الحب بين الوهم والحقيقة ...!!!

من طرف **Eng.Ayman_Egypt** الأحد 24 يناير 2010, 11:10 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحب
"الحب" كلمة جميلة رقيقة يرغبها الناس لأنها تحمل في طياتها الكثير من المعاني الرائعة
وهي ضرورية جدا في هذه الحياة..فلن تستطيع أن تبدع في عملك مالم تحببه..ولن تستطيع أن تتفوق في دراستك مالم تحببها ولن تستطيع أن تنجح في حياتك الزوجية دون الحب ولن... ولن... .
ولذا يقول نزار قباني:
الحب في الأرض بعض من أمانينا لو لم نجده عليها لخترعناه
وقد جائت الشريعة الإسلامية لتؤكد هذا المبدأ العظيم
فقد قال تعالى لرسوله الكريم(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) وفي هذه الآية نجد أن الله تعالى قرن محبة عباده له باتباع رسوله وجازاهم على ذلك بمحبته لهم.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
} لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين{
وهنا نجد أن الحبيب صلى الله عليه وسلم منع كمال الإيمان إلا لمن جعل حب الرسول فوق كل حب
والسبب هو أن الإنسان عموما والمسلم خصوصا عندما يحب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه
محبة خالصة فإنه سيقدم أمره على كل أمر وقوله على كل قول بل ربما تذرف عينه عندما يسمع سيرته وصبره على الأذى في سبيل إرشاد الناس إلى طريق الحق.

ولكن في هذا الزمان -وعند فئة من الناس - انقلبت الموازين وتبدلت المقاييس
فصار الكلام عن الحب عيبا..والتصريح به إثما..
ولم تأت هذه النظرة من فراغ بل إنها جائت بسبب ما نراه من انغماس بعض الناس في الحب الزائف
فأدى ذلك إلى تعميم النظرة على الحب كله
فصار كل حب عشق .. وكل مودة غراما وهياما ..
والحقيقة أن أصحاب هذه النظرة لم يروا الوجه المضيء من الحب
ولم يرو إلى أنواعه .. والتي من أهمها اثنان ...
الأول: الحب الحقيقي ويدخل فيه حب الوالدين للولد "والعكس صحيح"
وحب الزوجة والزوج والمحبة في الله.
وهذا النوع كالذهب على النار فكلما زدت عليه الحرارة زاد بريقه ولمعانه وظهر صفاؤه ونقاؤه بل هو أغلى وأعلى من الذهب لأن الذهب تذهب فائدته بذهاب الدنيا
أما هذا الحب ففائدته في الحياة الدنيا وفي حياة البرزخ وفي حياة الدار الآخره
((في مقعد صدق عند مليك مقتدر)) ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))

$$ ####################& & * ^ * & &##################### $$

الثاني: الحب الوهمي ويدخل فيه العشق والغرام والجنون والهيام .
وهو كالمنديل الناعم الذي يعجبك في نعومته وبياضه ورقته وشفافيته
فتسارع لأخذه وتظن أنك ستحقق أحلامك فيه
ولكنه سرعان مايتغير حاله .. وتتغير نظرتك له ..
فأدنى شد يمزقه ونسمة خفيفه تغيّر موضعه
بل ويصبح ذلك الأبيض الناعم شيئا تتقرف من لمسه وتترفع عنه.

أجل إن الحب الزائف قريب من هذا المنديل بل إنه أحقر من أن يوصف بالمنديل
وذلك لأن المنديل ينفع وهذا يضر ..
وبعد ذلك ..
قد تجد عاشقا عاد إلى صوابه يقول:
إن هذا الكلام ينتفع به من لم يقع في مصيدة الحب الزائف ولكن الواقع في هذه المصيدة يتحسر ويتندم عندما يقرأ هذا الكلام بل إنه يشك أنك تعرفه وتعرف حاله عندما ذكرت الشبه بين المنديل والعشق
ويتمنى أن يرمي العشق مثل صاحب المنديل عندما رمى المنديل متقرفا...
فنقول له :
إن أول مراحل العلاج معرفة المشكلة
وها أنت أخي الحبيب قد عرفت أنك في مشكلة وأن عقلك كان في سبات عميييييق...
ولكنه الآن أفاق ليعود إلى التفكير السليم ولكي يرسل إشارات إلى أعضاء الجسم كافة
لتتساعد في حل هذه المشكلة ..
ودعني أساعدك قليلا وأقدم لك بعض الكلمات التي أتوقع أنك ستستفيد منها...

1. أبعد نفسك عن كل مايتعلق بذاك المعشوق أو المعشوقة واعتبر ذلك تحديا لك.
2. اختر صحبة مناسبة تعينك على الإبتعاد عن ذلك الشيء المقرف.
3. وأهم من ذلك ادع ربك أن يفتح لك أبواب الخير وأن يغلق عنك أبواب الشر.

وأخيرا نقول:
"اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقرب لحبك"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته