تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
في هذا الموضوع سنتكلم عن الحضارة المصرية منذ نشاتها
الي نهاية الاسرة ال30 نهاية عصر الدولة الفرعونيه
هذه الموسوعه فريده من نوعها علي مستوي المنتديات
استقرار الانسان في وادي النيل
عصر ما قبل الأسرات
مفهوم الحضارة
الحضارة هى كل ما ينتجه عقل الإنسان من فنون وعلوم وآدب وفلسفة
وتشريع، والقدرة على الاستفادة من هذه الحصيلة. ويقسم المؤرخون
تاريخ الإنسانية إلى عصور، فهناك عصر ما قبل التاريخ،
والعصور التاريخية.
حياة المصريين فى عصور ما قبل التاريخ ومفهوم عصر ما قبل التاريخ
ما قبل التاريخ المصرى هو عصر طويل - يقدره المؤرخون بمئات
الألوف من السنين - يسبق معرفة الإنسان الأول للكتابة إنسان ذلك
العصر لم يكن يسجل أفكاره أو أعماله بأى شكل من الأشكال، وإنما ترك
آثاراً صامتة من الأدوات والأسلحة الأوانى وبقايا المنازل والمقابر .. وغيرها.
فالكتابة إذن تعتبر الحد الفاصل بين عصر ما قبل التاريخ والعصر التاريخى.
والعصور التاريخية تبدأ باختراع الإنسان للكتابة، وبدء تسجيل ما قام به
من نشاط، وما مر به من أحداث. وتقاس أحداث التاريخ بالسنين
والقرون، والقرن يساوى 100 سنة، ويلاحظ أن حساب السنين
قبل ميلاد سيدنا "عيسى المسيح" عليه السلام يسير باتجاه
يتناقص فيه عدد السنوات، أما بعد الميلاد، فإنه يسير فى اتجاه
يتزايد فيه عدد السنوات.
أقسام عصر ما قبل التاريخ
عصر ما قبل الأسرات وينقسم إلى: العصر الحجرى القديم والعصر الحجرى
الحديث وعصر استخدام المعادن. سميت العصور الحجرية بهذا الاسم
لصناعة الإنسان معظم أدواته من الحجر.
حياة الإنسان المصرى فى العصر الحجرى القديم
ولم يبدأ قيام الحياة الإنسانية فى مصر على ضفاف النيل، وإنما
قامت على الجبال والهضاب المنتشرة، حيث كانت الظروف الطبيعية
القاسية تتحكم فى الإنسان، وكانت وسائل حياته محدودة وبدائية.
عاش الإنسان المصرى حياة غير مستقرة، وتنقل من مكان إلى آخر
بحثاً عن الغذاء، وسكن الكهوف واحترف صيد الحيوانات والطيور،
وأعتمد على جمع البذور والثمار من النباتات والأشجار.
صنع إنسان هذا العصر أدواته من الحجر، مثل السكين والمنشار والبلطة،
وكانت كبيرة الحجم خشنة. وفى أواخر هذا العصر الحجرى القديم عرف
الإنسان النار عن طريق احتكاك الأحجار الصلبة ببعضها بقوة،
وساعد اكتشاف النار على تطوير حياة المصرى القديم، فاستخدمها
فى الطهو والإضاءة، وإبعاد الحيوانات المفترسة، وصيد الحيوانات.
حياة الإنسان المصرى فى العصر الحجرى الحديث
بعد أن قلت الأمطار وساد الجفاف واختفت النباتات فى أواخر العصر
الحجرى القديم، اضطر الإنسان إلى ترك الهضبة واللجوء إلى وادى
النيل بحثاً عن الماء. فى هذه البيئة الجديدة اهتدى الإنسان إلى الزراعة،
وأنتج الحبوب مثل القمح والشعير، واستأنس الحيوان واعتنى بتربيته
كالماشية والماعز والأغنام، وعاش حياة الاستقرار
والنظام والإنشاء بدلاً من حياة التنقل.
الإنسان المصرى القديم يستأنس الحيوانات.
أقام الإنسان المساكن من الطين والخشب، فظهرت التجمعات السكانية
على شكل قرى صغيرة، واعتنى الإنسان بدفن موتاه فى قبور، كما
تطورت فى هذا العصر صناعة الآلات والأدوات حيث تميزت بالدقة
وصغر الحجم، أيضاً صنع الأوانى الفخارية.
وهكذا يمكن القول أن العصر الحجرى الحديث تميز بعدة مميزات،
وهى: التحول إلى الزراعة والاستقرار، واستئناس الحيوان، وارتقاء
صناعة الأدوات والأسلحة، وبناء المساكن والقبور، وأخيراً صناعة الفخار.
حياة الإنسان المصرى فى عصر استخدام المعادن
عصر استخدام المعادن هو العصر الذى يلى العصر الحجرى الحديث، وينتهى
ببداية عصر الأسرات فى مصر القديمة. فى هذا العصر عرف المصريون القدماء
المعادن، مثل النحاس والبرونز والذهب، ومن هذه المعادن صنعوا
أدواتهم وآلاتهم وحليّهم، وكان النحاس أوسع المعادن انتشاراً،
وأهم مناجمه فى شبه جزيرة سيناء.
أيضاً فى هذا العصر تطورت صناعة نسيج الأقمشة، والأخشاب،
والأوانى الفخارية، وبنيت المساكن من اللّبن بدلاً من الطين والبوص،
وفرشت بالحصير المصنوع من نبات البردى، وصنعت الوسائد. وأهم
ما يميز هذا العصر ظهور بعض العبادات، مثل تقديس
الإنسان لبعض الحيوانات.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
كفاح المصريين فى سبيل تحقيق الوحدة السياسية
وأثر اتحاد مصر فى قيام الحضارة
مر المجتمع بعدة خطوات كان لها أكبر الأثر فى قيام الحضارة
على أرض مصر، وهذه الخطوات هى: نشأة القرى والمدن، ونشأة
الأقاليم المستقلة، ثم الوحدة الأولى سنة 4242 ق. م، وأخيراً الوحدة
القومية سنة 3200 ق. م.
الخطوة الأولى: نشأة القرى والمدن
بعد نزول المصريين إلى وادى النيل واشتغالهم بالزراعة، استقرت
كل جماعة منهم فى قرية يتعاونون معاً فى زراعة الأراضى، وكانت
القرى بداية العمران البشرى الذى أدى إلى ظهور المدن. وأخذ الناس
ينظمون حياتهم فى تلك القرى والمدن، كما ظهرت المعبودات المختلفة
التى التف حولها أهل كل مدينة أو قرية، وكانت هذه المعبودات من بين القوى
الطبيعية، مثل الشمس أو النيل أو حيوان كالبقرة أو طائر من الطيور.
أيضاً بنيت المعابد، وظهرت الأسواق، ونشطت الصناعات.
الخطوة الثانية: نشأة الأقاليم المستقلة
بمرور الوقت انضمت القرى والمدن بعضها إلى بعض لتكوين أقاليم
أو مقاطعات كبيرة، وكان لكل إقليم حاكمه ومعبوده الخاص، وسمى باسم
معبوده، مثل إقليم الصقر، إقليم الحية … كما كان لكل إقليم عاصمة،
وجيش للدفاع. وقد بلغ عدد تلك الأقاليم اثنين وعشرين فى الوجه القبلى،
و عشرين فى الوجه البحرى.
الخطوة الثالثة: تحقيق الوحدة السياسية الأولى عام 4242 ق.م
فكر المصريون القدماء مرة أخرى … هل يسكتون على انقسام بلادهم
إلى أقاليم مستقلة؟ ولم يرض المصريون بذلك، واتجهوا نحو اتحاد
أقوى وأكبر. وبمرور الزمن تحققت الوحدة السياسية الأولى لمصر
عام 4242 ق.م، حين نجح أهل الوجه البحرى فى التوغل فى
أقاليم الجنوب حتى أخضعوها جميعاً، ثم أقاموا أول حكومة
مركزية تجمع شمل البلاد كلها، جعلوا عاصمتها "هليوبوليس"
(مكان "عين شمس" الحالية)، وعبد الناس الشمس.
وهكذا تكون أول اتحاد تاريخى سياسى لمصر كلها.
أصيبت البلاد فى أواخر أيام حكومة "هليوبوليس" بنكسة الانشقاق،
فأصبحت أقاليمها مقسمة بين حكومتين، إحداهما فى الجنوب
والأخرى فى الشمال.
ا – مملكة الشمال
أصحاب الشمال أقاموا ملكهم فى الدلتا، وجعلوا عاصمتهم مدينة
"بوتو" ومكانها "تل الفراعين" شمال مدينة دسوق الحالية،
وكانت آلهتها على شكل ثعبان الكوبرا، واتخذ أهلها نبات البردى
شعاراً لهم، ولبس ملكها التاج الأحمر.
ب - مملكة الجنوب
أصحاب الجنوب أقاموا ملكهم فى الوجه القبلى،
وجعلوا عاصمتهم مدينة "نخب" ("الكاب" الحالية بالقرب
من مدينة ادفو " بمحافظة اسوان)، وكانت آلهتها على
شكل أنثى النسر، واتخذ أهلها زهرة اللوتس شعاراً لهم،
ولبس ملكها التاج الأبيض.
الخطوة الرابعة: تحقيق الوحدة السياسية على يد الملك مينا (نارمر)
من مدينة "طيبة" (مدينة الأقصر الحالية بمحافظة قنا)،
خرج الرجل العظيم "مينا" Menes الذى استطاع توحيد الوجهين
البحرى مع القبلى حوالى عام 3200 ق.م، وبذلك أتم مجهودات أسلافه،
وكون لمصر كلها حكومة مركزية قوية، وأصبح أول حاكم يحمل
عدة ألقاب، مثل: ملك الأرضين، صاحب التاجين، نسر الجنوب،
ثعبان الشمال. كل ذلك تمجيداً لما قام به هذا البطل العظيم من أعمال.
أصبح الملك "مينا" مؤسس أول أسرة حاكمة فى تاريخ مصر
الفرعونية، بل فى تاريخ العالم كله، ولبس التاج المزدوج.
لوحة نارمر
ملأت أخبار الكفاح والنصر الذى تم للملك "مينا" وجهى لوحة
تعرف باسم "لوحة نارمر"، ويرجح المؤرخون أن "نارمر" هو
"مينا"، وقد وجدت هذه اللوحة فى مدينة "الكاب"، وهى الآن
محفوظة بمتحف القاهرة . وللوحة وجهان، الوجه الأول يصور الملك
"مينا" وهو يقبض على أسير من أهل الشمال، وعلى رأسه التاج
الأبيض، بينما يصور الوجه الآخر الملك "مينا" وهو يحتفل
بانتصاره على مملكة الشمال، وهو يلبس التاج الأحمر.
عاصمة المملكة المتحدة
أدرك الملك "مينا" ضرورة بناء مدينة متوسطة الموقع، يستطيع
منها الإشراف على الوجهين القبلى والبحرى، فقام بتأسيس مدينة
جديدة على الشاطئ الغربى للنيل مكان قرية "ميت رهينة" الحالية
(بمحافظة الجيزة)، وقد كانت أول أمرها قلعة حربية محاطة بسور
أبيض، أراد بها صاحبها أن يحصن نصره ويحمى ظهره من غارات
أصحاب الشمال، وكان "مينا" قد أسماها "نفر" أى الميناء الجميل،
وفيما بعد سميت باسم " ممفيس " زمن اليونان، ثم سماها العرب
"منف". وقد أصبحت مدينة "منف" عاصمة لمصر كلها فى
عهد الدولة القديمة … حتى نهاية الأسرة السادسة.
العوامل التى ساعدت على قيام الحضارة الفرعونية
تنقسم العوامل التى ساعدت على قيام الحضارة الفرعونية إلى
عوامل طبيعية (نهر النيل العظيم، والموقع الممتاز، والمناخ المناسب،
ووفرة الصخور والمعادن) وعوامل بشرية
(العمل الإيجابى والكفاح المتواصل).
ا – العوامل الطبيعية
النيل وفضله العظيم:
ساعد نهر النيل على تحول مصر إلى جنة خضراء، والنيل علّم المصريين بناء
السفن، فساعد على ترابطهم، وتبادل المحاصيل ونشاط التجارة. النيل علم
المصريين الزرع والحساب، والنظام، وشق الترع، وبناء الجسور وتشييد السدود.
لقد وجد المصريون القدماء فى نيلهم المعلم، ومصدر الحياة الأولى، فعظموه
وقدسوه، وعبدوه فى شكل إله أسموه "حابى"، ومازلنا
نحتفل بعيده "وفاء النيل" كل عام.
لقد ترك لنا المصريون القدماء الكثير من النصوص التاريخية التى تدل على
أهمية نهر النيل فى حياتهم. وعن أثر نهر النيل فى حياة المصرى القديم، يقول
أحد هذه النصوص: "سلام عليك أيها النيل … الذى يحيى بمائه أرض مصر
وما عليها من مخلوقات ونباتات، سلام عليك يا رب الخير … يا من يروى
الصحراء بنداه. إن أبطأت اضطربت القلوب وهلكت الأرواح، وإن أسرعت طابت
النفوس وتفتحت الأزهار …". وعن مكانة نهر النيل فى نفوس المصريين،
يقول نص آخر: "مرحى يا "حابى" … أنت يا من ظهرت على الأرض لكى
تعطى الحياة إلى مصر، أنت يا من تأتى مستخفياً لكى تعطى الحياة
لكل ظمآن …، سلام عليك يا رب الخيرات …".
الموقع الجغرافى الممتاز:
لمصر موقع جغرافى ممتاز، فهى ملتقى قارتين كبيرتين هما إفريقيا وآسيا،
وهى تطل على بحرين مهمين هما البحر الأحمر والبحر المتوسط ومصر
بمثابة القلب من العالم القديم، وحلقة الاتصال بين أقطاره وشعوبه.
أيضاً تتمتع مصر بحماية طبيعية، ففى الشمال البحر المتوسط، وفى
الشرق والغرب والجنوب تمتد الصحراوات الواسعة التى كانت دروعاً
واقية ساعدت المصريين على الدفاع عن بلادهم ومقاومة المعتدين
والطامعين فى خيراتهم.
المناخ المناسب:
وهب الله (سبحانه وتعالى) مصرنا العزيزة مناخاً معتدلاً وشمساً مشرقة،
وسماء صافية، وهواء عليلاً، فساعد ذلك على نشاط الإنسان وتيقظ عقله،
كما أن جفاف مناخ مصر ساعد على حماية آثارها القديمة.
وفرة الموارد الطبيعية (الصخور والمعادن):
فى أرض مصرنا العزيزة يوجد الذهب والنحاس والحديد والفضة وغيرها
من أنواع المعادن، كما تتنوع بها الصخور من جرانيت ورخام وأحجار كريمة،
ومن هذه الصخور والمعادن صنع المصريون القدماء كل صناعاتهم، وبنوا
أهراماتهم، ونحتوا تماثيلهم، وصنعوا حليّهم البديعة، فكانت الصخور
والمعادن بالنسبة للمصرى القديم أغلى الثروات.
ب – العوامل البشرية
العمل الإيجابى والكفاح المتواصل:
أحسن المصريون القدماء استخدام هذه العوامل جميعاً، واستفادوا منها،
وفكروا وابتكروا، وبذلوا كثيراً من الجهد، وساد بينهم التعاون حتى حولوا
واديهم إلى تلك الجنة التى نسكنها ونتمتع بخيراتها اليوم.
وبذلك تكون الحضارة المصرية القديمة نتيجة التفاعل المبدع بين طبيعة الأرض
وطبيعة الشعب الذى سكنها، فمصر ليست "هبة النيل" كما قال المؤرخ
الإغريقى "هيرودوت" منذ آلاف السنين، بل هى أيضاً نتيجة لجهد المصريين
واجتهادهم، وذكائهم، وابتكارهم، ووحدتهم، وتضحياتهم. إذن
"مصر هبة النيل والمصريين"، ولولا كفاح المصريين لما ظهرت
هذه الحضارة العظيمة.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
عصر الدولة القديمة – عصر بناة الأهرام
الأسرات 3-6 (2780-2280 ق.م)
نجح مينا في تحقيق وحدة مصر السياسية واسس أول أسرة حاكمة، وقد تدعمت وحدة
البلاد فى عهد الأسرة الثانية، وشهدت مصر تقدماً فى جميع نواحى الحياة، كما تطور
استعمال الكتابة المصرية القديمة التى سماها الإغريق "الهيروغليفية". هكذا أصبحت
مصر مهيأة لاستقبال عصر جديد، هو عصر الدولة القديمة، والذى يضم الأسرات (3-6).
عصر بناة الأهرام والغرض من بناء الأهرامات
تمثال "أبى الهول" وأهرامات الجيزة.
يطلق المؤرخون على عصر الدولة القديمة اسم "عصر بناة الأهرام"، إشارة إلى تلك
الاهرامات الضخمة التى نراها جميعاً، والتى بنيت فى بطن الصحراء عن يمين الوادى،
من إقليم الفيوم جنوباً إلى الجيزة شمالاً. ولكن لماذا بنيت الأهرامات وما هو الغرض
منها؟ ترجع الفكرة فى بناء الأهرامات إلى اعتقاد المصريين القدماء في خلود الروح ,
والي اعتقادهم في البعث مرة اخري وبوجود حياة ابدية. لهذا بنى المصريون القدماء
مقبرة حصينة توضع فيها الجثة بعد تحنيطها، وتزود بمجموعة كاملة من حاجيات
الميت كالأدوات وقطع الأثاث وأنواع الأطعمة والشراب التى كان يستعملها فى حياته،
حتى إذا ما جاءت الروح وحلت فى الجثة، عاد الإنسان إلى حياته الأبدية. ونقشت
جدران المقبرة بالمناظر المعتادة، لتدخل السرور على الميت.
أحوال البلاد فى عهد الدولة القديمة
كانت مصر على جانب كبير من الخير والرخاء، وكان الأمن سائداً وحياة الناس
هادئة مستقرة. وازدهرت الاداب والعلوم والفنون، وتقدمت الرحلات على أيدى
الرحالة من أبناء مصرنا العزيزة. كما قامت حركة بناء ضخمة، وذلك بفضل
ما توافر لمصر من ثروات طبيعية. وهكذا عاشت مصر أزهى عصورها فى عصر
الدولة القديمة، هذا العصر الذى اجتمع فيه نشاط الفكر إلى جانب نشاط العمل والتنفيذ.
أشهر ملوك الدولة القديمة وإنجازاتهم
1 - الملك زوسر Zoser
هو مؤسس الأسرة الثالثة الفرعونية بداية الدولة القديمة، وصاحب القبر العظيم
فى "سقارة" المعروف باسم " الهرم المدرج"، وقد اتخذ "منف" عاصمة للبلاد،
واهتم باستخراج النحاس من سيناء، ومد حدود البلاد جنوباً إلى ما بعد الشلال الأول
بعد أن بسط نفوذه على النوبيين.
هرم "زوسر" المدرج بمنطقة "سقارة".
هرم سقارة المدرج
هو أول بناء حجرى ضخم عرفه التاريخ، يتكون من ست مصاطب شيدت فوق
بعضها، مكسوة كلها بالحجر الجيرى الأبيض، ومحاط بسور ضخم كذلك من الحجر
الجيرى. يبلغ ارتفاع الهرم المدرج حوالى 60 متراً، وقد بنيت
غرفة دفن الملك من الجرانيت.
الوزير إيمحوتب الحكيم Imhotep
فى عهد الملك "زوسر" ظهر أحد النوابغ المصريين الذين تركوا آثاراً بارزة
فى تاريخ مصر وحضارتها، هو الوزير "إيمحوتب"، وإليه يرجع الفضل فى
وضع تصميم هرم سقارة المدرج وتنفيذه. على هذا الوزير اعتمد الملك "زوسر"،
واسند إليه كثيراً من الأعمال، فكان "إيمحوتب" يتولى الإشراف على كل صغيرة
وكبيرة، وإلى جانب شهرته فى فن العمارة، اشتهر بالحكمة والطب، فأحبه
المصريون القدماء وشيدوا له التماثيل. وعن وصف الوزير "إيمحوتب"
وزير الملك "زوسر" قيل: "كان "إيمحوتب" كاهن الملك ووزيره وبناءه،
عرف الإغريق تاريخه فقدروه، واعتبروه خالق عمارة الحجر، وأول علماء
الدنيا وطبيبها الأول، وكان "إيمحوتب" خريج أول مدارس العلم والدين
والسياسة فى هذه الدنيا…".
2 - الملك سنفرو Snefru
هرم الملك "سنفرو" المنحنى بـ"دهشور" جنوب "سقارة" (bent pyramid).
مؤسس الأسرة الرابعة، تلك الأسرة التى واصلت رسالة الأسرة الثالثة، فاستمرت
فى اتخاذ "منف" عاصمة للبلاد، كما كانت أيامها أيام سلام ورخاء. أشتهر "سنفرو"
بالإصلاح والقوة، ومن أهم أعماله إرسال أسطول بحرى إلى فينيقيا على ساحل بلاد
الشام (لبنان حالياً) لإحضار خشب الأرز لاستخدامه فى بناء السفن وعمل أبواب
القصور. شيد "سنفرو" لنفسه هرمين بـ"دهشور" جنوب "سقارة"، كما عمل على
تأمين حدود مصر الشرقية والجنوبية.
هرم "سنفرو" الشمالى بـ"دهشور"
(الهرم الأصغر على اليسار هو أيضاً للملك "سنفرو").
ظهر تقدم الأسرة الرابعة فى أهرامات ملوكها التى بناها على التوالى
(خوفو، خفرع، منكاورع).
أهرامات الجيزة.
3 - الملك خوفو Cheops
هرم الملك "خوفو" بالجيزة.
هو أحد ملوك الأسرة الرابعة، وترتبط شهرته بهرمه الأكبر الذى يعتبر أحد
عجائب الدنيا السبع لضخامة بنائه، وروعة منظره، وجمال هندسته، وبراعة
تصميمه. ويبلغ ارتفاع الهرم الأكبر حوالى 137 متراً، وعدد أحجاره
نحو 2,300,000 حجر، فهو بذلك أضخم بناء قديم أقيم على وجه الأرض،
ويرى المؤرخ الإغريقى "هيرودوت" أن بناء هذا الهرم استغرق عشرين عاماً.
وقد شيد خلفاء "خوفو": "خفرع" و"منكاورع" هرمين أقل حجماً من الهرم الأكبر.
تمثال للملك "خفرع" Khafreبالمتحف المصري.
هرم الملك "خفرع" بالجيزة.
تمثال أبى الهول
أمر الملك "خفرع" بنحت هذا التمثال من صخرة ضخمة على هيئة جسم أسد
له رأس إنسان، وهذا التمثال من الراجح أنه يمثل الملك "خفرع" نفسه.
تمثال "أبى الهول" بالجيزة.
يبلغ طول التمثال 57 متراً، وارتفاعه 20 متراً، وطول وجهه خمسة أمتار،
وطول أذنه أكثر من متر واحد، وفمه متران وثلث.
4 - أوسر كاف
منذ أواخر الأسرة الرابعة، أخذ نفوذ كهنة الإله "رع" بمدينة "عين
شمس" (هليوبوليس) يزداد، حتى استطاعوا إسقاط الأسرة الرابعة، وتولية
أحد رجالهم وهو "أوسر كاف" الحكم، وبه تبدأ الأسرة الخامسة.
أقام ملوك الأسرة الخامسة المسلات الضخمة التى ترمز لإله الشمس "رع"،
كما أقاما المعابد التى سميت معابد الشمس، يوجد معظم هذه المعابد
فى "أبى صير" و"دهشور" بمحافظة الجيزة.
ازدياد سلطة أمراء الأقاليم وانهيار الدولة القديمة - الأسرة السادسة
عاشت مصر فى عهد الدولة القديمة قوية متحدة متماسكة لفترة طويلة، إلى
أن دب فيها الضعف، وقلت هيبة ملوكها، وبدأت تزداد سلطة حكام الأقاليم خاصة
فى الأسرة السادسة. انتهز هؤلاء الحكام فرصة ضعف الملوك، وأخذوا يعملون
على تركيز السلطة فى أيديهم، والاستقلال بحكم أقاليمهم، ومحاولة الانفصال
عن فرعون. وخيم الظلام على مصر، وتدهورت أحوالها، وحلت بها الفوضى،
حدث ذلك فى عهد الملك "بيبى الثانى" الذى حكم البلاد حوالى قرن من الزمان،
الأمر الذى أدى إلى سقوط الأسرة السادسة فى عهد خلفائه، وانتهاء عهد الدولة
القديمة. وعن وصف مصر الفرعونية بعد سقوط الأسرة السادسة، يقول أحد
الحكماء: "انظر، لقد تغيرت البلاد، وتبدلت أحوالها وساءت، وليس أدل على
ذلك من أننا نرى النيل يوافينا بفيضه، والناس على الرغم من ذلك نيام لا ينهضون
لخير، ولا يعملون فى زرع أو ضرع، لا لأنهم يكرهون الزرع الضرع،
ولكن لأنهم لا يعرفون ماذا يطالعهم به الغد من شرور وأهوال …".
عصر الاضمحلال الأول (2280-2052 ق.م)
الأسرات 7-10
عصر الاضمحلال الأول هو عصر الأسرات (7-9). وسبب هذه التسمية هو أنه قد
انتشرت فى البلاد فى هذه الفترة الفوضى والاضطرابات، وطمعت فى أرض مصر
قبائل البدو الآسيويين الذين هاجموا حدود البلاد، وسيطروا على بعض أجزائها.
ملوك أهناسيا - الأسرتان التاسعة والعاشرة
ظهرت أسرة قوية فى "أهناسيا" (بمحافظة بنى سويف)، استطاعت تأسيس
الأسرتين التاسعة والعاشرة، وبسطت نفوذها على أقاليم مصر الوسطى وعلى الدلتا.
غير أن أسرة "أهناسيا" لم تنجح فى إعادة الوحدة إلى البلاد، وإذ نافستهم أسرة
قوية ظهرت فى "طيبة" (الاقصر حالياً)، واستطاع أمراؤها القضاء على الأسرة
العاشرة فى "أهناسيا"، وإقامة أسرة جديدة هى الأسرة الحادية عشرة،
التى بها يبدأ عصر الدولة والوسطي.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
عصر الدولة الوسطى – عصر الرخاء الاقتصادى
الأسرتان 11 و12 (2124-1778 ق.م)
اهتم ملوك الدولة القديمة ببناء الأهرامات، وإقامة المعابد، ونحت التماثيل، على عكس
ملوك الدولة الوسطى الذين اهتموا بالمشروعات التى تعود على جميع أفراد الشعب
بالخير والرخاء، مثل مشروعت الري والاهتمام بالزراعة والتجارة، والنهوض بالبلاد
نهضة شاملة فى جميع نواحيها.
أشهر ملوك الدولة الوسطى وإنجازاتهم
1 - الملك منتوحتب الثانى
هو مؤسس الأسرة الحادية عشرة، اتخذ موطنه "طيبة" عاصمة لمملكته، وإليه يرجع
الفضل فى نهضة البلاد، وإعادة الوحدة إليها، ونشر الأمن والقضاء على الفتن. لهذا قدره
المصريون القدماء، وصوروه بجانبالملك مينا موحد القطرين ، والملك "أحمس" قاهر
الهكسوس ومؤسس الدولة الحديثة .
2 - الملك إمنمحات الأول
كان "إمنمحات الأول" وزيراً لآخر ملوك الأسرة الحادية عشرة، ولما مات الملك دون
وريث، أعلن "إمنمحات" نفسه ملكاً على مصر. وبذل جهداً كبيراً لإخضاع حكام الأقاليم
لسلطانه. كما اتخذ عاصمة جديدة فى موقع متوسط بين الوجهين القبلى والبحرى هى
"إثيت تاوى" ومعناها القابضة على الأرضين، ومكانها حالياً قرية "اللشت" جنوب
مدينة "العياط" بمحافظة الجيزة. قضى "إمنمحات الأول" على غارات الآسيويين
والليبيين على أطراف الدلتا، ونجح فى تأديب العصاة فى بلاد النوبة.
3 - الملك سنوسرت الثالث Senusret III
من أهم ملوك الأسرة الثانية عشرة، نظراً لقدرته الإدارية والعسكرية. قاد الحملات بنفسه
إلى بلاد النوبة، وأقام بها سلسلة من الحصون أهمها قلعتا "سمنة وقمنة" فيما وراء
الجندل الثانى على حدود مصر الجنوبية عند "وادى حلفا". ومدّ حدود مصر إلى ما وراء
حدود آبائه، وزاد فيها، وناشد خلفاءه أن يحافظوا على تلك الحدود:
"إن من يحافظ من أبنائى على هذه الحدود التى أقمتها فإنه ابنى وولدى … وإنه لأشبهه
بالابن الذى حمى أباه والذى حفظ حدود من أعقبه …، أما الذى يهملها ولا يحارب من
أجلها فليس بابنى ولم يولد منى…" – من نقش للملك "سنوسرت الثالث" على أحد
النصب التى أقامها فى بلاد النوبة.
أمر الملك "سنوسرت الثالث" بحفر قناة فى شرق الدلتا تصل بين أقصى فروع النيل
شرقاً، وخليج السويس،وهى أقدم اتصال مائى بين البحرين الأحمر والمتوسط، وقد سماها
الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت الثالث". ومن الفوائد التى
عادت على البلاد من حفر "قناة سيزوستريس" ازدياد النشاط التجارى وتوثيق الصلات
التجارية بين مصر وبلاد "بونت" (الصومال الحالية)، وأيضاً ازدياد النشاط التجارى
بين مصر وبلاد الشام، وجزر البحر المتوسط، مثل كريت وقبرص.
4 - الملك إمنمحات الثالث Amenemhet III
تمثال من الجرانيت للملك "أمنمحات الثالث"، وهو معروض بالمتحف
البريطانى فى لندن.
وجه الملك "إمنمحات الثالث" (من ملوك الأسرة الثانية عشرة) جهده للتنمية واستثمار
موارد البلاد الطبيعية. وارتبط اسمه بعمله العظيم فى منطقة الفيوم، إذ بنى سداً لحجز
المياه عند "اللاهون" أنقذ به مساحة كبيرة من الأراضى كانت ضائعة فى مياه الفيضان،
وأضافها إلى المساحة المزروعة فى مصر، وقد عرف هذا السد فيما بعد بـ"سد
اللاهون". كما أقام الملك "إمنمحات الثالث" مقياساً فى الجنوب عند قلعة "سمنة"
للتعرف على ارتفاع الفيضان، والذى كان يتم على أساسه تقدير الضرائب. وبنى هرمه
الشهير عند بلدة "هوارة" بالفيوم، وأقام معبداً ضخماً أطلق عليه فيما بعد "قصر التيه"
لتعدد حجراته، حيث كان من الصعب على الزائر الخروج منه بعد دخوله. كتب المؤرخ
اليونانى "هيرودوت" يصف قصر التيه: "إنه يفوق الوصف، يتكون من 12 بهواً، ومن
3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف العليا تفوق ما
أخرجه الإنسان من آثار، إذ أن سقوفها كلها قد شيدت من الأحجار، ويحيط بكل بهو
أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء …".
عصر الاضمحلال الثانى (1778-1570 ق.م)
الأسرات 13-17
نهاية الدولة الوسطى
كانت نهاية الدولة الوسطى شبيهة إلى حد كبير بنهاية الدولة القديمة، فبعد وفاة الملك
"إمنمحات الثالث" ضعفت قوة فرعون، وبدأ الصراع بين حكام الأقاليم، وحلت الفوضى،
وعادت البلاد إلى التفكك. وسقطت البلاد فريسة فى يد الأجانب، فقد دخلتها قبائل من
البدو أتوا من غرب آسيا يعرفون باسم "الهكسوس" احتلوا شمالها ووسطها، وظلوا بها
قرنين من الزمان. يقول المؤرخ المصرى "مانيتون" عن أسباب سقوط مصر فى أيدى
الهكسوس: "إن الرعاة قد استولوا على مصر فى سهولة، واجتاحوها فى غير حرب،
لأن المصريين كانوا يومئذ فى ثورة واضطراب …".
غزو الهكسوس لمصر
من هم الهكسوس؟ الهكسوس فى اللغة المصرية القديمة معناها "حكام البلاد الأجنبية"،
وهم قبائل بدوية آسيوية، جاءت من فلسطين، وأسماهم المصريون الرعاة، لأنهم
اغتصبوا بلادهم دون حق. تسللت تلك القبائل إلى شرق الدلتا، واستقرت فى مدينة
"أواريس" ("صان الحجر" قرب مدينة الزقازيق الآن) واتخذتها عاصمة، وواصلت
زحفها جنوباً حتى احتلت مدينة "منف"، ومصر الوسطى. وفى الوقت نفسه سيطر
النوبيون على الجزء الجنوبى من البلاد، ولم يبق مستقلاً سوى جزء يحكمه أمراء طيبة.
العربة التى أدخلها الهكسوس فى مصر واستخدمت كسلاح مركبات فى الحرب.
ومن الأسباب التى ساعدت الهكسوس على احتلال مصر بسهولة: اضطراب الأحوال فى
مصر بسبب الفوضى وضعف الحكام، وتفوق الهكسوس نتيجة كثرتهم العددية، ومهارتهم
فى فنون القتال، فقد كانوا يستخدمون الخيول والعجلات الحربية التى تجرها الخيول،
والسيوف والأقواس البعيدة المدى، وهى أسلحة لم يعرفها المصريون من قبل.
موقف الهكسوس من المصريين وموقف المصريين منهم
أساء الهكسوس معاملة المصريين، فأحرقوا المدن والقرى، بغير رحمة، وهدموا المعابد،
وذبحوا بعض السكان، واجبروا المصريين على دفع ضرائب جديدة، وشيدوا القلاع
والحصون. وبمرور الزمن، تأثر الهكسوس بالحضارة المصرية، فتمصروا وقلدوا
الفراعنة فى أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم، وتكلموا اللغة المصرية، واعتنقوا ديانة
المصريين.
لم يطمئن المصريون القدماء للهكسوس، وظلوا يكرهون حكمهم، وينظرون إليهم نظرة
احتقار لأنهم سلبوهم استقلال بلادهم وحرية وطنهم. وأخذت تقوى الروح الوطنية بين
المصريين مع الأيام، وصمموا على طرد الهكسوس وتحرير الوطن.
كفاح المصريين ضد الهكسوس
قاد أمراء طيبة الكفاح ضد الهكسوس، بعد أن بسطوا سيطرتهم على صعيد مصر
وأسسوا الأسرة السابعة عشر. وعندما خاف الهكسوس من ازدياد قوة المصريين،
رأى ملكهم أن يستفز أمير طيبة، وأرسل إليه رسولاً يقول له: "أسكتوا أفراس الماء
فى البحيرة الشرقية بطيبة، فضجيجها يحرمنى من النوم نهارى وليلى، وأصواتها
تطن فى مسامع مدينتى".
كان هذا الطلب غريباً وخاصة إذا علمنا أن "طيبة" تبعد عن "أواريس" بمئات
الكيلومترات، ولكن الذى كان يقلق ملك الهكسوس هو نشاط "سقنن رع" أمير طيبة
ورجاله. رفض أمير طيبة هذا الطلب الغريب، وقامت الحرب بين الهكسوس وإمارة طيبة،
سقط خلالها "سقنن رع" شهيداً على أرض المعركة. فكان "سقنن رع" أول حاكم
يستشهد فى سبيل تحرير وطنه. وخلفه ابنه "كاموزة" فى قيادة الكفاح ضد الغزاة،
وكانت أمه العظيمة "أياح حتب" تشجعه إلى أن استشهد كذلك فى معركة الحرية.
أحمس وطرد الهكسوس
دعت "أياح حتب" ابنها الثانى "أحمس" لقيادة شعبه الثائر، فأعد جيشا قوياً مدرباً
على فنون الحرب واستخدام العجلات الحربية (التى كان يستعملها الهكسوس)،
وانضم إلى جيش التحرير الكثير من المواطنين. زحف "أحمس" إلى الشمال،
وشدّد الهجوم على الهكسوس فى عاصمتهم "أواريس" حتى دخلها، وظل يطاردهم
عبر شمال سيناء حتى فلسطين، وتشتت شملهم عند حصن "شاروهين" ولم يظهر
اسمهم بعد ذلك فى التاريخ. عاد "أحمس" إلى وطنه منتصراً، واستقبله شعب مصر
استقبالاً رائعاً. وبذلك انتهت من تاريخ مصر فترة احتلال أجنبى بغيض، وبدأت فترة
جديدة من المجد والفخار بقيام عصر الدولة الحديثة.
الملك "أحمس الأول" مؤسس الأسرة 18 (بداية عصر الدولة الحديثة).
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
عصر الدولة الحديثة – عصر المجد الحربى
الأسرات 18-20 (1570-1085 ق.م)
ذكرنا فى موضع آخر كيف خضعت مصر نتيجة لضعفها لحكم الهكسوس الأجانب،
ولكن المصريين ما كانوا ليخضعوا لمحتل أجنبى، فقد قاوم المصريون بزعامة أمراء
طيبة هؤلاء المعتدين، واستشهد الكثير من أبناء مصر، حتى تمكن "أحمس" Ahmose
I بطل الاستقلال ومؤسس الدولة الحديثة من هزيمتهم وتشتيتهم. هكذا أعاد "أحمس"
لمصر اتحادها، وبدأ فجر عهد جديد زاهر، هو عصر الدولة الحديثة بقيام الأسرة
الثامنة عشرة التى أسسها "أحمس" قاهر الهكسوس.
حالة البلاد فى عهد الدولة الحديثة
كان فى غزو الهكسوس لمصر ثم طردهم عظة كبيرة للمصريين، فأنشئوا جيشاً كبيراً
منظماً لحماية البلاد من الطامعين، وتسابق أبناء مصر فى الالتحاق بالجيش بعد أن
أدركوا أن الانتساب إليه شرف. وتكونت لمصر أول إمبراطورية عرفها التاريخ، امتدت
فى قارتى آسيا وأفريقيا، من نهر الفرات شمالاً حتى الجندل الرابع جنوباً. كما تقدمت
حضارة مصر فى مجالاتها المختلفة من اقتصادية واجتماعية وفنية وعلمية وأدبية.
أشهر ملوك الدولة الحديثة وإنجازاتهم
1 - الملكة حتشبسوت Hatshepsut
هى أشهر ملكات مصر، امتاز عصرها باستقرار الأمن والسلام فى الداخل والخارج،
فى ظل جيش قوى ساهر، كما تميز عهدها بالبناء والنهوض بالفنون والتجارة. كانت
"حتشبسوت" تمثل دور الفراعنة من الرجال، فتخلت عن ألقاب الملكات، واستخدمت
ألقاب الملوك، ولبست زيهم فى الحفلات الرسمية. اتجهت سياسة مصر فى عهدها نحو
قارة أفريقيا، فأرسلت بعثة تجارية إلى بلاد "بونت" (الصومال الحالية).
رحلة حتشبسوت التجارية إلى بلاد بونت
فى العام التاسع من حكمها أرسلت الملكة "حتشبسوت" بعثة تجارية إلى بلاد "بونت"
مكونة من عدة سفن شراعية عبرت البحر الأحمر حتى وصلت "بونت"، فاستقبلها
حاكم "بونت" وكبار رجالها، وقدمت البعثة الهدايا إليهم، ثم عادت محملة بكميات
كبيرة من الذهب والبخور العطور الأبنوس والعاج والجلود وبعض الحيوانات
. صورت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الملكة "حتشبسوت"
بـ"الدير البحرى" قرب "طيبة".
معبد الملكة "حتشبسوت" بالدير البحرى.
بعثة حتشبسوت إلى أسوان
أيضاً صورت جدران "الدير البحرى" وصف بعثة أرسلتها "حتشبسوت" إلى محاجر
الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة، لإقامة مسلتين عظيمتين بمعبد الكرنك
بالأقصر، لا تزال إحداهما قائمة حتى الآن، ويبلغ ارتفاعها حوالى 30 متراً.
2 - الملك تحتمس الثالث Thutmose III
تميز هذا الملك من بين ملوك العالم القديم بالبطولات الرائعة التى سجلها له التاريخ،
فقد قام بسبع عشرة حملة فى آسيا، ثبت بها نفوذ مصر هناك، كما ثبت نفوذ مصر
حتى بلاد النوبة جنوباً. وإلى جانب قدرته الحربية تميز ببراعته السياسية،
وبتشييد أروع الأبنية وأفخم المعابد.
معركة مجدو
تعتبر هذه المعركة مثالاً لبراعة "تحتمس الثالث" الحربية. كان أمير مدينة "قادش"
السورية يتزعم حلفاً ضد مصر، فصمم "تحتمس الثالث" على تأديب ذلك الأمير،
وخرج بجيشه (100000 جندى) حتى وصل إلى شمال فلسطين، وسار فى طريق
ضيق حتى يفاجئ العدو منه، ثم نزل سهل "مجدو"، فحاصرها "تحتمس الثالث"،
ولم يعد إلى مصر إلا بعد أن أعاد النظام والاستقرار إلى جنوب سوريا.
يقول أحد المؤرخين عن قوة مصر فى زمن الملك "تحتمس الثالث": "لا توجد
هناك قوة فى بلاد الشرق الأدنى تستطيع أن تواجه الجيش المصرى الذى نال
تدريباً عسكرياً ممتازاً، وفاز بقيادة ملك عبقرى هو فرعون مصر العظيم …".
الملك "تحتمس الثالث".
وإليك أيضا مثالاً لبراعة تحتمس الثالث الإدارية والسياسية
استدعى "تحتمس الثالث" أبناء أمراء الأقاليم الآسيوية إلى مصر، ليعلمهم بها
العادات والتقاليد المصرية، ويثقفهم الثقافة المصرية، ويغرس فى نفوسهم
حب مصر، حتى إذا ما عادوا إلى بلادهم وتولوا مقاليد الحكم فيها، اصبحوا
من أتباعه المخلصين. وكان لهذه السياسة الحكيمة أثرها فى تماسك
الإمبراطورية المصرية ونشر الثقافة المصرية. أيضاً اهتم "تحتمس الثالث"
بإنشاء أسطول حربى قوى، استطاع به أن يبسط سيطرته على الكثير من
جزر البحر المتوسط وساحل "فينيقيا".
الملك "تحتمس الثالث".
3 - الملك أمنحتب الرابع (إخناتون) Akhenaton or Ikhnaton
"أخناتون".
تمثالان للملكة "نفرتيتى" من متحف برلين - ألمانيا
(التمثال الأيمن) ومتحف فلورنسا - إيطاليا (التمثال الأيسر).
تولى الحكم بعد وفاة أبيه "أمنحتب الثالث" وعمره لا يزيد عن 16 عاماً، وتزوج
من "نفرتيتى" Nofretete or Nefertiti المشهورة فى التاريخ، ولم يكن مهتماً
بأمور السياسة والحرب، ولكنه انشغل بأمور الدين. لم يرض "أمنحتب الرابع"
عن تعدد الآلهة فى الديانة المصرية القديمة، ورأى أن جميع الآلهة ليست إلا صورة
متعددة لإله واحد، فنادى بعقيدة دينية جديدة تدعو إلى عبادة إله واحد هو "آتون"
الذى يمثل القوة الكامنة فى قرص الشمس، ومثله بقرص تخرج منه أشعة تحمل
الحياة والنور إلى الأرض وما عليها.
"أخناتون" وزوجته "نفرتيتى".
غيّر "أمنحتب الرابع" اسمه إلى "أخناتون" وأتخذ له عاصمة جديدة هى "أخيتاتون"
وموقعها "تل العمارنة" بمحافظة المنيا، وذلك لكى يبعد عن "طيبة" مقر كهنة الإله
"آمون". ونتيجة لذلك ثار كهنة الإله "آمون" والآلهة الأخرى ضد "أخناتون"،
وبرغم ذلك احتل اسم "أخناتون" مكاناً بارزاً بسبب تلك الثورة الدينية التى قام
بها ضد تعدد الآلهة.
4 - الملك توت عنخ آمون Tutankhamen or Tutankhamun
القناع الذهبى للملك "توت عنخ آمون" (المتحف المصرى بالقاهرة).
تولى الحكم بعد "أخناتون"، واتخذ "طيبة" عاصمة للبلاد من جديد وفى عهده
ازداد نفوذ كهنة "آمون". ترجع شهرة "توت عنخ آمون" إلى اكتشاف مقبرته
كاملة عام 1922 فى "وادى الملوك" بالبر الغربى للأقصر، تلك المقبرة
التى حوت روائع فنية وكنوزا أثرية ليس لها مثيل، والتى تدل على ما وصلت
إليه الفنون المصرية من تقدم. والآن تعرض محتويات مقبرة "توت عنخ آمون"
فى المتحف المصرى بميدان التحرير بمدينة القاهرة.
5 - الملك رمسيس الثانى Ramses II
"رمسيس الثانى".
هو من أشهر ملوك الأسرة التاسعة عشرة. بدأ "رمسيس الثانى" عصراً جديداً
سُمى "عصر الإمبراطورية الثانية"، وعمل على إحياء النفوذ المصرى فى بلاد
الشام الذى كان قد ضعف بعد ثورة "أخناتون" الدينية. وتعتبر حروبه آخر
المجهودات الحربية التى بذلها ملوك الدولة الحديثة.
معركة قادش
قام ملك الحيثيين بعقد محالفات مع أمراء المدن السورية ضد مصر، فأعد
"رمسيس الثانى" جيشاً بلغ 20,000 مقاتل، وسار الجيش مخترقاً شبه
جزيرة سيناء وفلسطين، والتقى بالحيثيين وانقض عليهم وهزمهم شر هزيمة.
اضطر ملك الحيثيين بسبب هزيمته إلى طلب الصلح، ووافق "رمسيس الثانى".
أقدم معاهدة دولية فى التاريخ
عاود ملك الحيثيين بعد معركة قادش إثارة الاضطرابات مرة أخرى ضد مصر
فى بلاد الشام، فحاربه "رمسيس الثانى" واستمرت الحرب مدة خمسة عشر عاماً
إلى أن طلب ملك الحيثيين الصلح. عقدت بين "رمسيس الثانى" وملك الحيثيين
معاهدة تحالف وصداقة تعهد فيها كل منهما للآخر بعدم الاعتداء، وإعادة العلاقات
الودية، ومساعدة كل منهما للآخر فى حالة تعرضه لهجوم دولة أخرى.
وتعد هذه المعاهدة أقدم معاهدة دولية مكتوبة فى التاريخ. ومن نصوص هذه
المعاهدة: "لا تسمح الآلهة بعداء بين البلدين، لن يعتدى عاهل خيتا على
أرض مصر …، ولن يعتدى رمسيس على أرض خيتا …".
أعمال رمسيس الثانى المعمارية
معبد "أبى سمبل".
نحت معبدين فى الصخر عند "أبى سمبل" ببلاد النوبة، أحدهما له والآخر
لزوجته "نفرتارى"، وقد تم إنقاذهما من مياه السد العالى بمساعدة
هيئة اليونسكو.
كما أتم الملك "رمسيس الثانى" بهو الأعمدة العظيم بمعبد "الكرنك"،
وأقام الكثير من المسلات، منها مسلة مازالت قائمة إلى اليوم فى معبد
الأقصر، ومسلة أخرى نقلت إلى فرنسا ونصبت فى أحد ميادين مدينة
باريس عاصمة فرنسا (ميدان الكونكورد).
تمثال "رمسيس الثانى" فى معبد الكرنك بالأقصر.
معبد "الرمسيوم" بالأقصر وهو المعبد الجنائزى الخاص بالملك "رمسيس الثانى".
مومياء الملك "رمسيس الثانى".
6 - الملك رمسيس الثالث
لقطة من معبد "رمسيس الثالث" فى "مدينة هابو" بالبر الغربى
بالأقصر تصور انتصارات الملك "رمسيس الثالث" بالحفر الغائر
على جدران الصرح الأول الذى قام هو ببنائه.
هو آخر الفراعنة العظام لعصر الدولة الحديثة، حكم مصر أكثر من ثلاثين عاماً.
وفى عهده تجددت أخطار شعوب البحر المتوسط الذين هاجموا مصر، ولكن
"رمسيس الثالث" استطاع هزيمتهم عند مدينة رفح، كما انتصر الأسطول
المصرى على سفنهم عند مصب النيل الغربى. كما تصدى "رمسيس الثالث"
لليبيين الذين هاجموا حدود مصر الغربية، وردهم على أعقابهم.
خراطيش للملك "رمسيس الثالث" منقوشة على حوائط المقبرة
رقم 3 بوادى الملوك، والخراطيش هى أشكال بيضاوية مكتوب
بداخلها اسم شخصية ملكية أو إله.
نهاية الدولة الحديثة
بعد انتهاء حكم الملك "رمسيس الثالث" ضعفت البلاد نتيجة لضعف
الملوك وتدخل كهنة "آمون" بطيبة فى شئون الحكم، وتعرضت البلاد
للأخطار الخارجية. استطاع كبير كهنة الإله "آمون" تولى الحكم
وأن يعلن نفسه ملكاً، وبذلك انتهى عهد الدولة الحديثة عام 1085 ق.م.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
العصر المتأخر (عصر الاضمحلال الثالث)
الأسرات 21-30 (1085-332 ق.م)
المقصود بالعصر المتأخر
اتفق العلماء على تسمية الفترة التى تلت سقوط الدولة الحديثة سنة 1085 ق.م
بالعصر المتأخر أو عصر الاضمحلال الثالث، وهو عصر متأخر من الناحية الزمنية،
إذ هو فى ختام العصر الفرعونى، كما أنه متأخر من الناحية الحضارية.
أحوال مصر فى العصر المتأخر
تدهورت أحوال البلاد سياسياً وثقافياً واقتصادياً. وتعرضت البلاد للنفوذ الأجنبى،
فحكمها غرباء عنها، تمثلوا فى مجموعات متتالية من الحكام الليبيين والنوبيين
والآشوريين وأخيراً الفرس.
يعتبر معبد "هيبس" بواحة "الخارجة" المعبد المصرى الوحيد الباقى
من العصر الفارسى.
الملك أبسماتيك الأول Psammetichos or Psamtik I
تخللت الفترة المظلمة التى عاشتها مصر فى عصر الاضمحلال الثالث، فترة حكم
وطنى استردت فيه مصر لزمن قصير حريتها واستقلالها، وكان ذلك فى عهد
"أبسماتيك الأول" حاكم مدينة "سايس" ("صا الحجر" بمحافظة الغربية)،
ومؤسس الأسرة 26. اهتم "أبسماتيك الأول" بالجيش لتدعيم مركزه وصد
أى عدوان خارجى، وعمل على تقويته، واستعان بجند مرتزقة
(وهم الجنود الذين يعرضون خدماتهم العسكرية مقابل حصولهم على قدر من المال).
كما نجح "أبسماتيك الأول" فى طرد الآشوريين من مصر، وعمل على تنمية
تجارة مصر مع المدن الفينيقية وغيرها.
الملك نخاو
هو أحد خلفاء "أبسماتيك الأول"، وقد عمل على إعادة حفر القناة التى
كانت تصل بين النيل والبحر الأحمر (قناة سيزوستريس)، حتى تتوسع مصر
فى تجارتها الخارجية. كما أرسل "نخاو" بعثة من الفينيقيين للدوران حول
أفريقيا، استغرقت ثلاث سنوات، ونجحت فى ذلك.
نهاية الحكم الفرعونى لمصر
انهارت النهضة التى أقامها الملك "أبسماتيك الأول" وخلفاؤه، على يد الفرس
الذين غزوا البلاد سنة 525 ق.م وجعلوا مصر جزءا من إمبراطوريتهم.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
تاريخ مصر وحضارتها فى عصر البطالمة
موجز سريع
سبق أن ذكرنا فى موضع آخر أن مصر شهدت نهضة أخيرة فى عهد الملك
"أبسماتيك الأول" وخلفائه، لكن البلاد ما لبثت أن تعرضت لغزو أجنبى من
الفرس. ظلت مصر تعانى من حكم الفرس، حتى ظهر "الإسكندر المقدونى"،
الذى هزم جيوش الفرس، ودخل مصر، بذلك خضعت مصر لحكم الإغريق.
وبعد وفاة "الإسكندر"، خضعت مصر لحكم البطالمة. ثم أخيراً (بعد سنة 31 ق.م)
خضعت مصر لحكم الرومان، وظلت مصر ولاية رومانية حتى جاء الفتح العربى
وخلص مصر من حكم الرومان سنة 641م.
"الإسكندر المقدونى" (الأكبر).
تمهيد
بعد سقوط الدولة الحديثة، شهدت مصر عصراً متأخراً من جميع النواحى،
فيه تعرضت للنفوذ الأجنبى الليبى ثم النوبى ثم الآشورى، وأخيراً الفارسى.
وظلت مصر تحت حكم الفرس حتى عام 332 ق.م، عندما دخلها
"الإسكندر المقدونى"، وقضى على حكم الفرس، وضم مصر إلى إمبراطوريته.
من هو الإسكندر المقدونى؟
هو ابن الملك "فيليب" ملك بلاد "مقدونيا" فى شمال بلاد اليونان
(الإغريق)، هذا الملك استطاع توحيد بلاد الإغريق تحت زعامته،
ومات قبل أن يهزم الفرس أعداء الإغريق. وقد تولى الحكم بعده ابنه
"الإسكندر" عام 336 ق.م، وكان عمره لا يزيد على عشرين سنة،
فاستخفت به الولايات الإغريقية، وثارت عليه فى وقت واحد، ولكنه
أخمد ثوراتهم فى سرعة ومهارة. وكان الفيلسوف "أرسطو" قد باشر
تربية "الإسكندر"، فنشأ محباً للحضارة الإغريقية ومتحمساً لها. استعد
"الإسكندر" لغزو بلاد الفرس، فاستولى على ممتلكاتهم فى آسيا الصغرى
وسورية وفينيقيا، ولم يبق أمامه سوى مصر. عُرف "الإسكندر" بلقب
"الأكبر" لأنه من أعظم الفاتحين، فقد غزا معظم أجزاء العالم.
مجىء الإسكندر إلى مصر
نجح "الإسكندر" فى فتح مصر بسهولة عام 332 ق.م، ورحب به المصريون،
لأنهم ظنوا أنه جاء بجنده ليخلصهم من حكم الفرس، وبسبب معرفتهم للإغريق
الذين عاشوا فى مصر، والتحق الكثير منهم بجيش مصر كجنود مرتزقة. ولكى
يرضى "الإسكندر" الشعور القومى للمصريين ويتقرب إليهم، زار معبد الإله
"آمون" فى واحة سيوة، حيث قدم القرابين، فمنحه الكهنة لقب "ابن آمون".
تأسيس مدينة الإسكندرية
عمل "الإسكندر" على أن ينشئ على شاطئ مصر الشمالى ثغراً كبيراً، يكون
مركز إشعاع للحضارة الإغريقية، ونشرها فى أنحاء العالم. حقق "الإسكندر"
غرضه بإنشاء مدينة الإسكندرية، بأن ردم الماء بين جزيرة صغيرة قريبة من
الشاطئ اسمها "فاروس"، وقرية صغيرة على الشاطئ اسمها "راقودة"،
فتكون بذلك مرسيان جميلان، أحدهما شرقى والآخر غربى
(يوجد بالإسكندرية الميناء الشرقى والميناء الغربى)،
وبذلك تكونت مدينة الإسكندرية، التى يطلق عليها "عروس البحر المتوسط".
وقد خططها المهندسون الإغريق على شكل شوارع مستقيمة ومتقاطعة.
واتخذ "الإسكندر" من مدينة الإسكندرية عاصمة للحكم اليونانى فى مصر.
الحضارة الهلينستية
فكر "الإسكندر" فى تكوين حضارة جديدة تجمع بين مزايا حضارة مصر
وبلاد الشرق القديم، وحضارة الإغريق، وقد سُميت تلك الحضارة الجديدة باسم
"الحضارة الهلينستية" وكانت مدينة الإسكندرية مركزاً لنشر هذه الحضارة.
نهاية عهد الإسكندر
بعد أن استقر الحكم للمقدونيين فى مصر، تركها "الإسكندر" وتوغل فى الإمبراطورية
الفارسية، حتى وصل إلى الهند، ولكنه مرض فعاد إلى بابل حيث مات عام 323 ق.م،
وهو فى سن الثالثة والثلاثين، وحُملت جثته إلى مصر ودُفن بالإسكندرية.
عصر البطالمة فى مصر (330 ق.م – 30 ق.م)
عملة فضية منقوش عليها صورة "بطليموس الأول" الذى كان واحداً من
أبرع قادة جيش "الإسكندر الأكبر"، ثم أعلن نفسه ملكاً على مصر
سنة 304 ق.م بعد موت "الإسكندر الأكبر".
لما مات "الإسكندر" قُسمت مملكته الواسعة بين قواده، وكانت مصر من نصيب
القائد "بطليموس الأول" الذى استقل بحكمها، وأسس لأبنائه وأحفاده دولة
جديدة هى دولة البطالمة، التى استمرت مدة ثلاثة قرون، واتخذت الإسكندرية
عاصمة لها. يُعرف خلفاء "الإسكندر الأكبر" الذين توارثوا حكم القسم الأفريقى
من إمبراطوريته باسم "البطالمة" نسبة إلى "بطليموس" أحد قواد جيش
"الإسكندر". وقد نعمت مصر بالأمن والخير فى ظل حكم البطالمة الأوائل،
حتى عصر "بطليموس الرابع"، كما ازدهرت الحضارة الهلينستية بها،
وصارت مدينة الإسكندرية أعظم مدن العالم القديم.
كيف انتهى حكم البطالمة فى مصر؟
بعد انتهاء حكم البطالمة الأوائل، ضعفت دولة البطالمة بسبب ضعف ملوكها،
وتعدد ثورات المصريين ضدهم. أدى ذلك إلى ازدياد نفوذ روما وتدخلها فى شئون
مصر الداخلية، وانتهى ذلك بسقوط دولة البطالمة، وصارت مصر ولاية رومانية
(تابعة للدولة الرومانية) عام 31 ق.م.
حضارة مصر فى عهد البطالمة
أولاً: نظم الحكم والإدارة
كانت حكومة البطالمة فى مصر حكومة مطلقة، ادعت لنفسها من السلطان
بمثل ما ادعى به الملوك الفراعنة من قبل، واصبح الحكام البطالمة فراعنة وآلهة.
اعتمد البطالمة على العنصر الإغريقى فى الحكم والحروب، ومنحوه المناصب
المهمة فى البلاد، وتركوا للمصريين الإنتاج الزراعى والصناعى، والمناصب
الدينية. وجعل البطالمة اللغة اليونانية لغة رسمية تستخدم فى دواوين
الحكومة ومصالحها. لم يتقرب البطالمة إلى المصريين بصورة عملية إلا بعد
أن قلت هجرة العنصر اليونانى إلى مصر، فجند البطالمة المصريين فى الجيش،
وحقق هؤلاء نصراً كبيراً فى موقعة "رفح" عام 217 ق.م على أعداء البطالمة،
بعد ذلك عادت الثقة فى نفوس المصريين، مما ساهم فى اتساع ثوراتهم ضد
البطالمة بعد ذلك. قسم البطالمة مصر إلى 42 إقليماً، وكل إقليم إلى مجموعة
من المراكز، وكل مركز إلى مجموعة من القرى تسمى كوم.
ثانياً: الحياة الدينية
"سيرابيس" - المتحف اليونانى-الرومانى بالإسكندرية.
أضفى البطالمة صفة التقديس أو الألوهية على حكمهم فى مصر. وظهرت
فى عهدهم عبادة الإله "سيرابيس"، والتى كان مركزها "منف" و"الإسكندرية"،
وهى مزيج بين الديانة المصرية القديمة والديانة الإغريقية. كما اهتم البطالمة
بتشييد المعابد الفخمة ذات الطراز المصرى، ومن أهمها معبد "ادفو" لعبادة
الإله "حورس".
معبد "حورس" بـ"إدفو".
واتبع البطالمة سياسة تجاه الديانة المصرية القديمة تنطوى على الاحترام
الكامل، وقدموا القرابين للمعبودات المصرية بهدف التقرب إلى المصريين.
كما انتشرت فى بلاد الإغريق عبادة الإلهة المصرية "إيزيس".
"إيزيس".
تمثال إغريقى لـ"إيزيس" وقد اعتبروها إلهة للطب
- المتحف اليونانى-الرومانى بالإسكندرية.
ثالثاً: الحياة الاقتصادية
ا – الزراعة: اهتم البطالمة اهتماماً كبيراً بالنواحى الاقتصادية، وعملوا
على تنمية موارد الدولة، فزادوا من مساحة الأرض الزراعية، واهتموا
بزراعة أشجار الزيتون، والتين، والتفاح، والكمثرى، واللوز، والرمان،
وادخلوا الساقية، وشقوا الترع وأقاموا الجسور. كما اهتم البطالمة بإدخال
أنواع جديدة من الحيوانات، مثل الجمال والخنازير، كما اهتموا بتربية
النحل بشكل كبير وتصدير عسله إلى البلاد المجاورة.
ب – الصناعة: نشطت الصناعة فى عهد البطالمة، وخاصة صناعة
المنسوجات التيلية والصوفية، وصناعة الأوانى الفخارية والزجاجية
والمعدنية، وصناعة ورق البردى.
ج – التجارة: نشطت التجارة الخارجية، وتبادل البطالمة المتاجر
مع أواسط إفريقية، وبلاد البحر المتوسط، ومع جزيرة العرب وبلاد
الهند والصين. كانت الإسكندرية من أعظم مدن العالم فى تجارة ذلك العصر.
واستخدم البطالمة ثلاثة أنواع من العملة: ذهبية، وفضية، ومعدنية، وكانت
العملة تصك فى الإسكندرية. كما أعاد البطالمة حفر القناة القديمة الموصلة
بين النيل وخليج السويس والبحر الأحمر "قناة سيزوستريس"، كما عملوا
على إحياء طرق القوافل التجارية بين النيل والبحر الأحمر.
ملحوظة:
كثرة الضرائب التى فرضها البطالمة على المصريين، دفعت بالمزارعين
إلى ترك مزارعهم، وأحياناً الثورة على البطالمة، وتدهورت الزراعة
والصناعة والتجارة فى أواخر حكم البطالمة.
رابعاً: الحياة الاجتماعية
كان البطالمة إغريقاً فى حياتهم، أى أنهم عاشوا فى مصر محافظين على
عاداتهم وتقاليدهم الإغريقية، وشجعوا هجرة الإغريق إلى مصر. بنى البطالمة
فى مصر مدناً جديدة لهم، وأقاموا بها المسارح والملاعب والحمامات، وفى
هذه المدن الجديدة انتشرت اللغة الإغريقية. لم يتدخل البطالمة فى شئون
المصريين أو تقاليدهم أو أسلوب حياتهم، ومن ثم احتفظ المصريون بكل
ما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم.
خامساً: الحياة الثقافية
جامعة الإسكندرية (دار البحث العلمى)
ارتبطت شهرة مدينة الإسكندرية الثقافية والعلمية بجامعتها التى أنشئت فى
عهد البطالمة، فكانت جامعة الإسكندرية أكبر جامعة عرفها العالم القديم،
حيث توافد عليها العلماء والمفكرون من كل أنحاء العالم. فى جامعة الإسكندرية
كانت تدرس العلوم والآداب المختلفة فازدهرت علوم الفلك والجغرافيا والنبات
والحيوان والتشريح والطب والجراحة والرياضيات. وكانت الحكومة توفر
على نفقتها إقامة العلماء والطلاب فى مبانى الجامعة، ولعلماء الإسكندرية
الفضل فى التوصل إلى الكثير من الحقائق العلمية والمبادئ الفلكية، مثل
دوران الأرض حول الشمس، وتقدير محيط الكرة الرضية.
ومن أشهر علماء جامعة الإسكندرية "إقليدس" عالم الهندسة، و"بطليموس"
عالم الجغرافيا، و"مانيتون" المؤرخ المصرى، صاحب المرجع الأول فى
تاريخ الأسرات الحاكمة فى مصر الفرعونية.
مكتبة الإسكندرية (دار الكتب)
إلى جانب الجامعة، أنشأ البطالمة بالإسكندرية داراً عظيمة للكتب، جمعت
معظم كتب الأمم القديمة، وفرض البطالمة على كل من يتعلم بالإسكندرية
أو يزورها من العلماء، أن يهدى إلى دار كتبها نسخة من كل ما يؤلف من كتب،
فكانت هذه المكتبة مورداً للعلماء والباحثين والطلاب. أنشأ مكتبة الإسكندرية
"بطليموس الأول"، وهى أول مكتبة حكومية عامة عرفها العالم، ضمت أكثر
من نصف مليون كتاب. وكانت المؤلفات تكتب على ورق البردى باليد.
ولابد أنك سمعت عن مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية الذى تقوم به مصر
بمساعدة منظمة اليونسكو (وهى منظمة عالمية تابعة للأمم المتحدة،
تهتم بالتربية والعلوم والثقافة، ومقرها باريس عاصمة فرنسا)، ولابد
أنك قرأت أخبار التبرعات لصالح ذلك المشروع(وربما عند قراءتك لتلك
السطور يكون ذلك المشروع العظيم قد تم بالفعل)، ذلك المشروع الذى
يهدف إلى إحياء المكتبة القديمة، فى شكل مكتبة جديدة تكون مثل سابقتها
القديمة مكتبة عامة للبحث العلمى.
وعن مكتبة الإسكندرية القديمة قيل أنها "كانت أعظم مكتبة فى التاريخ القديم،
فهى لم تكن مجرد مكتبة، ولكنها كانت مظهراً من مظاهر حضارة بأسرها،
كما كانت الأساس الذى ارتكزت عليه أكبر مؤسسة للبحث العلمى فى التاريخ القديم،
وهو مجمع علمى بالإسكندرية، وحوله ازدهرت جامعة الإسكندرية القديمة طيلة
سبعة قرون من الزمان، حملت خلالها الإسكندرية مشعل العلم فى العالم
فى ذلك الوقت…".
سادساً: العمارة
منارة الإسكندرية
منارة الإسكندرية.
شيد البطالمة منارة الإسكندرية، والتى اعتبرت من عجائب الدنيا السبع،
وذلك لارتفاعها الهائل حوالى 135 متراً، والتى كان نورها يُرى على
بعد خمسين كيلو متراً لإرشاد السفن القادمة إلى الإسكندرية. ظلت هذه المنارة
قائمة حتى دمرها زلزال شديد سنة 1307 م.
معبد "دندرة".
صورة أخرى لمعبد "حتحور" بـ"دندرة".
كما ترك البطالمة الكثير من الآثار التى تدل على تقدم الفنون فى عهدهم،
مثل معبد "دندرة" تجاه مدينة قنا، ومعابد "فيلة" بأسوان التى
تم إنقاذها بمساعدة اليونسكو بعد أن هددتها مياه السد العالى.
جزيرة "فيلة".
لقطة من معبد "فيلة" بالقرب من أسوان.
كيف تحولت مصر إلى ولاية رومانية؟
كانت علاقة مصر مع روما فى عهد البطالمة الأوائل تقوم على الود والتبادل
التجارى، ثم بدأت روما تتدخل فى شئون مصر الداخلية فى عهد البطالمة الأواخر،
حتى اعترف البطالمة بسيادة روما على مصر منذ عام 168 ق.م.
قام النزاع بين القواد الرومان على حكم الدولة الرومانية، وأراد كل منهم أن
يسيطر على هذه الدولة العظيمة، وانتهى هذا الصراع بمقتل "يوليوس قيصر"،
ثم اقتسم الحكم فى الدولة الرومانية القائد "أنطونيوس" الذى حكم البلاد
الشرقية من الإمبراطورية، والقائد "أكتافيوس" الذى حكم البلاد الغربية منها،
وقد تزوج "أنطونيوس" من "كليوباترا" ملكة مصر البطلمية.
"كليوباترا" (من معبد "حتحور" بـ"دندرة").
ثم بدأ الخلاف بين "أنطونيوس" و"أكتافيوس"، وانتصر "أكتافيوس"
على "أنطونيوس" و"كليوباترا" فى موقعة "أكتيوم البحرية" على الساحل
الغربى من بلاد اليونان عام 31 ق.م، وانتحر "أنطونيوس" وتبعته "كليوباترا"
بعد هذه الموقعة خوفاً من أن تُنقل إلى روما، وتسير فى شوارعها كأسيرة
فى موكب النصر، وجاء "أكتافيوس" إلى مصر واستولى عليها. وهكذا أصبحت
مصر ولاية رومانية.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
]
[b]نظام الحكم والإدارة والجيش فى مصر الفرعونية
يُقصد بنظام الحكم والإدارة فى مجتمع ما، السلطات المختلفة فى هذا المجتمع لإدارة
شئونه، والعلاقة التى تربط بين الحكام وأفراد هذا المجتمع، وحقوق وواجبات كل منهما.
ومنذ أن تم توحيد مصر سنة 3200 ق.م أصبح لها نظام حكومى ثابت، هذا النظام
الحكومى كان يتكون من فرعون، والوزير، والإدارة المركزية، وحكام الأقاليم،
والجيش والأسطول.
ا – فرعون (الملك) وسلطاته
اعتنق المصريون فكرة الملكية المقدسة، فكان فرعون فى نظرهم ابن الإله على
الأرض، يدير شئون المملكة، وهو الحاكم الذى تتركز فى يده كل السلطات،
وكانت له هيبة كبيرة وطاعة عمياء. وكان على الملك عدة واجبات، مثل الدفاع
عن الوطن وحماية حدوده، ونشر العدالة بين جميع الناس، وتأمين وسائل الحياة
لشعبه، وإقامة المعابد للآلهة، وتقديم القرابين لها. أما القصر الملكى فكان مركزاً
رئيسياً لإدارة شئون الحكم ومقره العاصمة، ويحيط بالملك حاشية كبيرة
تتكون من عظماء أمته وضباط جنده، يستشيرهم فى أمور الدولة،
ويستعين بهم على تدبير شئون الشعب.
ب - الوزير واختصاصاته
عندما زادت أعباء فرعون، اتخذ له وزيراً من الذين يُعرفون بالعدل
والحكمة، والعلم، وكان الوزير يرأس الإدارة المركزية، ويلى الملك فى
الدولة والأهمية، وهو حلقة الاتصال بين الملك وموظفيه. كان الوزير
أيضاً يتولى الإشراف على إيرادات ومصروفات الدولة، ودور القضاء،
وهو الرئيس الفعلى للحكومة. ومن أشهر وزراء الدولة القديمة الوزير "إيمحوتب".
وبعد أن أصبحت مصر إمبراطورية واسعة الأرجاء فى الدولة الحديثة،
وزادت موارد البلاد الاقتصادية، صار للدولة وزيران، أحدهما للوجه القبلى
يقيم فى "طيبة"، والآخر للوجه البحرى يقيم فى "هليوبوليس" (عين شمس).
ملحوظة: يقصد بكلمة "إمبراطورية" الأملاك التى تمتلكها وتسيطر عليها
دولة ما خارج حدودها، مثل الإمبراطورية المصرية فى عهد "تحتمس الثالث"،
والتى امتدت من أعالى الفرات شمالاً حتى الجندل الرابع جنوباً، وضمت سورية،
وأعالى الفرات، وبلاد النوبة.
عن صفات الحاكم، يقول الوزير "بتاح حتب" ناصحاً ابنه "إذا كنت حاكماً
تصدر الأوامر للشعب، فابحث لنفسك عن كل سابقة حسنة، حتى تستمر أوامرك ثابتة،
إن الحق جميل وقيمته خالدة … وقد تذهب المصائب بالشرور، ولكن لا يذهب
الحق، بل يمكث إلى الأبد …".
ج - الإدارة المركزية
الكاتب المصرى.
كان يعاون الوزير رؤساء الإدارات العامة، كإدارة الخزانة العامة، وإدارة المخازن،
وإدارة الزراعة، ومخازن الغلال، والسجلات، والقضاء، والأشغال … وكان الموظفون
طبقات، منهم الرؤساء والمديرون والوكلاء والكتبة والمحاسبون. كانت
مهمة الكاتب تفوق معظم المهن الأخرى لمزاياه العظيمة.
د – حكام الأقاليم
كان حكام الأقاليم يعينون بواسطة الملك، وينوبون عنه فى إدارة الأقاليم،
ويخضعون لإشراف الوزير. وتتبع كل حاكم إقليم مجموعة من الموظفين
فى الإدارات المختلفة، لتنفيذ مصالح الناس. كان حكام الأقاليم يدفنون
فى مقابر على مقربة من مقبرة الملك بالعاصمة.
ه – الجيش
فى عصر الدولة القديمة لم يكن هناك جيش نظامى، فكان لفرعون حرسه الخاص
به ولكل إقليم جيشه. أما فى عصر الدولة الحديثة فقد تم تكوين جيش نظامى
ثابت بعد أن طرد "أحمس" الهكسوس من البلاد، كذلك بدأ بناء أسطول
بحرى قوى يؤمِّن سواحل البلاد ضد الغزاة.
كان يعاون الوزير رؤساء الإدارات العامة، كإدارة الخزانة العامة، وإدارة المخازن،
وإدارة الزراعة، ومخازن الغلال، والسجلات، والقضاء، والأشغال … وكان الموظفون
طبقات، منهم الرؤساء والمديرون والوكلاء والكتبة والمحاسبون. كانت
مهمة الكاتب تفوق معظم المهن الأخرى لمزاياه العظيمة.
د – حكام الأقاليم
كان حكام الأقاليم يعينون بواسطة الملك، وينوبون عنه فى إدارة الأقاليم،
ويخضعون لإشراف الوزير. وتتبع كل حاكم إقليم مجموعة من الموظفين
فى الإدارات المختلفة، لتنفيذ مصالح الناس. كان حكام الأقاليم يدفنون
فى مقابر على مقربة من مقبرة الملك بالعاصمة.
ه – الجيش
فى عصر الدولة القديمة لم يكن هناك جيش نظامى، فكان لفرعون حرسه الخاص
به ولكل إقليم جيشه. أما فى عصر الدولة الحديثة فقد تم تكوين جيش نظامى
ثابت بعد أن طرد "أحمس" الهكسوس من البلاد، كذلك بدأ بناء أسطول
بحرى قوى يؤمِّن سواحل البلاد ضد الغزاة.
كتيبة مصرية من أربعين جندياً حاملى الرماح والدروع وعلى رؤوسهم خوذات.
أسلحة الجيش
استخدم المصريون فى الجيش أسلحة متعددة كالأقواس والسهام والسيوف
والحراب والفئوس والبلط، كما استخدموا الخوذات والدروع لحماية رءوسهم
وأجسادهم، وكان الجنود يلبسون الملابس القصيرة التى تسهل لهم سرعة الحركة.
"رمسيس الثانى" يقود عجلته الحربية فى معركة "قادش".
أما العجلات الحربية التى تجرها الخيول، فقد نقلها المصريون عن الهكسوس،
أيضاً اهتم الفراعنة بتأمين حدود مصر الخارجية، فبنوا الحصون ووضعوا بها
الحاميات. والمصريون القدماء أول من قسموا الجيش إلى فرق، ثم إلى فيالق،
وإلى قلب وجناحين.
عن الجيش فى مصر الفرعونية، كتب أحد المؤرخين "إن المصريين القدماء
كانوا شعباً مسالماً طالما كان ينعم بالاستقرار والسلام، وتكونت مؤسسة
عسكرية سيطرت على مقاليد البلاد، وسلحت الجيش بأحدث الأسلحة،
وعملت فى ولاء تام تحت قيادة فرعون، فرفعت اسم الوطن عالياً …".
أسلحة الجيش
استخدم المصريون فى الجيش أسلحة متعددة كالأقواس والسهام والسيوف
والحراب والفئوس والبلط، كما استخدموا الخوذات والدروع لحماية رءوسهم
وأجسادهم، وكان الجنود يلبسون الملابس القصيرة التى تسهل لهم سرعة الحركة.
"رمسيس الثانى" يقود عجلته الحربية فى معركة "قادش".
أما العجلات الحربية التى تجرها الخيول، فقد نقلها المصريون عن الهكسوس،
أيضاً اهتم الفراعنة بتأمين حدود مصر الخارجية، فبنوا الحصون ووضعوا بها
الحاميات. والمصريون القدماء أول من قسموا الجيش إلى فرق، ثم إلى فيالق،
وإلى قلب وجناحين.
عن الجيش فى مصر الفرعونية، كتب أحد المؤرخين "إن المصريين القدماء
كانوا شعباً مسالماً طالما كان ينعم بالاستقرار والسلام، وتكونت مؤسسة
عسكرية سيطرت على مقاليد البلاد، وسلحت الجيش بأحدث الأسلحة،
وعملت فى ولاء تام تحت قيادة فرعون، فرفعت اسم الوطن عالياً …".
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
خصائص الديانة المصرية القديمة
من خصائص الديانة المصرية القديمة: تعدد الآلهة، والبعث والخلود
، والحساب بعد الموت، والسمو إلى التوحيد.
أولاً: تعدد الآلهة
تعددت الآلهة التى عبدها المصريون القدماء منذ أن كانت البلاد مقسمة
إلى أقاليم (42 إقليماً) قبل توحيدها على يد "مينا"، وكان لكل إقليم معبوده
الخاص، يقيمون له المعابد، ويصنعون له التماثيل، ويلتفون حوله فى الأعياد،
فقد عبد أحد الأقاليم (الصقر) رمز القوة، وإقليم آخر عبد (البقرة) رمز البر
والحنان، وقدَّس فريق آخر الشمس … وهكذا. وعندما كان يزداد شأن مدينة
أو دولة كانت تنتشر عبادة إلهها، مثل عبادة الإله "بتاح" Ptah فى منف
عاصمة الدولة القديمة، وعبادة الإله "أوزوريس" Osiris فى عصر الدولة
الوسطى، وعبادة الإله "آمون" فى عصر الدولة الحديثة.
لوحة من مقبرة "سينيدجوم" بـ"دير المدينة" فى البر الغربى بالأقصر،
ويظهر فيها الإله "آمون رع" Amon-Ra برأس صقر محاطاً بقرص
الشمس. و"آمون رع" هو مزيج من الإله "آمون" إله "طيبة"،
والإله "رع" إله الشمس.
لوحة من الأسرة الـ 18 معروضة حالياً بمتحف "تورين" بإيطاليا،
وتُصور الإله "أوزوريس" إله الموتى (فى وسط اللوحة) مع الإله
"أنوبيس" Anubis (إله آخر للموتى) الذى يظهر برأس ابن آوى
(على يمين اللوحة).
لوحة من مقبرة مصرية قديمة بـ"الدير البحرى" تُصور الإله "أنوبيس"
(برأس ابن آوى) أثناء قيامه بتحضير مومياء. وفى العقيدة الدينية المصرية
القديمة، كان "أنوبيس" هو الإله الذى يضع روح (قلب) الميت
على الميزان أمام القضاة فى العالم الآخر.
تمثال من البرونز عُثر عليه بـ"ممفيس" للعجل "أبيس" Apis المقدس
لدى الفراعنة، والذى كانوا يعتبرونه الرمز المادى
(الذى يتجسد على هيئته) للإله "بتاح" أو الإله "أوزوريس".
لوحة للإله "خنوم" Khnum الذى يُصور برأس كبش وله معبد على اسمه بمدينة إسنا.
الإله "حورس" Horus إله السماء والنور والخير.
ثانياً: الاعتقاد فى البعث والخلود
اعتقد المصريون القدماء أن الإنسان سيبعث ثانية بعد موته ليحيا حياة الخلود،
إذ تصعد روحه إلى السماء وصوروها على شكل طائر، وأن جسم الإنسان
إذا ظل سليماً بعد الدفن عادت إليه الروح من السماء. فالموت فى نظر المصريين
القدماء لم يكن هو النهاية، فبعده يحيا الإنسان حياة جديدة.
اعتقد المصريون القدماء أن الإنسان سيبعث ثانية بعد موته ليحيا حياة الخلود،
إذ تصعد روحه إلى السماء وصوروها على شكل طائر، وأن جسم الإنسان
إذا ظل سليماً بعد الدفن عادت إليه الروح من السماء. فالموت فى نظر المصريين
القدماء لم يكن هو النهاية، فبعده يحيا الإنسان حياة جديدة.
أثر عقيدة البعث والخلود فى حياة المصريين
اهتم المصريون بحفظ جثث الموتى عن طريق تحنيطها، ووضعها فى قبور حصينة
(مما دفعهم إلى بناء الأهرامات الضخمة).
مومياء الملك "تحتمس الثانى".
والتحنيط عملية برع فيها المصريون القدماء، وكانت سراً من أسرارهم الخاصة،
بها استطاعوا حفظ الجثة سليمة لتحل بها الروح وتعيش ثانية إلى الأبد. دفن
المصريون جثث موتاهم فى رمال الصحراء ذات الشمس القوية، حتى تجففها
وتحفظها من التلف. ووضع المصريون مع الميت كل ما يحتاج إليه من طعام
وشراب وأدوات، ليستعين بها الميت فى حياة الخلود.
اهتم المصريون بحفظ جثث الموتى عن طريق تحنيطها، ووضعها فى قبور حصينة
(مما دفعهم إلى بناء الأهرامات الضخمة).
مومياء الملك "تحتمس الثانى".
والتحنيط عملية برع فيها المصريون القدماء، وكانت سراً من أسرارهم الخاصة،
بها استطاعوا حفظ الجثة سليمة لتحل بها الروح وتعيش ثانية إلى الأبد. دفن
المصريون جثث موتاهم فى رمال الصحراء ذات الشمس القوية، حتى تجففها
وتحفظها من التلف. ووضع المصريون مع الميت كل ما يحتاج إليه من طعام
وشراب وأدوات، ليستعين بها الميت فى حياة الخلود.
ثالثاً: الاعتقاد فى الحساب بعد الموت
محاكمة الموتى - بردية جنائزية من "طيبة" ترجع لحوالى عام 1025 ق.م ويظهر
فيها الإله "أنوبيس" وهو يزن قلب الميت بميزان العدالة، بينما الإله "أوزوريس"
إله الموتى (على اليمين) يتابع المحاكمة.
آمن المصرى القديم أن الروح تتعرض بعد الموت لمحاكمة تتناول ما أتاه الميت فى
دنياه من حسنات وسيئات، فيجازى المُحسن على إحسانه، ويعاقب المُسىء على
سيئاته. وكانت المحكمة مؤلفة من 42 قاضياً يمثلون أقاليم مصر، وعلى رأسهم
الإله أوزوريس إله الموتى، وكان قلب الميت يوضع فى إحدى كفتى ميزان،
وفى الكفة الأخرى توضع ريشة تمثل الإلهة "معات" Maat إلهة الصدق والعدالة
وإبنة الإله "رع"، فإن خفت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه طاهر فيكون مصيره الجنة،
أما إذا ثقلت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه آثم فيساق إلى عذاب الجحيم. واعتقاد
المصريين القدماء فى الثواب والعقاب فى الآخرة، دفعهم إلى تسجيل أعمالهم
الحسنة، والتبرؤ من أعمالهم السيئة.
"كتاب الموتى" هو اسم أُطلق على مجموعة كبيرة من النصوص الجنائزية المصحوبة
برسوم والتى ترجع إلى تواريخ مختلفة ووُجدت فى أماكن مختلفة. وتحتوى هذه
النصوص الدينية على صيغ سحرية وتراتيل وصلوات غرضها هو - حسب اعتقاد
قدماء المصريين - توجيه وحماية الروح (كا) أثناء رحلتها فى عالم الموتى (أمينتى).
وقد اعتقد قدماء المصريين أن معرفة هذه النصوص من شأنها أن تجنب الروح
معوقات الشياطين التى تحاول أن تُعرقل تقدمها، ومن شأنها أيضاً مساعدة
الروح على اجتياز اختبارات الـ 42 قاضياً التابعين للإله "أوزيريس" فى العالم
الآخر. وهذه الصورة هى لرسم على ورق بردى من أحد هذه الكتب
يرجع إلى عصر الدولة الحديثة - الأسرة 21 (محفوظ حالياً بإحدى متاحف "فيينا"
بالنمسا) ويظهر فيه إله الموتى "أنوبيس" مع مومياء.
محاكمة الموتى - بردية جنائزية من "طيبة" ترجع لحوالى عام 1025 ق.م ويظهر
فيها الإله "أنوبيس" وهو يزن قلب الميت بميزان العدالة، بينما الإله "أوزوريس"
إله الموتى (على اليمين) يتابع المحاكمة.
آمن المصرى القديم أن الروح تتعرض بعد الموت لمحاكمة تتناول ما أتاه الميت فى
دنياه من حسنات وسيئات، فيجازى المُحسن على إحسانه، ويعاقب المُسىء على
سيئاته. وكانت المحكمة مؤلفة من 42 قاضياً يمثلون أقاليم مصر، وعلى رأسهم
الإله أوزوريس إله الموتى، وكان قلب الميت يوضع فى إحدى كفتى ميزان،
وفى الكفة الأخرى توضع ريشة تمثل الإلهة "معات" Maat إلهة الصدق والعدالة
وإبنة الإله "رع"، فإن خفت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه طاهر فيكون مصيره الجنة،
أما إذا ثقلت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه آثم فيساق إلى عذاب الجحيم. واعتقاد
المصريين القدماء فى الثواب والعقاب فى الآخرة، دفعهم إلى تسجيل أعمالهم
الحسنة، والتبرؤ من أعمالهم السيئة.
"كتاب الموتى" هو اسم أُطلق على مجموعة كبيرة من النصوص الجنائزية المصحوبة
برسوم والتى ترجع إلى تواريخ مختلفة ووُجدت فى أماكن مختلفة. وتحتوى هذه
النصوص الدينية على صيغ سحرية وتراتيل وصلوات غرضها هو - حسب اعتقاد
قدماء المصريين - توجيه وحماية الروح (كا) أثناء رحلتها فى عالم الموتى (أمينتى).
وقد اعتقد قدماء المصريين أن معرفة هذه النصوص من شأنها أن تجنب الروح
معوقات الشياطين التى تحاول أن تُعرقل تقدمها، ومن شأنها أيضاً مساعدة
الروح على اجتياز اختبارات الـ 42 قاضياً التابعين للإله "أوزيريس" فى العالم
الآخر. وهذه الصورة هى لرسم على ورق بردى من أحد هذه الكتب
يرجع إلى عصر الدولة الحديثة - الأسرة 21 (محفوظ حالياً بإحدى متاحف "فيينا"
بالنمسا) ويظهر فيه إله الموتى "أنوبيس" مع مومياء.
رابعاً: السمو إلى الوحدانية
اتجه المصريون القدماء فى عهد "أخناتون" أحد ملوك الدولة الحديثة نحو
التوحيد، واعتقدوا أن الله واحد لا شريك له، فقد اعتبر "أخناتون" أن هذا الكون له
إله واحد هو قرص الشمس "آتون" Aten الذى يرسل أشعته على سكان الأرض
فيحمل لهم النور والحياة، وللإله "آتون" الجديد بُنيت المعابد المفتوحة للسماء.
مقتطفات من نشيد لأخناتون، يترنم فيه لمعبوده آتون
أيها الواحد الأحد الذى لا إله غيره.
خلقت الأرض على هواك أيها الواحد الأحد.
لك الخلق من ناس وحيوان ودابة.
يا من يضىء المشرق بنوره.
فتملأ الأرض بجمالك.
أيها الجميل.
القوى الرائع.
تعاليت فامتد نورك على الأرض.
نموذج سفينة وُجدت فى مقبرة "توت عنخ آمون" (1347 - 1338 ق.م).
اتجه المصريون القدماء فى عهد "أخناتون" أحد ملوك الدولة الحديثة نحو
التوحيد، واعتقدوا أن الله واحد لا شريك له، فقد اعتبر "أخناتون" أن هذا الكون له
إله واحد هو قرص الشمس "آتون" Aten الذى يرسل أشعته على سكان الأرض
فيحمل لهم النور والحياة، وللإله "آتون" الجديد بُنيت المعابد المفتوحة للسماء.
مقتطفات من نشيد لأخناتون، يترنم فيه لمعبوده آتون
أيها الواحد الأحد الذى لا إله غيره.
خلقت الأرض على هواك أيها الواحد الأحد.
لك الخلق من ناس وحيوان ودابة.
يا من يضىء المشرق بنوره.
فتملأ الأرض بجمالك.
أيها الجميل.
القوى الرائع.
تعاليت فامتد نورك على الأرض.
نموذج سفينة وُجدت فى مقبرة "توت عنخ آمون" (1347 - 1338 ق.م).
أثر الدين فى حياة المصريين القدماء
لولا العقيدة الدينية لما خلف لنا المصريون القدماء تلك النماذج الرائعة فى العمارة
والفن والأدب، فعقيدتهم فى البعث هى التى جعلتهم يحنطون جثث موتاهم، مما أدى
إلى تقدمهم فى علوم الكيمياء والطب.
عُثر على هذه العلبة فى مقبرة "توت عنخ آمون"، وهى مصنوعة من
الذهب والخشب على شكل "عنخ" ankh رمز الحياة.
وكان للدين أثره فى ازدياد نفوذ رجال الدين فى بعض الأحيان،
حتى تمكنوا من السيطرة على الحكم والوصول إلى العرش. كما أن اعتقاد المصرى
القديم فى وجود آلهة تحكم على أعماله، دفعه إلى العمل على إرضاء الآلهة
وتنفيذ ما أمر به الدين من فضائل كالصدق وعمل الخير.
لولا العقيدة الدينية لما خلف لنا المصريون القدماء تلك النماذج الرائعة فى العمارة
والفن والأدب، فعقيدتهم فى البعث هى التى جعلتهم يحنطون جثث موتاهم، مما أدى
إلى تقدمهم فى علوم الكيمياء والطب.
عُثر على هذه العلبة فى مقبرة "توت عنخ آمون"، وهى مصنوعة من
الذهب والخشب على شكل "عنخ" ankh رمز الحياة.
وكان للدين أثره فى ازدياد نفوذ رجال الدين فى بعض الأحيان،
حتى تمكنوا من السيطرة على الحكم والوصول إلى العرش. كما أن اعتقاد المصرى
القديم فى وجود آلهة تحكم على أعماله، دفعه إلى العمل على إرضاء الآلهة
وتنفيذ ما أمر به الدين من فضائل كالصدق وعمل الخير.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
الحياة والنظم الاقتصادية فى مصر الفرعونية
أولاً: الزراعة
وهب الله لمصر النيل، وكان ذلك هو العامل الرئيسى لتكون مصر بلداً زراعياً منذ أقدم
العصور، وكانت الزراعة أساس رخاء البلاد وثروتها. اهتم المصريون القدماء بمراقبة
نهر النيل وارتفاع مياهه عن طريق المقاييس، لأن فى ذلك ما يبشر بمحصول طيب. اهتم
المصريون القدماء أيضاً بحسن استغلال مياه النيل، فحفروا الترع والقنوات،
وأقاموا السدود لحجز المياه وادخارها لوقت الحاجة.
الفصول الزراعية
قسم المصرى القديم السنة الزراعية إلى ثلاثة فصول زراعية هى:
فصل الغمر: هو الفصل الذى فيه تغمر مياه الفيضان الأرض الزراعية،
ويمتد من منتصف شهر يونيو إلى منتصف شهر أكتوبر.
فصل البذر: هو الفصل الذى يقوم فيه الفلاحون ببذر الحبوب، ويمتد من
منتصف شهر أكتوبر إلى منتصف شهر فبراير.
فصل الحصاد: من منتصف شهر فبراير إلى منتصف شهر يونيو.
وكانت الأرض تزرع مرة واحدة فى العام.
أشهر المحاصيل فى مصر الفرعونية
زرع المصريون القدماء القمح والشعير لصناعة الخبز، الكتان لصناعة النسيج،
ومن البقول: الفول والعدس والحمص والترمس، ومن الخضراوات: البصل والخس،
كما زرعوا السمسم لاستخراج الزيت، ومن أشجار الفواكه: العنب والرمان والنبق
والبلح والدوم والتين والجميز.
خادمة تسحق الحبوب للحصول على الدقيق.
تخمير العجين وصناعة الخبز - هذه النماذج لخدم وقد انشغلوا فى النشاطات اليومية،
كانت توضع فى مقابر الفراعنة لتضمن للميت حياة جيدة فى العالم الآخر.
وقد صُنعت هذه المجموعة من الخشب المطلى والكتان والصلصال،
وترجع إلى بداية الأسرة الـ 12 (1980-1801 ق.م).
الأدوات الزراعية
استخدم المصريون القدماء أدوات مثل: الفأس والمحراث والمنجل والمذراة فى العمليات
الزراعية، أيضاً استخدموا الشادوف لتوصيل المياه إلى الأرض المرتفعة.
العمليات الزراعية
كانت عمليات الحرث وبذر الحبوب تبدأ فى شهر أكتوبر، بعدما يكون فيضان
النيل قد انحسر. وفى هذه اللوحة الحائطية نرى رجلاً يسوق محراثاً يجره زوج
من الثيران، ومن خلفه زوجته تتبعه وهى تبذر البذور. وفى القسم الأسفل من
الصورة نرى نهر النيل وقد اصطف على شاطئه نخيل البلح.
فى شهر سبتمبر يبدأ انحسار المياه عن الأرض، فيقوم الفلاحون بعزقها ثم حرثها،
ثم يبذرون الحبوب، ثم يسوقون الأغنام فى الحقل، حتى تغرس بأقدامها الحبوب
فى ثنايا الأرض. يظل الفلاحون يعتنون بزرعهم حتى إذا تم نضجه، يقومون بحصاده،
ثم يحملون المحصول على ظهور الحمير إلى الأجران. وفى الأجران يسوقون الثيران
فوق المحصول، ثم تبدأ عملية التذرية لفصل القشور عن الحبوب، وهم فى أثناء
ذلك ينشدون الأناشيد العذبة ويرتلون الأغانى الجميلة. فى النهاية يتم تخزين الحبوب
فى صوامع من الطين تشبه صوامع الفلاحين الحالية. والحقيقة أن الفلاح المصرى
كان نشيطاً فى الزراعة ومحباً لها، لأنه يعتمد عليها فى الحياة.
نموذج خشبى لمخزن قمح عُثر عليه فى أحد المقابر المصرية القديمة. كانت الحبوب
تضاف إلى المخزن من خلال الفتحات الموجودة فى السقف، وتفرغ عند الاحتياج
إليها من خلال الفتحات المنزلقة فى حائط المخزن.
تربية الحيوانات والطيور
اهتم المصرى القديم بتربية الطيور، مثل البط والحمام والإوز، كما اهتم بتربية
الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والحمير، حيث كان يستخدمها فى العمليات الزراعية،
كما كان يستفيد من لحومها وجلودها وشعرها.
زودت البيئة الخصبة للنيل المصريين القدماء بغذاء متنوع. وفى
هذه اللوحة الحائطية، تُجمع عناقيد العنب وتُداس لاستخلاص عصير العنب،
كما نرى عملية اصطياد الطيور ونتف ريشها، وأيضاً تظهر مجموعات
من السمك والطيور بعد أن تم اصطيادها وأثناء نقلها.
ملكية الأرض الزراعية
كانت جميع الأراضى الزراعية فى مصر القديمة ملكاً للملك، وعلى الفلاحين
أن يقوموا بزراعتها، وعند الحصاد يأخذون منها أرزاقهم. وكان فرعون يعطى
للجنود المخلصين والموظفين الممتازين أراض زراعية تكون ملكاً لهم ولورثتهم،
ومن هنا لم تنعدم الملكية الخاصة للأراضى الزراعية فى مصر الفرعونية.
ثانياً: الصناعة
تتقدم الصناعة وتزدهر على ما تقدمه البيئة من مواد زراعية أو مناجم أو محاجر،
ولقد وهب الله لمصرنا العزيزة هذه الطبيعة التى تساعد على قيام الصناعة،
واستغل المصرى القديم المواد التى قدمتها له البيئة، واستطاع أن يصنع الكثير،
وقد ترك لنا ما يدل على نشاطه الصناعى فى المقابر والمعابد والأهرامات
ما يشهد بالعظمة والرقى والدقة والجمال.
أهم الصناعات فى مصر الفرعونية
الصناعات القائمة على الأحجار
الصناعات الحجرية أقدم الصناعات المصرية، وأول الصناعات التى قام بها
الإنسان المصرى القديم، فمن الحجر صنع الأوانى والجرار والأسلحة والتوابيت،
كما استخدم المرمر فى صناعة التحف.
الصناعات الفخارية والخزفية والزجاجية
برع المصرى القديم فى صناعة الأوانى الفخارية منذ أقدم العصور، فقد استعمل
الصلصال الجيد، ثم يُحرق بالنار، ثم يُزخرف بالرسوم والنقوش والصور الجميلة.
أيضاً استخدم المصرى القديم القيشانى فى عمل لوحات جميلة، وعقود، وتكسية
الجدران والأبواب. والمصريون القدماء أول شعوب الأرض فى صناعة الزجاج من الرمال.
الصناعات الجلدية
عرف المصرى القديم أهمية الجلود، فقام بدبغها وصبغها، ثم صنع منها النعال
والسيور الجلدية وأغطية الكراسى، وعلب المرايا، كما استخدم جلد الماعز فى نقل
الماء وحفظ السوائل، كما كانت الجلود البيضاء تستخدم فى الكتابة إلى جانب البردى.
الصناعات المعدنية
حلى فرعونى من القرن الـ 20 أو الـ 19 ق.م، عبارة عن زنار وسوار بهما
خرز مصنوع من الذهب والأحجار الملونة كالفيروز.
استطاع المصرى القديم أن يصنع أدواته، مثل الأسلحة وأدوات الزينة من النحاس،
كما استخدم البرونز فى صناعة التماثيل الصغيرة، أيضاً صنع المصرى القديم الحلى
من الذهب والفضة والأحجار الكريمة. وجميع هذه الصناعات تؤكد ما توفر للصناع
المصريين من ذوق فنى، وبراعة فائقة، ومن أجمل تلك الصناعات تلك التى وجدت
فى مقبرة "توت عنخ آمنون" التى مازالت تدهش العالم حتى اليوم.
خرز مصنوع من الذهب والأحجار الملونة كالفيروز.
استطاع المصرى القديم أن يصنع أدواته، مثل الأسلحة وأدوات الزينة من النحاس،
كما استخدم البرونز فى صناعة التماثيل الصغيرة، أيضاً صنع المصرى القديم الحلى
من الذهب والفضة والأحجار الكريمة. وجميع هذه الصناعات تؤكد ما توفر للصناع
المصريين من ذوق فنى، وبراعة فائقة، ومن أجمل تلك الصناعات تلك التى وجدت
فى مقبرة "توت عنخ آمنون" التى مازالت تدهش العالم حتى اليوم.
نموذج آخر للحلى الفرعونى من مقبرة "توت عنخ آمون".
الصناعات الخشبية
طقم أدوات نجارة عُثر عليه فى "طيبة".
استورد المصريون القدماء خشب الأرز من "فينيقيا" (لبنان)، ومنه صنعوا السفن
والتوابيت والأسرة والمقاعد، واستوردوا خشب الأبنوس من بلاد النوبة وبلاد
"بونت" (الصومال)، ومنه صنعوا أثاث القصور الملكية وبيوت الأمراء. وقد اضطر
المصريون القدماء إلى استيراد الأخشاب الجيدة، لأن الأخشاب المصرية، مثل الجميز
والسنط والصفصاف لم تكن تصلح للصناعة الجيدة. استخدم المصرى القديم الكثير
من الأدوات كالإزميل والمنشار، وبرع فى فن حفر الخشب وتطعيمه بالعاج والأبنوس.
استورد المصريون القدماء خشب الأرز من "فينيقيا" (لبنان)، ومنه صنعوا السفن
والتوابيت والأسرة والمقاعد، واستوردوا خشب الأبنوس من بلاد النوبة وبلاد
"بونت" (الصومال)، ومنه صنعوا أثاث القصور الملكية وبيوت الأمراء. وقد اضطر
المصريون القدماء إلى استيراد الأخشاب الجيدة، لأن الأخشاب المصرية، مثل الجميز
والسنط والصفصاف لم تكن تصلح للصناعة الجيدة. استخدم المصرى القديم الكثير
من الأدوات كالإزميل والمنشار، وبرع فى فن حفر الخشب وتطعيمه بالعاج والأبنوس.
كرسى العرش الذهبى الذى عُثر عليه بمقبرة الملك
"توت عنخ آمون" (1361 - 1352 ق.م)، وتُظهر الأشكال المرسومة عليه طرز
الملابس الملكية المصرية المستخدمة فى هذه الفترة (1350 ق.م).
صناعة المنسوجات
"توت عنخ آمون" (1361 - 1352 ق.م)، وتُظهر الأشكال المرسومة عليه طرز
الملابس الملكية المصرية المستخدمة فى هذه الفترة (1350 ق.م).
صناعة المنسوجات
نجح المصرى القديم فى صناعة ملابسه من الكتان، وكان هذا الكتان من النوع
الرقيق الذى يشبه الحرير، ومن النوع الخشن الثقيل، وكانت تسبق عملية النسيج
عملية الغزل بمغازل من الخشب التى تقوم بها النساء، وكان النسيج يتم بأنوال
تشبه الأنوال البلدية حالياً. أيضاً استخدم المصرى القديم الألوان فى زخرفة الملابس.
الرقيق الذى يشبه الحرير، ومن النوع الخشن الثقيل، وكانت تسبق عملية النسيج
عملية الغزل بمغازل من الخشب التى تقوم بها النساء، وكان النسيج يتم بأنوال
تشبه الأنوال البلدية حالياً. أيضاً استخدم المصرى القديم الألوان فى زخرفة الملابس.
نماذج مطلية لنساء ينسجن قماش (من مقبرة "ميكيتر" Meketre - الأسرة 11).
الصناعات القائمة على البردى
حصاد ورق البردى - فى القسم الأعلى من هذا اللوحة المجسمة المطلية بالألوان
نرى رجالاً يجمعون ورق البردى من على حافة نهر النيل، بينما فى القسم الأسفل
يعبر قطيع من الماشية. وكان لورق البردى استخدامات عديدة، فكان يُصنع منه
الورق والنعال والصناديق والحبال والقوارب.
استغل المصريون القدماء نبات البردى فى صناعة الورق، فكانوا بذلك أول من
صنع الورق فى العالم، ومن سيقان البردى صنعوا الحصير والسلال والحبال
والقوارب والسفن.
ثالثاً: التجارة الداخلية والخارجية
التجارة الداخلية
ركوب القوارب فى نهر النيل - كانت مهنة الإبحار (الملاحة النهرية) مهمة فى
مصر القديمة، حيث كانت تُنقل على متن القوارب المصنوعة من نبات البردى
الإمدادات الغذائية، والأحجار لبناء المعابد، والبضائع التجارية، وذلك عبر نهر
النيل الشريان الرئيسى للبلاد. وكانت المواكب الجنائزية لنقل مومياء فرعون
إلى مكان دفنه تسير هى الأخرى عبر نهر النيل.
ساعد نهر النيل وفروعه على رواج التجارة الداخلية، فكانت القوارب والسفن تسير
فيه حاملة الفلاحين ومحاصيلهم بين القرى والمدن، وكانت الأسواق المحلية
تقام فى المدن والقرى المختلفة، يتبادل فيها الفلاحون منتجاتهم ومحاصيلهم.
كانت المقايضة أساس التعامل ووسيلة البيع والشراء، ثم ظهرت العملة التى
استخدمت فى العمليات التجارية، والتى صنعت من الذهب والفضة والنحاس.
وإلى جانب نهر النيل كوسيلة انتقال، اعتمد المصريون القدماء على الدواب،
مثل الحمير أو العربات التى تجرها الثيران فى حمل البضائع، واستخدموا
الموازين والمكاييل، مثل القدح والكيلة والإردب.
التجارة الخارجية
ازدهرت التجارة الخارجية، واتصل المصريون القدماء بالبلاد المحيطة بهم،
وسارت سفن الأسطول المصرى التجارى فى البحرين الأحمر والمتوسط حاملة
بضائع مصر إلى بلاد "بونت" (الصومال) و"فينيقيا" (لبنان) وجزر البحر
المتوسط وبلاد النوبة، وتعود محملة بمختلف السلع والبضائع. كانت السفن المصرية
تحمل البضائع والسلع المصرية من حبوب، وورق بردى، وحلى، ومنسوجات كتانية،
وتعود محملة بالبضائع، مثل خشب الأرز من "فينيقيا"، والعطور وخشب الأبنوس
والعاج من بلاد "بونت"، والزيوت والأخشاب والأسلحة المعدنية
من سورية وجزر البحر المتوسط.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
الحياة والنظم الاقتصادية فى مصر الفرعونية
لقد جمعت الحياة الزراعية فى مصر الفرعونية أفراد الشعب فى وحدة متماسكة مع
اختلاف طبقاتهم، وزاد الإخاء وعم الصفاء والحب طبقات المجتمع جميعاً.
والمقصود بطبقات المجتمع، الفئات التى يتكون منها المجتمع، ونوع العلاقات
السائدة بين هذه الفئات.
اختلاف طبقاتهم، وزاد الإخاء وعم الصفاء والحب طبقات المجتمع جميعاً.
والمقصود بطبقات المجتمع، الفئات التى يتكون منها المجتمع، ونوع العلاقات
السائدة بين هذه الفئات.
طبقات المجتمع فى مصر الفرعونية
فى مصر الفرعونية ظهرت أول الأمر طبقتان هما:
الطبقة الأولى (الطبقة العليا): يمثلها فرعون وأسرته، ومن حوله الأمراء ورجال
القصر، والوزير، وكبار موظفى الدولة، وحكام الأقاليم، وكبار الكهنة.
الطبقة الثانية: يمثلها عمال الزراعة والرعاة وأصحاب الحرف الصغيرة والخدم.
خادمة فى بيت فرعون.
ومع تقدم الحياة، ظهرت طبقة ثالثة وسطى تتوسط الطبقتين السابقتين،
ويمثلها صغار الموظفين والحرفيين المهرة وصغار الفنانين، ورجال الدين،
والتجار، والجنود.
فى مصر الفرعونية ظهرت أول الأمر طبقتان هما:
الطبقة الأولى (الطبقة العليا): يمثلها فرعون وأسرته، ومن حوله الأمراء ورجال
القصر، والوزير، وكبار موظفى الدولة، وحكام الأقاليم، وكبار الكهنة.
الطبقة الثانية: يمثلها عمال الزراعة والرعاة وأصحاب الحرف الصغيرة والخدم.
خادمة فى بيت فرعون.
ومع تقدم الحياة، ظهرت طبقة ثالثة وسطى تتوسط الطبقتين السابقتين،
ويمثلها صغار الموظفين والحرفيين المهرة وصغار الفنانين، ورجال الدين،
والتجار، والجنود.
الأسرة ومكانة المرأة فى المجتمع الفرعونى
كان الزوج رب الأسرة، يرعى أفرادها ويوفر لهم حاجاتهم، ويحب زوجته ويحترمها،
وكانت الأم تحتل مركزاً مهماً فى الأسرة، فهى التى تشرف على شئون منزلها، كما
كانت تخرج إلى الأسواق وتمارس البيع والشراء، وتزاول الموسيقى والغناء،
وتمتعت المرأة الفرعونية أيضاً بحقوق الوراثة، والشهادة، والتعاقد، كما كان
لها مكانتها فى عالم الآلهة التى عبدها المصريون. لم يكن الآباء يفرقون فى
معاملة أولادهم وبناتهم، وبدأت عادة ختان البنات مثل الأولاد،
(ختان البنات عادة فرعونية قديمة، وليست من تعاليم
الإسلام أو المسيحية بالنسبة للبنات).
من نصائح الحكيم "بتاح حتب" عن حب الزوج لزوجته فى مصر الفرعونية
"إذا كنت عاقلاً أسس لنفسك بيتاً، وأحب زوجتك حباً جماً ..، وأحضر
لها الطعام .. وزودها باللباس .. وقدم لها العطور .. إياك ومنازعتها .. باللين
تملك قلبها .. واعمل دائماً على رفاهيتها لتستمر سعادتك ..".
كان الزوج رب الأسرة، يرعى أفرادها ويوفر لهم حاجاتهم، ويحب زوجته ويحترمها،
وكانت الأم تحتل مركزاً مهماً فى الأسرة، فهى التى تشرف على شئون منزلها، كما
كانت تخرج إلى الأسواق وتمارس البيع والشراء، وتزاول الموسيقى والغناء،
وتمتعت المرأة الفرعونية أيضاً بحقوق الوراثة، والشهادة، والتعاقد، كما كان
لها مكانتها فى عالم الآلهة التى عبدها المصريون. لم يكن الآباء يفرقون فى
معاملة أولادهم وبناتهم، وبدأت عادة ختان البنات مثل الأولاد،
(ختان البنات عادة فرعونية قديمة، وليست من تعاليم
الإسلام أو المسيحية بالنسبة للبنات).
من نصائح الحكيم "بتاح حتب" عن حب الزوج لزوجته فى مصر الفرعونية
"إذا كنت عاقلاً أسس لنفسك بيتاً، وأحب زوجتك حباً جماً ..، وأحضر
لها الطعام .. وزودها باللباس .. وقدم لها العطور .. إياك ومنازعتها .. باللين
تملك قلبها .. واعمل دائماً على رفاهيتها لتستمر سعادتك ..".
تربية الأطفال
كانت تربية الطفل الأولى يتلقاها بين يدى أمه فى فترتى الرضاعة والحضانة،
وبعد فترة الحضانة ترسل الأسر أبناءها إلى مدرسة المعبد، وإذا أظهر التلميذ
استعداداً للتعلم، يقضى عدة سنوات لدراسة العلامات الهيروغليفية، والهندسة
والجغرافيا والأدب، وفى النهاية يحصل الدارس على لقب "كاتب"، ثم يعين فى
إحدى المصالح الحكومية. وإذا أظهر الدارس نبوغاً واصل دراسته العليا فى
بيت الحياة الملحق بالمعبد.
كان الأباء يعلمون أولادهم الأخلاق الطيبة وآداب السلوك العام، وكان حب الابن
واحترامه كبيراً لأبيه وأمه، وكان الآباء ينصحون أبناءهم باحترام الكبير،
والتواضع، والعطف على الفقراء، والأمانة، ومراعاة آداب تناول الطعام،
وعدم الكذب .. وغيرها من الصفات الكريمة.
من نصائح الحكيم "آنى" إلى ابنه
"يجب ألا تنسى فضل أمك عليك ما حييت، فقد حملتك قرب قلبها .. وكانت
تأخذك إلى المدرسة وتنتظرك ومعها الطعام والشراب، فإذا كبرت واتخذت لك
زوجة .. فلا تنس أمك ..".
من وصية أب لابنه عندما أخذه ليلحقه بالمدرسة
"أحبب الكتب كحبك لأمك .. فليس فى الحياة ما هو أغلى منها ..".
كانت تربية الطفل الأولى يتلقاها بين يدى أمه فى فترتى الرضاعة والحضانة،
وبعد فترة الحضانة ترسل الأسر أبناءها إلى مدرسة المعبد، وإذا أظهر التلميذ
استعداداً للتعلم، يقضى عدة سنوات لدراسة العلامات الهيروغليفية، والهندسة
والجغرافيا والأدب، وفى النهاية يحصل الدارس على لقب "كاتب"، ثم يعين فى
إحدى المصالح الحكومية. وإذا أظهر الدارس نبوغاً واصل دراسته العليا فى
بيت الحياة الملحق بالمعبد.
كان الأباء يعلمون أولادهم الأخلاق الطيبة وآداب السلوك العام، وكان حب الابن
واحترامه كبيراً لأبيه وأمه، وكان الآباء ينصحون أبناءهم باحترام الكبير،
والتواضع، والعطف على الفقراء، والأمانة، ومراعاة آداب تناول الطعام،
وعدم الكذب .. وغيرها من الصفات الكريمة.
من نصائح الحكيم "آنى" إلى ابنه
"يجب ألا تنسى فضل أمك عليك ما حييت، فقد حملتك قرب قلبها .. وكانت
تأخذك إلى المدرسة وتنتظرك ومعها الطعام والشراب، فإذا كبرت واتخذت لك
زوجة .. فلا تنس أمك ..".
من وصية أب لابنه عندما أخذه ليلحقه بالمدرسة
"أحبب الكتب كحبك لأمك .. فليس فى الحياة ما هو أغلى منها ..".
المسكن وتأثيثه
كان مسكن المصرى القديم بسيطاً، وهو مكون من طابق واحد، ولا يزيد
عن حجرة أو حجرتين تتصل بفناء المسكن، وكان يبنى من اللَّبن واللبن
هو الطوب النيئ المصنوع من طمى النيل ومخلوط بالقش. أما منازل الأغنياء
فكانت أحسن حالاً وأكثر اتساعاً، فهى متعددة الحجرات، بها مخازن للطعام
وإسطبلات للحيوانات، وتحيط بها الحدائق الجميلة.
عربة سرير على شكل بقرة، عُثر عليها فى مقبرة الملك
"توت عنخ آمون" ومعروضة حالياً بالمتحف المصرى بالقاهرة.
أما قصر فرعون فكان مضرب الأمثال فى علوه وفخامته واتساعه وزخارفه.
وكان أثاث المنزل يتكون من السرير ومساند الرأس والوسائد والمقاعد،
والمساند الجانبية، والصناديق الخشبية لحفظ الملابس، وأوعية الماء،
وكان أثاث المنزل يتميز بالبساطة والجمال.
كان مسكن المصرى القديم بسيطاً، وهو مكون من طابق واحد، ولا يزيد
عن حجرة أو حجرتين تتصل بفناء المسكن، وكان يبنى من اللَّبن واللبن
هو الطوب النيئ المصنوع من طمى النيل ومخلوط بالقش. أما منازل الأغنياء
فكانت أحسن حالاً وأكثر اتساعاً، فهى متعددة الحجرات، بها مخازن للطعام
وإسطبلات للحيوانات، وتحيط بها الحدائق الجميلة.
عربة سرير على شكل بقرة، عُثر عليها فى مقبرة الملك
"توت عنخ آمون" ومعروضة حالياً بالمتحف المصرى بالقاهرة.
أما قصر فرعون فكان مضرب الأمثال فى علوه وفخامته واتساعه وزخارفه.
وكان أثاث المنزل يتكون من السرير ومساند الرأس والوسائد والمقاعد،
والمساند الجانبية، والصناديق الخشبية لحفظ الملابس، وأوعية الماء،
وكان أثاث المنزل يتميز بالبساطة والجمال.
الملابس
كان لباس المصرى القديم يصنع من نسيج الكتان يغطى به وسطه، ثم ينسدل
إلى أعلى أو إلى أسفل، أما فرعون والعظماء فكان لهم أزياء خاصة يرتدونها
فى المناسبات المختلفة. كانت ملابس الملوك والأغنياء تصنع من الكتان
الرقيق الناعم، أو من الحرير المستورد من سورية، وتطرز بالذهب والفضة.
ولقد كان لكل طبقة زى معين، فالزى الملكى يختلف عن زى النبلاء،
وزى الكهنة يختلف عن زى الجند، وكانت الطبقات الشعبية تحاول تقليد
زى الطبقات الأعلى منها.
كان لباس المصرى القديم يصنع من نسيج الكتان يغطى به وسطه، ثم ينسدل
إلى أعلى أو إلى أسفل، أما فرعون والعظماء فكان لهم أزياء خاصة يرتدونها
فى المناسبات المختلفة. كانت ملابس الملوك والأغنياء تصنع من الكتان
الرقيق الناعم، أو من الحرير المستورد من سورية، وتطرز بالذهب والفضة.
ولقد كان لكل طبقة زى معين، فالزى الملكى يختلف عن زى النبلاء،
وزى الكهنة يختلف عن زى الجند، وكانت الطبقات الشعبية تحاول تقليد
زى الطبقات الأعلى منها.
الزينة
كان المصريون يحبون التزين، وأحب الرجال والنساء على السواء الزينة، فقد
عرفت المرأة طلاء الشفاه والتكحل وأدوات الزينة، مثل: الأساور والعقود
والخواتم وأمشاط الشعر، والقلائد والخلاخيل. كذلك الرجال اعتنوا بحلق
ذقونهم، وقص شعورهم، واستخدموا أيضاً الأساور والخواتم والقلائد،
والشعر المستعار. وقد ترك المصريون القدماء الكثير من مراود الكحل
وأمشاط الشعر وأوانى الدهون، وأدوات الزينة.
كان المصريون يحبون التزين، وأحب الرجال والنساء على السواء الزينة، فقد
عرفت المرأة طلاء الشفاه والتكحل وأدوات الزينة، مثل: الأساور والعقود
والخواتم وأمشاط الشعر، والقلائد والخلاخيل. كذلك الرجال اعتنوا بحلق
ذقونهم، وقص شعورهم، واستخدموا أيضاً الأساور والخواتم والقلائد،
والشعر المستعار. وقد ترك المصريون القدماء الكثير من مراود الكحل
وأمشاط الشعر وأوانى الدهون، وأدوات الزينة.
وسائل الرياضة والتسلية والترفيه
لم تكن حياة المصريين القدماء كلها جهاداً وكفاحاً، فالمصرى يلجأ للمرح
واللهو كثيراً ليخفف من متاعب الحياة، وقد عرف الكثير من أنواع الرياضة
والتسلية واللهو، منها:
لم تكن حياة المصريين القدماء كلها جهاداً وكفاحاً، فالمصرى يلجأ للمرح
واللهو كثيراً ليخفف من متاعب الحياة، وقد عرف الكثير من أنواع الرياضة
والتسلية واللهو، منها:
الرياضات والألعاب المختلفة
ا – رياضة الصيد: مثل صيد السمان، والبط، والحمام، والبجع، والطيور المائية،
وصيد الأسماك الذى كان محبباً للجميع، وصيد التماسيح، والغزلان، والزراف،
والنعام، والسباع، والأسود. ومن أدوات الصيد التى عرفها المصرى
القديم: عصا الرماية، الحربة، الشباك، السنارة.
لعبة سينيت Senet الفرعونية وقد عُثر على 4 نماذج منها فى
مقبرة الملك "توت عنخ آمون".
ب – الألعاب الرياضية: مثل لعبة التنشين على كتلة خشبية، والمصارعة،
والمبارزة، ورفع الأثقال، وتسلق الأعمدة، وألعاب تقوم على الحظ والتفكير
منها ما يشبه الشطرنج، ولعبة تشبه لعبة السيجة المعروفة فى الريف المصرى.
ولم تقتصر الرياضة على الرجال، بل امتدت إلى النساء والأطفال.
مقبرة الملك "توت عنخ آمون".
ب – الألعاب الرياضية: مثل لعبة التنشين على كتلة خشبية، والمصارعة،
والمبارزة، ورفع الأثقال، وتسلق الأعمدة، وألعاب تقوم على الحظ والتفكير
منها ما يشبه الشطرنج، ولعبة تشبه لعبة السيجة المعروفة فى الريف المصرى.
ولم تقتصر الرياضة على الرجال، بل امتدت إلى النساء والأطفال.
الموسيقى والغناء والرقص
عرف قدماء المصريين آلتى الهارب والعود، كما يظهر فى الرسوم التى تركوها.
عرف المصرى القديم الموسيقى وأحبها، وكان العمال لا يحلو لهم العمل
إلا على نغمات الموسيقى وترديد الأغانى، ومن الآلات الموسيقية التى عرفها
المصرى القديم المزمار والهارب والطبول والدفوف.
عرف المصرى القديم الموسيقى وأحبها، وكان العمال لا يحلو لهم العمل
إلا على نغمات الموسيقى وترديد الأغانى، ومن الآلات الموسيقية التى عرفها
المصرى القديم المزمار والهارب والطبول والدفوف.
وعرف المصرى القديم الرقص على نغمات الموسيقى والغناء، وتنوعت
أنواع الرقص. أما الغناء فكان منه نوعان، غناء فردى وغناء جماعى،
وقد تنوعت موضوعات الغناء، منها الأغانى الشعبية، والأغانى الدينية،
وأغانى الحب والغزل.
أنواع الرقص. أما الغناء فكان منه نوعان، غناء فردى وغناء جماعى،
وقد تنوعت موضوعات الغناء، منها الأغانى الشعبية، والأغانى الدينية،
وأغانى الحب والغزل.
عرف المصرى القديم الرقص (لوحة من أحد مقابر الدولة القديمة - الألفية الثالثة ق.م).
الأعياد والاحتفالات
حرص المصرى القديم على الاشتراك فى الاحتفالات، ومشاهدة المواكب
فى أوقات المواسم والأعياد، ومن أشهر الأعياد المصرية: أعياد رأس السنة،
أعياد الربيع، أعياد الفيضان، أعياد البذر، أعياد الحصاد، أعياد جلوس فرعون
على العرش. ومن أعياد المصريين القدماء الدينية عيد "آمون"، عيد "رع".
أيضاً عرف المصريون القدماء مواكب النصر بعد انتصارهم على أعدائهم.
حرص المصرى القديم على الاشتراك فى الاحتفالات، ومشاهدة المواكب
فى أوقات المواسم والأعياد، ومن أشهر الأعياد المصرية: أعياد رأس السنة،
أعياد الربيع، أعياد الفيضان، أعياد البذر، أعياد الحصاد، أعياد جلوس فرعون
على العرش. ومن أعياد المصريين القدماء الدينية عيد "آمون"، عيد "رع".
أيضاً عرف المصريون القدماء مواكب النصر بعد انتصارهم على أعدائهم.
مشهد من معبد "أوبت" بالكرنك Opettemple يُصور الإله "آمون رع"
على شكل طائر "البا" وهو يهبط على الجسد الممدد للإله "أوزوريس"
(و"البا" روح سماوى؛ وكانوا يصورونها على شكل طائر له رأس إنسان
وهى تغادر الجسم بعد الوفاة إلى السماء حيث تسكن فى النجوم، ثم تعود
إلى زيارة الجسم بين آن وآخر). والمقصود من هذا المشهد هو تصوير رجوع
واتحاد "البا" ("آمون رع") بالميت ("أوزوريس"). وكانت احتفالات
"الأوبت" تجرى سنوياً فى موسم (فصل) الغمر حيث كانت تُنقل أشكال
الآلهة "آمون" وزوجته "موت" وابنهما "خونسو" (ثالوث "طيبة")
من معبد الكرنك الكبير فى المراكب المقدسة عبر النيل إلى معبد الأقصر.
[على شكل طائر "البا" وهو يهبط على الجسد الممدد للإله "أوزوريس"
(و"البا" روح سماوى؛ وكانوا يصورونها على شكل طائر له رأس إنسان
وهى تغادر الجسم بعد الوفاة إلى السماء حيث تسكن فى النجوم، ثم تعود
إلى زيارة الجسم بين آن وآخر). والمقصود من هذا المشهد هو تصوير رجوع
واتحاد "البا" ("آمون رع") بالميت ("أوزوريس"). وكانت احتفالات
"الأوبت" تجرى سنوياً فى موسم (فصل) الغمر حيث كانت تُنقل أشكال
الآلهة "آمون" وزوجته "موت" وابنهما "خونسو" (ثالوث "طيبة")
من معبد الكرنك الكبير فى المراكب المقدسة عبر النيل إلى معبد الأقصر.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
الحياة الثقافية والفكرية والعلمية فى مصر الفرعونية
أولاً: الآداب
ا – الكتابة
لن ينسى التاريخ فضل المصريين على الإنسانية فى اختراع الكتابة، وقد تم ذلك
قبل عصر توحيد البلاد، وبالكتابة سجل المصريون القدماء مظاهر حياتهم
السياسية والدينية والثقافية والاقتصادية.
تطور الكتابة
سجل المصريون القدماء أفكارهم عن طريق الصور، وكل صورة تدل على كلمة
معينة، فلكى يكتب المصريون القدماء كلمة "سمكة" رسموا صورتها مصغرة،
وسميت هذه الكتابة "الهيروغليفية"، وكانت تستخدم على جدران المعابد،
واللوحات الحجرية والخشبية، وتكتب من أعلى إلى أسفل أو العكس، ومن اليمين
إلى اليسار أو العكس. هذه الكتابة الهيروغليفية استخدمت فى تسجيل النصوص
الدينية، وكذلك عرفت باسم "الخط المقدس".
ثم ظهر نوع مبسط من الكتابة سميت "الهيراطيقية" (أى خط رجال الدين)،
واستخدمت فى الكتب الدينية والنصوص الأدبية فى عصر الدولة الوسطى.
أخيراً ظهرت الكتابة الديموطيقية (أى الكتابة الشعبية) التى استعملت فى كل نواحى
الحياة، وانتشرت فى العصور المتأخرة، وعصرى البطالمة والرومان.
كيف توصلنا إلى قراءة الكتابة المصرية القديمة؟
فى عام 1799 م عثرت الفرق العسكرية الفرنسية على "حجر رشيد" بالقرب من
مدينة "رشيد" المصرية، فكان بمثابة المفتاح الذى كشف معنى الكتابة الهيروغليفية
المصرية القديمة. و"حجر رشيد" عبارة عن كتلة من البازلت الأسود نُقش عليها
حوالى عام 196 ق.م مديح للملك "بطليموس الخامس" على هيئة ثلاثة نقوش
متوازية، وذلك باللغات الهيروغليفية، والديموطيقية المصرية، واليونانية. وبمقارنة
اللغات الثلاثة أمكن للعلماء فك ألغاز اللغة الهيروغليفية، ووضعوا بذلك أسس علم
المصريات الحديث. وحجر رشيد معروض الآن بالمتحف البريطانى فى لندن.
بعد مجىء الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 م، عثر أحد ضباط الحملة على
حجر يعرف بـ "حجر رشيد"، وحملوه إلى فرنسا، واستطاع العالم الفرنسى
"شمبليون" Jean François Champollion فك رموز الكتابة الموجودة عليه،
فأمكن قراءة ما تركه المصريون القدماء من كتابات على جدران المقابر والمعابد،
أو على لفائف البردى. وتقديراً لجهود هذا العالم الفرنسى، أطلقت الحكومة
المصرية اسمه على أحد الشوارع الكبرى فى مدينة القاهرة.
أدوات الكتابة
لوحة لكاتب مصرى Scribe من مقبرة "نباموم" Nebamum بـ"طيبة"
(حوالى سنة 1400 ق.م).
استخدم المصرى القديم القلم المدبب المصنوع من البوص، والمداد الأسود
أو الأحمر، والألواح الخشبية وأوراق البردى، وكانت كتب المصريين
القدماء عبارة عن لفائف من قراطيس البردى، ومنها أخذنا معظم
معلوماتنا عن حضارة المصريين القدماء.
ب – أنواع الأدب المصرى القديم
مقطع من أحد نسخ "كتاب الموتى" التى ترجع إلى بداية الأسرة الـ 19
(حوالى عام 1310 ق.م)، ويصور المحاكمة النهائية للميت أمام "أوزوريس"
إله الموتى (وهو فى هذه النسخة "هو-نيفر" Hu-Nefer الكاتب الملكى).
و تشرح الكتابة الهيروغليفية والرسوم فى هذا المقطع طقوس وزن قلب الميت
قبل أن يمكن منحه حياة سرمدية سعيدة.
بالكتابة المصرية القديمة، سجل المصريون القدماء آدابهم المختلفة
التى صورت جميع نواحى الحياة، مثل:
الأدب الدينى: الذى يتناول عقائد المصريين الدينية، ونظرياتهم عن الحياة الأخرى،
والبعث والخلود، وخلق الكون، والآلهة، والأساطير الدينية. مثل: نصوص الأهرام
(هرم "أوناس" بـ"سقارة") التى سجلت على جدران بعض الأهرامات لتكون عوناً
للميت فى الحياة الأخرى، وكتاب الموتى وهو عبارة عن كتابات دينية تكتب على
أوراق البردى، وتوضع مع الميت لمساعدته وحمايته فهى عون للميت ينجيه من
الجحيم، وأيضاً الأساطير الدينية كأسطورة "إيزيس" و"أوزوريس" التى توضح
انتصار الحق والعدل مهما طال الظلم والباطل.
الأدب القصصى: برع المصريون القدماء فى كتابة القصص، وكان منها ما حدث
فى أيامهم (قصة "سنوهى")، ومنها الخرافى (قصة الملاح الغريق).
الأدب التهذيبى: عبارة عن تعاليم وحكم ونصائح ووصايا خلقية، ومن أشهر تلك
النصائح كلمات الحكيم "بتاح حتب" فى الدولة القديمة، والحكيم "آنى" فى
عصر الدولة الحديثة.
أدب المديح: عبارة عن أدب يهدف إلى تمجيد أعمال الملوك أو الأشخاص،
أو الإشادة ببطولتهم أو فضلهم.
قصة سنوهى (من الأدب القصصى، وهى قصة حقيقية)
تدور القصة حول القائد "سنوهى" قائد جيش الملك "أمنمحات الأول" فى الدولة
الوسطى، فقد هرب عندما سمع بوفاة الملك، وتولى ولى العهد "سنوسرت" الحكم
حيث كان "سنوهى" عدواً له. وصل "سنوهى" إلى أحد مشايخ البدو فى فلسطين
الذى أكرمه وزوجه كبرى بناته، فحقد على "سنوهى" جيرانه، وظهر منهم فتى
طلب مبارزته، فانتصر "سنوهى" وقضى عليه. ظل "سنوهى" فى فلسطين حتى
أصبح شيخاً، وزاد حنينه لوطنه العزيز مصر، ولما علم فرعون عفا عن
"سنوهى"، وأكرمه وعينه فى بلاطه.
تدور القصة حول القائد "سنوهى" قائد جيش الملك "أمنمحات الأول" فى الدولة
الوسطى، فقد هرب عندما سمع بوفاة الملك، وتولى ولى العهد "سنوسرت" الحكم
حيث كان "سنوهى" عدواً له. وصل "سنوهى" إلى أحد مشايخ البدو فى فلسطين
الذى أكرمه وزوجه كبرى بناته، فحقد على "سنوهى" جيرانه، وظهر منهم فتى
طلب مبارزته، فانتصر "سنوهى" وقضى عليه. ظل "سنوهى" فى فلسطين حتى
أصبح شيخاً، وزاد حنينه لوطنه العزيز مصر، ولما علم فرعون عفا عن
"سنوهى"، وأكرمه وعينه فى بلاطه.
قصة الملاح الغريق (من الأدب القصصى، وهى قصى خرافية)
تحكى القصة أن ملاحاً مصرياً ركب سفينة فى البحر الأحمر لكى يذهب إلى
بلد بعيد، وهبت عاصفة شديدة أغرقت السفينة بركابها، عدا هذا المصرى
الذى رسا على جزيرة، وأخذ يطوف بها بحثاً عن الطعام، وإذا به يقابل
ثعباناً طوله 300 ذراعاً، فتملكه الرعب، لكن الثعبان طمأنه بعد أن روى
ما حدث له، وعاش المصرى فى الجزيرة شهراً، وإذا بسفينة مصرية تمر،
فتحمله إلى أرض الوطن مصر، بعد هذه الرحلة الشاقة وما بها من الأهوال.
تحكى القصة أن ملاحاً مصرياً ركب سفينة فى البحر الأحمر لكى يذهب إلى
بلد بعيد، وهبت عاصفة شديدة أغرقت السفينة بركابها، عدا هذا المصرى
الذى رسا على جزيرة، وأخذ يطوف بها بحثاً عن الطعام، وإذا به يقابل
ثعباناً طوله 300 ذراعاً، فتملكه الرعب، لكن الثعبان طمأنه بعد أن روى
ما حدث له، وعاش المصرى فى الجزيرة شهراً، وإذا بسفينة مصرية تمر،
فتحمله إلى أرض الوطن مصر، بعد هذه الرحلة الشاقة وما بها من الأهوال.
أسطورة إيزيس وأوزوريس (أسطورة خيالية توضح لنا الكثير
من معتقدات القدماء المصريين)
تقول الأسطورة: إله الأرض وإله السماء كانا زوجين أنجبا ولدين هما:
"أوزوريس"، و"ست"، وبنتين هما "إيزيس" و"نفتيس"،
وتزوج "أوزوريس" من أخته "إيزيس"، وتزوج "ست" من أخته
"نفتيس"، وقد حكم "أوزوريس" حكماً عادلاً فأحبه الناس، أما "ست"
فكان شريراً مكروهاً، فامتلأ قلبه حقداً على أخيه "أوزوريس"، وأخذ يدبر
المؤامرات للتخلص منه.
الإله "أوزوريس" ممسكاً بعصا الملوك (لها نهاية معقوفة كالخطاف) وصولجان الآلهة.
أقام "ست" وليمة دعا إليها بعض أصدقائه من الآلهة، ومنهم "أوزوريس"،
وأعلن "ست" على المدعوين أنه قد أعد تابوتاً مزيناً بالأحجار الكريمة سيفوز
به من يكون على حجم جسمه كهدية، وكان "ست" قد صنع التابوت بحيث
يلائم جسم أخيه "أوزوريس".
أخذ كل واحد ينام فى التابوت لكى يرى إذا كان على مقاس جسمه حتى
يفوز به، حتى جاء دور "أوزوريس"، وعندما مد "أوزوريس" جسمه
فيه، سارع "ست" وأعوانه وأغلقوا عليه التابوت، وألقوا به فى النيل،
فحمله التيار إلى البحر المتوسط، وهناك حملته الأمواج إلى سواحل
"فينيقيا" (لبنان الحالية).
ولما علمت "إيزيس" بما حدث لزوجها، حزنت حزناً شديداً وأخذت
تبحث عنه، حتى اهتدت إلى مكانه وحملت الجثة معها إلى مصر حيث
خبأتها فى أحراش الدلتا، وأخذت تصلى إلى الله أن يرد لزوجها الحياة.
استجاب الله لنداء "إيزيس"، وعادت الحياة إلى "أوزوريس"، لكن "ست"
الشرير تمكن من العثور على أخيه، ومزق جثته وألقى بأجزائها
فى أقاليم مصر المختلفة.
من معتقدات القدماء المصريين)
تقول الأسطورة: إله الأرض وإله السماء كانا زوجين أنجبا ولدين هما:
"أوزوريس"، و"ست"، وبنتين هما "إيزيس" و"نفتيس"،
وتزوج "أوزوريس" من أخته "إيزيس"، وتزوج "ست" من أخته
"نفتيس"، وقد حكم "أوزوريس" حكماً عادلاً فأحبه الناس، أما "ست"
فكان شريراً مكروهاً، فامتلأ قلبه حقداً على أخيه "أوزوريس"، وأخذ يدبر
المؤامرات للتخلص منه.
الإله "أوزوريس" ممسكاً بعصا الملوك (لها نهاية معقوفة كالخطاف) وصولجان الآلهة.
أقام "ست" وليمة دعا إليها بعض أصدقائه من الآلهة، ومنهم "أوزوريس"،
وأعلن "ست" على المدعوين أنه قد أعد تابوتاً مزيناً بالأحجار الكريمة سيفوز
به من يكون على حجم جسمه كهدية، وكان "ست" قد صنع التابوت بحيث
يلائم جسم أخيه "أوزوريس".
أخذ كل واحد ينام فى التابوت لكى يرى إذا كان على مقاس جسمه حتى
يفوز به، حتى جاء دور "أوزوريس"، وعندما مد "أوزوريس" جسمه
فيه، سارع "ست" وأعوانه وأغلقوا عليه التابوت، وألقوا به فى النيل،
فحمله التيار إلى البحر المتوسط، وهناك حملته الأمواج إلى سواحل
"فينيقيا" (لبنان الحالية).
ولما علمت "إيزيس" بما حدث لزوجها، حزنت حزناً شديداً وأخذت
تبحث عنه، حتى اهتدت إلى مكانه وحملت الجثة معها إلى مصر حيث
خبأتها فى أحراش الدلتا، وأخذت تصلى إلى الله أن يرد لزوجها الحياة.
استجاب الله لنداء "إيزيس"، وعادت الحياة إلى "أوزوريس"، لكن "ست"
الشرير تمكن من العثور على أخيه، ومزق جثته وألقى بأجزائها
فى أقاليم مصر المختلفة.
وكانت "إيزيس" قد أنجبت من "أوزوريس" طفلاً هو "حوريس"
(حورس) الذى انتقم من "ست" وحاربه وانتصر عليه، أما "أوزوريس"
فقد أصبح إله الموتى بعد أن رفض العودة إلى هذا العالم الملىء بالشر.
"إيزيس" ترضع "حورس".
ثانياً: العلوم
أثبتت الكشوف الحديثة أن المصريين القدماء كانت لهم علوم قامت على
أساس التجربة والخبرة، وعلى البحث المنظم، ومن أهم هذه العلوم:
أثبتت الكشوف الحديثة أن المصريين القدماء كانت لهم علوم قامت على
أساس التجربة والخبرة، وعلى البحث المنظم، ومن أهم هذه العلوم:
ا – الفلك وحساب الزمن
كان للدين واقترانه بحياة المصريين القدماء أكبر الأثر فى تطور الفلك، وكان
كهنة "هليوبوليس" أول من اهتموا بدراسة الفلك، وتوصلوا إلى معرفة الكثير
من مواقع النجوم والكواكب. كما ابتكر المصريون القدماء التقويم الشمسى
(على أساس دورة الشمس)، وقسموا السنة إلى اثنى عشر شهراً، كل منهما
يبلغ ثلاثين يوماً، وبذلك أصبح عدد أيام السنة 360 يوماً، وبقى خمسة أيام
آخر كل عام، كانوا يطلقون عليها أيام "النسىء"، كما قسموا فصول العام إلى
ثلاثة فصول، واستخدموا أيضاً آلات لقياس ساعات الليل والنهار.
كان للدين واقترانه بحياة المصريين القدماء أكبر الأثر فى تطور الفلك، وكان
كهنة "هليوبوليس" أول من اهتموا بدراسة الفلك، وتوصلوا إلى معرفة الكثير
من مواقع النجوم والكواكب. كما ابتكر المصريون القدماء التقويم الشمسى
(على أساس دورة الشمس)، وقسموا السنة إلى اثنى عشر شهراً، كل منهما
يبلغ ثلاثين يوماً، وبذلك أصبح عدد أيام السنة 360 يوماً، وبقى خمسة أيام
آخر كل عام، كانوا يطلقون عليها أيام "النسىء"، كما قسموا فصول العام إلى
ثلاثة فصول، واستخدموا أيضاً آلات لقياس ساعات الليل والنهار.
ب - الهندسة والحساب
بردية فرعونية قديمة من القرن الـ 17 قبل الميلاد (أى منذ حوالى 3700 سنة) عبارة
عن مرجع فى الرياضيّات يكشف لنا أن قدماء المصريين استخدموا نظاماً عشرياً.
عرف المصريون القدماء أصل الحساب وقواعده، فاستخدموا الجمع والطرح
والضرب والقسمة، وتوصلوا إلى معرفة الكسور العادية، كما تقدموا فى الهندسة،
فالذى يتأمل الأهرامات المختلفة يستطيع أن يقدر أن التنفيذ كان قائماً على مبادئ
هندسية. كما عرف المصريون القدماء مساحة المربع والمستطيل، واستخدموا
الحساب فى معرفة مساحة الأرض الزراعية وتقدير المحاصيل، ودرجة ارتفاع
أو انخفاض نهر النيل، وتسجيل رواتب الموظفين والجنود. وكانت
وحدات قياس مساحة الأرض القدم والذراع.
بردية فرعونية قديمة من القرن الـ 17 قبل الميلاد (أى منذ حوالى 3700 سنة) عبارة
عن مرجع فى الرياضيّات يكشف لنا أن قدماء المصريين استخدموا نظاماً عشرياً.
عرف المصريون القدماء أصل الحساب وقواعده، فاستخدموا الجمع والطرح
والضرب والقسمة، وتوصلوا إلى معرفة الكسور العادية، كما تقدموا فى الهندسة،
فالذى يتأمل الأهرامات المختلفة يستطيع أن يقدر أن التنفيذ كان قائماً على مبادئ
هندسية. كما عرف المصريون القدماء مساحة المربع والمستطيل، واستخدموا
الحساب فى معرفة مساحة الأرض الزراعية وتقدير المحاصيل، ودرجة ارتفاع
أو انخفاض نهر النيل، وتسجيل رواتب الموظفين والجنود. وكانت
وحدات قياس مساحة الأرض القدم والذراع.
ج – الطب والتحنيط
مومياء الملك سيتى الأول SetiI.
عرف المصريون القدماء الكثير عن جسم الإنسان وأمراضه وطرق علاجه،
وقد كان هناك أطباء متخصصون للأمراض الباطنية، وللعيون وللأسنان
وللجراحة. كما برع المصريون القدماء فى التحنيط، وليس أدل على مهارتهم
من أن أجساد بعض الفراعنة لا تزال محتفظة بمظهرها وشكلها رغم مرور آلاف
السنين. ومن أشهر أطباء المصريين "إيمحوتب" الذى عاش فى الأسرة الثالثة.
طبيب من مصر القديمة يبدو عليه النبل والذكاء.
وتوجد فى مقبرة "انخما-حور" Ankhma-Hor بـ"سقارة" لوحات
رائعة من عصر الأسرة السادسة تصور عمليات جراحية فى الأصابع
وعملية ختان.
مومياء الملك سيتى الأول SetiI.
عرف المصريون القدماء الكثير عن جسم الإنسان وأمراضه وطرق علاجه،
وقد كان هناك أطباء متخصصون للأمراض الباطنية، وللعيون وللأسنان
وللجراحة. كما برع المصريون القدماء فى التحنيط، وليس أدل على مهارتهم
من أن أجساد بعض الفراعنة لا تزال محتفظة بمظهرها وشكلها رغم مرور آلاف
السنين. ومن أشهر أطباء المصريين "إيمحوتب" الذى عاش فى الأسرة الثالثة.
طبيب من مصر القديمة يبدو عليه النبل والذكاء.
وتوجد فى مقبرة "انخما-حور" Ankhma-Hor بـ"سقارة" لوحات
رائعة من عصر الأسرة السادسة تصور عمليات جراحية فى الأصابع
وعملية ختان.
د – الكيمياء
يعد المصريون أول من عرف علم الكيمياء، فقد نبغوا فى صناعة الألوان
والأصباغ المختلفة، كما برعوا فى صناعة العقاقير والأدوية من الأعشاب
النباتية، كذلك فى إعداد المواد الكيماوية اللازمة للتحنيط.
يعد المصريون أول من عرف علم الكيمياء، فقد نبغوا فى صناعة الألوان
والأصباغ المختلفة، كما برعوا فى صناعة العقاقير والأدوية من الأعشاب
النباتية، كذلك فى إعداد المواد الكيماوية اللازمة للتحنيط.
ثالثاً: الفنون
ا – العمارة
البيوت: كانت مساكن المصريين القدماء تبنى من الطوب، وتتكون من طابقاً
واحداً أو اثنين، فعقيدة البعث والخلود دفعت المصريين القدماء إلى عدم الاهتمام
ببناء المساكن، والاهتمام ببناء المقابر باعتبارها دار الخلود.
المقابر: معظم مقابر المصريين القدماء بنيت على الشاطئ الغربى لنهر النيل،
حيث تخيلوا نتيجة ملاحظتهم غروب الشمس، أن الغرب يمثل المدخل الحقيقى
إلى مملكة الموتى. وفى الدولة الحديثة نحت القدماء مقابرهم فى صخور
الجبال غرب "طيبة" ("وادى الملوك").
ا – العمارة
البيوت: كانت مساكن المصريين القدماء تبنى من الطوب، وتتكون من طابقاً
واحداً أو اثنين، فعقيدة البعث والخلود دفعت المصريين القدماء إلى عدم الاهتمام
ببناء المساكن، والاهتمام ببناء المقابر باعتبارها دار الخلود.
المقابر: معظم مقابر المصريين القدماء بنيت على الشاطئ الغربى لنهر النيل،
حيث تخيلوا نتيجة ملاحظتهم غروب الشمس، أن الغرب يمثل المدخل الحقيقى
إلى مملكة الموتى. وفى الدولة الحديثة نحت القدماء مقابرهم فى صخور
الجبال غرب "طيبة" ("وادى الملوك").
تطور بناء المقابر فى مصر الفرعونية
كانت المقبرة أول الأمر حفرة تحت سطح الأرض يوضع فيها الميت،
ويهال عليها التراب. تطورت الحفرة إلى حجرة أو حجرتان تحت سطح
الأرض تبنى من الطوب اللّبن ولها سلم يوصل إليها. ثم تطورت إلى حجرة تحت
سطح الأرض فوقها مصطبة على سطح الأرض. ثم تطورت إلى هرم مدرج يتكون
من عدة مصاطب كل منها أصغر من التى تحتها. ثم تطورت إلى الهرم الكامل.
كانت المقبرة أول الأمر حفرة تحت سطح الأرض يوضع فيها الميت،
ويهال عليها التراب. تطورت الحفرة إلى حجرة أو حجرتان تحت سطح
الأرض تبنى من الطوب اللّبن ولها سلم يوصل إليها. ثم تطورت إلى حجرة تحت
سطح الأرض فوقها مصطبة على سطح الأرض. ثم تطورت إلى هرم مدرج يتكون
من عدة مصاطب كل منها أصغر من التى تحتها. ثم تطورت إلى الهرم الكامل.
المعابد - تنقسم المعابد إلى قسمين:
معبد الأقصر.
المعابد الكبيرة: وهى لعبادة الإله فى "طيبة" ("آمون")، ومنها معبد
الكرنك الذى يعد أضخم دار للعبادة فى العالم، ومعبد الأقصر.
المعابد الصغرى: وهى جنائزية لكى تقام بها شعائر الدين وطقوس الجنازة
على فرعون، وخاصة بالكهنة وأهل فرعون، ومن أمثلتها معبد "حتشبسوت"
بـ"الدير البحرى"، ومعبد "الرمسيوم" الذى بناه "رمسيس الثانى".
معبد الأقصر.
المعابد الكبيرة: وهى لعبادة الإله فى "طيبة" ("آمون")، ومنها معبد
الكرنك الذى يعد أضخم دار للعبادة فى العالم، ومعبد الأقصر.
المعابد الصغرى: وهى جنائزية لكى تقام بها شعائر الدين وطقوس الجنازة
على فرعون، وخاصة بالكهنة وأهل فرعون، ومن أمثلتها معبد "حتشبسوت"
بـ"الدير البحرى"، ومعبد "الرمسيوم" الذى بناه "رمسيس الثانى".
ب – النحت والرسم والتصوير
مسلة الأقصر التى أهدتها مصر إلى فرنسا تقف الآن شامخة فى وسط ميدان
الكونكورد فى قلب باريس شاهدة على عظمة الفراعنة.
برع المصريون القدماء فى نحت المسلات الشاهقة الارتفاع، وفى الرسم
والنقش، والتصوير على الجدران وتلوينها.
صورة لتمثال شيخ البلد وهو معروض حالياً بالمتحف المصرى بالقاهرة.
لوحة حائطية من معبد الملك "رمسيس الثالث" (1182 - 1151 ق.م) بالأقصر.
نبغ المصريون القدماء فى صناعة الألوان والأصباغ المختلفة التى تقاوم
عوامل الزمن كما يظهر من هذه اللوحة الخشبية الملونة للإله "حورس"
(على يمين اللوحة) والتى ترجع إلى الفترة من 950 - 730 ق.م.
مشاهد زراعية من مقبرة "مننا" Menena (حوالى سنة 1567 ق.م) بـ"طيبة".
برع المصريون القدماء فى الزراعة وبرعوا أيضاً فى تصوير حياتهم اليومية
بكل تفاصيلها، كما يظهر من تلك اللوحات البديعة التى تركوها لنا منذ آلاف
السنين ومازالت محتفظة بتفاصيلها وألوانها الزاهية حتى اليوم.
لوحة حائطية من "طيبة" ترجع إلى عصر الدولة الحديثة (حوالى سنة 1400 ق.م)، واللوحة تُصور مأدبة غذاء يظهر فيها العبيد وهم يقدمون الطعام للنبلاء وزوجاتهم.
مسلة الأقصر التى أهدتها مصر إلى فرنسا تقف الآن شامخة فى وسط ميدان
الكونكورد فى قلب باريس شاهدة على عظمة الفراعنة.
برع المصريون القدماء فى نحت المسلات الشاهقة الارتفاع، وفى الرسم
والنقش، والتصوير على الجدران وتلوينها.
صورة لتمثال شيخ البلد وهو معروض حالياً بالمتحف المصرى بالقاهرة.
لوحة حائطية من معبد الملك "رمسيس الثالث" (1182 - 1151 ق.م) بالأقصر.
نبغ المصريون القدماء فى صناعة الألوان والأصباغ المختلفة التى تقاوم
عوامل الزمن كما يظهر من هذه اللوحة الخشبية الملونة للإله "حورس"
(على يمين اللوحة) والتى ترجع إلى الفترة من 950 - 730 ق.م.
مشاهد زراعية من مقبرة "مننا" Menena (حوالى سنة 1567 ق.م) بـ"طيبة".
برع المصريون القدماء فى الزراعة وبرعوا أيضاً فى تصوير حياتهم اليومية
بكل تفاصيلها، كما يظهر من تلك اللوحات البديعة التى تركوها لنا منذ آلاف
السنين ومازالت محتفظة بتفاصيلها وألوانها الزاهية حتى اليوم.
لوحة حائطية من "طيبة" ترجع إلى عصر الدولة الحديثة (حوالى سنة 1400 ق.م)، واللوحة تُصور مأدبة غذاء يظهر فيها العبيد وهم يقدمون الطعام للنبلاء وزوجاتهم.
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
اللغة والكتابة والحساب فى مصر القديمة
تاريخ فك رموز اللغة المصرية القديمة
إن علم المصريات لا يزال علماً حديث العهد، فلم يتسن لنا معرفة اللغة المصرية القديمة
إلا منذ ما يقرب من قرن من الزمان.. كذلك لم نلم بعد بميدان علم المصريات بأكمله،
فلازلنا فى مرحلة الاستكشافات، وتتواصل الحفائر بانتظام وتمدنا سنوياً بوثائق جديدة.
ويجرى نشر ما سبق جمعه من آثار بشكل منهجى منسق. وطالما لم نصل بعد إلى معرفة
كل المصادر التاريخية فلا يزال أملنا كبيراً فى الوصول إلى اكتشافات جديدة. بيد أن
ما تجمع بين أيدينا من معلومات يكفى للشروع فى كتابة تاريخ الحضارة
المصرية فى خطوطها العريضة.
ولم يكن فى مقدورنا أن نعرض هذه الصورة الإجمالية عن الحضارة المصرية القديمة،
على إيجازها فى هذه الموسوعة، لولا اكتشافات "جان فرانسوا شمبوليون"
(1790-1832) Jean-François Champollion مبدع علم المصريات.
وكان من النتائج المثيرة لمغامرات "نابليون"، أنها شدت انتباه العقول المتعطشة
إلى المعرفة إلى الشرق.. إلى مصر. ويمكن القول دون مبالغة أن إعادة
اكتشاف مصر القديمة يرجع إلى عام 1809 مع نشر كتاب "وصف مصر"
Description de l'Egypte الذى وضعه علماء الحملة الفرنسية على مصر
عام 1798. لقد احتوى هذا المؤلف الهائل على مواد ومعلومات جديدة، فى
نفس الوقت الذى بدأت فيه الحركة الرومانسية تحيى ذوق الماضى وذوق
الشرق. وليس من قبيل المصادفة أن "ديلاكروا" Delacroix و"بيرون"
Byron و"لامرتين" Lamartine على سبيل المثال لا الحصر،
كانوا معاصرين "لشمبوليون"، وكانوا مثله مشدودين إلى عالم الشرق.
وبطبيعة الحال لم يكن كافياً أن تتوفر الظروف المواتية، وأن يتوصل علماء
البعثة الفرنسية فى مصر بفضل علمهم وعملهم الرائع الدؤوب إلى جمع المعلومات
اللازمة لإنجاز هذا الاكتشاف، بل كان الأمر يحتاج أيضاً إلى العبقرية.
وكان "شمبوليون" يمسك هذا الوهج الذى لا غنى عنه، فقد كان شغوفاً
بمصر متحمساً لها منذ نعومة أظافره. وانكب يتعلم بجد كل ما يشفى غليل
ما يراوده من شغف: أن يلم بتاريخ مصر. وفتح له تكوينه الكلاسيكى
الطريق أمام المصادر اليونانية واللاتينية. ثم زاد عليها بفضل جهده الدؤوب،
معارف متخصصة كان يدرك مدى فائدتها: ففى القرن السابع عشر برهن الأب
"كيرشيه" P. Kircher، وهو من الآباء اليسوعيين (الجزويت)، على أن اللغة
المصرية الكلاسيكية، لا تزال حية من خلال اللغة القبطية التى ظلت على أيامه لغة
الحديث بين رهبان مصر (ولا تزال مستعملة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
المصرية إلى يومنا هذا فى أجزاء من الشعائر الدينية)، وظل الرهبان يستخدمونها
حتى القرن التاسع عشر. ومن ثم تعلم "شمبوليون" اللغة القبطية وأضاف إليه
ا دراسة العربية والعبرية. كما تعلم السريانية والأثيوبية و"الكلدانية" (الآرامية).
وهكذا واجه "شمبوليون" مشكلة المشاكل، وهى فك الرموز الهيروغليفية،
وقد تسلح لها أحسن تسليح.
"حجر رشيد".
كان أحد قواد "بونابرت" الفرنسيين قد اكتشف فى دلتا النيل كتلة من البازلت الأسود
نقش على سطحها نص مدون بثلاثة خطوط مختلفة. هذه الكتلة الحجرية المعروفة
اصطلاحاً بـ"حجر رشيد" نسبة إلى المكان الذى عثر عليها فيه، نشرت فى كتاب
"وصف مصر". وعلى الفور صارت محل اهتمام الدوائر العلمية بالنظر إلى أهميتها.
وفى واقع الأمر كان أحد الخطوط الثلاثة، وهو الخط اليونانى معروفاً، فأماط اللثام عن
مرسوم صادر عن "بطليموس الخامس إبيفانوس (الظاهر)". أما الخطان الآخران،
فكان يتكون أحدهما من علامات تشبه تلك التى تُشاهد على سطوح المبانى المصرية
التى حفظها الزمن وهو الخط الذى يعرف اصطلاحاً منذ "إكليمندس السكندرى" بالخط
الهيروغليفى (علامات الكتابة المقدسة) أما الخط الآخر – وهو مختلف كل الاختلاف،
مع وجود بعض أوجه الشبه بينه وبين الخط العربى: فلابد أنه كان الخط الديموطيقى،
وهو خط مختصر شاع استخدامه فى الوثائق الشعبية.
وأقر الجميع على الفور وبحق، أن النصين الهيروغليفى والديموطيقى هما بكل بساطة
ترجمة للنص اليونانى. وبدى أن المشكلة بسيطة: فالمطلوب قراءة وفهم لغة مجهولة
تُرجم إليها نص مفهوم. وبالنظر إلى أن النصين المصريين لم يتركا فواصل بين الكلمات
شأنهما شأن النص اليونانى – كان لابد من التوصل إلى موضع كل كلمة ومعناها
ومحلها فى الإعراب. لقد وقفت نخبة من عقول هذا العصر الثاقبة عاجزة أمام هذه
المشكلة السهلة الحل فى ظاهرها. زد على ذلك، أن المشكلة لم تطرح نفسها
بالبساطة التى عرضنا لها. فبداية النقش الهيروغليفى كان مهشماً والباحثون
يجهلون عدد السطور الناقصة. أما النص الديموطيقى فكان وحده سليماً. بادئ
ذى بدء، تصدى "اكربلاد" Akerblad و"سيلفستر دى ساسى
" Sylvestre de Sacy لهذا النص الأخير، وتوصلا إلى تحديد موضع أسماء
"بطليموس" فى النص. ولم يذهبا إلى أبعد من هذا. وانكب "يونج" Young،
الطبيب والفيزيائى البريطانى الذائع الصيت، على النص الهيروغليفى، فتوصل
هو أيضاً إلى تحديد موضع اسم "بطليموس". واستخدم الأصوات التى اعتقد أنه
قد استطاع استنتاجها، لمحاولة قراءة باقى النص، ولكن دون جدوى.
عندئذ تدخل "شمبوليون" الذى كان يتابع فى شغف أبحاث من سبقوه. فمسألة
المنهج هى التى كانت تقف فى واقع الأمر حائلاً دون تقدمهم. هل الكتابة المصرية
تصويرية، فتشير كل علامة فيها إلى صوت واحد، كما هو الحال فى اللغات الحديثة.
وما هى هذه الأصوات؟ وهل هى أبجدية أم مقطعية؟ إن "شمبوليون" نفسه
قد تردد طويلاً. واكتشف بداية إن الحروف الساكنة وحدها هى التى تكتب مع إغفال
الحروف المتحركة، شأنها فى ذلك شأن العبرية والعربية القديمة. فلا يتبقى من الكلمة
سوى هيكلها العظمى. ومن فرط ما تلمس طريقه، ومن كثرة ما قلب المسألة فى ذهنه،
لاحت له الحقيقة فجأة. إذ كان النص المصرى يحتوى بكل وضوح ورغم ما أصابه
من تشويه على عدد من العلامات أكثر بكثير من النص اليونانى. وهى ظاهرة
كانت تحتاج قبل كل شئ إلى تفسير. وأدرك "شمبوليون" على الفور أن هذه
العلامات الزائدة مردها إلى حقيقة أن المصرية القديمة كانت فى آن واحد تصويرية
وصوتية. أو كانت بعبارة أخرى، تضم علامات تُقرأ وأخرى لا تُقرأ – وهدفها تحديد
معنى الكلمة فحسب. شرع "شمبوليون" يطبق ما توصل إليه من اكتشافات، فقرأ أول
ما قرأ جميع أسماء الملوك اليونانيين، فى ترجمتها المصرية. ثم تصدى بعد ذلك للكلمات
المصرية، بمعنى الكلمة. واعتمادا على إلمامه باللغة القبطية، لم يتوصل فحسب
إلى قراءة اسم الملك "رمسيس" الشهير فحسب، بل نجح أيضاً فى فهم معنى الاسم
ويعنى "رع (إله الشمس) أنجبه". وهكذا خطى الخطوة الفاصلة، فاستطاع
أن يفهم الهيروغليفية (1822).
ومن ذلك التاريخ فصاعداً، انكب "شمبوليون" على ما وقع بين يديه من نصوص،
فعمل بنشاط منقطع النظير وتغلب على كل ما اعترضه من عقبات. وفى عام 1832،
بعد مضى عشر سنوات على اكتشافه الأول، وضع كتاباً فى قواعد اللغة المصرية
وشرع فى إعداد قاموس. وجمع خلال رحلة قام بها إلى مصر مادة لمجموعة من
المؤلفات عن آثار مصر والنوبة. وأخذ يعد العدة للاستفادة من أعماله لإلقاء
محاضرات فى "الكوليج دى فرانس" Collège de France،
وهو فى الثانية والأربعين من عمره، وقد أنهكه ما بذله من جهد جهيد.
نقوش هيروغليفية تُزين أحد التماثيل.
وحتى نوفى عمل "شمبوليون" حق قدره – إذ غالباً ما صدرت فى حقه أحكام
مجحفة وغير منصفة – ينبغى أن نأخذ بعين الاعتبار مستوى معارف علم المصريات،
قبل فك رموز الكتابة الهيروغليفية. فماذا كنا نعلم عن مصر قبل عام 1822؟ منذ أن
أغلقت المعابد المصرية أبوابها فى القرن الرابع الميلادى اختفى كل من كان له القدرة
على قراءة الهيروغليفية لتتحول كل الوثائق المصرية الأصلية إلى علامات صماء.
فانحصرت معلوماتنا بالضرورة على ما كتبه المؤلفون الإغريق عن مصر، نذكر منهم
"هيرودوت" و"ديودورس الصقلى" و"استرابون" و"بلوطارخوس". ويمكن أن
نضيف إلى هذه المصادر بعض ما كتبه آباء الكنيسة، أمثال "أكليمندس السكندرى"
و"يوسابيوس القيصرى".
ولا ينبغى بالطبع التقليل من أهمية هذه المصادر الكلاسيكية، فمن وسط هذه المؤلفات،
يشدنا أحدها بصفة خاصة. ففى زمن أحد البطالمة، وضع كاهن مصرى يدعى "مانتون"
تاريخاً لمصر تلبية لطلب الملك الإغريقى. ولو حفظ لنا الدهر هذا السفر كاملاً، لكان
جليل الفائدة، نظراً لأن "مانثون" كان مازال يمتلك ناصية الهيروغليفية. وللأسف
ضاع هذا المؤلف النفيس ولكنه تواتر إلينا على هيئة شذرات مبعثرة وردت
ضمن ما استشهد به بعض الكتاب كالمؤرخ اليهودى "يوسفيوس"
و"سكستوس يوليوس" المؤرخ الإغريقى الملقب بالإغريقى والمختصر الذى
أعده عنه "يوسابيوس القيصرى". ومع ذلك فكل مانعرفه عن هؤلاء الكتاب
الأواخر إنما وصلنا من خلال المصنف الذى صنفه "جورج السنسيلى"
" George le Syncelle فى النصف الثانى الميلادى.
إن مؤلف "مانتون" كما وصلنا ليس سوى ظل لظل، والفائدة الوحيدة التى
ندين بها له هو تقسيم تاريخ مصر إلى ثلاثين أسرة. ولا تمثل جميع هذه المصادر
مجتمعة سوى أقل القليل، إذ من الصعب أن نستفيد منها. وبالفعل لم يجمع أصحاب
هذه المؤلفات ما توصلوا إليه من معلومات، مباشرة وبدون وسيط، بل لم يتعد
كاتبوه عن كونه مجموعة من "القيل والقال". ثم جاء اكتشاف "شمبوليون" ليغير
من وضع المسألة، إذ اضحت الوثائق المصرية سهلة المنال بعد أن كانت طلاسم
وألغاز، وصار فى الإمكان التحقق من صحة المصادر الكلاسيكية واستكمالها.
وشرعت مصر القديمة تولد من جديد.
وبفضل الأسس التى وضعها "شمبوليون"، أمكن لعلم المصريات أن ينهض،
ومازال يواصل نهوضه، بالنظر إلى أنه لم يتم إلى الآن حصر الثروات التى
قدمتها لنا مصر القديمة، ولا هو على وشك أن يتم، فمازالت مصر القديمة
تدخر لنا اكتشافات، على غرار اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون" واكتشاف
دفنات "تانيس" – "صان الحجر" حالياً – فى وقت لاحق. ومن ثم تظل مصر
القديمة حاضرة – رغم كل ما يبدو من مظاهر – فنراها تبعث إلى الحياة أمام
أعيننا مع كل صدفة تقود إلى اكتشاف جديد.
ويتم نشر هذه الاكتشافات تباعاً فى العديد من الدوريات الفرنسية وغير الفرنسية،
بلغات عديدة. وبالتدريج يزاح الستار عن حضارة كانت من الناحية العلمية
فى طى النسيان قبل قرن ونصف من الزمان، وهو ما لا ينبغى أن يغيب عن بالنا.
اللغة والكتابة المصرية القديمة
إذا تركنا جانباً القسمات البدنية العرقية، فإن اللغة هى السمة المميزة لشعب من
الشعوب. فما أصول اللغة المصرية إذن؟ ظل المتخصصون يتجادلون لفترة طويلة
بين قائل بأصولها السامية وآخر يرى أن أصولها إفريقية. بل وذهب البعض إلى
افتراض أن أصولها أقيانية! أما اليوم فيسود شبه اتفاق على أن المصرية
والكوشية (اللغات السودانية) والبربرية واللغات السامية، تشكل كل منها
مجموعة مستقلة عن الأخرى، وإن كانت جميعها مشتقة من لغة قديمة مشتركة.
وهو ما يفسر، فى ذات الوقت، ما نلحظه من أوجه شبه عديدة بين المجموعات
المختلفة وبالتحديد بين المصرية واللغات السامية وبين البربرية والمصرية.
وهو ما يجعلنا أيضاً فى غنى عن الافتراضات التى كانت قد ظهرت – وعلى
رأسها افتراض الغزو – والتى تكونت فى الماضى لتفسير أوجه الشبه هذه. ومن ثم
ينتمى المصرى إلى غيره من شعوب إفريقيا البيضاء من حيث القسمات البدنية
ومن حيث اللغة، على حد سواء.
تواترت إلينا اللغة المصرية كتابة منذ العصر الثينى، أو حوالى عام 3100 ق.م،
ولذا تعتبر من أولى كتابات البشر المعروفة، ومن المفيد أن نطل عليها إطلالة سريعة.
لقد سبق أن ألقينا نظرة على تاريخ فك رموزها. وعلى رأس ما يشدنا إلى هذه الكتابة
أنها نشأت نشأة محلية أصيلة، فلم تستعر كل ما تستخدمه من علامات هيروغليفية
من عالمى الحيوان والنبات فى وادى النيل فحسب، وهو برهان على أن ظهورها
ونموها كانا ظاهرة محلية، بل تصور هذه العلامات أيضاً بعض الأدوات والأوانى
التى كانت تستخدم فى مصر منذ العصر الأدنى للحضارات النحاسية الحجرية،
وهو دليل على أن الكتابة هى بالقطع نتاج الحضارة المصرية دون غيرها،
وأنها قد نشأت على ضفاف النيل.
وقد وصلتنا الكتابة فى ثلاث صور مختلفة، يطلق على الأولى اصطلاحاً الهيروغليفية.
وكانت وقفاً على الأنصاب والعمائر، فتدون كل علامة بمفردها مع الاهتمام الفائق
بتفاصيل الرسم. فالطائر على سبيل المثال لا يشار إليه بخطوطه الجانبية وحسب،
بل بشتى ملامحه الداخلية أيضاً مع توضيح الأجنحة والعينين والمخالب الخ.. وغنى
عن البيان أن تدوين هذه الكتابة كان يستغرق وقتاً طويلاً، حتى مع اختزال الرسم،
لأن الكلمة الواحدة قد تتكون من خمس أو ست علامات مختلفة. ومن ثم فقد استخدم
المصريون منذ أقدم العصور كتابة مختصرة، تعرف اصطلاحاً بالهيراطيقية. وهى
الكتابة التى اعتمدتها غالبية النصوص الأدبية والإدارية والقانونية المصرية
التى بين أيدينا. وأخيراً، فقد تم اختصار الهيراطيقية بدورها فى العصر المتأخر،
فنشأت الديموطيقية. والتطور الذى طرأ على العلامات الديموطيقية بلغ حداً يستحيل
معه التعرف على النماذج الهيروغليفية الأصلية. استخدم الخط الديموطيقى فى
تدوين العديد من الوثائق القانونية الهامة التى تعتبر غالباً مصدرنا الوحيد عند
دراسة بعض المؤسسات.
ومن الملاحظ أن الكتابة المصرية القديمة، سواء بالخط الهيروغليفى أو الهيراطيقى
أو الديموطيقى – لم تتطور أبداً وظلت متمسكة بأصولها الأولى، رغم ما تمتلكه
من علامات بسيطة، ولم تتحول أبداً إلى الكتابة الألفبائية، شأنها شأن الفينيقية
واليونانية واللغات الحديثة، إلا مع التحول إلى اللغة القبطية فى العصور التالية،
وهى اللغة التى مازالت تستخدم فى الكنيسة المصرية حتى يومنا هذا. وتُعد
الكتابة القبطية كتابة ألفبائية حيث تستخدم مزيج من حروف خاصة بها وأخرى يونانية.
ونظام الكتابة المصرية (ما قبل القبطية) تركيب معقد فى واقع الأمر. فمن ناحية كان
بوسعها على الدوام أن تصور الماديات بصورها. فإذا أردنا كتابة كلمات مثل
مجداف وقوس ومحراث الخ.. يكفى أن نرسم مجدافاً وقوساً ومحراثاً. ويُعرف هذا
الضرب من الكتابة بالخط التصويرى، وشاع استخدامه فى الكتابة المصرية على
مر العصور. بيد أن الخط التصويرى لا يصلح للتعبير عن كل شئ. فعلى سبيل المثال
كيف يمكن تصوير الأفعال كالمشى والعَدْو والصعود أو الكلمات المجردة كالفكر
والحب الخ.. وللخروج من هذه المشكلة، طبق المصريون قاعدة اللغز المصور،
فقاموا بتفكيك الكلمات المجردة إلى عناصرها المكونة التى يمكن تمثيلها
بأشياء لها صوت مماثل.
ولتوضيح الأمر نختار مثالاً باللغة الفرنسية. كيف نكتب إذن كلمة
Détourner – معناها: أدار (رأسه) – يبدل الاتجاه – حول (نظره) – بالاعتماد
على الطريقة المصرية القديمة، يمكن أن نقسم الكلمة إلى ثلاثة عناصر
ونرسم على التوالى "نرد" "Dé" ثم "برج" "Tour" وأخيراً "أنف" "Nez".
انه مبدأ الكتابة الهيروغليفية ذاته كما استخدم فى العصر الثينى لكتابة أسماء
الأعلام – ولكن هذا النظام كان فى حاجة إلى إضافات حتى يصبح صالحاً للاستخدام.
وبادئ ذى بدء، قد تكون العلامة كقيمة صوتية مصدر غموض والتباس. فقد يفسر
القارئ على سبيل المثال صورتى "البرج" و"الأنف" تفسيراً خاطئا ويقرأهما
"قلعة" و"فتحة الأنف" مثلاً. وتجنباً لهذه الأخطاء أضاف المصريون علامة
هجائية وضعوها أمام العلامة المقطعية أو خلفها لتحديد قراءتها. وقياساً
على ذلك سنضع حرف "T" أمام "Tour" وحرف "Z" بعد "Nez" وأخيراً
كانوا ينهون الكلمة بعلامة لا تقرأ وإن كانت تحدد القراءة المطلوبة بالإشارة إلى
المعنى للكلمة، ومن خلال فكرة، كفكرة الحركة على سبيل المثال أو الشيخوخة
أو القوت الخ.. وكانت هذه العلامات محددة بشكل ثابت ونهائى. وإذا عدنا للمثال
الذى ضربناه لأضفنا إلى الرسومات السابقة رجلاً يدير رأسه توضيحاً لفكرة
"أدار" التى تنطوى عليها الكلمة التى كتبناها بطريقة صوتية. فالكتابة المصرية
تشمل إذن علامات صوتية على غرار حروفنا الهجائية إلى جانب العلامات
التصويرية التى لا يوجد ما يناظرها فى لغاتنا، وإن ظلت الكتابة الصينية محتفظة
بها. وإضافة إلى ذلك تتكون بعض العلامات الصوتية بدورها من حرفين ساكنين
أو ثلاثة حروف ساكنة للرسم الواحد. إنها العلامات المقطعية.
ويعتبر نظام الكتابة الهيروغليفية مرناً جداً، إذ يمكن أن تبدأ الكتابة من اليمين
أو من اليسار، على حد سواء، بل وأيضاً من أعلى إلى أسفل. ويمكن تمييز
اتجاه القراءة (من اليسار إلى اليمين أو بالعكس) من خلال أشكال الإنسان
والحيوان المرسومة والتى تتجه بوجوهها دائماً ناحية بداية السطر. كما يتم القراءة
من أعلى إلى أسفل. وهناك ما يشبه الإملاء. وتيسر الذاكرة عملية القراءة. وأخيراً،
نجد أن العلامات المقطعية وهى كثيرة جداً، (إذ تبلغ عدة مئات من العلامات الشائعة)،
يلحق بها دائماً علامة هجائية واحدة أو اثنتان أو ثلاث، تعزيزاً لها ومعيناً على
القراءة. بيد أن المصرى لم يصل إلى حد اختراع الكتابة الهجائية كما نعرفها اليوم.
ولم يكتف وحسب برفضه القاطع التخلى عن العلامات التصويرية والعلامات
المقطعية وصولاً إلى اكتشاف الأبجدية، بل يبدو واضحاً أنه ابتعد عنها، أكثر فأكثر.
لقد تباعدت الكتابة المصرية فى العصر المتأخر عن الكتابة الهجائية، بعد أن ضاعفت
من العلامات المستخدمة، وفى مقدمتها العلامات التصويرية، بالمقارنة مع كتابة
الدولة القديمة التى لم تسرف فى استخدام العلامات. وأخيراً، لم تُقْدِم الهيراطيقية
والديموطيقية على تبسيط الكتابة بحذف العلامات غير الضرورية لكنها استخدمت
خطاً يوفر كتابة أسرع.
أما بالنسبة لقواعد اللغة فتتميز المصرية بأن موضع كل كلمة من كلماتها له
ترتيبه الصارم الذى لا يحيد عنه، فتتعاقب الكلمات فى المعتاد على النحو التالى:
الفعل فالفاعل ثم المفعول المباشر وأخيراً المفاعيل غير المباشرة. إن حالات
الإعراب كما عرفتها اليونانية واللاتينية لا وجود لها فى المصرية. ولكنها تنفرد
بمشكلة خاصة بها، ألا وهى أنها تفتقر إلى أدوات العطف والوصل. ويجد
المرء صعوبة فى تحديد الرباط الذى يربط الجملة بما يسبقها أو يليها.
من تعاليم "بتاهوتيب" (أو "بتاحوتب"): "لا حدود للفن، كما لا يوجد فنان
أو صاحب حرفة متمكن بصورة كاملة تماماً من فنه أو حرفته".
بعد أن تم فك رموز الكتابة أصبح فهم الوثائق المصرية القديمة متاحاً وباتت
تكون فى الوقت الراهن أهم مصادر التاريخ المصرى وهى مصادر شديدة التنوع،
وتضم: مسارد السير الذاتية المنقوشة بالهيروغليفية على اللوحات الحجرية
وسطوح جدران مقابر الأفراد، والمسارد الرسمية للحملات الملكية وقد نُحتت
فى الغالب على جدران المعابد، والقوائم الملكية المدونة على ورق البردى
أو المنقوشة على الحجر، والنصوص الأدبية أو الإدارية المكتوبة بالخط الهيراطيقى
على ورق البردى أو الألواح الخشبية الصغيرة أو لُخاف الفخار أو الحجر
("الأوستراكا"). كما أن هذه المصادر هى أحياناً مجرد أسماء حفرت على أشياء
صغيرة أو جعارين أو تماثيل صغيرة. وبفضل هذا الحشد من الوثائق، أمكن
إعادة كتابة تاريخ مصر كما نعرفه الآن.
العلامات الهيروغليفية
1. العلامات الصوتية Alphabetic signs - كل علامة تمثل صوتاً واحداً
ولا يوجد تمثيل لمعظم الحروف اللينة Vowels:
A كما فى الكلمة الإنجليزية apple: (شكل عقاب أو نسر)،
B كما فى الكلمة الإنجليزية bat: ،
W أو OO - صوتان - W كما فى الكلمة الإنجليزية won وOO كما
فى الكلمة الإنجليزية boot: ،
KH - ch كما فى الكلمة الإنجليزية loch: (شكل مشيمة الجنين)،
K كما فى الكلمة الإنجليزية kitten: (شكل السلة)،
N كما فى الكلمة الإنجليزية no: (شكل الماء)،
H كما فى الكلمة الإنجليزية ha: (شكل خيط الكتان المجدول)،
I - ee كما فى الكلمة الإنجليزية feet: ،
G كما فى الكلمة الإنجليزية gold: ،
P كما فى الكلمة الإنجليزية puppy: (شكل حصيرة)،
F كما فى الكلمة الإنجليزية fan: (شكل أفعى بقرنين)،
TH (شكل حبل): ،
M كما فى الكلمة الإنجليزية mum: (شكل البومة)،
S كما فى الكلمة الإنجليزية sit: (شكل طيّة من القماش)،
J - dj كما فى الكلمة الإنجليزية edge: ،
Y كما فى الكلمة الإنجليزية baby: ،
SH كما فى الكلمة الإنجليزية shop: (شكل بِركة)،
D كما فى الكلمة الإنجليزية dirt: ،
Q كما فى الكلمة الإنجليزية quick: (شكل تل أو منحدر)،
R كما فى الكلمة الإنجليزية rat: (شكل فم)،
T كما فى الكلمة الإنجليزية two: (شكل رغيف)،
L (شكل أسد):
2. العلامات المقطعية Syllabic signs تُمثل 2 أو 3 حروف ساكنة Consonants:
أور: ، مين: ، را: ،
ميس: ، كا: ، مير: ،
شا: ، نيب: ، بات: ،
خيبير: ، سو:
3. علامات تصويرية تُصور كلمات Word-signs
وذلك باستخدام صور الأشياء ككلمات كاملة لتلك الأشياء،
تاريخ فك رموز اللغة المصرية القديمة
إن علم المصريات لا يزال علماً حديث العهد، فلم يتسن لنا معرفة اللغة المصرية القديمة
إلا منذ ما يقرب من قرن من الزمان.. كذلك لم نلم بعد بميدان علم المصريات بأكمله،
فلازلنا فى مرحلة الاستكشافات، وتتواصل الحفائر بانتظام وتمدنا سنوياً بوثائق جديدة.
ويجرى نشر ما سبق جمعه من آثار بشكل منهجى منسق. وطالما لم نصل بعد إلى معرفة
كل المصادر التاريخية فلا يزال أملنا كبيراً فى الوصول إلى اكتشافات جديدة. بيد أن
ما تجمع بين أيدينا من معلومات يكفى للشروع فى كتابة تاريخ الحضارة
المصرية فى خطوطها العريضة.
ولم يكن فى مقدورنا أن نعرض هذه الصورة الإجمالية عن الحضارة المصرية القديمة،
على إيجازها فى هذه الموسوعة، لولا اكتشافات "جان فرانسوا شمبوليون"
(1790-1832) Jean-François Champollion مبدع علم المصريات.
وكان من النتائج المثيرة لمغامرات "نابليون"، أنها شدت انتباه العقول المتعطشة
إلى المعرفة إلى الشرق.. إلى مصر. ويمكن القول دون مبالغة أن إعادة
اكتشاف مصر القديمة يرجع إلى عام 1809 مع نشر كتاب "وصف مصر"
Description de l'Egypte الذى وضعه علماء الحملة الفرنسية على مصر
عام 1798. لقد احتوى هذا المؤلف الهائل على مواد ومعلومات جديدة، فى
نفس الوقت الذى بدأت فيه الحركة الرومانسية تحيى ذوق الماضى وذوق
الشرق. وليس من قبيل المصادفة أن "ديلاكروا" Delacroix و"بيرون"
Byron و"لامرتين" Lamartine على سبيل المثال لا الحصر،
كانوا معاصرين "لشمبوليون"، وكانوا مثله مشدودين إلى عالم الشرق.
وبطبيعة الحال لم يكن كافياً أن تتوفر الظروف المواتية، وأن يتوصل علماء
البعثة الفرنسية فى مصر بفضل علمهم وعملهم الرائع الدؤوب إلى جمع المعلومات
اللازمة لإنجاز هذا الاكتشاف، بل كان الأمر يحتاج أيضاً إلى العبقرية.
وكان "شمبوليون" يمسك هذا الوهج الذى لا غنى عنه، فقد كان شغوفاً
بمصر متحمساً لها منذ نعومة أظافره. وانكب يتعلم بجد كل ما يشفى غليل
ما يراوده من شغف: أن يلم بتاريخ مصر. وفتح له تكوينه الكلاسيكى
الطريق أمام المصادر اليونانية واللاتينية. ثم زاد عليها بفضل جهده الدؤوب،
معارف متخصصة كان يدرك مدى فائدتها: ففى القرن السابع عشر برهن الأب
"كيرشيه" P. Kircher، وهو من الآباء اليسوعيين (الجزويت)، على أن اللغة
المصرية الكلاسيكية، لا تزال حية من خلال اللغة القبطية التى ظلت على أيامه لغة
الحديث بين رهبان مصر (ولا تزال مستعملة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
المصرية إلى يومنا هذا فى أجزاء من الشعائر الدينية)، وظل الرهبان يستخدمونها
حتى القرن التاسع عشر. ومن ثم تعلم "شمبوليون" اللغة القبطية وأضاف إليه
ا دراسة العربية والعبرية. كما تعلم السريانية والأثيوبية و"الكلدانية" (الآرامية).
وهكذا واجه "شمبوليون" مشكلة المشاكل، وهى فك الرموز الهيروغليفية،
وقد تسلح لها أحسن تسليح.
"حجر رشيد".
كان أحد قواد "بونابرت" الفرنسيين قد اكتشف فى دلتا النيل كتلة من البازلت الأسود
نقش على سطحها نص مدون بثلاثة خطوط مختلفة. هذه الكتلة الحجرية المعروفة
اصطلاحاً بـ"حجر رشيد" نسبة إلى المكان الذى عثر عليها فيه، نشرت فى كتاب
"وصف مصر". وعلى الفور صارت محل اهتمام الدوائر العلمية بالنظر إلى أهميتها.
وفى واقع الأمر كان أحد الخطوط الثلاثة، وهو الخط اليونانى معروفاً، فأماط اللثام عن
مرسوم صادر عن "بطليموس الخامس إبيفانوس (الظاهر)". أما الخطان الآخران،
فكان يتكون أحدهما من علامات تشبه تلك التى تُشاهد على سطوح المبانى المصرية
التى حفظها الزمن وهو الخط الذى يعرف اصطلاحاً منذ "إكليمندس السكندرى" بالخط
الهيروغليفى (علامات الكتابة المقدسة) أما الخط الآخر – وهو مختلف كل الاختلاف،
مع وجود بعض أوجه الشبه بينه وبين الخط العربى: فلابد أنه كان الخط الديموطيقى،
وهو خط مختصر شاع استخدامه فى الوثائق الشعبية.
وأقر الجميع على الفور وبحق، أن النصين الهيروغليفى والديموطيقى هما بكل بساطة
ترجمة للنص اليونانى. وبدى أن المشكلة بسيطة: فالمطلوب قراءة وفهم لغة مجهولة
تُرجم إليها نص مفهوم. وبالنظر إلى أن النصين المصريين لم يتركا فواصل بين الكلمات
شأنهما شأن النص اليونانى – كان لابد من التوصل إلى موضع كل كلمة ومعناها
ومحلها فى الإعراب. لقد وقفت نخبة من عقول هذا العصر الثاقبة عاجزة أمام هذه
المشكلة السهلة الحل فى ظاهرها. زد على ذلك، أن المشكلة لم تطرح نفسها
بالبساطة التى عرضنا لها. فبداية النقش الهيروغليفى كان مهشماً والباحثون
يجهلون عدد السطور الناقصة. أما النص الديموطيقى فكان وحده سليماً. بادئ
ذى بدء، تصدى "اكربلاد" Akerblad و"سيلفستر دى ساسى
" Sylvestre de Sacy لهذا النص الأخير، وتوصلا إلى تحديد موضع أسماء
"بطليموس" فى النص. ولم يذهبا إلى أبعد من هذا. وانكب "يونج" Young،
الطبيب والفيزيائى البريطانى الذائع الصيت، على النص الهيروغليفى، فتوصل
هو أيضاً إلى تحديد موضع اسم "بطليموس". واستخدم الأصوات التى اعتقد أنه
قد استطاع استنتاجها، لمحاولة قراءة باقى النص، ولكن دون جدوى.
عندئذ تدخل "شمبوليون" الذى كان يتابع فى شغف أبحاث من سبقوه. فمسألة
المنهج هى التى كانت تقف فى واقع الأمر حائلاً دون تقدمهم. هل الكتابة المصرية
تصويرية، فتشير كل علامة فيها إلى صوت واحد، كما هو الحال فى اللغات الحديثة.
وما هى هذه الأصوات؟ وهل هى أبجدية أم مقطعية؟ إن "شمبوليون" نفسه
قد تردد طويلاً. واكتشف بداية إن الحروف الساكنة وحدها هى التى تكتب مع إغفال
الحروف المتحركة، شأنها فى ذلك شأن العبرية والعربية القديمة. فلا يتبقى من الكلمة
سوى هيكلها العظمى. ومن فرط ما تلمس طريقه، ومن كثرة ما قلب المسألة فى ذهنه،
لاحت له الحقيقة فجأة. إذ كان النص المصرى يحتوى بكل وضوح ورغم ما أصابه
من تشويه على عدد من العلامات أكثر بكثير من النص اليونانى. وهى ظاهرة
كانت تحتاج قبل كل شئ إلى تفسير. وأدرك "شمبوليون" على الفور أن هذه
العلامات الزائدة مردها إلى حقيقة أن المصرية القديمة كانت فى آن واحد تصويرية
وصوتية. أو كانت بعبارة أخرى، تضم علامات تُقرأ وأخرى لا تُقرأ – وهدفها تحديد
معنى الكلمة فحسب. شرع "شمبوليون" يطبق ما توصل إليه من اكتشافات، فقرأ أول
ما قرأ جميع أسماء الملوك اليونانيين، فى ترجمتها المصرية. ثم تصدى بعد ذلك للكلمات
المصرية، بمعنى الكلمة. واعتمادا على إلمامه باللغة القبطية، لم يتوصل فحسب
إلى قراءة اسم الملك "رمسيس" الشهير فحسب، بل نجح أيضاً فى فهم معنى الاسم
ويعنى "رع (إله الشمس) أنجبه". وهكذا خطى الخطوة الفاصلة، فاستطاع
أن يفهم الهيروغليفية (1822).
ومن ذلك التاريخ فصاعداً، انكب "شمبوليون" على ما وقع بين يديه من نصوص،
فعمل بنشاط منقطع النظير وتغلب على كل ما اعترضه من عقبات. وفى عام 1832،
بعد مضى عشر سنوات على اكتشافه الأول، وضع كتاباً فى قواعد اللغة المصرية
وشرع فى إعداد قاموس. وجمع خلال رحلة قام بها إلى مصر مادة لمجموعة من
المؤلفات عن آثار مصر والنوبة. وأخذ يعد العدة للاستفادة من أعماله لإلقاء
محاضرات فى "الكوليج دى فرانس" Collège de France،
وهو فى الثانية والأربعين من عمره، وقد أنهكه ما بذله من جهد جهيد.
نقوش هيروغليفية تُزين أحد التماثيل.
وحتى نوفى عمل "شمبوليون" حق قدره – إذ غالباً ما صدرت فى حقه أحكام
مجحفة وغير منصفة – ينبغى أن نأخذ بعين الاعتبار مستوى معارف علم المصريات،
قبل فك رموز الكتابة الهيروغليفية. فماذا كنا نعلم عن مصر قبل عام 1822؟ منذ أن
أغلقت المعابد المصرية أبوابها فى القرن الرابع الميلادى اختفى كل من كان له القدرة
على قراءة الهيروغليفية لتتحول كل الوثائق المصرية الأصلية إلى علامات صماء.
فانحصرت معلوماتنا بالضرورة على ما كتبه المؤلفون الإغريق عن مصر، نذكر منهم
"هيرودوت" و"ديودورس الصقلى" و"استرابون" و"بلوطارخوس". ويمكن أن
نضيف إلى هذه المصادر بعض ما كتبه آباء الكنيسة، أمثال "أكليمندس السكندرى"
و"يوسابيوس القيصرى".
ولا ينبغى بالطبع التقليل من أهمية هذه المصادر الكلاسيكية، فمن وسط هذه المؤلفات،
يشدنا أحدها بصفة خاصة. ففى زمن أحد البطالمة، وضع كاهن مصرى يدعى "مانتون"
تاريخاً لمصر تلبية لطلب الملك الإغريقى. ولو حفظ لنا الدهر هذا السفر كاملاً، لكان
جليل الفائدة، نظراً لأن "مانثون" كان مازال يمتلك ناصية الهيروغليفية. وللأسف
ضاع هذا المؤلف النفيس ولكنه تواتر إلينا على هيئة شذرات مبعثرة وردت
ضمن ما استشهد به بعض الكتاب كالمؤرخ اليهودى "يوسفيوس"
و"سكستوس يوليوس" المؤرخ الإغريقى الملقب بالإغريقى والمختصر الذى
أعده عنه "يوسابيوس القيصرى". ومع ذلك فكل مانعرفه عن هؤلاء الكتاب
الأواخر إنما وصلنا من خلال المصنف الذى صنفه "جورج السنسيلى"
" George le Syncelle فى النصف الثانى الميلادى.
إن مؤلف "مانتون" كما وصلنا ليس سوى ظل لظل، والفائدة الوحيدة التى
ندين بها له هو تقسيم تاريخ مصر إلى ثلاثين أسرة. ولا تمثل جميع هذه المصادر
مجتمعة سوى أقل القليل، إذ من الصعب أن نستفيد منها. وبالفعل لم يجمع أصحاب
هذه المؤلفات ما توصلوا إليه من معلومات، مباشرة وبدون وسيط، بل لم يتعد
كاتبوه عن كونه مجموعة من "القيل والقال". ثم جاء اكتشاف "شمبوليون" ليغير
من وضع المسألة، إذ اضحت الوثائق المصرية سهلة المنال بعد أن كانت طلاسم
وألغاز، وصار فى الإمكان التحقق من صحة المصادر الكلاسيكية واستكمالها.
وشرعت مصر القديمة تولد من جديد.
وبفضل الأسس التى وضعها "شمبوليون"، أمكن لعلم المصريات أن ينهض،
ومازال يواصل نهوضه، بالنظر إلى أنه لم يتم إلى الآن حصر الثروات التى
قدمتها لنا مصر القديمة، ولا هو على وشك أن يتم، فمازالت مصر القديمة
تدخر لنا اكتشافات، على غرار اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون" واكتشاف
دفنات "تانيس" – "صان الحجر" حالياً – فى وقت لاحق. ومن ثم تظل مصر
القديمة حاضرة – رغم كل ما يبدو من مظاهر – فنراها تبعث إلى الحياة أمام
أعيننا مع كل صدفة تقود إلى اكتشاف جديد.
ويتم نشر هذه الاكتشافات تباعاً فى العديد من الدوريات الفرنسية وغير الفرنسية،
بلغات عديدة. وبالتدريج يزاح الستار عن حضارة كانت من الناحية العلمية
فى طى النسيان قبل قرن ونصف من الزمان، وهو ما لا ينبغى أن يغيب عن بالنا.
اللغة والكتابة المصرية القديمة
إذا تركنا جانباً القسمات البدنية العرقية، فإن اللغة هى السمة المميزة لشعب من
الشعوب. فما أصول اللغة المصرية إذن؟ ظل المتخصصون يتجادلون لفترة طويلة
بين قائل بأصولها السامية وآخر يرى أن أصولها إفريقية. بل وذهب البعض إلى
افتراض أن أصولها أقيانية! أما اليوم فيسود شبه اتفاق على أن المصرية
والكوشية (اللغات السودانية) والبربرية واللغات السامية، تشكل كل منها
مجموعة مستقلة عن الأخرى، وإن كانت جميعها مشتقة من لغة قديمة مشتركة.
وهو ما يفسر، فى ذات الوقت، ما نلحظه من أوجه شبه عديدة بين المجموعات
المختلفة وبالتحديد بين المصرية واللغات السامية وبين البربرية والمصرية.
وهو ما يجعلنا أيضاً فى غنى عن الافتراضات التى كانت قد ظهرت – وعلى
رأسها افتراض الغزو – والتى تكونت فى الماضى لتفسير أوجه الشبه هذه. ومن ثم
ينتمى المصرى إلى غيره من شعوب إفريقيا البيضاء من حيث القسمات البدنية
ومن حيث اللغة، على حد سواء.
تواترت إلينا اللغة المصرية كتابة منذ العصر الثينى، أو حوالى عام 3100 ق.م،
ولذا تعتبر من أولى كتابات البشر المعروفة، ومن المفيد أن نطل عليها إطلالة سريعة.
لقد سبق أن ألقينا نظرة على تاريخ فك رموزها. وعلى رأس ما يشدنا إلى هذه الكتابة
أنها نشأت نشأة محلية أصيلة، فلم تستعر كل ما تستخدمه من علامات هيروغليفية
من عالمى الحيوان والنبات فى وادى النيل فحسب، وهو برهان على أن ظهورها
ونموها كانا ظاهرة محلية، بل تصور هذه العلامات أيضاً بعض الأدوات والأوانى
التى كانت تستخدم فى مصر منذ العصر الأدنى للحضارات النحاسية الحجرية،
وهو دليل على أن الكتابة هى بالقطع نتاج الحضارة المصرية دون غيرها،
وأنها قد نشأت على ضفاف النيل.
وقد وصلتنا الكتابة فى ثلاث صور مختلفة، يطلق على الأولى اصطلاحاً الهيروغليفية.
وكانت وقفاً على الأنصاب والعمائر، فتدون كل علامة بمفردها مع الاهتمام الفائق
بتفاصيل الرسم. فالطائر على سبيل المثال لا يشار إليه بخطوطه الجانبية وحسب،
بل بشتى ملامحه الداخلية أيضاً مع توضيح الأجنحة والعينين والمخالب الخ.. وغنى
عن البيان أن تدوين هذه الكتابة كان يستغرق وقتاً طويلاً، حتى مع اختزال الرسم،
لأن الكلمة الواحدة قد تتكون من خمس أو ست علامات مختلفة. ومن ثم فقد استخدم
المصريون منذ أقدم العصور كتابة مختصرة، تعرف اصطلاحاً بالهيراطيقية. وهى
الكتابة التى اعتمدتها غالبية النصوص الأدبية والإدارية والقانونية المصرية
التى بين أيدينا. وأخيراً، فقد تم اختصار الهيراطيقية بدورها فى العصر المتأخر،
فنشأت الديموطيقية. والتطور الذى طرأ على العلامات الديموطيقية بلغ حداً يستحيل
معه التعرف على النماذج الهيروغليفية الأصلية. استخدم الخط الديموطيقى فى
تدوين العديد من الوثائق القانونية الهامة التى تعتبر غالباً مصدرنا الوحيد عند
دراسة بعض المؤسسات.
ومن الملاحظ أن الكتابة المصرية القديمة، سواء بالخط الهيروغليفى أو الهيراطيقى
أو الديموطيقى – لم تتطور أبداً وظلت متمسكة بأصولها الأولى، رغم ما تمتلكه
من علامات بسيطة، ولم تتحول أبداً إلى الكتابة الألفبائية، شأنها شأن الفينيقية
واليونانية واللغات الحديثة، إلا مع التحول إلى اللغة القبطية فى العصور التالية،
وهى اللغة التى مازالت تستخدم فى الكنيسة المصرية حتى يومنا هذا. وتُعد
الكتابة القبطية كتابة ألفبائية حيث تستخدم مزيج من حروف خاصة بها وأخرى يونانية.
ونظام الكتابة المصرية (ما قبل القبطية) تركيب معقد فى واقع الأمر. فمن ناحية كان
بوسعها على الدوام أن تصور الماديات بصورها. فإذا أردنا كتابة كلمات مثل
مجداف وقوس ومحراث الخ.. يكفى أن نرسم مجدافاً وقوساً ومحراثاً. ويُعرف هذا
الضرب من الكتابة بالخط التصويرى، وشاع استخدامه فى الكتابة المصرية على
مر العصور. بيد أن الخط التصويرى لا يصلح للتعبير عن كل شئ. فعلى سبيل المثال
كيف يمكن تصوير الأفعال كالمشى والعَدْو والصعود أو الكلمات المجردة كالفكر
والحب الخ.. وللخروج من هذه المشكلة، طبق المصريون قاعدة اللغز المصور،
فقاموا بتفكيك الكلمات المجردة إلى عناصرها المكونة التى يمكن تمثيلها
بأشياء لها صوت مماثل.
ولتوضيح الأمر نختار مثالاً باللغة الفرنسية. كيف نكتب إذن كلمة
Détourner – معناها: أدار (رأسه) – يبدل الاتجاه – حول (نظره) – بالاعتماد
على الطريقة المصرية القديمة، يمكن أن نقسم الكلمة إلى ثلاثة عناصر
ونرسم على التوالى "نرد" "Dé" ثم "برج" "Tour" وأخيراً "أنف" "Nez".
انه مبدأ الكتابة الهيروغليفية ذاته كما استخدم فى العصر الثينى لكتابة أسماء
الأعلام – ولكن هذا النظام كان فى حاجة إلى إضافات حتى يصبح صالحاً للاستخدام.
وبادئ ذى بدء، قد تكون العلامة كقيمة صوتية مصدر غموض والتباس. فقد يفسر
القارئ على سبيل المثال صورتى "البرج" و"الأنف" تفسيراً خاطئا ويقرأهما
"قلعة" و"فتحة الأنف" مثلاً. وتجنباً لهذه الأخطاء أضاف المصريون علامة
هجائية وضعوها أمام العلامة المقطعية أو خلفها لتحديد قراءتها. وقياساً
على ذلك سنضع حرف "T" أمام "Tour" وحرف "Z" بعد "Nez" وأخيراً
كانوا ينهون الكلمة بعلامة لا تقرأ وإن كانت تحدد القراءة المطلوبة بالإشارة إلى
المعنى للكلمة، ومن خلال فكرة، كفكرة الحركة على سبيل المثال أو الشيخوخة
أو القوت الخ.. وكانت هذه العلامات محددة بشكل ثابت ونهائى. وإذا عدنا للمثال
الذى ضربناه لأضفنا إلى الرسومات السابقة رجلاً يدير رأسه توضيحاً لفكرة
"أدار" التى تنطوى عليها الكلمة التى كتبناها بطريقة صوتية. فالكتابة المصرية
تشمل إذن علامات صوتية على غرار حروفنا الهجائية إلى جانب العلامات
التصويرية التى لا يوجد ما يناظرها فى لغاتنا، وإن ظلت الكتابة الصينية محتفظة
بها. وإضافة إلى ذلك تتكون بعض العلامات الصوتية بدورها من حرفين ساكنين
أو ثلاثة حروف ساكنة للرسم الواحد. إنها العلامات المقطعية.
ويعتبر نظام الكتابة الهيروغليفية مرناً جداً، إذ يمكن أن تبدأ الكتابة من اليمين
أو من اليسار، على حد سواء، بل وأيضاً من أعلى إلى أسفل. ويمكن تمييز
اتجاه القراءة (من اليسار إلى اليمين أو بالعكس) من خلال أشكال الإنسان
والحيوان المرسومة والتى تتجه بوجوهها دائماً ناحية بداية السطر. كما يتم القراءة
من أعلى إلى أسفل. وهناك ما يشبه الإملاء. وتيسر الذاكرة عملية القراءة. وأخيراً،
نجد أن العلامات المقطعية وهى كثيرة جداً، (إذ تبلغ عدة مئات من العلامات الشائعة)،
يلحق بها دائماً علامة هجائية واحدة أو اثنتان أو ثلاث، تعزيزاً لها ومعيناً على
القراءة. بيد أن المصرى لم يصل إلى حد اختراع الكتابة الهجائية كما نعرفها اليوم.
ولم يكتف وحسب برفضه القاطع التخلى عن العلامات التصويرية والعلامات
المقطعية وصولاً إلى اكتشاف الأبجدية، بل يبدو واضحاً أنه ابتعد عنها، أكثر فأكثر.
لقد تباعدت الكتابة المصرية فى العصر المتأخر عن الكتابة الهجائية، بعد أن ضاعفت
من العلامات المستخدمة، وفى مقدمتها العلامات التصويرية، بالمقارنة مع كتابة
الدولة القديمة التى لم تسرف فى استخدام العلامات. وأخيراً، لم تُقْدِم الهيراطيقية
والديموطيقية على تبسيط الكتابة بحذف العلامات غير الضرورية لكنها استخدمت
خطاً يوفر كتابة أسرع.
أما بالنسبة لقواعد اللغة فتتميز المصرية بأن موضع كل كلمة من كلماتها له
ترتيبه الصارم الذى لا يحيد عنه، فتتعاقب الكلمات فى المعتاد على النحو التالى:
الفعل فالفاعل ثم المفعول المباشر وأخيراً المفاعيل غير المباشرة. إن حالات
الإعراب كما عرفتها اليونانية واللاتينية لا وجود لها فى المصرية. ولكنها تنفرد
بمشكلة خاصة بها، ألا وهى أنها تفتقر إلى أدوات العطف والوصل. ويجد
المرء صعوبة فى تحديد الرباط الذى يربط الجملة بما يسبقها أو يليها.
من تعاليم "بتاهوتيب" (أو "بتاحوتب"): "لا حدود للفن، كما لا يوجد فنان
أو صاحب حرفة متمكن بصورة كاملة تماماً من فنه أو حرفته".
بعد أن تم فك رموز الكتابة أصبح فهم الوثائق المصرية القديمة متاحاً وباتت
تكون فى الوقت الراهن أهم مصادر التاريخ المصرى وهى مصادر شديدة التنوع،
وتضم: مسارد السير الذاتية المنقوشة بالهيروغليفية على اللوحات الحجرية
وسطوح جدران مقابر الأفراد، والمسارد الرسمية للحملات الملكية وقد نُحتت
فى الغالب على جدران المعابد، والقوائم الملكية المدونة على ورق البردى
أو المنقوشة على الحجر، والنصوص الأدبية أو الإدارية المكتوبة بالخط الهيراطيقى
على ورق البردى أو الألواح الخشبية الصغيرة أو لُخاف الفخار أو الحجر
("الأوستراكا"). كما أن هذه المصادر هى أحياناً مجرد أسماء حفرت على أشياء
صغيرة أو جعارين أو تماثيل صغيرة. وبفضل هذا الحشد من الوثائق، أمكن
إعادة كتابة تاريخ مصر كما نعرفه الآن.
العلامات الهيروغليفية
1. العلامات الصوتية Alphabetic signs - كل علامة تمثل صوتاً واحداً
ولا يوجد تمثيل لمعظم الحروف اللينة Vowels:
A كما فى الكلمة الإنجليزية apple: (شكل عقاب أو نسر)،
B كما فى الكلمة الإنجليزية bat: ،
W أو OO - صوتان - W كما فى الكلمة الإنجليزية won وOO كما
فى الكلمة الإنجليزية boot: ،
KH - ch كما فى الكلمة الإنجليزية loch: (شكل مشيمة الجنين)،
K كما فى الكلمة الإنجليزية kitten: (شكل السلة)،
N كما فى الكلمة الإنجليزية no: (شكل الماء)،
H كما فى الكلمة الإنجليزية ha: (شكل خيط الكتان المجدول)،
I - ee كما فى الكلمة الإنجليزية feet: ،
G كما فى الكلمة الإنجليزية gold: ،
P كما فى الكلمة الإنجليزية puppy: (شكل حصيرة)،
F كما فى الكلمة الإنجليزية fan: (شكل أفعى بقرنين)،
TH (شكل حبل): ،
M كما فى الكلمة الإنجليزية mum: (شكل البومة)،
S كما فى الكلمة الإنجليزية sit: (شكل طيّة من القماش)،
J - dj كما فى الكلمة الإنجليزية edge: ،
Y كما فى الكلمة الإنجليزية baby: ،
SH كما فى الكلمة الإنجليزية shop: (شكل بِركة)،
D كما فى الكلمة الإنجليزية dirt: ،
Q كما فى الكلمة الإنجليزية quick: (شكل تل أو منحدر)،
R كما فى الكلمة الإنجليزية rat: (شكل فم)،
T كما فى الكلمة الإنجليزية two: (شكل رغيف)،
L (شكل أسد):
2. العلامات المقطعية Syllabic signs تُمثل 2 أو 3 حروف ساكنة Consonants:
أور: ، مين: ، را: ،
ميس: ، كا: ، مير: ،
شا: ، نيب: ، بات: ،
خيبير: ، سو:
3. علامات تصويرية تُصور كلمات Word-signs
وذلك باستخدام صور الأشياء ككلمات كاملة لتلك الأشياء،
هذا النوع من العلامات علامة قائمة Upright stroke للدلالة
على أن الكلمة قد
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
العلاقة بين حضارة مصر الفرعونية وحضارات الشرق القديم
عاصرت الحضارة المصرية القديمة بعض حضارات قامت فى بلاد الشرق
الأدنى القديم، ومنها حضارة بلاد الرافدين (العراق)، وحضارة بلاد الشام
(سورية)، وحضارة جنوب الجزيرة العربية (اليمن). تلك الحضارات تأثرت
بالحضارة المصرية القديمة فى كل مظاهرها، وأثرت أيضاً فى الحضارة المصرية
فى بعض المظاهر. معنى ذلك حدث تفاعل بين حضارة مصر القديمة،
وحضارات الشرق القديم، وحدثت علاقات التأثر والتأثير بين هذه الحضارات جميعاً.
العلاقة بين حضارة مصر الفرعونية وحضارة بلاد الرافدين (العراق)
التأثيرات بين الحضارة المصرية القديمة، وحضارة بلاد الرافدين (العراق) تأثيرات
متبادلة، ومن أمثلة صور التفاعل بين الحضارتين:
عن مصر أخذت بلاد الرافدين نظام الهرم المدرج فى بناء معابدها.
عن بلاد الرافدين أخذت مصر استخدام الأختام.
عن بلاد الرافدين أخذت مصر فن رسم الحيوانات المجنحة.
فى عهد "تحتمس الثالث" امتدت الفتوحات المصرية إلى بلاد الرافدين.
فى أواخر الدولة الحديثة، استولى ملك آشور على مصر لفترة قصيرة، حتى
نجح الملك "أبسماتيك" فى طرد الآشوريين من مصر.
عن بلاد الرافدين أخذت مصر استخدام الأختام. هذا الختم الملكى كان من ممتلكات
الفرعون "حورمحب" ويرجع إلى بدايات الأسرة 19 (1320-1200 ق.م).
وتحتوى خرطوشة "حورمحب" بهذا الختم على شكل جعران
(خنفساء) scarabus beetle وهو رمز الميلاد من جديد والخلود
فى العقيدة الدينية المصرية القديمة، والخراطيش هى أشكال بيضاوية
مكتوب بداخلها اسم شخصية ملكية أو إله.
نماذج من الفن الآشورى، ويلاحظ أن النحت الآشورى قريب جداً من
النحت المصرى من حيث بروز الأشكال قليلاً عن الحائط.
العلاقة بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة بلاد الشام (سورية القديمة)
تحتل سورية رأس المثلث الحضارى الذى يتكون ضلعه الأيمن من بلاد الرافدين،
وضلعه الأيسر من وادى النيل، وقاعدته شبه الجزيرة العربية، ومن هذا المثلث
خرجت الحضارة الإنسانية التى أشعت بنورها على العالم. وبحكم موقع سورية
المتوسط فإنها كانت كجسر لنقل التأثيرات الثقافية للحضارات فى العصور القديمة،
فضلاً عن حضارتها الخاصة، ومن بين الحضارات التى نشأت
فى سورية الحضارة الفينيقية.
الحضارة الفينيقية
سفينة فينيقية شراعية قديمة كانت تستخدم فى الرحلات التجارية. وقد سكن
الفينيقيون المنطقة الساحلية شرق البحر الأبيض المتوسط (لبنان وسورية حالياً).
الفينيقيون أول أمة بحرية فى التاريخ، وقاموا بدور الوساطة التجارية
بين الشرق والغرب، وساعدهم على ذلك الموقع المتوسط بين الشرق والغرب.
ولكن أعظم نعمة قدمتها الحضارة السورية للبشرية هى اختراع الأبجدية
على يد الفينيقيين الذين اقتبسوا إشاراتها من الهيروغليفية المصرية. كانت
الأبجدية الفينيقية تتكون من 22 حرفاً وهى أول أبجدية عرفها العالم.
التأثيرات المتبادلة بين الحضارة الفرعونية والحضارة الفينيقية:
قويت العلاقة بين مصر وفينيقيا فى عهد الدولة القديمة.
تدل عادات الدفن عند الفينيقيين على وجود فكرة الاعتقاد فى البعث
والحياة بعد الموت، وهى الفكرة التى أخذوها عن المصريين القدماء.
زادت العلاقات بين مصر وفينيقيا فى عهد الدولة الحديثة.
فى عهد الملك "نخاو" تم تكليف بحارة فينيقيين بالدوران حول أفريقيا،
واستمرت تلك الرحلة الاستكشافية حوالى ثلاث سنوات.
العلاقة بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة جنوب الجزيرة العربية
تعتبر اليمن أقدم بلاد الجزيرة العربية حضارة، والحضارة التى قامت فى اليمن
اعتمدت على أساس الزراعة والتجارة، ومن أشهر حضارات بلاد اليمن القديمة
حضارة دولة سبأ (950 – 115 ق.م).
سفينة فينيقية شراعية قديمة كانت تستخدم فى الرحلات التجارية. وقد سكن
الفينيقيون المنطقة الساحلية شرق البحر الأبيض المتوسط (لبنان وسورية حالياً).
الفينيقيون أول أمة بحرية فى التاريخ، وقاموا بدور الوساطة التجارية
بين الشرق والغرب، وساعدهم على ذلك الموقع المتوسط بين الشرق والغرب.
ولكن أعظم نعمة قدمتها الحضارة السورية للبشرية هى اختراع الأبجدية
على يد الفينيقيين الذين اقتبسوا إشاراتها من الهيروغليفية المصرية. كانت
الأبجدية الفينيقية تتكون من 22 حرفاً وهى أول أبجدية عرفها العالم.
التأثيرات المتبادلة بين الحضارة الفرعونية والحضارة الفينيقية:
قويت العلاقة بين مصر وفينيقيا فى عهد الدولة القديمة.
تدل عادات الدفن عند الفينيقيين على وجود فكرة الاعتقاد فى البعث
والحياة بعد الموت، وهى الفكرة التى أخذوها عن المصريين القدماء.
زادت العلاقات بين مصر وفينيقيا فى عهد الدولة الحديثة.
فى عهد الملك "نخاو" تم تكليف بحارة فينيقيين بالدوران حول أفريقيا،
واستمرت تلك الرحلة الاستكشافية حوالى ثلاث سنوات.
العلاقة بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة جنوب الجزيرة العربية
تعتبر اليمن أقدم بلاد الجزيرة العربية حضارة، والحضارة التى قامت فى اليمن
اعتمدت على أساس الزراعة والتجارة، ومن أشهر حضارات بلاد اليمن القديمة
حضارة دولة سبأ (950 – 115 ق.م).
صور العلاقات بين مصر الفرعونية واليمن:
اتصلت مصر باليمن قديماً عن طريقين، أحدهما برى عبر شبه جزيرة سيناء،
والآخر بحرى عبر البحر الأحمر.
قامت العلاقات التجارية بين مصر واليمن قديماً، فقد جلبت مصر من
اليمن العطور والبخور لاستخدامها فى الأغراض الدينية فى المعابد.
اتصلت مصر باليمن قديماً عن طريقين، أحدهما برى عبر شبه جزيرة سيناء،
والآخر بحرى عبر البحر الأحمر.
قامت العلاقات التجارية بين مصر واليمن قديماً، فقد جلبت مصر من
اليمن العطور والبخور لاستخدامها فى الأغراض الدينية فى المعابد.
العلاقة بين الحضارة المصرية القديمة وبلاد النوبة وليبيا
كان لمصر علاقات قوية مع كل من بلاد النوبة وليبيا، وهذه العلاقات
كانت علاقات تجارية وأخرى سياسية.
عبد أبناء النوبة وليبيا المعبودات المصرية متأثرين بالعقيدة الدينية المصرية.
كان لمصر علاقات قوية مع كل من بلاد النوبة وليبيا، وهذه العلاقات
كانت علاقات تجارية وأخرى سياسية.
عبد أبناء النوبة وليبيا المعبودات المصرية متأثرين بالعقيدة الدينية المصرية.
الخلاصة
فى بلاد الشرق العربى القديم قامت حضارات عديدة، قدمت للإنسانية
أصول الزراعة، وأصول الكتابة التى أصبحت فيما بعد أساس الأبجدية
الأوربية الحديثة، وأصول الفن والتجارة والحرب.
فى بلاد الشرق العربى القديم قامت حضارات عديدة، قدمت للإنسانية
أصول الزراعة، وأصول الكتابة التى أصبحت فيما بعد أساس الأبجدية
الأوربية الحديثة، وأصول الفن والتجارة والحرب.
مع ارق تحياتي
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137950
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
قلب الحب
موضوع اكثر من رائع
يسلم مجهودك الجبار
موضوع اكثر من رائع
يسلم مجهودك الجبار
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
مجهود رائع نونتى
تسلم الايادى يا قمر
لمسه حنان- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 3797
نقاط : 32259
تاريخ التسجيل : 29/09/2011
الموقع : قلبـــــــــــى
اغلى الغوالي- مستشاريين المنتدى
-
عدد المساهمات : 2347
نقاط : 21380
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
الموقع : شهد القلوب
رد: تاريخ مصر القديمة من عصر بداية الاسرات الي الدولة الحديثة واشهر ملوكها
قلب الحب
موضوع اكثر من رائع
دائما تبهرينا بمواضيعك المميزة
عاشقة الورد- VIP
-
عدد المساهمات : 788
نقاط : 15744
تاريخ التسجيل : 04/10/2012
مواضيع مماثلة
» مكتبة كلمات الاغاني القديمة
» قوانين الزواج في الدولة العثمانية هام وخطير
» مجموعة كبيرة من الأناشيد الإسلامية القديمة المميزة
» يا ليتها بداية النهاية!!!!
» هيفاء وهبى 2009 (( عشرات الصور الحديثة ))
» قوانين الزواج في الدولة العثمانية هام وخطير
» مجموعة كبيرة من الأناشيد الإسلامية القديمة المميزة
» يا ليتها بداية النهاية!!!!
» هيفاء وهبى 2009 (( عشرات الصور الحديثة ))
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى