شهد القلوب
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Welcome_042

* عزيزي الزائر *
اهلا و سهلا بك
كم اسعدتنا بهذه الزيارة و شرفتنا
و يزيدنا شرف بتسجيلك معنا و تصبح قلب من قلوب
* شهد القلوب *

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 41160_1234692989

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شهد القلوب
ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Welcome_042

* عزيزي الزائر *
اهلا و سهلا بك
كم اسعدتنا بهذه الزيارة و شرفتنا
و يزيدنا شرف بتسجيلك معنا و تصبح قلب من قلوب
* شهد القلوب *

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 41160_1234692989
شهد القلوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ديوان شعرأحمد شوقي

صفحة 9 من اصل 10 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:44 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm


اليمامة الحمقاء



يمامة ٌ كانت بأَعلى الشَّجرهْ آمنة ً في عشِّها مستتره
فأَقبلَ الصَّيّادُ ذات يَومِ وحامَ حولَ الروضِ أيَّ حومِ
فلم يجِدْ للطَّيْر فيه ظِلاَّ وهمَّ بالرحيلِ حينَ مَلاَّ
فبرزتْ من عشِّها الحمقاءُ والحمقُ داءٌ ما له دواءُ
تقولُ جهلا بالذي سيحدثُ: يا أيُّها الإنسانُ، عَمَّ تبحثُ؟
فالتَفَتَ الصيادُ صوبَ الصوتِ ونَحوهَ سدَّدَ سهْمَ الموتِ
فسَقَطَت من عرشِها المَكينِ ووقعت في قبضة ِ السكينِ
تقول قولَ عارف محقق: «مَلكْتُ نفْسِي لو مَلكْتُ مَنْطِقي!»

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:45 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ



سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ وقائِدٌ يَهديهِ للسعادهْ
لأَنّ بالسَّعي يقومُ الكوْنُ والله للسَّاعِينَ نِعْمَ العَونُ
فإن تشأ فهذه حكايهْ تعدُّ في هذا المقامِ غايهْ
كانت بأرضِ نملة ٌ تنبالهْ لم تسلُ يوماً لذة َ البطالهْ
واشتهرتْ في النمل بالتقشُّف واتَّصفَتْ بالزُّهْدِ والتَّصَوُّفِ
لكن يقومُ الليْلَ مَن يَقتاتُ فالبطْنُ لا تَملؤُه الصلاة ُ
والنملُ لا يَسعَى إليهِ الحبُّ ونملتي شقَّ عليها الدأبُ
فخرجَتْ إلى التِماسِ القوتِ وجعلتْ تطوفُ بالبيوتِ
تقولُ: هل من نَملة ٍ تَقِيَّهْ تنعمُ بالقوتِ لذي الوليهْ؟
لقد عَيِيتُ بالطِّوى المُبَرِّحِ ومُنذ ليْلتيْن لم أُسَبِّحِ
فصاحتِ الجاراتُ: يا للعارِ لم تتركِ النملة ُ للصرصارِ!
متى رضينا مثلَ هذي الحالِ؟ متى مددنا الكفَّ للسؤالِ؟!
ونحن في عين الوجودِ أمَّهْ ذاتُ اشتِهارٍ بعُلوِّ الهمّهْ
نحملُ ما لا يصبرُ الجمالُ عن بعضِه لو أَنها نِمالُ
أَلم يقلْ من قولُه الصوابُ: ما عِندنا لسائلٍ جَوابُ؟!
فامضي، فإنَّا يا عجوزَ الشُّومِ نرى كمالَ الزهدِ أن تصومي!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:45 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm


حِكاية الكلبِ معَ الحمامَه



حِكاية الكلبِ معَ الحمامَه تشهدُ للجِنسَيْنِ بالكرامَهْ
يقالُ: كان الكلبُ ذاتَ يومِ بينَ الرياضِ غارقاً في النَّوم
فجاءَ من ورائه الثعبانُ مُنتفِخاً كأَنه الشيطانُ
وهمَّ أن يغدرَ بالأمينِ فرقَّتِ الورْقاءُ لِلمِسكينِ
ونزلتْ توَّا تغيثُ الكلبا ونقرتهُ نقرة ً، فهبَّا
فحمدَ اللهَ على السلامهْ وحَفِظ الجميلَ للحمامَهْ
إذ مَرَّ ما مرّ من الزمانِ ثم أتى المالكُ للبستانِ
فسَبَقَ الكلب لتلك الشجرَهْ ليُنْذر الطيرَ كما قد أَنذرَهْ
واتخذ النبحَ له علامهْ ففهمتْ حديثهُ الحمامهْ
وأَقلعتْ في الحالِ للخلاصِ فسَلِمتْ من طائِرِ الرَّصاصِ
هذا هو المعروفُ بأهل الفطنْ الناسُ بالناسِ، ومَن يُعِن يُعَنْ!

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:46 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

إنفعْ بِما أُعطِيتَ من قدرَة ٍ



إنفعْ بِما أُعطِيتَ من قدرَة ٍ واشفع لذي الذنبِ لَدَى المجمعِ
إذ كيفَ تسمو للعلا يا فتى إن أنتَ لم تنفع ولم تشفعِ؟
عندي لهذا نبأ صادقٌ يُعجِبُ أَهلَ الفضل فاسمع، وعِ
قالوا: استَوى الليثُ على عرشِهِ فجِيءَ في المجلِسِ بالضِّفدَعِ
وقيل للسُّلطانِ: هذِي التي بالأمس آذتْ عاليَ المسمعِ
تنقنقُ الدهرَ بلا علة ٍ وتَدّعى في الماءِ ما تَدّعِي
فانظر ـ إليك الأَمرُ ـ في ذنبِها ومرْ نعلقها من الأربعِ
فنهضَ الفيلُ وزيرُ العلا وقال: يا ذا الشَّرَفِ الأَرفعِ
لا خيْرَ في الملكِ وفي عِزِّهِ إنْ ضاقَ جاهُ الليثِ بالضفدعِ
فكتبَ الليثُ أماناً لها وزاد أَنْ جاد بمُستنْقَعِ!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:46 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

قد حَمَلَتْ إحدى نِسا الأَرانِبِ



قد حَمَلَتْ إحدى نِسا الأَرانِبِ وحلَّ يومُ وضعها في المركبِ
فقلقَ الرُّكابُ من بكائها وبينما الفتاة ُ في عَنائها
جاءت عجوزٌ من بناتِ عرسٍ تقولُ: أَفدِي جارَتي بنفسي
أنا التي أرجى لهذي الغايهْ لأَنني كنتُ قديماً دَأيَهْ
فقالتِ الأَرنبُ: لا يا جارَه فإن بعدَ الألفة ِ الزياره
ما لي وثوقٌ ببناتِ عرسِ إني أريدُ داية ً من جنسي!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:47 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ



أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ فقال: يا مولايَ، إني مذنبْ
قد سوَّدتْ صحيفتي الذنوبُ وإن وجدْتُ شافعاً أَتوب
فاسألْ إلهي عفوهُ الجليلا لتائبٍ قد جاءهُ ذليلا
وإنني وإن أسأتُ السيرا عملتُ شرَّا، وعملتُ خيرا
فقد أتاني ذاتَ يومٍ أرنبُ يرتَعُ تحتَ منزلي ويَلعَبُ
ولم يكن مراقِبٌ هُنالكا لكنَّني تَركتُهُ معْ ذلكا
إذ عفتُ في افتراسهِ الدناءهْ فلم يصلهُ من يدي مساءهْ
وكان في المجلس ذاكَ الأرنبُ يسمعُ ما يبدي هناكَ الثعلبُ
فقال لمَّا انقطعَ الحديثُ: قد كان ذاكَ الزهدُ يا خبيث
وأنت بينَ الموتِ والحياة ِ من تُخمة ٍ أَلقتْك في الفلاة ِ!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:48 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

يقال إنّ الليثَ في ذي الشدّهْ



يقال إنّ الليثَ في ذي الشدّهْ رأَى من الذِّئبِ صَفا الموَدَّه
فقال: يا منْ صانَ لي محلِّي في حالتي ولا يتي وعزلي
إنْ عُدْتُ للأَرض بإذنِ الله وعاد لي فيها قديمُ الجاهِ
أُعطيكَ عِجْليْنِ وأَلفَ شاة ثم تكونُ واليَ الولاة ِ
وصاحِبَ اللِّواءِ في الذِّئابِ وقاهرَ الرعاة ِ والكلابِ
حتى إذا ما تَمَّتِ الكرامَهْ ووَطِىء الأَرضَ على السلاَمه
سعى إليه الذئبُ بعدَ شهرِ وهوَ مطاعُ النهيِ ماضي الأمرِ
فقال: يا منْ لا تداسُ أرضه ومنْ له طولُ الفلا وعرضه
قد نِلتَ ما نِلتَ منَ التكريمِ وذا أَوان الموْعِدِ الكريمِ
قال: تجرَّأتَ وساءَ زعمكا فمن تكونُ يا فتى ؟ وما اسمكا؟
أجابه: إن كان ظنِّي صادقا فإنَّني والي الوُلاة ِ سابِقَا!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:49 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm


نحنُ الكشافة ُ في الوادي



نحنُ الكشافة ُ في الوادي جَبريلُ الروحُ لنا حادِي
يا ربِّ، بعيسى ، والهادي وبموسى خُذْ بيَدِ الوطنِ
كشَّافة ُ مِصرَ، وصبيَتُها ومناة ُ الدارِ، ومنيتها
وجمالُ الأرضِ، وحليتها وطلائعُ أَفراحِ المدُنِ
نَبتدِرُ الخيرَ، ونَستبِقُ ما يَرضَى الخالقُ والخُلُقُ
بالنفسِ وخالِقِها نثِقُ ونزيد وثوقاً في المحن
في السَّهلِ نَرِفُّ رَياحِينا ونجوبُ الصخر شياطينا
نبني الأبدانَ وتبنينا والهمَّة ُ في الجسم المرنِ
ونخلِّي الخلقَ وما اعتقدوا ولوجه الخالقِ نجتهدُ
نأسو الجرْحى أَنَّى وُجِدُوا ونداوي من جرح الزمن
في الصدقِ نشأنا والكومِ والعفَّة ِ عن مسِّ الحرم
ورعاية ِ طفلٍ أو هرمِ والذودِ عن الغيدِ الحصن
ونُوافي الصَّارخَ في اللُّجَجِ والنارِ الساطعة ِ الوَهَجِ
لا نسأَلُهُ ثمنَ المُهَجِ وكفى بالواجبِ من ثمنِ
يا ربِّ، فكثِّرنا عدَدا وابذُل لأُبوَّتِنا المَدَدا
هيىء ْ لهمُ ولنا رشدا يا ربِّ، وخذ بيد الوطن

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:50 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

بني مصرٍ مكانكموُ تهيَّا



بني مصرٍ مكانكموُ تهيَّا فَهَيَّا مَهدُوا للمُلكِ هيَّا
خذوا شمسَ له حليَّا أَلم تَكُ تاجَ أَوّلِكم مَلِيَّا؟!
على الأخلاقِ الملكَ وابنوا فليسَ وراءَها للعِزِّ رُكن
أليس لكم بوادي النِّيل عدنُ وكوثرها الذي يجري شهيّا ؟ !
لنا وطنٌ بأَنفسِنا نَقيه وبالدُّنيا العريضة ِ نَفتديه
إذا ما سيلتِ الأرواحُ فيه بذلناها كأنْ لم نعطِ شيَّا
لنا الهرَمُ الذي صحِبَ الزمانا ومن حَدَثانِه أَخذ الأَمانا
ونحنُ بنو السَّنا العلي ، نمانا أَوائلُ عَلَّموا الأُمَمَ الرُّقِيا
تطاولَ عهدهمْ عزا وفخرا فلما آل للتاريخِ ذُخْرا
نشأنا نشأة ً في الجدِ أخرى جَعَلنا الحقَّ مَظْهرَها العَلِيّا
جعلنا مِصْرَ مِلَّة َ ذي الجَلالِ وألفنا الصليبَ على الهلالِ
وأقبلنا كصفٍّ من عوالِ يشدُّ السَّمْهَرِيُّ السَّمْهَرِيّا
نرومُ لمصرَ عزًّا لا يرامُ يرفُّ على جوانبه السَّلامُ
وينعَمُ فيه جيِرانٌ كِرامُ فلن تجدَ النَّزيلَ بنا شقيَّا
نقومُ على البناية ِ محسنينا ونعهَدُ بالتَّمامِ إلى بنينا
إليْكِ نَموتُ ـ مِصْرُ ـ كما حَيينا ويبقى وجهكِ المفديُّ حيَّا


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:50 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

أنا المدرسة ُ اجعلني



أنا المدرسة ُ اجعلني كأمِّ ، لا تملْ عنِّي
ولا تفْزَعْ كمأخوذٍ من البيتِ إلى السِّجن
كأني وجهُ صيَّادٍ وأَنت الطيرُ في الغصن
ولا بُدَّ لك اليوْمَ ـ وإلا فغداً ـ مِنِّي
أو استغنِ عن العقلِ إذنْ عنِّيَ تستغني
أنا المصباحُ للفكرِ أنا المفتاحُ للذَّهنِ
أنا البابُ إلى المجدِ تعالَ ادخلْ على اليمن
غداً تَرْتَعُ في حَوْشِي ولا تشبعُ من صحني
وأَلقاكَ بإخوانٍ يُدانونَكَ في السِّنِّ
تناديهمْ بيا فكري ويا شوقي ، ويا حسني
وآباءٍ أحبُّوكَ وما أَنت لهم بابن


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:51 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ



النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ والجنة ُ شاطئه الأخضرْ
ريَّانُ الصَّفحة ِ والمنظرْ ما أبهى الخلدَ وما أنضرْ !
البحرُ الفَيَّاضُ، القُدسُ الساقي الناسَ وما غرسوا
وهو المِنْوالُ لما لبِسوا والمُنْعِمُ بالقطنِ الأَنوَر
جعلَ الإحسانَ له شرعا لم يُخلِ الواديَ من مَرْعى
فتَرَى زرعا يَتلو زرعاً وهُنا يُجنى ، وهُنا يُبْذَر
جارٍ ويُرَى ليس بجارِ لأناة ٍ فيه ووقار
ينصبُّ كتلٍّ منهارِ ويضجُّ فتحسبه يزأر
حبشيُّ اللَّونِ كجيرته من منبعه وبحيرته
صَبَغَ الشَّطَّيْنِ بسُمْرَته لوناً كالمسكِ وكالعنبرِ


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:52 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

ومُمهّد في الوكرِ من



ومُمهّد في الوكرِ من ولدِ الغرابِ مُزقَّق
كرُوَيهِبٍ مُتَقلِّسٍ متأزِّرٍ ، متنطِّق
لبسَ الرَّمادَ على سوا دِ جناحه والمفرق
كالفحمِ غادرَ في الرَّما دِ بقِيَّة ً لم تُحرَق
ثُلثاهُ مِنقارٌ ورأ سٌ ، والأظافرُ ما بقي
ضخمُ الدِّماغِ على الخُلُوِّ منَ الحجى والمنطق
منْ أمِّهِ لقي الصغ ـيرُ منَ البَليّة ِ ما لقِي
جَلبَتْ عليهِ ما تَذو دُ الأمّهاتُ وتتَّقي
قتنت به ، فتوهمتْ فيه قُوى ً لم تخلق
قالت: كبِرْتَ، فثِب كما وثب الكِبارُ، وحَلِّق
ورمتْ به في الجوِّ ، لم تَحرِصْ، ولم تَسْتَوثِق
فهوى ، فمزِّق في فنا ءِ الدارِ شرَّ ممزَّق
وسمعتُ قاقاتٍ تردَّ دُ في الفضاءِ وترتقي
ورأيتُ غربانا تفرَّ قُ في السماءِ وتلتقي
وعرفتُ رنّة أمِّهِ في الصارِخاتِ النُّعَّقِ
فأشرتُ ، فالتفتتْ ، فقل تُ لها مقالة َ مشفق :
ـتِ جَناحَه لم تُطلقي تِ جناحه لم تُّطقي
وكما تَرَفَّقَ والِدَا كِ عليكِ لم تَتَرفَّقي!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:52 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

الحيوانُ خَلْقُ



الحيوانُ خَلْقُ له عليْكَ حَقُّ
سَخَّرَه الله لكا وللعِبادِ قبلَكا
حَمُولة ُ الأَثقالِ ومُرْضِعُ الأَطفالِ
ومُطْعمُ الجماعهْ وخادِمُ الزِّراعه
مِنْ حقِّهِ أَن يُرْفَقا به وألا يرهقا
إن كلَّ دعه يسترحْ وداوِه إذا جُرِحْ
ولا يجعْ في داركا أَو يَظْمَ في جِوارِكا
بهيمة ٌ مسكينُ يشكو فلا يُبينُ
لسانه مقطوع وما له دُموع!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:53 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

لي جدة ترأفُ بي



لي جدَّة ٌ ترأفُ بي أحنى عليَّ من أبي
وكلُّ شيءٍ سرَّني تذهب فيه مَذهبي
إن غضبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تغضبِ
بمشى أَبي يوماً إليَّ مشية َ المؤدِّبِ
غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْ ب وإن لم يَضرِبِ
فلم أَجِد لي منهُ غيرَ جَدَّتي من مَهرَبِ
فجعَلتني خلفَها أنجو بها، وأختبي
وهْيَ تقولُ لأَبي بِلهجة المؤنِّبِ:
ويحٌ لهُ! ويحٌ لِهـ ـذا الولدِ المعذَّبِ!
أَلم تكن تصنعُ ما يَصنعُ إذ أَنت صبي؟


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:53 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

لي جدة ترأفُ بي



لي جدَّة ٌ ترأفُ بي أحنى عليَّ من أبي
وكلُّ شيءٍ سرَّني تذهب فيه مَذهبي
إن غضبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تغضبِ
بمشى أَبي يوماً إليَّ مشية َ المؤدِّبِ
غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْ ب وإن لم يَضرِبِ
فلم أَجِد لي منهُ غيرَ جَدَّتي من مَهرَبِ
فجعَلتني خلفَها أنجو بها، وأختبي
وهْيَ تقولُ لأَبي بِلهجة المؤنِّبِ:
ويحٌ لهُ! ويحٌ لِهـ ـذا الولدِ المعذَّبِ!
أَلم تكن تصنعُ ما يَصنعُ إذ أَنت صبي؟


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:53 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm


هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ



هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ وهْي للبيتِ حليفهْ
هي ما لم تتحركْ دمية البيتِ الظريفه
فإذا جاءتْ وراحتْ زِيدَ في البيتِ وصِيفه
شغلها الفارُ: تنقِّي الرَّ فَّ منه والسَّقيفَهْ
وتقومُ الظهرَ والعصـ ـرَ بأورادٍ شريفه
ومن الأَثوابِ لم تملِـ ـكْ سوى فروٍ قطيفه
كلما استوسخَ، أو آ وى البراغيثَ المطيفه
غسَلَتْه، وكوَتْه بأَساليبَ لطيفه
وحَّدَتْ ما هو كالحمَّا م والماءِ وظيفه
صيَّرَتْ ريقتَها الصَّا بونَ، والشاربَ ليفه
لا تمرَّنَّ على العين ولا بالأنفِ جيفه
وتعوَّدْ أن تلاقى حسنَ الثوبِ نظيفه
إنما الثوْبُ على الإنـ ـانِ عنوانُ الصحيفه

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:54 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

كان ذئبٌ يتغدى



كان ذئبٌ يتغدى فجرتْ في الزّوْر عَظمه
ألزمتهُ الصومَ حتى فَجعَتْ في الروح جسْمَهْ
فأَتى الثعلَبُ يبكي ويُعزِّي فيه أُمَّه
قال : يا أمَّ صديقي بيَ مما بكِ عمَّهْ
فاصبري صبراً جميلاً إنْ صبرَ الأمِّ رحمهْ !
فأجابتْ : يا ابنَ أختي كلُّ ما قد قلتَ حكمهْ
ما بيَ الغالي ، ولكن قولُهُم: ماتَ بِعظْمَه!
ليْته مثلَ أَخيه ماتَ محسوداً بتُخْمَه!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:55 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm


من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا



من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا لمَّا رأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثعْلبا
وهوَ على الجدارِ في أمانِ يغلبُ بالمكانِ ، لا الإمكانِ
داخَلهُ الظنُّ بأَنّ الماكرا أمسى من الضّعفِ يطيقُ الساخرا
فجاءَهُ يَلْعَنُ مثل الأَوَّلِ عدادَ ما في الأرضِ من مغفَّلِ
فعصفَ الثعلبُ بالضعيفِ عصفَ أخيهِ الذِّيبِ بالخروف
وقال : لي في دمكَ المسفوكِ تسلية ٌ عن خيْبتي في الديكِ!
فالتفتَ الديكُ إلى الذبيح وقال قولَ عارِفٍ فصيح
ما كلَّنا يَنفعُهُ لسانُهْ في الناسِ مَن يُنطقُه مَكانُهْ!

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:55 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا



من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا لمَّا رأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثعْلبا
وهوَ على الجدارِ في أمانِ يغلبُ بالمكانِ ، لا الإمكانِ
داخَلهُ الظنُّ بأَنّ الماكرا أمسى من الضّعفِ يطيقُ الساخرا
فجاءَهُ يَلْعَنُ مثل الأَوَّلِ عدادَ ما في الأرضِ من مغفَّلِ
فعصفَ الثعلبُ بالضعيفِ عصفَ أخيهِ الذِّيبِ بالخروف
وقال : لي في دمكَ المسفوكِ تسلية ٌ عن خيْبتي في الديكِ!
فالتفتَ الديكُ إلى الذبيح وقال قولَ عارِفٍ فصيح
ما كلَّنا يَنفعُهُ لسانُهْ في الناسِ مَن يُنطقُه مَكانُهْ!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:56 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ



تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ وقال كلٌّ: إنه الظَّريف
فرأَيا التَّيْسَ؛ فظَنَّا أَنّه أعطاهُ عقلاً منْ أطالَ ذقنه !
فكلَّفاه أَن يُفَتِّشَ الفَلا عن حكمٍ له اعتبارٌ في الملا
ينظُرُ في دَعواهُما بالدِّقه عساهُ يُعطِي الحقَّ مُسْتحِقَّه
فسارَ للبحثِ بلا تواني مفتخرا بثقة ِ الإخوانِ
يقول: عِندي نظرة ٌ كبيرهْ ترفعُ شأنَ التيسِ في العشيره
وذاكَ أن أجدرَ الثناءِ بالصِّدْقِ ما جاءَ من الأَعداءِ
وإنني إذا دعوْتُ الذِّيبَا لا يستطيعانِ له تكذيبا
لكونه لا يعرفُ الغزالا وليس يُلقِي للخروفِ بالا
ثم أتى الذِّيبً ، فقال : طلبتي أنتَ ، فسرْ معي ، وخذْ بلحيتي !
وقادَه للموضِع المعروفِ فقامَ بين الظَّبيينِ بالأظافرِ
وقال للتيس : انطلقْ لشأنكا ما قتَل الخَصْمَيْن غيْرُ ذَقنكا!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:57 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

سَمِعْتُ أَنَّ فأْرَة ً أَتاها



سَمِعْتُ أَنَّ فأْرَة ً أَتاها شقيقُها يَنعَى لها فَتاها
يصيحُ : يا لي من نحوسِ بختي مَنْ سَلَّط القِطَّ على ابنِ أُختي؟!
فوَلوَلتْ وعضَّتِ التُّرابَا وجمعتْ للمأتمِ الأترابا
وقالتِ : اليومَ انقضت لذَّاتي لا خيرَ لي بعدكَ في الحياة ِ
من لي بهرٍ مثلِ ذاك الهرِّ يُرِيحُني من ذا العذابِ المرِّ؟!
وكان بالقربِ الذي تريد يسمعُ ما تبدي وما تعيدُ
فجاءَها يقولُ: يا بُشْراكِ إن الذي دعوتِ قد لبَّاك !
ففَزِعت لما رأَته الفارَهْ واعتصمتْ منه ببيتِ الجاره
وأَشرفتْ تقولُ للسَّفيهِ: إن متُّ بعَ ابني فمنْ يبكيه ؟!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:57 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

بغلٌ أَتى الجوادَ ذات مَرَّهْ



بغلٌ أَتى الجوادَ ذات مَرَّهْ وقلبُهُ مُمتلِىء ٌ مَسَرَّهْ
فقال: فضلي قد بدا ياخِلِّي وآنَ أَن تعْرِفَ لي مَحلِّي
إذ كنتَ أَمْسِ ماشياً بجانبي تعجَبُ من رقصِي تَحت صاحبي
أختالُ ، حتى قالتِ العبادُ : لمنْمن الملوكِ ذا الجوادُ ؟
فضَحِكَ الحِصانُ من مقالِهِ وقال بالمعهودِ من دلالِهِ:
لم أرَ أرقصَ البغلِ تحتَ الغازي لكن سمعتُ نقرة المهمازِ!


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 1:59 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

دمشق



سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ
وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ
وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ
عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ
رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ
غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ
وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ
لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ
يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ
تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ
وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّتْ وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ
أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ
صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ
وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَتْ لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ
سَماؤُكِ مِن حُلى الماضي كِتابٌ وَأَرضُكِ مِن حُلى التاريخِ رَقُّ
بَنَيتِ الدَولَةَ الكُبرى وَمُلكًا غُبارُ حَضارَتَيهِ لا يُشَقُّ
لَهُ بِالشامِ أَعلامٌ وَعُرسٌ بَشائِرُهُ بِأَندَلُسٍ تَدُقُّ
رُباعُ الخلدِ وَيحَكِ ما دَهاها أَحَقٌّ أَنَّها دَرَسَت أَحَقُّ
وَهَل غُرَفُ الجِنانِ مُنَضَّداتٌ وَهَل لِنَعيمِهِنَّ كَأَمسِ نَسقُ
وَأَينَ دُمى المَقاصِرِ مِن حِجالٍ مُهَتَّكَةٍ وَأَستارٍ تُشَقُّ
بَرَزنَ وَفي نَواحي الأَيكِ نارٌ وَخَلفَ الأَيكِ أَفراخٌ تُزَقُّ
إِذا رُمنَ السَلامَةَ مِن طَريقٍ أَتَت مِن دونِهِ لِلمَوتِ طُرقُ
بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ
إِذا عَصَفَ الحَديدُ احمَرَّ أُفقٌ عَلى جَنَباتِهِ وَاسوَدَّ أُفقُ
سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ
وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ
إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا
دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ
جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ
بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا
وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ
بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا
فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ
وَكَمْ صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ كَما مالَتْ مِنَ المَصلوبِ عُنقُ
فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ
نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ
وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ
وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ
نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ
وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا
وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقُّوا
لَهُم جَبَلٌ أَشَمُّ لَهُ شَعافٌ مَوارِدُ في السَحابِ الجُونِ بُلقُ
لِكُلِّ لَبوءَةٍ وَلِكُلِّ شِبلٍ نِضالٌ دونَ غايَتِهِ وَرَشقُ
كَأَنَّ مِنَ السَمَوأَلِ فيهِ شَيئًا فَكُلُّ جِهاتِهِ شَرَفٌ وَخَلقُ


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 2:00 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

أُعدَّتِ الراحةُ الكُبرى لِمن تعِبا



أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا وَفازَ بِالحَقِّ مَن يَألُهُ طَلَبا
وَما قَضَت مِصرُ مِن كُلِّ لُبانَتَها حَتّى تَجُرَّ ذُيولَ الغِبطَةِ القُشُبا
في الأَمرِ ما فيهِ مِن جِدٍّ فَلا تَقِفوا مِن واقِعٍ جَزَعاً أَو طائِرٍ طَرَبا
لا تُثبِتُ العَينُ شَيئاً أَو تُحَقِّقُهُ إِذا تَحَيَّرَ فيها الدَمعُ وَاِضطَرَبا
وَالصُبحُ يُظلِمُ في عَينَيكِ ناصِعُهُ إِذا سَدَلتَ عَلَيكَ الشَكَّ وَالرِيَبا
إِذا طَلَبتَ عَظيماً فَاِصبِرَنَّ لَهُ أَو فَاِحشُدَنَّ رِماحَ الخَطِّ وَالقُضُبا
وَلا تُعِدَّ صَغيراتِ الأُمورِ لَهُ إِنَّ الصَغائِرَ لَيسَت لِلعُلا أُهُبا
وَلَن تَرى صُحبَةً تُرضى عَواقِبُها كَالحَقِّ وَالصَبرِ في أَمرٍ إِذا اِصطَحَبا
إِنَّ الرِجالَ إِذا ما أُلجِئوا لَجَئوا إِلى التَعاوُنِ فيما جَلَّ أَو حَزَبا
لا رَيبَ أَنَّ خُطا الآمالِ واسِعَةٌ وَأَنَّ لَيلَ سُراها صُبحُهُ اِقتَرَبا
وَأَنَّ في راحَتَي مِصرٍ وَصاحِبِها عَهداً وَعَقداً بِحَقٍّ كانَ مُغتَصَبا
قَد فَتَّحَ اللَهُ أَبواباً لَعَلَّ لَنا وَراءَها فُسَحَ الآمالِ وَالرُحُبا
لَولا يَدُ اللَهِ لَم نَدفَع مَناكِبَها وَلَم نُعالِج عَلى مِصراعِها الأَرَبا
لا تَعدَمُ الهِمَّةُ الكُبرى جَوائِزَها سِيّانِ مَن غَلَبَ الأَيّامَ أَو غُلِبا
وَكُلُّ سَعيٍ سَيَجزي اللَهُ ساعِيَهُ هَيهاتَ يَذهَبُ سَعيَ المُحسِنينَ هَبا
لَم يُبرِمِ الأَمرَ حَتّى يَستَبينَ لَكُم أَساءَ عاقِبَةً أَم سَرَّ مُنقَلَبا
نِلتُم جَليلاً وَلا تُعطونَ خَردَلَةً إِلّا الَّذي دَفَعَ الدُستورُ أَو جَلَبا
تَمَهَّدَت عَقَباتٌ غَيرُ هَيِّنَةٍ تَلقى رُكابُ السُرى مِن مِثلِها نَصَبا
وَأَقبَلَت عَقَباتٌ لا يُذَلِّلُها في مَوقِفِ الفَصلِ إِلّا الشَعبُ مُنتَخَبا
لَهُ غَداً رَأيُهُ فيها وَحِكمَتُهُ إِذا تَمَهَّلَ فَوقَ الشَوكِ أَو وَثَبا
كَم صَعَّبَ اليَومُ مِن سَهلٍ هَمَمتَ بِهِ وَسَهَّلَ الغَدُ في الأَشياءِ ما صَعُبا
ضَمّوا الجُهودَ وَخَلوُها مُنَكَّرَةً لا تَملَئوا الشَدقَ مِن تَعريفِها عَجَبا
أَفي الوَغى وَرَحى الهَيجاءِ دائِرَةٌ تُحصونَ مَن ماتَ أَو تُحصونَ ما سُلِبا
خَلّوا الأَكاليلَ لِلتاريخِ إِنَّ لَهُ يَداً تُؤَلِّفُها دُرّاً وَمَخشَلَبا
أَمرُ الرِجالِ إِلَيهِ لا إِلى نَفَرٍ مِن بَينِكُم سَبَقَ الأَنباءَ وَالكُتُبا
أَملى عَلَيهِ الهَوى وَالحِقدُ فَاِندَفَعَت يَداهُ تَرتَجِلانِ الماءَ وَاللَهَبا
إِذا رَأَيتَ الهَوى في أُمَّةٍ حَكَماً فَاِحكُم هُنالِكَ أَنَّ العَقلَ قَد ذَهَبا
قالوا الحِمايَةُ زالَت قُلتُ لا عَجَبٌ بَل كانَ باطِلُها فيكُم هُوَ العَجَبا
رَأسُ الحِمايَةِ مَقطوعٌ فَلا عَدِمَت كِنانَةُ اللَهِ حَزماً يَقطَعُ الذَنَبا
لَو تَسأَلونَ أَلِنبي يَومَ جَندَلَها بِأَيِّ سَيفٍ عَلى يافوخِها ضَرَبا
أَبا الَّذي جَرَّ يَومَ السِلمِ مُتَّشِحاً أَم بِالَّذي هَزَّ يَومَ الحَربِ مُختَضِبا
أَم بِالتَكاتُفِ حَولَ الحَقِّ في بَلَدٍ مِن أَربَعينَ يُنادي الوَيلَ وَالحَرَبا
يا فاتِحَ القُدسِ خَلِّ السَيفَ ناحِيَةً لَيسَ الصَليبُ حَديداً كانَ بَل خَشَبا
إِذا نَظَرتَ إِلى أَينَ اِنتَهَت يَدُهُ وَكَيفَ جاوَزَ في سُلطانِهِ القُطُبا
عَلِمتَ أَنَّ وَراءَ الضَعفِ مَقدِرَةً وَأَنَّ لِلحَقِّ لا لِلقُوَّةِ الغَلَبا


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 Empty رد: ديوان شعرأحمد شوقي

مُساهمة من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 2:01 am

ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm

بِسيفكَ يعلو الحقُّ والحقُّ أغلبُ



بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ
وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى وَلا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ
فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ
وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ
تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِراً وَإِن هُوَ نامَ اِستَيقَظَت تَتَأَلَّبُ
أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ
وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ
هَدَدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ
وَمازالَ فَجراً سَيفُ عُثمانَ صادِقاً يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ
إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَاِنجابَ غَيهَبُ
* * *

وَهابَ العِدا فيهِ خِلافَتَكَ الَّتي لَهُم مَأرَبٌ فيها وَلِلَّهِ مَأرَبُ
سَما بِكَ يا عَبدَ الحَميدِ أُبُوَّةٌ ثَلاثونَ خُضّارُ الجَلالَةِ غُيَّبُ
قَياصِرُ أَحياناً خَلائِفُ تارَةً خَواقينُ طَوراً وَالفَخارُ المُقَلَّبُ
نُجومُ سُعودِ المَلكِ أَقمارُ زُهرِهِ لَوَ اَنَّ النُجومَ الزُهرَ يَجمَعُها أَبُ
تَواصَوا بِهِ عَصراً فَعَصراً فَزادَهُ مُعَمَّمُهُم مِن هَيبَةٍ وَالمُعَصَّبُ
هُمُ الشَمسُ لَم تَبرَح سَماواتِ عِزِّها وَفينا ضُحاها وَالشُعاعُ المُحَبَّبُ
نَهَضتَ بِعَرشٍ يَنهَضُ الدَهرُ بِهِ خُشوعاً وَتَخشاهُ اللَيالي وَتَرهَبُ
مَكينٍ عَلى مَتنِ الوُجودِ مُؤَيَّدٍ بِشَمسِ اِستِواءٍ مالَها الدَهرَ مَغرِبُ
تَرَقَّت لَهُ الأَسواءُ حَتّى اِرتَقَيتَهُ فَقُمتَ بِها في بَعضِ ما تَتَنَكَّبُ
فَكُنتَ كَعَينٍ ذاتِ جَريٍ كَمينَةٍ تَفيضُ عَلى مَرِّ الزَمانِ وَتَعذُبُ
مُوَكَّلَةٍ بِالأَرضِ تَنسابُ في الثَرى فَيَحيا وَتَجري في البِلادِ فَتُخضِبُ
فَأَحيَيتَ مَيتاً دارِسَ الرَسمِ غابِراً كَأَنَّكَ فيما جِئتَ عيسى المُقَرَّبُ
وَشِدتَ مَناراً لِلخِلافَةِ في الوَرى تُشَرِّقُ فيهِم شَمسُهُ وَتُغَرِّبُ
* * *

سَهِرتَ وَنامَ المُسلِمونَ بِغَبطَةٍ وَما يُزعِجُ النُوّامَ وَالساهِرُ الأَبُ
فَنَبَّهَنا الفَتحُ الَّذي ما بِفَجرِهِ وَلا بِكَ يا فَجرَ السَلامِ مُكَذِّبُ
حُسامُكَ مِن سُقراطَ في الخَطبِ أَخطَبُ وَعودُكَ مِن عودِ المَنابِرِ أَصلَبُ
وَعَزمُكَ مِن هوميرَ أَمضى بَديهَةً وَأَجلى بَياناً في القُلوبِ وَأَعذَبُ
وَإِن يَذكُروا إِسكَندَراً وَفُتوحَهُ فَعَهدُكَ بِالفَتحِ المُحَجَّلِ أَقرَبُ
وَمُلكُكَ أَرقى بِالدَليلِ حُكومَةً وَأَنفَذُ سَهماً في الأُمورِ وَأَصوَبُ
ظَهَرتَ أَميرَ المُؤمِنينَ عَلى العِدا ظُهوراً يَسوءُ الحاسِدينَ وَيُتعِبُ
سَلِ العَصرَ وَالأَيّامَ وَالناسَ هَل نَبا لِرَأيِكَ فيهِم أَو لِسَيفِكَ مَضرِبُ
هُمُ مَلَئوا الدُنيا جَهاماً وَراءَهُ جَهامٌ مِنَ الأَعوانِ أَهذى وَأَكذَبُ
فَلَمّا اِستَلَلتَ السَيفَ أَخلَبَ بَرقُهُم وَما كُنتَ يا بَرقَ المَنِيَّةِ تُخلِبُ
أَخَذتَهُمُ لا مالِكينَ لِحَوضِهِم مِنَ الذَودِ إِلّا ما أَطالوا وَأَسهَبوا
وَلم يَتَكَلَّف قَومُكَ الأُسدُ أُهبَةً وَلَكِنَّ خُلقاً في السِباعِ التَأَهُّبُ
* * *

كَذا الناسُ بِالأَخلاقِ يَبقى صَلاحُهُم وَيَذهَبُ عَنهُم أَمرُهُم حينَ تَذهَبُ
وَمِن شَرَفِ الأَوطانِ أَلّا يَفوتَها حُسامٌ مُعِزٌّ أَو يَراعٌ مُهَذَّبُ
مَلَكتَ سَبيلَيهِم فَفي الشَرقِ مَضرِبٌ لِجَيشِكَ مَمدودٌ وَفي الغَربِ مَضرِبُ
ثَمانونَ أَلفاً أُسدُ غابٍ ضَراغِمٌ لَها مِخلَبٌ فيهِم وَلِلمَوتِ مَخلِبُ
إِذا حَلِمَت فَالشَرُّ وَسنانُ حالِمٌ وَإِن غَضِبَت فَالشَرُّ يَقظانُ مُغضِبُ
فَيالِقُ أَفشى في البِلادِ مِنَ الضُحى وَأَبعَدُ مِن شَمسِ النَهارِ وَأَقرَبُ
وَتُصبِحُ تَلقاهُم وَتُمسي تَصُدُّهُم وَتَظهَرُ في جِدِّ القِتالِ وَتَلعَبُ
تَلوحُ لَهُم في كُلِّ أُفقٍ وَتَعتَلي وَتَطلُعُ فيهِم مِن مَكانٍ وَتَغرُبُ
وَتُقدِمُ إِقدامَ اللُيوثِ وَتَنثَني وَتُدبِرُ عِلماً بِالوَغى وَتُعَقِّبُ
وَتَملِكُ أَطرافَ الشِعابِ وَتَلتَقي وَتَأخُذُ عَفواً كُلَّ عالٍ وَتَغصِبُ
وَتَغشى أَبِيّاتِ المَعاقِلِ وَالذُرا فَثَيِّبُهُنَّ البِكرُ وَالبِكرُ ثَيِّبُ
يَقودُ سَراياها وَيَحمي لِواءَها سَديدُ المَرائي في الحُروبِ مُجَرِّبُ
* * *

يَجيءُ بِها حيناً وَيَرجِعُ مَرَّةً كَما تَدفَعُ اللَجَّ البِحارُ وَتَجذِبُ
وَيَرمي بِها كَالبَحرِ مِن كُلِّ جانِبٍ فَكُلُّ خَميسٍ لُجَّةٌ تَتَضَرَّبُ
وَيُنفِذُها مِن كُلِّ شِعبٍ فَتَلتَقي كَما يَتَلاقى العارِضُ المُتَشَعِّبُ
وَيَجعَلُ ميقاتاً لَها تَنبَري لَهُ كَما دارَ يَلقى عَقرَبَ السَيرِ عَقرَبُ
فَظَلَّت عُيونُ الحَربِ حَيرى لِما تَرى نَواظِرَ ما تَأتي اللُيوثُ وَتُغرِبُ
تُبالِغُ بِالرامي وَتَزهو بِما رَمى وَتُعجَبُ بِالقُوّادِ وَالجُندُ أَعجَبُ
وَتُثني عَلى مُزجي الجُيوشِ بِيَلدِزٍ وَمُلهِمِها فيما تَنالُ وَتَكسِبُ
وَما المُلكُ إِلّا الجَيشُ شَأناً وَمَظهَراً وَلا الجَيشُ إِلّا رَبُّهُ حينَ يُنسَبُ
تُحَذِّرُني مِن قَومِها التُركِ زَينَبُ وَتُعجِمُ في وَصفِ اللُيوثِ وَتُعرِبُ
وَتُكثِرُ ذِكرَ الباسِلينَ وَتَنثَني بِعِزٍّ عَلى عِزِّ الجَمالِ وَتُعجَبُ
وَتَسحَبُ ذَيلَ الكِبرِياءِ وَهَكَذا يَتيهُ وَيَختالُ القَوِيُّ المُغَلِّبُ
* * *

وَزَينَبُ إِن تاهَت وَإِن هِيَ فاخَرَت فَما قَومُها إِلّا العَشيرُ المُحَبَّبُ
يُؤَلِّفُ إيلامُ الحَوادِثِ بَينَنا وَيَجمَعُنا في اللَهِ دينٌ وَمَذهَبُ
نَما الوُدُّ حَتّى مَهَّدَ السُبلَ لِلهَوى فَما في سَبيلِ الوَصلِ ما يُتَصَعَّبُ
وَدانى الهَوى ما شاءَ بَيني وَبَينَها فَلَم يَبقَ إِلّا الأَرضُ وَالأَرضُ تَقرُبُ
رَكِبتُ إِلَيها البَحرَ وَهوَ مَصيدَةٌ تُمَدُّ بِها سُفنُ الحَديدِ وَتُنصَبُ
تَروحُ المَنايا الزُرقُ فيهِ وَتَغتَدي وَما هِيَ إِلّا المَوجُ يَأتي وَيَذهَبُ
وَتَبدو عَلَيهِ الفُلكُ شَتّى كَأَنَّها بُؤوزٌ تُراعيها عَلى البُعدِ أَعقُبُ
حَوامِلُ أَعلامِ القَياصِرِ حُضرٌ عَلَيها سَلاطينُ البَرِيَّةِ غُيَّبُ
تُجاري خُطاها الحادِثاتِ وَتَقتَفي وَتَطفو حَوالَيها الخُطوبُ وَتَرسُبُ
وَيوشِكُ يَجري الماءُ مِن تَحتِها دَماً إِذا جَمَعَت أَثقالَها تَتَرَقَّبُ
فَقُلتُ أَأَشراطُ القِيامَةِ ما أَرى أَمِ الحَربُ أَدنى مِن وَريدٍ وَأَقرَبُ
أَماناً أَماناً لُجَّةَ الرومِ لِلوَرى لَوَ اَنَّ أَماناً عِندَ دَأماءَ يُطلَبُ
* * *

كَأَنّي بِأَحداثِ الزَمانِ مُلِمَّةً وَقَد فاضَ مِنها حَوضُكِ المُتَضَرِّبُ
فَأُزعِجَ مَغبوطٌ وَرُوِّعَ آمِنٌ وَغالَ سَلامَ العالَمينَ التَعَصُّبُ
فَقالَت أَطَلتَ الهَمَّ لِلخَلقِ مَلجَأٌ أَبَرُّ بِهِم مِن كُلِّ بَرٍّ وَأَحدَبُ
سَلامُ البَرايا في كَلاءَةِ فَرقَدٍ بِيَلدِزَ لا يَغفو وَلا يَتَغَيَّبُ
وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ لَوابِلٌ مِنَ الغَوثِ مُنهَلٌ عَلى الخَلقِ صَيِّبُ
رَأى الفِتنَةَ الكُبرى فَوالى اِنهِمالَهُ فَبادَت وَكانَت جَمرَةً تَتَلَهَّبُ
فَما زِلتُ بِالأَهوالِ حَتّى اِقتَحَمتُها وَقَد تُركِبُ الحاجاتُ ما لَيسَ يُركَبُ
أَخوضُ اللَيالي مِن عُبابٍ وَمِن دُجىً إِلى أُفقٍ فيهِ الخَليفَةُ كَوكَبُ
إِلى مُلكِ عُثمانَ الَّذي دونَ حَوضِهِ بِناءُ العَوالي المُشمَخِرُّ المُطَنَّبُ
فَلاحَ يُناغي النَجمَ صَرحٌ مُثَقَّبٌ عَلى الماءِ قَد حاذاهُ صَرحٌ مُثقَبُ
بُروجٌ أَعارَتها المَنونُ عُيونَها لَها في الجَواري نَظرَةٌ لا تُخَيَّبُ
رَواسي اِبتِداعٍ في رَواسي طَبيعَةٍ تَكادُ ذُراها في السَحابِ تُغَيَّبُ
فَقُمتُ أُجيلُ الطَرفَ حَيرانَ قائِلاً أَهَذى ثُغورُ التُركِ أَم أَنا أَحسَبُ
فَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مُشرِقٌ وَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مَغرِبُ
تَظَلُّ مَهولاتُ البَوارِجِ دونَهُ حَوائِرَ ما يَدرينَ ماذا تُخَرِّبُ
إِذا طاشَ بَينَ الماءِ وَالصَخرِ سَهمُها أَتاها حَديدٌ ما يَطيشُ وَأَسرَبُ
يُسَدِّدُهُ عِزريلُ في زِيِّ قاذِفٍ وَأَيدي المَنايا وَالقَضاءُ المُدَرَّبُ
قَذائِفُ تَخشى مُهجَةُ الشَمسِ كُلَّما عَلَت مُصعِداتٍ أَنَّها لا تُصَوَّبُ
إِذا صُبَّ حاميها عَلى السُفنِ اِنثَنَت وَغانِمُها الناجي فَكَيفَ المُخَيَّبُ
* * *

سَلِ الرومَ هَل فيهِنَّ لِلفُلكِ حيلَةٌ وَهَل عاصِمٌ مِنهُنَّ إِلّا التَنَكُّبُ
تَذَبذَبَ أُسطولاهُمُ فَدَعَتهُما إِلى الرُشدِ نارٌ ثَمَّ لا تَتَذَبذَبُ
فَلا الشَرقُ في أُسطولِهِ مُتقى الحِمى وَلا الغَربُ في أُسطولِهِ مُتَهَيَّبُ
وَما راعَني إِلّا لِواءٌ مُخَضَّبٌ هُنالِكَ يَحميهِ بَنانٌ مُخَضَّبُ
فَقُلتُ مَنِ الحامي أَلَيثٌ غَضَنفَرٌ مِنَ التُركِ ضارٍ أَم غَزالٌ مُرَبَّبُ
أَمِ المَلِكُ الغازي المُجاهِدُ قَد بَدا أَمِ النَجمُ في الآرامِ أَم أَنتِ زَينَبُ
رَفَعتِ بَناتَ التُركِ قالَت وَهَل بِنا بَناتِ الضَواري أَن نَصولَ تَعَجُّبُ
إِذا ما الدِيارُ اِستَصرَخَت بَدَرَت لَها كَرائِمُ مِنّا بِالقَنا تَتَنَقَّبُ
تُقَرِّبُ رَبّاتُ البُعولِ بُعولَها فَإِن لَم يَكُن بَعلٌ فَنَفساً تُقَرِّبُ
وَلاحَت بِآفاقِ العَدُوِّ سَرِيَّةٌ فَوارِسُ تَبدو تارَةً وَتُحَجَّبُ
نَواهِضُ في حُزنٍ كَما تَنهَضُ القَطا رَواكِضُ في سَهلٍ كَما اِنسابَ ثَعلَبُ
* * *

قَليلونَ مِن بُعدٍ كَثيرونَ إِن دَنَوا لَهُم سَكَنٌ آناً وَآناً تَهَيُّبُ
فَقالَت شَهِدتَ الحَربَ أَو أَنتَ موشِكٌ فَصِفنا فَأَنتَ الباسِلُ المُتَأَدِّبُ
وَنادَت فَلَبّى الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ وَلَبّى عَلَيها القَسوَرُ المُتَرَقِّبُ
خِفافاً إِلى الداعي سِراعاً كَأَنَّما مِنَ الحَربِ داعٍ لِلصَلاةِ مُثَوِّبُ
مُنيفينَ مِن حَولِ اللِواءِ كَأَنَّهُم لَهُ مَعقِلٌ فَوقَ المَعاقِلِ أَغلَبُ
وَما هِيَ إِلّا دَعوَةٌ وَإِجابَةٌ أَنِ اِلتَحَمَت وَالحَربُ بَكرٌ وَتَغلِبُ
فَأَبصَرتُ ما لَم تُبصِرا مِن مَشاهِدٍ وَلا شَهِدَت يَوماً مَعَدٌّ وَيَعرُبُ
جِبالَ مَلونا لا تَخوري وَتَجزَعي إِذا مالَ رَأسٌ أَو تَضَعضَعَ مَنكِبُ
فَما كُنتِ إِلّا السَيفَ وَالنارَ مَركَباً وَما كانَ يَستَعصي عَلى التُركِ مَركَبُ
عَلَوا فَوقَ عَلياءِ العَدُوِّ وَدونَهُ مَضيقٌ كَحَلقِ اللَيثِ أَو هُوَ أَصعَبُ
فَكانَ صِراطُ الحَشرِ ما ثَمَّ ريبَةٌ وَكانوا فَريقَ اللَهِ ما ثَمَّ مُذنِبُ
يَمُرّونَ مَرَّ البَرقِ تَحتَ دُجُنَّةٍ دُخاناً بِهِ أَشباحُهُم تَتَجَلبَبُ
حَثيثينَ مِن فَوقِ الجِبالِ وَتَحتِها كَما اِنهارَ طَودٌ أَو كَما اِنهالَ مِذنَبُ
تُمِدُّهُمُ قُذّافُهُم وَرُماتُهُم بِنارٍ كَنيرانِ البَراكينِ تَدأَبُ
تُذَرّى بِها شُمُّ الذُرا حينَ تَعتَلي وَيَسفَحُ مِنها السَفحُ إِذ تَتَصَبَّبُ
تُسَمَّرُ في رَأسِ القِلاعِ كُراتُها وَيَسكُنُ أَعجازَ الحُصونِ المُذَنَّبُ
فَلَمّا دَجى داجي العَوانِ وَأَطبَقَت تَبَلَّجَ وَالنَصرَ الهِلالُ المُحَجَّبُ
وَرُدَّت عَلى أَعقابِها الرومُ بَعدَما تَناثَرَ مِنها الجَيشُ أَو كادَ يَذهَبُ
جَناحَينِ في شِبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا وَقَلباً عَلى حُرِّ الوَغى يَتَقَلَّبُ
* * *

عَلى قُلَلِ الأَجبالِ حَيرى جُموعُهُم شَواخِصُ ما إِن تَهتَدي أَينَ تَذهَبُ
إِذا صَعَدَت فَالسَيفُ أَبيَضُ خاطِفٌ وَإِن نَزَلَت فَالنارُ حَمراءُ تَلهَبُ
تَطَوَّعَ أَسراً مِنهُمُ ذَلِكَ الَّذي تَطَوَّعَ حَرباً وَالزَمانُ تَقَلُّبُ
وَتَمَّ لَنا النَصرُ المُبينُ عَلى العِدا وَفَتحُ المَعالي وَالنَهارُ المُذَهَّبُ
فَجِئتُ فَتاةَ التُركِ أَجزي دِفاعَها عَنِ المُلكِ وَالأَوطانِ ما الحَقُّ يوجِبُ
فَقَبَّلتُ كَفّاً كانَ بِالسَيفِ ضارِباً وَقَبَّلتُ سَيفاً كانَ بِالكَفِّ يَضرِبُ
وَقُلتُ أَفي الدُنيا لِقَومِكِ غالِبٌ وَفي مِثلِ هَذا الحِجرِ رُبّوا وَهُذِّبوا
رُوَيداً بَني عُثمانَ في طَلَبِ العُلا وَهَيهاتَ لَم يُستَبقَ شَيءٌ فَيُطلَبُ
أَفي كُلِّ آنٍ تَغرِسونَ وَنَجتَني وَفي كُلِّ يَومٍ تَفتَحونَ وَنَكتُبُ
وَما زِلتُمُ يَسقيكُمُ النَصرُ حُمرَهُ وَتَسقونَهُ وَالكُلُّ نَشوانَ مُصأَبُ
إِلى أَن أَحَلَّ السُكرَ مَن لا يُحِلُّهُ وَمَدَّ بِساطَ الشُربِ مَن لَيسَ يَشرَبُ
وَأَشمَطَ سَوّاسِ الفَوارِسِ أَشيَبُ يَسيرُ بِهِ في الشَعبِ أَشمَطُ أَشيَبُ
رَفيقاً ذَهابٍ في الحُروبِ وَجيئَةٍ قَدِ اِصطَحَبا وَالحُرُّ لِلحُرِّ يَصحَبُ
إِذا شَهِداها جَدَّدا هِزَّةَ الصِبا كَما يَتَصابى ذو ثَمانينَ يَطرُبُ
فَيَهتَزُّ هَذا كَالحُسامِ وَيَنثَني وَيَنفُرُ هَذا كَالغَزالِ وَيَلعَبُ
تَوالى رَصاصُ المُطلِقينَ عَلَيهِما يُخَضِّلُ مِن شَيبِهِما وَيُخَضِّبُ
* * *

فَقيلَ أَنِل أَقدامَكَ الأَرضَ إِنَّها أَبَرُّ جَواداً إِن فَعَلتَ وَأَنجَبُ
فَقالَ أَيَرضى واهِبُ النَصرِ أَنَّنا نَموتُ كَمَوتِ الغانِياتِ وَنُعطَبُ
ذَروني وَشَأني وَالوَغى لا مُبالِياً إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ
أَيَحمِلُني عُمراً وَيَحمي شَبيبَتي وَأَخذُلُهُ في وَهنِهِ وَأُخَيِّبُ
إِذا نَحنُ مِتنا فَاِدفِنونا بِبُقعَةٍ يَظَلُّ بِذِكرانا ثَراها يُطَيِّبُ
وَلا تَعجَبوا أَن تَبسُلَ الخَيلُ إِنَّها لَها مِثلُ ما لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ
فَماتا أَمامَ اللَهِ مَوتَ بَسالَةٍ كَأَنَّهُما فيهِ مِثالٌ مُنَصَّبُ
وَما شُهَداءُ الحَربِ إِلّا عِمادُها وَإِن شَيَّدَ الأَحياءُ فيها وَطَنَّبوا
مِدادُ سِجِلِّ النَصرِ فيها دِماؤُهُم وَبِالتِبرِ مِن غالي ثَراهُم يُتَرَّبُ
فَهَل مِن مَلونا مَوقِفٌ وَمَسامِعٌ وَمِن جَبَلَيها مِنبَرٌ لي فَأَخطُبُ
فَأَسأَلُ حِصنَيها العَجيبَينِ في الوَرى وَمَدخَلُها الأَعصى الَّذي هُوَ أَعجَبُ
وَأَستَشهِدُ الأَطوادَ شَمّاءَ وَالذُرا بَواذِخَ تُلوي بِالنُجومِ وَتُجذَبُ
هَلِ البَأسُ إِلّا بَأسُهُم وَثَباتُهُم أَوِ العَزمُ إِلّا عَزمُهُم وَالتَلَبُّبُ
أَوِ الدينُ إِلّا ما رَأَت مِن جِهادِهِم أَوِ المُلكُ إِلّا ما أَعَزّوا وَهَيَّبوا
وَأَيُّ فَضاءٍ في الوَغى لَم يُضَيِّقوا وَأَيُّ مَضيقٍ في الوَرى لَم يُرَحِّبوا
وَهَل قَبلَهُم مَن عانَقَ النارَ راغِباً وَلَو أَنَّهُ عُبّادُها المُتَرَهِّبُ
وَهَل نالَ ما نالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ وَهَل حُبِيَ الخالونَ مِنهُ الَّذي حُبوا
* * *

سَلاماً مَلونا وَاِحتِفاظاً وَعِصمَةً لِمَن باتَ في عالي الرِضى يَتَقَلَّبُ
وَضِنّي بِعَظمٍ في ثَراكِ مُعَظَّمٍ يُقَرِبُهُ الرَحمَنُ فيما يُقَرِّبُ
وَطِرناوُ إِذ طارَ الذُهولُ بِجَيشِها وَبِالشَعبِ فَوضى في المَذاهِبِ يَذهَبُ
عَشِيَّةَ ضاقَت أَرضُها وَسَماؤُها وَضاقَ فَضاءٌ بَينَ ذاكَ مُرَحِّبُ
خَلَت مِن بَني الجَيشِ الحُصونُ وَأَقفَرَت مَساكِنُ أَهليها وَعَمَّ التَخَرُّبُ
وَنادى مُنادٍ لِلهَزيمَةِ في المَلا وَإِنَّ مُنادي التُركِ يَدنو وَيَقرُبُ
فَأَعرَضَ عَن قُوّادِهِ الجُندُ شارِداً وَعَلَّمَهُ قُوّادُهُ كَيفَ يَهرُبُ
وَطارَ الأَهالي نافِرينَ إِلى الفَلا مِئينَ وَآلافاً تَهيمُ وَتَسرُبُ
نَجَوا بِالنُفوسِ الذاهِلاتِ وَما نَجَوا بِغَيرِ يَدٍ صِفرٍ وَأُخرى تُقَلِّبُ
وَطالَت يَدٌ لِلجَمعِ في الجَمعِ بِالخَنا وَبِالسَلبِ لَم يَمدُد بِها فيهِ أَجنَبُ
يَسيرُ عَلى أَشلاءِ والِدِهِ الفَتى وَيَنسى هُناكَ المُرضَعَ الأُمُّ وَالأَبُ
وَتَمضي السَرايا واطِئاتٍ بِخَيلِها أَرامِلَ تَبكي أَو ثَواكِلَ تَندُبُ
فَمِن راجِلٍ تَهوي السِنونُ بِرِجلِهِ وَمِن فارِسٍ تَمشي النِساءُ وَيَركَبُ
وَماضٍ بِمالٍ قَد مَضى عَنهُ وَألُهُ وَمُزجٍ أَثاثاً بَينَ عَينَيهِ يُنهَبُ
يَكادونَ مِن ذُعرٍ تَفُرُّ دِيارُهُم وَتَنجو الرَواسي لَو حَواهُنَّ مَشعَبُ
يَكادُ الثَرى مِن تَحتِهِم يَلِجُ الثَرى وَيَقضِمُ بَعضُ الأَرضِ بَعضاً وَيُقضِبُ
تَكادُ خُطاهُم تَسبِقُ البَرقَ سُرعَةً وَتَذهَبُ بِالأَبصارِ أَيّانَ تَذهَبُ
تَكادُ عَلى أَبصارِهِم تَقطَعُ المَدى وَتَنفُذُ مَرماها البَعيدَ وَتَحجُبُ
تَكادُ تَمُسُّ الأَرضَ مَسّاً نِعالُهُم وَلَو وَجَدوا سُبلاً إِلى الجَوِّ نَكَّبوا
هَزيمَةُ مَن لا هازِمٌ يَستَحِثُّهُ وَلا طارِدٌ يَدعو لِذاكَ وَيوجِبُ
* * *

قَعَدنا فَلَم يَعدَم فَتى الرومِ فَيلَقاً مِنَ الرُعبِ يَغزوهُ وَآخَرَ يَسلُبُ
ظَفِرنا بِهِ وَجهاً فَظَنَّ تَعَقُّباً وَماذا يَزيدُ الظافِرينَ التَعَقُّبُ
فَوَلّى وَما وَلّى نِظامُ جُنودِهِ وَيا شُؤمَ جَيشٍ لِلفَرارِ يُرَتِّبُ
يَسوقُ وَيَحدو لِلنَجاةِ كَتائِباً لَهُ مَوكِبٌ مِنها وَلِلعارِ مَوكِبُ
مُنَظَّمَةٌ مِن حَولِهِ بَيدَ أَنَّها تَوَدُّ لَوِ اِنشَقَّ الثَرى فَتُغَيَّبُ
مُؤَزَّرَةٌ بِالرُعبِ مَلدوغَةٌ بِهِ فَفي كُلِّ ثَوبٍ عَقرَبٌ مِنهُ تَلسِبُ
تَرى الخَيلَ مِن كُلِّ الجِهاتِ تَخَيُّلاً فَيَأخُذُ مِنها وَهمُها وَالتَهَيُّبُ
فَمِن خَلفِها طَوراً وَحيناً أَمامَها وَآوِنَةً مِن كُلِّ أَوبٍ تَأَلَّبُ
فَوارِسُ في طولِ الجِبالِ وَعَرضِها إِذا غابَ مِنهُم مِقنَبٌ لاحَ مِقنَبُ
فَمَهما تَهِم يَسنَح لَها ذو مُهَنَّدٍ وَيَخرُج لَها مِن باطِنِ الأَرضِ مِحرَبُ
وَتَنزِل عَلَيها مِن سَماءِ خَيالِها صَواعِقٌ فيهِنَّ الرَدى المُتَصَبِّبُ
رُؤىً إِن تَكُن حَقّاً يَكُن مِن وَرائِها مَلائِكَةُ اللَهِ الَّذي لَيسَ يُغلَبُ
وَفِرسالُ إِذ باتوا وَبِتنا أَعادِياً عَلى السَهلِ لُدّاً يَرقُبونَ وَنَرقُبُ
وَقامَ فَتانا اللَيلَ يَحمي لِواءَهُ وَقامَ فَتاهُم لَيلَهُ يَتَلَعَّبُ
تَوَسَّدَ هَذا قائِمَ السَيفِ يَتَّقي وَهَذا عَلى أَحلامِهِ يَتَحَسَّبُ
وَهَل يَستَوي القِرنانُ هَذا مُنَعَّمٌ غَريرٌ وَهَذا ذو تَجاريبَ قُلَّبُ
حَمَينا كِلانا أَرضَ فِرسالَ وَالسَما فَكُلُّ سَبيلٍ بَينَ ذَلِكَ مَعطَبُ
وَرُحنا يَهُبُّ الشَرُّ فينا وَفيهِمُ وَتَشمُلُ أَرواحُ القِتالِ وَتَجنُبُ
* * *

كَأَنّا أُسودٌ رابِضاتٌ كَأَنَّهُم قَطيعٌ بِأَقصى السَهلِ حَيرانَ مُذئِبُ
كَأَنَّ خِيامَ الجَيشِ في السَهلِ أَينَقُ نَواشِزُ فَوضى في دُجى اللَيلِ شُزَّبُ
كَأَنَّ السَرايا ساكِناتٍ مَوائِجاً قَطائِعُ تُعطى الأَمنَ طَوراً وَتُسلَبُ
كَأَنَّ القَنا دونَ الخِيامِ نَوازِلاً جَداوِلُ يُجريها الظَلامُ وَيُسكَبُ
كَأَنَّ الدُجى بَحرٌ إِلى النَجمِ صاعِدٌ كَأَنَّ السَرايا مَوجُهُ المُتَضَرِّبُ
كَأَنَّ المَنايا في ضَميرِ ظَلامِهِ هُمومٌ بِها فاضَ الضَميرُ المُحَجَّبُ
كَأَنَّ صَهيلَ الخَيلِ ناعٍ مُبَشِّرٌ تَراهُنَّ فيها ضُحَّكاً وَهيَ نُحَّبُ
كَأَنَّ وُجوهَ الخَيلِ غُرّاً وَسيمَةً دَرارِيُّ لَيلٍ طُلَّعٌ فيهِ ثُقَّبُ
كَأَنَّ أُنوفَ الخَيلِ حَرّى مِنَ الوَغى مَجامِرُ في الظَلماءِ تَهدا وَتَلهُبُ
كَأَنَّ صُدورَ الخَيلِ غُدرٌ عَلى الدُجى كَأَنَّ بَقايا النَضحِ فيهِنَّ طُحلُبُ
كَأَنَّ سَنى الأَبواقِ في اللَيلِ بَرقُهُ كَأَنَّ صَداها الرَعدُ لِلبَرقِ يَصحَبُ
كَأَنَّ نِداءَ الجَيشِ مِن كُلِّ جانِبٍ دَوِيُّ رِياحٍ في الدُجى تَتَذَأَّبُ
كَأَنَّ عُيونَ الجَيشِ مِن كُلِّ مَذهَبٍ مِنَ السَهلِ جُنَّ جُوَّلٌ فيهِ جُوَّبُ
كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ جُنودَنا مَجوسٌ إِذا ما يَمَّموا النارَ قَرَّبوا
كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ الرَدى قِرىً كَأَنَّ وَراءَ النارِ حاتِمَ يَأدِبُ
كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ بَني الوَغى فَراشٌ لَهُ مَلمَسُ النارِ مَأرَبُ
* * *

وَثَبنا يَضيقُ السَهلُ عَن وَثَباتِنا وَتَقدُمُنا نارٌ إِلى الرومِ أَوثَبُ
مَشَت في سَراياهُم فَحَلَّت نِظامَها فَلَمّا مَشَينا أَدبَرَت لا تُعَقِّبُ
رَأى السَهلُ مِنهُم ما رَأى الوَعرُ قَبلَهُ فَيا قَومُ حَتّى السَهلُ في الحَربِ يَصعُبُ
وَحِصنٌ تَسامى مِن دُموقو كَأَنَّهُ مُعَشِّشُ نَسرٍ أَو بِهَذا يُلَقَّبُ
أَشُمُّ عَلى طَودٍ أَشَمَّ كِلاهُما مَنونُ المُفاجي وَالحِمامُ المُرَحِّبُ
تَكادُ تَقادُ الغادِياتُ لِرَبِّهِ فَيُزجي وَتَنزُمُّ الرِياحُ فَيَركَبُ
حَمَتهُ لُيوثٌ مِن حَديدٍ تَرَكَّزَت عَلى عَجَلٍ وَاِستَجمَعَت تَتَرَقَّبُ
تَثورُ وَتَستَأني وَتَنأى وَتَدَّني وَتَغدو بِما تَغدي وَتَرمي وَتَنشُبُ
تَأبّى فَظَنَّ العالِمونَ اِستَحالَةً وَأَعيا عَلى أَوهامِهِم فَتَرَيَّبوا
فَما في القِوى أَنَّ السَماواتِ تُرتَقى بِجَيشٍ وَأَنَّ النَجمَ يُغشى فَيُغضِبُ
سَمَوتُم إِلَيهِ وَالقَنابِلُ دونَهُ وَشُهبُ المَنايا وَالرَصاصُ المُصَوَّبُ
فَكُنتُم يَواقيتَ الحُروبِ كَرامَةً عَلى النارِ أَو أَنتُم أَشَدُّ وَأَصلَبُ
صَعَدتُم وَما غَيرُ القَنا ثَمَّ مَصعَدٌ وَلا سُلَّمٌ إِلّا الحَديدُ المُذَرَّبُ
كَما اِزدَحَمَت بَيزانُ جَوٍّ بِمَورِدٍ أَوِ اِرتَفَعَت تَلقى الفَريسَةَ أَعقَبُ
فَما زِلتُمُ حَتّى نَزَلتُم بُروجَهُ وَلَم تَحتَضِر شَمسُ النَهارِ فَتَغرُبُ
* * *

هُنالِكَ غالى في الأَماديحِ مَشرِقٌ وَبالَغَ فيكُم آلَ عُثمانَ مَغرِبُ
وَزَيدَ حَمى الإِسلامَ عِزّاً وَمَنعَةً وَرُدَّ جِماحُ العَصرِ فَالعَصرُ هَيِّبُ
رَفَعنا إِلى النَجمِ الرُؤوسِ بِنَصرِكُم وَكُنّا بِحُكمِ الحادِثاتِ نُصَوِّبُ
وَمَن كانَ مَنسوباً إِلى دَولَةِ القَنا فَلَيسَ إِلى شَيءٍ سِوى العِزِّ يُنسَبُ
فَيا قَومُ أَينَ الجَيشُ فيما زَعَمتُمُ وَأَينَ الجَواري وَالدِفاعُ المُرَكَّبُ
وَأَينَ أَميرُ البَأسِ وَالعَزمِ وَالحِجى وَأَينَ رَجاءٌ في الأَميرِ مُخَيَّبُ
وَأَينَ تُخومٌ تَستَبيحونَ دَوسَها وَأَينَ عِصاباتٌ لَكُم تَتَوَثَّبُ
وَأَينَ الَّذي قالَت لَنا الصُحفُ عَنكُمُ وَأَسنَدَ أَهلوها إِلَيكُم فَأَطنَبوا
وَما قَد رَوى بَرقٌ مِنَ القَولِ كاذِبٌ وَآخَرُ مِن فِعلِ المُحِبّينَ أَكذَبُ
وَما شِدتُمُ مِن دَولَةٍ عَرضُها الثَرى يَدينُ لَها الجِنسانِ تُركٌ وَصَقلَبُ
لَها عَلَمٌ فَوقَ الهِلالِ وَسُدَّةٌ تُنَصُّ عَلى هامِ النُجومِ وَتُنصَبُ
* * *

أَهَذا هُوَ الذَودُ الَّذي تَدَّعونَهُ وَنَصرُ كَريدٍ وَالوَلا وَالتَحَبُّبُ
أَهَذا الَّذي لِلمُلكِ وَالعِرضِ عِندَكُم وَلِلجارِ إِن أَعيا عَلى الجارِ مَطلَبُ
أَهَذا سِلاحُ الفَتحِ وَالنَصرِ وَالعُلا أَهَذا مَطايا مَن إِلى المَجدِ يَركَبُ
أَهَذا الَّذي لِلذِكرِ خُلَّبُ مَعشَرٌ عَلى ذِكرِهِم يَأتي الزَمانُ وَيَذهَبُ
أَسَأتُم وَكانَ السوءُ مِنكُم إِلَيكُمُ إِلى خَيرِ جارٍ عِندَهُ الخَيرُ يُطلَبُ
إِلى ذي اِنتِقامٍ لا يَنامُ غَريمُهُ وَلَو أَنَّهُ شَخصُ المَنامِ المُحَجَّبُ
شَقيتُم بِها مِن حيلَةٍ مُستَحيلَةٍ وَأَينَ مِنَ المُحتالِ عَنقاءُ مُغرِبُ
فَلَولا سُيوفُ التُركِ جَرَّبَ غَيرُكُم وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لا يُجَرَّبُ
فَعَفواً أَميرَ المُؤمِنينَ لِأُمَّةٍ دَعَت قادِراً مازالَ في العَفوِ يَرغَبُ
ضَرَبتَ عَلى آمالِها وَمَآلِها وَأَنتَ عَلى اِستِقلالِها اليَومَ تَضرِبُ
* * *

إِذا خانَ عَبدُ السوءِ مَولاهُ مُعتَقاً فَما يَفعَلُ الكَريمُ المُهَذَّبُ
وَلا تَضرِبَن بِالرَأيِ مُنحَلَّ مُلكِهِم فَما يَفعَلُ المَولى الكَريمُ المُهَذَّبُ
لَقَد فَنِيَت أَرزاقُهُم وَرِجالُهُم وَليسَ بِفانٍ طَيشُهُم وَالتَقَلُّبُ
فَإِن يَجِدوا لِلنَفسِ بِالعَودِ راحَةً فَقَد يَشتَهي المَوتَ المَريضُ المُعَذَّبُ
وَإِن هَمَّ بِالعَفوِ الكَريمِ رَجاؤُهُم فَمِن كَرَمِ الأَخلاقِ أَن لا يُخَيَّبوا
فَما زِلتَ جارَ البِرِّ وَالسَيِّدَ الَّذي إِلى فَضلِهِ مِن عَدلِهِ الجارُ يَهرُبُ
يُلاقي بَعيدُ الأَهلِ عِندَكَ أَهلَهُ وَيَمرَحُ في أَوطانِهِ المُتَغَرِّبُ
أَمَولايَ غَنَّتكَ السُيوفُ فَأَطرَبَت فَهَل لِيَراعي أَن يُغَنّي فَيُطرِبُ
فَعِندي كَما عِندَ الظُبا لَكَ نَغمَةٌ وَمُختَلِفُ الأَنغامِ لِلأُنسِ أَجلَبُ
أُعَرِّبُ ما تُنشي عُلاكَ وَإِنَّهُ لَفي لُطفِهِ ما لا يَنالُ المُعَرِّبُ
مَدَحتُكَ وَالدُنيا لِسانٌ وَأَهلُها جَميعاً لِسانٌ يُملِيانِ وَأَكتُبُ
أُناوِلُ مِن شِعرِ الخِلافَةِ رَبَّها وَأَكسو القَوافي ما يَدومُ فَيُقشِبُ
وَهَل أَنتَ إِلّا الشَمسُ في كُلِّ أُمَّةٍ فَكُلُّ لِسانٍ في مَديحِكَ طَيِّبُ
فَإِن لَم يَلِق شِعري لِبابِكَ مِدحَةً فَمُر يَنفَتِح بابٌ مِنَ العُذرِ أَرحَبُ
وَإِنّي لَطَيرُ النيلِ لا طَيرَ غَيرُهُ وَما النيلُ إِلّا مِن رِياضِكَ يُحسَبُ
إِذا قُلتُ شِعراً فَالقَوافي حَواضِرٌ وَبَغدادُ بَغدادٌ وَيَثرِبُ يَثرِبُ
وَلَم أَعدَمِ الظِلَّ الخَصيبَ وَإِنَّما أُجاذِبُكَ الظِلَّ الَّذي هُوَ أَخصَبُ
فَلا زِلتَ كَهفَ الدينِ وَالهادِيَ الَّذي إِلى اللَهِ بِالزُلفى لَهُ نَتَقَرَّبُ


ديوان شعرأحمد شوقي - صفحة 9 1420304sbnme9uulm
عبير الروح
عبير الروح
عضو ماسي
عضو ماسي

empty empty empty empty empty
empty empty empty empty empty empty empty empty empty انثى

عدد المساهمات : 29839

نقاط : 114704

تاريخ التسجيل : 09/02/2010

empty empty empty empty

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 9 من اصل 10 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى