مدرسة الرعب
+4
ابومحمد
القلب الكبير
اسف على الازعاج
نور العيون
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مدرسة الرعب
منعاً للملل دعونا نبدأ مباشرةً و بدون مقدمات.
* * *
[1]
___
قالت لى شقيقتى الصغرى - و هى بالمناسبة فى المرحلة الابتدائية:
- أنا أخشى المدرسة....
لم أشعر بالاهتمام ، فكل الأطفال فى هذا السن يكرهون المدرسة ويخشونها ، إلا أننى حاولت التظاهر بالاهتمام و أنا أقول:
- هذا شىء طبيعى ، فكل من فى مثل سنِك هذا يكرهون المدرسة و يخشـ....
قاطعتنى بصوت مرتجف:
- لست أقصد هذا ، و لكن هناك أشياء غامضة ومخيفة تحدث فى مدرستى......
* * *
كان من الطبيعى أن تلفت (أمل) انتباه (دينا) و أن تشعر الأخيرة بالشفقة نحوها ، ربما لأنها شعرت أنها وحيدة و أن الآخرون يتجاهلونها بلا سبب...
كانت (أمل) منعزلة عن بقية زملائها فى الفصل ، و دائماً ما تجلس بمفردها فى المقعد الأخير...
تلميذة جديدة انطوائية و غريبة الأطوار ؛ هكذا اعتبرتها (دينا)...
ذات يوم انقطعت (أمل) عن الحضور...
فى البداية كان الأمر عادياً ، و لكن عندما طال غيابها سألت (دينا) زميلاتها فى الفصل ربما يعرف أحدهم عنوان منزل (أمل)...
و كانت المفاجأة أنهم لا يعرفون من هى (أمل) أصلاً....
حتى المعلمة قالت أن كشف الأسماء لا يوجد به هذا الاسم..
فى هذه الحالة كان الأمر سيبدو و كأن (دينا) تتخيل وجود صديقة وهمية ، لولا أنها وجدت زميلة أخرى فى الفصل تذكرت (أمل) و وصفتها بنفس الشكل الذى تعرفه (دينا)...
* * *
- هذا لا يعنى شيئاً...هذه الأشياء تحدث...
توجد حالات كثيرة للهلاوس الجماعية ، و هذا يمكن أن يكون تفسير ما مررت به أنتِ و زميلتك الأخرى التى رأت تلك الفتاة الوهمية معك...
- هذا ليس كل شىء..
هناك أيضاً آثار الأقدام الغريبة التى رأيناها فى حديقة المدرسة ، و الأولاد يقولون أن هناك حيوان ضخم مخيف يعيش فى تلك الحديقة المرعبة...
كتمت ضحكة ساخرة و أنا أرد:
- هذه الأسطورة منتشرة فى كل مدرسة ، و لو كان هناك حيوان فى الحديقة لرأيتموه هناك..
- نحن لا ندخل تلك الحديقة ، و آثار الأقدام تلك رأيناها من خلال السور الخشبى للحديقةالمغلقة ، كما أن أحد الأولاد أقسم أنه رأى عظام كثيرة طويلة على أرض تلك الحديقة...
- .....................؟؟؟
- هذا ليس كل شىء..
* * *
كان (أحمد) يرتجف بشدة..
لقد ارتكب خطأ" جسيماً و يعلم جيداً أن العقاب لن يكون رحيماً...
لقد وجدت المعلمة قلم زميله (كريم) فى حقيبته عندما قامت بتفتيشها إثر اتهام الأخير له....
و حينما أخبرته المعلمة أمام زملائه بالعقاب الذى ينتظره امتقع وجهه و تعالت الشهقات من الجميع فقد كان العقاب أقسى مما توقعه الجميع..
المعلمة ستقوم بحبسه حتى نهاية اليوم الدراسى فى الحديقة التى يخشى الجميع دخولها...
و هكذا سيق (أحمد) إلى عقابه القاسى المخيف...
* * *
- و ما الذى حدث بعد ذلك ؟
كنت عند هذه النقطة أشعر بالفضول لأول مرة منذ بداية القصة..
- لم ينطق (أحمد) بعدها...
- لم يخبركم بما رآه فى الحديقة؟
- بل لم ينطق على الإطلاق........
لقد أصبح أبكم منذ ذلك اليوم...
* * *
فى مساء ذلك اليوم المشئوم كنت جالساً فى تلك الحجرة الصغيرة الملاصقة لباب تلك المدرسة الابتدائية ؛ الحجرة الخاصة بالحارس الليلى للمدرسة -عم (مختار) - و الذى عقدت معه صداقة لا بأس بها من أجل أن أعرف عن تلك الأشياء المخيفة التى تحدث فى هذه المدرسة...
كان الرجل يعانى من الوحدة لذا تعامل معى بمنتهى الحفاوة و كأنه عثر على كنز ثمين ، و هكذا بدأ يقص على مسامعى العديد و العديد من القصص عن كل شىء ، حكى لى عن حال المدرسة و المدرسين فيها و عن مشاكله فى الحياة...
حكى لى عن كل ما لا أريد سماعه و لم يحك لى عن أى شىء غير طبيعى يحدث هنا ، و كنت على وشك أن ألمح له عن تلك الإشاعات التى تقول أن المدرسة بها ما يريب لولا ما حدث....
فجأة تجمد الرجل و توقف عن الحديث..
ثم قال أنه خيل إليه أنه سمع صوت ضجيج ينبعث من مبنى المدرسة ، رغم أنه كانت تفصلنا عن ذلك المبنى مسافة كبيرة...
استأذن منى أنه يريد أن يذهب ليرى ما هنالك...
و بالفعل اتجه إلى المبنى حاملاً معه مفاتيح البوابة المعدنية التى تسد مدخل المبنى و التى صممت خصيصاً لحماية ذلك المبنى من السرقة...
انتظرت الرجل طويلاً و لكنه لم يعود ، ما أخشاه هو أن يكون قد حدث له مكروه...
فكرت فيما أفعله فلم أجد إلا أن أذهب لأبحث عن الرجل ، و هكذا عبرت بوابة المبنى التى تركها عم (مختار) مفتوحة ، و صعدت لأبحث عنه...
فتشت الدور الأول فلم أجده ، صعدت للدور الثانى و فتشت الفصول الموجودة فيه أيضاً فلم أجده...
أين ذهب ذلك الرجل؟....
فكرت أنه من الممكن أن يكون قد عاد بينما أنا أبحث داخل أحد الفصول فلم ألاحظه...
إذن سأعود أدراجى...
و بالفعل نويت العودة لولا ما رأيت و الذى كان غريباً لأقصى حد.....
فى آخر الممر أمامى كان هناك طفلين يركض أحدهما وراء الآخر و اختفيا داخل أحد الفصول....
هذا المشهد جعل الشعر فى مؤخرة عنقى ينتصب...
كيف يمكن لطفلين أن يتواجدا فى ذلك المكان فى ذلك الوقت؟!!!
و لماذا أشعر أن هذا المكان مقبض و مخيف؟......
هما بالتأكيد أشباح......
طاردتنى تلك الفكرة فوجدت نفسى أهرول هابطاً السلالم و أنا أسمع أصوات الأقدام خلفى و أتحاشى ما استطعت النظر للخلف....
حتى وصلت إلى البوابة المعدنية التى تسد مدخل السلالم ، دفعتها بيدى...
و لكن لحظى الأسود كانت البوابة مغلقة بالقفل......
هل أنا محبوس هنا؟.............
ناديت كثيراً و صحت كثيراً و صرخت كثيراً و لكن بلا فائدة...
لم أفكر فى أن عم (مختار) قد نزل و أغلق البوابة خلفه ، و لكن ما فكرت فيه هو أننى سأقضى ليلتى هذه فى هذا المبنى المقبض المخيف و لن أكون وحدى بالتأكيد ، و لكن معى أشباح المدرسة..
و كان هذا يعنى بالنسبة لى شيئاً واحداً...
الموت..
...رعباً....
***********
* * *
[1]
___
قالت لى شقيقتى الصغرى - و هى بالمناسبة فى المرحلة الابتدائية:
- أنا أخشى المدرسة....
لم أشعر بالاهتمام ، فكل الأطفال فى هذا السن يكرهون المدرسة ويخشونها ، إلا أننى حاولت التظاهر بالاهتمام و أنا أقول:
- هذا شىء طبيعى ، فكل من فى مثل سنِك هذا يكرهون المدرسة و يخشـ....
قاطعتنى بصوت مرتجف:
- لست أقصد هذا ، و لكن هناك أشياء غامضة ومخيفة تحدث فى مدرستى......
* * *
كان من الطبيعى أن تلفت (أمل) انتباه (دينا) و أن تشعر الأخيرة بالشفقة نحوها ، ربما لأنها شعرت أنها وحيدة و أن الآخرون يتجاهلونها بلا سبب...
كانت (أمل) منعزلة عن بقية زملائها فى الفصل ، و دائماً ما تجلس بمفردها فى المقعد الأخير...
تلميذة جديدة انطوائية و غريبة الأطوار ؛ هكذا اعتبرتها (دينا)...
ذات يوم انقطعت (أمل) عن الحضور...
فى البداية كان الأمر عادياً ، و لكن عندما طال غيابها سألت (دينا) زميلاتها فى الفصل ربما يعرف أحدهم عنوان منزل (أمل)...
و كانت المفاجأة أنهم لا يعرفون من هى (أمل) أصلاً....
حتى المعلمة قالت أن كشف الأسماء لا يوجد به هذا الاسم..
فى هذه الحالة كان الأمر سيبدو و كأن (دينا) تتخيل وجود صديقة وهمية ، لولا أنها وجدت زميلة أخرى فى الفصل تذكرت (أمل) و وصفتها بنفس الشكل الذى تعرفه (دينا)...
* * *
- هذا لا يعنى شيئاً...هذه الأشياء تحدث...
توجد حالات كثيرة للهلاوس الجماعية ، و هذا يمكن أن يكون تفسير ما مررت به أنتِ و زميلتك الأخرى التى رأت تلك الفتاة الوهمية معك...
- هذا ليس كل شىء..
هناك أيضاً آثار الأقدام الغريبة التى رأيناها فى حديقة المدرسة ، و الأولاد يقولون أن هناك حيوان ضخم مخيف يعيش فى تلك الحديقة المرعبة...
كتمت ضحكة ساخرة و أنا أرد:
- هذه الأسطورة منتشرة فى كل مدرسة ، و لو كان هناك حيوان فى الحديقة لرأيتموه هناك..
- نحن لا ندخل تلك الحديقة ، و آثار الأقدام تلك رأيناها من خلال السور الخشبى للحديقةالمغلقة ، كما أن أحد الأولاد أقسم أنه رأى عظام كثيرة طويلة على أرض تلك الحديقة...
- .....................؟؟؟
- هذا ليس كل شىء..
* * *
كان (أحمد) يرتجف بشدة..
لقد ارتكب خطأ" جسيماً و يعلم جيداً أن العقاب لن يكون رحيماً...
لقد وجدت المعلمة قلم زميله (كريم) فى حقيبته عندما قامت بتفتيشها إثر اتهام الأخير له....
و حينما أخبرته المعلمة أمام زملائه بالعقاب الذى ينتظره امتقع وجهه و تعالت الشهقات من الجميع فقد كان العقاب أقسى مما توقعه الجميع..
المعلمة ستقوم بحبسه حتى نهاية اليوم الدراسى فى الحديقة التى يخشى الجميع دخولها...
و هكذا سيق (أحمد) إلى عقابه القاسى المخيف...
* * *
- و ما الذى حدث بعد ذلك ؟
كنت عند هذه النقطة أشعر بالفضول لأول مرة منذ بداية القصة..
- لم ينطق (أحمد) بعدها...
- لم يخبركم بما رآه فى الحديقة؟
- بل لم ينطق على الإطلاق........
لقد أصبح أبكم منذ ذلك اليوم...
* * *
فى مساء ذلك اليوم المشئوم كنت جالساً فى تلك الحجرة الصغيرة الملاصقة لباب تلك المدرسة الابتدائية ؛ الحجرة الخاصة بالحارس الليلى للمدرسة -عم (مختار) - و الذى عقدت معه صداقة لا بأس بها من أجل أن أعرف عن تلك الأشياء المخيفة التى تحدث فى هذه المدرسة...
كان الرجل يعانى من الوحدة لذا تعامل معى بمنتهى الحفاوة و كأنه عثر على كنز ثمين ، و هكذا بدأ يقص على مسامعى العديد و العديد من القصص عن كل شىء ، حكى لى عن حال المدرسة و المدرسين فيها و عن مشاكله فى الحياة...
حكى لى عن كل ما لا أريد سماعه و لم يحك لى عن أى شىء غير طبيعى يحدث هنا ، و كنت على وشك أن ألمح له عن تلك الإشاعات التى تقول أن المدرسة بها ما يريب لولا ما حدث....
فجأة تجمد الرجل و توقف عن الحديث..
ثم قال أنه خيل إليه أنه سمع صوت ضجيج ينبعث من مبنى المدرسة ، رغم أنه كانت تفصلنا عن ذلك المبنى مسافة كبيرة...
استأذن منى أنه يريد أن يذهب ليرى ما هنالك...
و بالفعل اتجه إلى المبنى حاملاً معه مفاتيح البوابة المعدنية التى تسد مدخل المبنى و التى صممت خصيصاً لحماية ذلك المبنى من السرقة...
انتظرت الرجل طويلاً و لكنه لم يعود ، ما أخشاه هو أن يكون قد حدث له مكروه...
فكرت فيما أفعله فلم أجد إلا أن أذهب لأبحث عن الرجل ، و هكذا عبرت بوابة المبنى التى تركها عم (مختار) مفتوحة ، و صعدت لأبحث عنه...
فتشت الدور الأول فلم أجده ، صعدت للدور الثانى و فتشت الفصول الموجودة فيه أيضاً فلم أجده...
أين ذهب ذلك الرجل؟....
فكرت أنه من الممكن أن يكون قد عاد بينما أنا أبحث داخل أحد الفصول فلم ألاحظه...
إذن سأعود أدراجى...
و بالفعل نويت العودة لولا ما رأيت و الذى كان غريباً لأقصى حد.....
فى آخر الممر أمامى كان هناك طفلين يركض أحدهما وراء الآخر و اختفيا داخل أحد الفصول....
هذا المشهد جعل الشعر فى مؤخرة عنقى ينتصب...
كيف يمكن لطفلين أن يتواجدا فى ذلك المكان فى ذلك الوقت؟!!!
و لماذا أشعر أن هذا المكان مقبض و مخيف؟......
هما بالتأكيد أشباح......
طاردتنى تلك الفكرة فوجدت نفسى أهرول هابطاً السلالم و أنا أسمع أصوات الأقدام خلفى و أتحاشى ما استطعت النظر للخلف....
حتى وصلت إلى البوابة المعدنية التى تسد مدخل السلالم ، دفعتها بيدى...
و لكن لحظى الأسود كانت البوابة مغلقة بالقفل......
هل أنا محبوس هنا؟.............
ناديت كثيراً و صحت كثيراً و صرخت كثيراً و لكن بلا فائدة...
لم أفكر فى أن عم (مختار) قد نزل و أغلق البوابة خلفه ، و لكن ما فكرت فيه هو أننى سأقضى ليلتى هذه فى هذا المبنى المقبض المخيف و لن أكون وحدى بالتأكيد ، و لكن معى أشباح المدرسة..
و كان هذا يعنى بالنسبة لى شيئاً واحداً...
الموت..
...رعباً....
***********
نور العيون- المشرفة العامة
-
عدد المساهمات : 796
نقاط : 20425
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
اسف على الازعاج- مشرف قصص الرعب
-
عدد المساهمات : 97
نقاط : 16998
تاريخ التسجيل : 25/10/2009
ابومحمد- نائب المدير العام
-
عدد المساهمات : 3333
نقاط : 28874
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
الموقع : شهد القلوب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى