جحيم الأنا .. ونعيم اهدنا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جحيم الأنا .. ونعيم اهدنا
لو تساءلنا ما الذي أخرج إبليس من الجنة ، ومن صحبة الملائكة ، ومعية المقربين ،
ليكون حاله السخط المهين ، وتحل عليه اللعنة إلى يوم الدين ..؟
لجاءنا الجواب عليه في الذكر الحكيم
( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )
(( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))
هو:
الكبر ..
والعجب ..
والفخر ..
والاستعلاء ..
هى:
لغة التكبر ..
ونزعة الاستعلاء ..
ومنطق الحجود ..
ولهجة النكران ..
هي:
أنا الأنانية ،
وأنا الكبر،
وأنا الجحود ،
وأنا الاستكبار،
وهي التي أودت به واستحق بسببها اللعنات.
وقد حذرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام من الكبر إلى أبعد مدى بقوله :
(( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )).
هي ليست قصة إبليس فحسب ..!!
ولكنها قصة جبابرة وطغاة الأرض في كل مكان ..
وعلى مر الزمان ..
الذين يستكبرون على أقوامهم ..
ويتعالون على بني جلدتهم من البشر ..
ويمنحون أنفسهم ألقابا وأوسمة وسلطات ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان.
وهذه قصة فرعون شاهدة ناطقة كما قصها لنا القرآن الكريم:
(( ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا
خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو
جاء معه الملائكة مقترنين فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين))
أي استكبار هذا .. ؟!
وأي منطق يتحدث به ..؟!
وأي غرور أصابه ..؟!
الأنا ..
هذا الضمير المنفصل
إن لم يهذب نفسه ..
ويصلح حامله ..
ويعالج طبائع ذاته في علاقاته وتعاملاته ..
يقصي صاحبه ..
ويقطع وتينه ..
ويلقي به في مهاوي الجحيم ..
ليفصله عن معية المهتدين في الدنيا قبل يوم الدين والجنة والنعيم.
تسمع قصتهم في كل زمان ..
وتلقى أمثالهم حيث وجود الطغيان ..
وتشاهدهم بمواقع الظلم والعدوان .
ولو تأملنا بعد ذلك المولى سبحانه وتعالى كيف يخاطب الإنسان ..
مستثيرا فيه عقله وحكمته ..
موقظا فيه ضميره وفطرته ..
(( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ))
ما أعظم هذا الخطاب ..
وما أبلغه ..
وماأجمل مايثيره في النفس ..
أما تتحرك المشاعر والقلوب له ..؟
ثم لو تأملنا فاتحة الكتاب .. لرأينا فيها عجبا ..
(( إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم ))
فأنت لست وحدك ..
ولست بمفردك ..
وليس المقام هنا أن تقول:
إياك أعبد ..
وإياك أستعين ..
واهدني الصراط المستقيم ،
فالمولى سبحانه وتعالى يعلمنا أن نخاطبه ونتوجه إليه بلغة الجمع ..
لتكون في معية المهتدين ..
وخلية من خلايا نحلهم ..
لسانك لسانهم ..
وحالك حالهم ..
وجسمك بجوارهم ..
فــ المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا ..
هذه صفة المؤمنين الصادقين ..
وهذا منطق الإيمان بقولك:
(( اهدنا الصراط المستقيم )) .
فالإسلام دين الفرد ضمن الجماعة..
ودين الجماعة ضمن الأمة..
ودين الاعتصام بحبله المتين ..
والتوجه إليه كلية بقلوب متعانقة ..
(( اهدنا الصراط المستقيم ))
والإسلام دين الجسد الواحد ..
والصف المستقيم ..
والبنيان المرصوص ، كما وصفهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:
(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )) .
فمع من ترانا ..؟؟!
نكون مع من يقول: أنا خير منه
أم
مع الذين يتوجهون بقلوبهم وعقولهم وأبدانهم وأجسادهم كيانا واحدا صفا
مستقيما كالجسد الواحد معتصمين بحبل الله المتين (( اهدنا الصراط المستقيم
))
اللهم اجعلنا بفضلك ومنك وجودك وكرمك هداة مهتدين ..
غير ضالين ..
ولا مضلين ..
والحمد لله رب العالمين
لمــLAMYSـــيس- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 2365
نقاط : 20474
تاريخ التسجيل : 22/11/2011
اغلى الغوالي- مستشاريين المنتدى
-
عدد المساهمات : 2347
نقاط : 20747
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
الموقع : شهد القلوب
قلب الحب- VIP
-
عدد المساهمات : 31739
نقاط : 137317
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
الموقع : قلب حبيبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى