نبدة عن الشاعرابراهيم ناجى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نبدة عن الشاعرابراهيم ناجى
ابراهيم ناجي (احد اعظم شعراء مدرسة ابولو)
إبراهيم ناجي شاعر مصري ولد في 31 ديسمبر عام 1898 م و ذلك في حي شبرا في القاهرة ، وتوفي عام 1953 م ، عندما كان في الخامسة والخمسين من العمر. كان والد إبراهيم ناجي مثقفاً ، مما ساعده على نجاحه في عالم الشعر والأدب .
إبراهيم ناجي بعد التخرج
وقد تخصص الشاعر في مجال الطب وتخرج في مدرسة الطب من عام 1922, وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ومن بعدها عيّن مراقباً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف .
وقد عاش في بلدته -اول حياته- المنصورة وفيها رأى جمال الطبيعة وجمال نهر النيل فغلب على شعره -شأن شعراء مدرسة أبولو-الاتجاه العاطفى .
المصادر التي أخذ منها ناجي
وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي و ابن الرومي و أبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي ، كما نهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي و بيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي .
حياته الشعرية واتجاهاته الفنية
بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه و توماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى مدرسة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .
كان ناجي شاعراً يميل للرومانسية، أي الحب والوحدانية ، كما اشتهر بشعره الوجداني . وكان وكيلا لمدرسة أبولو الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين .ترجم إبراهيم ناجي بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر ، وترجم عن الإنجليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي ، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة ، كما نشر دراسة عن شكسبير وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل "مدينة الأحلام" و "عالم الأسرة" . وقام بإصدار مجلة حكيم البيت . ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها المغنية أم كلثوم.
لقب بشاعر النيل ، وشاعر الأطلال .
طه حسين
واجه ناجي نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول ، من العقاد و طه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في 24 من شهر مارس في عام 1953
إبراهيم ناجي في أذهان الأدباء
صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، و ناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .
من دواوينه الشعرية:
وراء الغمام 1934 م .
ليالي القاهرة 1944 م .
في معبد الليل 1948 م .
الطائر الجريح 1953 م . وغيرها ...
كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة .
أشهر قصائده
الأطلال
صخرة الملتقى
الشــكوى
ليالي الأرق
الجمال الضنين
سـاعة لقاء
العـــــودة
المنسـي
النـاي المحــترق
الميــعــاد
الميـعــاد
فجر مصر .
من شعره
قصيدة صخرة الملتقى
سألتكِ يا صخرةَ الملتقى متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!
يا صخرة جمعت مهجتين أفاءا إلي حسنها المنتقي
إذا الدهر لج بأقداره أجدا علي ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتاب الحياة وفض الهوي سرها المغلقا
نري الشمس ذائبة في العباب وننتظر البدر في المرتقي
إذا نشر الغربُ أثوابَه وأطلق في النفس ما أطلقا
نقول هل الشمس قد خضبته وخلت به دمها المهرقا
أم الغرب كالقلب دامي الجراح له طلبةعز أن تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب رأينا بها همنا المغرقا
لنا الله من صورة في الضمير يراهاالفتي كلما أطرقا
يرى صورة الجرح طي الفؤاد مازال ملتهبا محرقا
ويأبي الوفاء عليه إندمالا ويأبي التذكر أن يشفقا
ويا صخرة العهد أبت أليك وقد مزق الشمل ما مزقا
أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ والشيبُ ما كلَّل المفرِقا
شكا أسره في حبال الهوي وود علي الله أن يعتقا
فلما قضي الحظ فك الأسير حن إلي أسره مطلقا
طرائفه
كل الشعب المصري والعربي عرف ناجي بعد
غناء الراحلة العظيمة كوكب الشرق السيدة أم
كلثوم لرائعته الأطلال، وعرفه الناس شاعر
رومانسي الهوى والبعض بحث بعدها عن ديوانه
والبعض اكتفى بالقصيدة ...
لكن الغالبية العظمى حتى من محبيه
لا يعرفون أن ناجي كان أحد ظرفاء عصرنا
وهذا قليل من كثير من نبع ناجي.
تقليد أعمى:
رأى ابراهيم ناجي فقيها ضريراً يمسك بيده مسبحة كهرمان ويغني طقاطيق منيرة المهدية:
فقال ناجي: الراجل ده بيقلد (منيرة المهدية) تقليد (أعمى)
إنت مش ناوي تروّح ؟:
كان ناجي مدعواً في حفلة وكان معه صديق أسود فلما طالت الحفلة أراد الذهاب لكن صاحب الحفلة طلب منه أن يبقى إلى طلوع النهار فالتفت ناجي إلى صديقه الأسود وقال:
إنت يا أخي مش ناوي تروّّح علشان النهار يطلع!
هاتوه قبل ما يفوق:
دُعِيَ ناجي إلى حفل عقد قران أحد أصدقائه وبينما كان المدعوون جالسين مع المأذون بانتظار العريس دخل أحدهم وقال:
- العريس واقف بره سكران.
- فرد ناجي على الفور: الحقوا هاتوه قبل ما يفوق.
الكلب الجاهل:
كان ناجي يحمل تصريحاً بالتجول في القاهرة ليلاً بعد حريقها المشهور وذات ليلة وهو يتجول سار وراءه كلب ضال وحاول ناجي إبعاده دون فائدة فظن ناجي أنه كلب بوليسي وأخرج له التصريح من جيبه لكن الكلب هجم عليه وعضه.
فقال ناجي: إخصي عليك.. أتاريك كلب جاهل ما بتعرفش تقرا
تكتيك
إتصل أحد الشعراء بالدكتور ناجي وكان لم يره منذ مدة وأنشده موال:
- يا حلو مالك كدا هاجر وروحي فيك
فرد عليه ناجي على الفور يكمل المقطع قائلاً:
- التقل شرعه كدا والحشمة والتكتيك.
أديب الدكاتره:
ذات مرة نقد الدكتور طه حسين الشاعر إبراهيم ناجي فقال:
- إنه طبيب الأدباء وأديب الأطباء.
فعلّق ناجي على هذا النقد القاسي بروحه المرحة قائلاً:
- أنا من هنا ورايح هكون طول النهار مع (الدكتور طه حسين) و(الدكتور طه بدوي) علشان أحس إنني أديب هو مش قال إنني أديب بين الدكاترة.
دفاع عن النفس:
كان ناجي يجلس ومجموعة من أصدقائه منهم محمود تيمور وإبراهيم المصري ومحمد أمين حسونه وغيرهم في جروبي عدلي ودخل عليهم عبد الحميد الديب وتناول ناجي بكلام بذي ولم يرد ناجي في جينه عليه ليس عجزاً وإنما ترفُّعاً ولم يتمالك شيطان شعره أن يمر الموضوع ويمضي صاحب الإساءة بإساءته فأطلق عليه صواريخه القاتلة:
رجلاً أرى بالله أم حشرة سبحان من بعيده حشره
يا فخر "دارين" ومذهبه وخلاصة النظرية القذرة
أرأيت قردا في الحديقة قد فلته أنثاه على شجرة
عبد الحميد إعلم فأنت كذا ما قال داورين وما ذكره
يا عبقرياً في شناعته ولدتك أمك وهي معتذرة
خيبة الله على أمها:
شاءت الأقدار أن يجلس ناجي إلى جوار فتاة حسناء وبدت عليه السعادة لذلك وأراد أن يكلمها لكنها أفهمته أن أمها تجلس إلى جوارها فقال وهو يولي وجهه عنها:
وغادة تجلس في جانبي كأنها الزهرة في كمها
أبدع ما تنظر عين امرئ وخيبة الله على أمها
طبيب الأسنان!
كان له صديق طبيب أسنان أرسل له يوماً هذه المداعبة الطريفة:
يا قُرّةَ العين يا (تمليِّ) يا واسع التدبير والحيل
يا خالع الضرسين في سنةٍ ومعقم الآلات في الحللِ
توفي في 24/3/1953
شهرزاد- VIP
-
عدد المساهمات : 4748
نقاط : 36797
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: نبدة عن الشاعرابراهيم ناجى
وهده عينة من قصائده الرائعة ساحاول نقلها لكم احبتى علها تنال اعجابكم
قصيدة الأطلال كاملة
كما كتبها صاجبها إبراهيم ناجي
ربما بعض الناس لا يعرف منها إلا الأبيات
التي غنتها أم كلثوم
بينما القصيدة طويلة وما أخذ وغني منها
ليس أجمل مما ترك
وهي تجسد معاناة شاعر فارق محبوبته في ألفاظ غاية في العذوبة والسلاسة
وتنبغي ملاحظة أن أبيات : هل رأى الحب سكارى
هذا وما بعده ثلاثة أو أربعة أبيات
من هي قصيدة أخرى لإبرهيم ناجي
دمجتها أم كلثوم في أغنية الاطلال ،
فظن كثير من الناس أنها من ألأطلال
وتقع الأطلال في 130 بيت من الشعر
أرجو أن يستمتع بما فيها خاصة أن كل أربعة أو أبيات فيها بقافية واحدة وفيها
من الحسن والعذوبة شيئًا كثيرا
وعذرا لو وقعت مشكلة في تنسيق القصيدة
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى .. كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ.. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ .. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا . نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا.. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .. لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ.. كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ.. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي.. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ.. مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .. شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
يَظْمَاُ السَّاري لَهُ .. أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي .. وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا .. نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا .. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً
في السُفُوحْ
أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ .. وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ .. وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى.. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا ..أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً.. وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً .. وَالجَوَى يَطْحَنُنِي
طَحْنَ الرَّحَى
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى .. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ .- حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ.. يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا ..مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ.. فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً.. ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى..سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ.. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ.. فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ.. وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.. وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا
قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي.. تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى
في دِمَاهْ
وَسَمَعْنَا صَرْخَةً في رَعْدِهَا.. سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا.- وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ
حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ.. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ
يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ.. دَمِيَا بِالشَّوْكِ
فيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا.. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ.. لِلْحُظُوظِ السُّودِ
واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا.. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ
أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا.. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً..قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا.. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي.. أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا
وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا.. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ.. أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ..وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى.. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي
لَمْ أَبِعْهَا
يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ.. طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ..وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي.. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي .. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ
قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ..مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ.. أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ .. لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي .. ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي.. لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا.. وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا.. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ
وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا.. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ..خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا.. مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي.. وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا
لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً.. قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى
وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ.. سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِدَا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ..أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا.. وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا
قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً.. خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى.. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي.. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي.. وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ
كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا.. ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى.. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا.. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ.. وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ
قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا..عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا
وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ.. تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً.. وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ.. لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً
لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا..سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ..لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ.. وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا مَا طَرِبَتْ.. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ
هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ..الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ..إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ
أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو..تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ..جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى..وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ.. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ
هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ..الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ..ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي..يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ.. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ
أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا..هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ.. أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني.. وَعَلى تَذْكَارِهَا
وَسَّدْتُ رَأْسِي
جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا.. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ
أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْل -- لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ
يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ..جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ..ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ ..تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ
يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ.. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ
أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ..كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ..فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر..دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ
يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ..مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا..ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ .. وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ.. لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ.. رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى..عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا.. لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً.. لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ
هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ.. أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ .. وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى ..طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ
وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ .. وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا
فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا .. مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ
وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى ..وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ..عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا
تمت بحمد الله
من قصائد الزمن الجميل
شهرزاد- VIP
-
عدد المساهمات : 4748
نقاط : 36797
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: نبدة عن الشاعرابراهيم ناجى
شكرا شهرزاد
معلومات جديدة
تحياتي وتقديري
معلومات جديدة
تحياتي وتقديري
قنديل البحر- VIP
-
عدد المساهمات : 3642
نقاط : 26414
تاريخ التسجيل : 29/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى