سر الشروق**
3 مشترك
شهد القلوب :: شهد العامة :: من هنا وهناك
صفحة 1 من اصل 1
سر الشروق**
سطور اعجبتني وددت ان تشاركونني في قرائتها
باكراً.. أحاور الأمكنة, وأنا أراها تزيح عن كاهلها ذلك الصمت العميق. أعوم في الفضاء المتيقّظ مثل رفة جناح.
أمضي حيث يمضي الآخرون كلّ باتّجاه.. أهمّ بالرواح .. ويهمّون.
أرى الناس كما الثمار تنضج الهمّة في سمات وجوهها.
ألمحهم عمّالاً وموظّفين وجنوداً وفلاّحين وطلاب مدارس ينشدون العلم. هكذا.. يبرعم الوقت في جبين السجلات, ينفض عن سطورها غبار الانتظار, وربّما التثاؤب الثقيل.
تصفّق الآلات فرحاًَ, حين تمتطي الأصابع مراكب العمل. وتنهض الأرض شعلة على زند فلاح نشيط.
بحّار عجوز علّق شِباك الصيد, ثم جال المياه, يملأ السلال سمكاً طريّاً ومحاراً ثريّاً.
يسافر النهوض فينا, نسافر فيه, زحام يقول: هلمّوا- نسابق الطيور العجيبة في الانطلاق. نهيم في كلّ فج.
نزرع عند كلّ انعطافة ريحانة, نترك بصمة. نستعيد الذات, نتصالح مع الزمان. نبارك السراب, فيغدو زهوّاً عليه البهاء ومنه البهاء.
بُعيد حضور الشفق إليّ, أستلهم الغناء شهيّاً متحفاً بمؤاخاة الضياء الذي يؤنس صوتي, ويضرم فيه فرحاً يحتفي بالقادمين مع الشمس التي استفاقت وقالت:
بواكير سعيدة أيّها الصاحون كما الشذا يستفيق في عباب الورود.. آن للبلابل أن تقبّل خيوط النهار. وآن للسبات أن يفارق الهضاب. وآن للصغار أن يحاوروا الدروب بلهو وصخب وأناشيد.
لهذا الصحو الجميل نأي الكرى والتهاني بنور يغري المسرعين بتمهّل عميق الخطو, يتقاطرون, يتنافرون, فلاييأسون, ولايشعرون بضيق, لكنّهم كما الفراش يشتهون أمّ الحقول كأنّهم يزورونها لأوّل مرّة.
لهذه الانطلاقة الريّانة عطر مصفّى, يضمّخ الهواء, ويرسم لعالمي بعداً جديداً يصير طيفي ورفيقي وذاكرتي المتحفة بنوادر تقطر إلفة صيغت من مواقف حياتية استثنائيّة الوقع.
رحباً أتى القدوم النهاري, استيقظ من غفوة وواجه الأحباب, طرقت أكفّهم بابه فلبّى النداء, وفتح للأيدي المشاوير, وصنع للمسافرين قطارات كثيرة, صباح الرحيل أهتدي إلى نبوءة تسعفني بنطق جميل, وغيث يبلّل وجهي, ويغرقني في غابر سفر مبكّر, عند ناصية المحبّة أنزل وأجد شجرتي الوارفة الدهريّة الطيفيّة توزع على الملأ انتعاشات نسيم عليل.
هناك أتدثّر بالقناعة والطموح والقلق المشروع.
الحياة تنادينا كي نعمل ونسعى ونحلم ونحبّ ونتجاوز الأحقاد.. فكم من حقود حارب الشمس, وصادق الظلام, فصارت نفسه حبيسة نفسها, لم تتذوّق حلاوة الصفح, ولم تتعرّف سرّ الشروق, ولم يعنِ لها النهوض الجديد شيئاً.
باكراً.. أحاور الأمكنة, وأنا أراها تزيح عن كاهلها ذلك الصمت العميق. أعوم في الفضاء المتيقّظ مثل رفة جناح.
أمضي حيث يمضي الآخرون كلّ باتّجاه.. أهمّ بالرواح .. ويهمّون.
أرى الناس كما الثمار تنضج الهمّة في سمات وجوهها.
ألمحهم عمّالاً وموظّفين وجنوداً وفلاّحين وطلاب مدارس ينشدون العلم. هكذا.. يبرعم الوقت في جبين السجلات, ينفض عن سطورها غبار الانتظار, وربّما التثاؤب الثقيل.
تصفّق الآلات فرحاًَ, حين تمتطي الأصابع مراكب العمل. وتنهض الأرض شعلة على زند فلاح نشيط.
بحّار عجوز علّق شِباك الصيد, ثم جال المياه, يملأ السلال سمكاً طريّاً ومحاراً ثريّاً.
يسافر النهوض فينا, نسافر فيه, زحام يقول: هلمّوا- نسابق الطيور العجيبة في الانطلاق. نهيم في كلّ فج.
نزرع عند كلّ انعطافة ريحانة, نترك بصمة. نستعيد الذات, نتصالح مع الزمان. نبارك السراب, فيغدو زهوّاً عليه البهاء ومنه البهاء.
بُعيد حضور الشفق إليّ, أستلهم الغناء شهيّاً متحفاً بمؤاخاة الضياء الذي يؤنس صوتي, ويضرم فيه فرحاً يحتفي بالقادمين مع الشمس التي استفاقت وقالت:
بواكير سعيدة أيّها الصاحون كما الشذا يستفيق في عباب الورود.. آن للبلابل أن تقبّل خيوط النهار. وآن للسبات أن يفارق الهضاب. وآن للصغار أن يحاوروا الدروب بلهو وصخب وأناشيد.
لهذا الصحو الجميل نأي الكرى والتهاني بنور يغري المسرعين بتمهّل عميق الخطو, يتقاطرون, يتنافرون, فلاييأسون, ولايشعرون بضيق, لكنّهم كما الفراش يشتهون أمّ الحقول كأنّهم يزورونها لأوّل مرّة.
لهذه الانطلاقة الريّانة عطر مصفّى, يضمّخ الهواء, ويرسم لعالمي بعداً جديداً يصير طيفي ورفيقي وذاكرتي المتحفة بنوادر تقطر إلفة صيغت من مواقف حياتية استثنائيّة الوقع.
رحباً أتى القدوم النهاري, استيقظ من غفوة وواجه الأحباب, طرقت أكفّهم بابه فلبّى النداء, وفتح للأيدي المشاوير, وصنع للمسافرين قطارات كثيرة, صباح الرحيل أهتدي إلى نبوءة تسعفني بنطق جميل, وغيث يبلّل وجهي, ويغرقني في غابر سفر مبكّر, عند ناصية المحبّة أنزل وأجد شجرتي الوارفة الدهريّة الطيفيّة توزع على الملأ انتعاشات نسيم عليل.
هناك أتدثّر بالقناعة والطموح والقلق المشروع.
الحياة تنادينا كي نعمل ونسعى ونحلم ونحبّ ونتجاوز الأحقاد.. فكم من حقود حارب الشمس, وصادق الظلام, فصارت نفسه حبيسة نفسها, لم تتذوّق حلاوة الصفح, ولم تتعرّف سرّ الشروق, ولم يعنِ لها النهوض الجديد شيئاً.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115307
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
شهد القلوب :: شهد العامة :: من هنا وهناك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى