سهام لا تخطئ

من طرف عبير الروح الجمعة 02 مارس 2012, 9:39 am

سهام لا تخطئ

ريم في الخامسة عشر من عمرها،انفصل والديها عن بعضهما
وهي في الثالث من عمرها،،انفصلآ بشكل هآدئي دون أن تلاحظ
ريم ما حصل على أمها المسكينة ،وماجرى من تغيير في حياتهم ...
غاب الأب عن ابنته اثنا عشر سنة لم يعرف من هي ريم وكيف اصبحت،،
كل ماعليه هي النفقة أما مشاعر الأبوه لم يعرفها تجاه تلك الهادئة ريم،،
تلك الفتاة التي ربّتها أمها أحسن تربية ، جعلت منها مدّبرة الرأي
راجحة العقل،طموحة،واعية،مستقبلية،تعرف ربها وتقوم بواجباتها..

في تلك الليلة السوداء تزلزل عقل والدها عندما سمع أن زوجته السابقة
سوف تتزوج،،كيف هذا لايمكن لها أن تتزوج ومعها ريم، سأحطم حياتها
بل ساأكمل ماقد فعلته في الماضي""رفع الأب قضية يطلب فيها حضانته لأبنته
وهو الذي رفض أن يربيها بسبب إنشغاله بزوجته الثانية وبناتها الثلاث ,,,
ومع شدة المحاولآت من ريم وأمها لم يتركوا شيئاً إلا وفعلوه حاولوا بتغيير
زمام الأمورأن لايأخذ ريم من حضن والدتها الدافئ
الحنون بالرغم من تنازلها والتراجع في زواجها ’’رفض الأب
تنازلت عن النفقة لريم,, رفض.. فبشاعته وأنانيته تحتم علية
التراجع عن قراره ،،،شخص لآيعرف أنه يدّمر روح فتاة
متعلقة بأمها الصالحة,,,شاء الله واخذ ريم ولكن ربي
الطف بعباده من الأم الحنون على ولدها،،،

فبينما الأب خارج البيت سمع الأم
تقول لريم:يابنتي لاتنسي الصلاة
يابنتي لآتنسي أن تفرشي سجادتكـ ليلاً
والناس نيام ،وأحسني إلى زوجة أبيكِ
وحاولي أن تملكي قلبها وعامليها مثل ماتعامليني،
،،ودعتها والدموع تجري من عينها مثل النهر الجاري
فلقد تفرق الجسد عن الروح ،،تفرق الحبيب عن حبيبه كيف
لآوريم لم تعرف حضن غير حضن والدتها..

ذهبت ريم إلى زوجة أبيها الساخطة واندمجت مع أخواتها
الثلاثة اللآتي لم يرحبن بريم ولم يرغبن بجلوسها...
مرّ يومان وكأنها سنتان على ريم تذكرت بعدها بل
استنتجت من اليومان ومرارة ماذاقت فيها //تذكرت كلآم أمها
::حاولي يابنتي أن تملكي قلبها..نعم ..راح اطلب من زوجة
أبوي طلب ويارب توافق..أخذت ريم زوجة ابيها في غرفة
لوحدهم وقالت:خالة ممكن أطلب منك طلب؟؟إيش تبغي من
اولها طلبات هذا الي علمتكِ عليه أمك""خالة ممكن تسمحي
لي اقول لكِ(أمي) قالتها وقلبها المشغوف يتفطر على امها
الحقيقية لكن عليها أن تنفذ طلب امها{ عامليها مثل ماتعامليني}~
خالة اقولها لكِ//قولي أمي ولآخالة ماتفرق عندي..قبلّت رأسها~ْ
وهي تقول رحمتك ربي الطف بي لطفاً عظيماً يآرب...تغير
كل شئ في حياة ريم حتى مستواها الدراسي ولكن الفتاة الذكية
الطموحة هي التي تجعل في حياتها روحاً وطعما ًذو نكهة مميزة~ْ
فكرت ريم في ذاتِ يوم بنيتها الصادقة وبقلبها الحنون,,
اليوم بعد الغداء أطلب من ابوي أن أشتري هدية للأمي وهي تقصد
زوجة الأب حتى اتقرب إلى قلبها ,,,أبوي ممكن اقول لك شئ,,أبوي
ممكن تسمعني ,,تناثرت العيون من الزوجة وبناتها مابها ريم ماذا!!ْ
ستقول سترك يارب هل ستفرغ ما كنا نفعله بهامن أذى ماطر،،أسكت
الأب ريم خشيةً من زوجته..... ~|{

ريم إيش كنتي تبغي من بابا وقت الغذاء’’ولاشئ بس كنت
بطلبه طلب،،وه الحمدلله طيب قولي إيش هو الطلب,,سّر خاص
مااقدر اقوله لكم ,,مونحن اخوات ريم قولي الله يخليكِ,,
توعدوني ما تقولوا لأحد,,نوعدك,,كنت ابغى اروح السوق
واشتري هدية لأمي,, إيش هدية!!؟ نعم هدية ليش في شئ!!
لم تعلم المسكينة أن اخواتها لآيعرفن فنون التعامل مع الآخرين
ولم يعرفوا أن ريم هي من طلبت ان تنادي أمهم بهذه الكلمة(أمي)~
فقد كانوا يظنون أنها تقولها فقط من باب الذوق العام والآحترام....
ذهبوا الأخوات وخلفوا وعدهم ..ريم راح تشتري هدية لأمها ،،إيش
هدية!!ماما هي قالت لنا كذا ’’آآآآه يالاقلوبهم الصغيرة والضعيفة بل
انهم لم يتعرفوا إلى ريم وإلى ضياء قلبها الوسيع’’دخلت وقالت لها
ريــم:سمعت إنك بتروحي السوق وبتشتري هدية لأمك؟؟..تنّسمت
ريم واحتارت ماذا تقول سوى..~ْ..أمي الهدية لكِ..لآتكذبي قوليها ..عشان
بتزوريها بعد يومين مدّت يدها إلى يد زوجة أبيها لتقبلها...!!وماتمالكت
زوجة أبيها الموقف إلا وهطلت عليا بالضرب المبرح :~ْ.,,ماذا فعلت البريئة
,,ماذا عساها إذا صدقت وآتت بهدية لأمها وخرجت من المنزل وهي تحملها
وصل الخبرإلى الأب ولخوفه الشديد من إزدياد حدة المشاكل فهو يرى ويتغافل
عن ماتفعلة زوجته وبناتها ، وعن إحسان ريم لهم ،،،أعاد ترتيب أوراقه
وأعاد ريم إلى أمها

والسبب يعود لله أولاً ثم إلى تطبيقها
كلآم أمها (لآتنسي أن تفرشي سجادتكـ)...

سهام لا تخطيء ولكن~ْ
لها امد وللأمـد انقضـاء
فيمسكها اذا ما شاء ربـي~ْ
و يرسلها اذا نفذ القضـاء