طعنة هذا الزمان

من طرف لمــLAMYSـــيس الأربعاء 04 يناير 2012, 2:00 am

أمسكت السكين بكلتا يدي واقتربت من خلفه رويدا
رويدا بدون أن يشعر بشيء ، و رفعت يدي و أنا كاتم الأنفاس ومع أول زفير لي
و بكل قوا يا هبطت يدي كالصاروخ بقوته وسرعته وهى تحتضن السكين لتستقر خلف
عنقه ويخرج سنها من الجانب الآخر وهو يتلوى أمامي . يقف . ويجلس. و
يرتمي على الأرض . وينهض وهو يحتضر . ينظر لي يحملق في وجهي ، يمسك
السكين يحملق في وجهي مرة أخرى . يرتمي على الأرض وهو مازال يحملق في .
يشير إلي بيديه دلاله على المساعدة .. ييأس من النداء . يضع يده على يد
السكين من خلف عنقه . ينظر إلي و يشير بيديه الأخرى . ترتمي يده على
الأرض . يحملق لي دون حراك . بعد أن أرتعش جسده و ما زال ينظر إلي دون
حراك فقد مات

كل يوم أقوم من نومي مفزوعا بهذا الحلم الذي لا يفارق
أحلامي . كل مرة تغفو عيني أرى هذا الشخص وهو يحتضر من سكيني ولكنه ليس أي
شخص أنه أعز صديق لي . نشأنا مع بعضنا . جمعتنا مدرسة واحدة طوال فترة
الدراسة منذ الصغر ، وجمعتنا أيضا جامعة واحدة وتخرجنا واشتغلنا بنفس
الوظيفة ولم نفترق أبدا . أعطيته كل ما أملك من أحاديث و أعطاني هو
الآخر . حتى وصل بنا الأمر إلى حد قول أحد معارفنا بأننا جسدين نمشى بقميص
واحد . معه كل أسرار حياتي الشخصية و أنا أيضا .جمعتنا وظيفة واحدة في أحد
الشركات العملاقة في مجال الكمبيوتر كنا كأي شابين مرحين في تعاملنا مع
الآخرين وخصوصا الجنس الآخر ، كنا محبوبين من جميع الفتيات اللاتي يعملن
معنا . حتى جاءت لنا يوما فتاة لتشتغل وظيفة مرموقة بالشركة ولكن هذه
الوظيفة أقل كادرا من كلينا بالعمل ، أعجبنا بها نحن الاثنين . أعجبنا
بأخلاقها وأدبها وثقافتها .. كنا نتحدث عنها كثيرا في أوقات العمل وغير
أوقات العمل . حاولنا التقرب مها ولكنها لحسن خلقها لا تريد أن تتكلم إلا
بخصوص العمل . العمل فقط وقبل أن أصارح صديقي بحبي لهذه الفتاة وكم أتمنى
أن تكون شريكة حياتي و أم لأولادي . سابقني هو وقال ما يدور بخاطري
ولكنه تمناها أن تكون له .

وهنا حدثت المصادفة العجيبة فصارحته بما أريد وتسمرت أعيننا قليلا وافترقنا وفى اليوم التالي وقبل أي حديث

قال لي كم كنت سعيد أمس باختيارك الموفق ولن تجد غيرها
أم لأولادك . فأعذرني فقد كانت بالنسبة لي نزوة . مجرد نزوة واحتضنته
وقبلني وفى ذات اليوم صارحتها وطلبت موعدا لزيارتها بالمنزل . وفعلا أعلنا
الزواج و تزوجنا .وأصبح صديقي أخا لزوجتي أأتمنه على بيتي و امرأتي في غير
وجودي . حتى وصل حد صداقتنا و ارتباطنا بأنه إذا حضر المنزل ولم يجدني تتم
ضيافته من قبل زوجتي وينتظرني حتى لو تغيبت أنا لساعات طوال فكانت زوجتي
تحكى لي بأنه ساعدها في عمل الطعام هذا اليوم . وانه هو الذي أشترى كذا ….
وكذا

وبعد فترة أعلنت زوجتي حملها في مولود … ووضعت مولدها
الأول الذي كان بمثابة شمعة تنير طريقي .. ومرت السنوات ولم يحدث أي تغير
في حياتنا إلا دلا إله إلا الله محمد رسول الله ولدى المدرسة وهو الآن في الصف الثالث الابتدائي .وذات
يوم جاءت لي مأمورية خارج البلاد قد فوضني بها صاحب الشركة التي أعمل بها
وقبل سفري …. وصيت صديقي على زوجتي و أبني وأن يعمل لهما ما يطلبونه و
أبلغته بأنني سوف أتصل به هو لأطمئن عليها ….. و ودعته وسافرت على أمل
الرجوع بعد عشرة أيام وهى مدة المأمورية .وبالفعل اتصلت به على محموله
الخاص لأطمئن على زوجتي و ولدى و أبلغني بأنهم في كامل الارتياح و لا
يريدان شئ غير رجوعي بالسلامة .. وانتهت المكالمة .فعملي الذي كان من
المقرر أن ينتهي في عشرة أيام أنجزته في سبعة أيام فقط بكثير من الجهد حتى
أعود لبيتي .

وبالفعل غادرت البلاد متوجها إلى شركتي أولا ثم بيتي
.. سلمت مديري أوراق المأمورية وقبل أن أغادر الشركة متوجها لبيتي سألت
على صديقي فقالوا لي بأنه أخذ إجازة بدأت من اليوم الذي سافرت فيه .. لم
أبالي وتركت الشركة متوجها لبيتي وقبل أن أدق جرس الباب فكرت بأن أفاجأ
زوجتي .. بلا شك بأنها ستكون مفاجأة سارة ففتحت الباب و أخذت أبحث عنها
بداية من المطبخ التي ستتواجد به الآن لأعداد الطعام لها ولصغيرها الذي
مازال بالمدرسة . فلم أجدها … ولكنى تفاجئت بصوت ينبعث من غرفة نومي ولكنى
لم أحدد الكلمات و اعتقدت بأنها تكلم ولدى ، فربما لم يذهب للمدرسة في هذا
اليوم فذهبت إلى باب الغرفة وفتحته بفتحة هادئة دون أن يشعر بي أحد لأجد
مالا تطيق عين في حياة أي إنسان أن ترى .

رأيت صديقي يعتلى جسد هذه المرأة التي يسمونها زوجتي
و أم لولدي .. رأيته يستلقي بجسده فوق جسدها وهم عرايا كأنهما حيوانات
برية تمارس الجنس في شوارع المدينة لا تبالي أي شيء .. رأيت معاشرته لها
معاشره الأزواج الغير شرفاء .. معاشرة حيوانات تلهث وتستغيث وتنبح و تعوي
… ومرت أمام عيني رحلة صداقتي بهذا الشخص كشريط سينمائي قصير وكيف له أن
يستثمر هذه الصداقة في أعمال خائنة ويشاركني زوجتي …

تمالكت نفسي و أغلقت الباب بهدوء دون أن يشعروا بي ..
وخرجت من الغرفة بل من الشقة بأكملها تتخبطي الشوارع بين جنبتها … حتى
وصلت إلى أقرب تليفون واتصلت به لأبلغه بأنني أتيت من سفري وعلى وشك
الذهاب للمنزل فأمامي نصف ساعة ….قلتها و أنا أستشيط نارا بداخلي ولكنى لا
أدرى لماذا فعلت هذا ..؟ لماذا أعطيته الفرصة الأكثر لأن يهرب من خيانته
هو و زوجتي …؟ لا أعلم وبعد نصف ساعة صعدت لشقتي فلم أجده وقابلتني زوجتي
بكل ترحاب و اشتياق مصطنع طبعا و بالأحضان والقبلات الزائفة .. ولكنى لم
أتمالك نفسي و واجهتها بكل ما رأيت فاصطدمت هي به و لم تجد أي من الكلمات
تعبر عن فعلتها الخائنة و رفعت يدي و لأول مرة في حياتي أضرب زوجتي فقد
كنت أحترمها احترام الأبوين .. أخذت أضرب على وجهها هنا وهناك وكأني أضرب
لص حاول انتشال محفظتي .. ولكنها انتشلت مني شرفي و خانتني …. فثرت عليها
و بدون أي تحكم اتجهت إلى المطبخ و التقطت سكين و ذهبت مسرعا إليها وهى
فاقدة الوعي …. طعنتها كما طعنتني في شرفي طعنتها أكثر من خمسون طعنه ..
حتى ارتميت هي في بحر من دماءها النجس دون حراك .. فاتجهت لأقرب كرسي و
ارتميت عليه متعبا وقد استرحت نوعا ما وأخذ الشيطان يوسوس لي مرة أخرى
وتتقاذف إلى رأسي صور الخيانة أمام عيني .. وصور مستقبل طفلي الذي هو أملى
الوحيد في الحياة ..وكيف له أن يعيش عندما يعرف بأن والدته خائنة نجسه
عاهرة و أبيه بين قضبان السجون . وتتقاذف إلى رأسي صور أكثر بشاعة بأن
أقتله خوفا على مستقبله وخوفا على سمعته بعد ذلك ….

و بالفعل حضر من المدرسة وبدون أي رأفة من أب على ولده
أخذته من يديه قبل أن يرى أمه العاهرة وهى مسجاة على الأرض أخذته إلى
الحمام وقلت له أغمض عينيك فرد على وبراءة الأطفال تطل من عينيه
أنت عامل لي مفاجأة
فقلت له و أنا أرتعش حبا له
نعم أغمض عينيك
وحملته
ووضعته بالبانيو الذي ملئته بالماء قبل حضوره .. وأغرقت رأسه وجسده به
بالكامل حتى نفذت أخر أنفاسه وهو يحاول التشبث بي ويطلب المساعدة ويفتح
عينيه في الماء وينظر لي و كأنه يقول لي – أهذه هي المفاجأة التي ستفاجئني
بها نعم يابنى مفاجأة ليست سارة ولكنها مفاجأة لحمايتك من الدنيا ..وقررت
أن أسلم نفسي للشرطة … وبالفعل فأنا ألان بين القضبان مع أول ليلة بعد
الحكم على بالمؤبد رأفة لحالي أثناء الخيانة ….والحلم لم يتغيب عن مخيلتي
أبدا من وقتها و أتمنى و لو تحقق و أقتله بنفس السكين الذي قتلت به زوجتي

فإلى اللقاء يا صديق