ملف كامل عن شاعر الاطلال ابراهيم ناجى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ملف كامل عن شاعر الاطلال ابراهيم ناجى
شاعر الأطلال إبراهيم ناجي 1898 ـ 1953
شاعر بكى الحب ورثاه، وكتب أرق القصائد وأكثرها حزناً وعذوبة، عبر عن مرحلة، قوامها الحزن والحب المحروم والصبر والوفاء،
وهدفها التجديد، وقد جدد في شعره، وجاء شعره تعبيراً صادقاً عن وجدانه، مصوراً لشخصيته وحياته،
وفياً لأهوائه وآرائه في الحياة والشعر، ولعله كان بهذا الشعر يعالج أدواء روحه،
بينما كان بالأدوية والعلاج يداوي أدواء المرضى، وهو الطبيب المعالج، ذلك هو شاعر الأطلال إبراهيم ناجي.
*
إبراهيم بن أحمد ناجي، ولد في حي شبرا بالقاهرة في 31 كانون الأول ديسمبر عام 1898،
لأسرة القصبجي المعروفة بتجارة الخيوط المذهبة،
عمل والده في شركة البرق (التلغراف)، وهي شركة إنكليزية،
يوم كانت مصر تحت الهيمنة البريطانية، فأجاد اللغة الإنكليزية، وتمكن من الفرنسية والإيطالية،
وكان شغوفاً بالمطالعة، وامتلك في بيته مكتبة حافلة بأمهات الكتب، فنشأ ابنه إبراهيم على حب المطالعة،
وشجعه أبوه على القراءة، وكان يهدي إليه الكتب، فأتقن العربية والفرنسية والإنكليزية والألمانية.
وأمه هي السيدة بهية بنت مصطفى سعودي الذي ينتهي نسبه إلى الحسين عليه السلام،
وتمت بصلة قربى من جهة الأخوال إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي.
ولما حاز شهادة الدراسة الثانوية سنة 1917 انتسب إلى كلية الطب، وتخرج فيها سنة 1923، وافتتح عيادة بميدان العتبة بالقاهرة،
وكان يعامل مرضاه معاملة طيبة، وفي كثير من الحالات لا يأخذ منهم أجرة، بل يدفع لهم ثمن الدواء، ثم شغل عدة مناصب في وزارات مختلفة،
فقد نقل إلى سوهاج ثم المنيا ثم المنصورة، واستقر فيها من عام 1927 إلى عام 1931، حيث رجع نهائياً إلى القاهرة،
وكان آخر منصب تسلمه هو رئيس القسم الصحي في وزارة الأوقاف.
تفتحت موهبته الشعرية باكراً، فقد نظم الشعر وهو في الثانية عشرة من العمر، وشجعه والده عليه، وفتح له خزائن مكتبته،
وأهداه ديوان شوقي ثم ديوان حافظ وديوان الشريف الرضي، ومن شعره في الصبا
قصيدة قالها وهو في الثالثة عشرة من عمره، عنوانها "على البحر"،
وفيها يقول
(الديوان ص 112):
هل أنت سامعة أنيني ... يا غاية القلب الحزين
يا قبلة الحب الخفي ... وكعبة الأمل الدفين
إني ذكرتك باكياً ... والأفق مغبرُّ الجبين
والشمس تبدو وهي تغـ ... ـرب شبه دامعة العيون
والبحر مجنون العبا ... ب يهيج ثائره جنوني
ولكنه أعجب بمطران خليل مطران ، فحفظ شعره ، وجاراه في نزوعه الرومنتيكي،
كما أعجب بالشعراء الغربيين أمثال شيلي ولورانس وبودلير، وكان يجيد الإنكليزية والفرنسية ويقرأ بهما، ويترجم عنهما،
بل يكتب الدراسات النقدية عن بعض الشعراء، كدراسته عن الشاعر الفرنسي بودلير.
وكان وافر النشاط على المستويين الأدبي والاجتماعي، ففي أيلول من عام 1932 صدر العدد الأول من مجلةجمعية أبولو،
وكان رئيس تحريرها أحمد زكي أبو شادي، وقد اشترك إبراهيم ناجي مع أحمد زكي أبو شادي في إصدار المجلة،
وفي العدد الثاني من المجلة تم الإعلان عن تأسيس جمعية أبولو الشعرية، وفي 10 تشرين الأول 1932
اجتمع لفيف من الأدباء في كرمة ابن هانئ،
وفيهم إبراهيم ناجي، وانتخب أحمد شوقي رئيساً للجمعية، ولكنه توفي بعد أربعة أيام، فخلفه نائبه مطران خليل مطران،
وكان إبراهيم ناجي من الأعضاء المؤسسين،
وبعد أقل من عام جرت انتخابات جديدة في 22 أيلول عام 1933 وانتخب مطران رئيساً وأحمد محرم وإبراهيم ناجي
وكيلين وأحمد زكي أبو شادي سكرتيراً (الدسوقي ص 326)
وهدف الجمعية تجديد الشعر، بتعبيره عن التجربة الذاتية للشاعر، والبعد عن الأغراض الشعرية التقليدية،
وعن أدب المناسبات، وتحقيق الوحدة العضوية، والتحرر من الصنعة والتكلف،
وعلى صفحات المجلة نشر إبراهيم ناجي معظم ما كتب من شعر وما ترجم،
وكان من أشهر ما ترجمه قصيدة "البحيرة" للشاعر الفرنسي لامارتين وقصيدة "أغنية الريح الغربية" للشاعر الإنكليزي الرومنتيكي شيلي،
وقد صدر من المجلة خمسة وعشرون عدداً من أيلول 1932 إلى كانون الأول 1934، ثم توقفت عن الصدور (الدسوقي ص 358).
يَـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ............... كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ.............. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.............. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ................. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .............. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا.. .............. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .................... لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ.. ................ كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .............. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .............. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ.............. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي.............. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .............. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ........................ مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا..................... وشكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
وَبَرِيقاً يَظْمَاُ السَّاري لَهُ ................ أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .............. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي ................... وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ................... نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ............. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .............. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ ................ وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ ..................... وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى.............. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .................. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا ................... أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً........... وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً ................ وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى ................. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ................. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ.................... يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .................. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ............... فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً................ ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى.............سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ.................. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ................... فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ....................... وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.................... وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.................. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا
قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي.................... تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ
وَسَمَعْنَا صَرْخَةً في رَعْدِهَا..................... سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا........................... وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ
حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ.............. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ
يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ.............. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا.................. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ................. لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا.............. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ
أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا............. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً.................... قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا.............. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي................ أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا
وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا.............. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ........................ أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ............................. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى.............. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا
يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ.................... طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ........................ وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي................. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي ................. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ
قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ...................... مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ..................... أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ ................... لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي ........... ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..................... إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي..................... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................... وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ
وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا................. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ....................... خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا....................... مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي............ وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا
لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً..................... قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى
وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ........................ سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِدَا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ................أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا................... وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا
قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً................ خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى.............. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي.............. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي.................... وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ
كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا................... ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى.............. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا.................. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ................... وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ
قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا.............عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا
وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ.................... تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً..................... وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ.................... لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً
لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا.............. سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ............. لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ.................... وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا مَا طَرِبَتْ................. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ
هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ............. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ.............إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ
أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو.................... تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ................... جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى.................... .وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ............. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ
هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ......................الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ..................... .ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي............. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ................. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ
أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا..................... هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ............... أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني.............. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي
جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا.................. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ
أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو..............لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ
يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ.............جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ..............ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ ................تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ
يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ................. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ
أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ.............. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ.......................... فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر.................. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ
يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ.............. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا..................... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ....................... وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ................... لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ....................... رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى.............. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا................... لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً................ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ
هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ...................... أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..............غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ ................ وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى ........... طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ
وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ ...................... وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا
فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا ................... مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى ............ وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ................عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا
القصيده تتحدث عن معاناة شاعر فارق وعاش فراق محبوبته
وتألم منها وقال ذلك بألفاظ عذبه وجسدها بروح متألمه وحزينه على ذالك
ويقول فيها يا فؤادي اي يقصد بذلك قلبه ويقول ان الحب شي من الله وهو رحمة للانسان
وانه كان شيئا كان بالنسبة للانسان صرحا وعالما من الخيال
وان الذي يعيشه ويجربه يغرق فيه ويعيش في احلام خياليه جميله ويقول كيف هذا الحب الذي عشته
اختفى وغاب عن ناظره وغابت كل اخباره وان قصته معها كانت حديث الناس وعلى كل لسان
وبعدها يقول انني لا انساك وانتي قد نطقتي باسمي من فمك العذب والمعسول ومن رقته
ويدها كانت تمدها اليه لاحتياجها له مثل ما الغريق يمد يده وهو في البحر غرقا لينقذه احد
وبعدها يتكلم ويقول ان عمره ذهب وراح خسارة وهباءا
ويطلب منها ان تذهب عنه وتبتعد عن حياته وان وعدها له كان وهم وشبح ويشببه بشي من السراب
وقال انظري الى ضحكي ورقصي بعدما ذهبتي وكانه مثل المجنون وهو حاملاقلبه بيده
وهو ميت ومذبوح منها والناس تراه جسدا بلا روح وبلا عقل
ويشرح ذلك بجمال الفتاة بانها جميلة جدا وانها واثقه من جمالها ويقول فها واثق الخطوة يمشي ملكا
بعدها يقول في الابيات التي تلي ذلك ان حنينه لها قويا وقاتلا من كثر شوقه لهاوانه ينتظرها بفارغ الصبر
والثواني تمر عليه مثل الجمر من لهفته لها ودمه يحترق لها
ويقول انه مترقب لها وينتظرها في المكان الذي التقيا فيه وهو بانتظارها يسمع حس قدميها
ويوضح بأنه كان مقيدا لها ومتمسكا فيها ولم يحب غيرها وان قلبه بيدها
ويقول لها انك لم تحتفظي بعهدك ول تصوني ذلك وانه مأسور منها
وبعدذلك يقول ان كل شيء بقضاء الله وقدر وانه مكتوب له ان يعيش بتعاسه
وان الاقدرا ربما تجمعهم بيوم بعد ما تفرقا
ويوضح انها انكرته وتجاهلته وبالنهايه سياتي لقاء نلاقي فيه بعضنا مثل الغرباء
-----------------------------
القصيده رائعه وفيها تشبيهات جميله
واحب ان اوضح نقطه ان هذه القصيده غنتها ام كلثوم
هذا يعتبر انها قصيده تجسد كلام رائع ومصور للحزن
يافؤادي لاتسل: أين الهـوى؟** كان صرحًـا من خيالٍ فهـوى
اسقني واشرب على أطلاله** واروِ عنّي طالما الدمع روى
كيف ذاك الحبُّ أمسى حلمًا** وحديثاً من أحـــاديث الورى؟
* * *
لستُ أنساك وقد أغريتني ** بفــــمٍ عذب المنــــاداة رقيـق
ويدٍ تمتـــد نحـــوي كيــدٍ ** من خلال الموج مُدَّت لغريق
هذه القصيدة من أعذب ماسمعتُ ..
-----------------------
على الرغم من اهتمام الشاعر بالمحسنات البديعية؛
إلا أن القصيدة لم تفقد عذوبها وتدفق المشاعر فيها، ولعل أجمل مافيها نهايتها،
حيث أنه بعد وصفه لحاله بعيدًا عن محبوبته وتحسره على الأيام الخوالي يختمها بـ:
ربمــا تجمعنــا أقدارنا ،، ذات يومٍ بعدما عزَّ اللقاء
فـــإذا أنكـــر خلُّ خلَّهُ ،، وتلاقينــا لقـــاءالغربــاء
ومضى كلُّ إلى غايتـه ،، لاتقل شيئًا فإن الله شـــاء
إذا ما التقيا في المستقبل، سينتظرها أن تبادر بالكلام، لخشيته من ردة فعلها إن هو بدأ،
وعندما لايرى تفاعل منها، سيمثل دور الناسي لتجاوز الموقف،
فحرقة كتمان الحب خيرٌ من حرقة السخرية منه وهو يظهر بمظهر العاشق الولهان ...
الفراق
يا ساعة الحسرات والعبرات
أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي
وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا
من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي
أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
أأموت ظمآناًوثغرك جدولي
وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
جفت على شفتي الحياة وحلمها
وخيالها من ذلك الينبوع
قد هدني جزعي عليك وادعي
أني غداة البين غير جزوع
وأريد أشبع ناظري فأنثني
كي أستبينك من خلال دموعي
هان الردى لو أن قلبك دار
أأموت مغترباً وصدرك داري
يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً
متهلل الجنبات بالأنوار
اليوم لي روح كظل شاحب
في هيكل متخاذل الأسوار
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت
منهارة تبكي على منهار
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه
وخذي جوابك من شقي واجم
طالت مسافته علي كأنها
أبد غليظ القلب ليس براحم
وكأنني طفل بها وخواطري
أرجوحة في لجها المتلاطم
عانيتها والليل لعنة كافر
وطويتها والصبح دمعة نادم
_____________________
وداع المريض
فيم الغدو غداً وأين رواحي
ويح الصباح ! لقد مضى بصباحي
عصفت علينا غير راحمة لنا
ياصفوة الأحباب , أي رياحِ
عبثت بمعبود العيون وصيرّت
كالورس لوناً توأم التفاح
ذهبوا به كالورد جافاه الندى
ومضوا به شبحاً من الأشباح
يا هاتفاً باسمي فديت منادياً
رد النداء عليه حر نواحي
يا آسي الآسي لممت جراحتي
وأسلت يوم نواك أي جراحِ
طأطأت للبين المشتت هامتي
وخفضت للقدر المغير جناحي
أي الليالي العاتيات سهرتها
في أي آلام وأيّ كفاح
هدم الضنى العادي قوي شكيمتي
وثني معاندتي ورد جماحي
وطغى على الملك الموسد بيننا
في لطف زنبقة وضعف أقاح
كيف المآب الى مكان موحش
*متجهم العرصات قفر الساح
في كل ناحية خيال هاتف
ومذكر بجبينك الوضاح
وموسد كالطيف صاح ليله
أمسيت أرعاه بجفنٍ صاح
عاد الشقي إلى قديم شقائه
ومحا من الدنيا السعادة ماحي
ويح الحياة اليوم أين جمالها
وعلام اخفاقي بها ونجاحي
أنت الذي وهب الحياة لميت
في الأرض منفرد بغير طماح
أشرقت في ظلمائها وغمامها
وطلعت مثل البارق اللماح
شهرزاد- VIP
-
عدد المساهمات : 4748
نقاط : 36797
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137953
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: ملف كامل عن شاعر الاطلال ابراهيم ناجى
موضوع في قمة الروعه يا نوجا بجد
احيك بشدة عليه
فهو مرجع اغنيتي به قسم الادب و الشعر
الله عليك و على احساسك و روعة طرحك هذا
مستنية كل جديد منك يا غالية زي ماعودتينا دايما
قمة في التميز و التألق و العذوبة
احيك بشدة عليه
فهو مرجع اغنيتي به قسم الادب و الشعر
الله عليك و على احساسك و روعة طرحك هذا
مستنية كل جديد منك يا غالية زي ماعودتينا دايما
قمة في التميز و التألق و العذوبة
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115313
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: ملف كامل عن شاعر الاطلال ابراهيم ناجى
نونا
نورتى الموضوع اختى الغالية وشاكرة مرورك
شهرزاد- VIP
-
عدد المساهمات : 4748
نقاط : 36797
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: ملف كامل عن شاعر الاطلال ابراهيم ناجى
طوفى
شكرا لمرورك ولكلماتك الجميلة ولمتابعتك
لكى تحياتى ياحبيبة
شهرزاد- VIP
-
عدد المساهمات : 4748
نقاط : 36797
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
مواضيع مماثلة
» نبدة عن الشاعرابراهيم ناجى
» أبطال "ناجى عطا الله" يعتذرون عن عدم حضور حفل MBC بسبب أحداث رفح
» همسات شاعر
» شاعر مصري: هيفاء صوتها سيئ.. وشقاوة نانسي تهزم غرور إليسا
» مكتبة د / ابراهيم الفقى
» أبطال "ناجى عطا الله" يعتذرون عن عدم حضور حفل MBC بسبب أحداث رفح
» همسات شاعر
» شاعر مصري: هيفاء صوتها سيئ.. وشقاوة نانسي تهزم غرور إليسا
» مكتبة د / ابراهيم الفقى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى