*دمـــــعــة يمـــامـــة*

من طرف عبير الروح الإثنين 06 فبراير 2012, 12:57 am

*دمـــــعــة يمـــامـــة*

استيقظت كعادتها كل صباح ..

قبل الجميع وكأنها هى من سيعلن قدوم يوم جديد..

ارادت الإطمئنان قبل ان تبدأ رحلتها..

كل شئ على مايرام...

نظرت الى فرخيها

حسنا..انهما نائمان

وقفت بشموخ فى اعلى شجرة لوز تقطنها.. مطلة على الغابة....

تنظر حولها ...

وكأنها اميرة تراقب شعبها من شرفة قصرها الابيض

استردت ذكريات...اه زوجى العزيز.... ثم دمعت.. سقطت دمعتها على جذع الشجرة كعادتها كل صباح ...

لا اظن شجرة اللوز هذه بحاجة للماء لتنمو.. فكل صباح ترتوى بدموع المسكينة حتى غدت تلك الشجرة حزينة كحزن صاحبتها..

لم يقطع ذلك التأمل سوى صوت صغيرها من خلفها ...اماه هل جاء الصباح ..

نعم.

اماه لماذا نحن هنا ...بعيدون عن من حولنا؟
لماذا لا ننزل لاسفل مثل بقية الحيوانات ؟
لماذا اماه لا اصاحب الثعلب؟ ...انه طيب !
اماه لماذا تقولين لنا احذروا الصقر؟.....

اماه ..لا اريد عشا فوق شجرة ...اريد جحرا كالافعى عند تلك الصخرة حتى استطيع اللعب مع صغار الضباع ...لماذا السناجب فقط من العب معها.

اماه .....لماذا لم يأتى ابى ليعلمنى الطيران كما وعدنى؟

اخبرينى اماه مالذى يجرى حولى!!!

اوه صغيرى..
ستفهم كل ذلك عندما اعود .....لم تعودوا صغارا ...
سااعود واقص عليكما كل شئ ..وسنخرج لتعلم الطيران.
انتظرنى ..انت ووشقيقتك حتى اعود...

ضمتهما الى صدرها ثم انطلقت...
ذهبت وفرخها يرقبها وبجواره شقيقته...يردد...انا باانتظارك...ستخبرينى عندما تعودين
حلقت اليمامة بعيدا ..وكأنها طائرة حربية يقودها كابتن بارع..اراد الإستعراض لإغاضة عدو.

حلقت بعيدة فى السماء .. سعيدة فالصباح هذا اليوم جميل جدا والخضرة تملأ المكان..
كانت تطير وتقول فى نفسها فرخاى..لن ادعكما تحتاجا لاحد..اريدكما قويان....

نظرت لاسفل.......

حب متناثر فى كل مكان..ياللروعة.... سااجمع الكثير ليومين

نعم ..غدا لن اخرج لإحضار الطعام..سااخرج واعلم فرخاى كل شئ....

اطلقت صفيرا جميلا ...بنشوة منتصر ثم هبطت عند ذلك الحب كطائرة وصلت بسلام فى مدرجها الخاص

اخذت تجمع....

لا..لا...غير معقول ...لا اصدق..مالذى يحدث....

احاط بها من كل جانب .....لم يعد ينفع اى شئ

وقعت اسيرة فى شباك صياد يجلس امام طاولة شواء

قيدتها الشباك من كل صوب ...

كمجرم حرب وقع بعد طول هروب

اخذت تستغيث...

لا احد...

استسلمت لم يعد ينفع اى شئ..

اخذت تبكى

تستعيد الذكريات ...فرخاى...

صغيراى...

القت بنفسها على الارض همست بهدوء...

اعذرونى ...

لن استطيع العودة إليكما..

لن اعلمكما الطيران ...

اى بنى....لا اعتقد انى سااجيبك على اسئلتك لانى لن اعود ..

اعلم انك ستغضب لانى تأخرت العودة..واعلم انك ستلومنى لانى لم احضر لكما الطعام ..

ستنتظرنى كل صباح...وتقول لعلها تأتى اليوم...هى قالت لى ذلك ذات يوم..

اى بنى....ستكبر وستجيبك الايام على كل شئ ستعرف حينها لماذا لم اعد اليكما ذات يوم لاجيب

على اسئلتكما ...

وستعرف حينها كذلك لم لم يأتى والدكما ويعلمكما الطيران ...

عندها ستعذرنى..كما عذرت انا والدكما ذات يوم..

وداعا فرخاى ...

حاولت رفع رأسها ..تنظر فى السماء ...

نظرت..

تألمت...

انه صقر..

نكست رأسها ونزلت دمعة عاجز من خدها ..

تماما كالتى كانت تسقى بها شجرة اللوز كل يوم.....

لم تكن دمعتها بسبب ماجرى لها..

ولم تكن حزنا لان فرخها الصغير سيكون عشاء لفراخ صقر افترسه من امام غصن شجرة لوز

فلربما يلتقيان سويا عند زوجها.

لكن دموعها حزنا لان فرختها الصغيرة اصبحت وحيدة فى الغابة ...

تصارع الحياة وحدها...

فرخة صغيرة فى ظلمة ليل دامس فوق شجرة لوز.....ملقاه على عش من القش لا حراك....لا

شئ يدل على وجود حياة هنا...فاتحة فمها...

هل كانت تنتظر طعام ام فتحت فمها لتقول شيئا لهذا العالم قبل ان قضى عليها الموت..