطوطالية ) بالاضافة الى نسخة ممزقة من ( الدستور الاثيني ) الذي وضعه ، وعدد من الرسائل والاشعار ومن ضمنها مرثية في افلاطون . َ
وقد قسمت ( المجموعة الارسطوطالية ) الى خمسة أجزاء وهي : َ
1 - المنطق . ّ
2 - الطبيعة . َ
3 - ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا ) . َ
4 - الاخلاق . َ
5 - الخطابة والشعر . َ
وبعد موت ارسطو ، استمر التقليد الفلسفي الارسطوطالي سائدا خلال الحقبة الهلنسية ( الاغريقية ) من خلال المدرسة المشائية التي أسسها ، وقد ساعد ظهور النزعات الانتقائية والكلاسيكية المحدثة خلال القرن الأول قبل الميلاد على تنصيب ارسطو كمرجعية فلسفية وحيدة لجميع الفلاسفة وخصوصا في المنطق والعلوم الطبيعية . أما في الفترة من القرن الثالث وما تلاه ، فقد كانت الفلسفية الاقلوطينية هي السائدة حينذاك ، وذلك لأنها ناسبت الحياة الدينية المسيحية التي انتشرت في ذلك العهد . وقد تبنى رجال الدين المسيحيين في عصر الدولة الرومانية والبيزنطية والاسلامية التوجه الافلاطوني ، ونبذوا الفلسفة الارسطوطالية باعتبارها نوعا من الهرطقة . ومع ذلك فإن الفلسفة النصرانية ( الاسكولاستية ) في القرون الوسطى في اوربا قد ظهرت وتطورت بفضل استيعاب الفلسفة الارسطوطالية بالرغم من محاربة رجال الدين ، وقد أدى هذا التقارب المشبوه بين النصرانية والارسطوطالية الى فقدان الارسطوطالية لسمعتها الطيبة ، إلى أن أعيدت لها تلك السمعة مع بداية القرن التاسع عشر بفضل ظهور الفيلسوف الالماني هيغل الذي اعاد للفلسفة الارسطوطالية اعتبارها وجعل منها الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الحديثة . َ
ارسطوطاليس ثاني اكبر فلاسفة الغرب بعد افلاطون . مؤسس علم المنطق ، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية ، والفيزياء الحديثة . افكاره حول ( الميتافيزيقيا ) لازالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور ، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور . ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية ، فهو مؤسس علم البيولوجيا ( الأحياء ) بشهادة داروين نفسه ، وهو المرجع الاكبر في هذا المجال . وشعره يعتبر أول انواع النقد الدرامي في التاريخ ، وتأثيره واضح على جميع الاعمال الشعرية الكلاسيكية في الثقافة الغربية وربما غيرها ايضا . ويرجع سبب هذا التأثير الى أن اعمال ارسطو كانت شاملة ، وتحيط بجميع الجوانب الحياتية ، وتروق لجميع انواع البشر والثقافات . َ
ولد ارسطو عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( ستاغيرا ) في شمال اليونان ، وكان والده طبيبا مقربا من البلاط المقدوني ، وقد حافظ ارسطو وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده ثأير كبير عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل ارسطو الى اثينا للالتحاق بمعهد افلاطون ، كطالب في البداية ، وكمدرس فيما بعد . وكان افلاطون قد جمع حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثرا وتنظيم المعارف الانسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الاتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال ارسطو . َ
وكان من برامج معهد افلاطون ايضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية ، وتقديم النصائح والمشورة للحكام ، ولذا فقد انضم ارسطو عام 347 الى بلاط الملك هرمياس ، ومن ثم ، وفي عام 343 دخل في خدمة الملك فيليب الثاني امبراطور مقدونيا حيث اصبح مؤدبا لابنه الاسكندر الكبير . وبعد سبع سنوات عاد مرة اخرى الى اثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو اماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون ، كما تسمى اليوم جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الامريكي بـ ( االوبي ) نسبة الى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن . وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( اكاديمية ) افلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها واعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة الاسكندر الكبير ، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية ارسطو ، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد ، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد اقل من عام من وفاة الاسكندر ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ
وعلى الرغم من غزارة انتاج ارسطو الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة ، إلا انه لم يبق منها الا النذر اليسير ، فقد ضاع معظمها ، ولم يبق سوى بعض الاعمال التي كانت تدرس في مدرسته ، والتي تم جمعها تحت اسم ( المجموعة الارسطوطالية ) بالاضافة الى نسخة ممزقة من ( الدستور الاثيني ) الذي وضعه ، وعدد من الرسائل والاشعار ومن ضمنها مرثية في افلاطون . َ
وقد قسمت ( المجموعة الارسطوطالية ) الى خمسة أجزاء وهي : َ
1 - المنطق . ّ
2 - الطبيعة . َ
3 - ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا ) . َ
4 - الاخلاق . َ
5 - الخطابة والشعر . َ
وبعد موت ارسطو ، استمر التقليد الفلسفي الارسطوطالي سائدا خلال الحقبة الهلنسية ( الاغريقية ) من خلال المدرسة المشائية التي أسسها ، وقد ساعد ظهور النزعات الانتقائية والكلاسيكية المحدثة خلال القرن الأول قبل الميلاد على تنصيب ارسطو كمرجعية فلسفية وحيدة لجميع الفلاسفة وخصوصا في المنطق والعلوم الطبيعية . أما في الفترة من القرن الثالث وما تلاه ، فقد كانت الفلسفية الاقلوطينية هي السائدة حينذاك ، وذلك لأنها ناسبت الحياة الدينية المسيحية التي انتشرت في ذلك العهد . وقد تبنى رجال الدين المسيحيين في عصر الدولة الرومانية والبيزنطية والاسلامية التوجه الافلاطوني ، ونبذوا الفلسفة الارسطوطالية باعتبارها نوعا من الهرطقة . ومع ذلك فإن الفلسفة النصرانية ( الاسكولاستية ) في القرون الوسطى في اوربا قد ظهرت وتطورت بفضل استيعاب الفلسفة الارسطوطالية بالرغم من محاربة رجال الدين ، وقد أدى هذا التقارب المشبوه بين النصرانية والارسطوطالية الى فقدان الارسطوطالية لسمعتها الطيبة ، إلى أن أعيدت لها تلك السمعة مع بداية القرن التاسع عشر بفضل ظهور الفيلسوف الالماني هيغل الذي اعاد للفلسفة الارسطوطالية اعتبارها وجعل منها الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الحديثة . َ
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
بيير بورديو(01 أغسطس 1930 – 23 يناير 2002)
بيير بورديو(01 أغسطس 1930 – 23 يناير 2002) عالم اجتماع فرنسي وأحد أبرز المراجع العالمية في علم الاجتماع. بدأ نجمه يبزغ بين المتخصصين انطلاقًا من الستينيات بعد إصداره كتاب الورثة (مع جون كلود باسرون)، وازدادت شهرته في آخر حياته بخروجه في مظاهرات ووقوفه مع فئات المحتجين والمضربين. اهتم بتناول أنماط السيطرة الاجتماعية بواسطة تحليل مادي للإنتاجات الثقافية يكفل إبراز آليات إعادة إنتاج البنيات الاجتماعية، وذلك بواسطة علم اجتماعي كلي يستفر كل العتاد المنهجي المتراكم في كل مجالات المعرفة عبر اختلاف التخصصات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بيار بورديو الذي فقدته فرنسا هو واحد من اكبر واعمق مفكريها خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ولعل اهم خاصيات هذا المفكر هو انه ظل يجسد حتى النهاية فئة المثقفين الملتزمين الذين كنا نعتقد انهم انقرضوا، خصوصا عقب انهيار الشيوعية وجدار برلين، فمثل ميشيل فوكو الذي توفي عام 1984، ينتسب بورديو الى اولئك الاكاديميين المرموقين الذين لا يفصلون بين الالتزام الفكري والالتزام السياسي، اولئك الذين لا يتحملون خمول المثقفين وانانيتهم وبروجهم العاجية. وكان الفيلسوف الالماني يورجن هابرماس على حق عندما رثاه قائلا:
«ما يفتنني عند بيار بورديو هي اريحية ذكائه وسخائه واستعداده الدائم لخوض المعارك الاجتماعية. وما يفتنني وسيظل كذلك هي قدرته على التحليل العميق كباحث وكأكاديمي والتي لا تمنعه من ان يتحول فجأة الى مثقف انساني من الطراز القديم بحيث لا يرضى بأن يكون شاهدا على الحدث فاعلا فيه».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد ظهر الالتزام مبكرا عند بيار بورديو وذلك خلال الخمسينات عندما كان في جامعة الجزائر. ففي ذلك الوقت انغمس في دراسة «تهجير» العمال الجزائريين المنتمين الى عائلات تقليدية، تم تدميرها بحكم بروز بنى اقتصادية حديثة تم فرضها بالقوة على مجتمع لم يكن مهيئا جيدا لها. وستكون تلك التجربة جد مفيدة بالنسبة له، ذلك انها مثلت اختياره الذي سوف لن يتخلى عنه حتى النهاية. وفي الجزائر ايضا سوف يعمق بيار بورديو ابحاثه في مجال الاثنولوجيا (علم السلالات) من خلال الطقوس والعادات في منطقة القبائل والروابط الاسرية والبنى الايديولوجية والاجتماعية الناتجة عن الهيمنة الذكورية. وقد صدرت ابحاثه تلك في كتاب حمل عنوان «مخطط اجمالي لنظرية تطبيقية». وقد حاز هذا الكتاب الذي صدر عام 1972 اعجاب وتقدير كبار علماء الاثنولوجيا وفي مقدمتهم كلود ليفي ستراوس صاحب المؤلف الذائع الصيت «المدارات الحزينة».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في عام 1975 اصدر كتابه «تمييز» الذي يعتبره الكثيرون افضل مؤلفاته، بل واحدا من اهم المؤلفات الخاصة بالعلوم الاجتماعية خلال القرن العشرين. ففي هذا الكتاب يحاول بناء نظرية لمجتمع يقوم على فكرة ان الافراد والمجموعات لا يوجدون إلا عبر علاقة «تمييزية» مع الافراد والمجموعات الآخرين. فمثل الكيانات اللغوية، ليس للملكات الاجتماعية والفردية والجماعية معنى في حد ذاتها، لكن فقط ضمن بنية ترابطية وتدرجية لا تتوقف عن التحول والتنقل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في الثمانينات اهتم بيار بورديو بأوضاع التعليم في فرنسا، واصدر مع جان كلود باسرون بعض الكتب في هذا المجال ادان فيها الجانب الاسود في التعليم الفرنسي الذي يدعي القائمون عليه بأنه تعليم ديمقراطي لائكي (علماني) وكان هدفه من خلال ذلك ابراز التأثير الكبير للمدرسة وللثقافة بصفة عامة في بناء المجتمع ونحت شخصية الفرد، بعدها انصب اهتمام بيار بورديو على الفن والأدب فكتب العديد من الابحاث والدراسات المهمة عن فلوبير وعن فن مانيه وعن هانس هاكه ودانيال بوران. وكان يكن تقديرا كبيرا للشاعر الفرنسي فرانسيس بونج وللروائي كلود سيمون الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1986 وللكاتب النمساوي توماس بارنهارد. وفي مؤلفات اخرى اصدرها خلال التسعينات، شن بيار بورديو هجوما عنيفا على وسائل الاعلام السمعية والبصرية التي حولت الثقافة حسب رأيه الى «سلعة رخيصة». وكان امله من خلال ذلك اثارة جدل حول هذا الموضوع يحرك السواكن، ويخرج الحياة الاعلامية والثقافية من خمولها ويكشف خداعها واكاذيبها غير انه لم يتلق غير الشتائم المقذعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وخلال اضرابات شتاء 1995 التي هزت فرنسا، كان بيار بورديو حاضرا بقوة في حلقات العمال والعاطلين عن العمل محاولا من خلال ذلك فهم التطورات الجديدة التي حدثت في المجتمع الفرنسي وايضا ادانة الليبرالية الجديدة التي كانت قد سيطرت سيطرة شبه كلية على العالم بأسره. وفي احد الحوارات التي اجريت معه في تلك الفترة، قال بيار بورديو مدافعا عن موقفه:
«ان ما ادافع عنه هو امكانية وضرورة وجود المثقف النقدي. ليس هناك ديمقراطية حقيقية من دون سلطة نقدية تواجهها. والمثقف هو في رأيي هذه السلطة النقدية».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي السنوات الاخيرة من حياته، شن بيار بورديو هجوما عنيفا على العولمة. وفي محاضرة القاها في اثينا قال:
«ان من المهم، بل من الضروري ان يساهم عدد من الباحثين المستقلين في الحركة الاجتماعية ذلك اننا نواجه الآن سياسة العولمة (أؤكد على كلمة سياسة العولمة، ولا اتحدث عن العولمة كما لو انها سيرورة طبيعية). ان هذه السياسة في جانب كبير منها، ظلت الى حد هذه الساعة سرية في انتشارها وفي توزيعها. لهذا لا بد من عمل بحثي لاكتشافها قبل ان يشرع في تطبيقها. بالاضافة الى كل هذا ارى ان هذه السياسة لها نتائج يمكن حدسها بفضل العلوم الاجتماعية، لكنها في المدى القريب، سوف تظل لا مرئية بالنسبة لاغلبية الناس، وهناك خاصية اخرى وهي ان هناك باحثين يساهمون في انتاجها وتركيزها.«
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والسؤال هو «هل على اولئك الذين يعلمون جيدا ان هذه السياسة سوف تؤدي الى نتائج وخيمة ان يظلوا صامتين؟ واذا ما كانت الكرة الارضية مهددة بالعديد من الكوارث، فهل يظل اولئك الذين يعرفون ذلك مسبقا صامتين هم ايضا؟» ومحددا رؤيته للالتزام، اضاف بيار بورديو قائلا:
«لا بد لكي يكون المثقف ملتزما التزاما جادا وحقيقيا ان تكون ثقافته ملتزمة هي ايضا، وهذه الثقافة لا تكتسب الا في العمل الثقافي والعلمي الراضخ لقواعد المجموعة العلمية».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولكن ما هو الدور الذي يمكن ان يلعبه المثقف في الحركة الاجتماعية؟ مجيبا عن هذا السؤال في محاضرته المذكورة، قال بيار بورديو: «اولا نحن لا نطلب من المثقف ان يعطي دروسا مثلما يفعل بعض المثقفين العفويين الذين عند عجزهم عن فرض سلعهم في الاسواق العلمية هم يذهبون ليلعبوا دور المثقفين لدى من هم ليسوا مثقفين زاعمين في نفس الوقت بأن لا وجود للمثقف. ان الباحث ليس رسولا ولا قائدا فكريا، عليه ان يكتشف لنفسه دورا جديدا جد صعب وهو ان يتعلم كيف يسمع وكيف يبحث وكيف يكتشف. وعليه ان يساعد المنظمات الاجتماعية والنقابية على مواجهة السياسة الليبرالية الجديدة».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المفاهيم الأساسية
انتقد بورديو تغاضي الماركسية عن العوامل غير الاقتصادية، إذ أن الفاعلين المسيطرين ، في نظره، بإمكانهم فرض منتجاتهم الثقافية (مثلا ذوقهم الفني) أو الرمزية (مثلا طريقة جلوسهم أو ضحكهم وما إلى ذلك). فللعنف الرمزي (أي قدرة المسيطرين على الحجب عن تعسف هذه المنتجات الرمزية وبالتالي على إظهارها على أنها شرعية) دور أساسي في فكر بيير بورديو. معنى ذلك أن كل سكان سوريا مثلا بما فيهم الفلاحون سيعتبرون لهجة الشام مهذبة أنيقة واللهجات الريفية غليظة جدًّا رغم أن اللهجة الشامية ليست لها قيمة أعلى بحد ذاتها. وإنما هي لغة المسيطرين من المثقفين والساسة عبر العصور وأصبح كل الناس يسلّمون بأنها أفضل وبأن لغة البادية رديئة. فهذه العملية التي تؤدي بالمغلوب إلى أن يحتقر لغته ونفسه وأن يتوق إلى امتلاك لغة الغالبين (أو غيرها من منتجاتهم الثقافية والرمزية) هي مظهر من مظاهر العنف الرمزي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحقول الاجتماعية
يرى بورديو أن العالَم الاجتماعي، في المجتمعات الحديثة، ينقسم إلى حقول، أي فضاآت اجتماعية أساسها نشاط معيَّن (مثلا: الصحافة، الأدب، كرة القدم إلخ) يتنافس فيها الفاعلون لاحتلال مواقع السيطرة (مثلا، يريد الصحافي أن يشتغل في أنفذ جريدة وأن يحصل فيها على أجلّ منصب). فعلى غرار التصور الماركسي، يبدو العالَم الاجتماعي، عند بورديو، ذا طبيعة تنازُعيَّة، بيد أنه يؤكد أن التنازعات المكونة للعالم الاجتماعي تخص مختلف الحقول وليست مجرد صراع بين طبقات معينة وثابتة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الهابتوس
الهابتوس من المفاهيم الأساسية في العمل النظري عند بورديو. ويتحدد باعتباره نسق الاستعدادات الدائمة والقابلة للنقل اللتي يكتسبها الفاعل الاجتماعي من خلال وجوده في حقل اجتماعي بالعالم الاجتماعي حيث يعيش. ويترجم هذا المصطلح في العربية بلفظ التطبع أو السجية أو السَّمْت. ولعل اللفظ الأخير أقرب لأداء المعنى المطلوب، من حيث إنه يدل أصلًا على الهيئة/الْحال. ويلعب هذا المفهوم دورا مركزيا في عمل بورديو النظري، إلى جانب مفهوم الحقل والعنف الرمزي. فالفاعل الاجتماعي يكتسب، بشكل غير واع، مجموعة من الاستعدادات من خلال انغماسه في محيطه الاجتماعي تمكِّنه من أن يكيف عمله مع ضرورات المعيش اليومي (مثلا، يطور الفلاح عادات ذهنية وسلوكية معينة يطبقها على كل المشاكل التي يواجهها في وسطه). ويختلف الهابتوس باختلاف الحقول اللتي هو طرف فيها وباختلاف الموقع اللذي يحتله الفاعل الاجتماعي في مجاله الخاص.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الانعكاسية
ظل بورديو يؤكد أن مكتسبات البحث العلمي يجب أن تسلط على تحليل شروط اشتغال الباحث نفسه بما هو ذات منتجة للمعرفة، أي لا بد من ممارسة تفكير انعكاسي على ضوء نتائج العلم، خصوصا العلم الاجتماعي. ومن هنا تأتي ضرورة أن يقوم الباحث الاجتماعي بتحليل عملَه وخطابه ونشاطه تحليلا انعكاسيًا (ذاتيًا). ولعل أبرز تطبيق لهذا يوجد في كتاب الإنسان الأكاديمي اللذي تناول فيه بورديو مجموع الشروط اللتي تحدد بروز واشتغال المتخصص كأستاذ جامعي أو مثقف أكاديمي. وتتمثل أهمية الانعكاسية في كونها تجعل الباحث يستعمل الاكتشافات المترتبة على ممارسته العلمية ليغربل دوره وليكشف العوامل الناتجة عن تاريخه الشخصي اللتي تشرط حاله كذات مفكرة واللتي تؤثر على ممارسته العلمية وتشوش رؤيته للمجتمع بدون وعي في غالب الأحيان. ولذا يعد التحليل الانعكاسي شرطًا لا غنى عنه لكل ممارسة علمية حقيقية.
أهم أعماله
أنتج بيير بورديو أكثر من 30 كتابًا ومئات من المقالات والدراسات اللتي ترجمت إلى أبرز الألسن في العالم واللتي جعلته يتبوأ مكانة بارزة بين الأسماء البارزة في علم الاجتماع والفكر النقدي منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
* سوسيولوجيا الجزائر (1958)
* الوَرَثَة. الطلبة والثقافة (1964)
* إعادة الإنتاج. أصول نظرية في نظام التعليم (1970)؛
* التمييز-التميز. النقد الاجتماعي لِحُكم الذوق (1979)؛
* الْحِس العملي (1980)؛
* ما معنَى أن تتكلم. اقتصاد التبادلات اللغوية (1982)؛
* درس في الدرس (1982)؛
* مسائل في علم الاجتماع (1984)؛
* الإنسان الأكاديمي (1984)؛
* أشياء مَقُولة (1987)؛
* الأنطولوجيا السياسية عند مارتن هيدغر (1988)؛
* إجابات. من أجل إنسيات انعكاسية (1992)؛
* قواعد الفن. تكوُّن وبنية الْحقل الْأدبي (1992)؛
* بؤس العالَم (1993)؛
* عِلَلٌ عَمَلية. في نظرية الفعل (1994)؛
* في التلفزة (1996)؛
* تأملات باسكالية (1997)؛
* في التلفزة (1996)؛
* السيطرة الذكورية (1998)؛
* البنيات الاجتماعية للاقتصاد (2000)؛
* علم العلم والانعكاسية (2001)؛
* تدخلات. العلم الاجتماعي والعمل السياسي 1961-2001، (2002)؛
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
طاليس في الفترة التي تقرب من 635 قبل الميلاد،
طاليس الفيلسوف الأول في الثقافة اليونانية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولد الحكيم طاليس في الفترة التي تقرب من 635 قبل الميلاد، وتوفّي فيما يقرب من 545 قبل الميلاد. كان والداه من أصل فينيقي ذي محتد.
عدّه القدامى من الحكماء السّبعة ، وهو أوّل ما كان قد لُقِّبَ بالحكيم ، اشتغل أوّلا بالسّياسة إلاّ أنّه مالبث أن انصرف عنها من أجل النّظر في الطّبيعة ، وقد عُرِفَ عنه أنّه كان قد عاش حياته متفرّدا متوحّدا.
أمّا في أمر سيرته فقد ذكر القدامى فيه نوادر كثيرة، وهذه النّوادر هذه أفضلها :
عندما صار طاليس شابّا، كانت أمّه ما تنفكّ تلحّ عليه بأن يقترن بزوجة، فكان هو يجيبها أمّاه، أما ترين أنّ الأمر لم يأن بعد؛ فاستمّر على هذه الحال حتّى غدا كهلا شارف على الشّيخوخة، لكنّها ما فترت أمّه تلحّ عليه بذاك الإلحاح، إلاّ أنّه كان جوابه لها عندئذ أمّتاه، أو لم تري أنّي قد كبرت الآن عن الزّواج !.
سأله رجل ذات يوم أي طاليس، ما بالك لا تتزوّج، أما تحبّ أن يكون لك أبناء؟ فقال طاليس : ويحك، أ وغير حبّي لهم قد منعني ممّا تنصحني به !
يروى أيضا أنّه كان قد سُخِرَ كثيرا من طاليس و أنّه قد قيل له بأنّ علمه لا نفع تحته، و لاطائل منه، وإذ كان طاليس عالما في آثار السّماء، و كان قد أدرك أنّ العام القابل سيكون كثير الإمطار، وأنّ شجر الزّيتون سيكون وافر الانتاج، فبادر بأن اكترى بثمن بخس كلّ معاصر مدينته من قبل دخول الموسم بأشهر، وبعد أن تحقّق ما تنبّأ به، وصار ذا مال كثير، وأخذ أهل الصّناعة، وأصحاب التّجارة والسّمسرة يتذمّرون، أرجع طاليس كلّ ما اكتسب من مال لأصحابه، وفسخ عقده؛ ثمّ بادرهم بالقول، أرأيتم كيف أنّني بهذا العلم، قد أصير ذا يسار متى شئت.
إنّ طاليس هو أوّل ما سعى لفهم الكون فهما بإرجاعه إلى أسبابه الذّاتيّة. ولذا فهو بعد أن نظر فيه، تساءل تُرَى من أيّ شيء يتكوّن كلّ هذا العالم، على اختلافه وتنوّعه. فلمّا كان قد تراءى له أنّ كلّ شيء فلا بدّ أن تكون فيه نسبة ما من المائيّة، والرّطوبة، خلص طاليس إلى الجزم بأنّ أصل الأشياء كلّها هو الماء. فقال بأنّ كلّ شيء فهو ينحلّ إلى ماء، ويبتدأ منه، فالأشياء المائعة، والهوائيّة، والنّار نفسها فهي في الأصل ماء كان قد تخلخل، فكلّما زاد تخلخل الماء قرب إلى صفة البخار، ثمّ الهواء، ثم يصبح نارا؛ أمّا عن تكاثف الماء فتنشأ الأجسام الجامدة، وسائر المعادن الأخرى.
وطاليس هو أوّل من تنبّأ بكسوف الشّمس؛ وهو الّذي بيّن أنّ زاوتي المتساوي الضّلعين هما متساويتان أيضا.
ويُرْوَى أيضا أنّه بَيْنَا كان ذات يوم يسلك طريقه وهو ينظر في السّماء يحقّق فيها، إذ وقع في هُوَّةٍ لم تبصرها عيناه؛ واتّفق أن كانت تسير بقرب منه جارية عجوز، فلمّا رأت هذه كيف وقع لطاليس، أغرقت في القهقهة والضّحك منه، ثمّ صرخت فيه واسوأتاك أي طاليس، أتنظر في السّماء تبحث عن سرّها، وأنت عجزت عن أن تعرف مابين قدميك فتتجنّبه، ولا يحيق بك ما قد حاق !
ويُؤْثَرُ لطاليس مصّنّفين اثنين ليسا بثابتيّ النّسبه له، وهما : في الانقلابين؛ وفي التّساووين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولد الحكيم طاليس في الفترة التي تقرب من 635 قبل الميلاد، وتوفّي فيما يقرب من 545 قبل الميلاد. كان والداه من أصل فينيقي ذي محتد.
عدّه القدامى من الحكماء السّبعة ، وهو أوّل ما كان قد لُقِّبَ بالحكيم ، اشتغل أوّلا بالسّياسة إلاّ أنّه مالبث أن انصرف عنها من أجل النّظر في الطّبيعة ، وقد عُرِفَ عنه أنّه كان قد عاش حياته متفرّدا متوحّدا.
أمّا في أمر سيرته فقد ذكر القدامى فيه نوادر كثيرة، وهذه النّوادر هذه أفضلها :
عندما صار طاليس شابّا، كانت أمّه ما تنفكّ تلحّ عليه بأن يقترن بزوجة، فكان هو يجيبها أمّاه، أما ترين أنّ الأمر لم يأن بعد؛ فاستمّر على هذه الحال حتّى غدا كهلا شارف على الشّيخوخة، لكنّها ما فترت أمّه تلحّ عليه بذاك الإلحاح، إلاّ أنّه كان جوابه لها عندئذ أمّتاه، أو لم تري أنّي قد كبرت الآن عن الزّواج !.
سأله رجل ذات يوم أي طاليس، ما بالك لا تتزوّج، أما تحبّ أن يكون لك أبناء؟ فقال طاليس : ويحك، أ وغير حبّي لهم قد منعني ممّا تنصحني به !
يروى أيضا أنّه كان قد سُخِرَ كثيرا من طاليس و أنّه قد قيل له بأنّ علمه لا نفع تحته، و لاطائل منه، وإذ كان طاليس عالما في آثار السّماء، و كان قد أدرك أنّ العام القابل سيكون كثير الإمطار، وأنّ شجر الزّيتون سيكون وافر الانتاج، فبادر بأن اكترى بثمن بخس كلّ معاصر مدينته من قبل دخول الموسم بأشهر، وبعد أن تحقّق ما تنبّأ به، وصار ذا مال كثير، وأخذ أهل الصّناعة، وأصحاب التّجارة والسّمسرة يتذمّرون، أرجع طاليس كلّ ما اكتسب من مال لأصحابه، وفسخ عقده؛ ثمّ بادرهم بالقول، أرأيتم كيف أنّني بهذا العلم، قد أصير ذا يسار متى شئت.
إنّ طاليس هو أوّل ما سعى لفهم الكون فهما بإرجاعه إلى أسبابه الذّاتيّة. ولذا فهو بعد أن نظر فيه، تساءل تُرَى من أيّ شيء يتكوّن كلّ هذا العالم، على اختلافه وتنوّعه. فلمّا كان قد تراءى له أنّ كلّ شيء فلا بدّ أن تكون فيه نسبة ما من المائيّة، والرّطوبة، خلص طاليس إلى الجزم بأنّ أصل الأشياء كلّها هو الماء. فقال بأنّ كلّ شيء فهو ينحلّ إلى ماء، ويبتدأ منه، فالأشياء المائعة، والهوائيّة، والنّار نفسها فهي في الأصل ماء كان قد تخلخل، فكلّما زاد تخلخل الماء قرب إلى صفة البخار، ثمّ الهواء، ثم يصبح نارا؛ أمّا عن تكاثف الماء فتنشأ الأجسام الجامدة، وسائر المعادن الأخرى.
وطاليس هو أوّل من تنبّأ بكسوف الشّمس؛ وهو الّذي بيّن أنّ زاوتي المتساوي الضّلعين هما متساويتان أيضا.
ويُرْوَى أيضا أنّه بَيْنَا كان ذات يوم يسلك طريقه وهو ينظر في السّماء يحقّق فيها، إذ وقع في هُوَّةٍ لم تبصرها عيناه؛ واتّفق أن كانت تسير بقرب منه جارية عجوز، فلمّا رأت هذه كيف وقع لطاليس، أغرقت في القهقهة والضّحك منه، ثمّ صرخت فيه واسوأتاك أي طاليس، أتنظر في السّماء تبحث عن سرّها، وأنت عجزت عن أن تعرف مابين قدميك فتتجنّبه، ولا يحيق بك ما قد حاق !
ويُؤْثَرُ لطاليس مصّنّفين اثنين ليسا بثابتيّ النّسبه له، وهما : في الانقلابين؛ وفي التّساووين
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
فريدريك وينسلو تايلور 20 مارس 1856 _ 21 مايو 1915
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- تايلور..حياة مشرفة
ولد فريدريك وينسلو تايلور في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية في 20 مارس 1856 لأسرة تنتمي إلى الطبقة الليبرالية العليا، وكون والده محاميًا وفر لديه ثروة كافية من الأملاك العقارية لم تجعله مضطرًّا للاستمرار في وظيفة منتظمة، وكانت والدته مناصرة نشطة لحركة تحرير العبيد والحركة النسائية وقيل إنها قامت بتأسيس مكان لإخفاء ومساعدة العبيد الهاربين، وكان الوالدان أعضاء في جمعية الأصدقاء وكانا يؤمنان بسمو التفكير والحياة البسيطة، وقد تعلم تايلور في سن مبكرة التحكم في الذات وساعدته تربيته على مبادئ جمعية الأصدقاء في تجنب الصراعات مع نظرائه وتسوية نقاط الخلاف فيما بينهم.
وكان تيلور مراهقًا ذا رغبة قوية في النجاح وكان دائمًا ما يعد ويقيس الأشياء لاستنباط الطريقة الفضلى لإنجاز شيء ما، وقد اخترع في سن الثانية عشرة جهازًا لنفسه لتجنب النوم على ظهره؛ أملاً في تجنب الأحلام المزعجة التي كان يمر بها.
وفي إنجاز آخر لتايلور فاز ببطولة Lawn Tennis Association زوجي بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث استخدم مضربًا على شكل ملعقة مسجلاً ببراءة اختراع وقد صممه بنفسه.
وقد دخل في البداية أكاديمية فيليبس ثم تم قبوله في جامعة هارفارد، كما حصل على درجة جامعية في الهندسة في سن الخامسة والعشرين، ورغم أنه تفوق في الرياضيات وحصل على درجة جامعية متميزة اختار تايلور العمل في المجال الصناعي، وتأثر بنظام التصنيف الذي وضعه ميلفيل ديوي والذي سمي بنظام ديوي العشري، وفي 1878 صار تايلور عاملاً في مصنع الأعمال الهيدروليكية للماكينات في شركة ميدفال للحديد.
وبعد فترة التمرين في المصنع بدأ في وظيفته الجديدة وتقدم بسرعة البرق؛ حيث أصبح مُصنع الماكينات ورئيس ومراقب العمال في الصيانة والمصمم الأول، وترقى في غضون ست سنوات إلى وظيفة مدير الأبحاث ثم مهندس أول، ويرجع الفضل له في طرح فكرة العمل بالقطعة في المصنع، وقد وضع هدفًا لاكتشاف أكثر الطرق كفاءة لأداء مهمة معينة، وكان ينظر عن كثب إلى كيفية إنجاز العمل وكان يقيس بعدها كمية العمل المُنتج، وساهم بدراسات حول أساليب العمل في 1881 مع أفكار كل من بي وليليان إم جيلبرث، وتولى منصب المدير العام في شركة Manufacturing Investment Company في عام 1890 ثم صار مهندسًا استشاريًّا في الإدارة.
وكان تايلور مؤمنًا بأن السر وراء الإنتاجية هو اكتشاف التحدي الصحيح لكل شخص ثم تعويضه بصورة ملائمة عن الإنتاج الزائد، وفي ميدفال استخدم دراسات أساليب العمل لتحديد الحصص الإنتاجية اليومية، وتُقدم الحوافز إلى هؤلاء الأشخاص الذين يصلون إلى معدل الإنتاج اليومي، ويحصل الذين لا يصلون إلى هذا المعدل على تعويض مغاير متمثل في مبلغ أقل بكثير، واستطاع تايلور مضاعفة الإنتاجية باستخدام دراسة أساليب العمل والقيود والأدوات المنتظمة ورئاسة العمال الوظيفية والخطة الجديدة للأجور، وكان يدفع للشخص وليس للوظيفة.
ولسوء الحظ لم يستطع تايلور فهم مقاومة العاملين في الشركة حين لاحظ انخفاض الإنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة، فسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاءة، وقد نشر تجاربه على شكل نظرية في كتابه المعروف "مبادئ الإدارة العلمية" عام 1911م، وقد ركز على الأساليب المخفضة للتكاليف حيث كان هدفه هو المحافظة في ذات الوقت على السرعة والدقة، وقال من وجهوا النقد إليه إنه كان قاسيًا للغاية؛ لأن خطته المبتكرة له تسببت في فقدان الأفراد لوظائفهم بالإشارة إلى قيامه باستبدال 120 عاملاً بـ 35 فقط في فترة عمله في شركة Simonds.
أبو الإدارة العلمية
قبل عام 1880 لم يكن هناك تقريبًا أي منهجية رامية إلى إيجاد سبل لإدارة العمال على الوجه الصحيح، فممارسة الإدارة كانت تستند أساسًا إلى الخبرة، والحدس، والحس السليم حتى جاء دبليو فريدريك تايلور وهو المهندس الشاب الذي حاول تغيير هذا النهج، فقد تبنى الرأي القائل بأنه ينبغي لمديري الإدارات المختلفة دراسة العمل بطريقه علمية، وفى سبيل تدعيم فكرته أرسى نموذجًا من شأنه أن يوجه العمل نحو الأسلوب العلمي من أجل تحسين كفاءة المهام، وكان فكر تايلور آنذاك هو ما يمثل الإدارة العلمية بمفهومها الحالي.
فقد تحدث تايلور عن التحفيز، وكان من أوائل من ركزوا على هذا الموضوع حين ذكر أهمية الحوافز المادية وكان ذلك في عالم 1911، وقد افترض تايلور في منهجه أن الموظفين كسالى، ولا يمكن تحفيزهم إلا من خلال الرواتب والحوافز المالية فقط، ومن أجل الوصول لنظام عادل للرواتب والحوافز، فقد اقترح تايلور أن يتم تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة والبحث عن أفضل من يمكنه القيام بها، ثم إعادة دمج هذه الأجزاء ثانية بشكل فعال، وهذه العملية سميت ب "دراسة الحركة والوقت".
وتتلخص أهم مبادئ تايلور فيما يلي:
1. إحلال الطرق العلمية بدلاً من الطرق البدائية التي تقوم على التقدير والتخمين.
2. اختيار العاملين وتدريبهم بصورة علمية صحيحة.
3. تعاون الإدارة مع العاملين لتنفيذ الأعمال المطلوبة بدلاً من النزاع.
4. تقسيم عادل للعمل بين الإدارة والعمال؛ حيث تتولى الإدارة أعمال التخطيط وتنظيم العمل.
5. فصل أعمال التخطيط عن أعمال التنفيذ حتى يتسنى لكل فرد أن يقوم بواجبه بكفاءة عالية.
6. تحديد العناصر الهامة للمهمة والتركيز عليها.
كذلك فقد كان تايلور مدافعًا قويًّا عن تطابق الصفات البدنية لأبعاد المهمة التي يتعين إنجازها، فقد رأى تايلور أن كل مهمة من مهام العمل تلائم أحد الأفراد أكثر من الآخرين، لذا فقد كانت السمات الجسدية للعامل والمتمثلة في القدرة الإنتاجية، ومتانة العضلات، ومقاومة الإجهاد هي أهم العوامل التي يتم على أساسها اختيار العاملين، ورأى تايلور أن هناك عنصرًا آخر يجب أن يضاف إلى هذه المعادلة ويتمثل ذلك في تغيير نظام الدفع السائد في هذه الأثناء من نظام الأجر بالساعة إلى نظام الأجر المرتبط بكمية الإنتاج.
لماذا واجه تايلور النقد؟
وقد أدى تطبيق أفكار تايلور في صناعة الصلب إلى زيادة كبيرة في الإنتاج خاصة مع علو الأجور التي كان يحصل عليها العاملون، ومع ذلك فقد واجه تايلور العديد من أساليب المقاومة بسبب زيادة المطالب المادية وكثرة حالات تسريح العمال، إضافه إلى حرمان العمال من فوائد زيادة الإنتاج.
وفي الواقع فقد أدت هذه الآثار إلى العديد من الاضطرابات التي حدثت بين العمال ووصلت إلى النقابات، كما عُقدت جلسات استماع في الكونغرس حول أساليب تايلور لتقييم إمكاناتها في استغلال العمال، وبالرغم من ذلك فقد كان لأفكار تايلور الأثر طويل الأجل على الصناعة الأميركية، إذ أدت إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، وساعدت في تحويل نظام العمل إلى كيان متكامل من أجل تحقيق الهدف الأساسي للمؤسسات.
وقد واجه منهج الإدارة العلمية عند تايلور العديد من أوجه النقد للأسباب التي ذكرناها والتي نزيد من توضيحها في النقاط التالية:
1. رأى الكثيرون أنها تضر بصالح العاملين وتلغي شخصية العامل وتجعله يعمل مثل الآلة ومن ثم تقل أهميته داخل المؤسسة.
2. ركز تايلور في منهجه على مستوى المصنع الصغير.
3. أدت أفكار تايلور إلى حدوث صراعات بين العاملين وأصحاب العمل.
4. طريقة الحوافز التي اقترحها تايلور أدت إلى إرهاق بالغ للعاملين ولا سيما شديدي الحاجة منهم؛ إذ يجهد العامل نفسه بأقصى طاقة ممكنة من أجل الحصول على الأجر حتى وإن كان ذلك على حساب صحته.
5. على صعيد آخر عارضها أصحاب المصانع الذين خيل إليهم أنها تعطي حقوقًا جديدة للعمال لا يستحقونها.
6. لاقت أفكاره معارضة شديدة؛ لأنها تتضمن طرقًا جديدة في الإدارة لم يعتد عليها أصحاب المصانع، فآنذاك كانت الطرق التقليدية في الإدارة بمثابة عادات وتقاليد ثابتة غير قابلة للتغيير.
منهج الإدارة العلمية الأكثر استخدامًا رغم كل شيء
ورغم كل ما سبق وذكرناه من عيوب لمنهج الإدارة العلمية عند تايلور إلا أن فلسفته لا تزال هي الأكثر استخدامًا في الصناعة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمجتمعات الأوروبية التي وجدت فلسفة تايلور الأكثر ملاءمة لثقافتها، حتى لينين في الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي دعا إلى اعتماد مبادئ الإدارة العلمية هذه للصناعة السوفيتية.
ومما يدل على وجود جانب إيجابي في منهج تايلور جعله مؤهلاً بالفعل لهذا الانتشار الواسع الذي هو عليه الآن - ما قاله في إحدى محاضراته للمديرين وأرباب العمل في جامعة "هارفارد" بكلية إدارة الأعمال:
"إنني أفترض أيها السادة أن معظمكم ليسوا بأبناء عمال وأنكم لم تمارسوا بأنفسكم العمل ولو لمرة واحدة مع العمال وأريد أن أوجه نظركم لحقيقة مهمة ينبغي عليكم أن تضعوها في أذهانكم وأنتم تتعاملون مع العمال وموظفي المستويات الدنيا، هذه الحقيقة هي أن العاملين مثلي ومثلكم، وأن العامل وأستاذ الجامعة لهما نفس المشاعر، ونفس البواعث ونفس الآمال، لهما نفس النقائص ونفس الفضائل، وأن هؤلاء العمال قضوا طيلة حياتهم يتلقون الأوامر ويطيعونها لأنهم في المستويات الدنيا، فلا تتصوروا أن هذا يعني أنهم أقل احترامًا لأنفسهم منا، إنهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم فضلاء وأهميتهم في مجتمعاتهم وأهليهم مثلي ومثلكم تمامًا، وليكن مفهومًا أن الشك يعد من أهم خصائصهم حين يتعاملون معنا، بل إنهم يبحثون عن أي علامة يتوهمون منها أننا متعالون عليهم أو أننا ننظر إليهم نظرة احتقار، وعليه فإنه من الواجب علينا لكي ننجح في أعمالنا ونحقق أهدافنا أن نتعامل مع العاملين معاملة إنسانية.
إن القيادة فن وعلم يتعلقان بالتفاعل الروحي والعقلي بين قائد المجموعة وأفرادها الذين يوجههم ويؤثر فيهم لتحقيق أهداف مرغوب تحقيقها".
الشخص الذي أثر في العمل التنظيمي
وفريدريك تايلور ذاك المهندس الأمريكي شق طريقه حتى أصبح واحدًا من الأوائل في جيل جديد من الكتاب وأصحاب النظريات المؤثرين للغاية في مجال الإدارة، ويعد أسلوب الإدارة العلمية الذي أرساه تايلور عبارة عن "دراسة العلاقات بين الأفراد والمهام بغرض إعادة تصميم دائرة العمل لزيادة الكفاءة".
وما مهد لإحداث هذا التأثير أن تايلور قد ظهر وانتشرت كتاباته في وقت سادت فيه مشكلات إدارية كبيرة في المصانع واحتاجت إلى أساليب جديدة للتعامل مع التحديات في الإدارة.
وقد كان فكره ومنهجه هما أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور محاولات تحليل السلوك في العمل بصورة منظمة، فقد كان النموذج الذي وضعه هو الآلة ولذا فإن أفكاره غالبًا ما صنفت على أنها نموذج الآلة للمؤسسات، حيث تُفتت كل مهمة إلى أصغر وحدة ممكنة لاكتشاف أفضل طريقة لإنجاز الوظيفة، ثم يتولى المشرف تعليم هذه الطريقة للعامل والتأكد من قيامه بالخطوات الأساسية فقط في المهمة، وذلك يفسر السبب وراء الإشارة إليها بـ "الإدارة العلمية" لأن تايلور حاول وضع علم لكل عنصر في العمل وتقييد البدائل للتخلص من التغير البشري أو الأخطاء.
ولم يكن تايلور مهتمًّا حقًّا بموضوعات تنظيمية أو إدارية أخرى ولكن بؤرة تركيزه كانت الكفاءة، وقد كان تايلور مؤمنًا بأنه بزيادة التخصص وتقسيم العمل ستصبح العملية الإنتاجية أكثر كفاءة، وهذه العملية تتحقق بأفضل صورة باستخدام آليات الإدارة العلمية بخلاف المعرفة "العملية" غير الرسمية.
كما كان أول من اقترح أيضًا فكرة تقسيم مهمة مشرف الخط الأول إلى ثمانية تخصصات كل منها منوط بشخص مختلف، وكما يشعر البعض فإن هذه الفكرة قادت في آخر الأمر إلى مفهوم المنظمات الماركسية.
لقد كان لأفكاره تأثير عظيم في تنظيم العمل وأسلوب إدارة الأفراد، ولسوء الحظ رغم أن المهام أصبحت أكثر إنتاجية فإنها بدت أيضا متكررة ورتيبة والعديد من الموظفين كانوا غير سعداء في العمل.
وزادت الإنتاجية تحت مظلة أساليب تايلور بصورة هائلة وبدت هذه الأساليب أنها مثمرة، وظهرت أقسام مستحدثة مثل قسمي العاملين ومراقبة الجودة، وزاد بريق المديرين في الإدارة الوسطى أكثر وأكثر عندما فُصل التخطيط عن العمليات، وزادت الرسمية في العمل وظهر المشرف ذو ساعة الإيقاف ونوتة الملاحظات في كل مكان في العمل وحاولت مجموعات العمال اكتشاف كافة الطرق لمقاومة ذلك.
وهناك الكثير من المقالات النقدية التي تشير إلى أن عمل تايلور تطور في مجتمع من المهاجرين؛ حيث وجد عدد كبير من العمال ذوي الخلفيات والمهارات المتباينة والذين كان يجب تمكينهم من العمل مع بعضهم البعض، وما زال جزء جوهري من الإدارة العملية باقيًا معنا حتى اليوم ولكنه خضع فقط للتغيير والتحديث وأضفي عليه سمة إنسانية.
توفي فريدريك تايلور في 21 مايو 1915 في فيلادلفيا، بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر يناهز التاسعة والخمسين بعد أن أثرى عالم الإدارة بأحد أكثر المناهج شهرة وانتشارًا ولا سيما في الدول المتقدمة.
- تايلور..حياة مشرفة
ولد فريدريك وينسلو تايلور في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية في 20 مارس 1856 لأسرة تنتمي إلى الطبقة الليبرالية العليا، وكون والده محاميًا وفر لديه ثروة كافية من الأملاك العقارية لم تجعله مضطرًّا للاستمرار في وظيفة منتظمة، وكانت والدته مناصرة نشطة لحركة تحرير العبيد والحركة النسائية وقيل إنها قامت بتأسيس مكان لإخفاء ومساعدة العبيد الهاربين، وكان الوالدان أعضاء في جمعية الأصدقاء وكانا يؤمنان بسمو التفكير والحياة البسيطة، وقد تعلم تايلور في سن مبكرة التحكم في الذات وساعدته تربيته على مبادئ جمعية الأصدقاء في تجنب الصراعات مع نظرائه وتسوية نقاط الخلاف فيما بينهم.
وكان تيلور مراهقًا ذا رغبة قوية في النجاح وكان دائمًا ما يعد ويقيس الأشياء لاستنباط الطريقة الفضلى لإنجاز شيء ما، وقد اخترع في سن الثانية عشرة جهازًا لنفسه لتجنب النوم على ظهره؛ أملاً في تجنب الأحلام المزعجة التي كان يمر بها.
وفي إنجاز آخر لتايلور فاز ببطولة Lawn Tennis Association زوجي بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث استخدم مضربًا على شكل ملعقة مسجلاً ببراءة اختراع وقد صممه بنفسه.
وقد دخل في البداية أكاديمية فيليبس ثم تم قبوله في جامعة هارفارد، كما حصل على درجة جامعية في الهندسة في سن الخامسة والعشرين، ورغم أنه تفوق في الرياضيات وحصل على درجة جامعية متميزة اختار تايلور العمل في المجال الصناعي، وتأثر بنظام التصنيف الذي وضعه ميلفيل ديوي والذي سمي بنظام ديوي العشري، وفي 1878 صار تايلور عاملاً في مصنع الأعمال الهيدروليكية للماكينات في شركة ميدفال للحديد.
وبعد فترة التمرين في المصنع بدأ في وظيفته الجديدة وتقدم بسرعة البرق؛ حيث أصبح مُصنع الماكينات ورئيس ومراقب العمال في الصيانة والمصمم الأول، وترقى في غضون ست سنوات إلى وظيفة مدير الأبحاث ثم مهندس أول، ويرجع الفضل له في طرح فكرة العمل بالقطعة في المصنع، وقد وضع هدفًا لاكتشاف أكثر الطرق كفاءة لأداء مهمة معينة، وكان ينظر عن كثب إلى كيفية إنجاز العمل وكان يقيس بعدها كمية العمل المُنتج، وساهم بدراسات حول أساليب العمل في 1881 مع أفكار كل من بي وليليان إم جيلبرث، وتولى منصب المدير العام في شركة Manufacturing Investment Company في عام 1890 ثم صار مهندسًا استشاريًّا في الإدارة.
وكان تايلور مؤمنًا بأن السر وراء الإنتاجية هو اكتشاف التحدي الصحيح لكل شخص ثم تعويضه بصورة ملائمة عن الإنتاج الزائد، وفي ميدفال استخدم دراسات أساليب العمل لتحديد الحصص الإنتاجية اليومية، وتُقدم الحوافز إلى هؤلاء الأشخاص الذين يصلون إلى معدل الإنتاج اليومي، ويحصل الذين لا يصلون إلى هذا المعدل على تعويض مغاير متمثل في مبلغ أقل بكثير، واستطاع تايلور مضاعفة الإنتاجية باستخدام دراسة أساليب العمل والقيود والأدوات المنتظمة ورئاسة العمال الوظيفية والخطة الجديدة للأجور، وكان يدفع للشخص وليس للوظيفة.
ولسوء الحظ لم يستطع تايلور فهم مقاومة العاملين في الشركة حين لاحظ انخفاض الإنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة، فسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاءة، وقد نشر تجاربه على شكل نظرية في كتابه المعروف "مبادئ الإدارة العلمية" عام 1911م، وقد ركز على الأساليب المخفضة للتكاليف حيث كان هدفه هو المحافظة في ذات الوقت على السرعة والدقة، وقال من وجهوا النقد إليه إنه كان قاسيًا للغاية؛ لأن خطته المبتكرة له تسببت في فقدان الأفراد لوظائفهم بالإشارة إلى قيامه باستبدال 120 عاملاً بـ 35 فقط في فترة عمله في شركة Simonds.
أبو الإدارة العلمية
قبل عام 1880 لم يكن هناك تقريبًا أي منهجية رامية إلى إيجاد سبل لإدارة العمال على الوجه الصحيح، فممارسة الإدارة كانت تستند أساسًا إلى الخبرة، والحدس، والحس السليم حتى جاء دبليو فريدريك تايلور وهو المهندس الشاب الذي حاول تغيير هذا النهج، فقد تبنى الرأي القائل بأنه ينبغي لمديري الإدارات المختلفة دراسة العمل بطريقه علمية، وفى سبيل تدعيم فكرته أرسى نموذجًا من شأنه أن يوجه العمل نحو الأسلوب العلمي من أجل تحسين كفاءة المهام، وكان فكر تايلور آنذاك هو ما يمثل الإدارة العلمية بمفهومها الحالي.
فقد تحدث تايلور عن التحفيز، وكان من أوائل من ركزوا على هذا الموضوع حين ذكر أهمية الحوافز المادية وكان ذلك في عالم 1911، وقد افترض تايلور في منهجه أن الموظفين كسالى، ولا يمكن تحفيزهم إلا من خلال الرواتب والحوافز المالية فقط، ومن أجل الوصول لنظام عادل للرواتب والحوافز، فقد اقترح تايلور أن يتم تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة والبحث عن أفضل من يمكنه القيام بها، ثم إعادة دمج هذه الأجزاء ثانية بشكل فعال، وهذه العملية سميت ب "دراسة الحركة والوقت".
وتتلخص أهم مبادئ تايلور فيما يلي:
1. إحلال الطرق العلمية بدلاً من الطرق البدائية التي تقوم على التقدير والتخمين.
2. اختيار العاملين وتدريبهم بصورة علمية صحيحة.
3. تعاون الإدارة مع العاملين لتنفيذ الأعمال المطلوبة بدلاً من النزاع.
4. تقسيم عادل للعمل بين الإدارة والعمال؛ حيث تتولى الإدارة أعمال التخطيط وتنظيم العمل.
5. فصل أعمال التخطيط عن أعمال التنفيذ حتى يتسنى لكل فرد أن يقوم بواجبه بكفاءة عالية.
6. تحديد العناصر الهامة للمهمة والتركيز عليها.
كذلك فقد كان تايلور مدافعًا قويًّا عن تطابق الصفات البدنية لأبعاد المهمة التي يتعين إنجازها، فقد رأى تايلور أن كل مهمة من مهام العمل تلائم أحد الأفراد أكثر من الآخرين، لذا فقد كانت السمات الجسدية للعامل والمتمثلة في القدرة الإنتاجية، ومتانة العضلات، ومقاومة الإجهاد هي أهم العوامل التي يتم على أساسها اختيار العاملين، ورأى تايلور أن هناك عنصرًا آخر يجب أن يضاف إلى هذه المعادلة ويتمثل ذلك في تغيير نظام الدفع السائد في هذه الأثناء من نظام الأجر بالساعة إلى نظام الأجر المرتبط بكمية الإنتاج.
لماذا واجه تايلور النقد؟
وقد أدى تطبيق أفكار تايلور في صناعة الصلب إلى زيادة كبيرة في الإنتاج خاصة مع علو الأجور التي كان يحصل عليها العاملون، ومع ذلك فقد واجه تايلور العديد من أساليب المقاومة بسبب زيادة المطالب المادية وكثرة حالات تسريح العمال، إضافه إلى حرمان العمال من فوائد زيادة الإنتاج.
وفي الواقع فقد أدت هذه الآثار إلى العديد من الاضطرابات التي حدثت بين العمال ووصلت إلى النقابات، كما عُقدت جلسات استماع في الكونغرس حول أساليب تايلور لتقييم إمكاناتها في استغلال العمال، وبالرغم من ذلك فقد كان لأفكار تايلور الأثر طويل الأجل على الصناعة الأميركية، إذ أدت إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، وساعدت في تحويل نظام العمل إلى كيان متكامل من أجل تحقيق الهدف الأساسي للمؤسسات.
وقد واجه منهج الإدارة العلمية عند تايلور العديد من أوجه النقد للأسباب التي ذكرناها والتي نزيد من توضيحها في النقاط التالية:
1. رأى الكثيرون أنها تضر بصالح العاملين وتلغي شخصية العامل وتجعله يعمل مثل الآلة ومن ثم تقل أهميته داخل المؤسسة.
2. ركز تايلور في منهجه على مستوى المصنع الصغير.
3. أدت أفكار تايلور إلى حدوث صراعات بين العاملين وأصحاب العمل.
4. طريقة الحوافز التي اقترحها تايلور أدت إلى إرهاق بالغ للعاملين ولا سيما شديدي الحاجة منهم؛ إذ يجهد العامل نفسه بأقصى طاقة ممكنة من أجل الحصول على الأجر حتى وإن كان ذلك على حساب صحته.
5. على صعيد آخر عارضها أصحاب المصانع الذين خيل إليهم أنها تعطي حقوقًا جديدة للعمال لا يستحقونها.
6. لاقت أفكاره معارضة شديدة؛ لأنها تتضمن طرقًا جديدة في الإدارة لم يعتد عليها أصحاب المصانع، فآنذاك كانت الطرق التقليدية في الإدارة بمثابة عادات وتقاليد ثابتة غير قابلة للتغيير.
منهج الإدارة العلمية الأكثر استخدامًا رغم كل شيء
ورغم كل ما سبق وذكرناه من عيوب لمنهج الإدارة العلمية عند تايلور إلا أن فلسفته لا تزال هي الأكثر استخدامًا في الصناعة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمجتمعات الأوروبية التي وجدت فلسفة تايلور الأكثر ملاءمة لثقافتها، حتى لينين في الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي دعا إلى اعتماد مبادئ الإدارة العلمية هذه للصناعة السوفيتية.
ومما يدل على وجود جانب إيجابي في منهج تايلور جعله مؤهلاً بالفعل لهذا الانتشار الواسع الذي هو عليه الآن - ما قاله في إحدى محاضراته للمديرين وأرباب العمل في جامعة "هارفارد" بكلية إدارة الأعمال:
"إنني أفترض أيها السادة أن معظمكم ليسوا بأبناء عمال وأنكم لم تمارسوا بأنفسكم العمل ولو لمرة واحدة مع العمال وأريد أن أوجه نظركم لحقيقة مهمة ينبغي عليكم أن تضعوها في أذهانكم وأنتم تتعاملون مع العمال وموظفي المستويات الدنيا، هذه الحقيقة هي أن العاملين مثلي ومثلكم، وأن العامل وأستاذ الجامعة لهما نفس المشاعر، ونفس البواعث ونفس الآمال، لهما نفس النقائص ونفس الفضائل، وأن هؤلاء العمال قضوا طيلة حياتهم يتلقون الأوامر ويطيعونها لأنهم في المستويات الدنيا، فلا تتصوروا أن هذا يعني أنهم أقل احترامًا لأنفسهم منا، إنهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم فضلاء وأهميتهم في مجتمعاتهم وأهليهم مثلي ومثلكم تمامًا، وليكن مفهومًا أن الشك يعد من أهم خصائصهم حين يتعاملون معنا، بل إنهم يبحثون عن أي علامة يتوهمون منها أننا متعالون عليهم أو أننا ننظر إليهم نظرة احتقار، وعليه فإنه من الواجب علينا لكي ننجح في أعمالنا ونحقق أهدافنا أن نتعامل مع العاملين معاملة إنسانية.
إن القيادة فن وعلم يتعلقان بالتفاعل الروحي والعقلي بين قائد المجموعة وأفرادها الذين يوجههم ويؤثر فيهم لتحقيق أهداف مرغوب تحقيقها".
الشخص الذي أثر في العمل التنظيمي
وفريدريك تايلور ذاك المهندس الأمريكي شق طريقه حتى أصبح واحدًا من الأوائل في جيل جديد من الكتاب وأصحاب النظريات المؤثرين للغاية في مجال الإدارة، ويعد أسلوب الإدارة العلمية الذي أرساه تايلور عبارة عن "دراسة العلاقات بين الأفراد والمهام بغرض إعادة تصميم دائرة العمل لزيادة الكفاءة".
وما مهد لإحداث هذا التأثير أن تايلور قد ظهر وانتشرت كتاباته في وقت سادت فيه مشكلات إدارية كبيرة في المصانع واحتاجت إلى أساليب جديدة للتعامل مع التحديات في الإدارة.
وقد كان فكره ومنهجه هما أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور محاولات تحليل السلوك في العمل بصورة منظمة، فقد كان النموذج الذي وضعه هو الآلة ولذا فإن أفكاره غالبًا ما صنفت على أنها نموذج الآلة للمؤسسات، حيث تُفتت كل مهمة إلى أصغر وحدة ممكنة لاكتشاف أفضل طريقة لإنجاز الوظيفة، ثم يتولى المشرف تعليم هذه الطريقة للعامل والتأكد من قيامه بالخطوات الأساسية فقط في المهمة، وذلك يفسر السبب وراء الإشارة إليها بـ "الإدارة العلمية" لأن تايلور حاول وضع علم لكل عنصر في العمل وتقييد البدائل للتخلص من التغير البشري أو الأخطاء.
ولم يكن تايلور مهتمًّا حقًّا بموضوعات تنظيمية أو إدارية أخرى ولكن بؤرة تركيزه كانت الكفاءة، وقد كان تايلور مؤمنًا بأنه بزيادة التخصص وتقسيم العمل ستصبح العملية الإنتاجية أكثر كفاءة، وهذه العملية تتحقق بأفضل صورة باستخدام آليات الإدارة العلمية بخلاف المعرفة "العملية" غير الرسمية.
كما كان أول من اقترح أيضًا فكرة تقسيم مهمة مشرف الخط الأول إلى ثمانية تخصصات كل منها منوط بشخص مختلف، وكما يشعر البعض فإن هذه الفكرة قادت في آخر الأمر إلى مفهوم المنظمات الماركسية.
لقد كان لأفكاره تأثير عظيم في تنظيم العمل وأسلوب إدارة الأفراد، ولسوء الحظ رغم أن المهام أصبحت أكثر إنتاجية فإنها بدت أيضا متكررة ورتيبة والعديد من الموظفين كانوا غير سعداء في العمل.
وزادت الإنتاجية تحت مظلة أساليب تايلور بصورة هائلة وبدت هذه الأساليب أنها مثمرة، وظهرت أقسام مستحدثة مثل قسمي العاملين ومراقبة الجودة، وزاد بريق المديرين في الإدارة الوسطى أكثر وأكثر عندما فُصل التخطيط عن العمليات، وزادت الرسمية في العمل وظهر المشرف ذو ساعة الإيقاف ونوتة الملاحظات في كل مكان في العمل وحاولت مجموعات العمال اكتشاف كافة الطرق لمقاومة ذلك.
وهناك الكثير من المقالات النقدية التي تشير إلى أن عمل تايلور تطور في مجتمع من المهاجرين؛ حيث وجد عدد كبير من العمال ذوي الخلفيات والمهارات المتباينة والذين كان يجب تمكينهم من العمل مع بعضهم البعض، وما زال جزء جوهري من الإدارة العملية باقيًا معنا حتى اليوم ولكنه خضع فقط للتغيير والتحديث وأضفي عليه سمة إنسانية.
توفي فريدريك تايلور في 21 مايو 1915 في فيلادلفيا، بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر يناهز التاسعة والخمسين بعد أن أثرى عالم الإدارة بأحد أكثر المناهج شهرة وانتشارًا ولا سيما في الدول المتقدمة.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
مايو (إلتون ـ)(1880ـ 1949)
مايو (إلتون ـ)(1880ـ 1949)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إلتون مايو Elton Mayo عالم نفس أمريكي اهتم بالدراسات الاجتماعية، ودراسات علم النفس الاجتماعي، ويعود إليه الفضل في تطوير نظرية العامل الإنساني في الصناعة. خصّص جزءاً كبيراً من أبحاثه لتحليل الظروف المادية المؤثرة في العمل ضمن التنظيمات الإنتاجية، وخاصة العلاقة بين ظروف العمل البيئية والظروف النفسية للعاملين، وأثر ذلك كله في إنتاجية العمل، وهو يعد من رواد علم الاجتماع الصناعي.
ولد في أستراليا، ودرس في جامعاتها في الفترة 1911- 1923، ثم أخذ بالتدريس في الولايات المتحدة بجامعة بنسلفانيا قبل أن يُسمّى أستاذاً في قسم البحوث الصناعية بمدرسة الأعمال والإدارة في جامعة هارفرد عام 1926، وأصبح مديراً لها حتى عام 1947.
من أهم أعماله العلمية كتابان أساسيان هما: «المشكلات الإنسانية لحضارة صناعية» The Human Problems of an Industrial Civilization (1933)، و«المشكلات الاجتماعية لحضارة صناعية» The Social Problems of an Industrial Civilization (1945).
تم التمييز في إطار التجارب التي قام بها مايو والمتعلقة بتأثير الإضاءة بين مجموعتين من العمال، كانت الأولى بمنزلة المجموعة الضابطة، وكانت الثانية بمنزلة المجموعة التجريبية experimental. وبينما تم إخضاع المجموعة الأولى لمستوى إضاءة معتدل، خضعت مجموعة العمال التجريبية لمستوى إضاءة ضعيف، وفي البداية كانت إنتاجية المجموعتين متقاربة، ومع ارتفاع مستوى الإضاءة في المجموعة التجريبية ازدادت الإنتاجية على نحو واضح، وتكرر ذلك مرات عديدة حتى أيقن القائمون على التجربة بصحة الافتراض الذي ربط زيادة الإنتاج بارتفاع مستوى الإضاءة، غير أن المفاجأة برزت واضحة عندما لاحظ القائمون على التجربة أن إنتاجية العمل قد ازدادت أيضاً، وبالوتيرة نفسها بين عمال المجموعة الأولى، وهي المجموعة الضابطة التي خضعت لمستوى ثابت من الإضاءة طوال فترة التجربة. الأمر الذي جعل تفسير النتائج على غاية من الصعوبة، وبدا أن الافتراضات التي اعتمدت في التجربة قد انهارت تماماً.
بدأ إلتون مايو تجاربه بعد ذلك بافتراضات مستمدة من نظرية تايلور F.Taylor في الإدارة العلمية، وقد حاول الكشف من خلال التجارب عن الأثر الذي يتركه متغير نوعي محدد في السلوك الإنساني، وكان هذا المتغير بصورة عامة، وبشكل إرادي، مادياً، ذلك بعد أن تم اختيار مجموعة من العمال وإخضاعهم للتجربة في صالات وأقسام مجهزة بكل الوسائل التي تتيح إمكانية قياس الأثر المادي في زيادة الإنتاج أو نقصانه. وعلى الرغم من تنوع التغيرات التي أجراها الباحثون في الشروط المادية، فقد لاحظوا أن إنتاجية العمل ازدادت في المجموعات التي خضعت لتلك التجارب والمجموعات التي لم تخضع لها سواء بسواء، وقد لاحظوا أن التغيرات التي أحدثوها هي التي كان لها الدور الأكثر أهميـة في زيادة الإنتاج، وليس الشروط المادية. ولا تختلف هذه النتائج عن النتائج التي أظهرتها تجارب الإضاءة التي سبقت الإشارة إليها. ثم أجرى مايو بعد ذلك تجربة أخرى قامت على عزل مجموعة من العاملات في صالة للتجربة ذات ظروف مادية مهيأة لهذا الغرض، وقد تم إحداث تغيرات عديدة في نظام الأجور، وفترات الراحة المصحوبة بتقديم وجبة أحياناً، ومن دون وجبة أحياناً أخرى، وإنهاء العمل في مواعيد مبكرة، وإدخال نظام عطلة يوم السبت بأجر، وذلك في فترات تراوح بين أربعة أسابيع واثني عشر أسبوعاً. وفي غضون ذلك كانت إنتاجية العمل تحت المراقبة المستمرة، وتدوين التغيرات التي تطرأ عليها. وقد لاحظ الباحثون أن ارتفاع الإنتاجية كان مستمراً طوال فترة التجربة، إلى أن لجأ الباحثون إلى إلغاء التحسينات السابقة كلها بصورة مفاجئة والعودة إلى ما كانت عليه الأحوال قبل إجراء التجارب. وعلى الرغم من ذلك استمرت الإنتاجية في الازدياد، وحافظـت على أعلى معـدل لها طوال اثني عشر أسبوعـاً.
وقد انتهى الباحثون من هذه التجارب إلى أن هناك عوامل أخرى غير العوامل التي تحكموا بها في تجاربهم تؤثر مباشرة في إنتاجية العاملين، ومن هذه العوامل البعد الإنساني والاجتماعي لحياة العمال، مما دفع مايو إلى تنظيم برنامج سبر لدراسة واقع نحو (21000) عامل في المنشآت الصناعية المدروسة. وانتهت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها أن مايو كشف عن أهمية العامل النفسي في العمل، وأهمية صِيغَ التعليمات على سلوك العاملين، وأكد أهمية العلاقة بين الجماعات المختلفة التي تتكون بين العمال، كما استخلص أنه من الواجب فهم تنظيم العمل على أنه حالة من النظام الاجتماعي، وأن مشاعر العمال وحركاتهم، لايمكن أن تفهم إلا انطلاقاً من كونها نتاجاً لمجموعة علاقات بين مختلف الجماعات بما في ذلك مجموعات الفنيين والرؤساء.
أسفرت هذه الدراسات عن نتائج عديدة يمكن إيجازها على النحو الأتي:
- تتأثر الحياة الاجتماعية للعمال بمجال العمل، وتتكوّن به، فالخبرات الاجتماعية في المصنع هي التي تحدد بصورة مباشرة أفق الطموح والمكانة الاجتماعية والعادات الاستهلاكية، وأنماط السلوك، وأنواع العلاقات الاجتماعية، وغير ذلك.
- العمل الصناعي هو عمل جماعي، فالعامل ليس كائناً فردياً يسعى إلى إشباع غاياته الأنانية، إنما يستمد كثيراًمن مقوماته الذاتية من الجماعات غير الرسمية في المنشأة، وذلك في معظم مجالات العمل الصناعي، وتؤدي هذه الجماعات دوراً مؤثراً في حياة العامل، وخاصة فيما يتعلق بالإحساس بالأمن وأنماط السلوك الصادرة عنه، والقدرة على الأداء والإنتاج وغير ذلك.
- يساعد الاهتمام بالعامل واحترامه وتقديره كثيراً على تعزيز حوافز الإنتاج في العمل، فقد أدى الاهتمام الخاص الذي وجدته الجماعات المبحوثة طوال سنوات الدراسة إلى زيادة الإنتاجية، فالتقدير والاحترام يشبع حاجات العامل إلى الأمان والاستقرار كما يؤدي إلى ارتفاع الأجور.
- إن الشكوى والتذمر والقلق الذي يظهر في حياة العمال يعكس في حقيقة الأمر مواقف شخصية أو اجتماعية مختلفة، وهي ليست حقائق في حد ذاتها، إنما أعراض ودلائل على مسائل أخرى.
وعلى الرغم من الإسهام الغني الذي قدمته دراسات إلتون مايو وتجاربه في مجال دراسة السلوك الإنساني، والعوامل المؤثرة فيه ضمن التنظيم، إلا أنها تعرضت لانتقادات عديدة، لعل من أهمها تركيز هذه التجارب على الحياة الداخلية للمصنع، وكأن المشروع الصناعي معزول عن البنية الاجتماعية التي لا تقل في تأثيراتها عن التأثيرات الداخلية للمصنع، وربما تزيد عليها في كثير من الأحيان، كما استبعدت مسائل الصراع بين العمال وأرباب العمل مما جعل معظم هذه الدراسات والنتائج المرتبطة بها في وضع يناسب أصحاب المشروعات بالدرجة الأولى بدلالة أن هذه التجارب قد تمت بإشراف أصحاب المشروعات أنفسهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إلتون مايو Elton Mayo عالم نفس أمريكي اهتم بالدراسات الاجتماعية، ودراسات علم النفس الاجتماعي، ويعود إليه الفضل في تطوير نظرية العامل الإنساني في الصناعة. خصّص جزءاً كبيراً من أبحاثه لتحليل الظروف المادية المؤثرة في العمل ضمن التنظيمات الإنتاجية، وخاصة العلاقة بين ظروف العمل البيئية والظروف النفسية للعاملين، وأثر ذلك كله في إنتاجية العمل، وهو يعد من رواد علم الاجتماع الصناعي.
ولد في أستراليا، ودرس في جامعاتها في الفترة 1911- 1923، ثم أخذ بالتدريس في الولايات المتحدة بجامعة بنسلفانيا قبل أن يُسمّى أستاذاً في قسم البحوث الصناعية بمدرسة الأعمال والإدارة في جامعة هارفرد عام 1926، وأصبح مديراً لها حتى عام 1947.
من أهم أعماله العلمية كتابان أساسيان هما: «المشكلات الإنسانية لحضارة صناعية» The Human Problems of an Industrial Civilization (1933)، و«المشكلات الاجتماعية لحضارة صناعية» The Social Problems of an Industrial Civilization (1945).
تم التمييز في إطار التجارب التي قام بها مايو والمتعلقة بتأثير الإضاءة بين مجموعتين من العمال، كانت الأولى بمنزلة المجموعة الضابطة، وكانت الثانية بمنزلة المجموعة التجريبية experimental. وبينما تم إخضاع المجموعة الأولى لمستوى إضاءة معتدل، خضعت مجموعة العمال التجريبية لمستوى إضاءة ضعيف، وفي البداية كانت إنتاجية المجموعتين متقاربة، ومع ارتفاع مستوى الإضاءة في المجموعة التجريبية ازدادت الإنتاجية على نحو واضح، وتكرر ذلك مرات عديدة حتى أيقن القائمون على التجربة بصحة الافتراض الذي ربط زيادة الإنتاج بارتفاع مستوى الإضاءة، غير أن المفاجأة برزت واضحة عندما لاحظ القائمون على التجربة أن إنتاجية العمل قد ازدادت أيضاً، وبالوتيرة نفسها بين عمال المجموعة الأولى، وهي المجموعة الضابطة التي خضعت لمستوى ثابت من الإضاءة طوال فترة التجربة. الأمر الذي جعل تفسير النتائج على غاية من الصعوبة، وبدا أن الافتراضات التي اعتمدت في التجربة قد انهارت تماماً.
بدأ إلتون مايو تجاربه بعد ذلك بافتراضات مستمدة من نظرية تايلور F.Taylor في الإدارة العلمية، وقد حاول الكشف من خلال التجارب عن الأثر الذي يتركه متغير نوعي محدد في السلوك الإنساني، وكان هذا المتغير بصورة عامة، وبشكل إرادي، مادياً، ذلك بعد أن تم اختيار مجموعة من العمال وإخضاعهم للتجربة في صالات وأقسام مجهزة بكل الوسائل التي تتيح إمكانية قياس الأثر المادي في زيادة الإنتاج أو نقصانه. وعلى الرغم من تنوع التغيرات التي أجراها الباحثون في الشروط المادية، فقد لاحظوا أن إنتاجية العمل ازدادت في المجموعات التي خضعت لتلك التجارب والمجموعات التي لم تخضع لها سواء بسواء، وقد لاحظوا أن التغيرات التي أحدثوها هي التي كان لها الدور الأكثر أهميـة في زيادة الإنتاج، وليس الشروط المادية. ولا تختلف هذه النتائج عن النتائج التي أظهرتها تجارب الإضاءة التي سبقت الإشارة إليها. ثم أجرى مايو بعد ذلك تجربة أخرى قامت على عزل مجموعة من العاملات في صالة للتجربة ذات ظروف مادية مهيأة لهذا الغرض، وقد تم إحداث تغيرات عديدة في نظام الأجور، وفترات الراحة المصحوبة بتقديم وجبة أحياناً، ومن دون وجبة أحياناً أخرى، وإنهاء العمل في مواعيد مبكرة، وإدخال نظام عطلة يوم السبت بأجر، وذلك في فترات تراوح بين أربعة أسابيع واثني عشر أسبوعاً. وفي غضون ذلك كانت إنتاجية العمل تحت المراقبة المستمرة، وتدوين التغيرات التي تطرأ عليها. وقد لاحظ الباحثون أن ارتفاع الإنتاجية كان مستمراً طوال فترة التجربة، إلى أن لجأ الباحثون إلى إلغاء التحسينات السابقة كلها بصورة مفاجئة والعودة إلى ما كانت عليه الأحوال قبل إجراء التجارب. وعلى الرغم من ذلك استمرت الإنتاجية في الازدياد، وحافظـت على أعلى معـدل لها طوال اثني عشر أسبوعـاً.
وقد انتهى الباحثون من هذه التجارب إلى أن هناك عوامل أخرى غير العوامل التي تحكموا بها في تجاربهم تؤثر مباشرة في إنتاجية العاملين، ومن هذه العوامل البعد الإنساني والاجتماعي لحياة العمال، مما دفع مايو إلى تنظيم برنامج سبر لدراسة واقع نحو (21000) عامل في المنشآت الصناعية المدروسة. وانتهت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها أن مايو كشف عن أهمية العامل النفسي في العمل، وأهمية صِيغَ التعليمات على سلوك العاملين، وأكد أهمية العلاقة بين الجماعات المختلفة التي تتكون بين العمال، كما استخلص أنه من الواجب فهم تنظيم العمل على أنه حالة من النظام الاجتماعي، وأن مشاعر العمال وحركاتهم، لايمكن أن تفهم إلا انطلاقاً من كونها نتاجاً لمجموعة علاقات بين مختلف الجماعات بما في ذلك مجموعات الفنيين والرؤساء.
أسفرت هذه الدراسات عن نتائج عديدة يمكن إيجازها على النحو الأتي:
- تتأثر الحياة الاجتماعية للعمال بمجال العمل، وتتكوّن به، فالخبرات الاجتماعية في المصنع هي التي تحدد بصورة مباشرة أفق الطموح والمكانة الاجتماعية والعادات الاستهلاكية، وأنماط السلوك، وأنواع العلاقات الاجتماعية، وغير ذلك.
- العمل الصناعي هو عمل جماعي، فالعامل ليس كائناً فردياً يسعى إلى إشباع غاياته الأنانية، إنما يستمد كثيراًمن مقوماته الذاتية من الجماعات غير الرسمية في المنشأة، وذلك في معظم مجالات العمل الصناعي، وتؤدي هذه الجماعات دوراً مؤثراً في حياة العامل، وخاصة فيما يتعلق بالإحساس بالأمن وأنماط السلوك الصادرة عنه، والقدرة على الأداء والإنتاج وغير ذلك.
- يساعد الاهتمام بالعامل واحترامه وتقديره كثيراً على تعزيز حوافز الإنتاج في العمل، فقد أدى الاهتمام الخاص الذي وجدته الجماعات المبحوثة طوال سنوات الدراسة إلى زيادة الإنتاجية، فالتقدير والاحترام يشبع حاجات العامل إلى الأمان والاستقرار كما يؤدي إلى ارتفاع الأجور.
- إن الشكوى والتذمر والقلق الذي يظهر في حياة العمال يعكس في حقيقة الأمر مواقف شخصية أو اجتماعية مختلفة، وهي ليست حقائق في حد ذاتها، إنما أعراض ودلائل على مسائل أخرى.
وعلى الرغم من الإسهام الغني الذي قدمته دراسات إلتون مايو وتجاربه في مجال دراسة السلوك الإنساني، والعوامل المؤثرة فيه ضمن التنظيم، إلا أنها تعرضت لانتقادات عديدة، لعل من أهمها تركيز هذه التجارب على الحياة الداخلية للمصنع، وكأن المشروع الصناعي معزول عن البنية الاجتماعية التي لا تقل في تأثيراتها عن التأثيرات الداخلية للمصنع، وربما تزيد عليها في كثير من الأحيان، كما استبعدت مسائل الصراع بين العمال وأرباب العمل مما جعل معظم هذه الدراسات والنتائج المرتبطة بها في وضع يناسب أصحاب المشروعات بالدرجة الأولى بدلالة أن هذه التجارب قد تمت بإشراف أصحاب المشروعات أنفسهم.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
جوليس هنري بوانكاريه 29 أبريل 1854 _ 17 يوليو 1912 م
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جوليس هنري بوانكاريه (بالفرنسية: Jules Henri Poincaré، عاش 29 أبريل 1854 - 17 يوليو 1912 م) المشتهر باسم هنري بوانكاريه، أحد أعظم العلماء الفرنسيين في مجال الرياضيات والفيزياء النظرية كما كان من فلاسفة العلوم. عادة ما يوصف بوانكاريه بأنه آخر العلماء الشموليين -بعد غاوس- والذي كان قادرا على فهم والمساهمة في مختلف فروع الرياضيات.
الميلاد 29 أبريل 1854 م
نانسي، فرنسا
الوفاة 17 يوليو 1912 م
باريس، فرنسا
كان لبوانكاريه مساهمات أساسية في مجال الرياضيات التطبيقية والبحته، والرياضيات الفيزيائية، وميكانيك الأجرام السماوية. كما يرجع الفضل إليه في صياغة حدسية بوانكاريه والتي تعد من أشهر المسائل الرياضية. ومن خلال أبحاثه في المسائل التي تحتوي على ثلاثة أجسام، كان بوانكاريه أول شخص يكتشف نظام عشوائي محدد والذي قاد إلى تأسيس ما يعرف اليوم بنظرية الشواش.
وعرف بوانكاريه بأنه من قد للنظرية النسبية العامة الحديثة وأنه كان أول من وضع تحويلات لورينتز بشكلها المتماثل الحالي. وسميت مجموعة بوانكاريه في الرياضيات والفيزياء تيمنا به. كما اكتشف بوانكاريه ما كان قد تبقى من تحويلات السرعة النسبية وسجل ذلك برسالة إلى لوينتز في عام 1905 م، موحدا بذلك قوانين ماكسويل والذي اعتبر آخر خطوة في اكتشاف النظرية النسبية الخاصة.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115298
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 1 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
مواضيع مماثلة
» هل نحن من يصنع التاريخ ام التاريخ من يصنعنا ؟
» بصمات في الذاكرة
» بصمات ترجف الدمع فى عينى !!!
» سُــرّاق التاريخ
» مقدمة ابن خلدون لطلبة علم الاجتماع و التاريخ
» بصمات في الذاكرة
» بصمات ترجف الدمع فى عينى !!!
» سُــرّاق التاريخ
» مقدمة ابن خلدون لطلبة علم الاجتماع و التاريخ
شهد القلوب :: شهد الأدبية :: المكتبة
صفحة 1 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى