شرح حديث "مثل الذي يذكر الله.."
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
شرح حديث "مثل الذي يذكر الله.."
عن أبي موسَى رضي الله عنه قال: قال النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم
(( مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ )).
رواه البخاري ومسلم، إلاّ أنّه قال: (( مَثَلُ البَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ )).
- شرح الحديث:
هذا أبلغ الأحاديث في بيان فضل الذّكر، حيث جعل الذّكر بمثابة الرّوح للجسد، وقد سمّى الله عزّ وجلّ كتابه العزيز روحاً –وهو أعظم أنواع الذّكر–؛ فقال عزّ من قائل:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشّورى من: 52].
وكلّما كان العبد أكثر ذكرا لله تعالى كان أكثر إحساسا، فيرى المعروف معروفا، والمنكر منكرا، والحقّ حقّا، والباطل باطلا، وإلاّ:
( ............ مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيـلاَمُ )
قال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام من: 122].
قال ابن القيّم رحمه الله في " الوابل الصيّب " عن الذّكر:
" أنّه يورث حياة القلب، وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدّس الله تعالى روحه يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسّمك، فكيف يكون حال السّمك إذا فارق الماء ؟ "اهـ.
وقد ذكر المصنّف رحمه الله الحديث بلفظين مختلفين:
اللّفظ الأوّل: فيه تشبيه الذّاكر بالحيّ، وغير الذّاكر بالميّت.
واللّفظ الثّاني: فيه تشبيه بيت الذّاكر بالحيّ، وبيت غيره بالميّت.
قال ابن القيّم رحمه الله في " مدارج السّالكين " (2/429):
" فتضمن اللّفظان: أنّ القلب الذّاكر كالحيّ في بيوت الأحياء، والغافل كالميت في بيوت الأموات. ولا ريب أنّ أبدان الغافلين قبورٌ لقلوبهم، وقلوبهم فيها كالأموات في القبور، كما قيل:
فنسيان ذكرِ الله مـوتُ قلـوبِهم *** وأجسـامُهم قبلَ القُبـورِ قبورُ
وأرواحهم في وحشة من جسومهم *** وليس لهم حتّى النّشور نشـور
وسبب الموت قلّة الغذاء، وسبب الجفاف قلّة الماء:
- فمن ابتغَى النّجاة من موت القلب، فليُكثِر من ذكر الله، قال ابن القيّم رحمه الله في " الوابل الصيّب " عن الذّكر:
" أنّه قُوتُ القلب والرّوح، فإذا فقدَه العبدُ صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قُوتِه، وحضرت شيخَ الإسلام ابنَ تيمية مرَة صلَّى الفجر، ثمّ جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النَهار، ثمَ التفت إليَ، وقال: هذه غَذْوَتِي، ولو لم أتغذّ الغذاء سقطت قوّتي ! ..."اهـ
- ومن ابتغى النّجاة من جفاف القلب وقسوته، فلْيُكثر من ذكر الله، قال ابن القيّم رحمه الله في " الوابل الصيّب " أيضا:
" إنّ في القلب قسوةً لا يُذِيبها إلاّ ذكرُ الله تعالى، فينبغي للعبد أن يُدَاوِي قسوةَ قلبِه بذكر الله تعالى، وذكر حمّادُ بنُ زيدٍ عن المعلّى بن زياد أنّ رجلا قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوةَ قلبي ؟ قال: أَذِبْهُ بِالذِّكْر.
وهذا؛ لأنّ القلب كُلّما اشتدّت به الغفلة، اشتدّت به القسوة، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرّصاص في النّار، فما أُذِيبت قسوةُ القلوب بمثل ذكر الله عزّ وجلّ " اهـ.
(( مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ )).
رواه البخاري ومسلم، إلاّ أنّه قال: (( مَثَلُ البَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ )).
- شرح الحديث:
هذا أبلغ الأحاديث في بيان فضل الذّكر، حيث جعل الذّكر بمثابة الرّوح للجسد، وقد سمّى الله عزّ وجلّ كتابه العزيز روحاً –وهو أعظم أنواع الذّكر–؛ فقال عزّ من قائل:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشّورى من: 52].
وكلّما كان العبد أكثر ذكرا لله تعالى كان أكثر إحساسا، فيرى المعروف معروفا، والمنكر منكرا، والحقّ حقّا، والباطل باطلا، وإلاّ:
( ............ مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيـلاَمُ )
قال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام من: 122].
قال ابن القيّم رحمه الله في " الوابل الصيّب " عن الذّكر:
" أنّه يورث حياة القلب، وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدّس الله تعالى روحه يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسّمك، فكيف يكون حال السّمك إذا فارق الماء ؟ "اهـ.
وقد ذكر المصنّف رحمه الله الحديث بلفظين مختلفين:
اللّفظ الأوّل: فيه تشبيه الذّاكر بالحيّ، وغير الذّاكر بالميّت.
واللّفظ الثّاني: فيه تشبيه بيت الذّاكر بالحيّ، وبيت غيره بالميّت.
قال ابن القيّم رحمه الله في " مدارج السّالكين " (2/429):
" فتضمن اللّفظان: أنّ القلب الذّاكر كالحيّ في بيوت الأحياء، والغافل كالميت في بيوت الأموات. ولا ريب أنّ أبدان الغافلين قبورٌ لقلوبهم، وقلوبهم فيها كالأموات في القبور، كما قيل:
فنسيان ذكرِ الله مـوتُ قلـوبِهم *** وأجسـامُهم قبلَ القُبـورِ قبورُ
وأرواحهم في وحشة من جسومهم *** وليس لهم حتّى النّشور نشـور
وسبب الموت قلّة الغذاء، وسبب الجفاف قلّة الماء:
- فمن ابتغَى النّجاة من موت القلب، فليُكثِر من ذكر الله، قال ابن القيّم رحمه الله في " الوابل الصيّب " عن الذّكر:
" أنّه قُوتُ القلب والرّوح، فإذا فقدَه العبدُ صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قُوتِه، وحضرت شيخَ الإسلام ابنَ تيمية مرَة صلَّى الفجر، ثمّ جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النَهار، ثمَ التفت إليَ، وقال: هذه غَذْوَتِي، ولو لم أتغذّ الغذاء سقطت قوّتي ! ..."اهـ
- ومن ابتغى النّجاة من جفاف القلب وقسوته، فلْيُكثر من ذكر الله، قال ابن القيّم رحمه الله في " الوابل الصيّب " أيضا:
" إنّ في القلب قسوةً لا يُذِيبها إلاّ ذكرُ الله تعالى، فينبغي للعبد أن يُدَاوِي قسوةَ قلبِه بذكر الله تعالى، وذكر حمّادُ بنُ زيدٍ عن المعلّى بن زياد أنّ رجلا قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوةَ قلبي ؟ قال: أَذِبْهُ بِالذِّكْر.
وهذا؛ لأنّ القلب كُلّما اشتدّت به الغفلة، اشتدّت به القسوة، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرّصاص في النّار، فما أُذِيبت قسوةُ القلوب بمثل ذكر الله عزّ وجلّ " اهـ.
سمراء فلسطين- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 476
نقاط : 15628
تاريخ التسجيل : 06/12/2011
سبحان ربى العطيم
رد: شرح حديث "مثل الذي يذكر الله.."
بارك الله فيكي
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137941
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
رد: شرح حديث "مثل الذي يذكر الله.."
يسعد قلبي ان ارى خطوط قلمكـ العطره تتوسط كلماتي فتزيد جمالها
لتواجدكـ وقع بالنفس وخلجات روح يسعدها زرع حروفكـ هنا
حبي ومحبتي لروحكـ
لتواجدكـ وقع بالنفس وخلجات روح يسعدها زرع حروفكـ هنا
حبي ومحبتي لروحكـ
سمراء فلسطين- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 476
نقاط : 15628
تاريخ التسجيل : 06/12/2011
سبحان ربى العطيم
رد: شرح حديث "مثل الذي يذكر الله.."
جزاك الله كل خير
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 115301
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: شرح حديث "مثل الذي يذكر الله.."
مساؤك فيروزي
لمست الروعة والجمال
بهذا التواجد العذب
ودي وعبير الورد
أرق الأماني
لمست الروعة والجمال
بهذا التواجد العذب
ودي وعبير الورد
أرق الأماني
سمراء فلسطين- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 476
نقاط : 15628
تاريخ التسجيل : 06/12/2011
سبحان ربى العطيم
رد: شرح حديث "مثل الذي يذكر الله.."
رائع جدا ما طرحتي
موضوع يستحق المتابعة
في انتظار جديدك
ودي
لمــLAMYSـــيس- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 2365
نقاط : 21098
تاريخ التسجيل : 22/11/2011
مواضيع مماثلة
» الرقم الذي حير العلماء الى اليوم (سبحان الله)
» حديث اليوم ...!!!
» سبحان الذي خلقك...ونوّر وجهك..يا حبيب الله
» التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
» عناية الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم قبل مولده
» حديث اليوم ...!!!
» سبحان الذي خلقك...ونوّر وجهك..يا حبيب الله
» التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
» عناية الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم قبل مولده
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى